قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل السادس والعشرون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل السادس والعشرون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل السادس والعشرون

اؤمات براسها ايجابا ودلفت من امامهما، متجهة الى غرفة فارس، لاحضار ملابس له...
بعد ان ادت فريضتها بخشوع، وخلعت اسدالها، جلست على فراشها تزفر بضيق وغيظ. تسال نفسها هل منه؟ او من المكان الذي كانت فيه من ساعات قليلة. واذا كان هذا السبب هو لم يجبرها على ذلك. بل اتت عنوة عنه. لان فضولها اثارها. وكانت تريد ان ترى تلك الاماكن المشبوهة.

هزات راسها بالنفي، بان هذا ليس سبب ضيقها. بدات تفكر في اليوم من اوله لاخره، لعلها تعرف اجابة س الها. واذا فجاة لمعت عينيها بعصبية. عندما تذكرت.
نانسي ورايا على مكتبى.

عندما سالته لم يجيب عليها غير انه موضوع خاص وليس من شانها. كانت تريد ان يخبرها بالتفاصيل ويرضي فضولها كما اعتادت منه. لكن كما يقال في الافراح يتناسون وفي الاحزان يفتكرون. هذا ليس فقط ما يثير غضبها. فيوجد شيئا اخر لم تعرفه هي نفسها. او لم تعترف به بعد...

كانت تقف في البالكون تنظر الى السماء بدموع مترقرة على وجنتيها. تدعو الله ان يجمعها مع حب طفولتها في بيت واحد. وان لا يفرق شملهم ابدا. وان يهدى اهلها ويجعلهم يرضخوا عن قرارهم. الذي اذا نفذ كفل الشر. فحكم موتها قرار نهائي لا مفر منه. فاحمد بالنسبة لها ليس حب مراهقة. فحب قوته الايام واللحظات والسنين. عندما تخلى الاهل عنها، هو من مسك يدها وسندها على قسوة قلوبهم التي اذا شبهت بالاحجار. لظلم الحجر فقسوتهم فاقت جميع الاحتمالات. تبكى بالم وهي تنظر الى رب السماء تطلب منه ان تلين قلوبهم عليها قبل عليه. يكفى ذل لحد هنا. فطاقتها قد نفذت. مرددة الى ربها دعاء حبيب الخلق اجمعين وهو في الطا ف محمد رسول الله.

- قائلة بدموع. ( اللهم اليك اشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني علي الناس. انت رب المستضعفين وانت ربى. الى من تكلني؟
الي بعيد يتجهمني ام الي عدو ملكته امري. ان لم يكن بك غضب علي فلا ابالي ولكن عافيتك اوسع لي، اعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات، وصلح عليه امر الدنيا والاخره. من ان تنزل بي غضبك او ان يحل على سخطك. لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوه الا بالله. ).

بعد ان انتهت من صلاتها علي حبيب الخلق، نظرت الي الارض ؛ لعلها تراه فمنذ ان خرج لم يعود بعد، تتمني من الله ان لا يكون قد اصابه مكروه. فهي ترتعد خوفا من ان يكون قد عاد الى مستنقعه.

( بعد ان دلف من امامه ؛ لتبديل ملابسه في الغرفه المتواجده في نفس مكان حمام السباحة. سمع صوت هاتفه. نظر لاسم المتصل بفضول، راي ان المتصل هي امه، فهو منذ ان خرج وهي تحاول مرارا وتكرارا الاتصال عليه. فقلبها يكاد ان يقتل من القلق والخوف عليه في التو والحال.
نادي عليه بصوت عالي
- قائلا. فرعون امك بتتصل.
-...
لكن لا مجيب. فالغرفة لا تستطيع ان تسمع عندما تكون بها.

لم يجد بدا غير ان يرد عليها و يطمئنها على ابنها. امسك الهاتف وفتحه
- قائلا بادب. سلام عليكم يا طنط.
- وعليكم السلام. مين معايا؟ فارس.
- ايوه هو انا. اطمني احمد بخير.
- طب هو فين اجي اخده؟
- هو في بيتي.
اردفت بقلق خوفا ان يكون معه في شقته المخصصة لارتكاب ابشع الذنوب والكبائر
- قائلة باستغراب. بيتك ازاى يعنى!
طمانها فارس
- قائلا. ما تخافيش اوي كده ده بيت الزوجيه
اخرجت تنهيدة ارتياح من صدرها.

- قائلة بتوضيح. معلشي يا فارس.
- عادى ولا يهمك يا طنط.
انتهي احمد من تبديل ملابسه، راى فارس يمسك هاتفه
- قا لا باستفهام. بتكلم مين؟
التفت اليه
- قائلا بايجاب. مامتك.
- ده صوت احمد ابنى. طب اديني اكلمه.
- حاضر يا طنط، خد ياض كلم امك.
تافف في ضيق، واقترب منه.

- قائلا. هاتي يا اخويا. قالها وهو ياخذ منه الهاتف مجبرا ؛ لانه كان لا يريد ان يجيب علي احد وخاصة امه، ستفتح له وصلة الرعب والقلق التي لا تنتهي و كانه طفل رضيع، تساله اس لة لا اجابة لديه عنها.
- قا لا. ايوا يا ماما.
- ايوه يا حبيبي انت كويس.
- اه الحمد لله.
- طب هتيجي امتى؟
- هقعد شويه مع فارس.
- شويه اللي هم قد ايه؟
- ماما هو انا عيل صغير.
- يا حبيبي انا قلقانه عليك.
- ما تقلقيش ابنك اسد.
- طب...

- اطمني يا ماما انا. لم اجي هبقي احكيلك كل حاجة سلام. قالها باختصار، وهو يغلق الهاتف معها.
نظر له فارس باستغراب
- قائلا باستفهام. ايه يا ابني الرد ده؟
وهو يجلس علي الاريكة
- قائلا ببرود. هو انا كدة لما بكون متنرفز.
وهو يجلس بجواره على الاريكة
- قائلا باستفهام. وايه اللي ينرفزك يا بيضة؟
- بقولك ايه بطل ام الشك الرخيص ده، لا ام اخد بعضي وامشي.

- خلاص يا عم هو الواحد حرام يهزر معاك. يلا احكي لي ايه اللي حصل؟
اخرج تنهيدة حارة من صدره
- قائلا. اسمع يا سيدى...
قص عليه احمد ما حدث مع ندى.
- ياااااااااا دي اهلها دول متخلفين فعلا. ازاى يعملوا في بنتهم كدة!؟
اردف بقلة حيلة
- قائلا بعشق. انا بحب ندي يا فارس ومش عارف اعمل ايه؟
- انا عندي الحل. قالتها فريدة بثقة و هي تدلف اليهما. دون ان تستاذن زوجها.

كانت صدعت دماغها من كثرة الاسئلة التي تخص زوجها وعلاقاته. التي لا يوجد اجابة لديها، قامت من على فراشها بملل. وبدلت ملابسها. بملابس رياضية فخمة باللون الابيض وتركت شعرها الذهبي للعنان. ودلفت خارج الغرفه ؛ لتعرف هل صديقه ذهب ام مازال هنا. نادت على صابرين بهدوء وهي تهبط السلم
فاتت اليها مهرولة
- قائله. نعم يا هانم.
- هو صاحب الباش مهندس مشي ولا...

لم تستطيع مواصله حديثها لانها سمعت صوتهما يخرج من حمام السباحة.
نظرت الى صابرين ووجهت حديثها لها.
- قائلة. روحى انتى.
اؤمات براسها ايجابا، ودلفت من امامها بهدوء.

لم تساله في البار ما الذي جرى لصديقه ؛ اولا لانه كان غير واعى ومدرك لما حوله. ثانيا هذا لا يعنيها. فهى تكره الاشخاص الفضوليين. فما لا تقبله على نفسها لا تقبله على غيرها، لكن عند سماع اسم صديقتها الجميلة يخرج من فمه لم تستطع ان تتمالك نفسها، فندى بمثابة اختها الصغيرة. تجاهلت ردة فعل فارس ودلفت اليهم بثقة ووقار. جلست على مقعد مقابل لاريكة التي يجلسون عليها. ووضعت قدم فوق الاخرى بثقة وثبات. متجاهلة صدمة فارس وضيقه البادى عليه.

- قائلة بوقار. اولا السلام عليكم.
رد احمد بادب عليها
- قائلا. وعليكم السلام.
اردفت بتوضيح لاحمد متجاهلة فارس مرة اخرى.
- قائلة بوقار. ثانيا وده الاهم. مش من عادتى اتطفل. بس مشكلتك اثارت فضولى.

استغرب احمد كثيرا من وقارها وهدؤها. بخلاف العصبية والهمجية التي كانت فيها عندما رائها اول مرة بالنادى. فهذا يوم لا ينسي بتاتا بالنسبة له. لانه لاول مرة يضرب من امراة. كان يتوعد بأنه اذا قابلها سيغير ديكور وجهها تماما ؛ حتى يصعب التعرف عليها، لكنها علمته درسا لن ولم يستطع نسيانه طيلة حياته. الا وهو ندى فلذة كبده.
نظر احمد الى فارس
- قائلا بهمس. مين دى هو انت غيرتها؟
همس فارس في اذنه.

- قائلا بضيق. اتنيل
- اى يا جماعة هو في حاجة؟
فارس بكذب واضح.
- قائلا باستنكار. مافيش.
- كملى حضرتك كنتى بتقولى ايه؟
- ان الفضول مش من طبعي.
- عادى ولا يهمك يا مدام فريدة.
- انا فريدة بس من غير مدام.
- حاضر يا فريدة.
فارس بعصبية
- قائلا بغيرة. ما اجبلكوا شجرة واتنين ليمون احسن. متلم نفسك يا ياض بدل ما ادفنك مكانك.
فريدة باستغراب من عصبية فارس.
- قائلة باستفهام. فارس في ايه؟
- في محشي اغرفلك يا اختى.

احمد باستغراب
- قائلا بهدوء. ايه يا جماعة خلاص.
فارس وهو يرمقه نظرة تهديد بان الذي حدث توا لن يسير مرار الكرام
- قائلا بحدة. اسكت انت حسابك معايا بعدين.
- ليه هو انا عملت ايه يا كنج؟
هب فيه بضيق
- قائلا بعصبية. متقوليش يا زفت.
نظرت له فريدة باستنكار
- قائلة بضيق. احترم ضيفك.
زم فمه لامام بضيق، ثم اخرج تنهيدة حارة من صدره
- قائلا بسخرية لاذعة. قولتي انك عندك الحل ابهرينا.
- ليه حاسة انك بتتريق علي؟

رمقها نظرة عشق
- قائلا بغزل. ماعاش اللى يتريق عليكى.
نظر احمد الى فارس رائه هائما في زوجته
- قائلا بخجل. انا بقول امشي واجيلكم يوم تاني.
فارس و نظراته مسلطة على زوجته.
- قائلا. انا بقول كدة برضو. ابقي تعالي يا راجل.
- فريدة بابتسامة. الصراحة انتوا الاتنين كوميدية فظيعة. كل ما افتكر يوم النادى اضحك عليكو وبالاخص فرعون. قالتها وانفجرت في الضحك عليهما.
احمد بضيق.
- قائلا باستفهام. شكلنا بنتهزق؟

- انا بقول كدة برضو. قالها فارس بضيق
- ما تسيطر يا كنج.
نظر اليها وهي تضحك ضحكتها الساحرة عليهما
- قائلا بحدة. فريدة بطلي ضحك.
تمالكت نفسها، وعلى الفور التزمت الصمت
- قائلة بجدية. نرجع لموضوعنا.
قالها احمد مؤيدا لكلامها
- انا بقول كدة برضو.
- مادام ندى بتحبك ما ترفض وتقول للاهلها لا.
- احمد بسخرية لاذعة. تصدق مراتك طلعت بتفهم ذيك.
- فارس باستهزاء. شكرا يا فريدة على الاضافة.
فريدة بضيق من سخريته عليها.

- قائلة بنرفزة. انا غلطانة انى بدور معاك على حل.
- هو حد قالك تدورى على حل.
- قصدك ان انا حشرية.
راى احمد الشجار بينهما سيتزايد
- قائلا بتوضيح. لا يا فريدة ماقصدوش كدة.
- اومال قصده ايه؟
- الحل ده. لسي فارس قايله لي. وبعدين ندي ماينفعش ترفض طلب للاهلها.
- ليه بس؟
- اهلها صعبين شوية.
- ازاى يعنى؟
اخرج تنهيدة حزن من صدره
- قائلا. الموضوع ده كبير و يطول شرحه. المهم دلوقتي تشفولي حل؟

- فارس بسخرية. ما تخلي ام العريف تشوفلك حل.
- فريدة بلهجة حادة. فارس ما تغلطش فيا.
وهو يتعمد استفزازها
- قائلا بتحدى. وان غليطت. هتعملي اى؟
احمد لتهدئة الوضع.
- قائلا. اهدي يا فارس بلاش استفزاز.
- استفزاز فين. ما هي السبب داخله، وقرفنا وتقول عندى الحل.
- فريدة بغضب. صحيح انك انسان جاهل.
- ما تغلطيش يا فريدة.
- ليه. مش هي دي الحقيقة انك انسان جاهل بتنكر ليه.
- بت انتى احترمي نفسكي لا اضربك.

- تصدق خوفتني. وريني هتضربني ازاى.
- كفاية يا جماعة. قالها احمد بنفاذ صبر من تصرفاتهم الطفولية، فهم ليسوا مهتمين بوجود شخصا غريب بينهما.
وهو يقوم من على الاريكة
- قائلا باعتذار. انا اسف.
فارس باستغراب
- قائلا باستفهام. هو انت بتعمل ايه؟
- انا ماشي.
جذبه من ذراعه بقوة، واجلسه على الاريكة غصبا
- قائلا. مشش في ركبك.
اردفت بغرور
- قائلة بكبرياء. خلاص يا فرعون اقعد وانا هشوفلك حل.
ثم رمقت فارس نظرة تحدى.

- قائلة باستهزاء. بدل ما انت بقالك ساعة قاعد مع واحد فاشل مش عارف يشوفلك حل.
- قصدك على مين؟ قصدك على ان انا فاشل.
- لا يا سيدي قصدها على انا. ممكن تهدوا بقي.
نظر الى صديقه
- قائلا لاغظتة زوجته. انت مش جاي ليا. خلاص حلك عندى. ثم تابع وهو يرمقها نظرة استهزاء
- قائلا. وما تدخلش الاعداء ما بينا.
- فارس. قالها احمد باستغراب من تصرفاته التي لا تختلف عن الاطفال.
- نعم.
- هو انت عندك كام سنة؟
نظر له.

- قائلا باستغراب. عندي 30 سنة. بتسال ليه؟
- اصل اول مرة اشوفك عيل.
رفع حاجبيه باستغراب.
- قائلا بضيق. عيل.
- انت مش واخد بالك ولا ايه؟
فهم مغزى حديثه، ونظر الى فريدة التي تجلس كما هي بوقار وثبات انفعالى. ثم وجه حديثه الى صديقه
- قائلا بتوضيح. ما هي السبب.
كان يتوقع ان ترد عليه. لكنها تجاهلته وهذا زاد من ضيقه
- قائلة بصرامة. خلاص خلصت. ثم تابعت بجدية وهي تنظر الى احمد. راي في الموضوع ده تسيبه علي.

- اضمن يا فرعون مادام فريدة قالتلك كدة. كل اللى نفسك في هيتحقق.
احمد بلهفة
- قائلا بعدم تصديق. اكيد يا فارس.
فارس بثقة فيها
- قائلا بصدق. اكيد فريدة عقلية فذة. ثم تابع لاغاظتها. بخلاف لسانها اللي عاوز قطعه.
اصابتها الدهشة بعد ان كان يتغزل بها بدا يذم فيها. سحبت الوسادة من خلف ظهرها والقتها في وجهه، وسط دهشة صديقه. و اصابته بالصدمة والضيق فجعلته خجلا امامه.

- قائلا بضيق شديد. فرعون ماتروح مش خلاص لقيتلك الحل.
هب احمد واقفا من على الاريكة.
- قائلا باستفهام. انت بتكرشنى يا فارس، ثم تابع بحزن مصطنع. طب عن اذنك.
مد يده ليصافح زوجته
- قائلا بامتنان. اتشرفت بمعرفتك يا فريدة.
قامت من على مقعدها بوقار. وهي تصافحه.
- قائلة بابتسامة هادئة. انا اكتر. خليني اجي اوصلك. وكانت تنهض للخروج...
اوقفها فارس بصوته الغاضب.
- قائلا. لا خليكي انا هوصله.
هزات راسها ايجابا نعم.

سبقه احمد في السير. نظر فارس الى فريدة
- قائلا بوعيد. هوصله ورجعلك. قالها ودلف من امامها.
ضحكت على تصرفه الطفولى. ثم ركضت سريعا خارج حمام السباحة. متجهة الى غرفتها
بعد ان وصلوا خارج بوابة الفيلا. نظر له احمد باستغراب وهو يغمز له
- قائلا بتعجب. اول مرة اشوفك مجنون كدة.
- معاها بعمل تصرفات ولا العيال الصغيرين.
- فريدة انسانة كويسة فعلا.
اردف بغيرة
- قائلا بتحذير. فرعون حاسب دي مراتى.
- طب يا سيدى الغيران.

وهو يفتح باب سيارته له
- قائلا. يلا اركب علشان اوصلك.
استغرب من حركة صديقه
- قائلا باستفهام. هي فريدة بتفتح ليها الباب كدة؟
فارس بعصبية
- قائلا بضيق. فريدة تانى.
- خلاص يا سيدى. انا هاخد تاكسي.
- ليه من قلة العربيات عندنا؟
- ما قصديش؟
- بقولك ايه يا فرعون لام اوصلك لام تاخد العربية وتروح بنفسك. عندك حل من الاتنين.
- خلاص هاخدها واروح.
- هو دى الكلام.
رمقه نظرة حب
- قائلا بامتنان. شكرا يا فارس.

- انت اهبل ياض احنا اخوات.
وهو يركب السيارة
- قائلا بود. هو دى العشم يا اخويا.
- خلى بالك من نفسك.
وهو يشغل مقود السيارة
- قائلا. اكيد.
ثم دلف من امامه
- قائلا. سلام يا كنج.
- سلام
ثم تابع بوعيد وهو يدخل الفيلا.
- قائلا. ماشي يا فريدة انا يترمي فيا المخدة وحياة امك لماوريكي.
دلف الى حمام السباحة لم يراها. اردف في داخله.
- اكيد دخلت نامت.

دلف خارج المسبح متجها الى غرفتها. لم يطرق الباب ودلف اليها على الفور، كانت في المرحاض تبدل ملابسها. خرجت راته امامها ونظراته مملوة بالوعيد والضيق. فجاة تحولت نظراته إلى ثلج بمجرد رؤيتها بالبجامة الصيفية، فكان ترتدي بدي بحمالات رفيع جدا باللون الابيض وشورت باللون الاسود فظهرت انوثتها وجمالها المعتاد. الذي تقريبا لاول مرة يراها بذلك الشكل، حاول السيطرة على شعوره.

- قائلا بثبات مصطنع. انا ترمي المخدة في وشي قدام صحبي.
اردفت والابتسامة تعلو ثغرها.
- قائلة. كان شكلك عرة وانت بتشتم قدامه. قالتها وانفجرت في الضحك عليه
اردف بتحذير
- قائلا بضيق. فريدة ما تغظنيش.
تجاهلت الرد عليه، ثم اتجهت الى فراشها.
- قائلة بتعب. فارس دماغي مصدعة. ومش فاضية لخناق النهاردة
وهي تسحب غطاء الفراش عليها لتنام.
- قائلة بارهاق. خلينا بكرة نتخانق انا مش في المود.

- ليه يا اختي؟ هي الخناقات لازم تكون على مود حضرتك.
- اوفاااااااااا ياااااااااا مصدعة اوى بجد.
- فارس بعند. بس انا عايز اتخانق النهاردة.
- انا بجد تعبانة وعايزة انام.
اقترب من السرير، وجلس عليه بجوارها
- قائلا باستفهام. تعبانة ايه؟
- خلينا بكرة نتخانق اليوم من اوله لاخره.
- طب ليه مش دلوقتى؟
- لانى مرهقة.
قلق عليها
- قائلا باستفهام. ديداه انتى تعبانة؟
- لا انا مرهقة ما تقلقش.
- واقلق ليه؟ يكشى تولع.

ضربته على يده
- قائلة بضيق. تصدق انك قليل الادب.
- يلا بقى قومى اتخانقى معايا.
- بقى انت بتنرفزنى علشان نتخانق
وهو يضحك
- قائلا بايجاب. اه.
تجاهلت تصرفاته الطفولية
- قائلة بهدوء. طفي النور يا فارس.
- برضو مافيش فايدة.
هزات راسها بنعاس. لم يجد مفر غير ان يوافق على كلامها. لانها اغمضت عينيها كان واضح عليها التعب والارهاق. قام من على الفراش
- قائلا. حاضر يا فريدة
- تصبح على خير.

- وانت من اهله. قالها وهو يدلف...
نهضت من فراشها تبحث عن شيئا ما
- قائلة بنداء. فارس.
- ايوا يا فريدة. في حاجة. قالها فارس بقلق.
اشارت بيدها على ذلك الدب كبير الحجم. الموضوع على الاريكة
- قائلة بطفولة. هات الباندا.
رفع حاجبيه باستغراب، وهو ينظر الى ذلك الدب الابيض كبير الحجم الذي احضره لها. بعد ان اتوا من شهر العسل من ايطاليا ؛ فاحضر هذا الدب ليصالحها. بعد ان امسكت به في الجرم المشؤوم.

- قائلا بابتسامة. باندا
ذهب اتجاه الاريكة واختطف الباندا بحيرة، واعطاها لها. اخذتها في حضنها وعادت للنومها الهادئ.
أطفأ النور واغلق الباب ورائه بهدوء وكان يضرب كف على كف.
- قائلا باستغراب. طفلة انا قولت انها طفلة.

دلف إلى غرفته يضحك على تصرفاتها وطفولتها. جلس على فراشه. يفك ازرار قميصه واحدا يلو الاخر. ويبتسم من حين لاخر كلما تذكر طولة لسانها وتحديها له. فهى عنيدة قوية عصبية، هي نساء العالم في امراة واحدة. بعد ان خلع قميصه. ارتم على فراشه والا بتسامة لا تفارق وجهه. واخرج تنهيدة عشق من صدره.

فريدة السيوفى تحير وتغير. تجعلك تعود العمر الذي مضي وتعيشه مرة اخرى. تجعلك تذهب الى دنيا ثانية. تلفها وترجع اليها في ثوانى. اصبحت بالنسبة له جنة انفتح بابها له. نعمة ارسلها القدر اليه ليصالحه ويعوضه عن كل ما رائه في رحيل حبيبته...
التفكير انهكه واستسلم اخيرا لسلطان النوم...
احتضنت الباندة وغطت في نوم عميق. فاصبحت تعشقها منذ ان اهداها لها.
( في اليوم التالي ).

سقطت اشعة الشمس في الغرفة اعلنت عن يوم جديد.
فتحت عينيها العسلتين، وقامت من فراشها بهدوء. عدلته ورتبته بطريقة انيقة مثلها، دلفت للمرحاض وتوضأت وأدت فريضتها. وأبدلت ملابسها، ودلفت خارج الغرفة. تهبط درجات السلم بوقار. نادت على الخادمة بصوت عالى نسبيا
- قائلة. صابرين.
اتت من المطبخ في عجالة من أمرها
- قائلة بادب. نعم يا هانم.
- جهزتى الفطار؟
- ايوا حضرتك جاهز. ومحطوط على السفرة.

- طب كويس. هو الباشا مهندس صحى ولا لسي؟
- لا حضرتك لسي.
- خلاص روحى انتى شوفى بتعملى ايه.
هزات راسها ايجابا ودلفت الى المطبخ. لتستكمل ما كانت تقوم به. قبل ان تنادى عليها.

اخرجت تنهيدة حارة من صدرها. سائلة نفسها. ماذا سيحدث اذا استيقظ مبكرا؟ هل ستهدم الارض؟ او يصيبها زلزال ينهى العالم نهائيا. وهو منهم بمشيئة الله. لكن كيف يستيقظ مبكرا ويترك سلطان النوم. تاففت في ضيق فهي اصبحت تتعامل معه كأنه طفل صغير لا يريد الذهاب إلى المدرسة.
صعدت درجات السلم متجهة اليه...
دخلت غرفته بدون طرق. راته كالعادة عارى الصدر و يغط في نوم عميق ومحتضن الوسادة. اردفت بصوت جهورى.

- قائلة. فارس قوم ورانا شغل.
بعد عدة مرات من مناداتها له بدا يستجيب. قامت بفتح الستائر دخلت اشعة الشمس الغرفة بدون استاذن. فتح عينيه على صوتها وكان يفركها بنعاس ؛ حتى فاق. اعتدل في جلسته على سريره وبدا يبعث في شعره.
اردف بصوتا ناعسا.
- قائلا باستفسار. هو لازم كل يوم شغل؟
التفت له وعقدت ذراعها امام صدرها
- قائلة بنفاذ صبر. اوى كل يوم شغل.
ثم تابعت وهي تدلف للخارج.

- قائلة بامر. يلا بسرعة غير هدومك علشان مانتاخريش.
رمقها نظرة ضيق
- قائلا بتساؤل. هو انتى هتروحي الشغل كدة؟
- بعدم فهم. ايوا. هو في حاجة؟
وهو يقوم من على السرير، ويقف قبالتها ويضع يده في خصره العارى بضيق
- قائلا باستغراب. ايوا اللى هو ازاى يعنى؟
اردفت باستغراب
- قائلة بضيق. فارس هو في ايه؟
اردف بضيق وهو يتفحصها من قدمها حتى اخمص راسها.
- قائلا بعصبية. في ان لبسك ما يلقش بسيدة اعمال محترمة.
-...

نظرت الى نفسها ؛ لتكتشف ما المعيب في ملابسها هل هو على صواب ام خطا
كانت مرتدية توب بحمالات رفيعة باللون الاسود، ومفتوح من عند الصدر فتحة مثيرة وتوضع على اكتافها جاكت جينز وبنطال كلاسيكى باللون الاسود رفعت وجهها لتوضح له موقفها. راته يعض على شفتيه بوقاحة ويرمقها نظرات شهوانية تخترق جسدها العذرى. هذا زاد من ضيقها
- قائلة بعصبية. هو انت بتبص على ايه؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة