قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل السابع والثلاثون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل السابع والثلاثون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل السابع والثلاثون

تجاهل هروبها. ونظر في عينيها
- قائلا بهمس العشاق. دايدة انا ما بحبكيش انا بعشقك. لم ترد عليه و دخلت في حضنه. استسلم لها واحتضنها بعشق، مصبرا نفسه بانها بين ذراعيه وهذا كاف.
انتهت الخطبة وكل شخص ذهب الى بيته
تدخل البيت تراه مظلم، التفتت له
- قائلة بخوف. فارس هو في ايه؟
- مافيش يا حبيبتى. ثوانى وهنور النور...

اتجه ناحية النور، واضاء المكان باكمله، اتسعت عينيها بسعادة، عندما رات صورها معلقة في كل مكان من ارجاء البيت
- فريدة بارتباك. فارس اى ده.
قال وهو يشير على صورها الرائعة والجذابة، التي التقطها خصيصا لها عندما كانوا في ايطاليا...
- ده.
هزات راسها ايجابا
قال بحب
- دى الحياة والعمر اللى جاى تانى، ثم اقترب منها، وجذبها الى حضنه بعشق، وسط سعادتها، ودموعها الشاهدة على شكره على وجوده في حياتها.

- عرفتى ليه كنت بصورك؟
هزات راسها ايجابا، ومازالت تتحضنه بعشق.
قال بشوق. وهو يدخلها الى حضنه اكثر.
- انتى الروح والنفس وكل حاجة. انتى الحياة.
خرجت من حضنه
- قائلة بدموع. عملت كل ده علشانى.
مسح دموعها
- قائلا بهمس. دى اقل حاجة بالنسبة لعمرى.
- انت بتحبنى للدرجة دى؟
- دى سؤال. يا مالكة كل حاجة فيا. انتى مراتى. عارفة يعنى ايه؟
- لا مش عارفة
رفع حاجبيه بمكر
- قائلا بخبث. مش عارفة.
هزات راسها ايجابا نعم.

قال فارس بمكر
- طب ماينفعش اعرفك هنا.
قالت فريدة ببراءة.
- اومال هتعرفنى فين.
. قال وهو يجذب يدها الموضوعة على خصره بهدوء.
- ثوانى وهتعرفى. وامسكها. وصعد بها درجات السلم. وهي ورائه لا تعى شيئا. فتح باب غرفته، ودلفوا الى الداخل سويا، واغلق الباب ورائهما
فريدة بقلق
- قائلة بتوتر. فارس انا...

اقترب منها، وقبلها بعشق جارف، دون ان يسمع كلامها، هذا هو حاله معها، الاشتياق واللهفة، بادلته القبلة بخجل شديد. وخبرة تساوى صفر، لكنها تحاول ان تتجاوب معه، امام اشتياقه ولهفته المجنونة، تحاول وتحاول، وهو يتقبل ذلك، تقريبا سبب حبه لها، انها لا تعى شىء، وابيض تماما في التعبير عن حبها، ابتعدت عنه، لتلقط انفاسها التي قبضت في قبلته الحميمية
- قائلة بهيام. هي دى اجابتك.
امسك وجهها، ونظر في عينيها بعشق.

- قائلا بجراءة. انا بعشق كل حاجة فيكى. شفايفك لم بلمسها بتخلينى اعيش الحياة من تانى. شعرك لم بمسكه واشم ريحته. بتنفس بيكى. جسمك لم بلمسه. بحس بالكمال لم بنبقي روح واحدة.
فقدت توزانها من كلامها
- قائلة بضياع. انت بتقول ايه؟
- بقول اللى حاسس بي معاكى.
- فارس كلامك صعب على اوى
- مش صعب دى حقيقة ولازم نعيشها...
وعاشواااااااااااااااااااااااا لحظات مجنونة.

اتمنى ان اعيش في ظلك، اتمنى ان اصير ملكك، سواء ان اعطيتنى الحزن او الفرح، سوف اتحمل يا حبيبتي كل شيئا منك، لا يوجد احد سواك في قلبى، ولا بين احضانى الا انتى، كل اماكنى توجد هنا فيكي وحدك يا قطعة من روحى، ادخلى الى داخلى وانهى تلك المسافات بيننا، اتمنى ان تشاريكنى حياتى بجميع تفاصيلها، انظرى الى قليلا. واسمعينى جيدا.
- انا عايز اكون اب.
ابتلعت ريقها بصعوبة
- قائلة بتردد. بتقول ايه؟

- عايز يكون عندى ولد منك.
- مش شايف انك متسرع.
- فين التسرع في ده؟
- فارس احنا لسي مقربين من بعض.
- دايدة انا عايز يكون لى ولد منك.
- الموضوع مش بسهولة دى.
- دايدة هو انا بالنسبالك ايه.
- انت عارف.
- عارف ايه؟
قالت وهي تلامس وجهه بحب
- مش لازم تعرف. كفاية استسلامى ليك وجودى دلوقتى بين احضانك.

كالغيوم انت اعطيتنى ظلا، كالمطر انت، بللتنى بالسعادة، كالعاصفة انت ايقظت كل مشاعرى، لقد كتبت قدرى بيدك، واعطيتنى صباحا جديدا، لذلك اريد ان اقضي كل حياتى معك، حبيبي حبيبي، روحى وجسدى وقلبى وكل ما املك بين يديك. نظرت له ولم تجد اجابة، ماذا تخبره، اكتفت بان قبلته، وجعلته ينجسم معها وينسي. ماذا كان يريد منها؟

بعد مرور شهر، ايام من العمر يعيشها العشاق، نعم حماته لا تطيق ان تراه، وتكرهه كره العمى، وتريد ان تنهى تلك الخطبة عاجلا ام اجلا، لكنه لم يهتم بنظراتها او عصبيتها، تقريبا هي لا تعنى له شيئا، فكل ما تفعله في اقرب سلة قمامة، يكفى وجود حبيبته معه، وسعادته التي توصف بانها اصبحت ملكا له، فكل ما تقوم به تلك الشمطاء، حركات بائسة، لفسخ الخطبة، فهو اذكى من ذلك بكثير، فلن يدع لها المجال تفعل ما يدور في راسها...

اما عشاقنا في الليل يتمتعون بالحب على احدث طرازه، يهمس في اذنيها باجمل واعذب كلمات الحب، الحب يزاد يوم بعد يوم بينهما، وحلقات الحميمية يمارسونها باشتياق وحب عنيف، يطالبها كل ليلة وهي بين احضانه بان تنجب منه، واجابتها الدائمة، بان هذا ليس الوقت المناسب، وهي مازالت مريضة وتحتاج الى علاج كثير، هو لم يطالبها باعترافها بحبه، مجرد انجابها، اكبر دليل بانها اصبحت تعشقه وتهيم فيه حبا، ووسط الحاحه وعصبيته المتكررة عليها، ذهبت الى طيبيبة نسائية، وطلبت منها ان تكتب لها مانع للحمل، لا تعرف لماذا تفعل ذلك، هل لانها لا تثق فيه ومازالت الى الان لا تصدق حبه، او تخشي ان تنجب منه، ويخونها مثلما فعل اباها مع امها، والكثير من قوم الرجال، فهذا طبع ونادر كثيرا ان ترى رجل مخلص اخلاص كامل لزوجته، لا تعرف ماذا تريد، كل الذي تعرفه، بانها لا تريد اطفال ولا تريد ان تتركه في نفس الوقت، لقد عيشته في وهم بانها موافقة على انجاب طفلا منه، لقد سعد كثيرا واحتضنها على الفور، مرددا كلمات الحب.

- قائلا بعشق. بحبك يا ديداة.

اخبرته الكذب حتى لا تعكر صف يومها، خاصة انه اصبح ادمان بالنسبة لها، مفارقته لها الموت بحد ذاته، هو سعيد ومحلق في سماء الحب الصافية، شاكرا الله على تلك الجوهرة التي اصبحت زوجته، حياته اصبح يملائها الوان السعادة، بعيدا عن السواد الداكن الذي كان يحيطه من قبل، يذهب معها الى الشركة يوميا، سعيد ومحلق في المساء، اصبح مهندس كبير في الانشاءات المعمارية، الشركات المنافسة الاخرى اصبحت تعمل له الف حساب قبل الدخول معه في مشروع، فارس الكيلانى خصم صعب ان يتحداه الانسان او يقف قبالته، اسمه اصبح اشهر من النار على العلم، وذلك بفضل الله ثم زوجته، بعد ان انتهى من عمله، قرر ان يذهب الى مكتبها ويبعث معها، مثلما يفعل كل يوم، في اوقات الفراغ من العمل...

يحتضنها بشوق جارف، كانها لم تكن بين احضانه طوال الليل.
تحاول تبعده عنها بضعف
- قائلة بخجل. فارس كفاية.
يقبلها بشغف على جميع تفاصيل وجهها
- قائلا بشهوة. كفاية ايه انتى واحشانى اوى.
- احنا في الشركة.
خرج من حضنها ونظر في عينيها
- قائلا بسخرية. شكرا على الاضافه.
- افرض دخل علينا حد وشافنا بالشكل ده
- هولع في. وبعدين مين اللى هيدخل. وهو في حد في الشركة يجرء يدخل عليكى من غير ما يستاذن
- افرض.

- قائلا بهمس. الفروض كلها طلعت من دماغى. ثم قبلها بحب وعشق شديد.
قالت باستسلام
- انت مجنون.
قال بحميمية وهو يقبلها
- بيكى يا اجمل حاجة في حيات...

رن الهاتف الملعون وقطعهما من اجمل لحظة يمكن ان يعشها العاشق في حضن حبيبته، اجمل لحظات حب، هي تلك اللحظات المسروقة، فهى بالاف كلمات الحب، ابتعد عنها اجبارا، بعد ان زاحته بيدها وسط تاففه وضيقه، لترد على هاتفها، اول ما رات اسم صديقتها، سعدت كثيرا، فاخر مرة كلمتها، كان من شهرين تقريبا، فهذه مسافة بعيدة، فتحت الهاتف
- قائلة بحزن مصطنع. انا زعلانة منك يا جيسى
- جيسي بحب. لا ما تزعليش يا قلبى جيسي.

- لو كنت قلبك. كنتى كلمتينى. مش تسبينى شهرين بحالهم
- خلاص يا ديداة ماعنتش هسيبك
- بجد. ولا بتقولى ليا اى كلام.
- لا والله بجد. انا خلاص هرجع مصر...
- مش مصداقى انتى اكيد بتهزرى
- مافيش هزار كلها اسبوع واكون في مصر
- فريدة بسعادة. اوم ماى جاد. دى اسعد خبر سمعته
- حبيبتى يا فريدة
- حبيبتى يا جيسي. قوليلى لم توصلى، علشان اجيالك
- دى اكيد يا ديداة. سلام بقى علشان احضر نفسي.

- تمام يا حبيبتى. في رعاية الله حتى القاكى.
اغلقت الهاتف معها.

لقد قررت ان تعود، الى وطنها واهلها وناسها، وتلقى نظرة على حبيبها الاول والاخير، لقد اشتاقت حق الموت الى فارسها، الى روحها ونفسها، وسبب وجودها في تلك الحياة القاسية، لقد اشتاقت الى عينيه التي كان تهيم فيها حبا، وصوته الرجولى الجذاب، وعصبيته عندما يغار عليها، لقد اشتاقت الى جميع تفاصيلها معه، فلا قبله ولا بعده. من يملك قلبها. اه الفراق اصعب من الموت بمراحل كثيرة، الوقت لا يمضى. مهما فعلت لا يمضى مع الاسف، فرحيله جميع تواقيت العالم توقفت، لا امى ولا ابى ولا ذكرياتى الجميلة تكفينى يا روحى، لا تكفى، لقد بقيت اسيرة عندك، سرقتنى من حياتى، وتجولت سابع عالم، فالقدر يقول انك ليس لى، اخفيت عيناى، واسكت دائما كلماتى، احرقت كل جمراتى، اه يا حبيبى، تلوم نفسها كثيرا، كيف استطاعت ان تبعد عنه تلك المسافة، لكن ما باليد حيلة، فهى اختارت ان تبعد، حتى يعيش مرتاحا، ولا يعكر صفه يوما، معتقدة انها مع مرور الوقت ستنسي، وسيداوى جرحها المال الذىحصلت عليه من امه، مقابل البعد عنه، لكن هيهات وهيهات، لقد عاشت سبعة سنين، ميتة بدون روحها، اصبحت عشيقة لرجل اجنبى، يمارس معها، اقبح واقذر الذنوب التي ترتكب في العالم، قررت ان تتخلص، من الديون التي تراقمت عليها، وتعود الى مكان، في يوما ما، كان صديقها ورفيق دربها، تحضر حقائبها خفية، دون ان تخبر ذلك الملعون، حتى لا يعطل ذلك، فهى قررت ولقد صدر القرار، ستعود الى ارضها...

- مين جيسي
- صحبتي!
رفع حاجبيه بدهشة
- قائلا باستغراب. صحبتك. هو انتى ليكى صحاب؟
- اه لى. وبعدين انت مستغرب ليه؟
- اصل عمرك ما كلمتينى عنها قبل كدة.
رفعت حاجبيها باستفهام
- قائلة بغيرة. وانت بقى عايزنى اقولك ايه عنها.
استغرب ردة فعلها
- قائلا بعدم فهم. هو في مشكله اعرف حاجة عنها.
- فريدة بهدوء. لا مافيش. بس
- بس انك غيرتى.
- غيرت انا. واغار ليه؟
- هو غلط انك تغارى على.
- مش غلط انى اغار.

مجرد كلمتها اقترب منها. وهي تتابع قائلة. بس لم يكون في موضوع...
واذ فجأة قبلها على غفلة. فقدت كل توازنها. واستغربت رومانسيته الفجائية.

ولكن فارس في حبه غير مفهوم. دائما مشتاق متلهف. حبك يكبر في داخلى كل ثانية، والمشاعر تتزايد في حبى لكى، لقد سمعت باسم الحب اول مرة معك، انتى اجلى وقدرى الجميل، حبك معجزة غير كل شىء بحياتى، معجزة كلمة مكون من خمسة حروف، لكن في حبك تعنى لى الكثير، انا انتمى اليك في كل ليلة بين احضانك، فاغنيتك لا تنتهى ابدا، فحبك اكتسح جميع جنود قلبى، ودخل الى قلعتى واحتلنى بكل غرور وكبرياء، اذا مت بين يديك فهى الحياة الكاملة بحد ذاتها، يكفى ان يكون وجهك اخر شى لمسته ورايته...

اشتاق اليك بشدة، وانتظرك في الطرقات، تعال الى سريعا، وانظر الى واعرف كيف صار حالى بدونك، لم ارى عيونك التي كانت تسحرنى من طفولتى وانا احبو في عشقك المجنون، وانتظرك كالمجنونة، ابحث كثيرا عليك ولا اجدك بين الطرقات التي حفظت ملامحنا، ولا الكلمات التي سجلناها على جدران كليتنا، سالت وعانيت اختنقت ونفذت، بدونك الحياة فارغة، فانت امى وغداى ودمى وروحى فداء لك ايها الحبيب الاولى، اعرف ان الخطا خطاى، فانا من اخترت ذلك الطريق، ولكن سامحني وتقبلنى، فحبك اخرسنى، قلبى النازف، ينسي اول حروف الكلمات، فتعالى وامسح اخطاء الماضى بيدك...

تسارعت الاحداث ومر اسبوعين. لا يوجد فيهم جديد. المعتاد كما كان يحدث من قبل. لا زيادة او نقصان.
( صباح يوم جديد على ابطالنا )
تربط له ربطة العنق. مثلما اعتادت يوميا
- قائلة برقة. انا النهاردة ما هروحش الشغل.
لمس وجنتيها بحب
- قائلا بقلق. ليه يا حبيبي تعبانة؟
- لا. بس هروح اجيب صحبتى من المطار.
- هي هتيجى النهاردة؟
هزات راسها ايجابا.
- انا ابتديت اضايق من صحبتك دى.
- ليه يا فارس؟

- واخدة كل اهتمامك وانا مش موجود.
- اهتمام ايه يا فارس
قال بعصبية ممزوجة بغيرة
- النهاردة ماتجيش وتروحى تجبيها. وبعد كدة تنشغلى بيها. وانا مش موجود
- فريدة باستغراب. انت بتغار من صحبتى؟
زم فمه لامام بتهرب
- قائلا بكذب. الموضوع مش كدة.
عضت على شفتيها بسعادة
- قائلة باستفهام. اومال ايه يا هندسة؟
لم يستطع ان يهرب كثيرا منها
- قائلا بايجاب. اه بغار ليكى فى
- دى انا لى وليا اوى.
احتضنها من خصرها وقربها من انفاسه.

- قائلا بوقاحة. ليكى في ايه بالظبط.
تبعث بوجهه
- قائلة بعشق. ليا في كل حاجة. قالتها وهي ترمقه نظرة عشق جارفة.
اقتربها منها ؛ ليقبلها. ابعدته عنها
- قائلة بحنية. الشغل
زم فمه لامام
- قائلا بحنق. ماله؟
- هتتاخر على
- يولع. قالها ببساطة. وهجم على شفتيها. وقبلها بعنف شديد، و غرز اصابعه في شعرها، تستمتع معه، وتعيش اجمل لحظات حياتها، بين احضانه وسيطرته العنيفة...

من حين لاخر يذهب اليها، ويلاقى مقابلة ناشفة من امها، الحقودة الغلاوية، ولكن ماذا يفعل، يكفيه وجود صغيرته بجواره، وانها اخيرا بعد معاناة اصبحت له، اما الباقى مجرد تفاهات لا تعنى له شئ، ايام الدراسة اقتربت، فطلب من امه ان تذهب اليها، وتعطيها بعض المال، لشراء ملابس الجامعة. طرقت الباب باحترام. فتحت حورية الباب. اول ما راتها بدات بتافف والضيق.
تجاهلت رجاء قلة ذوقها
- قائلة ببرود. ازيك يا حورية.

- الله يسلمك اتفضلى.
هزات راسها ايجابا، ودلفت بكبرياء. اول ما راتها ندى. ذهبت اليها واحتضنتها بسعادة. فهى حقا تعشق تلك المراة الطيبة الحنونة. التي تعاملها افضل معاملة. وكانها ابنتها. وليست خطيبة وحيدها.
- ندى بسعادة. عاملة ايه يا طنط؟
- كويسة يا قلبى واحشتينى.
- انتى اكتر يا طنط.
- اللى يشوفكوا بتقولوا كدة. يقول انتوا اغراب عن بعض مش جيران.

- هم كدة الاحباب يا حورية بيشتاقوا لبعض. حتى لو عيشين تحت سقف بيت واحد. ولا ايه يا ندوش.
اؤمات براسها ايجابا مبتسمة على رد حماتها وفهم مغزى كلامها. بانها تشتاق الى حبيبها ليل ونهار برغم ان الفارق بينهم سقف بيتهم.
كانت تنتظرها في ساحة المطار. مشتاقة كثيرا اليها، فهى صديقتها الوحيدة التي وقفت بجوارها مع طارق ابن عمها. الذي منذ وفاءة اهله يعيش في الولايات المتحدة الامريكية.
فجيسي غالية عليها كثيرا.

- فريدة السيوفى.

التفت راتها، وتذكرت اجمل الذكريات التي جمعتهما بحلوها ومرها، الحياة لا تخفينى، فانت بجانبى دائما، ان وقعت انتى من ينهضنى، وان بكيت انتى اول من يسمعنى، العناق والضم صفة من صفاتنا، لا نستيقظ من الاحلام التي نعيشها، ان مللنا نقوم بالهراء، لا نخجل ولا نخشي من احد طالما ايدينا بايدى بعض، احيانا مهذبين، احيانا مجانين، نحن الاكثر قباحة في العالم، والفخامة لا تخرج عن طور حياتنا، نحن اجمل من يضحك في العالم، الحياة معك مزحة كبيرة، في اصعب الايام نضحك ونمر، انتى كاتمة اسرارى، وصندوق احزانى، انتى افضل صديقة لى، نطير ونهرب، ونقلب الدنيا راسا على عقب، الحياة تعنى كلانا فقط، تمسكى بيدى، احبينى كثيرا، لا تعطينى لاحد، فانا صديقتك الوحيدة، اذا اجببتى احبينى عمرا كاملا، وليس ليوما واحد، وكونى معى في الايام السيئة قبل الجيدة، ضمينى الى صدرك كامى التي افتقدتها من سنين، انتى اتيت بالخير الى هذا القلب، فلا تذهبى ابدا وكونى دائما معى، سارت اليها بلهفة، واخذتها في حضنها.

- قائلة باشتياق. جيسي واحشتينى جدا.
بادلتها الحضن باشتياق شديد
- قائلة بحب. وانتى كمان يا ديداة. واحشتينى اوى.
بعد السلامات والقبلا، اشارت الى السائق ان ياخذ منها الحقائب.
يومه كان يسير بسلام جدا. لكن ينقصه عنيدته. وحبيبته وابنته. اجرى معها اتصال. لتعاند فيه ويتحدث عن مدى اشتياقه لها
- حياتك عاملة ايه جيسي؟
- زى ما هى. حياتك انتى عاملة ايه. احكيلى.
- اكيد طبعا اتغيرت بعد الجواز.

- انا عايزة اشوف مين نال شرف جوازك
- كلها ساعة وتشوفى
- مشتاقة اشوفه جدا. بتحبى يا ديداة.
اخرجت تنهيدة حب من صدرها، ثم نظرت اليها
- قائلة بعشق. بحبه دى كلمة قليلة اوى عن احساسي بي. هو بقى كل حاجة في حياتى.
- الحب اجمل احساس في الكون
- فريدة بتردد. انتى راجعة علشانه.
هزات راسها ايجابا، وتنهدت بحزن
- قائلة باشتياق العالم. راجعة اشوف عينه اللى سحرتنى. اللى دورت عليها في كل مكان. ومالقتش زيها.

- مادام بتحبى اوى كدة. كان ليه الفراق؟
- كان لازم امشي، علشان حياته.
- يعنى انتى ضحيتى بحبك. علشان راحته
- حاجة زى كدة.
نظرت لها بفخر
- قائلة باعجاب. انتى عظيمة يا جيسي
- فين العظمة في ده انا انسانة عادية. حبت واحد. والفراق كان من نصيبنا
- ان شاء الله تتقابلوا
- يارب.
رن الهاتف المزعج وقطعهما عن الكلام. امسكت الهاتف. رات اسمه. عضت على شفتيها بحب. فتحته
- قائلة بهدوء. اؤمرنى يا هندسة
- اليوم وحش من غيرك.

عضت على شفتيها بخجل
- قائلة بثقة. دى اكيد. وجودى لى تاثير في الشركة.
- مش الشركة بس. كل مكان بتكونى موجودة في لى تاثير
- واو ايه الكلام ده؟
- عارفة لو كنتى قدامى دلوقتى كنت اكلتك
- اكلتنى. مجنون.
- مجنون بكل حاجة فيكى.
هزات راسها بحب
- قائلة بخجل. نفس المشاعر المتبادلة
- طب ما تقوليها.
- فريدة باستنكار. قصدك ايه
- فارس بخبث. انتى فاهمة قصدى كويس مش على بابا
قالت فريدة بسخرية
- طب على مين.

- فارس باصرار. قوليها بقى يا ديداة
قالت باستغراب. وهي تتظر الى صديقتها. التي سعيدة كثيرا بحبها لزوجها.
- انت ليه زنان؟
-، صمت ولم يرد عليها.
تضايقت من نفسها فاخرجت تنهيدة حارة من صدرها
- قائلة بخجل. ويومى برضو ناقص من غيرك. مبسوط.
- مش اوى. عامة كلها كام ساعة و تكونى في حضنى. وساعتها هتعرفى قد ايه انتى واحشانى.
كسى الخجل وجهها. امام نظرات صديقتها. التي ادركت وقاحة زوجها.

- طب سلام. خلى بالك من نفسك. قالتها سريعا. واغلقت الهاتف. و لعقت شفتيها بخجل.
اخرجتها جيسي من خجلها عندما قالت لها.
- جوزك شكله مجنون بيك
- هو اصلا من يوم ما اتجوزته والجنون. صفة اساسية في حياته.
- ما هو دى اللى بيحلى الحياة.
هزات راسها بتفهم
- قائلة بسعادة. اكيد.

اخرجت تنهيدة حارة من صدرها تتذكر جنونه معها وغيرته. دائما يخبرها. قائلا. خذى عمرى ليكن لك، لكن يجب ان نختبا الان من عيون الحاقدين، انت محق الحب ليس ذنبا ولكن، ربما علينا التصرف بحكمة حتى لا نخسر العشق الذي بيننا، احبك ولكن لا احنى رقبتى للعشق، اتجنب شغفى بك لكن لا اخفيه، فانت زوجى ولى الحق فيك، كل خلية من خلايا جسدى تناديك وتطالبك بالمزيد، لا يمكننى ان اهرب من الحب، وان اعيش بعيدة عن عيونك، لكن لا احنى رقبتى...

لم تخبر احد برحيلها، فهى اعدت العدة وقررت الرحيل دون اخباره، ستخرج بينما هو في عمله، لم تاخذ معها سوى حقيبة ملابس واحدة، وجميع المال الذي جمعته في عملها بعيدا عنه
بعد يوم طويل في العمل الشاق. ذهب الى بيته ومملكته مع زوجته. دلف الى الفيلا، نادى على زوجته بلهفة
- قائلا باشتياق. يا ديداة. واااااااااااااااااااااااااااحشينى.

ارتجف قلبها. وسالت نفسها هل ذلك فارس، ضربات قلبها تعلو وتهبط بعنف شديد، رعشت جميع اوصال جسدها...

واتسعت عينيه بصدمة عندما رائها امامه، هبت من على الاريكة بضعف، وخرج قلبها من ضلوعها، فارس الكيلانى امام عينيها، لا تصدق بان القدر استجاب لدعوتها سريعا، اقترب منها، وعينيه مملوءة بالعتاب وعدم التصديق، بانها تقف امامه، سارقة روحه وخاطفة قلبه، ومعذبته الاولى والاخيرة، لم انساك، ولا استطيع نسيانك، لا تقلق يا حبى الاعمى، عشت بقدر ما عشت ولكن حبك مازال في قلبى طفل صغير يكبر مع الزمن، روحى كلها ذهبت معك، هل احببت بعدك، لا، لم يطاوعنى قلبى ان يعشق غيرك، لكن جسدى نجس من احتقارى، وروحى شوهت، ولكن قلبى مازال على وعده معك، كبدى يحترق وبشرتى تجعدت، وروحى تنزف في صمت، عينى ممتلئة بالدموع وليس لديك اى خبر بما حدث لى، والدموع تسيل بداخلى ليلا يتابعه النهار والعكس صحيح...

- قائلة بصدمة. فارس.

لقد توقف الزمان وعادت ذكريات مؤلمة، هل انتى ياسمين حب طفولتى التي اراها امامى. ام اصابنى الضياع والعته، من كثرة اشتياقى اليكى، انتى الاغلال التي علقت على رقبتى طوال السنوات الماضية، انتى الاشتياق الذي عانيته مثل بحيرات الجبال، انتى الارق الذي طاردنى في نومى كل ليلة، احترق واحترق واحترق واعيش لحظات اقرب من الموت في غيابك، ونارك تحرقنى وتحرقك ايضا، انتى من يكفينى في الغابات التي لم ترى النور، انتى الممر الذي اضفته على عمرى، في البحار والزوابع المجنونة كنت ابحث عنكى بينهما، انتى من تذوقت معها طعم الحب على يديها، لقد ختتمت على صدرى. وخباتك من عثرات الحياة، اين هي الارض، واين هي السماء، واين انا، لقد ضاع كل ذلك، واصبحت ملكا لشخصا اخر...

- ياسمين.
ابتلعت ريقها
- قائلة بصدمة. فارس
- انتى ايه اللى جابك هنا؟
- انا صحبة فريدة.
عقد حاجبيه بحسرة
- قائلا بعدم تصديق. جيسي.
هزات راسها ايجابا ممزوجا بحسرة.
امسك شعره بالم
- قائلا بعصبية. يا نهار اسود. يا نهار اسود.
- في ايه يا فارس بتسود النهار ليه؟
انتبه عليها. التفت لها. ومازالت الصدمة والحسرة مسيطرة عليه.
اقتربت منه وقبلته على وجنتيه
- قائلة بقلق. مالك يا فارس؟

مجرد اقترابها منه. اصابتها نغزة عنيفة في قلبها.
ابتلع ريقه
- قائلا بصعوبة. ما فيش يا حبيبي
- مافيش ازاى!
- ماتقلقيش يا ديداة انا كويس.
نظر الى ياسمين التي تحترق الما، وغيرة عنيفة جعلتها تلتزم الصمت، لكن عينيها تقول الكثير والكثير. احتضن فريدة فجاة موجها حديثه الى ياسمين.
- قائلا بحميمية. واحشتينى اوى.
ابتسمت على حضنه
- قائلة باستغراب. دى كله يوم يا فارس.
خرج من حضنها
- قائلا بالم. انا حاسسهم سنين كتير.

- للدرجة دى؟
- اكتر مما تتصورى. حبك بيجرى في عروقى.
نظراته تقتلها. يخبرها بعينيه انه اصبح لديه حبيبة وزوجة. وحياة اخرى مع غيرها. تحاول تحاول تحاول وتحاول. ان تتمالك اعصابها، حتى لا تقوم بالصراخ عليهما، والبكاء المدفون من سبع سنوات.
نظرت له بحب.
- قائلة بتذكر. اه نسيت اعرفك. جيسي صحبتى.
هزا راسه ايجابا. ومد يده بالسلام
- قائلا بوجع. اتشرفت بمعرفتك.
مدت يدها بخجل
- قائلة بارتباك. انا اكتر يا...
رفع حاجبيه.

- قائلا بتحدى. اسمى فارس الكيلانى.
فتحية كانت تحضر مشروب ساخن للضيفة التي اتت. عندما راتها. انصدمت، ووقعت الصينية من يدها
- قائلة بحسرة. يا نهار اسود.
- فريدة باستغراب. ايه يا دادة في ايه؟
جثت على ركبيتها. تلم ما وقع
- قائلة بتوتر. ما فيش يا حبيبتى.
قال فارس بعصبية.

- انا طالع اغير هدومى. قالها وركض سريعا الى غرفته. او بمعنى اصح. هرب من نظراته ومدى اشتياقه لها. لقد عادت معذبته. التي جعلته سبع سنوات ميت من دونها. حتى اتت فريدته وانقذته من الضياع والهلاك. لماذا اتت؟ لقد دواته وعالجت كل شىء.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة