قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل العاشر

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل العاشر

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل العاشر

ابتلع ضيقه منه ونظرات التحذير التي يرصدها فارس له
- قائلا بهدوء مصطنع. مبروك مرة تانية يا فريدة هانم. قالها ثم انصرفا من امامهما. وترك اخينا يشتعل من الضيق ولا اهتم بامره بتاتا.
رمقها نظرة غضب
- قائلا بضيق. ممكن افهم ايه اللى حصل ده؟
رمقته نظرة تعالى
- قائلة ببرود. ايه اللى حصل؟
- مين الراجل الملزق ده؟
- اعتقد ان هو شىء ما يخصكش.
- فعلا شىء.

اتي فرعون، ومعه ندي التي كانت مرتدية فستان رقيق باللون الوردي وحجاب بسيط باللون الابيض يكمل اطلاتها الرائعة.
اقبلت عليها ندى بسعادة.
- قائلة برقة، وهي تنحى عليها وتحتضنها. مبروك يا فريدة.
- قالت فريدة بترحاب. وهي تحتضنها بحب. الله يبارك فيكي يا ندى. عقبالك.
ثم تابعت بتساؤل وهي تهمس في اذنها.
- قائلة باستفهام ة. انت لسي مع الكائن ده.
- ندى بتوضيح. هو مش كائن. هو احمد.
- انا بنصحك تبعدى عنه.

- الباشا مهندس احمد شخصية محترمة.
- قالت بكره. وهي تنظر الى فارس بضيق. هو يعرف حد محترم.
- اكيد لم تعرفيهم هتقولى ندى قالت.
- انا اسفة اذا كنت بتدخل في حياتك. بس انا بعتبرك اختي وخايفة عليكي.
- ندي بامتنان. شرف ليا انك تكوني اختي. ثم تابعت بهدوء. ماتخفيش على. خلي بالك انتى من فارس. شخصيته جميلة جدا على فكرة.
- فين اللى جميلة؟!
- بكرة هتعاشرى وتعرفى.

- ان شاء الله. قالتها وهي تنظر إلى فارس الذي كان يتحدث مع صديقه احمد بسعادة.
الذى قال باعجاب.
- لايق عليك اوى البدلة دى. جايبها منين؟
- فارس بسخرية. من الوكالة؟
- تعيش وتجيب. الف لا باس.
- الله يبارك فيك. عقبالك.
- في القريب العاجل ان شاء الله.
ثم تابع وهو ينظر الى فريدة
- قائلا باعجاب. بس هولاكو طلع صاروخ.
شده من لياقة قميصه بعصبية.
- قائلا بضيق. احترم نفسك يااااااااااااا.

- قال بغضب، وهو يتخلص من يده. عيب يا جدع دى مرات اخويا.
- ايوا اظبط كدة.
اخرج من جيب بنطاله برشام.
- قال بطلب. وهو يعطيه اياه بخبث. انا عايزك ترفع راسنا النهاردة.
نظر له فارس باستغراب. وهو ياخذ منه البرشام.
- قائلا بغضب. اى ده؟
- قال بتوضيح، وهو يغمز له بوقاحة. حاجة لازوم الليلة دى.
هب فيه بانفعال.
- قائلا بعصبية. هو انت فاكرنى ذيك يااااااا.
- طب ليه الغلط. دى ذنبى انى عايزك تشرفنى.

فارس اعطاه البرشام بعصبية.
- قائلا بتحذير. فرعون ماتخلنيش اقوملك اخلى منظرك زبالة قدام الناس.
راى نيران الغضب اشتعلت بين مقلتى عينيه. فتدارك نفسه سريعا ملتفتة الى زوجته المصون.
- قائلا باحترام. مبروك يا فريدة هانم.
ردت عليه فريدة بعجرفة.
- قائلة بابتسامة صفراء. الله يبارك فيك.
انتهي الفرح بعد ساعتين، وودعت فريدة اهلها وسط الدموع، ودلفوا إلى جناحهم الخاص...
وهى تركب السيارة بجواره.

- قائلة باستعجال. يلا بسرعة يا احمد.
- ماتخفيش هنوصل بسرعة. قالها احمد باطمئنان لها، وهو يقود السيارة سريعا. خوفا عليها من اهلها الذين لو لاحظوا تاخرها سوف تقوم قيامتها. فاهلها ليس لديهم تفاهم او لغة حوار. كانت تفرك في يديها من القلق والتوتر خوفا من ردة فعل اهلها.
- احمد باطمئنان. وهو ينظر لها بحنية. ماتخفيش ماحدش هيقدر يكلمك.
- قالت بحيرة. وهي تنظر له بقلق. تفتكر؟
- اكيد. ازاى تخافى ومعاكى فرعون.

اردفت برقة وعذوبة.
- قائلة بطلب. بلاش الاسم ده انا مابحبهوش. ماله احمد؟!
جذبت اذنه الى سماع اسمه منه. وكأنه لاول مرة يسمع اسمه الحقيقي. الذي اشتاق اليه مثلما اشتاق الى ذكرياته الجميلة مع اهله. التي انتهت نتيجة نزوة امه التي باعته مقابل الحب.
افاق من شروده على صوتها الرقيق المتسائل.
- احمد روحت فين؟
نظر لها بحب.
- قائلا بطلب. ممكن تانى.
هزات راسها بعدم فهم.
- قائلة باستفهام. هو ايه اللى تانى؟

- اسمى قولى تانى.
توردت وجنتيها من الخجل
- قائلة برقة. باشا مهندس احترم نفسك.
- اكتر من كدة احترام. يعنى رقة وانوثة ودلع، هو يكرر صفاتها والخجل يتملك منها رويدا رويدا. كفاية عليكى كدة النهاردة. احنا وصلنا.
- قالت بعدم تصديق، وهي تلتفت بعينيها على المكان. بجد.
لقد اخذهما الكلام. وهذا هو الغرض من كلامه معها. كان يريد ان ينسيها ؛ حتى لا تزداد ضيقا وحزنا. فجذبها معه الى اطراف الحديث.

وهى تدلف من سيارته سربعا
- قائلة بامتنان. طب شكرا.
- العفو يا ارق كائن في الكون.
نظرت نظرة خجولة، ثم انصرفت من امامه...
فى تلك اللحظة، دلفوا الى الجناح، امسك يدها على غفلة وقبل...
قاطعته بعصبية. وهي تجذب يدها من يده سريعا.
- قائلة بضيق. ايه اللى انتى بتعمله ده؟
حزن من ردة فعلها السريعة. اردف ببرود وعدم اكتراث.
- قائلا باستغراب. بعمل ايه؟ بعبر عن اعجابى بعروستى.
رفعت حاجبيها باستغراب.

- قائلة باستحقار. عروستك.
- هو الواحد حرام يعبر عن اعجابه بعروسته.
هبت فيه بانفعال.
- قائلة بعصبية. لا مش حرام. بس لو كان زواج طبيعى.
رفع يده في وجهها لتهدا.
- قائلا بطلب. بلاش عصبية. وبعدين النهاردة يوم مميز.
- اه النهاردة فرحنا.
- لا فهمتي غلط انا قصدي. لم واحد وعروسته بيخلصوا الفرح بيعملوا اى...
هل ما يقوله صحيحا؟
هل وصل اليها المعنى كما يراد منه؟
او ما قصده؟

تجاهلت فهمها للعبارات وبدات تسايره بالكلمات ؛ حتى لا تصدر حكما سريعا عليه. و تصب اثنة غضبها وتجعله يتمنى الموت الاف المرات في تلك اللحظة.
فادرفت بعدم فهم.
- قائلة باستفهام. بيعملوا اى. بيرقصوا!
ضحك على براءتها
- قائلا بسخرية. دي انتى ابيض خالص.
ثم استجمع شجاعته واردف بوقاحة.
- قائلا بتوضيح، وهو يتقرب منها شيئا فشيئا بجراءة. النهاردة دخلتنا.
اوقفته بيدها عن الاقتراب منها.

- قائلة بهدوء ما قبل العاصفة. هو انا مش قولتلك.
- لا ماقولتليش.
- ليلة الدخلة لغوها من القاموس.
- بعدم فهم. اى اللي لغوها؟
- ليلة الدخلة!
- باستغراب. ازاى دي الرجالة تعمل ثورة.
ثم تابع بهدوء ويده تكاد تلمسها
- قائلا بهدوء. اسمعي بس.
هنا زاد غضبها وامتلات رئتيها بالضيق. رفعت يدها في وجه بقوة.
- قائلة بتحذير. ابعد عنى احسنلك.
- طب لو مابعدتش.
- هتشوف وش عمرك ماشفتوش.
- ليه العصبية دى كلها بس؟

اردفت بعصبية عنيفة.
- قائلة باستحقار. لانك بنى ادم مابتفهمش.
- ايه اللى انتى بتقولى ده.
- اللى انت سمعته. وبعدين انت ناسي اتفاقنا ولا ايه. هو كان اتفاق عيال. عن اذنك عايزة اغير هدومي. قالتها باستحقار وانصرفت من امامه...
- قائلة في داخلها. حيوان وقليل الادب.
تركته قبل ان تسمع باقي كلماته او تدع له فرصة في الرد عليها او سماع مقصده او مفهومه تجاهلته كليا، ودلفت الى غرفتها...

- قال بضيق في داخله. وهو ينظر الى غرفتها بغضب. البت هانت كرامتى بالبطئ. ازاى ترفضنى بالشكل ده. ازاى دى انا فا...
افاق من عصبيته على رسالة من صديقه. اختطف الهاتف من جيبه. قرا الرسالة كان مضمونها.
(رافع راسنا يا وحش )
قال بضيق، وهو يلقى الهاتف على الاريكة.
- مش وقتك خالص يا فرعون.
في تلك اللحظة.

كانت تبحث عن ملابس بعد ان تخلصت من الفستان بصعوبة. تقريبا مزقته لكى لا تحتاج اليه في شىء. فتحت الحقيبة و هنا كانت الصدمة عندما وجدت ملابس خروج وملابس مثيرة للعرائس. ولم تجد الملابس التي وضعتها في الحقيبة.
- اوف منك ياعمتو. قالتها في داخلها بضيق، وهي تتوعد لها سرا. ان تحاسبها على ما صدر منها ؛ لانها هي من بدلت ملابسها. لم ياخذ منها الوقت كثيرا لتجد ملابس لارتدئها.

(ارتدت فستان رقيق باللون الاخضر وتركت شعرها ينسدل على كتفيها بانسيابية ).
وخرجت من الغرفة بعد ان هندمت نفسها وملابسها.
رائها امامه تسمر من جمالها ورقتها.
افاق من اعجابه على سؤالها.
- انا هطلب اكل ليا اطلبك معايا.
قال ببرود، وهو يدلف من امامها داخل غرفته.
- ماتتعبيش نفسك انا داخل انام.
لم تتهم به. او حتى لم تساله ما الذي جري. ولم تلح عليه في طلب الطعام. كأنه شخص لم تعرفه.

طلبت الاكل المفضل اليها، بعد دقائق كان وصل الطعام.
تناولته بكل برود وعدم اهتمام، وبعد ذلك دلفت الى غرفتها لتغط في نوم عميق. متجاهلة تماما ذلك الكائن الذي تزوجت منه.
افاق من نومه على رسالة مضمونها.
(هااااااااااا رفعت راسنا ولا فضحتنا )
قال بغيظ، وهو يتذكر ما فعلته معه.

- والله ماجيبني ورى الا نقك يا فرعون. هقوله ايه؟! البت دخلت نامت وسبتنى بعد ما مسحت بكرامتى الارض. وضع الهاتف على الكومدينو بعصبية. و لم يرد عليه وتجاهل رسالته تماما كما فعل كالسابق. و استسلم لسلطان النوم.
فى تمام الساعة الثانية عشر ظهرا.
استيقظت من نومها وارتدت ملابس كاجول وكانت.

(عبارة عن بنطلون جينز وبلوزة مطبوع عليها ورود مختلفة الالوان وكوتشي ابيض وتركت شعرها للعنان ووضعت مكياج خفيف. فكانت ايه في الجمال والرقة والانوثة ) لقضاء رحلة شهر العسل. خرجت من غرفتها لم تراه متواجد بالمكان. ايقنت انه مازال نائما.
حاولت ان تناديه بغير اسم.
- قائلة بصوت عالى. ( يا استااااااااااااااااااااااااااااااذ ) يا استااااااااااااااذ...

حاولت مررا وتكررا لكن لا فائدة. فقررت دخول غرفته ؛ حتى لايتاخروا على موعد الطائرة.
دلفت الى الداخل بتردد. فتلك اول مرة تدخل الى غرفة رجل غريب. فراته يغط في نوم عميق غير مدرك لما يدار حوله ومحتضن الوسادة بطريقة مثيرة، وعاري الصدر
( وسيم ) كلمة قليلة عليه ولم تكفيه حقه في الوسامة.

فهو الجمال الذي يتحدث عن نفسه. يجذب اليه جميع من يراه حتى وهو نائم. رجل بمعنى الكلمة في الوسامة والرجولة. تسمرت في مكانها لقد جذبتها ملامحه الجذابة ورجولته التي لا يوجد جدال عليها.
- قائلة في داخلها (فريدة فوقى لنفسك دى راجل. ثم تابعت باحتقار. حتى وانت نايم قليل الادب ).
ضربت باب الغرفة بقبضتها المميتة. فقام مفزوعا من نومه.
- قائلا بنعاس. اى. في اى يا بابا.

- قائلة بحدة. انا مش بابا. قوم يلا. في طايرة هنتاخر عليها.
فتح عينيه (هنا اكتمل القمر في جمالها )
رائها امامه برقتها وانوثتها وعصبيتها المفرطة كالعادة
عبث في شعره الكثيف بضيق.
- قائلا في داخله. هو انتى يا بوز الاخص. ثم عندما ركز وفاق من نومه القى عليها سهامه الخبيثة من اخمص قدمها وصولا الى راسها. يتلذذ بجمالها ونظرات عينيها القوية
تعصبت من وقاحته.

- قائلة بحزم. يلا بسرعة ورانا طايرة. قالتها وهي تدلف من نظراته الوقحة المصوبة اتجاهها.
قام من فراشه. واخذ حماما دافئ وارتدي ملابسه وخرج رائها تقف في البلكونة، واضعة يديها في جيب بنطالها بثقة وثبات، وشعرها منسدل على ظهرها بانسيابية وتنظر من خارجها لا تعى بانه ورائها. تنحنح في صوته.
- قائلا. انا جهزت يلا.
التفت اليه ورمقته نظرة تجاهل.
- قائلة ببرود. اه تمام.
وبعد ساعة.

ودعوا اهالهم والدموع تملا عيونهم، ودلفوا إلى الطائرة المقلعة عن ارض الوطن وصولا إلى ايطاليا ؛ ليقضوا ثلاثين يوما لا يعنوا لها شيئا غير انه مضيعة للوقت.

كانت تجلس على مقعد وثير بجواره في درجة رجال الاعمال ولم تهتم لما حولها وخاصة به. كأنه غريبا يجلس بجوارها وليس زوجها الذي تزوجها البارحة. حاول كثيرا يحدثها لان المسافة طويلة وهو ليس معتاد على ذلك النوع من السفر، لكنها كانت تجيبه باجابات مختصرة. لتجعله يمل ولا يجرى حديث معها مرة اخرى. وهذا زاد عندما امسكت جهازها النقال وانهمكت في اعمالها ومشاريعها المستقبلية، كان يزفر من الضيق والغيظ منها. الكثير من النساء يتمنوا ان يكونوا في مكانتها. فاردف في داخله بانفعال. مين هى؟ لتتجاهلنى بتلك الطريقة. فهى رجل متنكر في انثى. نظر الى الامام وجد مضيفة الطائرة تغمز له.

- قال في داخله بسخرية. واحدة هتموت على. والتانية في عالم تانى.
وهنا كانت المفارقة عندما ارسلت له قبلة في الهواء. لم تكتفى بذلك القدر. بل رسمت بيدها قلبا له اعجابا بجماله.
وهذا زاده غروره كرجل شرقي. اشار اليها باصبعه. اتت اليه على الفور.
من المعتوه في العالم الذي يرفض اجمل عيون في الكون و خاصة اذا كانت عيون فارس الكيلانى
افاقت من عملها عندما راته يتغزل بمضيفة الطائرة ويعطيها رقم هاتفه.

- اردفت في داخلها بسخرية. حيوان.
رائها تنظر له باستحقار ولا تعطيه اهتمام ومازالت منهمكة في عملها فهذا زاد من غضبه وكرهه لها اكثر.
- قال في داخله باستغراب. اكيد البت دى فيها حاجة غلط.
طوال الوقت النفوس ستنفجر من الغضب والضيق. تقريبا اذا كانت المقاعد التي يجلسون عليها تتكلم ستشتعل بالنيران التي لا يستطيعون اطفائها. حتى لو اخذت دهرا كاملا...

وبعد عدة ساعات وصلوا إلى روما، ودلفوا إلى سيارة فاخرة كانت بانتظارهم خارج المطار...
هو من قام بالحجز لاحدى القري المشهورة في ايطاليا
قالت فريدة بتساؤل، وهي تنظر الى المكان.
- اسمها ايه؟
- قال بعدم فهم. وهو يلتفت لها. هي اى؟
- القرية السياحية.
قال بايجاب وهو ينظر من زجاج السيارة.
- ديوماجيورى. سحر القري السياحية في ايطاليا. تعتبر من افضلهم كمان.

رات ابتسامته الساحرة وهو يشرح لها جمال ورقى القرية. كأنه يعبر عن حبه لمعشوقته، وعلى غلفة منه التفت اليها رائها تنظر له نظرة لم يعتاد عليها منها.
هل استغراب؟
ام دهشة!
ام اعجاب!
اعجاب لم لا فهى فتاة مهما كان الامر. بعيدا عن تلك المعتقدات المتخلفة التي لديها.
فارس بخبث
- قائلا باستفهام. هو في اى. بتبصلى كدة ليه؟
ارتبكت من سؤاله، تمالكت نفسها بقوة.

- قائلة بثبات انفعالي. على فكرة انا ماببصلكش ولا حاجة. انا بتفرج على شوارع ايطاليا. فيها حاجة دى.
اردف بعدم اقتناع.
- قائلا بعدم تصديق. لا مافيش. واردف في داخله. وقعتي يا فريدة السيوفي. ثم تابع بتساؤل. اكمل ولا كفاية كدة؟
- لا كفاية. انا اصلا عارفة القرية دي.
- ليه هو انتى جيتي هنا قبل كدة؟
- اه طبعا علشان شغلى...

توقفت السيارة امام القرية السياحية، فهي اروع ما يقال عنها في فخامتها وسحرها. فلها شعبية كبيرة. فتعد من اجمل القري في ايطاليا بفضل شواطئها الخلابة، ومطاعمها التي تقدم افضل الاطعمة الشعبية الايطالية ونواديها...
دلفوا إلى داخل الفندق. لقوا ترحاب حار من جميع العاملين بالقرية. فكانوا سعداء بوجودهما.
فالترحاب كان عبارة عن اعطائهما باقات من الورود البيضاء الرقيقة.

بعد ان انتهوا من استقبال العاملين بالقرية لهم.
اخذوا مفاتيح الجناح.
دلفوا اليه ؛ ليستريحوا من ارهاق السفر.
فكان عبارة عن غرفتين نوم وصالة كبيرة، وحمام في كل غرفة. فكان يتمثل اساسه بالرقي والفخامة، ويوجد به بالكون واسع يطل على شواطئ ديوماجيورى.

فتسكر العقول. وتخدر القلب وتطيب العين من المنظر الخلاب. الذي اذا اراد مبدع ان يعبر عن رقيه وفخامته. لم يستطع ان يصل الى معنى الجمال الحقيقي في ديوماجيورى، ذهبت الى البلكونة، وفتحت ستائرها، ودلفت اليها، انبهرت بجمال المكان وسحرت برقيه، وكانها اول مرة تاتى اليه، اخذت نفسا عميقا ؛ لتستمتع بفخامته، ورقيه وعبق التاريخ الذي يتحدث عن نفسه.
افاقت من شرودها على صوته الرجولى الذي لم تعتاده بعد.

- اطلبلك اكل اى. اصل انا جعان.
اردفت دون ان تلتفت له.
- قائلة ببرود. اى حاجة.
- فارس بتساؤل. يعني اى؟ اطلبلك زي.
هزات راسها بالموافقة دون ان تلتفت له. او تعطيه اهتمام فهذا تجاهل متعمد مع سبق الاصرار والترصد.
من هى!
لتتجاهل وجودى شبيهة الرجال تنكرنى ولا تدير ظهرها لى لنتحدث كأننى هواء. هواء فالهواء له تاثير عنى. ام انا لم اكن موجودا لاثر فيها. فهذا زاد من عصبيته.

- قال بضيق. وهو يجز على اسنانه. ممكن تبصى لى.
- قالت ببرود. وهي مازالت على وضعها. ايه الداعى انى ابصلك او نتكلم اصلا.
- فارس باستغراب. اصلا. ثم تابع بنفاذ صبر. يا مصبر العقل والدين.
- انا هاكل لازيو.
فارس بعصبية.
- قائلا بعند. شوفى مين بقي اللى هيطلب ليكى.
- قالت بقوة. وهي تلتفت له. في ثانية اتغير كلامك. مش غريبة عليكوا رجالة تافهة
- احسن ما نكون معقدين.

لم تهتم الى تلميحه الوقح وسخريته منها، واتجهت الى الهاتف، وامسكته، وضغطت على رقم الروم سرفيس. وحدثته بكبرياء
- قائلة باستفهام. تاكل ايه؟
اصابه الاستغراب والدهشة منها. فهى توا كانت تتجاهله وترد عليه بمنتهى قلة الادب والان تساله ماذا ياكل.
حقا انها مجنونة فهى تتغير في اقل من ثانية.
( فتاة نادر ان تقابل مثلها في ذلك الزمن اللعين. كان ينظر لها بعمق يريد ان يفهم من هى؟
او الى اية مدى يصل تفكيرها؟

او بمعنى اصح ما الذي يدور في راسها من ناحيته
- فريدة باستغراب من نظراته. ايه هتفضل باصص لى كدة كتير. ثم تابعت بعملية. هتاكل ايه؟
افاق من شروده على صوتها الانوثى الرقيق، ثم اجاب باختصار
- قائلا. هاكل توسكانا...
اؤمات براسها ايجابا
- الروم سرفيس باستفهام. ماذا تريدى سيدتى؟
- قائلة في الهاتف بالانجليزية بادب. توسكانا ولازيو.
- طلبات أخرى سيدتى؟
- هذا فقط. قالتها بهدوء، وهي تغلق الهاتف.
- انا داخل اخد شور.

هزات راسها ببرود، اخرج المحفظة من جيب بنطاله، ووضعها على الطاولة.
- قائلا بامر. خدى منها فلوس. لو عرفت انك دفعتى مهيحصلش طيب.
قال كلماته ودلف من امامها، وتركها تستوعب ما قاله توا ولم ينتظر تعليقها او ردها عليه. فهو طرح السؤال ولم ينتظر اجابة منها عاملها مثلما تعامله بتجاهل.
- اردفت باستغراب في داخلها. ماله ده انسان مريض
دلف إلى المرحاض. بعد ان تخلص من ملابسه.

فتح صنبور المياه. فبدات المياه تتدفق رويدا رويدا. حتى زادت في جنونها. كانت قطراتها تنزل على جسده كأنها بلسم تخلصه من ارهاق السفر والتعامل مع تلك الشمطاء. فالضيق والحنق والغضب يكونون متوجدين في ان واحد عند تواجدها.
( في تلك اللحظة )
كانت ترتب ملابسها في الغرفة التي تخصها.
سمعت جرس الجناح. دلفت الى الخارج لتفتح الباب بهدوء
رات النادل اتى بالطعام.

- قالت بالانجليزية بادب وهي تشير الى الطاولة ؛ ليضع النادل عليها الطعام. اتفضل الى هنا.
اؤما براسه ايجابا، ودلف الى الداخل، وبدا يضع الاطباق على الطاولة بتهذيب. وقعت عينيها على محفظته الموضوعة عليها، و تذكرت كلماته البغيضة على قلبها.
لا تعرف ما الذي فعلته!
او الذي دهاها لفعل ذلك الشىء المجنون!
ولا اراديا منها اجتذبتها من على الطاولة، وسالت النادل
- قائلة باستفهام. كم الحساب؟
- الحساب سيدتى...

دفعت له الحساب و غادر من أمامها. زمت فمها لامام بضيق، مترددة في ان تنادى عليه، حتى ياكل قبل ان يبرد الطعام، حاولت ان تخرج صوتها، ولكن لسانها لا يطاوعها على نطق اسمه، او تذكير نفسها بوجوده معها...
تريد ان تنسي تلك اللحظة الكئيبة التي جمعتهما سويا، وهو ايضا حاله كان لا يختلف كثيرا عنها، فوجودها معه يشعره بانه يخون حبيبته الغائبة، وبعد محاولات عديدة نادت عليه، افاق من شروده على صوتها الانوثى.

- قائلة بتردد. يلا الاكل وصل.
رد عليها بضيق، وهو يغلق صنبور المياه.
- حاضر جاى.
بعد دقيقة دلف من المرحاض، كانت ترتب السفرة بطريقة شهية تجعل من يراها ياكل سريعا دون تردد ) اتسعت عينيها بصدمة، عندما رائته امامها بتلك الطريقة المتبجحة، يلف على خصره منشفة، وقطرات المياه تنزل من على شعره الكثيف الى صدره القوى العاري، وممسك بيده منشفة أخرى يجفف بها شعره.
اعطته ظهرها على الفور والخجل تملك منها.

- قائلة بضيق. ايه اللي انت عامله ده. البس هدوووووووووووووومك.
- قال ببرود. رغم برودة الجو في الخارج وهطول الامطار الكثيفة. والبس هدومي ليه. دي حتى الجو حر.
- قالت بغضب. وهي تجز على اسنانها. ازاى يا بني ادم هتقعد معاى كدة.
ابتسم في داخله بسعادة، عندما لاحظ انها قد اصيبت بلعنة الخجل ولم لا!

فهذه اول مرة لها ترى رجلا بمثل هذا الشكل، عارا بالكامل من وجهة نظرها الغافلة عن قوم الرجال، فهى نقية و عذراء مع الرجال، وليس لها سوابق في التعامل معهم.
اراد ان يشعل يغيظها اكثر. ويستمتع بخجلها البادى عليها
- قائلا باستفزاز. مالك متاثرة كدة ليه. ما انتى بتقولي انك مالقيش في الرجالة. ولا ايه.
لم تطيق كلماته والتفت اليه بغضب.
- قائلة باستحقار، وهي تصوب اصبعها اتجاهه. ماليش في الحيوانات.

قال باستمتاع، وهو يقترب منها بخطورة شديدة.
- دى كلام خطير.
فى حركة ذكية منها تجاهلت اقترابه، وجلست على الطاولة سريعا تتناول طعامها وكأن شيئا لم يكن، وسط ذهوله وصدمته من حركتها المفاجئة.
قال بانبهار، وهو يصفق لها باعجاب.
- واو برافو.
ثم ذهب اليها ووضع يده على الطاولة امامها، ونظر الى وجهها الرقيق وشخصيتها الفريدة من نوعها.
- قائلا بغزل. دلوقتى اتاكدت انك اشطر سيدة اعمال في مصر.

شعرت بانفاسه قريبة منها، لم تلتفت له وتصنعت الثبات كالعادة.
- قائلة بغرور وهي تاكل. قصدك في الشرق الاوسط.

رفع حاجبيه بانبهار، ولم يعقب على غرورها، ودلف من امامها ليبدل ملابسه، فهى لوح ثلج لم يتاثر ولا يرف لها جفن، بعد ان خطت قدمه للداخل، وضعت الشوكة بعصبية على الطاولة، تزفر في ضيق وحنق ودقات قلبها تتسارع دون اسباب، تريد ان تلقى بالمزهرية الموضوعة امامها على الطاولة على راسه تسكته عما يفعله ؛ حتى تجعله يفيق لنفسه ويعلم جيدا من هى؟

فهى ليست عاهرة من عاهراته بل فريدة السيوفى. لكن الحيوان الشهوانى الذي بداخله لن يتغير.

( مر اليوم سريعا بدون تفاصيل تذكر غير انها بعد انتهائها من طعامها التزمت غرفتها طوال اليوم، على خلافه تناول طعامه بدونها، ووقف في البالكون يشاهد المنظر الخلاب وهو يدخن السجائر بشراهة حزين و وحيد، ابتسم في سره على خجلها الغير متوقع وقوتها المستميتة وردها الحاد والقاسي عليه وفوق هذا كله اخذت نقود من محفظته ودفعت للنادل. لم يكن يتوقع منها ذلك، )
فى صباح اليوم التالى.

تفيق على صوت هطول الامطار الكثيفة انه فصل العشاق والحب والدفء والاحساس بالامان.
تقوم من سريرها وترتبه. ثم بعد ذلك تدلف الى المرحاض لتنعم بحمام دافئ. بعد دقائق دلفت منه لتبدل ملابسها وكانت عبارة ( عن ملابس ثقيلة، بنطلون من الجينز الازرق، وبوت باللون البنى، وشميز ابيض فوقه جاكت جلد قصير بنى ) لتخرج تنفس عن ضيقها من ذلك المعتوه الذي اصبح زوجها.

بعد ساعة افاق من نومه ودلف الى المرحاض ؛ لياخذ حمام دافئ، بعد دقائق خرج منه، وفي حركة غير إرادية منه نظر في اتجاه غرفتها.
اصابه الاستغراب. فشيئا غريبا يحدث، فمنذ ان افاق لم يسمع صوتا لها.
هل مازالت نائمة حتى الان؟
او افاقت والتزمت في غرفتها.
ام ماذا؟
تلك الاسئلة واكثر كانت تدور في ذهنه
- قائلا بضيق. يكش تولع. انا اشوف افطر ايه...

امسك هاتف الجناح، وضغط الارقام اتصالا بالروم سيرفيس. متحدثا الانجليزية بطلاقة.
- قائلا بادب. تورونى.
- النادل باستفهام. شيئا اخر...
نظر الى غرفتها مرة اخرى
- قائلا في داخله. ماينفعش اطلب اكل من غيرها. برغم ان خسارة فيها شربة المياة. ثم تابع برجاء. دقيقة من فضلك.
- معك الوقت كله سيدى.
وضع الهاتف على الطاولة بهدوء، واتجه الى غرفتها، وطرق الباب بهدوء.
- قائلا بتهذيب. انا هطلب اكل. اطلبلك اى معايا.
-...

لم يجد رد منها. كرر مرة اخرى بنفاذ صبر.
- قائلا باستفهام. اطلبلك ايه؟
-...
وكالعادة الرد غير متاح. ولم تسمح له بدخول الغرفة. كان صبره وصل منتهاه فدخل الغرفة دون طرق.
قال بعصبية وهو يدخل للغرفة.
- ازاى ما ترديش على.
الصدمة كانت هنا. عندما وجد الغرفة فارغة وليس بها احد. فالفراش مرتب وانيق موضوع فيه لمسة انثوية.
- يا نهار اسود تكون راحت فين دى. تكون تاهت وجت من عند ربنا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة