قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثامن والسبعون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثامن والسبعون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثامن والسبعون

انهى نضال مكالمته مع الرجل الذي كلفه بالتقصي بإخبار زوجته فرح
تلك القطة الشقية التي اصدرت له مخالبها في آخر لقاء لهم، لم يكن يعلم أن القطة التي أدخلها في منزله ورعاها أصبحت تخدشه باظافرها بشكوى ودلال
القطة مختبئة في قصر العائلة الذي اصبح محرم عليه مؤقتا زيارته بسبب تلك القطة التي أخذت عائلته حلفائها وتركوه هو بمفرده.

الماكرة، الخبيثة، بملامحها الطفولية والبراءة استطاعت ربط عائلته ببراءتها المخادعة
ابتسامة تزين ثغره وهو يهز رأسه بيأس، لا يصدق قطته اصبحت تتحداه وتريه الى كيف تستطيع خداع الجميع حتى هو!
تلميذته النجيبة أصبحت تتحدى استاذها، اكمل سيره وهو يتوجه نحو غرفة مكتبه في الفندق الخاص بالعائلة ليهز رأسه وملامحه المتسلية لاحت على محياه، انغلقت تعابير وجهه فور رؤيته لخطيب اخته الصغيرة.

لم يخفي نضال كرهه تجاه نزار الذي كان يجلس على مقعد الانتظار، ارتسمت ابتسامة جامدة على نزار ليشيح نضال برأسه موجها حديثه نحو السكرتيرة المائعة خاصته التي سيرسلها قريبا الى بيتها مقررا الاستعانة المرة القادمة برجل كى تتوقف الحمقاوات عن التفكر بخداعه واسقاطه في حبائلهن.

يكفى ما لديه من قطة متمردة يرغب في اعادة تربيتها كى لا تحاول الخروج عن طوعه مرة اخرى، ثم لا يعلم لما يشعر انه عينيه امتلأت فجأة ونفسه عافت عن النساء تماما وان كان على سبيل التسلية
لن يحاول تفسير هذا الشعور، ولن يقوم بتفسيره
سيرجح الأمر أن اكتفى من النساء، ولديه الآن طفلة صغيرة شقية يرغب في تربيتها وإمضاء اكثر وقت معها، لكن وقته الضيق لا يسمح له بذلك.

والصغيرة تشتكي وتبكي وتثور، مطالبة بوجود والدتها او فرح
وهو لا يستطيع ان يجلب لها الاثنتين، اصبحت أفعال الصغيرة عنيفة قليلة
تتدلل عليه، ثم تمتنع بالحديث معه والخصام بينهما يصل فوق عشر دقائق ليرضخ هو ويقوم بمصالحتها وهي بدلالها الزائد ترفض الاستجابة له
ثم بالنهاية ترضخ لدغدغاته وتنفجر ضاحكة متمتة باسمه...
صاح بغلظة موجها حديثه نحو سكرتيرته
-بيعمل ايه هنا ده.

استقامت السكرتيرة قائمة من مقعدها وهي تجيبه بتوتر
- صمم يقابل حضرتك يا مستر نضال
القى نظرة حادة نحوه ليغمغم بحدة
- يعني لا اقدر اخلص منه في البيت ولا في الشغل، اهلا يا ابو نسب
علا صوته في آخر كلمتين يقترب من نزار مرحبا به ببرود مرشدا اياه نحو مكتبه، هز نزار رأسه وهو يغمغم بجفاء
- مارح اخد من وئتك كتير.

لوى نضال شفتيه ساخرا ليغلق باب مكتبه متوجها نحو مقعده ليجلس عليه بتفاخر رافعا كلتا ساقيه بوقاحة على مكتبه، استشاط نزار غضبا لكنه أدار بوجهه للجهة الاخرى محوقلا قبل ان يلتفت اليه قائلا
- فهمني ليش عم تعمل هيك
عقد نضال ذراعيه متمتما ببرود
- بعمل ايه؟
زفر نزار بسخط وهو يضم قبضة يده كي لا يقتل ذلك المزهو بنفسه قائلا بحنق
- عم تستعرضلي عضلاتك و بتعرض حياة الناس يلي حواليك بخطر.

هم نضال بالرج عليه الا ان رنين هاتفه قاطع حديثهم، انسل الهاتف من جيب سترته ليتطلع نحو اسم المتصل بمكر قائلا لمحدثه
- ثانية
هز نزار رأسه بيأس ليرد نضال على الاتصال قائلا
- الهدية وصلتلك
وصله صوت رهف الحانق
- نضال، علفكرا مش معنى انك تبعتلي ورد كل يوم ده يخليني اسامحك
لاحت ابتسامة هادئة على شفتيه وعيناه تغيم سعادة ليقول بصوت مسترخي
-والهانم عايزة ايه
زمت رهف شفتيها وهي تفكر في طلبها الثاني لتجيبه.

-تجيلي كل يوم يا نضال باشا
ليقتله وقاص وقتها، إلا أن التحدي لرؤية شقيقته وقطته محفز جدا للشجار مع اخيه، تمتم بمكر وهو يتطلع نحو نزار
- اجيلك يا رهف هانم، انا اقدر على زعلك
زفر نزار بحدة لتتسع ابتسامة نضال الماكرة وهو يغمغم بنبرة هادئة
-معلش يا روحى ورايا شغل، اديني وقت لحد لما اجيلك
تنهدت رهف بحنق لتجيبه بلهفة
- حاضر، خلي بالك من نفسك.

لم يجيبها بل ابتسم وهو يغلق مكالمتهم، وسؤالها الدائم عن حاله واهتمامها به ربما هو ما يصبره كي لا يجن امام عائلته حين تراجعت اسرار تلك المرة عن دعمه!
رفع رأسه مستيقظا من شروده من صوت نزار الحانق
- تقدر تجاوبني دلوقتي
زفر نضال بملل وهو يجيبه ببرود
- اسمع يا شيف انت، انت عارف اني مش طايقك صح، ومش هخبي ده قدامك لاني عايزك تعرف انك مهما عملت عمري ما هتقبلك.

اتسعت عينا نزار من وقاحة الرجل الذي أمامه، ليجز على اسنانه محاولا عدم مد يديه لقتله فقط لاجل خاطر شقيقته ليقول
- صدقني الغاية الوحيدة اللي بسعي ليها هي رهف وبس
اشتدت خضراوة عينيه ليقول بنبرة حادة
- هلا بدك تجاوبني
لم يعبأ نضال لتهديدات الشيف الجوفاء وخصوصا أنه من أتى إلى ساحة أرضه ومعركته، ليشيح نضال يديه بلا مبالاة قائلا.

- اسمع يا شيف انت، انت عارف اني مش طايقك صح، ومش هخبي ده قدامك لاني عايزك تعرف انك مهما عملت عمري ما هتقبلك
لاحت على شفتي نزار ابتسامة متهكمة ليجيبه قائلا
- ليك ماحدا بهمني غير رهف فهمان
ثم خبط بعنف على طاولة المكتب قائلا
-فهمني ليش كزبت عليي
ألهذا جاء لمقابلته؟ ليتاكد من عذرية رهف المشكوك بها سابقا وحينما تأكد واطمأن يأتيه الان ثائرا!

احمق حقا، ولما اتعب هو نفسه وخاطر بعلاقته مع شقيقته، اليس للاطمئنان ان الرجل الذي معها هو جدير بها! حتى وان كان يكرهه لكنه بالنهاية اظهر انه رجل وليس طفل غر يسهل اللعب به، رفع نضال حاجبيه وهو يغمغم بمكر
-ومين قالك انى كدبت عليك
استقام نزار من مجلسه بحدة وبدا يفقد زمام سيطرته ليصيح بحدة قائلا بجنون
- لك انت تطلعني عن طوري وعصب عليك
تطلع إليه نضال بلا مبالاة لتتسع ابتسامته الباردة قائلا.

- وماله، يبقى نشوف وش تاني غير وش البارد بتاعك ده
هاجت شياطين نزار ليضم أنامل يديه مستعدا للكم ذلك الاحمق، الا انه في اخر لحظة خبط بها على طاولة مكتبه صارخا في وجهه
- لك مفكر حياة الناس لعبة انت من انو طينة مصنوع اه
هز نضال رأسه وهو يجيبه ببرودة اعصاب
-والله دي حاجة متخصكش
شمله نزار متأملا المتبجح امامه بنظرات غامضة ليهدر في وجهه حانقا
- بتعرف الحكي معك خسارة، وبتعرف عنجد انت يلي رح تطلع خسران ورح تندم.

ضغط نزار قبضة يده بعنف على طاولة مكتب نضال ليلتفت مغادرا لاعنا هذا الاحمق، ولاعنا نفسه لأنه حاول التحدث معه، ليسمع الى صوت نضال المستفز
- طريق السلامة
أغلق باب المكتب خلفه بحدة ادى الى انفجار نضال ضاحكا وهو لا يصدق أن ذلك الشامي اتى اليه ليعمله
حقا يمزج هذا الرجل، من بين الجميع يأتيه ذلك الاحمق الشامي بنبرات صوته التي يعلم كيف تؤثر على النساء ليحاول استمالته.

والله يقتل نفسه ولا يقضي وقتا مع صحبته بلسانه الأعوج هذا!

في قصر الغانم،
الحال عندها لم يكن مملا وهي تستأنس وجود فريال ووجود أسرار الدائم ألفته بطريقة مؤلمة
تخشى أن تحرم من ذلك الدفء مرة اخرى و ينتزعها منه، شردت فرح وهي تحاول ان تحدد خطوات حياتها القادمة الخالية من وجود رجل
ستكون حياتها فقط خاصة بها، دون الحاجة لرجل ولا اعتماد لرجل
رغم علم الجميع لما ستقوم بفعله لنضال، الكل أيدها حتى شقيقته الصغيرة لم تصدر اعتراضا ولا رفضا.

لا تعرف حقا كيف تلك العائلة المجنونة تفكر؟
كيف يحبونه وهو يعلمون أن ما سيفعلونه لن يكون في صالحه
بل ربما ستتوتر علاقتهم، لكن الجميع غير مكترث، يهتمون بها ولراحتها
تحشرج صوتها وحاولت ان تفكر بايجابية، متناسية ردة فعل عائلتها التي لم تحاول رفع هاتفهم للاتصال بها.

ولما سيتصلون وهم يتكفل بدفع مصاريفهم الشهرية، ربما الأشهر المقبلة سيتصلون بها وستخبرهم هي ببساطة انها لن تدفع قرشا عليهم، ما يأتيها سيكون لها فقط وبالكاد سيكفيها وان ثاروا فليلقوا بأنفسهم في أقرب نهر
هي لن تتدخل مرة أخرى، اكتفت من الاهتمام بالاخرين، ستسعي للاهتمام بنفسها
انتبهت على صوت فريال وهي تقول بنبرة مشاكسة
-صباح الخير يا حلوة.

تنحنحت فرح وهي تجيبها متمتمة وهي تتطلع نحو اسرار التي جاءت في زيارتها الصباحية المعتادة بعد اخذها لاجازة حتى وضع حملها
-صباح الخير يا فريال
حاولت ان تبتسم وهي تتأمل المرأتين عيونهم تلمع بسعادة ووجوههم ناضرة بسبب الحمل، لتلمس موضع بطنها الفارغة ومشاعر امومية تستفزها رغما عنها
لطالما رغبت هي في تأسيس عائلة مع نضال، حب حياتها الاول
او لعنتها الوحيدة والاخيرة، الا انه اكتفى بابنته.

ظنته سيلين، لكنه فاجئها برفضه الصارم بوجود طفل في ذلك الوقت معللا أن شمس تحتاج لرعاية
وهي من شدة غبائها ولهفتها وحبها رضخت، هل كانت لتلك الدرجة معمية عن كرهه لها!
انتبهت على صوت فريال وهي تسالها
-مالك مكشرة كدا ليه
تطلعت نحو المرأتين لتهز رأسها نافية لتسألها وهي تتأمل بطنها المنتفخة
-امتى ميعاد الولادة
تنهدت فريال بألم مغمغة.

-هانت خلال الاسابيع الجاية، حاسة ان شكلى مش انا وجسمي ورم في كل حتة شبة البالونة اللى قربت تتفرقع
ربتت فرح على ساقيها قائلة
-ان شاء الله تقومي بالسلامة وتكون ساعة سهلة
اتسعت ابتسامة فريال باشراق قائلة
- يارب، عارفة يا فرح، كنت طلعت من علاقة مش هقولك فاشلة، كنت مدمرة، بس مخلتش اليأس يتملك مني، اشتغلت على نفسي وكان بس الانتقام دي الحاجة الوحيدة اللي هتشفي غليلي منه.

انتبهت اسرار لحديثهم بعد أن أنهت محادثتها من رجل كهفها وتعليماته التي يرددها كل يوم حينما تخرج من المنزل لتستمع إلى فريال التي استرسلت قائلة
- بس في ذورة انتقامي جيه وقاص، مش هقولك وقعت في حبه اول ما شوفته، بس حبه بدأ يملأ قلبي واتملكني
تنهدت فريال وهي تغمغم.

- الملخص من اللي بقوله، لما تطلعي من العلاقة دي تستجمعي نفسك وتنتبهي لحياتك انتى، مين عارف ممكن يجي حد ويعوضك عن اللي حصلك ويوضحلك ان الحب ده كان مجرد هوس وخلصتي منه
هزت فرح رأسها وهي توجه حديثها نحو اسرار قائلة
- تفتكري
التفت فريال نحو اسرار لتسألها
- انتى ايه رأيك يا اسرار
فكرت قليلا ثم إجابتهم بصراحة
- اوعك تسمحي لليأس يتملك منك
لوت فرح شفتيها ساخرة لتهمس
- بس ده صعب
ابتسمت اسرار بتشجيع قائلة.

- صدقيني الحاجة الوحيدة اللي هتقدر تنهيكي هي سلاح اليأس، عموما انتى حلوة وصغيرة واكيد كتير هيحاولوا يقربوا منك واللى هيفوز هو اللي هيقدر يزرع حبه في قلبك غصب عنك
التفت فريال نحو اسرار وهي تغمز لها بمشاكسة
- بقيتي رومانسية يا مدام اسرار
غمغمت اسرار بصراحة شديدة
- أنا رومانسية بطبعي على فكرة، كل ست رومانسية بطبعها، غصب عنها ومش بارادتها بس الشطارة اذا هتعرف تخبيه ولا لأ.

صفرت فريال باعجاب، لتتنهد بحزن على ما آلت اليه احوال ابنتي خالها مغمغمة
-القعدة دي محتاجة شادية وجيهان حقيقي، بس للاسف فيه بعض المشاكل اللي مخلياهم ميقدروش يجوا زي زمان
التفتت فريال نحو اسرار وفرح لتسترسل بابتسامة حزينة
- جيهان دي مجنونة جدا وجريئة جدا، حقيقي الضربة اللي اخدتها دي اتمني انها تعقلها
اعترضت فرح قائلة بصوت متهكم
- المجنون هيفضل طول عمره مجنون، مفيش حاجه هتغيره.

عقدت فريال حاجبيها بعدم فهم، لتتسع ابتسامة اسرار بمكر وهي تهمس بخبث
- واضح ان احنا بنتكلم عن ناس بعيدة عن جيهان
اكتفت فرح بارتسام ابتسامة لطيفة على شفتيها وهي تغير مجرى الحديث قائلة
- ممتنة لوجودكم جنبي
ضربتها فريال بخفة على ذراعها قائلة
- عيب تقولي الكلام ده، انتي واحدة من العيلة، واللي يبقى من العيلة عمره نتخلي عنه
دققت فرح نحو اسرار لتغمغم بجمود
- بس انا مش هبقي منها بعد كدا، نضال هو اللي من العيلة.

هزت اسرار رأسها بيأس من المرأة التي امامها لتغمغم ببرود
- نضال دلوقتي بيحاول يبعد من العيلة، وصدقيني ده قراره وهو حر
عقدت فرح حاجبيها بريبة قائلة
-غريب انك تحكي عنه كدا
تجهمت ملامح اسرار للجمود لتغمغم
- نضال اخويا قبل كل حاجه، وهفضل ادعمه في الصح ونعلمه الغلط ويصححه
تلألأت حدقتي اسرار وزرقة عينيها تموج بخطر لتهمس بخبث
-خلونا نشوف هيكون رده فعله ايه بعد اللى ما يعرف خطوتنا الجايه.

في شقة نضال،
رنين جرس الباب المتواصل جعل نضال يلعن الجرس والزائر الذي لم يرفع اصبعه عن جرس باب المنزل، أطلق نضال عدة سبات ولعنات بذيئة وهو يفتح باب الشقة ليتفاجأ بلكمة عنيفة جاءته على حين غرة وماهر يتقدم نحوه بوحشية ممسكا بتلابيب قميصا ليصرخ ماهر بوحشية
-موتك على إيدي يا و.

لكمة وثانية وثالثة سددها ماهر في وجهه وجسده ليحاول نضال استعادة سيطرته لجسده محاولا أن يواجه ذلك الثور الهائج، ليدفعه بقوة عنه قائلا بصوت ساخر ماسحا الدم الذي انبثق من فمه
-الله الله، ما احنا كنا كويسين دلوقتي
الشياطين تتراقص بجنون امام ماهر، انفاسه تتصاعد وتهبط بجنون ليضم قبضة يده محاولا تحطيم فكه صائحا بجنون
- ورحمة امى ما هسيبك يا ابن.

تمسك نضال بقبضة يده بعنف ضاغطا بعنف على قبضة يده وهو يجز على اسنانه بغيظ قائلا
-ده احنا اتطورنا و بقينا نشتم بالاب كمان
بيده الاخرى سدد لكمة في بطنه ليضع نضال يده على بطنه محاولا أن يتحامل على تلك الضربة ليبصق ماهر في وجهه قائلا بحدة
-فاكر ان اللى عملته ده هيخليني اسيبك، ورحمة امى ما هسيبك يا نضال الكلب
ابتسم نضال بتهكم قائلا
-ده انت ناوى على خناقة بقي
مد ماهر ليركله قائلا بحدة
-على موتك يا قذر.

امسك نضال ساقه بحدة ليختل توازن ماهر ساقطا أرضا لينهض نضال وهو يحدق بعينين ثائرتين، غير راغبا في الشجار
بل تاركا الشقيق يخرج طاقته السلبية امامه
كان متوقع ذلك في يوم، من شقيقته بالتحديد، الامر كان لن يتعدى سوى صفعة أو اثنين او والدها
لكن لم يكن يتوقع شقيقها أن يكون هو في المقدمة!
استقام ماهر وهو يعيد لكم وجهه صارخا
-مش هسيبك الا لما تموت على أيدي.

امسكه من ياقتي قميصه ليلكمه بحدة وزاده الامر ثورة ان الخصم لم يحاول رفع يديه للدفاع عن نفسه
بل مستسلم له بطريقة احرقت اعصابه، ضربه بغل في بطنه ليصيح
-الا عيلتي يا، خط احمر دول
انفجر نضال ضاحكا وهو يبعده بقوة عنه محاولا إعادة ترتيب قميصه ليقول
-انا مالى بعيلتك انت جاى تتبل عليا
ظهرت شبح ابتسامة قاسية على شفتي ماهر وهو يضم قبضة يده مستعدا للنزال الثاني قائلا بحرقة اخ محاولا جلب ثأر شقيقته.

-انت فاكر انى هتستغفلني، لا فوق انت عارف انت عملت ايه كويس
ليقترب منه وهو يرفع قبضة يده مستعدا للكمته قائلا
-ولو معتصم السويسري هيمشيها سياسية انا باخدها بالدراع
قاطع النزال رنين جرس منزله، ليرفع نضال عينيه نحو رجل غريب ممسكا بدفتر كبير، ازدرد الرجل لعابه وهو يغمغم
-دى شقة الاستاذ نضال الغانم
عدل نضال ياقة قميصه ليرى ماهر الذي اخفض قبضة يديه وعينيه متوحشتين ارعبت الرجل، ليقترب من الرجل قائلا بتهكم.

- والله على حسب الحالة
ازدرد لعاب الرجل وهو يضع نظارته على عينيه قائلا بصوت مرتعش
-فيه دعوة اترفعت على الاستاذ في المحكمة
ارتفع حاجبي نضال بريبة قائلا
- دعوة ايه دى كمان
تنقل الرجل بنظراته نحو الرجلين، ليعدل نظارته وهو يجيب بتوتر
-دعوة طلاق.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة