قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الحادي عشر

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الحادي عشر

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الحادي عشر

فى تلك الاثناء كانت تسير في شوارع روما، تمتع بجمال وسحر الشتاء الخلاب ومناظر العشاق وهم محتضنين بعضهم البعض، يتهامسون ويبوحون باعظم سمفونية في العالم الحب.

الجميع يسير في حاله، لا احد يتدخل او يلقي بتعليق تافه عن الاخر، فهم ليسوا بمسلمين لكنهم يدعون الخلق للخالق على نقيض المصريين والعرب، فهوايتهم في الحياة معرفة اسرار الجيران والحشرية في حياتهم وخوضهم في اعراضهم. هذا حالنا مع الاسف، وفي اثناء حوارها مع نفسها واستمتاعها، لفت نظرها محل ملابس انيق يباع فيه ملابس رياضية، فتذكرت انها لم يكن بحوزتها ملابس بيتية، فعمتها احضرت لها الملابس الفاضحة، وحجتها انها عروس ويجب ان تمتع زوجها، هذا كان ردها عليها في اخر اتصال جمع بينهما.

- قائلة بعصبية. ايه اللى انتى عملتى ده يا طماطم؟
- فاطمة باستنكار. عملت ايه؟
- فريدة بعصبية. بلاش لف ودوران انتى عارفة عملت ايه؟
- يا بنتى حرام عليكى هو في واحدة هتلبس بيجامات لجوزها.
- فريدة في سرها بغيظ. جوز جزم على دماغه. ثم تابعت بتهديد. لم ارجع حسابك معايا...

مرت ساعة كاملة ولم ترجع فيها، كان انتهى فيها من طعامه ورتب الطاولة، ومازالت هي بالخارج لا حس ولا خبر، يبقي الوضع كما هو عليه انتابه القلق، الى اين تكون قد ذهبت، وماذا تفعل حتى الان، ولماذا لم تجرى اتصال معه لتطمانه، حتى الاتصال انقطع بينهم، شيئا سخيفا ويدعو للضحك، فهى لم تعطيه رقم هاتفها حتى الان، مهما كانت الاسباب ومهما كانت الاتفاقات التي بينهما، فهى زوجته في الاول والاخر، يجب ان تخبره الى اين تذهب، لا تتركه يتخبط في اسئلته التي ليس لها اجابات الا معها.

- هو انا هفضل واقف كدة اكلم في نفسي. ما انزل اشوفها.
نزل الى الاستقبال، وسال الموظف هناك عليها
كان رد موظف الاستقبال
- قائلا بتهذيب. اجل سيدي لقد راينها تخرج في الصباح.
ضرب يده بعصبية على حافة المكتب.
- قائلا بقلق وغضب. ياربي هو انا عملت اى في دنيتي علشان تعقابني بالمصيبة دى.

( بعد ساعة من الضيق والقلق والغضب، الضيق من استهتارها بالامر، والقلق عليها فهى امانة لديه، والغضب من جبروتها وتسلطها الدائم منها عليه، رائها تدلف الى الفندق ببرود وهدوووووووووووووووء تام، حاملة بيدها مجموعة من الاكياس الكثيرة.
كانت اشترت ملابس رياضية انيقة لنفسها تكفيها مدة شهر العسل.

واذا فجاءت توقفت اقدامها عن السير، وقف امامها بطوله الفارع، وعصبيته التي تظهر في ملامح وجهه، والشرر الذي يتطاير من عينيه فلا يبشر بالخير اطلاقا
فارس بهدوء ما قبل العاصفة.
- قائلا بسخرية مصطنعة. ما لسي بدرى يا هانم.
- ايه الالفاظ اللى انت بتقوله دى. قالتها فريدة باستهزاء منه
- تصدقى. انتى واحدة ما عندكيش دم.
- بعصبية. ازاى تكلمنى بالطريقة دى
- مش عاجبكى الطريقة. نغيرها وماله. حضرتك كنتى فين؟

- بغرور. حاجة ماتخصكش.
فارس بتصنع عدم استماع جوابها واضعا يده على اذنه
- قائلا بعصبية. ايه بتقولى ايه؟
رفعت حاجبيها لاعلى بضيق
- قائلة بتحدى. اللى سمعته. قالتها وهي تدلف من امامه.

امسكها من ذراعها ضاغطا عليه بقوة في حركة اصابتها بالدهشة و الصدمة، ونظر في عينيها يتوعد لها ان يلقنها درس لن تنساه على قلة ذوقها وتجاهلها الدائم له. تكون كاذبة حقا اذا لم تسحر بنظراته العميقة التي يملاها الحزن من لا يسحر بفارس الكيلانى؟
من الذي يراه ولا يتخبط في كلماته ويضل طريقه؟
سحرت وتعثرت منها بعض الحروف، ولكن هيهات من تعجز امام رجل. فاذا كان هو فارس فهى فريدة العند والتحدي.

- قائلا بتحدى. لا ماسمعتش عيدى تانى
- ابقي جيب سماعة. قالتها وهي تحاول ان تتخلص من قبضة يده على ذراعها لكن لا مفر.
نظر الى عينيها العسلية العنيدة.
- قائلا بصدق. انتى عارفة كنت قلقان عليكى قد ايه. قالها وهو يضغط على ذراعها بقوة.
وسط تاوها الدفين بداخلها لكنها لم تستلم له، ولا لصدق كلماته
- قائلة في داخلها بكره. في الاول والاخر راجل.

كانت نظرات الناس تقتلهم باسئلتهم السخيفة. سيدى لا فرق بين عربى واعجمى في التداخل والتفاضل على الاخرين
- فريدة ببرود. حاجة ماتخصنيش.
جز على اسنانه بغضب
- قائلا بضيق. امال تخص مين يا هانم؟
وهى تحاول ان تتخلص من يده
- قائلة بتحذير. سيبي ايدي يا حيوان. الناس بتتفرج علينا. كفاية فضايح.
- فارس ببرود. ماتتفرج. على الاقل. يشوفوا قلة ادبك وطولة لسانك اللي عايز قطعه.

- انت ازااااااااااااااااااااى تكلمنى بالطريقة دى
- اكلمك بالطريقة اللى تعجبنى. قالها فارس ببرود لها
- انت الظهار شارب حاجة. انت نسيت انا مين؟
قطعها بسخرية
- قائلا باستهزاء. واحدة مجنونة معدومة من الاحساس
- فريدة بسخرية. سبت الاحساس ليك. ثم تابعت بتحذير. بحذرك للاخر مرة سيب ايدي احسنلك.
فارس بعند فيها
- قائلا بتحدى. مش سايب ايدك. غير ما اعرف كنتى فين.

لم تفكر كثيرا ولم تكلف نفسها بالرد عليه ركلته في قدمه اليسرة بعصبية وقوة. فترك ذراعها على الفور
- قائلا بالم. اه. اه اه اه
لم تهتم به جمعت الاكياس في يدها، وغادرت دون ان تلتفت اليه.
ام هو امسك قدمه يتالم من الالم
- قائلا بغيظ. الله يخرب بيتك. خليتى شكلى عرة قدام الاجانب. ثم تابع وهو يتوعد لها. ماشي ماادبتكيش يبقي بحق.

كانت وصلت الى الجناح الخاص بهما. وضعت الملابس في الدولاب بتنظيم وترتيب. لم تهتم به او حتى لم يخطر على بالها ماذا يفعل الان. او حتى قدمه تالمه ام لا. فهو نكرة لا يعنى لها شيئا بتاتا. جلس على مقعد انيق في بهو الفندق يزفر من الضيق والحنق ويتوعد في سره ان يريها يوما اسود من قرن الخروب. من هي لتفعل معى ذلك شبيهة الرجال. صوت الهاتف افاقه من توعده وكلمات التهديد لفريدة والانتقام منها اشد انتقام. عندما راى المتصل ظهرت ابتسامته العوب.

- قائلا باستنكار. الووووووووووو. مين معاي؟
الفتاة بدلال.
- قائلة بحزن مصطنع. معقول تكون ماعرفتنيش.
- بنفس النبرة. لا مااعرفكيش. ثم تابع بوقاحة. بس عادى نتعرف.
- الفتاة بحزن مصطنع. انا ميساء المضيفة اللي كانت مسافرة معاك على نفس الطيارة.
- مضيفة مين؟
- يوه لا كدة كتير. انا...
قطعها بابستامة
- انا بهزر معاكى. انتى صدقتي. حد ينس القمر. واحشاني.
- يا بكاش لو كنت وحشتك كنت كلمتني.
- مشاغل!

- انا احسن منك قولت اتصل اطمن عليك.
- دى شئ اكيد. عايز اقابلك. وانتى هتعرفي واحشاني قد ايه.
- طب ومراتك؟
- طب ليه السيرة دى دلوقتى.
- ايه بتخاف منها.
- فارس الكيلانى مابخفش من حد يا قطة.
- لا انا كدة اخاف. قالتها ميساء بمياعة
- لا ماتخفيش دى انا حنين خالص.
- ماشفتش منك حاجة.
- بكرة تشوفى.
- يابخت مراتك بيك.

تذكر معاملتها معه ووقاحتها وتطاول لسانها عليه وضربه امام الناس واهانتها المستمرة له. لم يعهد حتى الان من يهان كرامته او يقلل من شانه او يهز من رجالته ووسامته فهى خليط مختلف لم يقابل مثله في تلك الايام.
- فارس بضيق. ماتفكك من مراتى. هي شاغلكى ليه؟
- خايفة تعملك مشاكل.
- ليه هو انا عيل صغير. قالها فارس بثقة
- بموت في الرجالة الحمشة.
- لا دى انا اعجبك اوى
- انت اصلا عجبنى. من وقت ما شوفتك.

- خلاص اكتبي بقي عندك.
-...
- برافو عليكي شطورة.
- كتبته
- نتقابل بكرة بقي على الساعة 12
- هفضل اعد الساعات والدقايق لحد ما اقابلك.
- عدى براحتك مصيرنا نتقابل. سلام يا بيبي. قالها وهو يغلق الهاتف معها. ثم تابع بخبث. ان ماعلمتكيش الادب ما بقاش انا فارس الكيلانى.

بعد ان وضعت ملابسها طلبت طعام من الروم سيرفيس. دلف داخل الجناح رائها تاكل بمنتهى الغرور والبرورد وشعور التبلد. وكأن جميع مقاليد العالم بين يديها.
- قائلا في سره بغيظ. مصنوعة من ايه دى. ثم تابع بتساؤل لها. انتى ازاى كدة.
وضعت الشوكة بقطعة من اللحم في فمها الصغير ببرود وتجاهل كلماته وكأن شيئا لم يكن امامها
جز على اسنانه بنفاذ صبر
- قائلا بضيق. هوايتك الوحيدة هي تجاهل البشر
رمقته نظرة احتقار.

- قائلة بتعالى. بالظبط كدة وخاصة النكرة.
- يااا اخيرا طلع ليكى صوت. صراحة خسارة الوا...
توقف عن الكلام عندما رائها. قامت من على الطاولة بكل برود، واخذت الاطباق الى المطبخ ؛ لتغسلها بدون اهتمام لوجوده، او انه يتحدث معها الان، او يتناقش معها في موضوع يخنقه. فلم تعطيه مثقال ذرة من الاهتمام.
ضرب كف على كف
- قائلا بغضب. يا مثبت العقل والدين.

بعد ان انتهت من غسل الاطباق، دلفت الى غرفتها، واغلقتها امامه بكل برود.
- قائلا بسخرية مريرة. انا بيتعلم على.
مر النهار سريعا، واتى الليل لم يخرجوا من غرفهم ولم يتقابلوا ؛ حتى لايحدث بينهما شجار
هى طوال اليوم على جهازها النقال تتابع عملها، وهو ينفس في سجائره عن كمية الغضب والضيق الذي يحمله في داخله من ناحيتها...
( بسطت الشمس نورها في جميع ارجاء ايطاليا معلنة عن يوم جديد في حياة ابطالنا ).

دلفت من غرفتها مرتدية ملابس اخف من ذي قبل. فالطقس ليس شديدة البرودة اليوم. فراته امامها جالس على الاريكة ينفس عن غضبه في سجارة، وكالعادة لم تهتم به، ورمقته نظرة استحقار. وضع السيجارة في المنفضة، وقام ليحدثها. كادت تخطو قدميها للرحيل
اوقفها بصوته الجهور، وهو يقف قبالتها
- قائلا بتساؤل. راحة فين؟
كانت تريد ان ترواغه ولا تتحدث معه لكنها لم تستطع فالغضب يتطاير من ذرقة عينيه لكنها لم تستلم له.

- قائلة ببرود. حاجة ماتخصكش.
- فارس بعصبية. انا جوزززززززززززززززززك يا محترمة.
فريدة بتحذير.
- قائلة بقوة. متحاولش تعلى صوتك وتثبت وجودك.
وضع يده في خصره بضيق
- قائلا باستفهام. هو انتى مش خايفة منى؟
فريدة بتحدى
- قائلة بقوة. واخاف ليه؟
تجاهل عجرفتها
- قائلا بنفاذ صبر. لاخر مرة هسالك راحة فين؟
قالت فريدة بجدية
- ولاخر مرة هقولك حاجة ماتخصكش.
فارس بعصبية
- قائلا بدون تفكير. انا جوزك!
لم يخفها صوته العالى.

- قائلة بحنق. جوزى انت ناسي اتفاقنا.
فارس بصراخ
- قائلا بعصبية. كان يوم اسود لم اتفاقنا.
ثم تابع بتهديد، ونظرات عينيه لا تنبا بالخير، وتتوعد لها بأنها ستلقنها درسا لن تنساه.
- قائلا بضيق. بقولك ايه لخصى. وهاتى من الاخر.
فقررت أن تهدأ الحرب قليلا
- قائلة بضيق. طالعة اتمشي. كفاية كل لم بشوفك مزاجي بيتعكر.
- على اساس انا اللى مزاجى بيكون كويس. دى عدم وجودك رحمة.
- لك بالمثل. قالتها ببرود، وهي تدلف من امامه.

ولم تترك له فرصة بالموافقة او الرفض. فخرجت وتركته يتخبط في كلماته ويدعو على نفسه باليوم الذي جمعه بها. فحقا بغيضة لا تحتمل ولا يطاق العيش معها. منذ ان تزوجها لم يري شيئا طيبا منها. دائما التجاهل وعدم التقدير والغرورو والتعالى عليه ملازمنها لا تتخلى عنهما.
اشعل سجارة ينفس فيها عن غضبه.
- قائلا بحنق. اوف اوف اوف. كان يوم اسود لم اتجوزتها.
بعد ساعة.

كان دلف من المرحاض وارتدي ملابسه التي اكملت وسامته ووضع برفانه الاخاذ للعقول توم فورد اكستريم.
فاليوم مميز بالنسبة له و هو يمشط شعره اتاه اتصال من ميساء...
دخلت فريدة الفندق رات معه فتاة يحتضنها بقوة، و يقبلها على وجنتيها بوقاحة. تسمرت في مكانها من جرأته وقلة ذوقه
- ايوا انا تحت. قالتها ميساء برقة متصنعة، وهي تجلس في بهو الفندق
وهو ينتهى من تمشيط شعره
- قائلا. ثوانى واكون عندك.

دلف من المصعد رائها بملابس مثيرة لا يصلح ارتدائها إلا في غرف النوم ومكياج فائق الاثارة. رائته شديد الجمال والاناقة.
بماذا صنع ذلك الانسان؟
هل من رحيق الفراشات؟
ام من خلية نحل؟
ام ماذا؟

فهو تعدى جميع درجات الوسامة والرجولة. اقترب منها بثقة سيطرته عليها ونظرات الإعجاب التي رائها في عينيها واحتضنها سريعا بدون كلام. استسلمت لحضنه الغير مباح وجذبها اكثر برفانه الذي يضعه خصيصا لسلب عقول الفتيات. ليتانسوا في اى زمان ولدوا. وفي اى توقيت خلقوا. وعلى اية ارض يقفون. او ما هو الكوكب الذي يعيشون عليه. فيما لا شك فيه فهو فارس الكيلانى سالب عقول الفتيات
لقد تذكرتها.

فهى تلك الفتاة التي كانت تتغزل به في الطائرة
- قائلة بكره. حيوان مش قادر يستحمل يبعد عن الزبالة. قالتها فريدة باحتقار. وانصرفت الى غرفتها.
ترجل سيارة متاجرة ؛ ليدلف بها كل شوارع روما، وبعد أن تنتهى مدة الاستاجر يعطيها إلى صاحبها
- قائلا بخبث. على فين؟
- ميساء بدلال. المكان اللي تحبه.
فارس بنفس النبرة وهو ينظر إلى جسدها العارى الذي تغطيه القليل من قطع القماش.

- قائلا بجراة. من ناحية احب. فااكتر مكان بحبه. هو اوضة النوم.
- بخجل متصنع. انت جرئ اوى.
غمز لها
- قائلا بوقاحة. هو دى المطلوب!
- بس لازم نتعود على بعض الاول.
- هنتعود. وبعدين احنا في عصر السرعة. قالها وهو يقترب منها بوقاحة ويقلص المسافة بينهما.

لم يمهلها فرصة للرد عليه. فقبلها قبلة عنيفة عبر فيها عن ضيقه من تلك المخلوقة التي دخلت حياته بدون اسباب او تفاصيل دخولها اصابته لعنة عصبية مفرطة ومعاملة قاسية. غاصت معه في الحرام وتناسوا ان الله يشاهدهم والملائكة تلعنهم في كل دقيقة تناسوا يوم الحساب الذي سيقفون فيه بين ايادى الله يسالهم ماذا جنيتم في حياتكم؟

بماذا ستكون الاجابة التجاهل والتغاضي والتناسي ليوم الحساب، من يفعل ذنب لا يصدق بان الساعة اتية لا ريب فيها. لقد ظلموا انفسهم وعندما ملوا من تلك اللعبة اللعينة ظلموا اخرين معهم تناسوا الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لديه الكفة والميزان متحججين بان الملك غفور
مر الوقت سريعا
كانت تدلف غرفتها ذهابا وايابا، وتفرك في يدها بتوتر.

- قائلة في داخلها باستفهام. هيكون اتاخر كدة ليه. اكيد لسي مع الزبالة. انسان حيوان كان يوم اسود لم عرفته.
ارتمت على الفراش والافكار تقتلها والاسئلة الخبيثة تتلاعب بعقلها العذرى.
ياتري بيعملوا اى
افاقت من سخافتها على صوت اقدامه داخل الجناح فخرجت من غرفتها. راته في حالة عدم اتزان ويلهث بكلام غير مفهوم وجمل ليس لها معنى. ترنح في مكانه و كاد ان يقع. فركضت اليه سريعا واسندته.

شعر بذراع رقيقة تحاوط خصره بقوة ورائحة الياسمين في عبير شعرها الكثيف
امسك راسه بسكر
- قائلا باستفهام. مين بيسدنى؟
-...
لم تجبه.

و سارت معه ببطء الى اقرب اريكة، واجلست جسده بهدوء عليها. فتساقط شعرها اللعين على وجهه في حركة غير محسوبة منها. تحاول سحب ذراعها من حول خصره بهدوء ؛ حتى لا يفيق ويراها بتلك الملابس قميص نوم اسود مثير تحاول ان تزيل يدها. شاعرا بحركاتها التي تحاول ان تنجح فيها. لكن قربها منه بتلك الطريقة المميتة. فتوا كان مع امراة وعاش معها اقبح المعاصى، لكنه لم يكتفى. فزوجته المجنونة لها مذاق خاص. يريد ان يكتشفه. جذبها اليه فسقطت عليه وسط صرختها الغير مفسرة، و يده التي تحاوط خصرها النحيف بقوة. لا تفسير فهى زوجته بدون شروط او عقود وحلاله الذي لم يذقه حتى الان. كانت في موقف لا تحسد عليه فدقات قلبها خاذلتها و تسارعت وكأنها في سباق لمسافات بعيدة واصابتها رجفة لم تستطع ان تسيطر عليها. بيده الاخرى رفع شعرها من على وجهها وارجعه خلف اذنها. وسط رعبها.

وتامل ملامحها الرقيقة والمنفرة منه.
- قائلا باعجاب شديد. انتى موزة اووى يخربت جمالك.
تحاول ان تقوم من عليه، لكنه مغناطيس اجتذبها اليه اكثر - قائلا بخبث. هو في حد جميل كدة.
- سيبنى!
عض على شفتيه بشهوة، وهو ينظر الى فمها المكتنز
- قائلا بجراة. ما تجيبى بوسة؟
صرخت في وجهه
- قائلة بعصبية. فوووووووووووووووووق لنفسك.
وهو يجذبها اليه اكثر
- قائلا بهيام. مش قادر.

اتسعت عينيها بصدمة من وقاحته، وانفاسهم المتقاربة التي لا يفصل بينهما الا القليل من السنتمترات والموقف المحرج الذي وضعها فيه. حاولت ان تتخلص من يده التي تحاوط خصرها بقوة، ولكن لا فائدة.
جزت على اسنانها
- قائلة بضيق. شيل ايديك.
هزا راسه بالنفى. مرر يده على خصرها بوقاحة، ونظرات الاستمتاع التي تملا عينيه بانها اصبحت بين يديه. و يستطيع التحكم فيها كيفما يشاء.
- قائلا بعند فيها. مش شايل.

- فريدة بعصبية. انت وقح وقليل الادب
- وانتى حلوة.
- هقتلك.
- ياريت حد يطول.

تخلصت من يده باعجوبة، ووقفت على قدمها تبتلع ريقها بصعوبة من دقات قلبها المتسارعة. اعتدل في جلسته رائها مرتدية قميص نوم مثير باللون الاسود يظهر قوامها الممشوق وبشرتها البيضاء الرقيقة وشعرها الكثيف الذي ينسدل على وجهها. والتوتر الذي يقتلها بقوة كلما حاولت السيطرة عليه لم تستطع. من خبرته يعلم جيدا أنها اول مرة لها. أراد أن يزيد من خجلها ويتحداها.

- قائلا بابتسامة لعوب. مالك متوترة كدة ليه. دي انا ماثر من لمسة. ثم تابع لاغيظتها وهو يعض على شفتيه السفلي. امال لو...
والغضب يتطاير من عينيها العسلي.
- قائلة بكره. فعلا حيوان ومستفز. ثم تابعت بحنق. انت فاكرني واحدة من الزبالة اللي تعرفهم انا غيرهم.
صب سهام نظراته الوقحة على جسدها العذرى
- قائلا بوقاحة. ماتخلينى اجرب وانا احكم بنفسي.
- انا بكرهك واسم حيوان قليل عليك!

- لا انا اللى ميت في دبدابيك. قالها في سخرية وهو يقوم ويواجهها. ثم تابع بضيق. اذا كنتى بتكرهينى انا بقي بكرهك الاف المرات.
-...
خطت قدمها في الرحيل من امامه. امسكها من ذراعها بقوة ضاغطا عليه وسط تاؤها من الالم الذي لم يابى له
- قائلا بغضب. انا بتكلم ما تمشيش وتسبينى.
- فريدة باحتقار. انت مين علشان اتكلم معاى.
- فارس الكيلانى.

- فريدة بسخرية. انسان فاشل اخرك زبالة تلمك. قالتها وهي تتخلص من قبضة يده باعجوبة
- وانتى واحدة معقدة.
- ليا الشرف انى بكرهكم. قالتها باستحقار، ثم انصرفت من امامه. اغلقت باب الغرفة في وجهه بقوة دون ان تخاف منه او تخشاه
فهى فريدة السيوفى الامر والناهى في كل شيء
من هو ليتحكم بها؟
من هو ليفرض شروطه؟
من هو ليااخذ مكانها؟
فهى الجبروت والكبرياء الذي تحدث عن نفسه
من هو؟
هو نكرة مستحيل وضعه في جملة مفيدة.

امسك علبة السجائر، واخرج واحدة واشعلها سريعا في غضب. ناظرا الى باب غرفتها المغلق. زم فمه لامام. يريدها توا. يكاد يجزم عندما تصبح ملكه ستخنع له وتنفذ كلامه. ملعونة تلك الفريدة فملمس جسدها اثار به الكثير. فلاول مرة يريد امراة بشدة وترفضه. فالرفض كلمة قليلة. فهى تبغضه. كأنه شيطان...
توعد في داخله ان يلقنها درس لن تنساه.

مر اسبوع عن اخر شجار بينهما. الكلام انقطع تماما بينهما وخاصة من اتجاهه بعد كلماتها البذيئة والبغضية له واحتقارها لشخصه
(انسان فاشل زيك اخرك زبالة تلمك )
بعد تجولها في شوارع روما (ايطاليا )
الليل انسدل واعلن عن وجوده
دلفت إلى الفندف بعد عناء وشراء هدايا لاحبتها في مصر من افخم محلات روما. فتحت الجناح ودلفت الى الداخل.

تساقطت من يدها اكياس الهدايا التي تحملها. من روعة المشهد الذي راته. لقد رات ما لم تستطع امرأة ان تراه المشهد يتكرر امامها مرة اخرى باختلاف الابطال والظروف والزمن. اتسعت عينيها من الصدمة والاحتقار لذلك الشخص اللعين. وكان ماسجله قلبها وحفظه لها اصبح حقيقة وواقع ؛ لتعيش الخيانة مرة اخرى على ارض الواقع. راته في وضع مخل مثلما راته اول مرة في المصعد لكن الوضع هنا مختلف. فهو يحتضن تلك العاهرة بقوة يكاد ان يكسر ضلوعها من ذراعه القوية المحاطة خصرها بقوة ويتبادل معها القبلات العنيفة و الهمجية، وهي ملتصقة به حد الجنون كعذراء في ليلة زفافها مشتاقة الى حبيبها لتعبر له عن حبها ومدى الاشتياق والانتظار وبعد المسافات الذي طال بينهما.

افاق من شهوته العالية والتصاقه بالعاهرة على صوت فتح باب الجناج. رائها تنظر اليه بذهول وعينيها تتسع من الصدمة والضيق الذي خنق انفاسها جعلها تسكت لثوانى تفكر!
ماذا يجب ان تفعل الان؟
او ما الذي يقال في تلك المواقف؟
او ماذا تقول له؟
هل تحدثه مباشرة!
او تجادله وبعد ذلك تضربه ضربا عنيفا هو وهى، او تقوم بقتلهم سويا وتخرج صدقة جارية على ارواحهم الفاسقة. فاشخاص بمثل ذلك لا يستحقون الحياة.

الهدايا ملقاء أرضا، وهي ثابتة في مكانها تحاول ان تسيطر وتسيطر حتى لا تخرج عن السيطرة. لم يكن امامها سوى ان تدير ظهرها سريعا. جزت على اسنانها
- قائلة بامر. خلص اللي كنت بتعمله وطلع الزبالة دي برا
- فارس بعند. انا حر
كورت قبضة يدها بقوة
- قائلة بعصبية. خلص لدفنها مكانها.
- فارس بتحدى. ورينى هتدفينها ازاى؟
- بطل جدال ولخص. قالتها بنفاذ صبر.

الوضع كان احتدم وعصبيتها الشديدة ظاهرة عليها، وحقا فهى صادقة في كلماتها. فاذا لم ترحل توا ستقتلها بدون جدال او نقاش
ميساء بمياعة
- قائلة بوقاحة. خلاص يا بيبي.
يريد ان يعاقبها عن ما تفعله معه
- قائلا بتحدى. خلاص ايه انتى هتباتى معايا النهاردة.
- لاخر مرة بقولك خرجها.
- كلامك ما يعنيش ليا.
صرخت باعلى صوت لديها
- قائلة بعصبية. نفذ كلاممممممممممممى
- ميساء بخوف. خلاص انا ماشية.
فارس بعند.

- قائلا بتحدى. تمشي فين. بقولك انتى معايا النهاردة.
- اخر تحذير ليك وليها بعد كدة ماتلموش الا نفسك.
- ولو ماحصلش.
- مابحبش الكلام الكتير. قالتها بجدية وقرار نهائي
كانت تضم قبضة يديها، وتحاول ان تاخذ انفاسها بهدوء وتهدا من روع نفسها ؛ حتى لا تقوم بقتله الان. يراها من الخلف ساكنة لكن قبضة يدها لاتبشر بالخير مطلقا. لا يعلم ماذا ستفعل توا؟

لكن يعلم ضربها العنيف وعصبيتها الشديدة، هو لم يستسلم لها، ولكنه سيهدا اللعب قليلا
اردف الى ميساء
- قائلا بهدوء. خلاص يا بيبي خليها مرة تانى
- ميساء باستفهام. هنتقابل امتى؟
- في اى وقت تحبى.
علقت يدها حول رقبته
- قائلة بدلع. احب اقابلك كل الاوقات.
- وانا هاحاول افضى نفسي ليكى
فريدة بسخرية في داخلها
- قائلة. اه يفضي نفسه. الراجل رجل اعمال مواعيده كلها مشغولة
تلملم اشيائها وتغادر
- قائلة بطلب. اوعى تنسي.

عض على شفتيه
- قائلا بوقاحة. حد ينسي القمر
- كلامك ده هيودينى في داهية.
فارس بوقاحة واغاظة للعبدة لله.
- قائلا بخبث. انتى لسي مارحتيش.
- انا روحت من يوم ما شفت عيونك الحلوين. قالتها باعجاب شديد، وهي ترسل له قبلة في الهواء، وتدلف سريعا من امامهما ؛ حتى لا ترى الحرب العالمية الثانية على ارض الواقع يكفى انها تسمع عنها لا داعى من ان تراها في الحقيقة.

بعد ان اغلقت باب الجناح وسمعت صوت خروجها، التفتت له وبدون سابق انذار منها...
بصقت في وجهه باحتقار وكراهية
- قائلة بعصبية. حيوان حيوان صوت القهر في صراخها هزا ارجاء ايطاليا كلها
اصابته الصدمة ماذا فعلت توا؟
هل بصقت في وجهه حقا ام توهم ذلك؟
- ازاى تتجراى وتعملى كدة. قالها بعصبية، وهو يرفع يده عليها ليلقنها قلم لا تنساه طوال عمرها على ما فعلته توا ؛ حتى تفيق لنفسها ولتعلم جيدا مع من تتعامل؟
امسكت يده بقوة.

- قائلة بضيق. صحيح بجح، وكمان عايز تضربنى
فارس بعصبية وشرارت الغضب تتطاير من عينيه معلنة عن انفجار بركان في داخله
- قائلا. انا اقتلك ما اضربكيش بس.
ضربته بقبضة يدها الحرة في بطنه بقوة
- قائلة. مش فريدة السيوفى اللى تنضرب.
ترك يدها سريعا يتاؤه من الالم. لم تكتفى بذلك درات حول نفسها تبحث عن شىء. وهو يريد ان يفهم ما يحدث امامه شعرها الكثيف خبا كل ملامح الجنون التي تظهر على وجهها
رات غرضها اخيرا.

مزهرية موضوعة على الطاولة امسكتها سريعا، ورمتها به بقوة اختبأ خلف الاريكة سريعا
- قائلا باستغراب. هي الحرب العاالمية التالتة قامت امتى؟
- هو انت لسي شوفت حرب. قالتها وهي تضرب كراسي الطاولة بقدمها واحدا يلو الاخر، وبعد ان انتهت من تدمير الطاولة بالكامل واسقاطها ارضا. امسكت الصور المعلقة على الحائط، وقامت بتكسريها واحدة تلو الاخرى.

كانت تتسارع دقات قلبها من الضيق والغضب. وسط ذهوله ودهشته واستغرابه من تصرفاتها الغير مفهومة بتاتا. فتصرفاتها توحى بامراة رات حبيبها توا يخونها مع عشيقته فاصابها الذعر والجنون وتهميش الذكرة التي تجمعهم فقامت بتكسير كل المتواجد بالمكان لكن هنا الفرق فهى اتفقت معه على ذلك فعلاقاته لا تعنى لها شيئا. هو شخصيا لا يساوى شيئا لديها بعد ان همشت وكسرت وصرخت رات فازة موضوعة بجانب شاشة العرض ركضت اليها سريعا وامسكتها ووجهتها اتجاهه.

نهض سريعا من مكانه، وامسك بيدها وما بين الشد والمد وحلقة العناد التي تمتلكها تلك الانسانة. جذب الفازة منها بالقوة. والقاها ارضا فهمشت وكسرت ايضا. وسط عصبيتها المفرطة وجنونها الذي بدا عليها وقطرات المياه التي تنزل من عينيها بغزارة
- قائلا بضيق. بطلى جنان بقي.
- هو انت لسي شوفت جنان. قالتها بصراخ وشبح الدموع يظهر في عينيها لاول مرة. ثم تابعت ببكاء. انا هقتلك.
ومازال ممسك يدها بقوة.

- قائلا باستغراب. ليه هو انا خنتك؟
فريدة بصراخ
- قائلة بعصبية. جايب الزبالة هنا!
- انا حر مش ده كان اتفاقنا.
- برا يا حيوان مش المكان اللى بنام في!
- مااختلفناش!
- حيوااااااااااااااااااااااااااااااااااااان. قالتها وهي تتخلص من يده. ثم تابعت بصراخ. حيوان كلكم حيوانات انا بكرهك انا بكرهكم انت خاين كلكم خوانة انتو زبالة الرجالة كلها زبالة حيوانات...

فقدت كلماتها، وذهب صوتها، وانهارت وسقط مغشيا عليها في حالة يرثي لها وسط دموعها وانكسارها
انكسار هل فريدة السيوفى تنكسر وتتالم وتتوجع وتشعر بما يشعر به البشر
سقطت جثة هاامدة رافضة الخيانة بجميع اشكالها
رافضة استبداد الرجل!
رافضة الظلم!
افترش شعرها ارضا يبكى قهرا والما عليها، وعلى ضيق تنفسها الذي انقبض من الخيانة ووجعها الذي سرق وسط فقدانها الوعى
هرول اليها سريعا جثى على قدمه. رافعا راسها.

- قائلا بقلق. فريدة فوقي يا فريدة ايه اللي جرالك؟
لم تستجيب الى ندائه المتكرر
رافضة العودة الى زمن حاكمه الرجل والمراة عبدته، تعود الى من؟
الى مجتمع يراها انها شبيهة رجل، ولا الى زوج الخيانة تجروى في عروقه
- يا نهار اسود تكون ماتت. قالها وهي يقترب من صدرها يستمع الى دقات قلبها. بعد ان تاكد من دقات قلبها التي تضرب بعنف...

وضع يد تحت قدمها، والاخرى تحت ظهرها، وحملها إلى غرفتها بهدوء، واتى بعطره سريعا وقربه من انفها بهدوء لتفيق...
وهو يحاول معها ويحاول...
حتى افاقت بعد عدة محاولات. فتحت عينيها بتعب، ثم اغلقتها مرة اخرى.
اصابه ذعرا من ان يكون قد حدث لها شيئا. ربت على وجهها بهدوء
- قائلا بقلق. فريدة مالك...

مجرد سماع اسمها من لسانه القذر. فتحت عينيها سريعا راته يجلس بجوارها على السرير، ويده القذرة تربت على خدها العفيف ؛ انتفضت من مكانها، وكأنه عقربة بجوارها، وابتعدت عنه.
- قائلة بعصبية. انت ايه اللى جابك هنا؟
فارس يهدأ من عصبيتها
- قائلا بتوضيح. اغمى عليكى وشلتك...
قطعته بعصبية
- قائلة باحتقار. ازاى تشيلنى يا حيووووووووووووووان
- حيوان. طب اهدى وخلينا نتكلم
- مافيش كلام ما بينى ومابينك.

- لازم نتكلم في اللى حصل من شوية
- اللى حصل ده انت السبب فى
- فارس باستغراب. انا السبب. اومال انتى ايه؟
رمقته نظرة استحقار
- قائلة. واحدة محترمة مش زيك.
اخذ انفاسه بهدوء قبل ان ينفجر فيها ويقتلها
- قائلا بعتاب. ليه الغلط بقى.
قامت من على فراشها
- قائلة بعصبية. اخرج برا اوضتتتتتتتتتتتتتتتتى.
قام من السرير ووقف قبالتها، ورمقها نظرة استغراب من تصرفاتها الطفولية
- قائلا باستفهام. اوضة مين دلوقتى؟

- اوضتى انا. قالتها بغرورها وتعاليها المعتاد
فضحك على طفولتها حقا انه لا يصدق من الذي اتى بالقلعة بجوار البحر. لقد تركت صلب الموضوع وتحدثت في موضوع ليس له من الاهمية ذرة. عض على شفتيه بابتسامة، وطرح في داخله سؤالا
هل تلك فريدة السيوفى ام ماذا؟
ولكن فضوله لم يمنعه ان يسالها بدون سابق انذار.
- قائلا هو انتى عندك كام سنة.
- حاجة ماتخصكش
- بجد ما بهزرش.
- اخرج برا اوضتى
- فارس برجاء. لازم نتكلم.

- اطلع اتكلم مع الزبالة اللى كنت جايبها
غمز لها
- قائلا بوقاحة. بس اى رايك حلوة الزبالة.
تذكرت المشهد الذي راته منذ دقائق. لقد حفر في ذاكرتها ولم تستطيع ان تمحيه، او تغيره فالحكم صدر ولا داعى للرجوع فيه
- انت باى حق تجيبها هنا
زم فمه لامام بتفكير. ثم تحدث ببرود
- قائلا. قولت من باب التغير
فريدة بدهشة
- قائلة بعدم فهم. تغير!
- اه. اصلى زهقت من العربية
اتسعت عينيها بالصدمة من رده الوقح.

- قائلة بعصبية. انت بتقول ايه يا حييييييييييييييييوان
- طب ليه حيوان دلوقتى. ما احنا كنا حلوين
قالت فريدة باستحقار
- ايه الالفاظ البيئة دى؟
- انا اللى بيئة. واللى عملتى من شوية كان ايه؟
تذكرت ما فعلته عندما دخلت وراتهم سويا. غصة المرارة تخترق صدرها قهرا والما ؛ على مشهد تكرر امامها مرة اخرى
- فريدة. سرحتى في ايه؟
رفعت اصبعها في وجهه
- قائلة بتحذير. ماتنطقش اسمى على لسانك.
- ليه هوسخه!

- اكتر. انا اصلا بقرف منك
فارس بعصبية
- قائلا بتهديد. حاسبي على كلامك انا سكتلك كتير
عقدت ذراعيها امام صدرها
- قائلة بقوة. ولا ماحسبتش هتعمل ايه.
- هتشوفى وش عمرك ماشفتى
- مش محتاجة ؛ لانى هنزل مصر دلوقتى
- فريدة بتقولى ايه؟
قالت بعصبية شديدة، وهي تركض الى الدولاب، وتخرج الملابس منه بدون تفكير او حسبان.
- بقولك اسمى ماجيش على لسانننننننننننننننننك.

تريد توا ان تسطوتن غرفتها التي بمصر بنفسها تبكى فيها وتصرخ وتتالم كيفما تشاء
لا تريد ان يرى احد انكسارها من الداخل والخارج
لا تريد ان يسمع احد انين وجعها
لا تريد ان ترى الشفقة في عيون احد
وخاصة من ذلك الحيوان الشهوانى
فارس بهدوء ؛ ليجعلها تتراجع عن قرارها الغير متوقع
- قائلا. طب اهدى
- ماتقوليش اهدى. قالتها بضيق. ثم بدات تخرج ملابسها من الدولاب سريعا
- طب يا فريدة. خلينا نتكلم
جزت على اسنانها.

- قائلة بتحذير. بقولك اسمى ماجيش على لسانك القذر تانى.
- قذر. الله ما طولك يا روح
وقفت جمع الملابس. وطرحت سؤالها بقوة
- قائلة بفضول. هتعمل ايه؟
- لا انتى بتدورى على المشاكل باى طريقة
- انا اللى بدور على المشاكل
فارس بقوة اجابها
- قائلا. اه
اتسعت عينيها بالصدمة وعدم تصديق، فهو من يبحث عن ضيقها واخراج اسوء ما فيها
- هكدب ليه!
- خلاص نازلة مصر، وسايبهلك تتخانق مع خيالك المريض.

- خيال مريض. هو انتى ماتعرفيش تكونى محترمة
- سبتلك الاحترام كله. قالتها باستحقار، وهي تعود لجمع اغراضها في حقيبة السفر. تريد الذهاب الى موطنها و البعد عن ذلك الانسان الشهوانى الذي لا يهمه في الحياة غير العلاقات النسائية
- قوليلى هتسافرى ازاى لوحدك.
- انت فاكرنى عيلة صغيرة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة