قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الثامن والعشرون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الثامن والعشرون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الثامن والعشرون

دلف اليها الغرفة بغضب، واغلق الباب ورائه ؛ حتى لا يسمعهم احد من الخدم. تفاجئت بوجوده داخل الغرفة. لم يهتز شعرة منها. اقتربت منه واصبحت مقابلة له، نظرت اليه بقوة
- قائلة بهدوء. فارس انا عايزة افهم. ايه سبب عصبيتك؟
بدون تفكير اجابها بصراخ
- قائلا بغيرة. انتى ملللللللللللللللللللللللللللللللللللللكى. بتاعتى. مش مسموح لحد يبصلك غيرررررررررررررررررى.

ارتعشت اوصالها من كلامه، وتسارعت دقات قلبها سريعا. ونظرت له باستغراب
- قائلة بضيق. انت بتقول ايه؟
امسك يدها بدون تفكير. نظرت الى يده بدهشة ممزوجة برجفة، ثم نظرت اليه بتساؤل وسط خوفها من مشاعره الغير مفهومة
نظر في عينيها
- قائلا بهيام. سالتينى قبل كدة. اذا كنت بغار عليكى ولا لا.
هزات راسها ايجابا بعدم فهم لتصرفاته
- فريدة انا ما بغارش.
حزنت من اجابته الغير متوقع، وتخلصت من يده بضيق.
فارس بهمس.

- قائلا بصدق. انا بتحرق من جوايا.
كانت نظراتها مرتبكة، وتعض على شفتيها بتوتر. امسكها من ذراعها قربها منه، وهجم على شفتيها ؛ ليقبلها...

وقبلها، تتلامس شفاه مع شفتيها في اعذب سمفونيات الحب، حاوط خصرها بتملك، وقربها اليه اكثر، كأن تلامس الشفاه ليس كافيا ؛ ليسد رغبته واشتياقه الى مجنونته. كثيرا تساءل مع نفسه. كيف يكون طعم شفتيها. هل بطعم الكرز او بطعم مغاير عن جميع النساء التي كانت قبلها. تخيل كثيرا لكن الخيال شىء والحقيقة شيئا اخر. يقبلها باشتياق شديد وبنهم. كأنه لاول مرة يقبل فيها امراة. هو لم يكذب فالذين كانوا قبلها في الحرام ام هى؟ فهى حلاله المحروم منه. يعبر لها عن مكنون ضيقه من تصرفاتها الطفولية وعندها وتحديها له. لم تستطع ان تعبر عن نفسها ؛ فهو متملكها ولا يعطى لها المجال. لكن جسدها المرتعب قام بالواجب. ففى كل شغف لديه يرتجف جسدها عدد دقات قلبها الذي يحاول ان تهدا ضرباته ؛ قلبه لا يختلف عنها. فهو يتراقص فرحا انه اخيرا اصبحت العنيدة بين يديه مستسلمة، تحاول ان تبادله الاشتياق ولكنها تفشل امام خبرته، الاستسلام لم ياخذ الا ثوانى. فعقلها المجنون افاقها من دوامة الشغف سريعا. في زمن غير الزمان ومكان غير المكان على فراش الموت تخبر ابنتها بوصيتها الاخيرة.

- قائلة بنصح. اسمعى يا فريدة.
وهى تمسك يد امها دليدا
- قائلة ببكاء. ايوا يا ماما.
- الرجالة مالهمش امان، لو عايزة تكسبي رحلة الحياة. ماتحبيش. ما تحببش ما تحبيش ماتحبيش.
الكلمة تتكرر بصعوبة داخل اذنيها وهي بين احضانه، يقبلها بهدوء ساحر، مراعا لعفتها، لم يضغط عليها ويخرج شغفه عليها.

ذلك الكلام كان يتسارع بداخلها، والذي اشعل النيران اكثر عندما تذكرت ده كان بيموت في التراب اللي بتمشي عليه تلك الكلمة كانت كفيلة...

ابعدتوا عنها بكل ما تمتلك من قوة، ونظرت له بكره وغيظ. فهو كان يريد ان يستكمل الباقي من مشاعره لها ويعلمها ما اهميتها في حياته، ولكنها انهت تلك اللحظة السعيدة. التي مرت عليه كالحظات من الدهر. لماذا تمنعه منها؟ وتخلصه من الماضى التعيس. اعطته ظهرها ؛ لتتمالك دقات قلبها المتضارب داخلها. لتفكر بهدوء. ماذا تقول له؟ وهو اجبرها على فعل شيء لم تكن تريد ان تفعله حتى لو كلفها حياتها. وهي استسلمت لعاصفة المشاعر التي كانت لديها. فهو احتضنها قوة وقبلها اجبارا و آسر قلبها قهرا. وضعت يدها على قلبها الذي يتسارع. كأنه في سباق يريد الفوز به. تكاد تقتلع شعرها من جذوره كيف استسلمت له. كيف بادلته القبلات بخجل. يقف خلفها ينتظر ردة فعلها على ما حدث. كطالب ينتظر النتيجة هل نجح ام الحظ لم يحالفه. اقترب منها بهدوء واصبح ملاصق لها. انفاسه تعلقت برائحة شعرها. اغمض عينيه. لينعم برائحتها العطرة التي تجذبه اليها. رفع يده ليلامس خص. شعرت به ورائها، التفتت اليه بعصبية ؛ لتصفع. رات نظرة هيام في عينيه.

- قائلا باشتياق. فريدة انا عايزك.
- عايزنى. قالتها فريدة بعدم فهم من مقصده. او تقريبا تجاهلت فهمها للكلمة وتريد منه تفسير عليها.
استجمع قوته
- قائلا بهدوء. عايز نكون مع بعض.
وهى تنظر الى سريرها، ثم وجهت انظارها اليه
- قائلة بقهر. عايزنا ننام مع بعض. صح.
انصدم من ردها الوقح.
- قائلا بعدم تصديق. انتى بتقولى ايه؟
اردفت بعصبية
- قائلة بصراخ موجع. بقول اللى انت عايزه. السرير اهو وانا اهو.
- انتى فهمتينى غلط.

- لا انا فهماك صح اوى. قالتها بالم، ثم توجهت الى دولابها بعدم استيعاب
وهو يلتفت لها. ليسمع اجابتها.
- قائلة باستغراب. فريدة انتى ليه بتعملى كدة؟
تجاهلت سؤاله، وفتحت دولابها. في اتجاه ملابسها المثيرة. واخرجت منه قميص نوم مثير، و رفعته امام نظره
- قائلة باستفهام. انتى عايزنى البس ده؟
صعق من تصرفاتها الغير مفهومة
- قائلا بعصبية. فريدة انتى بتعملى ايه؟
- قائلة بقهر. بحقق رغباتك. مش انت عايزنى.

اخرجت من دولابها قميصا، ورفعته امام وجهه
- قائلة وجع. بتحب اى لون؟ اسود.
اغمض عينيه بوجع ولم يرد عليها.
- مش حلو الاسود. قالتها والقته على السرير.
ثم اخرجت واحدا اخر.
- قائلة باستفهام. احمر يمشي معاك.
صرخ فيها
- قائلا بنفاذ صبر. فرررررررررررررررررررررررريدة.
القته ايضا على الفراش واخرجت واحد تلو الاخر
- قائلة بعصبية. اخضر اصفر، قولى بتحب ايه.
- فريدة لو سمحتى. قالها فارس برجاء.

- عايزانى البسلك اى لون. علشان ارضيك.
امسك ذراعها بهدوء
- قائلا برجاء. فريدة اهدى.
تخلصت من يده
- قائلة بقهر. خلاص فهمتك هكون عريانة. كدة اريح.
انصدم من كلامها الوقح الممزوج بقهرها وقسوتها على نفسها
- قائلا بعدم تصديق. انتى بتقولى ايه؟
نظرت بدموع له
- قائلة بغيرة. ولا اقولك هي كانت بتحب لون ايه؟
- هي مين؟
- ياسمين.

- ياسمين. قالها بصدمة ممزوجة بعدم فهم. استغرب كثيرا معرفتها باسم حبيبته، هو قص لها حكايته معها لكن ليس بالتفصيل ودون ذكر اسمها. فما الذي اخبرها.
تجاهلت صدمته
- قائلة بوقاحة. قولى كانت بتحب لون ايه؟
اردف باستغراب شديد من تصرفاتها
- قائلا باستفهام. فريدة في ايه؟
- طب هي بيضة ولا سودة. ولا شبهك مثيرة ومجنونة وجذابة.
- ممكن تهدى.
- يلا قول عايزانى اكون ازاى.
- عايزك تكونى فريدة.
- فريدة. هو صعب اكون ياسمين.

- هي غيرك جدا.
- اه يعنى مستحيل اكون هى.
- عايزة تكونى زيها ليها.
مسحت دموعها
- قائلة بالم. هي شكلها ايه. مش معاك صورة ليها. حتى السلسلة مافهاش صورة.
ضم حاجبيه باستغراب
- قائلا بدهشة. السلسلة. قالها وهو يمسك رقبته تلقائيا.
ضحكت بالم على امساكه لرقبته فور مجرد ذكر القلادة، والدموع عادت الى مجراها الطبيعى. وتضحك وتضحك وتضحك وتضحك وتتعالى ضحكاتها. وسط خوفه وقلقه عليها.

اختطفت الحقيبة الموضوعة على الفراش بعصبية، واخرجت منها القلادة وسط ذهوله وصدمته والقتها في وجهه بقسوة
- قائلة بحزن. تانى مرة ماضيعهاش. دى بتاعت ياسمين.
اخذها من على الارض باستغراب
- قائلا باستفهام. هي جتلك ازاى؟
تجاهلت سؤاله
- قائلة بعصبية. اخرج براااااااااااااااااااااااااااااا اوضتى.
اعتدل لها
- قائلا بلطف. لازم نتكلم.
- مافيش كلام ما بينا.
- بعد اللى حصل النهاردة لازم نتكلم.

- وانا ماعايزاش اتكلم معاك. كلها شهور ونتطلق وتروح لياسمين.
تضايق من تكرارها اسم حبيبته
- قائلا باستفهام. انتى ليه كل شوية بتدخليها ما بينا؟
- لان دى الحقيقة. هي فعلا ما بينا.
اقترب منها ليمسح دموعها التي ملات وجهها. ابتعدت عن مسار يده، انزل يده بياس
- قائلا بحزن. انتى ليه بتبعدينى؟
تجاهلت سؤاله
- قائلة بعجز. بتحبها.
فهم سؤالها. ناظرا اليها باشتياق.

- قائلا بحب. الحب كلمة قليلة عليها. انا بعشقها. لم يقصد ياسمين فمقصده كان مسلط على عنيدته.
زادت الدموع اكثر
- قائلة بحسرة. من دقايق كنت مصدقة غيرتك على. بس ياسمين بتغار عليها من الهوا الطاير.
- انتى فاهمة غلط.
نظرت له بعضب شديد
- قائلة بدموع. انا بكرهك.
انصدم فارس من ردها
- قائلا باستغراب. انتى بتقولى ايه؟
- بقولك بكرهك.
- فارس باستفهام. انتى متاكدة؟
- قصدك ايه؟

- الحسرة اللى في كلامك والدموع اللى ملياه وشك بتقول غير كدة.
مسحت دموعها بطفولية
- قائلة بحزم. اخرج برا اوضتى.
اردف بحزم
- قائلا برفض. ما هخرجش في كلام كتير ما بينا.
هبت فيه
- قائلة بعصبية. انت بتفهم ازاى انا مش طايقة اتكلم معاك.
امسك يدها. ليخرجوا خارج الغرفة ويتحدثوا باريحية في الحديقة، وتستنشق هواء الحديقة الطلق ؛ ليفك ضيقها وغضبها.
- قائلا برجاء. تعالى على نفسك كام دقيقة.
تخلصت من يده.

- قائلة بصراخ. انا بكرهك بكرهك بكرهك.
ثم تابعت ببكاء وهي تضربه بعنف على صدره
- قائلة بدموع. اخرج برا اوضتى.
متجاهلا ضربها له
- قائلا بهدوء. ما هقدرش اسيبك وانتى في الحالة دى.
وهى مازالت تضربه
- قائلة بصراخ. مالها حالتى ما هو كله بسببك.
- فريدة انا اسف اذا كنت وجعتك.
- هو انا كنت بحبك علشان توجعنى.
امسك يدها ونظر في عينيها الباكية التي تصعب على الكافر - قائلا. فريدة لو اعترفتى هترتاحى.
هزات راسها بعدم فهم.

- قائلة باستفهام. اعترف بايه؟
- انك بتح...
قطعته
- قائلة باستهزاء. بحبك انت.
فارس بضيق.
- قائلا باستفهام. وايه المانع؟
تخلصت من يده وطرحتها سؤالها عليه بعجرفة
- قائلة باستحقار. هحب فيك ايه؟
- في حاجات كتير اتحب عليها.
- فارس الكيلانى اذا كنت كلمتك كويس. فده علشان باباى. ثم شغلى. علشان يمشي.
فارس بصدمة.
- قائلا بعدم تصديق. انتى بتقولى ايه؟
رمقته نظرة كره.

- قائلة باستحقار. انت نكرة بالنسبة ليا مستحيل حتى احطك في جملة مفيدة.
- فارس بحسرة. نكرة. اكيد بتهزرى.
- انا بقرف منك. بقرف حتى ابص في وشك.
- اكيد بتعقبينى على تصرفاتى معاكى.
- كرهى ليك يتعد حدود العالم كله.
- انا مش مصدق. اكيد في حاجة غلط.
- الغلط انك صدقت نفسك. هحب فيك ايه. انسان فاشل واخد على الحرام كأنه مية بتشربها.
لم يعد يطيق كلامها أكثر. نظر إليها بصلابة بعكس ما داخله من انكسار وألم.

- قائلا باختصار. انا اسف على اللى حصل ما هيتكررش تانى. وده وعد منى. قالها بجدية. ودلف من امامها سريعا ؛ حتى لا ترى دموعه العاجزة
هبط درجات السلم سريعا، فتح باب الفيلا، صعقه ورائه بقوة. هزا ارجاء البيت، وركب سيارته، وفر هاربا من كلامها القاسي، ووصفها الحقير له، وتقليلها من شانه، والذي زاد الطين بلة. تلك الجملة الموجعة.
انا بقرف منك بقرف ابص في وشك.

كلما تذكر كلماتها المميتة يقود اسرع، يقتلع الطريق ؛ ليوصل الى مكان لا يعلمه، كل الذي يعرفه ان يبعد عن تلك البغضية التي تمتلك لسان يكاد يقتل الاخضر واليابس، وصل الى المقطم، فحظه كان رائعا لم يجد احدا، دلف من السيارة بحزن عميق، يلتقط انفاسه من كلامها القاسي، لم يستطع تمالك نفسه اكثر. وضع يده على فمه يبكى في صمت من تجريحها فيه، يبكى ويبكى ويبكى والاوجاع تتزايد عليه. كأنها رهان وتريد الربح به. والكلمات صعب ان يتحملها بشر. فتقربها منه كان مجرد مصلحة لا أكثر، اه اه اه. ماذا فعلت حتى اصاب بذلك الالم، ينظر الى الناس من اعلى قمة المقطم، يحيد بعينيه يمين ويسار ؛ ليحدد وجهته، والدموع كما هي بالاضافة الى وجع قلبه، فهو لم يفعل شيئا خطا، الاخرى رحلت والثانية تعاقبه على الماضي، هو فقط كان يريدها ان تعرفه اكثر، ويلغوا صفقة الزواج التي بينهما، لكن بعد كلامها، اكدت له بانه مجرد شريك في العمل لا اكثر، يسير يمينا ويسارا، لتهدا قليلا حسرته على نفسه، وكلما يتذكر كلامها، يزداد الحزن بداخله اكثر، يمسك شعره بعصبية، يكاد يقتلعه، من كثرة ما بداخله من وجع، الدموع ليست شاهدة بل تعبير بسيط عن ما به. فالذي يعانى منه توا. يعجز قلمى البسيط في التعبير عنه.

- قائلا بالم. ليه يا فريدة كلامك القاسي ده. ليه هو انا وحش للدرجة دى. ليه دخلتى حياتى وخلتينى اتعلق بيكى اوى كدة. التانية سبتنى وانا قولت هتعوضينى عن كل اوجاعى...
اخرج القلادة من جيب بنطاله ونظر لها بحزن شديد
- قائلا ببكاء. انتى فين. تعالى بقى خلصينى من عذابى. تعالى داوى جروحى اللى بتنزف من غيابك تعالي اسمعينى. أنا ميت من غيرك يا اجمل انسانة في حياتى.

( منذ ان خرج، افترشت ارضا تبكى بصوت طفولى على حالها.

ضامت ركبتيها عند صدرها، وعينيها تتجول الغرفة ذهابا وايابا، نست عندما حكى لها عنها، وان سر تغيره لاجل حبيبته، فعندما تعود تراه شخصا اخر، لماذا فعلتى بنفسك ذلك، فهو منتظر حبيبته وانتى مجرد وسيلة لتغيره، هي منذ ان تعرفت عليه لم تفارقه تلك القلادة يوما ما. غير انها سقطت سهوا منه، لماذا يا فريدة القيتى بكلمات امك عرض الحائط، وعشت لحظات لم تكن لاجلك، لماذا، لماذا، دموعها سيول، تلوم نفسها بشدة، بانها هي من فتحت له المجال، وتركته يهينها بتلك الطريقة. الاهانة هو اخذ حق ليس من حقوقه. فالعلاقة التي تجمعهما هي صفقة زواج ليس اكثر من ذلك. اما بعد ذلك يخرج عن بنود اتفاقهم، لماذا يقبلها ويحرك مشاعر لم تكن موجودة من قبل، لماذا يقبلها وهو لديه حبيبة ويرتدى قلادتها ليعلن للجميع، بان حبيبته عائدة لا مفر. واى شعور داخله وهم، قبلته لها كانت مجرد لحظة استفزاز وفرض سيطرته عليها من عجرفتها وطولة لسانها وكلماتها الوقحة، ماذا فعلت لك لتعاقبنى بتلك الطريقة المهينة. فانا اصبحت لك الرفيقة والسند، هذه انا لم اتعد معه اكثر من ذلك سد خانة، لكن هي كل شىء، الحياة النبض النفس الروح. هي الاساس والباقى منها نسخ باهتة، لا اريد اكون نكرة لا محل لها في الاعراب، تنظر الى سقف الغرفة بياس، و دموعها شاهدة على الكثير والكثير. على ماذا تشهدى ايتها الدموع الحزينة على اهانة تمت توا. او على قلب كسر في اول نبضة من قلبها الطاهر. فحياتنا خليط من الوجع والالم والكثير من الاحاسيس المختلفة. كل ما علينا ان نتكيف ونتاقلم على كل ما يطرا في حياتنا، تنظر الى الغرفة بياس ممزوج بقهر. فالاشياء لم تعد بمكانها، المشاعر تغيرت والوقت تبدل...

جلس على كبوت السيارة. يقرر في داخله، بانه بعد كلامها الجارح له. ستكون المعاملة رسمية. ويتجاهل وجودها وكأنها غير موجودة في حياته. هي لقبته بانه نكرة مستحيل وضعها في جملة مفيدة. اما هي بالنسبة له لا محل لها من الاعراب، فكلامها كان كفيل ان يهز الجبل. ماذا فعل ؛ ليسمع منها كل ذلك التوبيخ. كل الحكاية انه يكره ان ينظر لها احد نظرة شهوانية. فهو يحترق من الداخل وتضيق انفاسه، فهى من جعلته يشعر تلك الاحاسيس. بعد دخولها في حياته وجبر خاطره في الكثير من الاحيان ومساندته والوقوف بجواره كاجدع رجل تقابله...

( روداتها افكارها الشريرة، وغيرتها العنيفة، بانه توا يفرغ طاقته الشهوانية مع امراة اخرى، قامت من على الارض سريعا. وامسكت هاتفها، ورنت عليه، افاق من دوامة حزنه على صوت هاتفه، اخرجه من جيبه، راى اسمها، اصابته الصدمة وزادت الاسئلة فوق راسه، ماذا تريد منه، هل تريد ان تواصل كلامها الجارح معه. يمكن الذي قالته لم يبرد نيران جبروتها، وتريد ان تحرقه بنار لسانها أكثر. واستهزائها التام منه، اغلق في وجهها، لم يريد ان يرد عليها، عادت الاتصال مرة أخرى، والإجابة هي نفسها الرفض، عادت الكرة مرة أخرى. مرة تلو مرة. والاتصالات تتزايد. وحلقة العند تكبر بينهما، فهى عنيدة وهو مصر على رأيه، لكن الإصرار لم يستمر كثيرا. فتلك فريدته.

رد بحيرة
- قائلا بضيق. نعم عايزة ايه؟
صرخت فيه
- قائلة بعصبية. انت فين؟
- قائلا ببرود. في الدنيا.
- في الدنيا ولا مع واحدة بتسد الخانة.
- قائلا بغضب. خانة ايه اللى بسدها.
- شهوتك.
- شهوة ايه. الله ما طولك يا روح.
- قائلة بصوت عالى. ما انت ما تقدرش تعيش من غير قلة ادب دى.
- هو انتى بتكلمينى علشان تكملى قلة ادبك. انتى عايزة ايه بالظبط؟
اردفت بامر
- قائلة بعصبية. تيجى على البيت قبل ما اجى اشنقك.

- فارس بعند. وانا مش جاى. ورينى هتعملى ايه؟
- ما تتحدنيش!
- انا بتحداكى ورينى هتعملى ايه؟
- انا هعمل ما يفوق خيالك.
- وانا متحمس.
- هتصل على بابك واقوله انك ضربتنى وبتخونى.
- ايه. انتى بتقولى ايه؟
- اللى سمعته.
- انتى اكيد مجنونة.
- انت لسي ما شوفتش جنان.
- فريدة بطلى هبل.
- وانت بابك بقي هيصدق ؛ لانه عارفك.
- الخيانة سهلة. لكن الضرب هتثبتى ازاى.
- هعور نفسي وهقوله انك ضربتنى.

- هقول انك ما بتدنيش حقوقى الشرعية. علشان كدة ضربتك.
اتسعت عينيها من صدمة كلامه واندهشت من وقاحة رده عليها وكلامه الواثق
- قائلة بغضب. انت وقح.
- ايه الجديد. في حاجة تانية عايزة تقوليها؟
فريدة بطلب
- قائلة برجاء. بقولك ارجع البيت.
- قائلا بعند. وانا بقولك ما هرجعش. ثم تابع لاغظتها. هقضى ليلة تنسينى هموم الدنيا.
بكت
- قائلة بعصبية. وانا هكسر البيت ماخلهوش ينفع في حتة لتصليح.

- اعملى اللى انتى عايزة تعملى. قالها بنفاذ صبر منها واغلق الهاتف في وجهها.
- دى قفل التليفون في وشي. قالتها بعصبية، والقت الهاتف على الفراش.
يستغربها كثيرا من ثوانى وجعته باقبح الالفاظ وبعد ذلك تتطالبه بان ياتى. هي لا تطيق ان يكون مع امراة اخرى، ترفضه وترفض ان يكون مع اخرى، فغيرتها صعبة لا محال فيها.
( بلاد الاغراب ).

كانت تنتظره بفارغ الصبر، فتحت باب الشقة، والسعادة تملا قلبها، راته جالس على الاريكة. كعادته كل اخر شهر، لياخذ منها مرتبها، يصرفها على ملاذته وشهواته...
اردف جالك بحب مصطنع.
- قائلا بكذب. لقد اشتقت اليكي كثير جسي.
- جيسي بحدة. لن انخدع لك اننى افهم جيدا غرضك.
قام من على الاريكة، ووقف قبالتها
- قائلا بوقاحة. وما هو غرضي؟
طوال فترة مكوثها معه، كانت تستسلم لرغباته، فكان يعلم جيدا نقطة ضعفها.
- اخذ اموالى.

- اخذ اموالك. فهذا من حقى.
- ليس لديك حق في اموالى.
- جلوسك معى في شقتى.
لم تنصدم من كلامه، فكل شىء في الحياة له مقابل وخاصة عندى الاجنبى. رفعت راسها له
- قائلة بثبات. انا ادفع اكثر من جلوسى في الشقة.
- ليست الشقة فقط، انما ترحيلك الى تلك البلاد الحقيرة.
ضحكت بسخرية ممزوجة بحسرة
- قائلة باحتقار. اذا كانت توجد حقارة فهى بلادكم.
- جاك بعدم تصديق. ماذا تقولين؟

- اقول ان مكتشف الحقارة انتم. يا بلاد العهر والقذراة اساسها.
امسكها من شعرها بعنف
- قائلا. هل تتحدثين عن نفسكى، ام ماذا؟ قالها باحتقار وهو يشد شعرها بقسوة.
حاولت التخلص من قبضة يده، لكن لا مفر. لا تلوم احد في انهيارها غير نفسها التي ضيعتها في ثوانى
جيسي بالم.
- قائلة برجاء. لو سمحت اترك شعرى.
- لم اتركه حتى تعترف بخطاك.
- و ما هو خطاى؟
- تتطاولك على بلادى.
نظرت له بقوة.

- قائلة بتحدى. انا لم اخطا بل هي الحقيقة
- هل مازالتى مصرة على رايكى؟
هزات راسها ايجابا، رماها ارضا بقسوة، وهجم عليها، ليمارس ابشع واقذر المعاصي معها، وسط صراخها. ورفضها لم يحدث. هي من استسلمت في الاول، سلبها اعز ما تملك، انسانيتها. عزتها. ةكرامتها. قلبها لقد فقدته في الغربة مثل روحها التي اصبحت جسد بلا روح.
هل الذي يحدث بينهما حب؟

لا انما قذارة لا اكثر. ابتعاد عن الله عز وجل والدخول في بحر معاصي لا فرار منه. اعترفت بخطائها وتريد ان تعيش ولو ليوم واحد انسانة كباقى البشر.
هل حرام الاعتراف بالخطا والعودة الى الملك؟
اخطات، نعم اخطات، لكن هل للتائب من سماح؟
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

- يقول: قال الله تبارك وتعالى: ( يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ) رواه الترمذي وصححه ابن القيم وحسنه الألباني.
ايها العبد الضعيف ابواب الله مفتوحة امامك. كل ما عليك ان تطرق الباب وتدخل...

استسلمت له بضعف فلا يوجد منقذ لها في تلك البلاد العاهرة، فهى من فعلت ذلك بنفسها، فعليها تحمل اخطائها، لكن السؤال هنا، الى متى تستطيع ان تتحمل اكثر من ذلك. هل سنة سنتين ثلاث سنوات، أو أكثر الى متى تتحمل فكل انسان لديه طاقة، بعد ان انتهى من قذراته، قام من جوارها يلملم ملابسه، راى حقيبتها اخذها، وفتحها، واخذ الاموال التي تعبت فيها شهرا كاملا. بعد ان اخذ ما يريد منها، القي الحقيبة ارضا، كانت تقوم من جواره تبحث عن شيء يغطيها، فهي عارية بالكامل كما ولدتها امها، دموعها لقد جفت منذ رحليها من ارض الوطن، وملات ظما المحيطات، سحبت مفرش السفرة وهي ملقاءة على الارض لتغطي نفسها.

راته ياخذ اموالها.
- قائلة بالم. لو سمحت اترك المال لي. لقد تعبت فيه طوال الشهر.
امسكها من ذقنها وضغط عليه بقوة.
- قائلا بحدة. اول واخر مرة ايتها المصرية الحقيرة. قالها باحتقار وهو يتفحص جسدها المغطي بمفرش السفرة. ثم القاها ارضا بقسوة. وارتدي ملابسه، ودلف خارجا ؛ ليصرف المال على ملاذاته وشهواته...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة