رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل التاسع
- ليه؟ هو انت جاى ليا علشان اشوفلك حل.
- اه.
- احمد بسخرية. يا زين ما اخترت.
ثم سكت برهة ليفكر. وفارس يشتغل من الغضب والضيق، عندما وجد احمد الحل.
- قال بتمنى. الحل تخليها تحبك.
فارس بدهشة.
- قائلا بصدمة. تحبنى.
- اه تحبك.
- شوف غيرها.
- احمد بتوضيح. الحب هيكسر مناخيرها، هو عامة الحب بيكسر اى حد.
- وهي دى تتحب من اى اتجاه دى شبه الرجالة.
- زى اى حد.
قال بغيظ، وهو يضرب كف على كف.
- بقي انا فارس الكيلانى. طموح اى بت مراهقة يتعمل فيا كدة.
- احمد بشماتة. دى ذنب البنات اللى هيموتوا عليك.
- عارف يا فرعون. انا عايز اخنق مين دلوقتى.
احمد بلهفة
- قائلا باستفهام. مين؟
هجم على عنقه وهو يكاد يخنقه
- قائلا. انت.
قال بهدوء، وهو يتخلص من يده.
- اعقل يا فارس انا صحبك.
- فارس بعصبية. صحاب ايه قاعد تضحك على وشمتان فيا وتقول صحاب.
- احمد باستنكار. حاشا لله يا جدع.
- مش كفاية بنت، دى على.
البت سبتنى اكلم في نفسي ومشيت. انا يتعمل فيا كدة!
- الحل زى ما قولتلك.
- مستحيل!
- وايه اللى خلاى مستحيل؟
قال في داخله بضيق.
- دى بتقرف تشوفنى و بتكلمنى بقرف.
راى صديقه يشرد عنه.
- قائلا باستفهام. فارس روحت فين؟
افاق من شروده على صوت صديقه.
- قائلا بكذب. هروح فين ما انا معاك اهو.
- طب نتكلم بالراحة.
- مافيش راحة انا بكرها.
- اكلمك نانسي تيجى تهديك.
- لا ما تكلماهش انا مش في المود.
قال برجاء، وهو يربت على قدمه.
- فارس اهدى
- متغاظ منها اوى.
- كلها كام يوم وتكون مراتك، ابقى علمها الادب.
لمعت الفكرة في راسه.
- قائلا بسعادة. كلامك صح
- اكيد صح. انت فارس الكيلانى مافيش بنت بتقف قدامك.
فارس بتوعد في داخله.
- قائلا بقسم. ودينى لاربيها واعلمها ازاى تقول كدة. ثم تابع وهو يتذكر. اه ما تنساش تعزم ندى على الفرح.
- فرح مين؟
هب فيع بانفعال.
- قائلا بعصبية. فرعون ركز فرحى. ما هو بعد اسبوع.
- اه. انت مصدق ان هو فرحك.
قال باختناق، وهو يتنهد بحزن.
- حاسس انها جنازتى.
- يا اخى ما تقولش كدة. هولاكو طيب برضو.
- ماتنساش تقول لندى ان هي اللى عزماها.
- شوفت طلع كلامى صح ازاى. مش قالتلك حاجة على؟
- فارس بسخرية. قالتلى مش عايزة اشوف حد من صحابك. طب بالعند فيها لاعزم كل صحابى اللى اعرفهم واللى مااعرفهمش.
طوال الاسبوع، اتفقت فريدة على فستان الزفاف الذي صمم خصيصا لاجلها، من اكبر بيوت الازياء العالمية بفرنسا.
اخر لقاء جمعها مع فارس هو الاتفاق على قضاء شهر العسل اين؟
اختاروا بلد العشاق ايطاليا بدون مشاجرات بل كانت بموافقة الطرفين دون جدال...
اتى اليوم الموعود الذي انتظرته القلوب العاشقة والمتلهفة للاتيان هذا اليوم في جميع حياة ابنائهم، ماعدا ذلك القطبين الذين يتمنوا من قلوبهم ان لا تدق الساعة ويقترب الميعاد ويكونوا ملكا لبعضهم البعض، لكنهم ماذا يفعلوا حكم القوى على الضعيف.
( الساعة واحدة ظهرا ) كانت تتسابق الفتيات في غرفة الفندق...
الذي يعد من اكبر فنادق القاهرة وافخمها الذي سيقام العرس به
على تجهيز العروسة. فهى ليست كسائر العرائس. انما هي نجمة من نجمات المجتمع الساطع والطبقة المخملية ذات الحسب والنسب. كانت معها عمتها تعدها وتجهزها لعريسها كما تمنت طوال عمرها.
الفرحة تشع من عينيها، وقلبها يدق سعادة من عدم التصديق باتيان تلك اللحظة التي طال انتظارها كثيرا.
بعد عدة ساعات من العمل المتواصل. تجهزت العروس واصبحت جاهزة ؛ لالتقاط الصور التذكارية مع عريسها والعائلة. وضعت خبيرة التجميل اللمسات الاخيرة على وجهها امام نظرات عمتها السعيدة والمتلهفة. كان يدور حولها ناس تذهب وناس تاتى وتبارك لها على الزواج ويشهدون بجمالها، وجمال عريسها. وهي في عالم اخر كالمغيبة لا تعى ما يدار حولها غير انها عروس اليوم لشخص تمقطه حد الجنون. قامت من على مقعدها، ووقفت بفستانها وذهبت الى عمتها لتسالها.
- قائلة باستفهام. اى رايك يا طماطم؟
عندما راتها على تلك الهيئة سعدت بشدة ونزلت دموعها لاارديا، وهي تراها امامها عروسا وليست اية عروس فهى ابنتها التي لم تنجبها.
- قائلة بانبهار بجمالها الرقيق. زى القمر يا حببتى.
- بجد.
قالت بقسم، وهي تمسح دموعها المترققة وتدير وجهها عنها.
- اه والله.
- طب تعالى كلمينى.
انفجرت في البكاء
- قائلة بسعادة. مش مصدقة انك هتتجوزى.
ذهبت اليها واحتضنتها من الخلف. بقوة واحساس غير مفهوم بالمرة هل كره ام سعادة ام استحقار ام...
- قائلة لها بعتاب. اى يا طماطم بلاش دموع بقى؟
التفت لها وامسكت يدها وقبلتها بحنية الام على ابنتها.
- قائلة بطيبة. غصب عنى يا فريدة.
- اذا كان جوزاى هيزعلك ننهى الجواز ده.
قالت بصدمة، وهي تضربها على كتفها.
- بتقولى ايه يا مجنونة ده يوم المنى.
- بالنسبة ليكى لكن انا ما افتكرش.
- متقوليش كدة احسن هزعل.
- لا وانا مايهونش عليا زعلك.
طرق الباب بخفة، ثم دلف والدها الى الغرفة، رائها امامه بالابيض. تسارعات دقات قلبه فرحا وسعادة. بكت عينيه قبل سعادة قلبه المشتاقة والمتلفهة الى تلك اللحظة التي انتظرها منذ ان انجب ابنته الاولى والاخيرة.
- قائلا بعدم تصديق. مش مصدق انى عشت لليوم ده وشفتك عروسة.
ابتعدت عمتها عنها حتى يراها اباها امامه اكثر بوضوح. امسكت بفستان الزفاف ودارت به ؛ لتتباهى به امامه ؛ وتجعله اكثر سعادة فهذا هو غرضها من تلك الزيجة الفاشلة ان يكون اباها سعيد. بعد ان انتهت وقفت امامه وسالته ببراءة.
- قائلة بطفولة. يا ترى بقي عروسة حلوة ولا وحشة.
قالها بدموع، واحتضنها على الفور بحب شديد وسعادة مفرطة.
- زى القمر الله اكبر عليكى
- قائلة بتمنى في داخلها. وهي تحضنه بقوة.
يارب يا بابا تسامحنى على انا عملته. انت اجبرتنى اعمل كدة...
قال بسعادة وهو يخرج من حضنها.
- ايه الجمال دى كله.
- بنتعلم منك يا سحس.
- اجمل عروسة في الكون.
اردفت بثقة.
- قائلة بغرور مصطنع. دى اكيد لانى فريدة السيوفى.
- مغرورة.
- كفاية انى بنتك.
كان يقف امام باب الغرفة مترددا في الطرق، فهو لا يريد ان يراها او يتزوج بها حتى، فهذه خيانة لحبيبته، لكزه اباه في كتفه فطرق باب الغرفة بهدوء، ثم دلف الى الداخل وراه اباه وامه، عندما راته الفتيات ابهرت به وسلب عقولهم من مكانهم، خاصة انه كان يرتدى بدلة سوداء انيقة ووبيون باللون الابيض وحذاء لونه اسود ومشط شعره الكثيف للخلف وخفف ذقنه. وشواربه اعطته جمال فائق الخيال، وحامل بين يديه باقة من الورود البيضاء.
- اردفت الفتيات في داخلهم بغيرة ممزوجة بحقد. ما لازم واحدة زى دى تتجوز واحد زى ده. ياتنا نيلة في حظنا الهباب.
عندما راات امه فريدة اسرعت الى احتضان وتقبيلها غير مصدقة ان ابنها اخيرا سيتزوج.
- قائلة بسعادة. الف مبروك يا حببتى.
- الله يبارك فيكى يا طنط.
ثم تابعت وهي تخرج من حضنها.
- قائلة باعجاب. ايه القمر ده.
- اكيد مش احسن منك.
- يسلملى ذوقك يا قلبى.
ذهب محمد الى صديقه، واخذه في حضنه.
- قائلا بسعادة. الف مبروك يا حسين.
- قال بسعادة. وهو يبادله الحضن.
مبروك لى وليك يا اخويا. اخيرنا بقينا نسايب.
قال بفرحة، وهو يخرج من حضنه.
- واى نسايب دى احنا بقينا اخوات وحبايب.
- على رايك.
ذهب الى عند فريدة.
- قال بامتنان، وهو يمسك يدها ويقبلها.
الف مبروك يا بنتى.
قالت بادب، وهي تقبل يده احتراما منها له.
- الله يبارك فيك يا اونكل.
- تسلمى يا بنتى.
- ميرسى يا انكل.
رمقها نظرة احترام، ثم التفت الى ابنه رائه متسمر في مكانه. ذهب الى عنده وساله.
- قائلا باستفهام. اى يا فارس واقف كدة ليه. تعالى سلم على عروستك وخدها و انزلوا اتصوروا.
منذ ان دخل القى السلام على المتواجدين بالغرفة وسط سلامتهم ومباركته بالزواج. وهنا كانت المفارقة عندما تنحت والدته عنها جانبا ورائها بالفستان الابيض، تسمر في مكانه وفتح فاه من شدة جمالها الذي لا يوصف. كانت تشبه الملائكة بملامحها الرقيقة. وعيونها العسلى التي تكحلت وظهر جمالهما اكثر، وشعرها الاسود الذي تركته لاول مرة خلف ظهرها ة؛ حتى تجعله يفقد حواسه ويضل في الطرقات ويلعن نفسه الالف المرات على اهانته لها في انوثتها، وجمالها الذي يعجز الكثير عن وصفه. كانت عينيه لا تحيد عنها بل كانت مسلطة عليها تحدد كل تفصيلة في وجهها البرى.
لكزه والداه في ذراعه. نظر له بعدم تصديق.
- قائلا بضياع. مين دى؟
ضحك الجميع عليه وايقنوا ان جمال عروسته جعله لا يعى ما يقول، وافقدته صواب العبارات وعدم الاتزان في الكلمات.
خجلت سوزان من تصرف ابنها، فنظرت للجميع بابتسامة مجاملة، ثم ذهبت الى ابنها.
- قائلة بهدوء. فريدة يا حبيبى عروستك.
- فارس بهايم. عروستى ازاى.
راه والده على ذلك الحال. فجذبه سريعا من ذراعه، وهمس في اذنه بضيق.
- قائلا باستفهام. انت شارب اى يا حيوان؟
- والله ما شارب حاجة بس ما اتفقناش تكون قمر كدة.
- محمد بسعادة. علشان تعرف ان ابوك مااختارلكش اى حد. ثم تابع بامر. روح سلم على عمك حسين. الراجل بدا يلاحظ كفاية فضايح.
اؤما براسه ايجابا، وذهب اليه.
- قائلا باعتذار. وهو يحتضنه. اسف يا عمى ماخدتش بالى من حضرتك.
قال بابتسامة، وهو يبادله السلام والحضن
- عادى ولا يهمك.
- قال بتبرير، وهو يخرج من حضنه.
اصل اول مرة اشوفها كدة.
- قال محمد باعجاب بصغيرته. وهو ينظر اليها بحب. وبعدين ليك حق حد يشوف الجمال ده وياخد باله.
- قال باعجاب. ونظراته تخترق جسد فريدة بوقاحة.
علي رايك.
نظر اليه حسين برجاء.
- قائلا بطلب. خلى بالك من فريدة.
قال وعيونه مسلطة عليها.
- في عيونى.
اتت اللحظة الحاسمة اقترب منها، اعطاها الباقة، ثم قبل راسها بحميمية.
- قائلا بسعادة مصطنعة. وهو يمد ذراعه لها. الف مبروك.
- قائلة بنفس السعادة. وهي تتابط ذراعه. الله يبارك فيك.
( بعد دقائق )
فى قاعة الفرح قبل حضور الضيوف يتهجزوا ؛ لالتقاط الصور.
- المصور بهدوء. فريدة هانم خليكى قدام، وفارس بيه وراكى.
نفذوا مطلبه على الفور، وعمتها تساعدها في ترتيب الفستان
- أحضنها يا فارس بيه.
هبت فيه فريدة بانفعال.
- قائلة بعصبية. يحضن مين يا متخلف انت.
ادهشت عمتها من ردة فعلها البغيضة، والغير مفهومة وسط ذهول ودهشة جميع من كانوا متواجدين بالقاعة
اردفت بهدوء.
- قائلة باستغراب. فريدة يا حبيبتى بتقولى ايه؟
قالت بغضب، وهي تنظر لها بضيق.
- بقول اللى حضرتك سمعتى.
اصابها العجز من ردها المتبجح فيها.
- قائلة بحزن. انتى خليتى فيها حضرتك.
- هو كدة.
لاحظت توترها الزائد ورجفة يدها الغير طبيعية، وانفاسها التي تاخذها بصعوبة. ثم تابعت بهدوء للحدة من توترها.
- قائلة بطلب. طب اهدى يا حبيبتى.
- قال المصور بعتاب لها. حضرتك انا مش متخلف.
- بتكلم مين يا حيواااااااااااااااااااااااان انت.
صوب اصبعه اتجاهها بتقليل من شانها.
- قائلا بتحذير. عند هنا واقفى.
- انت عارف انت بتكلم مين.
كان يقف واضعا يده في جيب بنطاله، يشاهد الوضع ككل، ولم يعجبه نهائيا تصرفها، ويستغربها ما الداعى لكل ذلك!
فهذه مجرد صورة!
يلتقطها ذكرة لتجسيد ذلك اليوم الذي ليس له ثلاثين فائدة.
اردف بسخرية في داخله
- قائلا بتريقة. ادخل على صفحات التواصل ؛ علشان تعرف هي مين؟
ثم تابع بهدوء لها.
- قائلا برجاء. لو سمحتى اهدى.
- قائلة باحتقار، وهي تلتفت له بعصبية. انت.
- قال بهدوء، وهو يقترب منها. مافيش داعى للعصبية دى. عايزة ايه وانا اعمله ليكى.
لقد كان توترها زاد وعصبيتها المفرطة لم يستطع احد التحكم فيها.
ثم تابع حديثه موجها اياه الى الجميع.
- قائلا بادب. لو سمحتوا يا جماعة ممكن تسيبونا لوحدنا.
- المصور بقلق. فارس بيه الوقت.
- ماتقلقش دقايق وهنكون جاهزين.
اؤما براسه ايجابا ودلف هو ومساعديه للخارج
اقتربت منها عمتها.
- قائلة بهدوء. ايه يا فريدة...
قال برجاء، وهو ينظر الى عمتها.
- لو سمحتى انتى كمان يا طماطم.
- فارس.
قال فارس برجاء منها ؛ لتخرج حتى تترك لهما المجال في الحديث، واكتشاف ما الداعى لكل العصبية.
- خلاص لو سمحتى.
اؤمات براسها ايجابا، ودلفت بنفاذ صبر داعية الله ان يهديها ويكمل فرحتهم على خير. وان لا تحدث مشكلة.
وقف امامها مباشرة، وسالها بهدوء.
- قائلا باستفهام. ممكن تفهمينى ايه اللى حصل لدى كله؟
اردفت بانفعال.
- قائلة برفض. مستحيل اخلى واحد ذيك يتصور معاى.
- وانا كمان بس اعمل ايه.
- اخلص من الحوار دى بسرررررررررررررررررررعة.
- ماينفعش دى بروتكول الجواز.
- قالت بقرار نهائى. وهي تحاول خلع الطرحة. خلاص يبقي مافيش جواز بقى.
قال بطلب، وهو يخرج يديه من جيبه.
- اهدى اهدى. هو انتى على طول عصبية كدة.
- انا مخنوقة. ازاى اوافق على الهبل ده.
- هبل ايه؟
- جوازى منك.
- سبحان الله نفس المشاعر اللى عندك هي عندى برضو. بس لازم نتصور علشان ماحدش يشك فينا.
- دى ماكنش اتفاقنا. انت كدة بتخالف الاتفاق.
- دى على اساس انك بتنفذى الاتفاق اوى.
- قصدك ايه؟ وضح اكتر بلاش لف ودوران.
- اتفاقنا كان اتجوز واحد صحبي مش صاروخ.
- قالت بتخذير ممزوح بتهديد. اول واخر مرة تتكلم معايا بالطريقة دى.
فى تلك اللحظة كان يقف خارج المنزل منتظر حبيبته الصغيرة تاتى. كان يدعو ان تمر الدقائق سريعا ولا يراها احد من اهلها معه. اذا رائها احد ستكون هنا الكارثة.
اردف في سره، وهو يتطلع الى ساعة يده
- قائلا بقلق. يلا يا ندى بسرعة قبل...
هنا توقفت الكلمات وعجزت شفاه عن استكمال الحوار عندما رائها تخرج من البناية.
سحرته.
حقا لقد سحر!
فهى اية من الجمال يعجز المرء عن وصفها او إدراكها. لو دونت الآلاف من المجلدات لشرح جمالها ورقتها وانوثتها واحتشامها. ستنتهى جميع الكلمات ولم يصلوا الى وصفها الحقيقى.
الذي يدون لم يكن الا مجرد تخاريف عن جمال خارجى.
تخاريف عن وصف جمال الندى الحقيقي. عندما وصلت اليه ووقفت امامه سرقت لب قلبه.
- قال بانبهار. وهو ياكلها بنظراته.
واوووووووووووو. مين دى بقى؟
خجلت من نظراته.
- قائلة برقة. انا ندى.
- قال بحب. وهو يغمز لها. انتى احلى ندى.
احمرت وجنتيها من الخجل اكثر، وتساقطت الكلمات من على شفتيها.
- ما تيجى ما نروحش.
- لا انا عايزة اروح.
- لازم يعنى.
- طبعا لازم. انا قولت لماما انا راحة خطوبة واحدة صحبتى.
- طب تمام يلا اركبي. بدل ماحدش يشوفنا.
اؤمات براسها ايجابا، وذهبت معه فتح لها باب السيارة. ودلفت داخلها، جمع ذيل فستانها الطويل ووضعه بجوارها، واغلق باب السيارة ورائها بهدوء، ودلف من الاتجاه الاخر وركب السيارة.
عندما ركبت وجدت باقة ورد جميلة.
- قائلة باستفهام. وهي تمسكها. جايب ورد لمين؟
- لامى.
- بلاش الالفاظ دى.
- هيكون لمين. ليكى طبعا.
سعدت بشدة واحتضنت الورود بقوة، وسط سعادته واستغرابه
- لازم نتصور علشان...
- علشان غرورك. انا قولت مستحيل.
- يخربت كدة الناس هتشك فينا واولهم خالتك.
- دى مش خالتو دى عمتو.
- مش وقته خالص. المهم كلو هيشك وخلصنا. وبعدين دى صور للذكرة الهباب وايام العذاب.
قالت باستفهام وهي تعقد حاجبيها باستغراب.
- ايه. بتقول ايه؟
- بقول للذكرة الهباب وايام العذاب.
قالت بابتسامة رقيقة
- بتجيب الكلام دى منين؟
لقد سحرته ابتسامتها التي ليس معتادا منها
- قائلا بغزل. على فكرة ابتسامتك حلوة.
ثم تابع وهو ينظر الى جمال فستانها الذي لا جدال عليه.
- قائلا بانبهار. وفستانك كمان جميل.
- قائلة بسخرية. وهي تمسك راسها بتمثيل.
تصدق دوخت من كلامك تعالى اسندنى. انت فاكر بكلمتين تضحك على. فوق لنفسك انا...
قاطعها بنفاذ صبر.
- قائلا بقسم. اقسم بالله هدخل على جوجل بعدين. قولتى ايه؟
- مش مقتنعة.
- مش لازم.
- قصدك انى راى في الزبالة.
- ماقصديش بس هم هيشكوا.
- انا قولت استحالة.
بعد دقائق من الشجار والمد والجذب اقنعها وكان يحتضها من الخلف بقوة
قال المصور بطلب، وهو يلتقط لهما الصور.
- فريدة هانم ابتسامة جميلة. فارس بيه بص في عنيها.
بدأت تنظر في عينيه وتثبت نظراتها عليه حتى لا يظهر توترها البادى عليها. ابهر بجمال عينيها ونظرة الخجل التي تحاول ان تدريها منه.
مرت الدقائق سريعا. وكأنها كانت دهر عليها. فنظراته وكلماته ووقاحته الزائدة كانت تخنقها ولمساته لها وغزله المباح فيها. كانت تريد ان تخنقه وتتخلص منه نهائيا. ولكن ماذا تفعل ما باليد حيلة.
بعد دقائق
انتهوا من التصوير.
تابطت ذراع والداها ووقفت على اعلى سلم طويل، ملقي عليه جميع انواع الازهار التي تعشقها فريدة.
وهو وعائلته ينتظرونها اسفل السلم ؛ لتنزل من عليه مع والدهاا درجة درجة وسط توترها وقلقها الذي تخفيه عن الجميع رافعة راسها بثقة وتعالى مرددة في داخلها. فهذه الامور التي تحدث أمامها لا تعنى لها شيئا بالمرة
وهنا دقت الطبول بالاغانى المعروفة.
دقوا المزاهر يللا يااهل البيت تعالوا
جمع ووفق والله وصدقوا اللى قالوا
عين الحسود فيها عود يا حلاوة
عريس قمر. وعروسته نقاوة
واحنا الليلة دي كدنا الأعادي.
ودي العريس اسم الله على حسنه وجماله
قيدوا الشموع واتهنوا الليلة
عقبالهم كل حبايب العيلة
تبقى السعادة سكر زيادة
قولوا معايا ان شاء الله يا ربي يخليها له.
سلم على والداها وحضنه.
قال حسين بتمنى، وهو ينظر في عينيه.
- فريدة خلى بالك منها.
- في عنيا. قالها وسط الزغاريط المتعالية والفرحة المفرطة من اهل الطرفين. وقف امامها ورفع الطرحة الموضوعة على وجهها.
قال بصدق، وهو يضع قبلة مثيرة اعلى جبهتها.
- قمر. ثم وامسك يدها ووضع قبلة رقيقة عليها، اعطاها باقة الورد البيضاء.
تابطت ذراعه بتردد.
- قائلة بسخرية منه. وهو يسير بها الى داخل القاعة. كفاية تمثيل. اصله قلب اوفر.
- هم زى ماغيروكى وخلوكى قمر. ماغيروش لسانك ليه؟
قالت باستحقار، وهي تنظر له.
- بالعكس دى طول علشان يرد على امثالك.
- امثالى؟! قصدك مين؟
- انت طبعا. هو في حد غيرك.
- بت انتى احترمى نفسك.
- ماتعاليش صوتك وتحاول تثبت وجودك.
قالت فاطمة بسعادة، وهي ترى المشاحنة بينهما، وتعتقد انهم يتحدثون عن الحب وعن السعادة التي تتنظرهم لا تعى شيئا بالمرة.
- شايف يا حسين فريدة بتحب فارس ازاى.
حسين بسعادة.
- قائلا بدعاء. ربنا يزيد فرحتها كمان وكمان.
تعالت الموسيقي على اغنية طلى بالابيض.
طلي بالابيض طلي
يا زهره نيسان
طلي يا حلوي وهلي
بهالوج الريان.
فتح باب القاعة وطلوا على المدعوين. وسط التصفيق الحار والزغاريط المتعالية والقلوب السعيدة والحقودة والحسودة والمباركات بالهمس، والنظرات التي رجت المكان بالسعادة، نظر اليها بتمعن وجد الجمال الذي يفيض منها والانوثة التي تملائها والثقة التي تزيدها قوة. جبل شامخ لا تهزه المعارك ولا يقبل الانكسار في الممات.
واميرك ماسك ايديك
وقلوب الكل حواليك
والحب يشتي عليك
ورد وبيلسان.
انسانة غريبة لم يقابل مثلها في حياته ؛ لديها قدرة فائقة على السيطرة على النفس. الذي يراها الان بابتسامتها الهادئة وغرورها الشامخ ونظراتها الثاقبة. لا يصدق ما حدث لها توا من عصبية مفرطة استطاعت أن تخفيها بأعجوبة، ويدها التي ترتجف بين ذراعه وهذا لا يزيده استغرابا ودهشة من ردة فعلها. فمن خبرته في النساء يعلم جيدا انها اول مرة تخوض تلك التجربة.
قلبي بيدعيلك يا بنتي
بهالليلي الشعلاني
يا اميره قلبي انت.
سلمنا الاماني
شعي متل هالطرحه
يا اغلى البنات
بصلي تعيشوا بهالفرحه
لباقي الحياه
نظر الى جمالها الذي سحره وخاصة بالفستان الابيض والطرحة الطويلة التي تمسكها تلك البراعم الرقيقة والبراءة التي تملأ عينيها والسعادة الغير مفهومة من نظراتهم.
ما تنسي اهلك يا صغيري
بعينينا ما صرت كبيري
ضلي معنا وطيري وطيري
ع جناح الامان
حال المدعوين لن يختلف عنه كثيرا فقد صدم جميعهم بجمالها الفتان وانوثتها الطاغية التي عمت المكان.
من هى؟
فالتى يعرفونها غير تماما الصورة التي يروها امامهم. لقد تغيرت كليا من رجل مثلما يطلقون عليها في الشركة الى انثى فاتنة الجمال والانوثة.
فى تلك اللحظة
كانت جميع اعضائها ترتجف من نظراتهم اليها. لم تصدمها النظرات فهى معتادة عليها. لكن التساؤلات التي تشغل عقولهم الفارغة
كيف؟
وماذا!
هو كان وظيفتها الاولى.
لكنها كانت لا تبالى كالمعتاد منها تسير بخطوات محسوبة وراس مرفوعة، وكأنها اليوم في خوض معركة من معاركها التي اعتادت على الكسب فيها.
كانت القاعة تتميز بالرقي والاناقة وكانت تتسع حضور 500 الف شخص. وحضر الفرح جميع فئات المجتمع واهم كوادر الدولة و جميع موظفي الشركة من اكبر موظف الى اصغرهم.
وربي من السما يبارككن
كيف ما توجهتو يرافقكن
بايام الصعبي ينصركن
ع كل الاحزان.
الذي كان البعض منهم سعيد ومصدوم وحاقد ومبهور بجمال العروسين.
ريم بحقد.
- قائلة باستفهام. وهي وقعت عليه فين دي؟
سوسن بنفس الحقد، وهي تنظر الى جمال العريس
- قائلة بغل. حظ يا اختى.
- الواد موز خالص شكله غير الجرايد. تقولى نجم سينما.
- كلامك صح. الواد جايب من الاخر. ربنا يصبره عليها. اصلها لا تطاق.
مصت سوسن شفيفها.
- قائلة بسخرية. على رايك. دي احنا مابنستحملهاش فترة الشغل. اومال هو هيعمل اى؟
اردف احد موظفين الشركة.
- قائلا بضيق. بطلوا حقد شوية.
قالت سوسن بكذب
- فين الحقد ده احنا بنتكلم عادى؟
قال وهو مستغرب كثير من ردها
- دى كله وعادى.
هبت فيه ريم بحقد
- قائلة بعصبية. بقولك ايه اطلع من دماغنا.
في تلك اللحظة جلسوا على طاولة كتب الكتاب، لقد اتى الماذون وعقد قران فريدة على فارس.
خاتما كلامه بالرفاء والبنين ان شاء الله.
وسط التصفيق والزغاريط و السعادة التي ملات المكان باجمعه، والبالونات التي نزلت من السقف تعلن عن سعادتها بالزفاف السعيد.
اخذها من يدها برقة، ووقفوا في وسط القاعة. لف يده على خصرها بتملك، واجتذبها اليه رويدا رويدا. صدمت بجذبه لها واقترابه الشديد منها. وامتزجت انفاسهما سويا شعر كل منهما بالاخر. سلط نظراته بقوة على عينيها التي تكحلت فزادت من جمالها. وتراقصوا على انغام اغنية
وعد العيون اصدق وعود الحب.
وعينه قالولي كلام كتير من القلب.
انا عشت احلم بيه بقالي سنين.
من غير ما اشوفه انا كان في قلبي حنين.
وكلماتها التي تسحبهم الى عالم اخر. خارج عن التعقيدات والاسئلة السخيفة والحوارات المملة بين البشر. مسحور بجمالها الذي يحبس الانفاس. ويده التي تتحسس جسدها بجراة. لا يعرف ما الذي اصابه فهو ليس معتادا على الوقاحة الا مع عاهراته مثلما تدعى عليه. حاولت ان تفهم ما اصابها جميع ذرات جسدها ترتجف وترفض لمساته الجريئة على جسدها.
فجسدها عذرى من لمساته المباحة والمفروضة عليها. وهو يعلم ذلك جيدا لكنه تجاهل الامر فهو مستمتع بتاثيره عليها. حاولت ان تتخلص من خجلها ومن لمساته الوقحة التي تتسرب بين ضلوعها، فتجعلها جميعا رهن اشارته.
ابتعدت عنه قليلا ؛ لتاخذ انفاسها.
- قائلة بثبات مصطنع. مالك شكلك مش طبيعي.
اردف فارس بهيام.
- قائلا بصدق. لازم ميكونش طبيعى.
رفعت حاجبيها بتساؤل
- قائلة باستفهام. ليه بقى؟
- قائلا باعجاب. بين ايدي اجمل امراة بالعالم. فده هيكون حالى.
- بسخرية. واو. ما انا نفس البنت اللي كنت بتقول عليها راجل.
وهو يخبئها بين ثنايا ضلوعه وسط صدمتها.
- قائلا بصدق. دى انا اللى الراجل. اى الجمال دي كله.
انا حبيته خلاص يا ليالي.
خدني الشوق ولا كان على بالي.
لما عرفت عنيه قلبي اتغير بيه.
ولقينت نفسي بعيش لهواه واسهر ليالي.
انتهت الاغنية.
فحملها من خصرها بقوة ودار بها. وكأنه يعلنها صراحة امام الجميع بانها ملكا له وحده وسط التصفيق والتهليل...
هنا تسارعت دقات قلبها سريعا. فتمسكت به خوفا من سقوطها.
كان يقف بعيدا وعينيه مسلطة عليها وقلبه ينفض من الضيق والحقد والغيرة. فهى رفضته واختارت ذلك التافه الذي لا يعى في الحياة غير العلاقات والفضائح. حزين في مكان بعيد عن زحمة الفرح حتى لا يراه احد ويكون موضع تساؤل. حاول ان يجمع شتات نفسه ومدوامة قلبه الحزين على تلك الجوهرة الثمينة التي فقدها توا. فقرر ان يذهب اليها ويبارك لها.
- فريدة بضيق. نزليني هقع.
- ماتخفيش.
- بطل هدوخ. خلاص هتنرفز.
انزلها برقة، وغمز لها بوقاحة. وسط التصفيق والزغاريط
- قائلا بهدوء. بلاش نرفزة تعالي نقعد. قالها وهو يمسكها من يدها بحنان وجلسوا على المقعد المزين بالورود البيضاء
اقبل عليهما خالد المسلمانى لمباركتها.
- قائلا بحنق. مبروك يا فريدة هانم.
رمقته فريدة نظرة امتنان.
- قائلة بوقار. الله يبارك فيك يا مستر خالد. عقبالك.
راي عينيه المسلطة عليها ونظراته الوقحة والجريئة. الذي هو كرجل يفهمها جيدا لم يستطع السيطرة على نفسه. قام من مقعده امسك يده وسلم عليه.
- قائلا بضيق. شكرا انك جيت. شرفتنا بحضورك.
وهو يبادله سلام الايدى ومازالت عينيه مسلطة عليها بحب - قائلا بتحدى له. ماكنش ماينفش ما اجيش دى فريدة السيوفى.
بغضب غير مفهوم.
- قائلا بعصبية. اه خلااااااااااااص فهمنا.