قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل السابع

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل السابع

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل السابع

( في تمام الخامسة مساء )
عادت فريدة من عملها، دلفت من باب الفيلا بعد ان فتحت لها عمتها
- قائلة بهزار. بخ
- فريدة بتزمر. ايه الهزار البايخ ده يا طماطم؟ ثم تابعت باستفهام. هو بابا فين؟
سمعها والدها الذي كان يجلس في غرفة المكتب ؛ ينظم بعض اوراق الشركة، ويراجع القرارات التي تتخذها
هل هي صائبة ام خاطئة؟

ولكن هيهات من الذي يراجع وراء فريدة السيوفى، فهى لم تخطا يوما ما باتخاذ قرار او تنفيذ مشروع. فالنجاح دائما حليفها والخسارة عدوها اللدود.
- انا سامعك يا فريدة تعالى يا حبيبة بابا.
دلفت غرفة المكتب، وورائها عمتها.
- قائلة باستفهام، وهي تجلس على مقعد المكتب امامه. بتعمل ايه يا بابا؟
قال بايجاب، وهو ينظر لها باهتمام
- براجع ارواق الشركة والقرارات اللى حضرتك بتاخديها.

- فريدة بثقة. اه. هو في حد بيراجع ورق بعد فريدة السيوفى.
- انا مش حد انا السيوفى نفسه.
- فريدة باعجاب. عجبنى ادائك يا سحس.
- مش افضل من ادئك.
قالت بتردد، وهي تفرك في يدها
- قائلة بتردد. بابا كنت عايزة اتكلم معاك في موضوع.
حسين بقلق.
- قائلا باستفهام. موضوع ايه؟
لم تجيبه على الفور راى على وجهها علامات التوتر والضيق وانها تحاول تجميع شتات كلماتها، فاستغربها كثيرا. فالتوتر والقلق لا يوجد في قاموس صغيرته.

- قال باستفهام. وهو يقوم من على مقعده. مالك يا فريدة متوترة كدة ليه؟
ثم امسكها من يدها. وجلسوا على الاريكة سويا التي تتوسط غرفة المكتب. في ايه يا حببتي احكيلى؟
قالت باستغراب، وهي تنظر له بتوضيح.
- في ايه يا بابا حضرتك كبرت الموضوع اوى كدة ليه. كل الحكاية انى فكرت في الجواز. وقررت ادى نفسي فرصة.
حسين بعدم تصديق.
- قائلا بلهفة. فعلا يا فريدة هتدى نفسك فرصة.
- ايوا يا بابا بس بشرط.

- انا قولت كدة برضو الموضوع مش هيعدى بالساهل.
. قالت فاطمة بهدوء، وهي تجلس بجوارها على الاريكة.
- استنى بس يا حسين ما نشوفها هتقول ايه؟
ثم تابعت باستفهام. وهي تربت على كتفها بحب وحنان. شرط ايه يا حببتى؟
- انى اقعد واتكلم معاى على انفراد. علشان اعرف تفكيره ازاى. وان لقيته مناسب هوافق ع...
وقبل ان تكمل كلامها اخذها والداها في حضنه.

- قائلا بسعادة. ان شاء الله هتوافقى واشوفك عروسة في الكوشة. اروح اكلم محمد دى زمانه مستنينى على نار. مبروك يا حبيبة بابا. قالها بحب وهو يداعب انفها، ثم ركض خارجا ليجرى اتصالا مع صديقه.
قالت فاطمة بحب وهي تطبع قبلة على خدها، ودلفت وراء اخيها على الفور.
- مبروك يا دايدة.
قالت باستغراب، وهي تضرب كفا على كف.
- الراجل ما صدق يخلص منى.
ثم قامت من على اريكة وسحبت الستائر ونظرت من النافذة.

- قائلة باستفهام. يا ترى ايه ردة فعله لم يعرف بمخططى؟
قال حسين بغرور مصطنع لصديقه.
- ايوا يا سيدى تقدر تشرفونا بعد اسبوع
-...
- مالك مستعجل كدة ليه بعد اسبوع؟
-...
- ما هي فريدة قالت كدة.
قال محمد بابتسامة وهو يتحدث مع صديقه، وزوجته تقف بجواره متلهفة الى الاخبار السعيدة.
- ياااا لسي بدرى على الفرح.
ثم تابع وهو يغلق الاتصال. خلاص بعد اسبوع نكون عندكوا.
- سوزان بلهفة. هااااااااا قالك ايه؟

- وافق ومستنينا بعد اسبوع لنتمم كل حاجة
اردفت سوزان بسعادة شديدة.
- قائلة بعدم تصديق. انا مش مصدقة ان فارس هيتجوز.
قال محمد بتمنى ممزوجة بسعادة، وهو يجذبها من ذراعها اليه.
- حاسس ان فارس هيتغير على ايد فريدة.
- ان شاء الله خير.
فى تلك اللحظة. وصل فارس وجدهما متعانقين
(مهما مر من العمر سيبقوا على الوعد الذي قطعوه على انفسهما منذ ان تعرفوا بانهما لا يتركوا ايد بعضهما البعض مهما حدث او مر بهما ).

- قال بابتسامة ممزوجة بجراة. وهو يقف بينهما.
ايه يا بابا هي اوضة النوم فضيت ولا ايه؟
قال بجدية، وهو يخرج من حضن زوجته.
- فارس ايه اللى بتقوله ده.
- مش انا اللى هقول دى الخدامين اللى هيقولوا.
قالت سوزان بتحدى لابنها
- يقولوا اللى يقولوا واحدة وجوزها مالهم بينا. اللى غيران مننا يعمل زينا.
- طب انا ماليش حضن ولا ايه؟
قالت بحب وهي تفتح ذراعها له.
- ازاى دى انت ثمرة حبنا.

احتضنوا بعضهم البعض يستمدون الحب والدفء والامان والاستقرار...
بعد دقيقة جلسوا على الاريكة يتجاذبون اطراف الحديث
تحدث محمد بسعادة.
- قائلا بجدية. شوف بقي يا سيدى فريدة موافقة وابوها كلمنى وهنروح نشوفها بعد اسبوع.
اصابته الصدمة وكأن دلو من الماء سكب عليه. فهو كان متيقن انها سترفضه رفض تام وهذا الايقان كان ناتج من نظرات الكره والاستحقار التي يراها في عينيها له.
لكن هنا السؤال
ما الذي دعاها للقبول؟
هل...

- فارس بتفكر في ايه.
افاق على صوت والداه المتسائل.
- قائلا بضيق. كمل يا بابا بتقول ايه؟
- حسين باستغراب. ليه حاسس انك مش موافق؟
- فارس باستنكار. انا. مين قال كدة؟!
- ازاى تقول كدة يا محمد. طبعا فارس موافق. هو هيلاقي فين زى فريدة.
- فارس بحزن. يعنى هيفرق معاكو لو قولت لا. خلاص الموضوع اتحسم.
- محمد باستغراب. يعنى ايه اتحسم؟
قال بحنقة، وهو يقوم من على مقعده.

- بابا مش عايز اتكلم كتير انا رايح انام. قالها ودلف من امامهما.
كان يسير بانسكار وعلامات الحزن ظاهرة على حركة قدميه المتباطئة.
هل انتهت ياسمين من حياته؟
هل الحكايات التي جمعهتما تم قصها ودفنها في التراب؟
هل الوعود التي قطعت انتهت توا؟
افاق على صوت والداه الامر.
- بكرة هتقابل فريدة الساعة 12 في مطعم...
قال بحزن عميق، وهو يصعد درجات السلم سريعا.
- حاضر يا بابا.

دلف الى غرفته. وارتم على الفراش حزنا والما على ما يدار حوله. وضع يده على وجهه.
- قائلا بحزن عميق ودموع حبيسة. ايه اللى بيحصل ده مستحيل اكون مع حد غيرها. مستحيل عيونى تشوف غيرها. مستحيل يا ياسمين. تعالى بقي انا زهقت من كلامهم عليكى في عدم رجوعك.
ثم تابع بدموع غزيرة.
- قائلا بوجع. ارجعى وارحمينى من العذاب اللى بعيشه كل يوم في بعدك عنى ارجعى وخلصينى من نار بعدك.

ارجعى بقى انا تايه من غيرك. انا بموت يا ياسمين. قالها بصدق، وهو يخرج السلسلة التي تحاوط عنقه.
فى تلك الاثناء
كانت تجوب غرفتها ذهابا وايابا تفكر في الامر، وكثير من الاسئلة تنهش في عقلها ولا ترحمها
- قائلة بحيرة، وهي تعبث بشعرها الكثيف. لحد امتى هفضل افكر في الموضوع ده؟ وردة فعل الحيوان هتكون ايه؟ ما بكرة اقابله واعرف اجابته على جميع اسئلتى.

سحبه النوم الى عالمه الا ارادى. فتناسي المكان والزمان وتناسي ما كان يشغل تفكيره قبل ان يزوره سلطان النوم...
( يوم جديد في حياة ابطالنا محمل بالاحداث والمفاجات ).

دلف من المرحاض ذاهبا الى غرفة تبديل الملابس واختار افضل الثياب والتي كانت كالتالى ( بنطال جينز قحلى وعليه قميص باللون الابيض ضيق على جسده، ويفتح اول ثلاثة ازرار منه وتظهر القلادة التي يرتديها بشكل جذاب ومثير، ويشمر اكمامه عن ساعده ؛ لتظهر قوة عضلاته وجاذبيته ) مشط شعره الكثيف، وارجعه للوراء ووضع برفانه الاخاذ لعقول ( توم اكس فورد ). وارتدى ساعته الذهبية الماركة.

طرقت امه الباب بهدوء، فاذن لها بالدخول، دلفت الى الداخل. رمقته نظرة اعجاب.
- قائلة بخبث. وهي تستنشق عطره. حتى وانت رايح تقابل فريدة بتحط البرفان ده.
- فارس بمكر، وهو ينظر لنفسه في المراة.
ماله البرفان؟ ما حلو اهو.
- لا مالوش. انت هتستعبط. ما انت عارف تاثيره على البنات.
- طب وانا مالى.
- برىء يا واد.
- ماما.
- اى يا قلبها.
قال بادب، وهو يستدير لها.
- سلام بقي يا ست الحبايب علشان ما اتاخرش عليها...

- اسمها فريدة يا فارس!
- طب ما انا عارف.
- طب ما انا عارفة انك عارف. بس عايزاك تتعود على اسمها. زى بالظبط ماهتتعود على وجودها في حياتك.
- حياتى. سبيها لله.
- ونعم بالله.
- قال بانصراف، وهو يقبلها على وجنتيها ويذهب. سلام.
هبط درجات السلم راته مربيته. ذهب اليها
- قائلا بابتسامة ممزوجة بحب. صباح الخير يا دادة.
- فتحية بحب. صباح الخير على زينة الشباب. ثم تابعت بدعاء. ربنا يوفقك.

- فارس باستغراب. اى يا دادة هو انا رايح احارب؟
- هو انا لم اقولك ربنا يوفقك لازم تحارب.
- تصدقي يا دادة انا فعلا رايح احارب. سلام بقي يا دادة انهض اروح الحرب. قالها وانصرف من امامها.
ضحكت على رده، ففارس يتميز بروح المدعابة
كانت ستدلف خارج الغرفة رات مفاتيح سيارته موضوعة على الكومدينو اخذتها وذهبت له.
- قائلة بنداء. فارسسسسسسسسسسسسسسس. فارس فارس.

كان يقف امام السيارة ويبحث عن المفاتيح في جيب بنطاله انتبه الى صوت امه. التفت اليها. خرجت خارج باب الفيلا. اعطته المفاتيح.
- قائلة بهدوء. اتفضل مفاتيح العربية نسيتها على الكومدينو.
قال بسخرية، وهو ياخذ منها المفاتيح بحزن.
- لقيتها ليه؟
- سوزان بتحذير. ولد اتعدل.
قال بضيق، وهو يصعد سيارته، وفتح سقفها وكان على وشك الرحيل.
- هحاول.
اوقفته امه
- قائلة بترجى. عاملها كويس ومضيقهاش.
- حاضر يا ماما.

على الجانب الاخر. كانت فريدة وصلت الى المكان المنشود في الوقت المحدد. كانت ترتدى كالتالى ( بدلة نسائية سوداء انيقة، وتعكص شعرها للخلف في ذيل حصان انيق، وتخفى عينيها الجميلتين بنظارة شمسية سوداء حفاظا على مظهرها في ذلك الوقت ).
بعد نصف ساعة
وصل الى المطعم بوسامته المعتادة، وجاذبيته القاتلة للنفوس.
وسال النادل عن مكانها.
قال النادل بادب، وهو يشير على مكانها.
- حضرتك هناك...

رفع نظارته الشمسية عن وجهه، رائها تجلس بكبرياء واضعة ساقا فوق الاخري، و تنظر الى ساعة يدها بتوتر وتحاوطها رجال الامن من كل مكان.
زفر بضيق.
- قائلا بسخرية. اى الداعى لدا كله. دى اتفاق على جواز هو اتفاق على صفقة من صفقاتها. ربنا يستر.
لمحته احد الفتيات في المطعم.
- قائلة باعجاب لصديقتهت. بوصي شوفى المز ده.
التفت كما طلبت منها صديقتها. انبهرت به عندما راته امامها.
- قائلة باعجاب. واو هو في كدة.

- مصنوع من ايه ده؟ دى مز جدا.
تستمع الى كلام الفتيات.
- قائلة في داخلها باستهزاء. بنات مراهقة.
ثم التفت لترى الشاب الذين يتحدثون عنه بانبهار واعجاب بهذا الشكل. وهل حقا وسيما مثلما يقولون عنه. ام لا؟
عندما التفت اصابتها الصدمة فهو فارس الكيلانى. كان يقترب اليها.
- قائلة بسخرية في داخلها. هو انت يا حيوان اللى البنات هتموت عليك.
اقبل عليها
- قائلا بابتسامة مزيفة. صباح الخير.
اردفت بسخرية شديدة.

- قائلة بحدة. قصدك مساء الخير.
ثم تابعت بحزم. وهي تنظر الى ساعة يدها الماركة
- قائلة بعجرفة. حضرتك متاخر عن معادك ساعة كاملة. عارف ده معناه ايه يا استاذ؟
اصابته الصدمة والدهشة من كلامها السخيف. ثم جلس على المقعد قبالتها. وارخى ظهره للخلف باريحية.
- قائلا بحنق. انا جاى اتفق معاكى على جواز. مش جاى اخد معاد.
ثم تابع باستهزاء منها.
- قائلا بضيق. ثم ان المعاد ده في ال كلاس مش هنا يا ابلة.

قالت بصرامة، وهي ترمقه نظرة استحقار.
- بالنسبالك انت الوقت مش مهم لكن بالنسبالى انا مهم جداااااااااا.
- قصدك ان انا مابهتمش بالوقت. لا انا بهتم بالوقت جدا.
- لازم تهتم بالوقت خاصة علاقاتك مع العاهرات.
اتسعت عينيه بصدمة. فمن الواضح انها تعرف تاريخه. فهى اعلنت الحرب علانية ؛ لذلك لن يتخاذل في الرد عليها
- قائلا بغيظ فيها. ما انتى متابعة وعارفة علاقاتى اهو. شكلى عجبتك. اصل الصراحة بيترموا على كتير.

- انت فاكرنى مين. واحدة من اللى تعرفهم. لا فوق لنفسك انا فريدة السيوفى، ولو ماتعرفنيش افتح صفحات الفيس بوك وجوجل وانت تعرف انا مين.
- اومال عايزة تقابلينى ليه. مادام حضرتك مهمة، وانا هضيع وقتك الثمين.
- عايزة اقابلك لان حضرتك طلبتنى للجواز وبابا موافق وشايف انك العريس المثالى. مش عارفة على ايه؟
- ابوكى ده بيفهم اصلى انا عريس لقطة.
- ده بالنسبة لبابا. لكن انا على النقيض تماما.

- مادام على النقيض تماما. عايزة تقابلينى ليه؟
- لان بابا اول مرة يطلب منى حاجة، وماينفعش ارفضها.
تسمر على اخر جملة قالتها سائلا اياها باستغراب.
- هو انتى من الناس اللى مابترفضش طلب لاهاليهم.
- اكيد وده شرف ليا. مش زى ناس. قالتها وهي ترمقه نظرة استحقار.
هب فيها بانفعال.
- قائلا بغضب. قصدك ايه؟
- ماقصديش. انا عندى حل يرضي جميع الاطراف.
- ايه هو الحل؟
- هعقد معاك صفقة جواز.

قال بسخرية، وهو ينفجر في الضحك عليها.
- صفقة جواز. هو الجواز في صفقة.
ارخت ظهرها للمقعد، و تركت له المجال يضحك ويسخر مثلما يشاء. وبعد ان طفح الكيل منه اصمتته بجديتها المعهودة.
- قائلة باستهزاء منه. خلاص خلصت ضحك.
احرجته بذكائها وقللت من شانه.
- قائلا بضيق. اه خلصت.
- من البداية كدة انا ماكنتش بفكر في الجواز من اساسه. بس لم درست الموضوع قولت ليه لا؟
- بمعنى؟

- بمعنى ان من جميع الجهات الكل هيكون سعيد اهلك واهلى.
- فعلا كلامك صح وبعدين.
- الصفقة كاالتالى. اتعامل عادى في حياتك. كأنك مش متجوز.
- مش فاهم قصدك ايه؟
- قصدى انى مش هاحاسبك على علاقاتك. في المقابل انك ماتستناش منى حاجة.
اردف بذهول.
- قائلا بعدم استيعاب. اخونك يعنى؟
- الخيانة دى لم يكون في حب بين الطرفين. لكن اللى يجمعنا هو الكره مش اكتر.
- يا ستار بترمى حجارة. طب ايه ما استناش منك حاجة دى؟

- جوازنا هيكون على الورق مش اكتر.
- فارس بسخرية. وهو يضحك عليها. اي مالكيش في الرجالة؟
اتسعتعينيها بصدمة من حديثه الوقح مثله، واستشاطت غيظا. كيف يجرؤ هذا الحيوان على اهانتها بذلك الشكل؟
- قائلة بقوة. اخرس يا حيوان ازاى تتجرا وتقول على كدة. انا في ثوانى اخلى رجالتى تدفنك في مكانك.
- قال بتحذير. بت انتى احترمى نفسك. عارفة لو ماكنتيش بنت كنت ربيتك. بس فين البنت؟

ثم تابع لاغاظتها، وهو يشير لها بيده. فاقتربت منه هامسا في اذنها بسخرية.
- قائلا باستهزاء. انت راجل متنكر في صورة واحدة ست.
ارجعت ظهرها للخلف بثبات انفعالى وسيطرة شديدة على نفسها، وكأنها لم تسمع شيئا من ذلك المعتوه المتخلف.
- قائلة بجدية. نرجع لموضوعنا.
اتسعت عينيه بدهشة، ماذا قالت؟
لماذ لا تسب ولا تتعصب علي، او تقوم بضربى.

فهى قاردة على فعلها لماذا غيرت الكلام واعتبرته انه لم يقال. فانا توا اهانتها في انوثتها وكنت متعمد ذلك.
- مدة الجواز سنة واحدة بس، وبعد كدة نتطلق. واهم بند في الصفقة ان جوازنا هيكون على الورق.
- ومين هيموت علشان يلمسك انا مستحيل اقرب ليكى.
- افهم من كدة انك موافق على الديل.
- اكيد موافق. حد يرفض جوازة زى دى.
- قالت بثقة. وهي تمد يدها له. ديل.

استغرب من تلك الحركة التي تشبه اللعبة. ولكنه ماذا يفعل فمد يده لها بعدم استيعاب.
- قائلا بموافقة. ديل.
سحبت يدها على الفور من يده. وسط ذهوله واستغرابه. ثم هبت واقفة من على مقعدها وعدلت ملابسها
- قائلة بهدوء. اتمنى يكون الموضوع ما بينا. واننا هنعيش كزوجين عاديين قدام الناس. لو خلفت بند من بنود الاتفاق. هيكون التمن غالى اوى.
- المهم انتى ماتخلافيش وتحبينى مثلا.

- ههههه تصدق من ساعة ما قعدت معاك وماقولتش حاجة تضحك الا دلوقتى. قالتها باستحقار، وحملت حقيبتها وذهبت من امامه. تتهادى في سيرها بثقة وكبرياء وورائها رجال الامن، ومازالت مرتدية نظارتها الشمسية التي تعطيها مظهرا جذابا وساحرا.
رمقها فارس نظرة كره، وهي تسير بعجرفة وغرور، وكأن الكوكب لا يوجد عليه الا هى.
- قائلا بضيق. اكيد مجنونة. بس كدة احسن هم وانزاح. انا كدة اعرف اعيش حياتى.

وصلت عند باب سيارتها، وهي مازالت تتمتم بكلمات الغضب والضيق، ومخنوقة من ذلك الشخص الشهوانى الذي في خلال اسبوع سيصبح زوجها. فتح لها السائق باب السيارة.
- قائلة بكره. وهي تجلس في السيارة. فعلا حيوان.
افاقها من شرودها صوت السائق.
- قائلا بهدوء. فريدة هانم الموبيل بيرن.
اؤمات براسها ايجابا، واخرجت الهاتف من حقيبتها وفتحته عندما رات اسم المتصل.
- قائلة بعتاب. ايوا يا جبانة مابتساليش خالص.

- جيسي بتبرير كالعادة. ما تزعليش يا حببتى غصب عنى اسفة.
- خلاص اسفك مقبول. مش انا هتجوز.
- جيسي بعدم تصديق. بتهزرى تتجوزى.
- ايوا. والفرح قريب كمان.
- اكيد بحلم فريدة السيوفى تتجوز.
- اهو الحلم بقى حقيقة.
- لا واى حقيقة هيكون في حياتك راجل.
- النصيب ما تفكرنيش.
- انا مش مصدقة.
- والله ولا انا...
مرت الساعات سريعا
فى شقة المعادى
يجلس احمد وفارس على البار مقابل بعضهما البعض.
اردف احمد بصدمة.

- قائلا بعدم تصديق. بتقول ايه؟ هتتجوز. يا نهارك اسود انت اكيد اتجننت.
قال بضيق، وهو ينفخ في سيجارته بغضب.
- سيبك من دى كله. وخد التقيلة.
- هو في اتقل من كدة؟!
- عارف مين العروسة؟
- مين؟ حد نعرفه.
- عز المعرفة.
- مين؟ شوقتنى اعرفها.
- فاكر البت اللى ضربتك في النادى.
اتسعت عين احمد من الصدمة.
- قائلا بدهشة. هااااااااااااا. بتقول ايه. انت هتتجوز هولاكو.
- يعنى اصوم اصوم وافطر على هولاكو.

- لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا اكيد بتهزر.
- والله مافى هزار. انا حتى كنت لسي معاها دلوقتى بنتفق على الجواز.
- بتتفقوا على الجواز يعنى حقيقى هتتجوز.
هب فيه بانفعال.
- قائلا بعصبية. فرعون انت شارب ايه. بطل ام الاستعباط اللى فيك ده.
- والله ما شارب. اصلك مش عارف بتقول ايه.
قال بعصبية، وهو يضع السيجارة في المنفضة.
- عارف ومستوعب. انى هتزفت واتجوز.
- احمد بندب. ماكنش يومك يا كنج.

ثم تابع وهو يضرب على راسه بيديه يشبه المعددين في الاموات.
- قائلا بحزن مصطنع. يا خسارة الملاعب من بعدك.
ترك احمد على مقعد البار يندب، ويلطم على الحظ التعيس الذي يعيشه، وجلس على اقرب اريكة في الرسبشن، واخرج القداحة وعلبة السجائر من جيبه. واخذ سيجارة اخرى واشعلها ؛ لينفس عن غضبه.
استدار احمد له.
- قائلا باستفهام. ودى هتعمل معاها ايه؟
قال بقلة حيلة، وهو ياخذ نفس من السيجارة.
- مش عارف.

- اقدر اقولك البقاء لله يا صاحبى.
- في امك ان شاء الله.
- قولنا مليون مرة ماتجبش سيرة الطاهرة. بس سيبك من دى كله. هتعمل ايه مع هولاكو؟
- بقولك مش عارررررررررررررررررررف. اكيد زمانك فرحان فى؟
قال كثيرا وهو يهزا راسه بالنفى.
- لا لا لا لا لا لا لا. اكيد احنا بنهزر.
قال بغيظ، وهو يرمى علبة المناديل الموضوعة على المنضدة فيه بغضب.
- اه يا ابن...
قال بعبوس مصطنع، وهي تلتصق في وجهه
- اوبس.

قال بضيق، وهو يرجع راسه للخلف يتذكر حديثها.
- عارف اكتر حاجة غيظانى ايه؟
- ايه؟
- ماتحركش منها جفن. وهي قاعدة معايا.
- مش فاهم حاجة.
- فرعون انت من امتى بتفهم.
قال احمد باستفهام، وهو يتجاهل حديثه.
- قصدك ايه؟
- البنات اول لم بيشوفونى بيلزقوا في وبيترموا على. ودى باردة وكلامها مستفز و مغرورة في نفسها اوى.
احمد فهم مقصده.

- قائلا بمكر. اه فهمت. انت هتولع علشان ماترمتش عليك زى بقية البنات. وبعدين هي دى بنات دى هولاكو.
هب فيه فارس بانفعال.
- قائلا بصراخ. اولع من مين يلا. ولعة تولع فيك وفيها ان شاء الله.
- تصدق انا مش مصدق لحد دلوقتى انك هتتجوز.
- وحياتك ولا انا مصدق. دى اى بنت تتمنى تقعد معايا. ودى خدت ساعة كاملة تدينى محاضرة عن الوقت.
- وانت شهادة لله مهتم بالوقت اوى. بالنسبالك شي مقدس.

قال بتمنى، وهو يخرج دخان السيجارة من صدره بغيظ.
- عايز اعلمها الادب.
قال احمد بجدية، وهو يرمقه نظرة بانه يفهم سبب ضيقه وغيظه.
- انت محروق علشان مادتكش وش.
لم يعقب عليه فكلامه مائة بالمئة صحيح
- قائلا بحسرة. يرضي مين يتعمل فيا كدة؟
- احمد بسخرية لاذعة. دى مايرضيش حتى الفررجي. ما تقول لا. ايه اللى غاصبك؟
- ابويا يا سيدى شايفها العروسة المناسبة ليا.
- مناسبة من اى اتجاه؟
- هما شايفين كدة.
- هما مين؟

- فارس بعصبية. ابويا وامى يا متخلف.
احمد بتفهم
- قائلا. هااااااا.
ثم مط شفتيه
- قائلا باستفهام. ايه المانع لو قولت لا. كلنا عارفين انك مابتسمعش كلامهم. ودى حاجة معروفة. بلاش نحور على بعض.
- تصدق انك غبى.
- اى الجديد ما دى حاجة معروفة.
قال فارس بعصبية بدون مقدمات لقد مل الكلام مع صديقه. فهو لا ياخذ الموضوع على محمل الجد. ولا يشعر بالنيران التي تشتعل في قلبه.
- اطلع براااا يا فرعون.
اتسعت عينيه بصدمة.

- قائلا باستغراب. انت بتقول ايه؟
اجابه بمنتهى البجاحة.
- قائلا بقوة. بقولك براااا.
ثم تابع وهو يمسك الهاتف.
- قائلا. انا هكلم نانسي تخرجنى من ام اليوم الوسخ ده. كفاية بوز الاخص النهاردة على.
بدا يبعث بازرار الهاتف حتى وصل الى اسمها. فاتصل بها.
- قائلا بامر. مسافة السكة تكونى عندى. سلام يا بيبي. قالها وهو يغلق الهاتف ويرميه على الاريكة بغضب.
- هو عاد فيها بيبي. تصدق ان حلال فيك الجواز.

قال وهو يقوم من على الاريكة.
- هو انت لسي هنا؟
ثم تابع وهو يمسكه من ذراعه ؛ ليخرجه.
يلا بيتك بيتك.
قال باستغراب، وهو يسير معه.
- هو انت بتعمل ايه يا جدع؟
فتح الباب له واخرجه منه.
- قائلا ببرود. اللى انت شايفه.
- ليه هو انا عملت حاجة؟
- شمتان في يا فرعون.
اردف احمد بانكار.
- قائلا بسخرية. حاشا لله دى حقيقة.
قال بانفعال، وهو يصرخ في وجهه.
- برا.
- تصدق حلال فيك هولا...

كان صعق الباب في وجهه بعصبية، قبل ان يسمع كلامه.
- قائلا بغيظ، وهو يجز على اسنانه. انا يتقالى افتح صفحات التواصل، وانت تعرف انا مين؟ بت مغرورة مش عارف على ايه؟ دى تحمد ربنا انى اقعدت معاها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة