قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الثاني عشر

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الثاني عشر

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الثاني عشر

- انا مش صغيرة. انا هسافر لوحدى.
فارس بتحذير وعينيه تبرق من الغضب والتهديد لها. بانها اذا لم تنفذ كلامه ستقام قيامتها معه قبل موعدها
- قائلا. يمكن ما تعرفنيش لم بتعصب. فنصيحة منى ليكى تلاشى غضبى دلوقتى.
في تلك اللحظة
البار
- فارس فين يا فرعون. قالتها نانسي باستفهام، وهي تجلس قبالة احمد على البار
وضع كاس العصير على حافة البار
- قائلا بعدم اهتمام. في ايطاليا.
رفعت حاجبيها باستغراب.

- قائلة باستفهام. بيعمل ايه هناك؟
احمد بسخرية
- قائلا. بيذاكر.
تضايقت من رده
- قائلة بعصبية. فرعون بلاش هزار.
- احمد بنصح. ماتشلي فارس من حساباتك.
- قصدك ايه؟
- انتى فاهمة قصدى بلاش لف ودوان.
- ماقدرش. قالتها بياس. ثم تابعت بدموع. فكرك ماحولتش بس فشلت. حبه بيجرى في عروقى.

- فارس ماعدش سكتك يا نانسي حاولى تانى. قالها بحزن عليها، وهو يدفع للنادل، ثم ربت عليها بطيبة وتركها ؛ لتعيد حساباتها مرة اخرى. وسط دموعها المنهمرة على وجنتيها الرقيقة ومحاولاتها البائسة بالنسيان له. لكن لا جدوى فحبه لعين مثل السم توغل الى جسدها بالكامل. حاول جميع الاطباء ازالته لكن قد فات الاوان بعد ان تمكن السم من دمها بالكامل. حاولت تقنع قلبها باشخاص اخرون لكن لا جدوى. فالحكم قد صدر ونفذ.

من تعلق قلبه بغير الله يكون جزاؤه هكذا علقي قلبك بالواحد الاحد ستري ان رحيل الجميع عنكى لا يعنى شيئا لكى. كأن وجودهم لم يكن من البداية ؛ لان الملك معك لن يرحل.

القي كلماته عليها وتركها في غرفتها وحيدة. تبكى وتبكى وتبكى وتتالم وتتالم وتتوجع قهرا والما وتكتم فمها بيدها بقسوة لا تريد ان يسمع بكائها. ولكن هيهات و هيهات فهو يسمع المها وانينها و يشعر بدموعها التي تنزل سيول على وجنتيها الرقيقة، والاسئلة اللعينة تتقافز الى قلبه.
ما الذي يبكيها؟
وما سبب كرهها لقوم الرجال؟
فهى لا تكره وحده بل تكره القوم باجمعه!
من الذي دخل حياتها ودمرها بذلك الشي؟
هل هو حب قديم؟

ام لحظة خيانة عاشتها فعليا من تعاملها من البشر
ام ماذا...
قالها في داخله بصرخة مكتومة. وهو ينفس في سجائره بغضب وتساولات كثيرة في داخله، ولكن لا اجابات
افاق من اسئلته على صوت هاتفه راى اسم صديقه التافه مثله
- قائلا بضيق. عايز ايه يا زفت؟
تجاهل ضيقه
- قائلا ببرود. الحمد لله كويس
فارس بعصبية
- قائلا. بطل سخافات لخص وقول عايز ايه؟
- في ايه يا جدع بدل ما تقول ازيك واحشانى
نفخ بضيق.

- قائلا بصراخ. بقولك ايه لخصصصصص.
- ايه. هي فريدة مطلعة عينك؟
بضيق غير مفهوم
- قائلا بعصبية. انت بتجيب اسمها على لسانك ليه بروح امك
- يا نهار على قلة الادب ماترحم الطاهرة
- ما انت بتغلط في فريييييييييبيييدة. قالها بصراخ
استغربه كثيرا
- قائلا بعدم فهم. فين الغلط ده. ما علينا عامل ايه في شهر العسل؟
- هو بنق امك هيبقي عسل دى بقي بصل
- احمد بفضول. ليه هو ايه اللى حصل؟
- حاجة ماتخصكش.

- احمد باستغراب. مالك يا جدع انت قلبت كدة ليه
تذكر جميع ردودها المستفزة. اصبح يفعل مثلها، ويقوله على ارض الواقع مع صديقه. دون ان يعي ما السبب لقول ذلك. فصديقه لم يخطا فهو كان يساله ويريد ان يطمئن عليه لا اكثر من ذلك. لقد اصابته عدوة منها. فضحك في دخله بسخرية لقد أصبح شبيها لها.
اردف الى صديقه
- قائلا بهدوء. مافيش. اخبارك ايه؟
- الحمد لله زى ما انا
ينفس في سجارته.

- قائلا بخنقة. ودى المطلوب. خليك زى ما انت
- احمد بقلق. مالك يا فارس؟
اخرج تنهيدة حزن من قلبه على صوت بكائها الذي يسمعه في الداخل، ولا يستطيع ان يفعل لها شيئا. يريد ان يدلف اليها ويربت عليها، وياخذها بعد ذلك في حضنه. لكنها تكره وتمقته وترفض ان ينطق اسمها حتى. استغفر في سره
- قائلا بوجع. مخنوق
- من ايه؟
- من كل حاجة.
- طب احكيلى
- بعدين
- هتيجوا مصر امتى؟
- قريب
- تنور مصر
- منورة بيك يا فرعون.

- يلا بقي سلام ؛ علشان ماعطلكش
- سلاموز. قالها، وهو يغلق الهاتف مع صديقه
لم يقص عليه ما صدر من نانسي ؛ لا يريد ان يضايقه اكثر. فواضح من خلال كلامه انه يمر بازمة حزن عميقة. فكان لا يريد ان يزيد من الطين بلة
ارتمت على فراشها تستكمل بكائها، وهو بالخارج واضعا راسه بين يديه ينفس من الضيق والغضب، وبكائها الذي يحرك الحجر...

مرت الساعات سريعا، وحل الصباح وهو نائم على الاريكة. لقد سرقته لحظات بكائها الطويلة وغفى دون ان يدرك. واضع قدميه الطويلتين على الطاولة الصغيرة. بعد ان انتهى من شرب اخر سجارة بعلبة السجائر. افاق من نومه على صوت هاتفه امسكه راى اسم المتصل
- قائلا بنعاس. الساعة كام؟
- واحشتنى!
بخنقة من وقاحتها الزائدة، وهو يبعث بشعره الكثيف ؛ ليفق ويعى ما تقوله تلك الكائنة المجنونة
- قائلا بتجاهل. تمام اللى بعده.

- اللى بعده. بحبك
هنا انتفض من مكانه على كلمتها السهلة الرخيصة. فالحب باالنسبة لاشكالها رخيص. فالحب عبارة عن شاب جميل وسهرة ملعونة يجتمع فيها كل شياطين الانس والجن
- فارس بضيق. ميساء انا مش رايق ليكى. قولى الطايرة هتطلع امتى؟
ميساء بحزن مصطنع
- قائلة بمياعة. هو انا زعلتك في ايه؟
- لخصي. قالها فارس بصراخ
- ميساء بخوف. بعد ساعتين.

- شكرا. قالها باختصار، واغلق الهاتف على الفور. توجه إلى غرفتها ؛ ليعلمها بموعد الطائرة. طرق الباب عدة مرات. لكن لا مستجيب. فتح الباب بعصبية
صمت عندما رائها نائمة بهدوء ومازالت بملابسها لم تغيرها وشعرها الكثيف منسدل على الوسادة باريحية ودموعها مازالت عالقة على اهدابها فاقترب منها بهدوء. حتى وصل اليها ؛ ليمسح دموعها.
افاقت على لمسة يده. وعندما راته امامها. انتفضت من مكانها.

- قائلة بعصبية. ابعد عني. ماتلمسنيش.
- ماشي تمام. غيري هدومك ؛ علشان نفطر.
- فريدة بغضب. انا ماعايزيش افطر انا عايزة ارجع مصر
- فارس بانفعال. سبيكي من غضبك دلوقتي ؛ وخلينا نفطر ثم تابع بهدوء. وبخصوص السفر. هنسافر بعد ساعتين.
- فريدة بضيق. الساعتين دولى استناهم في المطار. ثم تابعت باستحقار. وماقعدش مع واحد زيك.
جز على اسنانه.

- قائلا بنفاذ صبر. الله ما طولك يا روح. ثم تابع بهدوء عكس ما بداخله. فريدة بطلي عند.
- فريدة بعصبية. قولتك ماتنطقش اسمى تاني. وفطار مش عايزة ؛ انا صايمة.
- فارس باستهزاء. صايمة ماشي يا مؤمنة. عنك مافطرتي. قالها بضيق منها، ثم دلف من غرفتها بعصبية من تصرفاتها الغير مفهومة بتاتا
قامت من فراشها سريعا، ودلفت الى المرحاض.
وبعد ساعتين دلفوا خارج القرية السياحية، واعتلوا الطائرة.

كانت تبكي في صمت واضعة نظارة سوداء كبيرة الحجم على وجهها والدموع تترقق من عيونها
زم فمه للامام بغضب
- قائلا بحنية. ممكن تبطلي عياط شوية.
اصابتها الصدمة ما الذي ادركه انها تبكى. فهى تضع نظارة سوداء كبيرة الحجم. تجعلها تبكي باريحية في صمت مع نفسها لم تجبه
- متابع بقلق. عيناكي بقت حمرة.
- فريدة بسخرية. اي اللى عرفك. وهو انت شايف عنيا اصلا؟
تجاهل سؤالها
- قائلا باهتمام. عياطك الكتير هيحمر عينيكى.

- حاجة ماتخصكش
تجاهل وقاحتها المعتادة
- قائلا بضيق. الناس بتتفرج علينا. هيقولوا اى لو لقوكي بتعيطي. اكيد هيقولوا عامل فيها حاجة؟
- انت اللي يهمك كلام الناس وبس. صحيح حيوان.
امسك شعره من العصبية كاد ان يمزقه من لسانها الطويل الذي يريد قطعه حتى لايصدر منها صوت ويسمع كلماتها الوقحة
- قائلا بعدم اهتمام بها. عيطي يا فريدة. قصدي كملي يارب تملئ الطايرة دموع
- بعصبية ودموع. مالكش دعوة بيا
في تلك اللحظة.

اتت ميساء ورات فارس بجواره زوجته المجنونة مثلما اطلقت عليها. بدات تتخايل في مشيتها، وتغمز له لاغاظتها.
راتها
- قائلة بسخرية. اى هو انتوا اتفقتوا تسافروا مع بعض. واو ماشاء الله عليك مابضيعش وقت.
- فارس بضيق. اتفقت معاها في ايه. هي اصلا اللى حجزت لينا التذاكر.
- كمان. وانا اقول التذاكر جت بسرعة ليه.

لم يرد عليها تجاهل ضيقها الغير مفهوم بالمرة، وكلماتها التفاهة وسخريتها الواضحة عليه. اشار الى ميساء. اقتربت منه على الفور
- قائلة بمياعة. اؤمرنى حضرتك
- لو سمحتي عايز اكل لمراتي.
اصابتها الصدمة. فهى اعتقدت انه نادى عليها ليعتذر لها عن اتصاله الوقح معها
- اصل ما اكلتش حاجة من الصبح. قالها بحنان، وهو ينظر اليها وسط ذهولها ودهشتها. فهو يهتم لامرها ويتذكر جيدا انها لم تاكل لحد الان
جزت على اسنانها.

- قائلة بحقد. حضرتك تؤمر
وبعد دقائق اتت بالطعام.
وضع الاكل امامها.
- قائلا بامر. خدي كلي. ثم تابع بحنان. انتى ما اكلتش حاجة من الصبح
- فريدة بعند. مش عايزة اكل
- فريدة بطلي عندى، وخدي كلي علشان صحتك.
- فريدة بتحذير. ماتخلنيش اتجنن عليك واتنرفز واعمل زي امبارح.
- بنفاذ الصبر. خلاص الاكل اهو لو عوزتي ابقي كلي...

عدة ساعات هبطت الطائرة ارض الوطن. بعد ان انتهوا من الاجراءات، دلفوا خارجا، رات حماها وحماتها وعمتها ووالدها منتظرنهم بلهفة وشوق وحنين. برغم قصر المساافة. يشعر انها استغرقت سنين. فبعده عنها. جعله ليلا نهارا يدلف الى غرفتها. يعيد الذكريات ويرسم خيالات وجودها في المكان. ركضت اليه سريعا باشتياق ولهفة، فتح ذراعه يحتضنها من قسوة الايام وظلمها، عندما اخبرته في اتصال مختصرا. ليلا بحضورها استغرب من ذلك كثير ا. ولم يضع الكثير من الاسئلة. يكفى سعادته بوجودها، ارتمت في حضنه بدموع تترقق من عينيها.

- قائلة اشتياق. بابا انت واحشتني اوى.
- وانتى كمان يا ديداة. اسبوعين بعيدة عن قلب بابا. قالها وهو يحتضنها بقوة. فهى صغيرته وضلع من ضلوعه، واذا فجاءة بدون حسبان، ارتخت اعضائها وسقطت من بين يديه...
امتلكها فارس بقوة من خصرها سريعا، لم يلامس جسدها الارض، وسط صدمة سوزان ودهشة محمد وصرخة فاطمة واندهاش زوجها.
محمد بلهفة
- قائلا بخوف. فريدة بنتي مالك. اي اللي جرالك. قالها والدموع بدات تظهر من عيونه.

حملها فارس سريعا متوجها الى السيارة
- قائلا بعجالة. مش وقت كلام خلاص. قالها وهو يضعها داخل السيارة التي كانت بانتظارها، ادخلها بهدوء في السيارة ودلفت عمتها، ووضعت راسها على قدميها، ركب بجوار السائق
- قائلا بتعجل. بسرعة على اقرب مستشفي.
- فاطمة بدموع. مالها يا فارس. اى اللي جرالها.

- مافيش يا طماطم. ان شاء الله هتكون كويسة. قالها و يمسك يدها بقلق وتانيب الضمير يقتله. بانه عامل رئيسى فيما جرى لها، فهو من تسبب في بكائها وحزنها طيلة فترة السفر، فهو من قام بالجرم المشؤوم، التجاهل والاستفزاز لا يجدى معى، لم اعلم انها كسرت، كسرت ماذا! اقوى امراة في العالم قابلتها في حياتى، ملكة العند ممزوجة بالتحدى والكبرياء. تكسر. فانت ابله حقا...

نائمة في سلام وراحة بال. لا تشغل نفسها بالعالم الاخر، لا تشغل بالها بظلم البشر وتعقداتهم، في حالها في مملكة هي حاكمتها، بدون راعية. تحكم نفسها بقوانين صارمة. يستحيل احد من البشر اقتحامها او تهميش ركنا منها.
فهى تحت سيطرة فريدة السيوفى
افيقي يا سيدتى. وارجعى الى عالمك. لتعلمى قوم الرجال. من هم؟
فهى غائبة عن الوعى. هربانة من العالم الافتراضي.

وسط تساولاته وتفكيره العميق. ونظراته التي تحفر كل شيء في وجهها، لا يريد ان يحيد عنها. يريد ان يعلم من هى، يدقق النظرات فيها بلا خجل. فهى زوجته مع وقف التنفيذ، نائمة في سلام بعيدة عن مسرح الحياة. شعرها الكثيف يغطى اقدام عمتها بالكامل...
وصلوا الى المستشفى، دلف سريعا من السيارة، وفتح الباب الخلفى وحملها...
وصلت بعده سيارة والده و والدته وحماه...
بعد دقيقة.

دلفت إلى غرفة الكشف، طلب منهم الطبيب ان يدلفوا للخارج، وبقي معها فارس. فاطمة في الخارج تبكى على صغيرتها. وسوزان تهدا من حزنها. و حسين يدلف ذهابا واياب يتوعد لفارس
- قائلا بتهديد. عارف بنتي. لو جرالها حاجة. هعمل في ابنك ايه؟
محمد بهدوء موضحا الموقف
- قائلا. هيكون جرالها ايه. يا حسين يا اخوى.
- الا فريدة. اللى ياذيها هو الجانى على نفسه.
دلف الطبيب من غرفة الكشف.
- ساله حسين بقلق وخوف. بنتي كويسة؟

- الطبيب باطمئنان. الحمد لله بقيت كويسة. ادينها محاليل. علشان ماكنتش كلت. فعشان كدة اغمي عليها.
هزا راسه بتفهم
- قائلا بامتنان. شكرا يا دكتور.
- الطبيب بتواضع. العفو دى واجبى. ثم تابع بنصح. ابقوا خليها تاكل.
فى تلك الاثناء ( غرفة الكشف )
يقف امامها
- قائلا بعصبية. لو كنتى اكلتى. كان ايه اللى هيحصل. لكن العند نسيبه لمين. حسبي الله ونعم الوكيل.
جزت على اسنانها
- قائلة بعصبية. انت بتدعى على يا حيوان.

اقترب منها
- قائلا. اخنقك. علشان لسانك الطويل ده. قالها وهو يكاد ان يخنقها
رمقته نظرة قوية
- قائلة بامر. نزل ايدك. شكلك نسيت انا مين.
ابتعد عنها
- قائلا باستغراب. على ايه. شايفة نفسك.
- على حاجات كتير. مش ذيك
- انتى عارفة الخنق عليكى قليل. انتى عايزة تنعدم في ميدان عام. علشان لسانك اللى عايز قطعه.
عودة الى الخارج
- فاطمة بامتنان. شكرا يا دكتور. ثم تابعت باستفهام. وتقدر تخرج امتي؟
- دلوقتي.

اؤمات براسها ايجايا، والسعادة تملا قلبها.
- الطبيب بدعاء. ربنا يزيل الباس يا جماعة. عن اذنكوا. قالها بوقار، وهو يغادر من امامهم سريعا ؛ ليتابع الحالات الاخرى.
دلفوا إلى غرفتها...
كان فارس يضع يده على حافة السرير. يتوعد لها بالنظرات. بانه سيقتلها عاجلا وليس اجلا، وهي لا تهتم له ولا تعنى نظراته لها شيء بالمرة. فهو حيوان شهوانى. سمع طرق الباب. رفع يده عن الفراش.

وجدت وجهها شاحب وعيونها حمرة مثل ثمرة التفاح الناضج. اقبلت عليها سريعا، وجلست بجوراها على الفراش. وتقبل جبينها. وتحتضنها
- قائلة بعتاب. كدة يا ديداة تخضينا عليكي.
- حبيبة بابا. قالها حسين بلهفة وهو يقبل يدها
- ايه يا جماعة. ما فريدة زى القمر اهو. قالتها سوزان بهدوء ؛ لتخفيف من قلقهم الزائد عليها. ثم تابعت بحب. الف سلامة عليكى يا ديداة.
فريدة بادب
- قائلة باحترام. الله يسلمك يا طنط.

- محمد بحنان. الف سلامة عليكى يا بنتى.
- الله يسلمك يا اونكل...
- حبيبة بابا فيكى حاجة.
- ابدا يا بابا انا كويسة.
محمد بهدوء
- قائلا. اهدى يا حسين ما البنت كويسة اهى
- اهدى ازاى!
رات القلق يقتل اباها
- قائلة باطمئنان. بابا انا كويسة اوى.
امسك وجهها
- قائلا. اكيد
- طبعا يا حبيبي.
قبل جبينها
- قائلا بحب. طيب يا قلب بابا.

هزا راسه بايجاب، وجلس بجوار صديقه على المقعد بوقار وكبرياء لا يختلف عن ابنته في اى شىء. ووجه كلامه الى فارس
- قائلا بضيق. ازاى تسيبها من غير اكل.
- فارس بتبرير صادق. حاولت معاها. ثم تابع بضيق. لكن العند نسيبه لمين؟
فاطمة بعتاب
- قائلة. ايه يا حسين. هو دى سؤال. ثم تابعت بسعادة. عرايس وبيدلعوا على بعض.
- على رايك يا فاطمة. قالتها سوزان بابتسامة
- فارس
- نعم يا بابا
- روح. ادفع حساب المستشفى.

اؤما براسه ايجابا، ودلف خارج الغرفة. ليدفع الحساب...
بعد دقائق دلف الى الغرفة. كان اباه وامه وحماه يتحدثون عن سوق العمل والمنافسين لهم، الخ.
وعمتها تجلس بجوارها. ممسكة بيدها بحب. اول ماراته. قامت من جوارها ؛ حتى تتيح له فرصة، بالجلوس بجوارها، امسكت بيدها
- قائلة بتوتر. راحة فين يا طماطم؟
ربتت على يدها
- قائلة بحنية. هكون راحة فين. هقعد جنب اخوى.
هزات راسها بياس. جلس بجوارها.

- قائلا بهدوء. عاملة اى دلوقتي.
- فريدة بحدة. افضل منك.
زم فمه للامام. وهمس في اذنها في حركة مفاجئة منه
- قائلا بحنق. هي بقت كدة. ماكنش حد قالك. ما تاكليش.
الابتسامة تعلو ثغره
- قائلا محمد بسعادة. في اى يا ولاد. مش مراعين وجودنا خالص.

- على رايك يا اخوى. قالها حسين بسعادة، وعدم تصديق بان صغيرته اخيرا. وجدت نصفها الاخر. وجدت من تتحدث معه ليلا ونهار. ويانس وحدتها التي فرضتها على نفسها. وجدت من يضحكها ويتقبل عيوبها بدون ملل، انكمشت فريدة من الخجل. وارجعت شعرها خلف اذنها. لتدارى خجلها من تصرفاته الوقحة. والغير متوقعة. لاحظت احراج صغيرتها
- قائلة بعتاب مصطنع. ماتسيبو العيال براحتهم.

- سوزان بابتسامة. ماتركزوش معاهم. وبعدين دولى عرسان جداد. لسي في شهر العسل.
فاطمة باستغراب.
- قائلة باستفهام. اى اللي رجعكم بدري. ثم تابعت بحشرية. هو حصل حاجة...
اصابته الصدمة. وعجزت الكلمات عن التفوه. بماذا يجيب فهو لم يتوقع ذلك السؤال، لكنها هي لم تتلعثم، فهى كانت متوقعة كل شىء
- قائلة ببرود. مافيش حاجة حصلت. عندنا شغل مهم وكفاية اسبوعين. قولنا نرجع للشغل بقي.

- سوزان باستغراب. شغل ايه يا حببتى. ما الشغل موجود. اهم حاجة شهر العسل.
- دى بالنسبالك يا سوزان هانم. قالها فارس بضيق، وهو ينظر الى فريدة. ثم تابع بتوضيح. لكن الشغل عند فريدة رقم واحد
- سوزان بعدم اقتناع. اه تمام...

انتهي المحلول من يدها اليمنة. واتت الممرضة. لفك الابرة الطبية من يدها، لتخرج من المستشفي، قام حسين، ليقبل صغيرته. ويامرها ان تسمع الكلام. ولا تعاند زوجها. فهو يعلم العند الذي ابنته عليه. متمنيا السلام والسعادة لها في حياتها، ودعوهم وتركوهم بالقبلات الحارة والسلامات. والدعاء لهم بالزواج السعيد...
قامت من فراشها، اقترب منها يساعدها، ولكنها رفضت بشدة اقترابه منها.
- قائلة بضيق. ابعد عني.
- انتى تعبانة.

فريدة بكره
- قائلة. لو بموت. انت اخر واحد يقرب لى.
- طب نبطل عند.
جزت على اسنانها
- قائلة بعصبية. بقولك ااااااااااااااااااااااااابعد عنى.
- فارس بحنق. انا مالي. يكش تولعي.
- فريدة بتحذير. احترم نفسك. وبطل بيئة شوية.
وقف امامها يحدثها وجها لوجه
- قائلا باستغراب. ليه بتحساسيني. انى السبب في اللي انتى في.
تجاهلت كلامه
- قائلة بامر. وسع. خليني اعدي.
- هو انا قافل الطريق لحضرتك.

- انت واقف قدامي يا بنى ادم. ووووووووووووسع...
ازاح لها الطريق بنفاذ صبر من تصرفاتها الطفولية. فتحت الباب. ودلفت من الغرفة.
- وهو يردف في داخله. مجنونة. مافيش شك.

ارتجلوا السيارة. وذهبوا إلى بيت الزوجية. طوال الطريق. لم يتجاذبوا اطراف الحديث، تحاول ان تستوعب. انها تذهب الى بيت غير بيتها. وتقابل اناس غير اهلها. وتفيق كل صباح على وجوه تجهلها تماما. لقد تركت احبتها الذين ظلت معهم طوال ستة وعشرون سنة. لتساير مجتمع متخلف جاهل عاجز عن الفكر. حياتهم منصبة على الزواج لا اكثر، الحياة ليست جميعها زواج. وليست كلها عمل، فهى الاعتدال. ولكن ماذا تنتظرى. من مجتمع عقيم بمعنى الكلمة وجاهل يحلل الحرام ويحرم الحلال. وياخذ من كتاب الله عز وجل ما يعجبهم من الدين.

ومثال على ذلك قول الله تعالى
( المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا (46)...
عندما تحدثهم عن فكرك يذكرونك بالاعجاز القرانى الجميل ويتناسوا بقية المعجزة الربانية ( والباقيات الصالحات خيرا عند ربك ثوابا وخير املا ). لاتنتظرى منهم شيئا غير. الدعاء بالرحمة لهم.

كلما نظر اليها. من حين لاخر. يراها شاردة تائهة ضائعة واسئلة كثيرة تضرب ام راسها. يريد ان يدخل داخلها. حتى يعلم ما تفكر فيه. وما الذي يشغل عقلها. كل هذا الشغل. يريد ان يقتحم اسوارها. ليعرف من هى. ومن التي انتمت اليه. وارتبط اسمها مع اسمه. يريد ان يعرف. ما النية التي تنويها له...
افاقوا من شرودهم. على الترحاب الحار. من حراس الفيلا. المكون عددهم من ثلاثة رجال اشداء الجسد، ومفتولين العضلات...

( فتح باب الفيلا...
ودقات قلبها تضرب بين ضلوعها بقوة. خوفا وخشية من الايام القادمة الغير مرتبة. فالترتيب والتنظيم من شئون الخالق ليس المخلوق. لا غلط. لست اخطا. لكنى من قبل كنت اعلم. الى اية طريق تسير اقدامى. و الى اية شىء عينى تبحث. ويومى كان مختصر عن العمل ثم العمل ثم العمل الى اخر نفس لدى في الحياة. لكن اليوم، اليوم مجهول بالنسبة لى. ولحظاتى السعيدة والحزينة. ساقضيها مع ذلك الحيوان الشهوانى...

دلفت من السيارة بكبرياء وتعالى. بعد ان فتح الحارس لها الباب.
كانت فيلا جميلة ومثيرة لمعرفة ما داخلها وما تحتويه من الوان
- يلا. قالها فارس لها بهدوء. وهو يسير في ممر طويل وعلى جانبيه. مختلف انواع الورود والزهور. على الجانب الايمن مكان. ركن السيارات. وعلى الجانب الايسر. ارجوحة جميلة مزينة بالورود الانيقة.
فريدة بسخرية، وهي تسير معه الى باب الفيلا الرئيسي
- قائلة باستفهام. ايه الحرس دى كله!
غمز لها.

- قائلا. حركات بقي. علشان برستيجك العالى.
تضايقت من وقاحته
- قائلة باستهزاء. ماكنش ليه لازوم الكلام الفارغ ده. انا اقدر احمى نفسي بنفسي.
- ليه شحات مبروك؟
- مين شحات مبروك ده؟
- انتى ماتعرفهوش؟
- مع الاسف لا. قالتها فريدة برقة
- فارس باعجاب. ماتخليكى كدة على طول.
فريدة بعدم فهم
- قائلة باستفهام. تقصد ايه؟
- خليكى الكيوت اللى انتى واقعة فيه ده. بدل الطور الهايج.

- تصدق. ان الواحد خسارة يتكلم معاك. صحيح انك انسان وقح وقليل الادب.
- تصدقى. ماحد وقح وقليل الادب. الا انتى
- فريدة بعصبية. انت ازاى يا حيوان تتجرا، وتقولى كدة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة