قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل السابع والعشرون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل السابع والعشرون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل السابع والعشرون

ومازالت نظراته كما هى، بل ازدادت اكثر
- قائلا بوقاحة. ببص عليكى.
- فريدة بعصبية. انت قلييييييييييييييييييييل الادب.
تجاهل عصبيتها
- قائلا. ما انتى لو روحتي الشركة كله هيبص، هو حرام ليا وحلال ليهم.
هبت فيه باستغراب
- قائلة بصراخ. انت ازاى تقولى كدة؟
ابتسم بسماجة
- قائلا. اومال عايزانى. اقولك ايه. لبسك حلو، وتخرجى تخلى امة محمد كلها تتفرج عليكى.
- قائلة ببرود. تعرف انك انسان مستفز، ثم تابعت.

- قائلة بتحدى. وبعدين انا حرة في لبسي.
تجاهل كلامها المستفز
- قائلا بامر. روحى غيرى الزفت ده بسرعة.
فتحت فاها من صدمة كلامه
- قائلة باستفهام. انت ازاى تقولى كدة. ثم تابعت بعصبية. طب بالعند فيك ماهغيرش حاجة. قالتها وهي تدلف من امامه.
لكن على من؟ امسك ذراعها بهدوء. عكس ما به من غليان كلما يتذكر اذا خرجت بتلك الملابس.

- قائلا وهو بجز على اسنانه. تعالي على نفسك وغيري الهدوم دى. قالها وهو يرمق ثيابها نظرة استحقار
- مهجيش على نفسي. علشان تبقى تعرف تنقى كلامك.
- انا اسف.
- اسفك مرفوض
- هي بقت كدة.
وهى تتخلص من يده بصعوبة.
- قائلة بتحدى. اعلى ما خيالك اركبه. قالتها ثم دلفت خارج الغرفة بثقة وسعادة انها سيطرت عليه ونفذت ما كانت تريده وابتسمت ابتسامة النصر.

خرج ورائها ركضا، وهي تهبط اول درجة في السلم، حملها من خصرها فجاة. وسط رعبها وصراخها واقدامها تتقافز في الهواء.
- قائلة بعصبية. فارسسسسسسسسس انت بتعمل ايه؟
وهو يمسكها من خصرها بقوة
- قائلا بتحدى. انا هعرفك يعنى ايه كلامى ما يتنفذش.
تحاول ان تتخلص من يده التي تحاوط خصرها بتملك
- قائلة بهدوء عكس ما بها من عصبية طب نزلنى وخلينا نتكلم.
-...

لم يرد عليها وتجاهل ركلت قدميها في الهواء بعصبية. وضربه على صدره. نادى على الخادمة بصراخ
- قائلا. دادة.
اتت اليه سريعا، وصعدت درجات السلم. راته حامل زوجته باحضانه وسط خجلها وضيقها البادى عليها
- قائلة بابتسامة طفيفة. عايز حاجة يا فارس؟
وهو ينظر الى غرفة عنيدته
- قائلا بطلب. افتحى باب الاوضة دى.
- فريدة بقلق. فارس هو انت هتعمل ايه. ثم تابعت بصراخ. نزلنى.
الخادمة هزات راسها ايجابا. وفتحت باب الغرفة.

دلف بها وهي تصرخ وتطلب منه ان ينزلها. رماها على السرير بقوة.
- قائلة بعصبية. انت اتجننت.
صرخ فيها
- قائلا بصرامة. انتى لسي ما شفتيش جننننننننننننان. قالها ودلف خارج الغرفة، واغلق الباب ورائه.
قامت على الفور لتفتح الباب. لكنه كان يمسك المقبض بقوة. ليمنع خروجها. ويعرفها عندما يقول كلمة تنفذ دون جدال او مناقشة.
وهى تحاول فتح الباب.
- قائلة بصراخ. فارس افتح الباب.

تجاهل صراخها وعصبيتها المفرطة. و نظر الى وجه الخادمة المتسائل
- قائلا بامر. دادة انزلى هاتى مفتاح الاوضة دى.
هزات راسها ايجابا، وذهبت من امامه سريعا. لاحضار مفتاح الغرفة. وفريدة مستمرة في صراخها وضربها في الباب. اتت اليه فتحية ومعها المفتاح. اخذه منها واغلق باب الغرفة عليها
وهى تضرب الباب بيدها.
- قائلة بصوت عالى. فارس افتح الباب. بطل جنان.
نظر الى فتحية.

- قائلا بتحذير. دادة الباب ده ما ينفتحش. الا لم تغير هدومها الزفت دى. قالها وهو يعطيها المفتاح
- طب يا حبيبي دى ممكن يجرى ليها حاجة. قالتها فتحية بخوف عليها
- ما تخفيش عليها دى قردة.
سمعته وهو يذمها
- قائلة بوعيد. ماشي يا فارس لم اطلعلك.
اردف لاغظتها
- قائلا ببرود. لم تطلعى بقي يا ديداه. ثم توجه الى غرفته لتبديل ملابسه. متجاهل تماما صراخها
- افتح يا فاررررررررررررررررررررررس.
-...
بعد ساعة.

وصل الى مقر شركة ( - اف - ار - اف )
يقف عند النافذة يضع يده في جيب بنطاله، يتافف في ضيق وغضب من تصرفاتها الجنونية وافعالها الطفولية. ويسال نفسه مليون سؤال. ما الذي اصابها؟ فهى من قبل لم ترتدى الملابس العارية، او المثيرة.

سائلا نفسه بعصبية. هل اصابها الجنون؟ واردت ان تستفزه وتخرج اسوا ما فيه. اذا كان هذا غرضها فقد نجحت بالفعل. في اثارة ضيقه، ام قررت اليوم ان تجعله يفقد عقله، ويقتلها ويحتل اسمه الصحف الاولى بالبنط العريض ويكون مكتوب كالتالى.
الرجل الذي فقد عقله وقتل زوجته بسبب غيرته.

طرق الباب بخفة. فاخرجه من حالة الاسئلة التي كان يعيشها توا. اخرج تنهيدة ضيق من صدره. لانه يعلم من الطارق. فهى تلك السوسن. التي كلما يراها يلعن نفسه الاف المرات انه تحدث معها برقة في اول لقاء جمعهما. فهذا فتح نيران التمنى والاحلام بالنسبة اليها. فهذا النوع من النساء يجب ان تركب لهم الوجه الخشب. حتى لا ينساقوا الى اهوائهم. يتوعد في نفسه اذا رائها بتلك الملابس السابقة. سيفصلها وهذا قرار نهائي. يكفى عليه فريدة. جلس على مقعد مكتبه بهدوء. واذن لها بالدخول.

- قائلا بادب. ادخل.

دلفت اليه بهدوء بخلاف عهدها السابق، عندما رائها تفاجئ كثيرا من تغييرها الجذري في ملابسها، فهو امرها ان ترتدي ملابس محتشمة، لكن هي ارتدت ملابس اكثر من الاحتشام الا وهو الزى الاسلامي، و فوق راسها حجابا بسيطا، يزين وجهها الرقيق، وقليل من مساحيق التجميل. لتوضح معالم الجمال الربانى التي وهبها الله بها، اول مرة يسعد من نفسه كثيرا. انه استطاع ان يغير احدا، كما استطاعت زوجته ان تغيره الى القليل نوعا ما، نظر اليها بعدم تصديق.

- قائلا بسعادة. انتى اتغيرتى اوى يا سوسن.
اردفت بخجل
- قائلة بادب. شكرا يا باشا مهندس.
رمقها نظرة اعجاب
- قائلا باستغراب. بس ايه التغير الجذرى دى كله؟
- حبيت اكون محجبة زى ما مكتوب في البطاقة انى مسلمة.
- شىء جميل اتمنى تستمرى على.
- ان شاء الله هفضل مستمرة.
- طب يا ستى ربنا يهديكى ويهدينى.
- يارب يا باشا مهندس.
- ها عندنا ايه النهاردة؟

فتحت الكتيب الذي كان بيدها. وبدات تملى عليه جدول اعماله بهدوء ووقار. بعد ان انتهت. اغلقت الكتيب ونظرت اليه. رات نظرة احترام وتقدير في عينيه اتجاهها
- قائلة باستفهام. في ايه يا باشا مهندس؟
- في انى فخور بيكى اوى يا سوسن.

رقص قلبها من السعادة. فهى كانت غبية في الماضي لا تحب نفسها ابدا. بل كانت تحقرها. عندما تدعى النظرات الشهوانية الحقيرة تخترق جسدها بدون رحمة. في اعتقادها انهم معجبون بها، وليست سلعة رخيصة ينظرون اليها.
- شكرا يا باشا مهندس. اتمنى دايما اكون عند حسن ظن حضرتك
- العفو يا سوسن.
هزات راسها باحترام
- قائلة باستفهام. تؤمرنى بحاجة تانى؟
- لا يا سوسن.

- طب عن اذن حضرتك. قالتها وهي تدلف من امامه. اغلقت باب المكتب بهدوء. ووضعت الكتيب على مكتبها وجلست على مقعده. وابتسامة الفخر والشرف تملا وجهها فخورة بنفسها. انها اخيرا وصلت الى الطريق السليم. نعم انه بعد تعثرات واحتقارات ولكنها وصلت. فالعبرة بالنهاية وليست البدايو. بعد ان اكتشفت الانوثة ليست اثوابا قصيرة. ولا اجسادا عارية. الانوثة ارواحا كسبت بالاخلاق. فالمراة الجميلة تجذب الرجل لساعات. اما المراة العفيفة تاسره مدى الحياة.

( منزل احمد )
وهى تضع الطعام على طاولة الطعام. تنادى عليه
- قائلة بصوت عالى. يلا يا احمد الفطار جهز.
وهو يلم سجادة الصلاة. اجابها
- قائلا بادب. حاضر يا ماما.
ثم دلف خارج الغرفة، وجد ان امه جهزت سفرة الفطار كاملة كالمعتاد منها، والابتسامة البشوشة تملا وجهها، وهي تجذب كرسي الطاولة ؛ لتجلس عليه
- قائلة بحب. صباح الخير يا احمد.
وهو يجلس على السفرة مقابلتها
- قائلا بود. صباح الخير يا ماما.
وهى تتناول الطعام.

- قائلة بفضول. ها احكلى ليا حصل ايه امبارح؟
- احكيلك ايه؟
- ايه اللي حصل بينك وبين فارس؟
- اها، وانا اقول ليه ما سالتنيش امبارح.
- حبيت اسيبك ترتاح، و بكرة تتكلم على راحتك.
- عامة اطمنى.
اردفت بحماس
- قائلة باستفسار. يعنى شوفتوا حل لموضوع ندى؟
- مش بالظبط كدة.
- اومال ايه. ممكن توضح اكتر؟
- موضوع ندى مراته هي اللى هتحله.
- مراته. وايه اللي هيعرف ياسمين بمواضيع زى دى.
- ياسمين مين يا ماما؟

- اى يا احمد هو مش متجوز ياسمين اللى حبها في الكلية.
- لا طبعا ما اتجوزهاش.
- اومال اتجوز مين؟
- واحده اسمها فريدة السيوفى.
رددت الاسم
- قائلة بتذكر. فريدة السيوفى حاسة ان الاسم ده مش غريب على.
- لازم مايكونش غريب ؛ لانها من اقوى سيدات الأعمال في الشرق الاوسط.
- يااااااااااااااااااااااااااااااا لدرجة دى شاطرة!
- واكتر مما تتخيلي.
- طب ايه اللي حصل ما بينه وبين ياسمين دى كان بيحبها اوى.

- ما اعرفش. قالها أحمد باختصار
- الموضوع غريب. بس احنا مالنا.
- انا بقول كدة برضو خلينا في حالنا احسن.
- ربنا يسعدهم ويسعدك.
- اللهم آمين.
وهى تضرب الباب بقوة
- قائلة بنداء. افتحى ليا الباب يا داد ة.
فتحية وهي تقف بالخارج امام باب غرفتها
- قائلة بهدوء. يا حبيبتى جوزك قال لم تغيرى هدومك افتحلك.
- طب حضرتك هتعرفى ازاى انى غيرت هدومى.
تفكر في كلامها
- قائلة. تصدقي كلامك صح.

- قائلة بهدوء خطير. داده افتحى ليا، لام ارتكب جنااااااااااااااااااااااااااااااااايه.
لم تجد امامها سوى طريق واحد. ان تفتح لها ؛ حتى لا يصبيها مكروه. اخرجت المفتاح من جيب عبائتها بخوف
- قائلة. هفتحلك بس تكوني غيرتى هدومك.
- اطمنى يا داده غيرتها.
وهى تضع المفتاح في مقبض الباب، ودراته
- قائلة بقلة حيلة. حاضر يا بنتى. قالتها و فتح الباب.
خرجت بغضب من الغرفة بعد ان بدلت ملابسها.

- قائلة بتحدى. ان ماعرفتوش ما بقاش فريدة السيوفى.
- وليه العند جوزك وغيران عليكى؟
- جوز جزم ينضربوا على دماغه.
ضحكت فتحية على عندها وخاصة الفاظها التي اصبحت تشبهه الى حدا كبير
كانت تنظف غرفة المسبح. رات قلادة واقعة بين الاريكة والطاولة
ضحكت فتحية على كلامها
- قائلة بحب. والله انتى زى العسل.
- ايوا انا عسل وهو زفت.
- زفت ليه بقي؟
- مين يشهد للعروسة.
- قصدك العريس.
وهى تهبط درجات السلم.

- قائلة بتهديد مصطنع. انا هخلى يومه اسود.
وفتحية ورائها
- قائلة بدعاء. يا منجى من المهلاك.
ابتسمت فريدة على طيبة قلبها، والتفت اليها ؛ لتواصل هزارها
- قائلة برجاء. انتى بقي افضل ادعيله يومه يعدى على خير
- يارب يجعل ايامك انتى وهو خير في خير.
- مدام فريدة انا لقيت السلسة دى. قالتها صابرين وهي تعطيها القلادة.

- سلسلة ايه. قالتها فريدة باستغراب وهي تاخذ منها القلادة التي كانت على شكل نصف قلب، تذكرت بان هذه القلادة التي يرتديها دائما فارس. في كل مرة كانت تريد ان تساله عنها. لكن كبريائها كان يمنعها. او خوفها من معرفة سر خطير ورائها. فتحتها بيد مرتعشة وجدت مكتوب عليها ياسمين اصابها نغزة حزن في قلبها، و عينيها تلتف يمينا ويسارا بضيق وعصبية. نظرت الى فتحية
- قائلة باستفهام. مين ياسمين دى؟

اصابتها الصدمة من سؤالها الغير متوقع. بماذا تجيبها. وهي اصبحت زوجته. واذا اخبرتها انها كانت حبيبته ستقام الدنيا ولن تقعد و ويقطع رزقها دون احترام لسنها.
نظرت الى وجه الخادمة المتسائل الممزوج بالفضول
- قائلة بوقار. روحى انتى صابرين على شغلك.
- حاضر يا مدام. قالتها بادب ودلفت من امامها.
نظرت الى فتحية، وسالتها مرة اخرى
- قائلة بصرامة. مين ياسمين دى يا دادة؟
وعينيها تهرب من الاجابة على سؤالها.

- قائلة بقلة حيلة. والله يا بنتى ما عارفة اقولك ايه؟
- اتفضلى قولى اي حاجة وانا هتقبلها منك.
- اصل ياسمين دي كانت حبيبة فارس القديمة.
اتسعت عينيها بصدمة واهتز قلبها حزنا. بان الذي كانت تخشي منه. اصبح حقيقة بان لديه حبيبة. تمالكت نفسها سريعا. وامتصت غضبها بهدوء
- قائلة باستفهام. حبيبة فارس؟
- اه يا بنتى.
- وراحت فين. وماتجوزوش ليه؟
- يتجوزها ازاى دى بنت الخادمه بتاعتهم.
- وايه المانع في كدة؟

- المانع انها مش من مستواهم. ودى راى سوزان هانم ومحمد بيه.
زمت فمها لامام
- قائلة بغيرة. هو كان بيحبها؟
- دى كان بيموت في التراب اللى بتمشي على.
لم تستطع تمالك نفسها اكثر من ذلك وفرت من امامها سريعا. دون ان تتحدث معها. تقريبا هربت من سماع المزيد، حتى لا ينوجع قلبها اكثر من ذلك.
- يا بنتى ما هتفطريش.
- لا يا دادة. قالتها وهي تسير سريعا. تقريبا تركض من هول كلامها
- طب استنى يا بنتى عايزاكى في حاجة.

ارتدت نظاراتها حتى لا ترى حزنها البادى عليها، والتفت اليها
- قائلة بادب. ايوا يا داده
- لو سمحتى يا فريدة ما تحكيش حاجة لفارس. اصله...
- ماتخفيش يا دادة. قالتها وهربت من امامها. لم تتسائل اكثر عنها، يكفيها.
دى كان بيموت في التراب اللى كانت بتمشي على
( في السيارة ).

تمسك القلادة في يدها وكل دقيقة تفتحها. وتقرا الاسم المكتوب عليها ياسمين. وتلفها على اصبعها بعصبية. تكاد ان تقطعها او تهمشها وتنهى عليها. لكن اذا دمرتها. سيتناسها ولم يسال عنها. فهو منذ ان تعرفت عليه لم تفارقه تلك القلادة يوما. غير انها سقطت منه سهوا. ضحكت في داخلها بمرارة.

- قائلة بالم. اكيد لسي بيحبها. وبيشتاق ليها. اومال لابس سلسلتها ليه دى كان بيموت في التراب اللى بتمشي على. ومادام بيحبها اوى بيخونها ليه. وانا زى الهبلة نسيت ان هو كلمنى عليها. ياااااا يا فريدة للدرج...
رن هاتفها قطعها عن اسئلتها الغير مفهومة. اخرجت الهاتف من الحقيبة. اجابت بتردد
- قائلة بضيق. ايوا يا جيسي.
جيسي بقلق على صديقتها
- قائلة باستفهام. مالك يا فريدة؟
- ما فيش مضايقة شوية.

- واى اللى يضايقك اوعى يكون جوزك.
امتصت ضيقها
- قائلة بكذب. هو يقدر.
- طبعا معاى فريدة السيوفى بجلالة قدرها.
- دى كفاية. قالتها فريدة بغرور
- تبا لتواضعك.
- ماعرفاش اعمل ايه في نفسها. المهم انتى عاملة ايه؟
- الحمد لله كويسه.
-...
اقتربت الشمس من المغيب وصولا الى القمر الساطع.

كان اشتاق اليها كثيرا. وساله قلبه عليه. ولكن لا مجيب. فهى فضلت حيوان تافه عليه. مازال لا يصدق الى الان. بانها اصبحت ملكا الى شخص اخر غيره. عينيها نظراتها لمسلة يدها وجسدها اصبحوا رهن اشارته. قلبه يتمزق اربا كلما تخيلها ليلا في حضن زوجها. الذي يسمعها اجمل قصائد الغزل. ويطربها بسمفونية العشق الطويل. اراد ان يعاقبها برفضها له. فسرق منها اهم مشروع في الشركة. حتى تجري معه اتصال وتترجاه وتتوسله. بعودة المشروع اليها. ويخبرها بطلباته. لكن حدث العكس وتجاهلته تماما كالعادة ولم تعيره ادنى اهتمام كانه هرة لا تساوى شئ. فهي صلبة وقوية ومقاتلة ولا تحتاج الى احد في حياتها، الجميع يعتقد بانها تعيش حياة الملوك. بان لا شىء في الحياة يعكر صفو حياتها. وهي تعيش النقيض في بعض الحالات. فالمظاهر خداعة. والدليل على ذلك. هدوء المقابر ليس يعنى ان الجميع في الجنة...

اصطف بسيارته في جراج شركتها. لم يتوقع بانه اتي بنفسه الى عقر دارها متحملا جميع النتائج التي ستحدث له. دلف من السيارة.
راي امامه نور سيارة اخرى تضئ وتطفئ. فتح بابها...

( بعد ان انهت اتصالها مع صديقتها. لم تستطع ان تذهب الى الشركة. حتى لا يظهر ضيقها وغضبها ويحدث مشاحنة بينهما شديدة. فضلت ان تذهب الى كافيه وتتناول وجبة الافطار بهدوء. وتخرج تلك الطاقة السلبية منها وتفكر باريحية على كيفية التعامل معه. فجلوسها في المقهى استغرق ساعات كثيرة. وصولا الى المغيب ؛ حتى تهدا عصبيتها ).

رائها امامه تلك العنيدة العصبية. بحلة سوداء انيقة شعرها ذيل حصان وحيدة بدون زوجها المتخلف. سعد قلبه وسريعا
- قائلا باعجاب. وانا اقول الجراج منور ليه.
عندما راته. رفعت راسها بكبرياء، وسارت في اتجاهه بثقة
- قائلة بغرور. اكيد نورى.
- دى شئ اكيد طبعا
وهى تقف قبالته بقوة
- قائلة بسخرية. ااى رياح اتتك الينا اليوم؟
رمقها نظرة عشق
- قائلا بغزل صريح. رياح الحب والاشتياق.
رمقته نظرة تحذير.

- قائلة باستهزاء. هزار حضرتك بايخ اوى.
- افتكرت ان ممكن يعجبك.
- يعجب ناس تانيه. لكن فريدة السيوفى اعتقد صعب.
لقد تضايق من اجابتها المستفزة عليه والتي فيها القليل من الاستحقار. فاراد ان يغيظها
- قائلا باستفزاز. عملتى ايه في المشروع اللى اتسرق منك.
- قصدك المشروع اللى انتى سرقته.
ضحك معجبا بشخصيتها
- قائلا بتاكيد. ايو اللى انا سرقته.
- بحب اوى الناس اللى بتعترف باخطائها.
هزا راسه بعدم فهم.
- قائلا. مش معنى؟

- الصواب والخطا طباع بشرية. الفارق الوحيد هو التميز. لكن في حالتك انت. خليك مستمر.
- انتى شايفه كدة.
- وابوا كدة. وبخصوص المشروع الفشل مايعرفليش طريق. وانت عارف كدة كويس انت و امثالك. قالتها باستحقار شديد ضاغطة على حروف كلمة امثالك.

ترجل من المصعد. بعد ان انتهى دوام عمله بدون فريدته. متحمس ان يذهب الى البيت. ليراها ماذا فعلت من دونه. كانت هنا الصاعقة. عندما رائها في الجراج. تتكلم مع من، خالد المسلمانى، سار في اتجاهه ركضا
- قائلا بصراخ. ايه اللى جابك هنا يا روح امك.
التفت اليه خالد بعصبية
- قائلا بضيق. انت ازاى تكلمنى بالشكل ده.
اقترب منه
- قائلا بسخرية. لا هزوق ليك الكلام يا ابن الكلب.
اشار له باصبعه بتهديد.

- قائلا بتحذير. احترم نفسك.
لكمه بيده اليمينة في وجهه بقوة.
- قائلا بعصبية. سيبتلك الاحترام يا حلتها.
تنحى من مكانه قليلا. شاعرا بالم من حدة يده. ولكنه امتص وجعه. والتفت اليه في غضب.

- قائلا بقسم. وحياة امى لاوريك ازاى تعمل كددددددددددددددددددددددددة. قالها بعصبية ورفع يده ؛ ليرد له الضربة، لكن هيهات وهيهات. فقد امسكه فارس من يده، وضرب راسه برأسه بعنف. اختل توزانه قليلا. فعاد الكرة مرة اخرى، هنا اتى امن الشركة المكون من خمسة افراد ؛ لفض الشجار بينهما. حفاظا على وضع الشركة ومكانتها بين الشركات الاخرى...

ليست هي من اتت بالامن تلك المرة، بل ظلت محتفظة بصمتها وواقفة ثابتة في مكانها. ترى حقها ياخذ لها، بانه سرق مشروعها الذي سهرت فيه ايام وليالى، و اعطى موظفها المرتشي المال واخذه دون عناء. ومستمتعة بقوة فارس البدنية وهو يلقنه الصاع صاعيين. ياخذ بثارها من نظراته الشهوانية ووقاحة لسانه. خالد ليس بالشخص الضعيف. بل يتميز بقوة البنية، لكن الفارق بينه وبين فارس. ان فارس غضبه يعميه لا يرى امامه يدمر الاخضر واليابس.

الامن خلص خالد المسلمانى من يد فارس باعجوبة. واخرجوه خارج الجراج مشوهة الهيئة والمنظر. وضع يده في خصره يخرج شهيق وزفير بغضب. ويرمقها نظرات تهديد ووعيد بانه سيقتلها توا.
اقتربت منه بتردد، ووضعت يدها على كتقه
- قائلة باستفهام. فارس انت...
ازاح يدها من عليه بغضب. ورمقها نظرات عصبية مخيفة بان تبتعد عنه حتى لا يضربها ويهينها ويقلل من شانها. امام افراد الامن. التمست له العذر، ولم تتحدث.

اتى اليه الامن. بعد ان طردوا خالد وحذروه بان لا ياتى الا هنا مرة اخرى. حتى لا تكون نهايته. ففارس في غضبه لا يعرف اباه.
مسئول الامن
- قائلا باستفهام. اى اوامر يا باشا مهندس؟
تجاهل كلامهم و جه حديثه لجميع افراد الامن. متجاهلا تماما التي تقف بجواره
- قائلا بضيق. مين اللى قالكم؟
اردف المسئول عن امن الشركة
- قائلا بايجاب. مافيش احنا سمعنا صوت حضرتك. فجينا على طول.

زم فمه لامام بضيق. متيقنا انها هي من ارسلت اليهم
- قائلا بصرخ. غوروا من وشي.
انصدموا من وقاحة رده عليهم. فهو معروف عنه التواضع والادب والاخلاق. لكنهم التمسوا له العذر في حبهم له. وانصرفوا سريعا من امامه دون جدال او مناقشة.
نظرت اليه باستغراب
- قائلة بضيق. فارس انت فاكر انى انا اللى جبتهم؟
لم ينظر اليها ولم يعيرها ادنى اهتمام. وهذا زاد من ضايقها
- قائلة فريدة بعصبية من تجاهله لها. ممكن تبصلي وانا بكلمك.

نظر لها بغضب، جزت على اسنانها من نظرة عينيه، التي يشير اليها باصابع الاتهام
- قائلة بضيق. بلاش النظرة دى.
رمقها نظرة ضيق
- قائلا بغيرة شديدة. خايفة على حبيب القلب لا موتهولك.
ضحكت بالم
- قائلة بعدم تصديق. انت بتقول ايه. اكيد بتهزر.
- احنا ماهنتكلمكش هنا. في بيت يلم فضايحنا.
رفعت حاجبيها باستغراب
- قائلة بعدم تصديق. فضايحنا. ثم تابعت باستفهام. هي وصلت لدرجة دى.
-...
لم يجيب عليها
ضربته في صدره بيدها.

- قائلة بعصبية. ما ترد ساكت ليه.
امسك ذراعها بعنف. وسار بها الى السيارة
- قائلا بوعيد. ردى هيكون في البيت.
وهى تحاول التخلص من قبضة يده
- قائلة بصراخ. سيب دراعى يا فاررررررررررررررررررررررررررررررررىررررررررس.

تجاهلها تماما، وفتح باب السيارة وادخلها غصبا عنها، واغلق الباب ورائها بعنف. كانت تفتح، رمقها نظرة بانها لا تحاول ان تفعل. فاغلقت الباب بياس مرة اخرى ؛ لتعرف ما السر المخيف وراء غضبه الشديد. ركب بجوارها. وقطع الطريق بسرعة عنيفة.

طوال الطريق. لم يتحاذبوا اطراف الحديث. يزفر في ضيق وغضب كلما تذكر نظراته الحقيرة الى زوجته. فهو رجل يعلم تلك النظرات. يحاول تمالك نفسه. حتى لا يؤذيها. لاحظت صدره الذي يخرج شهيق وزفير بعصبية مفرطة. ولم تعلق. حتى يصلوا الى بيتهم ويضعوا النقط على الحروف...
بعد دقائق وصلوا الى منزلهم
بهو الفيلا
وضع يده في خصره. وطرح سؤاله
- قائلا بغضب. ممكن توضحلى. ايه جاب الحيوان ده هناك.

- فريدة بصدق. ما عرفش انا شفته بالصدفة في الجراج.
اخرج تنهيدة حارة من صدره ؛ يدل على المجهود الذي يحاول ان يبذله ؛ ليهدا من غضبه
- قائلا باستفهام. ايه اللى يخليكي تقفى تتكلمى معاى؟
- فريدة بتوضيح. عادى كنت بساله. ايه اللى جابه؟
- وعرفتى ايه اللى جاب. قالها فارس بسخرية منها
- فارس انت بتتكلم كانى واحدة وقحة او اتخطيت حدودى.
وهو يرمقها نظرة ضيق.

- قائلا بصراخ. وقوفك معاى اهانة لياااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا.
ارتعبت من صراخه وفضلت ان تهرب من امامه
- قائلة بادب. فارس انا شايفة ان المناقشه ما هتنفعش بالشكل ده. عن اذنك.
امسكها من ذراعها وضغط عليه بقوة وقربها له
- قائلا بغضب. راحة فين؟
- طالعة اوضتى.
- انا لسى ما خلصتش كلامى.
تحاول ان تتخلص من يده
- قائلة بالم. اه فارس انت بتوجعنى.
رمقها نظرة عشق
- قائلا بهمس. وانا موجوع اكتر منك.

تذكرت قلادة ياسمين. هبت فيه
- قائلة بعصبية. وانت ايه اللى وجعك؟
- انتى اللى وجعانى من يوم ما دخلت حياتى
- خلاص مادام وجعاك اوعى كدة سيبنى.
- مش قادر.
- روح شوفلك واحدة تخرجك من اللى انت فيه
نظر لها باشتياق
- قائلا بوجع. قلبى ابن الكلب رافض يكون مع حد غيرك.
انصدمت من كلامه، وتسارعت دقات قلبها
- قائلة باستفهام. انت بتقول ايه؟
- قلبى مش معايا عقلي مش معايا، حتى روحى مش عايزة حد غيرك
- انت مجنون
- بيكى.

وهى تتخلص من يده
- قائلة بصراخ. سيبننننننننننننننننننننننننننننى.
- فريدة اهدى
- سيبنى. قالتها بعصبية، ثم تخلصت من يده، وركضت سريعا الى غرفتها.
- فريدة انا ماخلصتش كلااااااااااااااااااااااااااااااااااامى. قالها بصراخ وهو يركض ورائها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة