قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل السادس

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل السادس

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل السادس

- انا كويس يا سوزان. ماتقلقيش كدة!
- ماكنتش اقلق عليك. هقلق على مين!
- ربنا يخليكى يا سوزان ليا.
- ويخليك لينا يا حبيبي. اجبلك حاجة تشربها.
هزا راسه بالموافقة
قالت بامر، وهي تنظر لابنها بضيق.
- فارس اطلع جيب لبابا عصير يشربه.
قال بطاعة، وهو يقوم من جواره.
- حاضر يا ماما.
قال محمد بطلب.
- استنى يا فارس عايزك. ثم تابع بهدوء، وهو ينظر لزوجته. روحى انتى يا حببتى.

فهمت من نظرة عينيه. انه يريد التحدث معه على انفراد. هزات راسها بالموافقة، ودلفت من امامهما. بعد ان خرجت، واغلقت باب الغرفة ورائها. جلس على فراش اباه من جنب. ممسكا يده بقوة وتشبث.
- قال محمد بحزن شديد. وهو ينظر في عينيه بعتاب. اخر حاجة كنت اتوقعها انك تقول كدة يا فارس. يا وحيدددددددددددددددددددي. قالها بالم ضاغطا على حروف كلماتها.
اردف فاري بضياع وفقدان للحياة.
- قائلا بحزن. بابا انا موافق اتجوز.

- انا مش بجبرك على حاجة يا ابنى، وعمرى ما كنت هحرمك من الميراث. دى كلام وخلاص.
- لا يا بابا. انا موافق اتجوز...
قال بحنية، وهو يمسك يده بحب.
- اكيد يا فارس.
قال بحزن وهو يرتمى في حضنه.
- اكيد يا بابا.
قال بسعادة، وهو يبادله الحضن.
- مامتك هتفرح اوى لم تعرف.

يزيد فارس من حضنه. يلتمس منه الدفء والامان، ويحميه من نفسه، ومن القرار الذي اخذه، و يصبر نفسه على فراق الحبيبة التي رحلت ولم تعد. يستمد منه القوة ؛ حتى يخطو تلك الخطوة. التي بعدته عنها الاف الاميال.

مرت الساعات سريعا، واتى النهار، بيوم جميل، حامل لنا الامل، والتفاؤل معه، خرج من المستشفى، واول شى فعله اجرى اتصال مع صديقه ؛ يخبره بانه يرد ان ياتى الى بيتهم ؛ طالبا ابنته لابنه، كم كان سعيدا، في تلك اللحظة، يريد ان يلمس النجوم بين يديه، و يحلق عاليا في الفضاء. يتمنى ان توافق ابنته. لان في نظره يري ان فارس العريس المناسب لها، وهو من يستطيع ترويضها. من يروض فريدة السيوفى؟ فانت تحلم حلم جميل، وتريد تحقيقه. لا مانع لدى في الاحلام. يعنى لا حلم ولا حقيقة.

في تلك اللحظة
الساعة الواحدة ظهرا.
يعقد اجتماع. برئاسة رئيس مجلس الادارة (فريدة السيوفى، ومجموعة من المهندسين المعماريين، والمستشار القانونى الاستاذ عبد الجواد. رجل في (52) من العمر لاتستطيع الاستغناء عنه. يعمل في الشركة مع اباها. منذ ان كانت طفلة رضيعة)
تتراس الاجتماع، وحولها موظفين الشركة.
- قائلة بجدية. دلوقتى عرفتوا المطلوب.
اردف احد المهندسين المبتدئين.

- قائلا بتردد. بس حضرتك. مش شايفة ان المدة قصيرة ؛ علشان ننفذ الطلبات دى.
قالت بكبرباء، وهي ترمقه نظرة صرامة.
- لو ما فيش عندك وقت للتنفيذ. يبقي الشركة في غنى عن خدمات حضرتك.
اتسعت عينيه بصدمة.
- قائلا بتلعثم. لا مش قصدى حضرتك. دى حتى ده الوقت المناسب للتنفيذ. قالها سريعا وهو يصلح ما قاله توا ؛ حتى لا تكون نهاية وظيفته اليوم. فهو يعرفها جيدا، لا تعرف اباها في العمل.

- فريدة بثقة. انا بقول كدة برضو. التفت الى عبد الجواد متابعة باستفهام. وحضرتك. ماعندكش اعتراض؟
- لا يا فريدة هانم. هو في حد يقدر يعارض حضرتك. وبعدين قراراتك كلها صائبة وصحيحة.
قامت من على مقعدها
- قائلة بغرور. الاجتماع انتهى.
وتركتهم في استيعاب قرارتها الصعبة، وتقبلها وتنفيذها على ارض الواقع في اسرع وقت ممكن. والتصديق بانها الامر الناهى في الشركة، ومن يعارضها فالشارع في انتظاره...

كان يدلف غرفته ذهابا وايابا ؛ يستوعب القرار الذي اتخذه بجوازه من تلك المجنونة. التي نزلت عليه كالصاعقة لا يعلم من اين اتت اليه!
لا يصدق انه وافق على الزواج، واختار التخلى عن ياسمين وعدم انتظارها ودفن نفسه حيا، وهو مازال يتنفس. وكل ذلك لاجل اباه وامه ؛ كان لا يريد ان يحزنهما اكثر من ذلك خاصة ان والده تعب ونقل الى المستشفى ؛ بسبب حبه الضائع الذي انتهى بدون نهاية.

صوت الهاتف افاقه من شروده. راى اسم المتصل زم فمه لامام بغضب.
- قائلا بضيق. في اى يا فرعون. عايز ايه الساعة دى؟
- احمد بقلق. مالك يا كنج؟
قال بخنقة، وهو يعبث بشعره الكثيف.
- مافيش بس مش في المود.
- طلبك عندى ماتيجي الخرابة.
( الخرابة هي شقة مستاجرها احمد في الزمالك سماها بالخرابة لاقامة العلاقات المحرمة فيها. بعيدا عن بيت اباه في المهندسين )
- هاجى اهبب اى. وبعدين بقولك مش في المود. انا هقفل يا فرعون.

- استنى بس. مستعجل ليه؟ في بت معاى فروتكة. عايزاك بالاسم.
هب فيه بانفعال.
- قائلا بعصبية. بقولك تعبان ومش في المود وتقولى بت وزفت.
- ما تهدى يا اسد. بقولك عايزاك بالاسم. ولا مش هتقدر عليها؟
- مش اقدر على مين ياض. خليها تستنانى. قولها الوحش جاى.
قال احمد بسعادة، وهو يغلق الهاتف مع صديقه.
- هو دى الكلام.

بعد ان اغلق معه، القى الهاتف على السرير، ودلف سريعا الى غرفة تبديل الملابس وارتدى ملابس باهظة الثمن مكونة من ( بنطال من الجينز وتيشرت باللون الابيض. مشط شعره الاسود للوراء، ووضع برفانه الاخاذ للعقول نظر الى المراة قبل نفسه.
- قائلا بغرور. قمر والله خسارة في الجواز.
ذهب الى غرفة والداه لاطمئنان عليه. طرق باب الغرفة سمحت له امه بالدخول. دلف وجد اباه على الفراش تطعمه امه. قال بحب، وهو يقبل يده.

- عامل اي دلوقتى؟
- قال بامتنان، وهو يربت على شعره بحب. انا كويس يا فارس. انت رايح فين؟
تلعثم في الكلام
- قائلا بتردد. طالع اشوف صحابى.
- محمد بضيق. صحابك تانى. مش كنا اخلصنا من الموضوع ده.
قالت سوزان بحب.
- ما تسيبه على راحته. روحى يا حبيبي لصحابك. وابقي سلملى عليهم.
- فارس بامتنان. حاضر يا ماما.
ثم تابع وهو يقبل راس والده
- سلام يا بابا. قالها وهو يدلف من امامهم.
نظر الى زوجته فور خروج ابنه.

- قائلا بعتاب. انتى عايزاى يرجع للمستنقع دى تانى!
- سوزان بهدوء. احنا ما صدقنا يوافق على الجواز. نمنعه ليه من صحابه ونعكر مزاجه.
- بتتكلمى على اساس ان حسين وافق على الجواز.
- سوزان بثقة. هيوافق هو هيلاقي زى فارس فين.
دلف خارج الفيلا وارتجل سيارته الفاخرة...

كان الليل غطى ارجاء الكرة الارضية، بهدؤه ورومانسيته وشع الامان والاستقرار في البيوت، واختبات الاسرار في ظلمة الليل الجميل. كانت انهت عملها بالشركة، وذهبت الى بيتها حيث الهدوء والسكينة.
قالت نوال بابتسامة، وهو تفتح باب الفيلا.
- مساء الخير يا فريدة هانم.
قالت بادب وهي تدلف للداخل.
- مساء الخير يا نوال. اومال بابا فين؟
قالت بايجاب وهي تاخذ منها الحقيبة، والجهاز النقال.
- في الليفينج روم.

اؤمات براسها ايجابا. و دلفت اليه، وجدته يجلس على اريكة وثيرة يشاهد اخبار البلد من على شاشة العرض الكبيرة
- قائلة باستفهام. بتعمل ايه يا سحس من ورايا؟
انتبه على صوتها.
- قائلا بابتسامة. وهو يفتح ذراعه لها. حبيبة بابا. جيتى امتى؟
- قائلة بايجاب، وهي تبادله الحضن بقوة. من شوية وانت بتتفرج على التلفزيون. ثم تابعت وهي تجلس بجواره على الاريكة. قائلة باستفهام. اومال فين طماطم مش شايفها؟

- طماطم فوق سبيكى منها دلوقتى. انا عايزك في موضوع مهم!
رفعت حاجبها باستغراب
- قائلة باستفهام. موضوع ايه؟
- حسين بتوضيح. هو طلب وعايزه يتنفذ!
هزات راسها باستغراب. - قائلة بتعجب. غريبة اول مرة تطلب منى طلب. وكمان عايزه يتنفذ. ايه المطلوب منى؟
- حسين بهدوء. انا مش عايزك تتعصبي، وتسمعينى كويس.
- فريدة بقلق. ايه الموضوع يا بابا قلقتنى.
طوال النهار منذ ان علم بالخبر، وهو يفكر كيف يعرض عليها الموضوع؟

فهو امر ليس هينا، فهو يعلم ردة فعل ابنته، تدرب كثير ا على ذلك الموقف، على اختيار الكلمات والجمل التي يستطيع عن طريقها ان يقنعها، استجمع شجاعته
- قائلا بتردد. فريدة فارس الكيلانى اتقدم للجواز منك.
هبت منتفضة من جواره، وكان لدغتها عقربة.
- قائلة بصراخ هزا ارجاء المنزل. اتجوزززززززززززز. وبعدين العريس مين الحيوان بتاع الستات
حسين مهدئا لابنته.
- قائلا برجاء. يا بنتى اسمعينى.

- اسمع ايه دى حيوان، وبعدين انا رافضة موضوع الجواز، وحضرتك عارف. بتفتحه ليييييييبيييييييبيبببييييييه؟
- يا بنتى هو انتى هتعيش من غير راجل!
- والله انا حرة ماحدش لي عندى.
قام من مكانه ووقف امامها ؛ ليوضح لها.
- قائلا بهدوء. يا فريدة واحد يشاركك حياتك وتكملوا بعض.

- انا كاملة من غير رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااجل. راجل ايه اللى يشاركنى حياتى. الرجالة كبيرهم بس يشاركونا السرير. دى الحاجة الوحيدة اللى بيفهوا فيها.
اتسعت عينيه بصدمة.
- قائلا باستفهام. انتى مستوعبة بتقولى ايه؟
- ايوا مستوعبة الكلام اللى بقوله. الراجل ماهو الا حيوان شهوانى.
- طب اسمعينى، وبعد كدة قولى ليا رايك؟
- راى معروف من البداية مستحيل اتجوز، وخاصة الحيوان ده.
اتت فاطمة في قلق.

- قائلة باستفهام. في ايه صوتكوا جايب اخر الشارع؟
- بقولها على العريس.
قالت بسعادة وهي تقف بينهما.
- اى رايك يا دايده. واد موز يحل من على حبل المشنقة. هتيجبوا عيال اممير.
رمقت عمتها نظرة غضب، ووجهت الكلام لابيها.
- قائلة بحزم. اعتقد يا بابا المناقشة انتهت. عن اذنكوا. قالتها وهي تنصرف من امامهم، تتافف في ضيق وغضب
- فاطمة بتعجب. دى اعتبرتنى مش موجودة. هو ايه اللى حصل؟

- رفضت الموضوع نهائي. وصرخت في وشي زى ما انتى شايفة.
ضربت كف على كف.
- قائلة بحزن. لا حول ولا قوة الا بالله.
جلس على الاريكة
- قائلا باسي. فارس كويس هو اللى هيقدر يطلعها من اللى هي فى.
جلست بجوار اخيها
- قائلة بحزن شديد. مش عارفة لحد امتى هيفضل الماضي ماثر فيها؟
- هيخلص لم اموت.
- ماتقولش على نفسك كدة. ربنا يخليك لينا.

اغلقت غرفتها باحكام، وبدات تزفر في ضيق، والغضب يملا صدرها، لا تصدق الى الان بان الحيوان ذلك طلبها للزواج، تريد ان تراه الان، حتى تلقنه درس لن ينساه ابدا، لمجرد التقدم لخطبتها، فهو ابله ليتقدم لها، فهو لا يعرف من هى؟
( فهى الرقم الصعب في العشق والترويض يا سيدى ).
كان يزداد ضيقها اكثر، مع نيران الغضب التي تشتعل بداخلها، تريد ان تدمر الاخضر واليابس خاصة هو، كانت تعبث بشعرها الكثيف بعصبية.
حقا حيوان؟!

كيف يجرؤ؟
كيف؟
هل جن حقا؟
كانت اسئلة كثيرة تدار في راسها من ذلك النوع، والغيظ والضيق والغضب كانوا حليف الموقف، قررت ان تاخذ دش ساخن، ليجعلها تفكر جيدا، للتخص من ذلك الحيوان، الذي جرء عليها وتقدم لها.
بعد ساعة.

دلفت من المرحاض، وتركت شعرها مبللا على وجهها، اعطاها منظر طفولى جذاب، خاصة مع بيجامتها الخضراء التي ترتديها، بدات تفكر في طريقة للتخلص منه، زمت فمها لامام، فقد اتت فكرة على راسها، امسكت الهاتف الملقي على السرير سريعا، و اجرت اتصال
- قائلة بعجرفة. ايوا يا محسن.

( محسن ( 42 سنة ) جاسوس الشركة كان ظابط سابقا تم فصله من الشرطة، بسبب شدته مع المساجين فاستغلت فريدة ذلك وعينته في الشركة، فهو عينيها الأخرى التي ترى بها جميع ما يدار في الشركة، دائما تحتاجه وهو يلبى النداء سريعا، ففى خلال اربعة وعشرين ساعة، ياتى اليها بجميع المعلومات التي تريدها وبزيادة ) هقولك على اسم واحد، وعايزاك تعرف عنه كل حاجة.
املت عليه الاسم كاملا...

- محسن بطاعة. اومرك يا هانم. بكرة يكون عندك ملف كامل عنه. ثم تابع باستفهام. تؤمرى بحاجة تانية؟
قالت باختصار، واغلقت الهاتف دون ان تسمع رده. فهو لن يعقب فهذا المعتاد منها
- لا.
جزت على اسنانها.
- قائلة بضيق. بكرة اعرف اى حكايتك يا عريس الغبرة. واللى ناوى تعمله...
وصل بسيارته بينتلى رينتجي الفاخرة الى شقة فرعون (الخرابة )
رائه البواب، فهب واقفا من مكانه على الفور
- قائلا بترحاب. منور يا فارس باشا.

- فارس بتواضع. دى بنورك يا عم خليل.
ثم تابع وهو يعطيه المفاتيح، ثم يخرج من محفظته بعض النقود ويعطيها له.
- قائلا بادب. اركن العربية.
- البواب بامتنان، وهو ياخذ منه المفاتيح والنقود. شكرا يا باشا.
دلف من المصعد، وطرق جرس الشقة، فقد طال انتظاره على باب الشقة، فضغط مرة اخرى.
فتح الباب له.
- قائلا بترحاب. منور يا كنج.
دلف الى الداخل.
- قائلا باستغراب. ايه يا ابنى سنة علشان تفتح؟

يعطيه ظهره، وينظر هنا وهناك من الباب.
- قائلا بتوضيح. كنت بامن نفسي.
- فارس بسخرية. من ايه هو احنا بنعمل حاجة حرام!
بعد ان اطمان ان الامور على ما يرام. اغلق باب الشقة.
- قائلا بضحك. على رايك؟
- فارس باستعجال. ماتخدنيش في دوقة. اومال فين الموزة؟
- اهدى يا عم فارس. مالك مستعجل ليه؟
- احنا في عصر السرعة، وبعدين الحقها وهي ساخنة.
- ليه هي في الفرن خايف تتحرق.
- تصدق يااااااا انك تافه.

- خدت بالك مكنتش عايز اعرف حد على.
اقتربت منه فتاة مثيرة، لا تستطيع ان ترى وجهها الحقيقي من مساحيق التجميل.
- قائلة باغراء. انا الموزة!
انصدم من وجهها الذي عبارة عن خريطة من كمية المكياج الذي وضعته عليه.
- قائلا بدهشة. يا نهار اسود. قصدك الجثة.
- بتقول حاجة؟
- فارس بتردد. لا. ولا حاجة.
وضعت يدها على صدره بوقاحة.

- قائلة بمياعة. طب ثوانى هروح اظبط مكياجى. واجاى معاك على الشقة بتاعتك. ثم تابعت باستفهام. ولا انت ماعندكش شقة؟
- مع الاسف عندى.
- بتقول حاجة؟!
هزا راسه بالنفى
- تمام هروح اجهز نفسي. قالتها وانصرفت من امامه، وذهبت لتعديل نفسها كما اخبرته.
قال بغضب، وهو يجذب احمد من لياقة قميصه.
- دى الفروتكة. الله يخربيتك بيتك يا فرعون اكتر ما هو خربان.
- احمد بتبرير. مالها ما حلوة اهو.
- حلوة في عينك.

قال بهدوء، وهو يتخلص من قبضة يده.
- اهدى بس. مالك يا كنج تعالى ما نقعد.
قالهاوهو يجلس على الاريكة.
- قائلا بخبث. اذا كان الشكل مش عاجبك سيبك منه، وركز في المضمون.
- فارس بسخرية، وهو يجلس على الاريكة بجواره.
- فين المضمون. دى مافيهاش حاجة يتركز فيها.
- اذا كانت مش عاجباك كلم نانسي.
- ماتفكرنيش بيها. اليومين دولى. طالعة في موضوع جديد بحبك وكلام فارغ وحاجة تقرف.
- ما يمكن تكون بتحبك؟!

- حب اى يا جدع. وبعدين انا مش بتاع حب. وهي عارفة علاقتنا من البداية تسالى لا اكتر ولا اقل.
قال احمد بدون مقدمات.
- انا كلمت ندى.
- فارس بلهفة. طمنى قولتلها ايه؟ ثم تابع بتوضيح. على فكرة ندى بتحبك كفاية انها عارفة بعلاقاتك وراضية.
- ندى نضيفة اوى يا فارس. مش شبه حد هنا. ومش عارف بتحبنى ازاى.
- وانت بتحبها يا فرعون.
- بحبها. اكتر من الحب يا جدع. بقولك دى الحاجة النضيفة في حياتى. خايف الوثها بوساختى.

- فارس بسخرية مصطنعة. ابقي خد شور علشان مش تلوثهاش.
- احمد بضحك. هههههههههههههه. بتجيب يا واد الخفة دى منين؟
- من سوبر ماركت في اخر الشارع.
قال بشماتة، وهو يغمز له بخبث.
- طب استلم البت جت.
قال بسخرية، وهو ينهض من على الاريكة.
- استر اللى بتستر.
ثم تابع باستفهام، وهو يحاوط خصرها بوقاحة. اتاخرتى دى كله ليه؟
- قائلة بدلع. اصلي كنت بجهز نفسي.
نهض احمد من على الاريكة هامسا في اذنه.

- قائلا بسخرية. قصدها بتجنز نفسها.
ضربوا بعض بالايادى، وانفجروا من الضحك.
- فارس بضحك. بتجيب ياض العسل دى منين.
- من نفس سوبر الماركت اللى بتجيب منه الخفة.
اقترب منه، و همس في اذنه.
- قائلا بنصح. ماضيعش ندى من ايدك. حافظ عليها متباقش زى. الحب ما بيتكررش مرتين.
- هعمل بنصيحتك يا كنج.
- اتمنى. سلام بقي يا فرعون. قالها وهو يهرب من امامه.

دلف خارج البناية ومعه فتاة مجهولة الهوية. لا يعرف اية معلومة عنها. غير انه سيقضى معها ليلة سينسي فيها حساب الله. غير مهتم للذنب الذي يقترفه في حق نفسه قبل حق الله. ارتجل سيارته الفاخرة، وفر هاربا من المكان باكمله.
اشرقت الشمس على الكون بدفئها وحرارتها ؛ التي تشع الامان في الارجاء، وتتطمان البشر على احوالهم القادمة.
( الساعة الثامنة صباحا ).

دلفت من المرحاض وارتدت ملابسها، ولملمت جميع الاوراق التي ستحتاج اليها في العمل ووضعتها في حقيبة العمل، ثم نظرت نظرة اخيرة الى المرآة ؛ للتطمأن على مظهرها الذي تهتم كثيرا به (ترتدى بدلة نسائية سوداء انيقة و كالعادة شعرها ذيل حصان )
نزلت درجات السلم بكبرياء. وسالت احد الخدم عن والدها
فردت عليها الخادمة.
- قائلة بايجاب. في الجنينة حضرتك.
امرت الخادمة بالانصراف، ودلفت اليه. عندما راته.

- قائلة بابتسامة. صباح الخير يا بابا.
انتبه اليها، وفتح ذراعه.
- قائلا بحب. صباح الخير يا اميرتى.
قالت بابتسامة، وهي تذهب لعنده وترتمى في حضنه.
- انت اللى اميري.
لم يترك لها المجال لتاخذ انفاسها من الدرج، وتجلس على المقعد الذي امامه باريحية وتحدث بجدية.
- قائلا بصرامة. فريدة انا هديكى مهلة. تفكرى في موضوع جوازك من فارس.
نفخت بضيق في وجهه.

- قائلة بعصبية. بابا انا اتكلمت معاك امبارح في الموضوع ده، ونهايته لحضرتك. ليه بتفتحه تانى؟
- لو سمحتى يا بنتى. فكرى تانى.
- ليه يا بابا بتضغط على؟
- بقولك لو سمحتى.
لم تستطع ان تتحمل توسل ورجاء ابيها لها.
- قائلة بابتسامة مصطنعة تخفى الحزن الذي بداخلها. حضرتك تؤمر يا سحس.
- الامر لله يا بنتى. اهم حاجة سعادتك.

هزات راسها بتفهم. عكس ما بها من دمار شامل، لمجرد الحاح اباها عليها. فهى دائما بارة به. ولا تستطيع ان ترفض له طلب. ايا كان هذا. فهى تعرف ربها وتحفظ كلامه عن ظهر قلب بسم الله الرحمن الرحيم.

{ وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهمآ أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا } صدق الله العظيم. فهى دائما تحاول ان تسير على نهج ربها. في الكثير من الاحيان نخطا، ولكنها تحاول.
-...
تسارعت الاحداث
شركة السيوفى.

- قالت فريدة باستفهام، و بيدها ملف كامل عن حياة فارس الكيلانى. دى كل المعلومات عنه.
- محسن بايجاب. ايوا يا هانم. زى ما طلبتى كله موجود بالملف.
- طب تمام. قالتها وهي تغلق الملف، وترميه على المكتب باهمال. اخرجت من حقيبتها السوداء الجلدية الماركة دفتر الشيكات وكتبت مبلغ وقدره...
الى حامله...
واعطته اياه.
راى المبلغ المكتوب فرح كثيرا
- قائلا بامتنان. شكرا يا هانم. انا خدامك. لو احتجتى حاجة رقمى معاك.

- قائلة بغرور. وهي تجلس على مقعد مكتبها بكبرياء. اكيد يا محسن. ماقدرش استغنى عن خدماتك.
اؤما براسه ايحابا، ودلف من امامها.
امسكت الملف وبدات تقرا كل تفصيلة فيه عن حياته، وبعد دقيقة مثلما خمنت انه زير نساء من الدرجة الاولى والذي اثار فضولها اكثر انه رافض للزواج بتاتا.
( فالنساء بالنسبة له كتاب مفتوح يقلب صفحاته مثلما يشاء الى ان يصل الى صفحة الزواج فيغلقها ليبحث عن اخرى ).

ولكن هنا السؤال اذا كان رافض للفكرة نفسها
لماذا تقدم لها؟
وهم يكرهان بعضهما البعض حد الجنون!
ما الدافع الذي دعاه لذلك الامر؟
هل هو مجبر على تلك الزيجة مثلها؟
كل هذه الاسئلة واكثر كانت تدار في راسها ولا تجد اجابة لها.
وبعد دقائق من التركيز وسيل الاسئلة.
ايقنت انه مجبر على تلك الزيجة مثلها. او اقنعت نفسها بتلك الفكرة ؛ حتى يرتاح بالها.
زمت فمها لامام بتفكير
وبعد اقل من دقيقة لمعت عينيها بفكرة شيطانية.

- قائلة في تحدى. اكيد هيوافق.
شقة فارس ( المعادى )
افاق من نومه، وراى فتاة مجهولة تنام بجواره، عبث في شعره الكثيف بتفكير. ليتذكر من هى؟
وكيف اتت الى هنا!
فى اقل من الثانية، تذكر انها اتت معه ليلا، اخرج تنهيدة حارة من صدره بملل. ورفع الغطاء من على نفسه، ودلف الى المرحاض ؛ لياخذ دش دافئ ؛ ليخلصه من الذنوب التي يرتكبها ليلا ونهار.
ماذا يفعل؟
فالشيطان اصبح صديقه ورفيق دربه في المعاصي والفشل والضياع...

الحياة. اصبحت مبهمة، غير معروفة معانيها او اركانها وقوانينها ونهايتها القاسية وحقيقتها الصعبة وحلولها المميتة، واسئلتها السخيفة.
بعد ان عاتب نفسه كثيرا، وتخلص من ذنوبه. دلف من المرحاض. وهو يجفف شعره بمنشفة، ومنشفة اخرى يلف بها خصره، وصدره العريض عارى كالعادة.
كانت افاقت من نومها، وراته بوسامته العنيفة. فهو حقا اسر لجميع قلوب العذارى. بدات تنظر اليه نظرات تملاها شهوة ووقاحة.

- قائلة باستغراب. انت ازاى كدة؟
- فارس بعدم فهم. قصدك ايه؟
- انت لحد دلوقتى ما تعرفش اسمى.
- هو لازم اعرف اسمك.
قالت بوقاحة، وهي تعض على شفتيها السفلى.
- اكيد المواضيع اللى زى دى بتحب الاسامى. ولا ايه؟
- قال ببرود، وهو يخطف المحفظة من على الكومدينو. مافيش داعى لاسامى، مادام انا عارف عايز ايه؟ وانتى عارفة عايزة ايه؟
ثم تابع وهو يرمى نقود كثيرة على الفراش
- قائلا بثقة. اعتقد كدة كفاية.

- قالت بامتنان، وهي تاخذ النقود الموضوعة على السرير. ووتضعها في حقيبتها. فعلا كدة كفاية. قالتها ثم ذهبت الى المرحاض، وهي تلف الملاءة على جسدها العارى.
سريعا سريعا اخذت دشا وبدلت ملابسها.
فى تلك اللحظة كان ارتدى ملابسه.
دلفت من المرحاض بملابسها العارية
- قائلة باغراء. لو احتجت حاجة ابقى كلمينى.
- فارس بوقاحة. انا برضو لو احتجت.
- فارس الكيلانى حلم البنات.
- وحياتك والمسنين برضو.

اقتربت منه، وقبلته على وجنتيه.
- قائلة باعجاب. مغرور بس تجنن.
- ايه الجديد؟
- انت مالكش حل.
- اصلى انا معادلة حسابية.
- وكمان مثقف
- انا مثقف في كل حاجة، وبالذات السرير.
- هو انت هتقولى!
- ما بحبش اتكلم عن نفسي كتير
قالت وهي تغمز له بمياعة، و تدلف من امامه.
- ابقي كلمنى. هكون مستنينة اتصالك بفارغ الصبر.
- هبقي افكر.
-...
اغلقت الباب ورائها...
امسك هو الهاتف راى عدة اتصال من والده. عبث بشعره الكثيف.

- قائلا بضيق. يا نهار اسود. دى كلها اتصالات اكيد في مصيبة. ثم تابع بتفكير. افضل حل انى الف شوية في البلد، وبعد كدة اروحله. اكيد عايز يكلمنى على بوز الاخص.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة