قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل التاسع والتسعون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل التاسع والتسعون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل التاسع والتسعون

من الدروس المستفادة في الحياة
كن قويًا
وإن لم تكن قويا، تصنع القوة
وبعض الجسارة، والقليل من التهور
والكثير من الحذر، وألا تراهني على قلب رجل مطلقا
وإياك وترك قلبك يعشق رجلا جلمود
لن يتردد ليدعس قلبك الذي قدمتيه قربانا لحب من طرف واحد.

سلطت فرح عيناها على السيارة السوداء الضخمة وبالنظر الى ماركتها، فالسيارة تنتمي للطبقة المخملية في المجتمع نظرا كونها تتعدى الملايين المصرية!
ابتسامة ساخرة زينت ثغرها، وهي التي لم تكن تهتم بتلك الأشياء الفارغة لكن ضريبة عيشها لعام فما فوق مع طبقة الأغنياء تطبعت ببعض تصرفاتهم، عيناها رغما عنها تتفحص ثياب أي شخص قبل أن تتحدث معه.

تراقب سلوكيات جسده مع من يحدثها، بل والأنكي أنها بدأت تصبح مهووسة بالثياب ذات الماركات الفخمة، لكن كل هذا لن تغيره
فمن سيدفع بكل تلك الضرائب هو زو، طليقها الذي ينتظرها داخل سيارته...

هبطت الدرجات حتى وصلت للأرضية الصلبة، تحركت بالقرب من السيارة وابتسامتها لم تزل وهي تلقي نظرة تجاه المرآة الجانبية لتتجاوز السيارة ببساطة وهي تعلم أن الذي بالداخل احترق غضبا...

تسير بتباطؤ مثير جدا وهي تجر حقيبتها لتتوجه تجاه السيارة الخاصة التي بانتظارها وتأمر السائق بالانطلاق، أغمضت جفنيها براحة والنشوة تتصاعد داخل صدرها
هل هكذا كان يتشفي منها؟
هل هذا هو شعوره؟!، اللعنة لما لم تجرب هذا الأمر مسبقًا؟!

لكن الوقت لم يفت، ألم يقل هذا طبيبها الخاص، حسنا ستسير خلفه لترى إلى أين سيصل بها الطريق، رفعت عيناها تجاه المرآة الجانبية لترى ان السيارة السوداء تتبعها، انفجرت ضاحكة رغما عنها وهي تطلب من السائق أن يتوجه إلى الكورنيش، تغمض جفنيها آخذة استراحة قصيرة شاحذة بطاقتها..
المعارك التي ستقدمها ستكلف حياتها
اما ان تعيش أو تبقي أسيرة لأسيادها وهذا الأمر حقا لا ترغبه.

تفضل الموت على أن تكون عروس ماريونيت لمشتريها...

استفاقت على نحنحة السائق الخشنة، لتعدل من خصلات شعرها وهي تطلب منه أن ينتظرها حتى تعود اليه
ترجلت من السيارة وهي تنقر بكعب حذائها غير عابئة بأي شخص وأحكامهم من هيئتها
لقد ولت فرح القديمة..

جلست على المقعد وعينيها تحدق بوجوم شديد الى المياه، والنسيم القادم من النيل كان كفيل لتهدئة نيرانها الهائجة في صدرها، نبضات قلبها تقرع بجنون وجسدها متصلب كالصنم
لا وجود لمحة مشاعر على وجهها، أغمضت جفنيها وهي تشكر النظارة القاتمة التي تضعها على عينيها لتشم عبير عطر قوي يقتحم خياشيم انفها كصاحبه..

عبست ملامحها على الفور ولسعات من النار تحرق ظهرها ومصدر تلك اللسعات هي عينيه!

يغار حتى بعد أن أصبحت طليقته!، يا للمسكين!

ابتسامة شامتة لاحت على ثغرها وهي تشعر به يجلس بجوارها والتزم الصمت، لكن لغة جسده فضحته
لا يحتاج لحديث مطلقا، فيكفي تلك التذبذبات الخطيرة المنبعثة منه لتحاول دحض مقاومتها
لكن ليس الآن، ليس ما بعد ما فعلته، لن يكسر بهامتها مطلقًا!

رفعت رأسها وهي تلقي نظرة اليه وهو يضع يديه على فخذيه يعتصرها بقسوة لترفع عيناها وهي تري العروق النافرة في يديه والتي في عنقه، لترفع نظارتها وتضعها على رأسها وهي تنظر إلى الساعة المزينة على رسغها لتبادر بحديثها قائلة
-اتأخرت خمس دقايق.

رفع نضال حاجبه وكانت تلك البداية الأولى لأستجابته لها، ألا يكفي ما قامت به، ببساطة تمحيه من منصبه
بداية من معرفتها لسيارته وفضلت أخذ سيارة أخرى، وتتبعه وينتهي الأمر بينهم الى مكان عام حيث الرائح والغادي يتفحصها ويتحرش بها بعينيه، اللعنة!
لقد اخترقت أربع قوانين بكل صفاقة وهي من كانت أكثر النساء حفاظا على القوانين!
الأولى هي ثيابها الفاضحة في عينيه الغيورتين
ثانيا جذب الرجال وهو بجوارها.

ثالثا ضرب أوامره بعرض الحائط
الرابع هي تغيرها الذي يتشربه منها
فرح لا تدعي، ولا تمثل، ايعقل الأمور وصلت بهم لتلك الطريقة؟!

أجابها بفظاظة وعينيه كانت كالنيران من أي متحرش يترصد لها، ليري وضعه الان
لقد أصبح نضال الغانم يغار على طليقته، بل ويشعر بالغضب من أي نظرة استحسان من عقل ذكوري يمر بالجوار منها ويتشرب ملامحها
-انتي عارفة اني مستنيكي.

انفجرت ضاحكة بانفتاح شديد، ليضغط أصابعه بعنف على فخذه لقد اخترقت قانونه الخامس، ألا هو الضحك في الشارع
عيناه حذرتها من التمادي لكنها لم تكن تنظر إليه، تنحني بأنوثة كاشفة عنقها البض وهي تضحك بانطلاق شديد قبل أن تحمحم بحرج شديد وتورد بدأ يدفق على وجنتيها لتقول بجمود
- عايزة اقولك ان زمن وقت ما تطلبني تلاقيني انتهى، احنا انتهينا.

صمت ولم يعقب على حديثه، تاركة إياه يتفهم مسار حياتهم القادمة، وإن أبي هو فسيسر حكمها منذ ذلك الوقت.

- لو عايز تعيش في جنون العظمة دي، تعيشها بس بعيد عني
قالتها وهي تحدق به مليًا
تتفرس ملامحه عن قرب، تحاول أن تجد أي ذرة ندم أو قلق داخل صدرها، تسعى عبثًا لإيجاد نطفة من المشاعر التي كانت تغرق اذنيه بكلمات حب وعشق متطرف!
لكن أين كل ذلك ذهب؟!
ذرته رياح عنيفة وبقي الأرض بور..
-فرح
صاح نضال بغمغة سخطة وهو يجز على أسنانه
ويديه تحاولان عبثا البقاء بجوار جسده، كي لا تمتد يده ويحدث ما لا يحمد عقابه.

أن يخبرونه أن ما هو ملك له، لم يعد كذلك
الأمر يصعب تصديقه، ولن يعتاد عليه
هي بعينيها البندقية وخصلات شعرها المسترسلة على وجهها وفستانها الصيفي القصير لا يستطيع إجبارها على منع ارتداء تلك الملابس
أو يملك سلطة لخطفها لتصبح داخل سيارته، مانعة من عيون نهمة تنهش لحم جسدها المكشوف كما يفعل هو!
كشفت صف أسنانها البيضاء والفضل يعود لإحدى عيادات الاسنان لتميل برأسها وهي تغمغم بإسمه
- نضال.

اشاحت بيدها بلا مبالاة وهي تضع النظارة القاتمة على عينيها قائلة بلا مبالاة، وداخلها يتشفي بعجزه
- انسي كل اللي فات، اللي قدامك دي عمرها ما هتفكر فيك تاني، يمكن الحاجة الوحيدة اللي طلعت بيها من الطلاق ده انك ملكش كلمة في حياتي تاني.

انفجر نضال ضاحكا بسخرية وصدي ضحكاته باللحن المميت على وقع اذانها، ترغب بسد اذنيها أو اقتلاع حلقه كي يتوقف عن ضحكته الساخرة، تعلم انه يحاول عدم اظهار كونه ضعيفا ليميل بالقرب منها وهو ينزع نظارتها محدقا في حدقتي عينيها بعمق
- لسه متأكدة برضو!
ما زالت محافظة على ابتسامتها لتجيبه بهمس مماثل
- عندك شك في ده؟!، عموما خلي الايام ما بينا هي اللي تقرر.

الأيام القادمة سيحيل حياتها لجحيم ناري مستعر، كونها تجرأت وجعلت القاضي يحكم بالطلاق فلا وجود لإجبارها للعودة إلا بموافقتها
اللعنة، لقد لعبتها بمكر شديد
واللعنة على غبائه وتسرعه الغبي الذي جعله يبتلع الطعم بسهولة ليسهل من عملية طلاقها..

اختطفت النظارة من يديه بهدوء شديد لتضعها على رأسها لتقول بنبرة خاوية من أي ذرة مشاعر
- وقت ما قولتلك ان انت مش عايز ست في حياتك كنت صح، انت عايز عيلة يا نضال، جربت ستات كتير من كل الاشكال والالوان، لازم تعمل بيئة كويسة عشان تربي بنتك.

انفرج عن شفتيه ابتسامة ساخرة وفي صمت تام يتجرع المرارة وخيبته
- ودي نصايح بتقدميهالي.

اشاحت برأسها بدون اكتراث شديد لتجيبه وعينيها تحدق بشراسة إلى ذهبية عينيه المشتعلة بأتون مارد
- دي حياتك وانت حر فيها، بس متأذيش ست تانية، كفاية اللي أذتهم في حياتك.

لم تفصل عيناها تلك المرة عن عينيه
لم تتمرد ولم تشيح بعينه، وكلام الطبيب عن رفض تحديها له يدق دقا في رأسها
هي حتى الآن ليست على أرض ثابتة، تحتاج العودة للدراسة وتنغمس فيه كليا، تحتاج الى البحث عن الوظائف المؤقتة والتدريب الميداني
تحتاج للبحث عن شقة جديدة لها تكفيها، تحتاج الى الكثير من الأشياء
بل والأهم ثيابها التي في منزله، تلعن تلك العادة الغبية التي اكتسبتها مؤخرًا.

انتبهت على صوته الجامد وهو ينظر بعبوس اليها بعد ان لاحظ شرودها للاشئ
- اتغيرتي.

هزت رأسها بلا مغزي وهي تطالبه بجرأة وقعت على أذنيه
- عايزة شيك محترم من ستة اصفار بعد حياتي معاك، اعتقد دي اتعابي.

انتظرت منه صياح
أو صراخ
لكن لطالما نضال فاجئها بردود أفعاله الغريبة في أكثر المواقف الاستفزازية التي يتعرض لها، لتجده يخرج ببساطة دفتر شيكاته من جيب سترته ويقول ببرود وكأنه يحدث عميل ما في مقر عمله
- حقك.

لم تنظر إلى المبلغ بفضول كما تنظر إلى تعابير وجهه، حينما وجه لها الشيك اخذته بهدوء وهي تشهق بصدمة خفيضة للمبلغ المالي الضخم الذي سجله
هل هو مجنون؟!، هل كتب كل تلك الأرقام لزوجة اتخذها عشيقة له!، رفعت عيناها بعدم تصديق إليه ليبتسم نضال بظفر، فلأول مرة يري وجه فرح الذي اعتاد عليها
وسؤالها المصدوم يزيد من اتساع ابتسامته
- بالسهولة دي تدفعلي مبلغ زي ده!

لم يجبها ولم تحاول حتى أن تفهم سبب دفع ذلك الرقم، ببساطة طوت الشيك والقت نظرة من بين رموشها لترى عينيه الفضوليين، ستثير خيبة ظنونه لتضع الشيك ببرود داخل الحقيبة وهي تقول بجفاء
- عموما انسي انك تبعت فلوس لأهلي بعد كدا، ولو وقفت يبقي احسن، مش عايزة يكون ليا جمايل عند حد حتى لو كان طليقي.

لفظت آخر الكلمة وكأنها تبصقه حرفيا مما جعل الابتسامة تختفي من على وجهه ويديه تحفران حفرا على المقعد، يحاول بقوة كي لا يقتلها ولا دق عنقها
لكنها تستفزه، سألها بحدة
- هتعملي ايه بالفلوس دي.

غمزت بعبث وهي تجيبه بصراحة شديدة
- هصرفها طبعا، غير باقي الهدوم بتاعتى اللى هاخدها من الشقة.

أغلقت تعابير وجهه حرفيا وبقي يحدق في المارة، ويتربص الآخرون ليقول بدون اكتراث
- اعملي اللي تعمليه، هخلي الست تلم هدومك في الشنط وتبعتها على مكانك.

اومأت باستحسان شديد وهي تربت على فستانها الصيفي الأصفر ثم إلى كعب حذائها الأخضر، هل كان جاذب للانظار كفاية أم تحتاج لشئ أكثر؟!
- كدا احسن برضو.

زفرت عميقا وهي تعدل من موضع جلستها لتصبح مقابلة له، عيناها تحكي مولد روح جديدة وعينيه رافضتين تطالبها بروحها السابقة
لكن الروح السابقة قتلت، وهو يستنكر انه من قتلها، هزت رأسها بيأس لتقول بوضوح شديد
- مش عايزة اسبك ولا اشتمك، بس انت فوقتني يا نضال من وهم عشت فيه سنين عمري كله وضيعته على الفاضي.

اطبق نضال شفتيه صامتا لبعض الوقت، يحاول عبثا ان لا ينطق بكلمة جارحة رغم انها تستحقها في ذلك الوقت، وحالاً، برغم الإغراءات لكنه أطلق وعدا أنه سيحاول أن يكون رجل صالحا وجيدا كي يستطيع أن يكون ملائما لصغيرته
- ده تأثير دكاترة النفسيين.

ابتسمت، وابتسامتها كانت طبيعية دون أي اصطناع، لقد جعلها تبتسم لمرتين، هنيئا لك يا ابن الغانم أصبحت الآن تعد ضحكاتها ثم تحسب القوانين التي انتهكتها برعونة!
- جرب انت واحكم بنفسك
قالتها بنبرة ماكرة وهو يرد عليها بجفاء
- اروح عند دكتور مجانين، انتي اتجننتي.

انفجرت لثاني مرة في نوبة ضحك هستيري وهي تتصوره مجنونا محجوز داخل المستشفيات العقلية، لتحاول ابتلاع ضحكتها لكنها لم تحاول منعها مائة بالمائة، حمحمت وهي تجيبه ببساطة
- والله المجنون بقي هو أدرى بنفسه.

زمجر بخشونة شديدة وهو يميل مقتربا منها قائلا بحدة
- متعصبنيش.

تصلبت ملامحها ببرود شديد لتميل مقتربة منه متسائلة بهمس خطير
- ونضال باشا الغانم هيعمل ايه مع طليقته بعد ما تعصبه.

مال برأسه وهو يميل هامسا في أذنها بنبرة خشنة
- يخطفها.

ثم تلكأت شفتيه على شحمة اذنها ليرتعش جسدها تلقائيا، وهو أدري ان منابت جسدها اقشعرت لتتهدج أنفاسه وهو يهمس بصوت خطير
- ويجبرها ترجعله.

لو كانت فرح القديمة لتراجعت مذعورة، بل لاستقامت وغادرت
لكنها ظلت ثابتة بهدوء شديد دون وجود أي رد فعل، جعله متحفزا لسماع رد فعلها
وقبل أن يهم بالابتعاد عنها، وجدها تجذبه من ربطة عنقه ليميل برأسه على رأسها، رفع حدقتي عينيه وبعض الدهشة حلت على سماء ذهبية عينيه ليراها تهمس باثارة شديدة
- دي لو كانت مجنونة أصلا.

ببطء شديد تركت ربطة عنقه وتراجعت وهي تبتسم بظفر عاقدة ذراعيها على صدرها وهو يجيبها بحدة
-ومين قالك انها مجنونة، هي متخلفة شوية ومدية حجم أكبر من نفسها.

القت نظرة نحو ساعة اليد لتجد أنها اقتربت للساعة لحديثهم، لتستقيم من مجلسها بوقاحة منها وهي تجيبه بعجالة
- اعتقد كفاية كدا وبلاش تضيع وقت، على العموم فرصة سعيدة واتمنى منتقابلش تاني.

سارت عدة خطوات وهي تتمسك بحقيبة يدها الصغيرة لتسمعه من الخلف يقول بصوت واثق
- وانتي فاكرة بالساهل اني هسيبك
توقفت عن السير، لتستدير على عقبيها وهي تقول بسخرية
- وده بقي كرامة عايز تستردها، ولا غرور عايز تحافظ عليه عشان اتطلقت منك
صاح محذرا وهو يراها تخترق القانون السادس وهو السخرية منه أمام العامة!
- فرح.

اتبع تحذيره بالتقدم منها وعلى وجهه ارتسمت أشرس تعابير وجهه وجنونه، وقفت بثبات شديد وهي تراه يدك الأرض دكًا كي ينال الخراب الذي أخلفه نصيبا لتهمس بنبرة شك أنه استمعها تقولها بحرارة
- عيون فرح
ألجم غضبه، وتراجعت بعض الجيوش متقهقرة، ليرفع عيناه بدهشة وهو ينظر إليها بشك، لتؤكد نبرتها وهي تهز كتفيها بلا مبالاة
- نصيبك بقى مشوفتش من الدلع جانب
لقد اخترقت القانون السابع، اللعنة عليها وعليه وعلى القوانين.

جز على اسنانه بقسوة والعرق في صدغه يكاد ينفجر من كثرة الضغط العصبي الذي مارسه اليوم أمام تلك الكتلة الغربية أمامه، لتزفر بيأس شديد قائلة
-فيه حب يطفي وحب ينور، وحبك طفي روحي يا نضال، هتعترف بده أو لأ انت عارف اننا مكناش هنكمل. بتكابر ليه
ضم يديه في جيب بنطاله ليقول بقسوة
- دخلتك مش عجباني يا فرح وفلسفتك دي مش عجباني
رفعت حاجبها باستنكار لما يقوله لتهمس ببرود.

- جرب تروح لدكتور مجانين مش يمكن بأيديه العلاج اللي بتدور عليه، فكر عشان شمس اولا وبطل انانية وتفكير انك مش مجنون وكويس ومش محتاج حد
لمعت ابتسامة عينيه قبل أن تصل لشفتيه وهو يقول بنبرة خاصة
- بقيتي تقريني يا فرح
لم تكترث لما يقوله وهي تسحب علبة مستطيلة الشكل وتقدمها له مع غمزة ماكرة
- اه نسيت، دي حاجة تخصك من ليلة اياها.

أخذ العلبة بحيرة شديدة وهو يفتح العلبة بفضول شديد لتتسع عيناه بجحوظ إلى المحتوي بداخله، ليرفع عيناه تجاه فرح التي اتسعت ابتسامتها شماتة لتقول
- واضح انك معملتش بضمير وقتها، المرة الجاية لما تجبر واحدة على علاقة معاك اعرف تختار وقت صح عشان تربطها بيك لأخر العمر
ثم استدارت على عقبيها وهي تتوجه الى سيارتها واستقلتها وتركت نضال ينظر إلى شريط الحمل بصدمة ,,.

رفعت فرح هاتفها إلى اذنها منتظرة ان تجيب عن اتصالها، وما ان استمعت الى الرد بادرت بالقول
- ايوا يا جيجي انا خرجت
انتظرت برهة تستمع اليها قبل ان تجيبها بهمس
- في مكانا هنتقابل في الملاهي، أول مكان نفسي اروحه
اغلقت الاتصال وهي تنتظر بفارغ الصبر الدخول الى الملاهي، أول شيء حرمت منه وهي طفلة
ومنذ تلك اللحظة ستلبي احتياجتها بمفردها وهي طفلة صغيرة حتى سنها الحالي..!

متى يعترف الإمبراطور أنه خسر معركته؟
متي يقر أنه خسر نفوذه وقوته؟
الحكيم سيقر بذلك
لكن الإمبراطور لن يعترف بذلك ابدًا وما زال بداخله نفس يتردد، الكبرياء والعنجهية تشكلت في شخصيته
الغرور والأنانية تجري في شرايينهم..

عينيه حمراويين، عروقه نافرة وقبضتي يديه ابيضتا من فرط ضغطهم
ألقي نظرة نارية نحو اختبار الحمل السلبي، لا يمكن أن ما حدث حقيقي!
كيف لم تحمل نطفة في رحمها؟!
يكز على اسنانه وأسوأ السيناريوهات تعبث في مخيلته الشيطانية، تتناسق بشكل مرعب مع مزاجه الحاد
أتتلاعب به؟
محال، فرح لا تفعلها
وإن فعلتها يقسم انه لن يرحمها
عاد نضال ينظر الى شريط الحمل بملامح واجمة، وبقي شئ واحد فقط يعيد تذكرته
فرح.

كمرض خبيث استطاع أن يتوغل اليه وبدأ يتكاثر حتى ما عاد يقدر على استئصاله
لا يحبها.!
أول شئ نفاه بقسوة قبل أن تتغزل تلك الخيوط الوهمية لتخنقه، لا يحبها
لكنه اشتاق، يعترف ان البيت فقد نكهته المميزة برحيلها
لكنه كابر وعاند، كعادته!
في كل ركن في أرجاء منزله جعلها تضع بصمتها عليه، قبض على الشريط بقسوة حتى كاد أن يحطمه
هو الأحمق
لقد جعل وكره منزلا لها، ورغم كونها الوحيدة التي وطئت وكره.

وبمعنى وحيدة أي هي الزوجة العرفية الوحيدة والتي تحولت لزوجة شرعية التي دخلت منزله، وطليقاته كان يستضيفهم في فندق عمله.
زفر بحدة وهو يمرر يده على خصلات شعره التي استطالت بحيرة، لن يستطيع العودة الآن للقيام بأفعاله المجونة السابقة
لا يستطيع أن يلتقط أي امرأة ويتوجه به لفندقه ويخرج بها طاقة كبته
شعور سئ أنه ما زال للأن عازبا، ولم يلمس امرأة أخرى بعدها!

انتبه إلى صوت اسرار التي اقتربت منه لتجلس بجواره قائلة بقلق
-فيه ايه يا نضال
هزته بقوة وهي تراه يحدق بوجوم الى نقطة ثابتة في الفراغ لتقترب معيدة نداء اسمه قائلة
-نضال.

عيناها وقعت دون وعي الى الشريط الذي يمسكه في يده، لتسحبه منه بتردد الا ان قابلها تمسك نضال بقوة وهو يلتفت إلى من يحاول أخذ الشريط بشيطنة وحينما حدق في وجه اسرار تراخت ملامحه ساكنا وهو يترك الشريط ينسل من يده ليراها تنظر إلى الشريط بهمس قلق
- ايه ده؟!
انفجر يضحك بسخرية وحسرة
صدى ضحكاته تتردد في أروقة المشفى، ليتعالي نبرة ممرضة الزاجرة، تأمرهم بالصمت.

إلا أن نضال لم يكن حقًا في وعيه، وهو يمرر يديه في خصلات شعره ثم يمسح وجهه لتهدأ صدى ضحكاته، وتبقي مرارة كالعلقم في حلقه ليهمس بخشونة
-اختبار فرح
اتسعت عينا أسرار بعدم فهم وهي تنظر الى شريط الحمل بحيرة، ثم إليه لتغمغم بحيرة
- مش فاهمة، برضو يا نضال ما هو سلبي انت مضايق عشان مطلعش سلبي!
أنهت ما يجول بخاطرها وعيناها تتسع بذهول إلى آخر ما توصلت إليه.

رأت نظرة الحنق والغضب يتلونان حدقتي عينيه، ثم سارع بأخذ الاختبار من يديها ليضعها داخل جيب سترته الداخلي ليقول بجفاء
-هنرجع أنا وشمس البيت
واتبعها وهو يستقيم من مجلسه ليتوجه الى غرفة شمس، واقد استكفى باعتكافه في هذا المكان
فالسبب الذي كان يحتفظ فيه شمس في المشفى قد انتهي اليوم!
استمع الى صوت وقاص الجهوري مناديا اسمه
- نضااال
التفت نضال إلى وقاص وهو يرى نظرات عينيه الصارمتين ليقول بنبرة جامدة.

- هتعيش معانا يا نضال
هز نضال رأسه نافيا وصاح بحنق
- مش هرتاح يا وقاص صدقني في البيت ده
حمده لعدة ثواني بنبرة وقاص الصارمة
- قصر الغانم مش هيسمح بفرد من عيلته يتخلى عن مكانه، شمس الغانم جناحها محفوظ ومنتظر تشريفها
لاح الرفض في عيني نضال وهو ينظر بامتعاض إلى نبرة وقاص الآمرة، ليزفر وقاص بيأس وهو يقترب منه قائلا بهدوء
- صدقني شمس افضلها تعيش وسطنا، كفاية قطع الروابط ما بينا.

صفقت يسرا بكلتا يديها وهي تهمس بتوسل تجاه نضال
- ياريت يا نضال وافق ارجوك
ألقي نظرة ممتعضة تجاه اسرار هي الأخرى، هل اجتمعوا عليه عائلة الغانم؟!
أين العصفورة الصغيرة لكي يكتمل الابتزاز العاطفي؟!
هم بالرفض القاطع دون الاكتراث بهما هما الاثنان
لكنه في آخر ثانية توقف.

عقله يفكر في صغيرته، لن يحرمها مطلقا من عائلة رغب بها في طفولته، ليأتي هو بعد تلك السنين يمنع يد تحاول ضم صغيرتهم بشكل رسمي وعاطفة تجمعهم غير مقيدين بإسم الزواج كمبادرة وقاص الأولى للم الشمل!
رأي عيني وقاص الملتمعة بدفء ونظرات اسرار الفرحة، ليقطع وصلة فرحهم وهو يغمغم بخشونة
- موافق بس بشرطين
ألقي نظرة خاصة تجاه وقاص ليقول بصرامة
- هتوافق على أسهم اسيل الغانم اللي رفضتها يومها.

رفعت اسرار عيناها بتعجب وهي تتعجب مما يفعله الرجلين، هل يتبادلون الاسهم كما لو انهم يتبادلون حلوي؟!
انقبضت ملامح وجه وقاص قتامة ليضم قبضة يده بجوار جسده قائلا بغضب
- والتاني
اختنقت انفاس نضال ليشيح بوجهه محاولا كبح شعوره وارجاع سيطرته
إلا أن شمس هي الوحيدة المتبقية بجواره، ولن يسمح لنفسه بخسارتها مطلقا وإن أبت هي
وإن خسرها حينها سيقرر الامبراطور بشنق نفسه!
قال بنبرة بدت بها بعض التوسل مدموغ بالغضب.

-مش عايز تخلوا شمس زيي
زفرت اسرار مبتسمة براحة وهي تربت على صدره بأخوية، ليقترب وقاص من نضال محتضنا إياه بأخوية في مبادرة اولية جعل نضال يجفل لفترة وتعجز يداه عن احتضانه
لكن شعور بالامتنان بدأ يغمره، والصقيع في جوارحه بدأ ينصهر تجاه عناق أخيه الذي لم يتذوق طعمه سوى الآن!
استمع الى صوت وقاص الهادئ وهو يبتعد عنه
- موافق
هز نضال رأسه موافقا، بقدر ما أحب مبادرته لكن لا يمنع بعض التحفظ.

استمع الى نبرة وقاص المتسلية
- وانا هطلب منك طلب
رفع عينيه يحدجه بنظرة غاضبة، ليبادله وقاص بنظرة ماكرة، تأفف نضال ساخطا
- بدأنا بقي نتأمر
وضع يديه في جيب بنطاله وهو ينظر إليه على مضض ليقرأ رسالته في عينيه
رغم انه لم ينطقها لفظيا إلا أنه رآها
هل جن هو الآخر؟!
تأفف وهو يدير وجهه للجهة الاخرى ليستدرك وقاص قائلا
- نضال ده لمصلحة شمس مش لينا
رفع نضال حاجبه بسخرية، في الصباح تخبره فرح وفي المساء يخبره أخيه.

هل لتلك الدرجة يائسون؟
غمغم بسخرية
- ايه اشوفلي دكتور مجانين مش كدا
اطبق وقاص شفتيه متطلعا نحوه بوجوم، مال وقاص برأسه وهو يحدق إلى ذلك المكابر
لا يعلم ماذا سيخسر ان جرب أن يفضفض فقط مع شخص، ويوجهه إلى طريقه الصحيح، هو يخشي عليه
يخشى عليه من مهبة ريح تجرفه بعيدا عن مساره
نضال ليس كعهده في السابق، وهذا ما سيجعل العيون تنفتح عليه، مترصدين له هفوة واحدة، ثم يسقطونه!

وهذا لن يسمح به، حتى وإن كان الأحمق رغب بهذا
القي نظرة يائسة نحو اسرار التي حثته بحماس ليقول
-لأ، تكون انت مقتنع انك عايز تروحله عشان تبدأ حياة جديدة
قلب نضال عينيه بملل جعل وقاص يهمس بصلابة
- هنفكر في الموضوع ده
زاد نضال من تأففه وهو يتوجه نحو غرفة شمس
ليعاجله وقاص وهو يمسك ساعده يقول بنبرة هادئة
-شمس هتكبر بسرعة قدام عينيك يا نضال، انا مش عارف ليه مفكرتش تروح أي حضانة.

ألقي نظرة متوسلة تجاه أسرار التي تنظر نحوهما بعدم تصديق بداية أريحتهم
نقطة ثانية، عدم استخدام ألفاظ نابية
نقطة ثالثة، لا يتعمد نضال السخرية والتهكم منه، كل ما يفعله هو الفرار
الفرار منه، وهذه بداية نقطة علاجه
هذا ما رآه وقاص و أخبرها به، نقطة علاجه الوحيد شمس
فهي شعاع كسر ظلام عالمه، ليتبدد هذا الظلام شيئا فشئ..
كز نضال على أسنانه بغيظ شديد ليجيبه
- اولا لسه صغيرة، تاني حاجة دورت وملقتش.

ابتسم وقاص بعبث وهو يخبره ببساطة
- حظك ان فيه حضانة في القرية، فريال مشرفة على كل شخص في المكان من العاملة لحد المديرة شوفهم وقول رأيك
مرر نضال يديه في خصلات شعره، يكاد ينتزع خصلات شعر رأسه
يده الاخري تنقبض وتنبسط كي لا يتجرأ ويقوم بتزين وجه وقاص بلكمة معتبرة تجعله يقطع هذا الخيط الضعيف بينهما..
وضع يده في جيب بنطاله يضغط عليه بقوه و نضح العرق من جبينه ليقول بغيظ
-اوامر تانية حابب تضيفها.

انفجرت أسرار تلك المرة ضاحكة باستمتاع حقيقي، قبل أن تتوجه ببساطة تجاه الفراش تحمل الصغيرة النائمة بعد أن استعادت الصغيرة عافيتها لتدب بحيويتها وصراخها المكان، مالت تطبع قبلات عديدة بهدف ايقاظها لتسمع رد وقاص الهادئ
- متستعجلش، كل ده لمصلحة البنت ومصلحتك
ارتجف قلبه وهو يرى تملل الصغيرة في احضان أسرار، لتتابع اسرار ايقاظها السحري دون ان تطلق إنذارات الإطفاء خاصتها ككل يوم، غمغم بحدة
- واثق اووي.

زفرت اسرار بيأس من عقل نضال الصلد، لتقول بنبرة متحمسة
- متبقاش قافش يا نضال، متتخيلش انا سعيدة ازاي انكم هتكونوا مع بعض
ظل ينظر نحوهما لبرهة من الوقت
يقرأ الوعد المتجدد في عيني أسرار، ودعمها الثابت والذي لم يتزحزح برغم ما فعله في الماضي
ووقاص ورغبته في استعادة علاقته ليقول بصراحة
- انا محدش هيقدر يطقني
هز وقاص راسه بدون مغزى وعلى شفتيه ابتسامة ماكرة، لتجيبه اسرار
- احنا نقدر.

نهنهات الصغيرة اتبعها باستعدادها التام لإطلاق صفاراتها الخاصة، اقترب بلهفة وهو يلمس شعر الصغيرة بافتتان تام
- شمس
تراجعت جميع جيوشها وهي ترفع كلتا يديها بغية أن يحملها، واستجاب نضال علي الفور ليأخذها من ذراعي اسرار لتدفن الصغيرة وجهها في عنقه وهي تهمس
- بابا
تمرغت شمس بدلال تتشبع من رائحة والدها إلى مال برأسه طابعا عدة قبلات على جبينها ورأسها، مرددا الحمد كثيرا.

لا يوجد اختبار ذلك الشعور مرة أخرى، تلك المرة كانت فرصة أذن
لو فرط بها مرة اخرى!، فلن يفيده البكاء على اللبن المسكوب!
ابتسم وقاص بحنان ليشعر بجسد اسرار يقترب منه وهي تحثه على المتابعة مما جعله يومئ لها، والتفتا إلى النسخة المخالفة لنضال الغانم وهو بجوار شمس
رجل ملئ بالعطاء
والحب، بل الكثير من الحب الذي يقر بعد وجوده.

حنان يملئ انفاسه ويديه تتشبث بجسدها في علامة واضحة، انه ابدا لن يسمح لها أن تنسل من بين ذراعيه!
رفع وجهها اليه ليسألها بهدوء
-قوليلي ايه رأيك نروح عند عمو وقاص ونعيش معاه في بيت كبير
مررت الصغيرة يداها المكتنزة الصغيرة على لحيته الخشنة، مربتة عليها عدة مرات جعل نضال يميل بشفتيه مقبلا كلتا يديها وهو يكرر سؤاله مرة أخرى
- موافقة يا روح بابا.

رفعت شمس رأسها لتحدق في زوجين من العيون الزرقاء ينظران نحوها بحنان جارف جعلها تهز رأسها ايجابا، لتزفر اسرار نفسها بارتياح الا ان سرعان ما عبست وهي تسمع صوت الشقية المتسائل
- ودادا يا بابا
ربت على موضع الشريط ليتنهد بحدة وهو يجيبها بصراحة
- دادا مش هتعيش معانا تاني يا روحي
اتسعت عينا الصغيرة بعدم تصديق لتجهش في البكاء مما جعل نضال يقترب مقبلا جبينها قائلا بدفء.

- متزعليش، وبعدين هيكون عندك حضانة وهتتنشغلي بيها
هزت الصغيرة رأسها نافية وهي تهمس بعناد مماثل له
- دادا يا بابا
ابتأست معالم وجه اسرار الحزن الشديد ايميل نضال مقبلا وجنتيها هامسا بصوت خفيض
-انا اسف
يعتذر علي شئ لن يستطيع استعادته
ليس غبي هو، ليقامر في لعبة خاسرة!
هو اعتاد على الربح
والهزيمة لم تكن من شيمة، لأنه لم يحظي قط بروح رياضية تجعله يتقبل الهزيمة بصدر رحب.

اجابها بهدوء شديد وهو يرى ترقرق عينيها الذهبيتين بالدموع
-ماما هتيجى تقعد معاكي يا شمس لحد لما تنامي، عايزة ايه تاني
انفجرت شمس في البكاء وهي تصرخ منادية بالغائبة التي استشعرت رحيلها
-داداااا
وقف نضال عاجزا وهو يطحن ضروسه بغيظ شديد، انتبه إلى اسرار التي تأخذها من حضنه لتهمس بلطف وهي تهدهد الصغيرة
- سيبها يا نضال ارجوك، هحاول اهديها.

اومأ نضال موافقا وهو يطبع قبلة على جبينها والتفت مغادرا ويده تتحسس الشريط الخاص بها الذي وضع في جيب سترته
اغلق باب الغرفة بحدة ليسارع وقاص بالخروج خلفه وهو يهرول نحو ذلك الذي يثير زعابيب تحت قدميه، ليسأله بصوت خفيض
- قابلتها
رفع نضال رأسه وهو يحاول شحذ أي عواطف سلبية اتجاهه
انه هو من وبعدها عنه، وهو من جعلها تتطلق منه
أنه سبب مغادرتها المنزل دون أن يستطيع العثور عليها.

لكن أليست كل شجارات الزوجين طبيعية في مراحل زواجهم؟!
طفقت إجابة جلية
هو لم يعاملها كزوجة ابدًا، تعامل معها ك سبية حرب يتمتع بها في فراشه الملكي
رفع رأسه اتجاهه ليجيبه ببرود
- مش هترجع
لن تعود..
لن تعود أبدًا خلال الوقت الحالي
والمستقبل، سيتركه يرسم جوانب حياته القادمة دون محاولة اقتناص شى ليس من حقه في الوقت الحالي!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة