قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الثامن

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الثامن

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الثامن

علي الجانب الاخر. كانت فريدة تزفر من الضيق والغيظ من كلمات فارس المستفزة، واهانته لها في انوثتها واتهامها بانها رجل...
طلبت من السائق ان يذهب الى المكان الذي تحبه ؛ حتى تنفس فيه عن غضبها الشديد، وتخرج الطاقة السلبية ؛ وتتخلص من كلماته المهينة وعنجهيته الفارغة.
فهو حيوان بمعنى الكلمة. كيف يجرؤ عليها؟

ويقول ذلك الكلام المهين لها. لقد هانها في كبريائها وانوثتهاا. مازالت الى الان لا تصدق بان هذا سيكون زوجها ويكون اسمها على اسمه، نيران تشتعل في داخلها من الغيظ والكره. فهى تكره قوم الرجال حد الجنون وتلعنهم في كلماتهم وعجرفتهم وخيانتهم، اه و اه من خيانتهم وكلامهم المعسول والغزل المباح لديهم فهم نكرة وكفى
صفت السيارة امام النادى الرياضي...
التفت لها السائق.
- قائلا بهدوء. فريدة هانم وصلنا.

افاقت من شرودها على صوت السائق. قالت وهي تفتح باب السيارة وتدلف منها.
- اه تمام.
دلفت الى صالة الكاراتية بثقة وغرور وخطوات محسوبة وكبرياء...
رائها العاشق الولهان ومدربها. ذهب اليها سريعا.
- قائلا بسعادة. فريدة السيوفى بنفسها هنا، وانا اقول النور زاد في المكان ليه؟
رمقته نظرة امتنان.
- قائلة بابتسامة مجاملة. دى بنورك يا كابتن.
- الكابتن بعتاب. مابتساليش خالص. ولا كان في ما بينا عيش وتدربيات.

اردفت بارهاق، وهي تتنهد بتعب.
- قائلة بصدق. مشاغل يا كابتن ابراهيم
(ابراهيم مدرب فريدة وعاشق لها منذ ان رائها لاول مرة واصبح مدربها على رياضتها المفضلة. وهي تعلم انه يعشقها حد الجنون ولكنها تتجاهل الامر ؛ لان قلبها ملكا لنفسها. شاب وسيم في اوائل الثلاثين من اسرة ميسورة الحال. يحبها من بعيد ويرى جمالها الحقيقى وطيبة قلبها التي لا يراها الجميع ).

- هروح اغير هدومى. قالتها وهي تذهب من امامه ؛ لتبدل ملابسها، بعد دقيقة دلفت من غرفة تبديل الملابس كانت مرتدية لبس رياضي مثير باللون الاسود وكوتشي اديداس باللون الابيض، وتركت شعرها للعنان
رن جرس الباب
قام من على مقعده سربعا.

- قائلا بحماس. اكيد نانسي. فتح الباب رائها امامه باثارتها المعهودة وجمالها الصارخ. عضت على شفتيها السفلى بسعادة ؛ عندما رات لهفته عليها ونظراته الجريئة التي تلمع في ذرقة عينيه. دلفت الى الداخل واغلقت الباب ورائها بقدمها. بدات تقترب منه بجراة رويدا رويدا...
الاقتراب يتزايد بينهما. حتى اصبحت متلاصقة به.
تحدث بوقاحة، وهو يرمقها نظرة شهوانية.
- عايزها ليلة نار.

رفعت حاجبيها لاعلى باستغراب، وهي تلف يدها حول رقبته بوقاحة.
- قائلة بتساؤل. ومن امتى ماكنتش ليالينا نار.
- قال بضيق، وهو يتذكر حديث فريدة كاملا.
انتى مش عارفة النهاردة. اليوم كان ممل ازاى
خلعت يدها من حول رقبته، وبدات تفتح ازرار قميصه بوقاحة.
- قائلة بدلع. ازاى يكون ممل، وانا موجودة.
- لو تعرفى ايه اللى حصل؟!
وضعت يدها على شفتيه.
- قائلة. هشششش وقت الكلام انتهى. دلوقتى وقت الفعل.

- فارس باستمتاع. مش شايفة انك مستعجلة؟!
خلصته من قميصه نهائيا والقته ارضا.
قائلة بشهوة، وهي تغمز له بنظرات ذات مغزى شديد.
- مش عايزة اضيع وقت.
في تلك الاثناء
كانت تلعب بعصبية وقوة. تنفس عن غضبها من ذلك المتعجرف، وتتذكر كلماته التي تجعل انفاسها تضيق ومعدتها يغثو عليها.
( ايه مالكيش في الرجالة )
مردةة بداخلها (حيواااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان)
وهى تزيد في الضرب وتسدد الركلات بقوة وعصبية.

فهى متمكنة في الكيك بوكسنج منذ ان كانت في الثانوية
( انتى راجل متنكر في صورة ست ).

كان ابراهيم يتاؤه من الالم ؛ لكنه تركها تخرج ضيقها فيه. فهو لا مانع لديه. فيوم المنى بالنسبة له، استمرت ساعة كاملة دون توقف، تنفس فيها عن غضبها وضيقها من كلمات ذلك الحيوان، بعد ان نفذت طاقتها، افترشت ارضا من التعب و العصبية المفرطة التي تعانى منها توا، وضعت يدها على وجهها الذي اصبح لا يختلف شيئا عن الفروالة، وضربات قلبها تتسارع، وكأنها كانت تركض في سباق طويل بلا رحمة. كلماته قتلتها في مقتل لقد اهانها بشدة، كان يضرب بقوة ولا يبالى بان تلك التي امامه ايا كانت قوتها فهى امراة جناحها ضعيف مهما كانت تتدعى، فهى اضعف كائن متواجد على سطح الارض.

تركها برهة لتهدا انفاسها قليلا، ثم مد يده لها.
- قائلا بتمنى. اعتقد كدة كفاية.
امسكت يده، وقامت ووقفت على قدميها، وهي تنهج من فرط عصبيتها.
ثم تابع هو باستفسار.
- قائلا باستفهام. شكلك متضايقة؟
هزات راسها بنفى.
- قائلة بانكار. لا مافيش مضغوطة شوية في الشغل.
- ربنا يقويكى.
- يارب. طب بقي عن اذنك. قالتها وهي تنصرف.
اردف برجاء عاشق.
- قائلا بطلب. ماتبقيش تتاخرى علينا.
قالت وهي تذهب.

- ماتخفش. الفترة دى هجيلك كتير...
بعد ساعة
وصلت الى منزلها. بعد ان مارست رياضتها المفضلة. رات والداها وعمتها ينتظروها في بهو، وعلامات الاستقهام تظهر على وجوههما.
اقتربوا منها سويا. سالها حسين باستفسار.
- قائلا بلهفة. عملتى ايه مع فارس؟ واى رايك فى؟
قالت فاطمة بلهفة اكثر منه.
- اسكت انت.
ثم تابعت باستعجال. وهي تنظر الى فريدة. هاااا وصلتوا لايه؟ والفرح امتى ان شاء الله؟

- هالوووووووو. اهدوا على شوية. سيبونى اقعد الاول وبعد كدة نتكلم.
كل واحد منهما امسك يدها، واجلسوها على اقرب اريكة في بهو الفيلا وهم جلسوا معها. كانت محاصرة بينهما، حتى تستطيع الفرار منهما فلاثنان يريدان ان يعرفان كل شىء بالتفصيل الممل.
تحدث حسين اولا.
- قائلا باستفهام. هاااااا. وصلتوا لايه؟
فريدة بضيق
- قائلة بعصبية خفيفة. بابا عمتو. مالكوا مستعجلين كدة ليه؟

- قالت فاطمة باستغراب. وهي ترفع حاجبيها لاعلى. مكناش نستعجل عليكى هنستعجل على مين؟ هو احنا لينا مين غيرك؟ هااااااا بقى. اتفقتوا على ايه.
اخذت نفسا عميقا وحسمت امرها.

- قائلة بجدية. بابا انا موافقة اتجوز. قالتها بدون ذكر اسمه. فهى لا تريد ان تشعر نفسها بانها ستتزوج من ذلك الكائن المتعجرف والشهوانى الحقير. كانت تائهة وتنظر الى فراغ، وسط سعادة اهلها، وبان اليوم الموعود اقترب وابنتهم وافقت انها تتزوج. الاب لا يصدق نفسه بانه اخيرا ستكون ابنته عروسا. وتتخلص من المرض الملازم لها، والذي هو جزء اساسي منه. احتضنها بسعادة وزاد من حضنه لها فثمرة حياته ستصبح عروسة.

حرمت من الانجاب لكن عوضها بملكة العند فريدة السيوفى. ماادراك ما فريدة؟
( سامحونى بس انتو عايزين الكدب. انا عمرى ماهتخلص من مرضي. ده ملازمنى انا بجد بكره الراجل وكرهى بيزيد كل يوم اكتر. عقدتى مالهاش حل غير البعد عنهم وشراء نفسي من عالمهم باغلى ثمن.
ثم تابعت في داخلها بسخرية. قال رجالة قال. دول شوية حيوانات كبيرهم سرير يلمهم. وانا مستحيل اكون ضمن حسابتهم ).

كان يدار في راسها الكثير و الكثير هي في عالم اخر عن عالمنا. بعيدة عن مسرح الحياة محاطة بالقوة والجبروت والارادة والتحدي...
فهى تعاند اباها. وتحفظ وصية امها عن ظهر قلب.
مستحيل ان اعشق.
مستحيل ان يدق قلبي بدون اذن منى.
مستحيل اسلم مفاتيحى للسجانى.
انا مرتاحة من غيرهم.
حياتى لا يعكرها كذب ولا نفاق ولا شهوات...
حياتى خالية من الرجاله...
مر اسبوع بدون تفاصيل تذكر.

واتى اللقاء الذي انتظره الجميع بفارغ الصبر. البعض منهم بسعادة وفرحة ممزوجة بعدم تصديق، والبعض الاخر بكره وسخط ممزوج بتوتر وقلق.
طرق جرس الفيلا واعلن عن وصول اهل العريس
فتحت لهم الخادمة بترحاب شديد، ودلفوا معها الى الصالون واجلستهم، ثم قدمت لهم واجب الضيافة.

اقبل عليهم حسين وفاطمة. ورحبوا بهم ترحابا حارا، وجلسوا قبالتهم على الاريكة الاخرى، وبعد القبلات والسلامات. اقبلت فريدة عليهم انبهروا بجمالها الرقيق الاخاذ للعقول وخاصة فارس الذي رائها لاول مرة على تلك الشاكلة، فكانت مرتدية (جمبسوت باللون الابيض وحذاء بكعب عالى باللون الاحمر، وعكصت شعرها للخلف واعتمدت في اطلالتها على وضع مكياج بسيط اظهر ملامح وجهها الرقيقة. والذي زاد استغرابه مع دهشته عندما تحدثت برقة.

- قائلة بهدوء. مساء الخير.
رد عليها فارس الذي كان منبهر برقتها ومستغرب من هدوئها الغير معتاد.
- مساء النور.
قام محمد سلم عليها، وفارس ايضا ام سوزان قبلتها واجلستها بجوارها.
- قائلة باعجاب. ايه الجمال دى كله يا فريدة؟
- قالت برقة. وهي تجلس بجوارها. ميرسي يا طنط.
- سوزان بعتاب. طنط ايه. انا من دلوقتى تقوليلى يا ماما...

ماما. اصابها العجز وارتجفت يداها وعجزت الكلمات عن شفاها ( فكلمة امى لن تخرج الا لامى. فهى رحلت عنى بدون ان تعطينى موعدا لرحيلها، فكان ثمنه غالى. عدم الاحساس بالامان والطمائنية والدفء، بحثت عن الامان في العمل واثبات الذات ) اخمدت جروحها. و سيطرت على دموعها ورجفة يدها وعجز كلماتها. تحت نظراته المسلطة عليها.
- قائلة بصلابة وثقة. ماقدرش اقول امى لح...
قطعتها فاطمة بهدوء لتغير مسار الحديث.

- قائلة باستفهام. اى يا جماعة مش شايفين انكو
مستعجلين؟ الفرح بعد اسبوع ازاى؟
- محمد بوقار. عايزين نفرح بالعيال بدرى. ثم تابع وهو يغمز لابنه الذي يجلس بجواره. ولا ايه يا فارس؟
كان يريد ان يخترق شخصيتها ويعرف عنها الكثير، لكن سؤال اباه افاقه من تركيزه بها.
- قائلا بضياع. اه يا بابا كلامك صح.

- حسين باستغراب. هو سلق بيض هنحضر للفرح ازاى. وبعدين انا ما اعرفش فريدة هتسكن فين ولا شكل بيتها عامل ازاى، ولا شبكتها. ماتزعلش منى يا محمد يا اخويا. دى بنتى الوحيدة ولازم اطمن عليها.
ابتسم على حديث صديقه، فهو يعلم مدى خوفه على وحيدته.

- قائلا بهدوء. اطمن فريدة بنتى برضو. بخصوص الشبكة اللى نفسها فيها من مليون لعشرة مليون، والبيت فيلا صغيرة في المعادى فارس هيشطبها، و المهر شركة من شركات الكيلانى، وبعدين فارس وفريدة هيكونوا شركاء في كل حاجة. والفرح في اكبر قاعات القاهرة.
لم يستطع الرد عليه. فهو فعل كما قالت الاصول. كان رده هو الابتسامة التي ملات ثغره.
- قائلا بسعادة. نقرا الفاتحة بقى.

رفعوا أيديهم وبدأوا في قراءة الفاتحة وهما ايضا فعلوا مثلهم. حتى لو كانت لعبة فما الداعى من قراءة الفاتحة
بعد ان انتهوا. نظرت فاطمة الى فريدة.
- قائلة بسعادة. ديداه قومى ورى فارس الفيلا واوضة نومك.
اتسعت عينيها بصدمة وطرحت بداخلها سؤال.
ماذا تقول عمتها؟
هل جنت؟
ام أصابها العته؟ جزت على اسنانها بعصبية.
- قائلة بضيق. عمتو. انتى بتقولى ايه؟
تجاهلت ضيقها الواضح في عينيها.

- قائلة بسعادة. يلا يا حببتى خدى خطيبك.
كانت تنظر لها نظرات مملوة بالضيق والعصبية. تريد ان تقوم من مقعدها وتكسر فازة كاملة على رأسها.
تابعت فاطمة بهدوء وخوفا من عصبيتها.
- قائلة. بتبوصلى كدة ليه؟ يلا يا دايدة.
هبت من على مقعدها بعصبية، وتقسم في داخلها ان ترد لعمتها ذلك الموقف. تجعلها تندم على ما فعلته توا
- قائلة بضيق. تعالى افرجك على بيتنا.
نظر لها بابتسامة صفراء.
- قائلا بكره. وهو يقوم معها. تمام.

أخذته على الحديقة الخلفية، ولم تجعله يشاهد انشا من المنزل
- قائلا باستغراب. وهو ينظر هنا هناك وهي بجواره.
حلوة الجنينة. فين بقي الباقى؟
اعتدلت له ونظرت في عينيه بقوة.
- قائلة بحزم. كفاية عليك كدة.
ارد ان يرد على وقاحتها وقلة ذوقها.
- قائلا لاغظتها. وهو يغمز لها بخبث. طب ورينى اوضة نومك؟
اتسعت عينيها بصدمة من وقاحته.
- قائلة بعصبية. بصفتك ايه؟
بمنتهى البرود رد عليها.
- قائلا بعند. خطيبك.

- حتى لو بقيت جوزى. بعينك تشوف اوضة نومى.
- بالراحة علينا يا اسد.
- خليك فاكر انى اسد.
- مش معنى!؟
- علشان عقلك المريض مايصورش ليك انى واحدة سهلة.
- طب ما انا عارف انك مش سهلة.
- كويس انك عارف.
- ان كنتى انتى اسد فانا صاحب الغابة باكملها.
- ما بحبش اتكلم كتير الوقت هو اللى هيحكم.
- واضح اوى.
- قصدك ايه؟
- مش معنى الفرح بعد اسبوع. ايه عجبتك؟
- انت مين ؛ علشان تعجبنى.
- فارس الكيلانى قاتل قلوب العذراى.

- قصدك العاهرات.
قال بعند فيها، وهو يتفحص جسدها بوقاحة شديدة.
- بس ستات.
تجاهلته كالعادة. رغم ان كانت تريد ان تشعل فيه النيران توا، ولكنه سياتى لها عاجلا او اجلا وتاخذ بحقها منه، وتعلمه درس استحالة ان ينساه مهما مر عليه الزمن.
- قائلة بجدية. الفترة الجاية ورايا مشروع مهم. فلازم اخلص من الموضوع التافه ده (الجوزا ) بسرعة.
هزا راسه بعدم اقتناع.
- قائلا ببرود. اممممممممممم.

- خاصة ان الفترة الجاية مش محتملة حتى الهزار.
- انتى بتحبي شغلك؟
- فريدة بحب. حد الجنون هو حياتى.
لقد استهوته نظرة العشق التي يراها في عينيها. كأنها مراهقة أمامه تتحدث عن حبيبها الأولى. لم يستطع ان يستمر طويلا بدا يتفحص معالم جسدها قطعة قطعة بوقاحة واعجاب عميق.
- قائلا بعدم تفكير. وهو ينظر في عينيها. بس ايه الحلاوة دى.
تضايقت من نظراته.
- قائلة بعصبية. انت حيوان وقليل الادب.

رائها تستشاط غضبا اراد ان يزيد من عصبيتها و غضبها اكثر
- قائلا بتحدى وعند فيها. انا قليل الادب وانتى راجل مافكيش انوثة. وحتى اللبس اللى لبسي ضيعتى شكله.
ومثلما اراد اشعل فتيل العصبية والغضب الذان بداخلها. و بدون تفكير أو مقدمات له ركلته في قدمه اليسري بقوة بحذائها العالى جعلته يمسك قدمه.
- قائلا بالم. اه اه اه اه اه اه يا رجلى.
ثم تابع بعصبية. وهو ينظر لها. ايه اللي انتى هببتى ده؟

- فريدة ببرود. ده اقل حاجة عندي. ثم تابعت بتحذير. تانى مرة طولت لسانك هتلاقي اكتر من كدة.
- فارس بتحدى. وانتى لسي ماتعرفنيش انا ممكن اعمل ايه؟
- فريدة بتحدى له. ورينى هتعمل ايه. عارف لو ماكنتش في بيتنا. كان زمانى دفنتك مكانك.
دلفت اليهم لتطمان عليهما. رات فارس يمسك قدمه
- قائلة باستغراب. ماله فارس يا فريدة اي اللى حصله.
فريدة ببرود.

- قائلة بكذب. مافيش يا عمتو كل الحكاية ان هو ماكنش مصدقة انى لاعبة كيك بوكسنج. فخليته يصدق.
- فاطمة بنصح. تانى مرة يا فارس ماتتحدش فريدة دى بطلة العالم على التوالى. ثم تابعت باستفهام. تعبان اجبلك دكتور؟
جز على اسنانه بضيق من تصرفاتها
- قائلا بتحامل. لا ماتتعبش نفسك انا بقيت كويس.
- طب يا اب...
قاطعتها فريدة
- قائلة ببرود. عمتو ماتشغليش بالك انا هاهتم بى. روحى انتى اقعدى مع الجماعة ؛ احسن يقلقوا.

- تمام يا ولاد لو احتجتوا حاجة قولولى.
اؤمات فريدة بالموافقة. ودلفت عمتها الى الداخل
- فارس بغيظ. مش عارف اخنقك ولا اقتلك؟
- ورينى نفسك لو تقدر
- على العموم كلها اسبوع، وتكونى في بيتى. ساعتها هتشوفى هعمل ايه؟
- العمل مش بالكلام بالتنفيذ.
- ماشي هتشوفى
- وانا مترقبة. بس قبلها ابقي اقرا الفتحة على نفسك.
- نقراها عليكى ان شاء الله.
- بطل قلة ادب.
- انا مش عارف هستحملك سنة ازاى انا مش طايق اشوف وشك حتى.

- الحال من بعضه.
- عارفة احلى حاجة عملتيها الاتفاق اللى ما بينا.
- كلها سنة ونخلص من بعض.
- ياااا امتى السنة تخلص و تغورى من وشي. بس مش معنى سنة ما تخليها شهرين. ونخلص بدرى بدرى.
- شهرين يعنى شك في الجواز من جميع الاتجاهات لكن سنة مافيش شك.
فارس باقتناع من كلامها
- قائلا باعجاب. واو
تجاهلت انبهاره
- قائلة بجدية. ندخل بقي جوا...
- استنى رجلى وجعانى اوى.
- ليه عيل صغير؟
- الله ينتقم منك.
- ورينى رجولتك.

كلماتها اغاظته بشدة، فتحامل على نفسه بقوة ووقف على قدمه بصعوبة.
- قائلا بتحدى. هتشوفيها لم نتجوز.
- مابحبش الكلام بموت في الفعل. قالتها وهي تذهب من امامه، وهو ورائها يقسم في داخله بان سوف يعيد تربيتها من اول وجديد...
انتهى اللقاء سريعا، واتفقوا على شراء الشبكة في اليوم الثانى.

في تمام الساعة 12 ظهرا طرق جرس الفيلا، دلفت فاطمة من الليفنج روم ؛ لفتح الباب، رات امامها فارس بكامل اناقته ووسامته، وحامل في يده باقة ورود جميلة.
- قائلة بابتسامة وترحاب. اهلا بالجمال كله.
قال بغزل، وهو يمسك يدها يقبلها برقة
- انتى الجمال كله.
خجلت من تصرفه بشدة، ورغم ذلك كانت ممتنة لفعله الراقى. قالت برقة، وهي تاخذ منه الورود بخجل.
- اوه على الاخلاق و الرقة. تاعب نفسك ليها؟
- ولا تعب ولا حاجة.

. قالت فاطمة بسعادة وهي تتطلع الى جمال الباقة
- دى فريدة هتفرح اوى بالورد.
- الورد مش لفريدة. الورد لحضرتك.
اتسع ثغرها بابتسامة.
- قائلة بامتنان. ميرسي انت جنتل مان فعلا. طب اتفضل. قالتها، وهي تسير الى غرفة الليفينج روم وهو روائها بادب. وبعد ان وصلوا وجلس فارس.
- قائلة باستفهام. تشرب ايه؟
- لا شكرا يا طنط.
- طنط ايه انا طماطم فريدة بتقولى كدة.
- تمام يا، طماطم.

- ايوا كدة هجبلك عصير برتقان تشربه. عقبال ما نادى فريدة.
اؤما براسه ايجابا، ونادت على الخادمة
- قائلة. نووووووووووووووووووال
اتت على عجالة من امرها
- قائلة بهدوء. نعم يا هانم.
- فاطمة بامر. خدى الورد ده حطى في فازة في اوضتى، وجيبي عصير برتقان لفارس بيه.
اخذت منها الباقة
- قائلة بايجاب. اوامرك يا هانم.
- عن اذنك يا فارس. قالتها وهي تغادر
- اتفضلى.

دلفت الى غرفتها راتها مرتدية بدلة سوداء رسمية، وحذاء عالى الكعبين باللون الاسود، وشعرها كالعادة ذيل حصان
اتسعت عينيها بصدمة لم راته. اقتربت منها وهي تعدل من نفسها امام المراة.
- قائلة بعصبية. يا نهار اسود ايه اللى انتى لبسي ده.
نظرت الى ملابسها في المراة.
- قائلة ببرود. ماله لبسى؟ دى حتى شيك.
- واحدة هتروح تجيب شبكتها تلبس كدة. غيرى الهدوم دى بسرعة. وبدل العريس مايطفش.
- فريدة بغرور. ماتخفيش ماهيطفيش.

- لا هيطفش انتى مش شايفة جماله.
- انا احسن منه بكتير.
ثم تابعت بحب وهي تلتفت لها، وتضع قبلة على خدها.
- قائلة باستاذن. سلام بقي يا طماطم.
ارتجلت درجات السلم سريعا، ودلفت الى اليفينج روم. راته يغازل الخادمة. هرب الدم من عروقها عندما رات ذلك المشهد. فهبت في الخادمة بانفعال.
- قائلة بعصبية. نوووووووووووووووووووووووال.
انتفضت على اثر صوتها ملتفتة لها بذعر ورعب.
- قائلة بخوف. نعم يا هانم.

جزت على اسنانها بعصبية.
- قائلة بتوعد. روحى شوفى شغلك.
ركضت سريعا من امامها.
عندما رائها هب من مكانه.
- قائلا في داخله بسخرية. ايه اللى جابك دلوقتى؟
رمقته نظرة استحقار وكره. وذهبت اليه ووقفت امامه مباشرة، وهمست في اذنه.
- قائلة بضيق. بطل قلة ادب، واحترم اهل البيت.
- فارس باستنكار. هو انا قليت ادبى فين؟ وبعدين الخدامة بتاعتكم هتموت على.
- شكلك مالقش الا في الزبالة.

استشاط غضبا من حديثها وبعد اذنه عن شفتيها.
- قائلا باستفزاز لها. ليا في كل حاجة ماعدا اشباه الرجالة.
ضحكت بسخرية
- قائلة بقوة. بعينك اشباه الرجالة.
- من السهل يكونوا في ايدى.
ابتلعت وقاحته ببرودة اعصاب.
- قائلة بسخرية. شكلك بتتعب.
- جداااااااااااااااا.

اثارها برفانه الذي علق بها وحرك بها مشاعر غريبة. ونظراته القاتلة التي لا يحيدها عنها بل يركز في نقاط ضعفها فقط. يريد توا ان يلتهما حتى يعلم عليها، ولكنه ابله فتلك ليست كباقى النساء.
- قائلة في داخلها بضيق، وهي ترمقه نظرات استحقار. حيوان. ثم تابعت بجدية. يلا علشان ورايا حاجات مهمة.
اؤما براسه ايجابا، ودلف ورائها خرجوا من بابا الفيلا، وارتجلوا سيارة فارس الفاخرة.

نظر اليها. قائلا باستفهام. هنروح فين؟ تعرفى مكان بجيبوا منه الشبكة.
بدون ان تنظر له.
- قائلة باختصار. اطلع على مجواهرات لازوردى. ثم تابعت العنوان...
قال وهو يشغل مقود السيارة ويذهبوا.
- تمام.
بعد دقائق وصلوا الى المكان المنشود. ترجلوا من السيارة ودلفوا الى الداخل. كانت جميع العيون مسلطة على فارس وعلى جماله واناقته وبرفانه الاخاذ للعقول.
فريدة بسخرية في داخلها على اعجاب الجميع به، وهي تنظر له بضيق.

- قائلة باستغراب. عاجبهم في اى ده؟
اتى صاحب المحل، ورحب بهما ترحاب حار.
- قائلا بابتسامة. منورة يا فريدة هانم.
فريدة بوقار.
- قائلة بكبرياء. دى بنورك مسيو جو. فارس الكيلانى خطيبى.
وضع يده على فمه.
- قائلا بسعادة. اوه الف مليون مبروك. فرحت جدا لم قولتيلى.
- الله يبارك فيك.
- اتفضلى على مكتبى نتكلم هناك.

هزات راسها ايجابا، و دلفت معه الى داخل مكتبه وهو ورائها. جلسوا قبالة بعضهما البعض، ومدير المحل تراس المقعد الرئيسي
- جو بمجاملة. زادنى شرف يا فارس بيه وجودك هنا في المحل.
- الشرف لى اكتر يا مسيو جو.
رمق فريدة نظرة سعادة
- قائلا باحترام. اخيرا الديفا هتتجوز.
- فريدة بابتسامة مزيفة. النصيب
قال وهو يرمق فارس نظرة اعجاب بجماله الملفت.
- واحلى نصيب.
بادلته ابتسامة مجاملة ولم تعقب
-...
- تحبوا تشربوا ايه؟

- مافيش داعى ورايا شغل كتير.
- طب فارس بيه؟
- لا شكرا
فريدة باختصار.
- قائلة باستفهام. فين الطقم اللى انا قولتلك عليه؟
- موجود في الخزنة. قال وهو يقوم من مقعده، ويفتح الخزنة، ويخرج طقم الماس رقيق بلمسة من الرقي والاناقة. اعطاها اياه.
- قائلا باستفهام، وهي تاخذ منه الطقم لتشاهده. اى رايك؟
اردفت بانبهار.
- قائلة باعجاب. زى ما توقعت واحسن كمان بكتير.
اعجب فارس باختيارها.
- قائلا باستفسار. بكام؟

قالت ببرود وهي تغلق العلبة في وجهه.
- خلاص.
- فارس بعدم فهم. خلاص ايه مش فاهم؟
تجاهلت ان ترد عليه، وقامت من مكانها.
- قائلة. مرسى يا مسيو جو.
- جو بطاعة. اومرينى يا هانم في اى وقت.
- اكيد. قالتها وهي تدلف الى الخارج، وفارس ايضا ورائها لا يفهم شيئا
دلفوا من خارج المحل.
تافف فارس بضيق
- قائلا باستفهام. ممكن افهم ايه اللى حصل جوا ده؟
لم تلتفت اليه نهائيا.
- قائلة ببرود. هو اى اللى حصل؟

نظر الى العلبة القطيفة التي بيدها.
- قائلا باستفهام. الطقم ده بكام؟
- انا دفعت الفلوس وخلصنا.
هب فيها بانفعال.
- قائلا بعصبية. دفعتى الفلوس ليه معاكى سوسن.
- يمكن.
- بت انتى احترمى نفسك.
- انا بت.
- اه نسيت انك راجل.
- صحيح متخلف.
- شكرا يا عاقلة. بكام الزفت ده؟
- حاجة ما تخصكش.
- ماتخصنيش ازاى انا خطيبك.
- دى لعبة واتفاق ما بينا، ولا نسيت؟

- انا مايهمنيش دى كله. غير انى ادفع فلوس الشبكة ومقبلش واحدة ست تدفعلى.
- الفاظك بيئي.
- طب يا راقية. بكام الطقم؟
- حاجة ماتخصكش؟
- بت انتى احترمى نفسك.
فى تلك اللحظة اصطفت سيارتها امام المحل دلف السائق منها، وفتح الباب لها. ركبت بداخلها واغلقت بابها ورائها بكل برود، وكل ذلك تحت نظراته المصدومة والمستغربة. - قائلا في داخله باستغراب. هو ايه اللى بيحصل.

فرت السيارة سريعا من امام المحل بدون كلمات اضافية، وتركته يتخبط بكلماته التافهة وتفكيره السخيف ووقاحته الفارغة.
جز على اسنانه التي كادت ان تكسر من العصبية.
- قائلا بغيظ. اه يا بنت...
سريعا اخرج هاتفه من جيبه، واجرى اتصال مع صديقه
- قائلا بعصبية. انت فييييييببببببيييييييييييييببببن؟
-...
قال وهو يدلف الى سيارته، يشغل مقودها، ويتحرك من امام المحل سريعا...
- طب تمام جيالك الشقة.

قال فارس بغيظ، وهو يدلف الصالة ذهابا وايابا.
- هموت يا فرعون.
قال احمد بهدوء للحد من توتره.
- اهدى يا كنج. دى انتوا لسي في الاول. اومال بعد عشرين سنة هتعملوا ايه؟
نظر له فارس بعصبية.
- قائلا بكره. هكون قتلتها.
- احمد باستفهام. طب هي سبيتك ومشيت ليها؟
هب فيه بانفعال.
- قائلا بعصبية. فرعون اطلع من دماغى.
- اوف ما لازم افهم ايه المبرر اللى يخليها تسيبك زى الاهبل وتمشي.
قال بتحذير، وهو يرفع اصبعه بتهديد.

- واد انت احترم نفسك.
- طب هتعمل معاها ايه؟
- عملها اسود ومنيل. ما انا لو عارف ماكنتش جتلك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة