قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثالث والتسعون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثالث والتسعون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثالث والتسعون

التعلق الشديد بشخص
يصل أحيانًا إلى القتل!
وتعلقه بها كان مميتًا، يائسًا، راجيًا
مسألة حياة أو موت بالنسبة له
ففي سنوات عمره التي تخطت الثلاثون لم يكن ليتصور أن تأتي إليه صغيرة بالكاد تبرطم ببعض الكلمات الأجنبية وجمل متعثرة، أن تستحوذ على قلبه بشكل مفجع.

استند نضال على سطح النافذة وعينيه معلقتين على حياته القابعة في فراش وحيد، تمارس أقسي طقوس لتسترد عافيتها سريعًا كي لا تمرض من أقل عطسة أو من بشري لزج..
زفر بحدة وهو لا يصدق حال أوضاعه في العمل الذي بالكاد يذهب إليه، بالكاد يوقع على بعض الاوراق وينطلق طائرًا إلى صغيرته
ابتسم بشماتة، جاءت من تزعزع بكبريائك وتهشم قوتك الواهية
مضي جلوسها في المشفي أكثر من عشرين يومًا، والأطباء ينصحونه أنها تعافت.

لكنه ليس مستعد لجرها إلى ظلماته، ربما تلك المرة يخسرها دون فرصة تستطيع منها النجاة
هو يخاف
يخاف كثيرًا إن جرها لدركه الجحيمي، وتتخبط الصغيرة متعثرة وتضل طريقها، هو لن يسمح لها بأن تذق طعم العلقم ولو على جثته..
انتبه من شروده حينما ظلل جسد ضخم جسده ليرفع نضال عينيه من على النافذة وينظر لصاحب الجسد الذي قرر أن ينغص حياته، أو ينتشله من جنونه لتنفرج شفتي نضال بابتسامة ساخرة وهو يحيي وقاص.

-بتعمل ايه هنا يا باشا
ضم وقاص يديه في جيب بنطاله ومد ببصره تجاه النافذة، ليرى الصغيرة نائمة كالملاك، رفع وقاص عينيه وهو لا يصدق أن الرجل حجز الحجرة لإقامة قد تمتد لأشهر من أجل صحتها
هذا ما أخبره به مدير المستشفى، والطاقم الطبي الذي يدفع لهم اوصلو شكوى للمدير أن الفتاة قد تعافت ولا حاجة للبقاء أكثر، هناك من بحاجة للفراش أكثر منها
اخفض ناظريه وهو يرفعه مرة أخرى لنضال ليقول بنبرة ذات مغزى.

-باشا مين يا نضال، احنا في مقام اخوات ولا ايه
لم ينبس نضال ببنت شفة، إلا أنه هز رأسه بعد برهة من الوقت يغمغم بسخرية مؤكدًا
- اخوات فعلا
ثم وكأنه تذكر شيء ما جعله يرفع رأسه سريعًا ليقول بنبرة متهكمة
- مكنش ليه أي لزوم تبعزق اسهمك لأي حد.

انفرج عن شفتي وقاص ابتسامة ناعمة يبدو أن الرجل بدأ يتحدث عن هذا الأمر بعد أن ظن انه لن يتجرأ للتحدث إليه، تأمل تملل شمس التي تتملل في فراشها، صاحبة الانشات الصغيرة أصبحت شريكتهم ولو بنسبة ضئيلة من الأسهم لكنها أصبحت شريكة، رفع وقاص زرقاوة عينيه يحدق في سواد عيني نضال المتشبع ليقول بنبرة ذات مغزى
-وهي شمس برضو أي حد.

زفر نضال بسخط وهو يشعر بقيد اخر يجره لتلك العائلة مرة اخرى، لكنه سيفكر في الصغيرة و ينسى حاله
الأهم هي شمس وما يجب على شمس أن تشعر به هو دفء العائلة فقط
هز نضال رأسه قائلا بلا مبالاة
- مش مهم، كل اللي عايزه أن شمس تحس ان ليها عيلة لو حصلي حاجة.

ارتفع حاجبي وقاص بدهشة ثم عاد ليدقق النظر بعبوس إلى نضال الذي اسودت ملامح وجهه قتامة، والأسى الذي يعتري وجهه جعل وقاص يقترب من شقيقه مربتا على منكبيه قائلا بلهجة واثقة
- أنت وهي ركن أساسي لحجر أساس العيلة يا نضال، متنساش انها اول حفيد للعيلة
جز نضال على نواجذه ليضع كف يده على النافذة وعينيه تتأملان صغيرته الساكنة بسلام، زفر نضال باختناق ليغمغم بقسوة.

- شمس متكتبش ليها انها تعيش حياة طبيعة، من ام مهملة، واب مهمل، تفتكر هتبقي زيي في يوم من الأيام
كان يتساءل وعينيه تأبى مقابلة عيني أخيه، لا يعلم أيخشي من رؤية الخذلان في عيني أخيه، أم يؤكد له شكوكه
على كلا هو يسعى ويحاول، ألا يحتسب له؟!
لما لا يحتسب انه يحاول جاهدا التخلص من مرارته، رفع عينيه ليقابل وقاص الذي سأله بهدوء
- انت شايف نفسك ايه
عبس نضال وتجهمت ملامح وجهه ليجيبه بسخرية حادة.

- شيطان، ولا انت عندك نظرة تانية!
امتعضت ملامح وجه وقاص ليجيبه برزانة
- الشيطان ممكن يقلب لأقرب شخص ليه عشان مصلحته، بس انت يا نضال مش شيطان ولا هتكون شيطان
انفرجت عن شفتي نضال ابتسامة ساخرة، حتى أخيه يراه لن يستطيع أن يتحول الشيطان
لا توجد امرأة وعاشرها لا تكره حتى اسمه، وإن كانت جميع النساء في كفة، ففرح في كفة أخرى
فرح لا تمضي دقيقة دون أن تلعنه وتحرقه حرفيًا، ظن أن بسماعها لخبر مرض شمس أن تأتي.

ليكون معترفا ويتقبل ببساطة صراحته ولو لنفسه، السبب الثاني لبقاء شمس في المشفى ربما تحاول فرح أن تأتي لزيارتها ما ان تسمع الخبر
سيكون لها فرصة للانفراد بها بعكس شقته، لوي شفتيه حانقًا حينما استمع إلى نبرة وقاص الساخرة بعض الشئ
- ممكن بيطلع منك تصرفات غريبة، بس انت متقدرش تكون شيطان
التفت نضال في مواجهة وقاص، لا يعلم ماذا يخبره
أيخبره بعجزه عن كونه حقيرا أمامهم، أم شيطانا في عيونهم.

لما لا يرونه مسخ أو شيطاني؟!
فقرر أن ينطق بأغبي شئ في هذا الوقت الحالي
-نصيحة مني لما تقرر تخلف متجبش بنات، عشان ميخافوش من البعبع اللي هيكره حياتهم
اتسعت عينا وقاص بدهشة قبل أن ينفجر ضاحكا بخشونة مقهقها بصوت مرتفع، لينظر إليه نضال بامتعاض شديد وهو لا يصدق أنه أصبح مهرج في عينيه!
زاد سخطه وغضبه المتولدين لديه ليقول وقاص بابتسامة دافئة
- على قلبهم زي العسل
ثم ألقى وقاص نظرة ذات مغزى تجاه الغرفة ليقول.

- مش كفاية رعاية لحد كدا، المستشفي قربت تطردها
غمغم نضال بخشونة
-لطالما بدفعلهم فلوس يخرسوا
هز وقاص رأسه بيأس والتزم الصمت وكلاهما يحدقان تجاه الصغيرة، رقت ملامح نضال والتمع الأسي لحال صغيرته وما سيحدث لها مستقبلا
انتبه إلى نداء هامس وجسد أنثوي يلتصق به كالغراء جعله يرفع حاجه بدهشة تجاه رهف التي احتضنته بقوة
- نضال.

مرر يداه على خصلات شعرها، ليميل مقبلا مقدمة شعرها ورهف تلف ذراعيها بقوة حول جذعه ثم التفت تسأله
- عاملة ايه دلوقتي
ابتسم بدفء وهو يجيبها
- حاليا احسن بكتير من الاول
انفرجت عن رهف ابتسامة لتسأله بحماس
-طب ايه مش المفروض ترجع بيتها
أطلق نضال شفتيه صامتًا ولثواني تحرج مما يقوله، لكنه لم يجد بدا ليخرج ولو بشئ من مكنونات قلبه العليل
-اخاف اهملها تاني يا رهف
صاحت رهف باستنكار وهي تلكزه قائلة.

-تهملها واحنا موجودين، دي عيبة في حقنا
رفع نضال حاجبيه بدهشة، ثم نظر اليها بعبوس ثم الى وقاص الذي كان مشاهدا صامتًا، ليغمغم بسخرية
-انتوا عملتوا ربطية بقي
زفرت رهف بسخط شديد لتجذبه من ياقة قميصه وهي تقول بحدة
- نضال بطل تفكير شوية، ريح عقلك واسمع لقلبك واللي عايزة.

لم يخفي نضال دهشته وهو يرى اريحية رهف بالتعامل معه، استمع الى ضحكة وقاص الشامتة، عقد حاجبيه بشر جعل رهف تقارعه بواحدة مثلها ولم تترك ياقة قميصه ابدًا
وبدأ التحدي بين عائلة الغانم
وحليف عصفورة الغانم انضم الى جانبها بصوته
-اختك بتقول صح
زمجر نضال بخشونة جعل رهف تصرخ بذعر وتترك قميصه، ابتسم نضال بظفر وهو يعدل ياقة قميصه جعل رهف تجز على أسنانها غاضبة لتشتيتها
تساءل نضال بخشونة.

-الأبوة عامله معاك ايه يا وقاص
ابتسم وقاص وهو يرى مبادرته الأولى في سؤاله، حسنا لم يكن سؤال استفزازي منه
ولا ساخر
بل سؤال شخص مهتم، شخص يود معرفة أحواله، أجابه وقاص برحابة صدر
- نقدر نقول ان الام في الفترة دي تستاهل كاس على مجهوداتها، احنا مجهودنا بس في توفير طلبات الام والبنت
هز نضال رأسه وهو يقول بسخرية
- بنك متنقل يعني
أومأ وقاص رأسه موافقًا
-تقدر تقول كدا.

حدج نضال رهف بنظرات نارية جعل رهف ترفرف أهدابها ببراءة شديدة، مداعبة خصلات شعرها ليقترب منها وهو يشد خصلة من شعرها قائلة بحنق مصطنع
-وانتي مش ناويه تخليني ابطل اجيب ورود
تأوهت رهف بميوعة شديدة استنكرها نضال في بداية الأمر ليحدجها بنظرات نارية وعينيه تترصد أي ذكر قد سمع إلى ضحكتها، مما جعل رهف تنفجر ضاحكة وهي تربت على صدره قائلة بمشاكسة.

-انا مقولتش انك تجبلي ورد كل يوم، ومقولتش انك ملزم تجيبه، ومتفكرش اني رضيت عنك يا ابن الغانم لأ، انا لسه مكملة تعذيبك
رفع نضال عينيه تجاه وقاص الذي رفع راية استسلام وتحاشي عينيه بعيدا عنهما محاولا كبح ضحكته، وهو يرى علامات وجه نضال الإجرامية ليأتي صوت أسرار والتي تهرول بأتجاههم قائلة
-لو حد قالي اني هلاقي افراد العيلة هنا، مش هصدق
رفعت رهف رأسها وهي تقترب من أسرار قائلة.

-بنفكر نخلي نضال ياخد شمس، البنت بقت كويسة فترة وهو مش راضي
لوت اسرار شفتيها ساخرة وهي تتخذ أقرب مقعد متنهدة بتعب لتنظر الى حذاءها الرياضي بعدم رضا لثيابها العملية الأنيقة ثم ما عادت ترفع رأسها لهم وهي تخرج زجاجة عصير طازجة صنعها رجل كهفها، لترتشفه ببطء وهي تقول
-متحاوليش بقالى اسبوع بحاول معاه وهو مش راضي
هل هذا اجتماع آل الغانم كحال اجتماعهم في العطلات التي تصر اسرار عليها لحضوره، غمغم بفظاظة.

-هو انا مستلف فلوس من الدولة، ما انا دافع كل جنيه على الاوضة والطاقم الطبي المشرف على حالتها
انفجرت اسرار ضاحكة لتهز رأسها بيأس وهي ترتب على جنينها ببطء قائلة
-وانا افتكرت سراج صعب، طلع فيه الاصعب منه
زفر نضال ساخطا ليغمغم
- هنشوفك يا هانم لما تجبلنا اللي مش ناوي يكبر في بطنك
تجمدت ملامح اسرار كالرخام حتى الدفء في عينيها تحول لصقيع لتقول ببرود
- نضال، مسمحلكش تقرب من ابني بكلمة.

التفت نضال الى وقاص ليقول بحدة
- شايف خلفة عيلة الحسيني يا باشا، ولاد مش احنا
انفجرتا الفتاتين ضاحكتين لتغمز له اسرار بوقاحة مما جعل وقاص يقول له بنبرة ماكرة
- اتشطر وجيب الولد
ابتسم نضال بخفر شديد ليجيبه ببرود
- صدقني ده في خطتي المستقبلية، جبلي عروسة
اتسعت عينا رهف الزرقاوتين بدهشة لتسأل بعدم فهم
-عروسة ليه! انت ناوي تتجوز تاني يا نضال
ابتسم نضال مؤكدا وهو يضع يديه في جيب بنطاله.

-اكيد مش هعيش راهب طول حياتي
شهقت رهف بذهول لتستقيم من مجلسها وتجمدت ملامح اسرار لتقطب حاجبيها بريبة وهي ترفع عينيها تجاه وقاص الذي يتابع الحديث باهتمام
-عايز تقولي انك اتخطيت فرح بالسهولة دي
صاحت بها رهف باستنكار ليقول نضال ببرود
-طلقتني
فغرت رهف شفتيها باستنكار تام لتقترب منه وهي تلكزه بقوة قائلة
-وكون انها بتحاول ترجع كرامتها، معناه انها مثلا مش بتحبك، يمكن عايزاك تتغير.

لوي نضال شفتيه ساخرًا ليقترب منها وهو يشد خصلة من شعرها بقوة جعلها تتأوه بوجع
-صدقيني لو فرح فكرت مرة انها ترجعي قبل اللي عملته، فاستحالة ترجعلي بعد اللي عملته
تخلصت رهف سريعا من أسر شعرها لترفع رأسها اليه قائلة بتوجس
-وانت عملت ايه
ابتسم نضال بمكر ليربت على وجنتيها هامسًا
- لما تتجوزي هبقى اقولك.

انتبه نضال إلى استقامة اسرار وهي تلحق وقاص إلى ركن منزوي، حاول تبين اين يسيران وما يخفيانه خلف ظهره، انتبه على صوت رهف الحاد
-نضااال
غمز لها بعبث وهو يهمس بصوت خفيض
-حاجات عيب مينفعش تتقال لانسة صغيرة زيك.

شهقت رهف باستنكار وبدأ الاحمرار يغزو وجنتيها، ليتجه نضال بدوره إلى المختفيان عن الوسط، دار بعينيه في الارجاء غيري الرزاق الطويل الخالي منهما، عقد حاجبيه قريبة واستدار عائدا الى ان صوت مكتوم قادم من غرفة بجواره وصوت انثوي مكتوم
-يعني انت كنت عارف يا وقاص
ازداد نضال قربا من الباب ليرهف أذنيه السمع إلى صوت وقاص
-يا اسرار من فضلك، انا بحاول اصلح اللي خربته
ضم نضال كفيه محاولا عدم تحطيم المنزل.

ألم يكن متوقعا؟!
كان متوقع بالفعل، وهل يوجد غير خزانة الاسرار غيره!
أرهف أذنيه السمع إلى صوت اسرار الصارخ
-خربته! احنا دمرنا كل حاجة، راهنا على قلب نضال وخسره، راهنا على قوة فرح وخسرنا، ولما اجى اسألك عنها تقولي معرفش وانت عارف
لزمهم الصمت
صمت جعل أعصاب نضال تكاد تنفجر وهو يسمع رد وقاص الهادئ
- هي اللي طلبت
اتسعت عينا اسرار وهي تسأله بحدة
-ليه هي فين.

اطبق نضال شفتيه وهو يتحرق لسماع جوابه ولم يتأخر وقاص للإجابة
-في مركز تأهيلي
اتسعت عينا نضال ولوهلة ظن أن ما يسمعه هراء
مجرد هراء، هل تظن نفسها مجنونة لتذهب لمكان تأهيلي
هل فقدت صوابها لهذا الحد ودفع بها اليأس للذهاب إلى مكان بائس كهذا
مكان كان يجدر أن يكون به هو وليست هي
اخفض عينيه أرضا، وأسند رأسه على الباب ليسمع صوت وقاص
-بتحاول تتخطى اللي حصلها، اللي حصلها مش قليل يا أسرار وانت اكتر من يحس بيها.

اغرورقت عينا اسرار بالدموع لتشهق بألم وهي تمتم بألم
-نضال بيأذي نفسه من ناحية، وفرح بتحاول تبعد عنه من ناحية تانية، وانا مشتتة بينهم هما الاتنين
ران الصمت بينهما للحظات اتبعه بشهقة اسرار حينما وجدت من يفتح الباب، وطل منه نضال محتقن الوجه
جامد الملامح
وعينيه كانت عبارة عن قطعة من نيران مستعرة
تقدم كلاهما وهو يسألهما بخشونة
- فينها
لم يجبه أحد منهما مما جعل يقترب من وقاص لينفجر هادرا في وجهه
-فين المركز.

اطبق وقاص شفتيه ليخبره ببرود
-انت اخر شخص عايزاك تعرف مكانها
لم يتفاجئ من رفض وقاص عن فصح مكان اقامتها، لكنه تقدم منه ليهسهس بغضب
- اللي بتتكلم عنها دي مراتي
عدل وقاص الوضع الذي أصبحت عليه ليخبره ببساطة
-طليقتك
ضم نضال قبضتي يديه في جيب بنطاله كي لا يتهور ويلكم أخيه
حقا لا يود العودة لنقطة الصفر معه
هو غير مستعد الآن لخسارته، بالكاد يحاول الاستقامة وترميم ما حوله ليجيبه نضال بفظاظة.

-لسه في العدة يعني شرعا مراتي إلا في الفراش الزوجي
رفع وقاص حاجبه بسخرية قائلا
-وانت بقيت متدين في مواضيع الجواز والطلاق
زفر نضال بسخط ليدير بظهره وهو يتنفس ويعد من الواحد للعاشرة، ليعود مواجهًا اياه قائلا بنبرة غير قابلة للنقاش
-فينها
تنهد وقاص زافرا بحرارة ليجيبه
- يعز عليا انك تعرف مكانها، بس انا اديتها وعد يا نضال
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي نضال وهو يقول
-عايزني اعرفها بالطريقة الصعبة.

لم ينتظر اجابة منه ليدير بعينيه إلى كلاهما قائلا بحدة
-ماشي
زفرت اسرار بيأس وهي تراه يهرول خارجا، لتتبعه لاحقة اياه وهي تهرول خلفه ممسكة ببطنها
-نضااال
زمجر نضال بحدة وهو يغمض جفنيه بيأس عالما تلك الحمقاء تركض خلفه ببطنها التي لا تبرز حقا أي شئ عن كونها حامل سوي من بروز طفيف، دار على عقبيه والتفت اليها قائلا بهدوء
-متخافيش
وهذا ما يزيد من مقدار هلعها، عضت أسرار باطن خدها وهي تمسك يساعده قائلة بخشية.

-نضال انت عايز منها ايه تاني
اقترب منها وهو يطمئنها بابتسامة ماكرة
- مش عايزاني اتغير
رفعت حاجبيها بريبة وهي تهز رأسها موافقة ليخبرها نضال بهدوء
-هتغير
ثم استدار مغادرا، لتعض اسرار على شفتها السفلى بعجز
نضال لا يخلف خلفه سوى كارثة
وتتمني ان تكون كارثة يسهل حلها!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة