قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الثامن والثلاثون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الثامن والثلاثون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الثامن والثلاثون

وبعد دقائق مع الحديث معها والترحاب الحار بها، قلقت عليه من التاخير. فستاذنتها. وذهبت اليه. فتحت باب الغرفة بهدوء، راته جالس على الفراش بملابسه. وواضع راسه بين يديه، جثت على ركبيتها امامه
- قائلة بقلق. في حاجة يا فارس؟
رفع وجه، ونظر في عينيها
- قائلا بحب. مافيش يا عيون وروح فارس.
- طب قاعد كدة ليه؟
- بفكر في الشغل.
- واو فارس الكيلانى. في تطور كبير في شخصيتك.
امسك يدها برقة. واجلسها على قدمه بعشق.

- قائلا بتباهى. اكيد مش انتى مراتى.
هزات راسها ايجابا.
وضعت المشروب امامها، كما امرتها فريدة السيوفى...
- ياسمين بتوتر. ازيك يا دادة.
- ازيك يا بنتى
- اى اخبارك؟
- الحمد لله
- ليه حاسكى مش فرحانة بوجودى؟
تجاهلت كلامها
- قائلة بحزم. انتى ايه اللى جابك يا ياسمين؟
- جيت علشان، صحبتى
- وترى صحبتك عارفة العلاقة اللى كانت بينك وبين جوزها
- لا. بس...
- يكون افضل تبقى صحبتها وبس.

- انتى بتكلمينى كدة ليه. كانك ما تعرفنيش
- ياسمين اللى اعرفها ما تعملش في واحد حبها بجنون كدة.
- انتى كنتى شايفة كل حاجة قدامك. ليه بتنكرى الحقيقة؟
قالت بالم.
- الحقيقة مش زى ما انتى فاكرها. انا اجبرت على كدة.
تجاهلت قهرها ودموعها التي بدات تترقق
- قائلة بقسوة. هو شاف حياته. مع واحدة استحملت كل حاجة. علشان توصله اللى هو في دلوقتى.
- انتى شايفانى جاية ادمر بيت حد
- حتى لو ما كنش قصدك. فريدة ما تستهلش كدة.

- عارفة من غير ما تقولى. هم يومين وهرجع امريكا تانى
- يكون افضل.
وضعت يدها الرقيقة على وجهه
- قائلة بهدوء. فارس احنا نسينا جيسي
- هي صحبتك دى منين؟
- من هنا مصر
- وايه اللى جابها. مش قصدى. هي ليه ما حضرتش فرحك.
هزت كتفيها بالنفى
- قائلة بتوضيح. مش ضرورى. هو انت بتسال ليه؟
- عادى يا حبيبي.
هزات راسها بتفهم، ثم اقتربت منه وقبلته على وجنتيه برقة. وقامت من على قدمه. وهي تغادر.

- قائلة بهدوء. هروح اشوف جيسي. لحد ما حضرتك تغير هدومك. قالتها وهي تفتح باب الغرفة، ثم دلفت منها بهدوء.
قلع بدلته، وركض سريعا الى المرحاض، ليهرب مما شاهده توا. هل عادت بالفعل؟ ام ما رائه مجرد وهم في راسه؟ لماذا اتت في ذلك الوقت، اه يا ياسمين، يا واجعة قلبى وروحى، عودتى بعد ما حياتى اتصلحت. يصرخ في داخله بوجع. ليه؟ يا مدمرة اكسجين حياتى.
( في تلك اللحظة )
دلفت الى الشقة بعد ان فتح لها وحيدها.

- قائلا باستفهام. هاااا يا ماما خدت الفلوس ولا لا؟
- طبعا يا حبيبي. بس امها دى اجارك الله.
- هو انتى هتقوليلى. بس مالناش دعوة بيها
- اه خليك بعيد عنها.
- انا مستحملها علشان ندى، والله لو كان غير كدة ما كنتش هسيبها.
- سيبك منها كفاية ندى بقت ليك اخيرا. الباقى بقى في جزمتك.
- كلامك صح
( على السفرة ).

فارس يتراس الطاولة، على يمينه زوجته العنيدة والفريدة من نوعها، ويساره ياسمين روحه ومعذبة حياته. ياكل في صمت تام. لا يريد ان يخرج كلمة واحدة من فمه. ويسمع صوتها، ويحن الى ايامه معها. فهو متزوج ولا يريد ان يخلف وعده، حتى لو ذلك كلفه انيهار حياته بالكامل. يكفى ان يرى سعادة فريدة.
فريدة باستغراب من صمت فارس الغير معتاد
- قائلة باستفهام. انت ليه ساكت يا فارس. اتكلم.
نظر لها باهتمام.

- قائلا. اتكلم اقول ايه؟
- مش عاد...
قطعها عن كلامها
- قائلا بعشق جارف. بحبك امام نظرات الغيرة التي تشتعل في حديقة عينيها. بان حبيها اصبح له بيت وكيان. مستحيل هدمه.
فارس الكيلانى يعشق غيرى، حقا رائع، ويقولها امامى ليحرق قلبى، ويهدم جميع حصون احلامى، فارس يعشق، ويعترف بحبه امامى، دون مراعاة لمشاعرى، او خوفا على، ان اصاب بسكتة قلبية توا، وتنتهى حياتى لمجرد اعترافه...

من انتى، حتى اعمل لها حساب، فانتى من اختارت الفراق، وتجولت بلاد العالم باسرها، حتى لا ابحث عنك، فراقك كانت سكاكين تقطع في قلبي كل ليلة، بحثت عنك بين جميع النساء، ومع الاسف لم اجدك بينهما، لقد تغيرتى يا ياسمين، اين تلك العفيفة التي عشقتها، التي ارها امامى امراة اخرى، باعت جميع مبادئها، وتخلت عن حجابها، الخوف ان تكون تخلت اكثر من ذلك، لكن من الواضح الذي كنت اخشي منه قد تحقق، فانفتاحها وجرائتها يظهر الكثير و الكثير، لماذا عدت، لما، فانا كنت سعيد بدونك، فالفضل يرجع في ذلك، الى سيدة النساء، زوجتى وحبيبتى فريدة السيوفى.

احمرت وجنتيها من الخجل الشديد
- ياسمين بعجز. واو على الحب.
- فريدة بتباهى. طبعا يا بنتى. هو دى فارس.
- وماله فارس بقي؟
- مجنون.
- بيكى يا اجمل ما شافت عينى.

اخرجت تنهيدة حارة من صدرها تحاول تتمالك اعصابها، ولا تفضحها مشاعرها. لقد ضاع مع الحياة. واصبح ملكا لشخصا اخر. فارس متجوز. وقهرة الزمن ومرارتها. لاعز اصدقائها. يقتلها بنظراته. فهو حقا عاشق لها. ولكن متى تم ذلك. فهى اخبرتها من قبل انها لا تطيق الرجال. لقد اوصلها لحالة من العشق الغير مصدق. ولكن ليس غريبا عليه. فجميع من يدخل حياته يلقى علىه تعويذة سحرية طوال العمر. وهو كما هو. متربع على عرش الرجولة والوسامة الفائقة. لقد كبر وتغير كثيرا. تتعمق في كل تفاصيل جماله. لقد جمعنا القدر. لكن بعد فوات الاوان. هل انت حقا اصبحت لغيرى. يااااااااااااااااااااااااااااااا القهرة والحسرة التي تنتابنى توا. ابكى في داخلى. كل ما عانتيه ومازلت اعانى. دائما كنت اصبر نفسي. بانك من المستحيل لاحد غيرى. وقلبك لا تلامسه امراة اخرى. وعقلك لا يشاركه سواى. ولكن كل هذا واكثر وهم مع الاسف انا عشت فيه لوحدى. وسادفع اقساطه في التو والحال. فانا من بعت وتركت انسان عشقنى اكثر من حياته. لكن انا رحلت لاجلك، ضحيت بحبى لاجلك. اشتريت الرحيل في سبيل راحتك. انا لم استطع ان ابيعك. فكنوز العالم. لم ولن تعوض ذرة من الامان الذي عشته معك. الله شاهد على كلامى. الجميع حكم على بانى تركتك من اجل المال. فالخيال شىء والحقيقة شيئا اخر. لكن ماذا نفعل في حكم الزمن وقدره. كل ما على...

قطعها من شرودها الى ارق واعذب صوت
- قائلة بطيبة. ايه يا جيسي الاكل مش عاجبك
ارتبكت من افكارها
- قائلة. ازاى يا ديداة. طعمه جميل. بس اكلك احلى.
اندهش من معرفتها بزوجته. ونظر اليها
- قائلا باهتمام. هو انتى جربتى اكلها قبل كدة؟
نظرت له بخجل
- قائلة بتاكيد. طبعا. ما فريدة كانت جارتى في العمارة.
هزا راسه بتفهم، وطرح سؤال اخر
- قائلا بفضول. طب ليه ما حضرتيش فرحها؟
- ماكنتش هقدر اجى.
- ليه. ايه السبب.

علقت شفتيها من اسئلته. التي تشبه قاعة المحكمة.
- قائلة بتردد. علشان...
قالت فريدة بعفوية.
- حبيبها الاولى.
وسط نظراتها المصدومة
- قائلا بضيق. حبيب مين؟
- جيسي. اصل ليها حب طفولة. ولسي لحد دلوقتى بتموت على.
نظر لها بالم
- قائلا بضيق. للدرجة دى.
- اكتر مما تتصور بتحبه حب غير طبيعى.
- كفاية يا فريدة. دى ماضى وخلص.
- ماضى. اومال بقى اللى وحشتك عيونه وكلامه وحاجات كتير من الكلام ده.

نظرت لها بعتاب. تترجاها بعينيها ان تصمت. فحبيها بينهما. ولا تستطيع ان تتحدث او تبوح بانهيارات العالم التي بداخلها. ففارس حبيبها. ووحيدها اصبح رجل متزوج.
- قائلة بالم. انا رجعت علشان اشوفك بس
- حبيبتى يا جيسي.
- حبيبتى يا فريدة السيوفى.
ضحك بسخرية في داخله
- قائلا باستفهام. هو انتى تعرفى ده كمان؟

- ادخل على صفحات التواصل وانت تعرف. قالتها بسخرية. وانفجرت هي وفريدة ضحكا على عجرفتها التي قابلتها بها اول مرة. وسط تذكر فارس بزوجته النادرة من نوعها. فهى كانت تتمتع بغرور عالى. لكن وسط قناع الكبرياء طفولة ورقة وانوثة. فريدته التناقض في حد ذاته كل شىء وعكسه. يمكن ذلك سبب تعلقه بها واصراره ان يكمل حياته معها هكذا. واكتشاف جوانب حياتها المختلفة، الحديث طال بينهما. كانوا يتعاملوا بصعوبة. ولكنهم حاولوا ان يتلاشوا الاشتياق، وكلمات العتاب المميتة. تعاملوا كانهم اغراب. ولا يجمعهم طريق واحد في اى مكان، فريدة لا تستحق ان تختفى تلك الابتسامة من على وجهها، ولا يختفى الامان من عينيها. انتهى اللقاء باعجوبة، لقد كان ثقيل ومميت، شكرا لله انه مر دون فتح دفاتر قديمة، مزقها الزمن وغدرت بها الايام، ودعوتهم، وذهبت الى الفندق الذي ستقام فيه، تسير في الصالة بضياع، وفقدان معانى الامان باكملها، دموعها سيول على وجنتيها، تحيد بعينيها يمينا ويسارا كالضالة في طرقات مجهولة غير معروف معانيها، افترشت ارضا بحسرة، فارس تزوج، ومن من، اعز اصدقائها، رحلت لبلاد وتركت بلاد، وذلك من اجله، وكان المقابل زواجه، فارس مع اخرى، يلامسها كل ليلة، يطارحها الفراش بتفاصيله الكاملة، ويسمعها اجمل واعذب كلمات الحب، اه يا زمن ملعون، الظاهر هو الحاكم فيك، واين انا، فتاة بسيطة احبت بشغف، وكانت النهاية فقدان كل شىء، لقد فقدت الغالى والرخيص، واصبحت وحيدة، بدون اب وام، منبوذة من الجميع، المجتمع باكمله يرفضها، السماء تلعنها، ورب الكون!

عاشقة فاقدة لكل مفردات الحياة، فارس العمر والحياة، ونبض قلبها، مع الاسف اصبح لغيرها، اه يا قلب تائه مرفوض من الجميع، اه يا زمن دائما تقف في طريقى، لقد انهارت جدران السعادة التي رسمتها، لماذا انا، ماذا فعلت حتى انال ذلك، اقسم برب السماء، انا عاشقة للنخاع، حبه يجرى في وريدى، لقد اشتقت اليه، وعدت، يا ليتنى لم اعود، وارئه مع امراة اخرى، ويلامسها كيفما يشاء، فهى زوجته، وحقه الابدى، يا لتنى اصبحت عاهرة، ولم اترك جاك، ومازال وهمى كما هو، بان فارس لى وليس لغيرى، ضمت قدميها الى صدرها تبكى بحسرة وقهرة زمن كبير...

يقبلها على وجنتيها، ويخبرها بانه اشتاق الى صديقه، وسيذهب لزيارته، تهزا راسها برقة، وتودعه بحب، وتخبره ان لا ياتى متاخرا، ولا ينسي ان يسلم عليه، ابتسم بحب، وقبل راسها باحترام، ودلف من امامها، يزفر في ضيق والم، لقد عادت ياسمين، مدمرة حياته، واكبر ذنب ارتكبه في حياته، ركب سيارته، وارتجل بها سريعا، واجرى اتصال مع صديقه، واخبره بالكارثة، وسط صدمته وعدم تصديقه، واتفقوا ان يتقابلوا في شقته...

يذهبوا الى شقته، وهناك يرى احمد نانسي، بعد ان يسلم عليها
- قائلا بسخرية. الله اكبر. انتى لسي بتكلم نانسي
- ماتفهمش غلط.
- فهمنى انت الصح
- بعدين خلينا نتكلم الاول في مصيبتى
يضرب احمد كف على كف
- قائلا بسخرية. يا قلبك يا راجل. مراتك وعشيقتك وحبيبتك القديمة. جلس بجواره على الاريكة. ثم تابع وهو يغمز له
- قائلا باستغراب. انت جايب الجبروت ده من منين؟
- اقولك منين وماتزعلش
- لا مافيش داعى. هات اللى في بطنك.

- فارس بعصبية. ما تبطل الشك الرخيص بدل ما اضربك
- خلاص اصل اللى بتحكى ولا في الاحلام. وايه اللى رجع ياسمين؟
جز على اسنانه بعصبية
- قائلا بضيق. مش عارف.
- وصحبة فريدة ازاى. وعرفتها منين؟
- في ام الزفت امريكا
- وايه اللى جابها بعد السنين دى كلها
فارس بالم
- قائلا بسخرية. واحشها. وراجعة علشان حبيبها القديم
- حبيبها القديم!
- اه اللى هو انا
- مش معنى بعد السنين دى كلها
- جاية تدمر حياتى.
- وهي مالها بحياتك؟

- انت فاكر رجوعها كدة بالساهل
- احمد بقلق. فارس هو انت هتحن؟
لم يرد عليه. اكتفى بنظرة حنية واشتياق. متجاهل تماما عنيدته.
- احمد بعصبية. انت سكت ليه؟ ما ترد على.
- فارس بعصبية. ارد اقولك ايه.
ثم تابع بصراخ.
- قائلا باشتياق. انها واحشانى وحبها عمره ما نسيته
- يا نهارك اسود وايامك طين. ومراتك؟
ابتلع ريقه
- قائلا بصعوبة. فريدة مش عارف. انا هموت.
انفجر فيه احمد.

- قائلا بعصبية. انت هتدمر حياتك علشان واحدة باعتك بالرخيص.
- فرعون نقطنى بسكاتك
- سكات ايه يا روح امك. انت هتسيب مراتك علشان واحدة ولا تسوى.
قالت نانسي بتوضيح
- كلام فرعون صح.
فارس هب من مقعده بضيق من تدخلها المفاجى
- قائلا بعصبية. انتى بتدخلى ليه؟
- سيبها تتدخل. يمكن تفوق من الهبل اللى انت فيه
قال بعصبية وهو يدلف الى البلكون
- يا جماعة افهموا.
- مش عايزين نفهم. المهم انت اللى تفهم.
اعطاهم ظهره.

- قائلا بالم. كل الحكاية ان موجوع اوى.
ثم تابع بعصبية.
- قائلا بوجع. ايه اللى جابها وليه في الوقت ده بالذات
- القدر. علشان تختار بينها وبين مراتك.
التفت له
- قائلا باستحالة. ما قدرش اعمل كدة
- فوق يا فارس فريدة اهم من اى حاجة في الكون
- عارف، والله عارف
- انت بتحبها ولا لا
- انا بعشقها دى روحى وحتة منى
- طب ليه بتفكر في الزفتة دى
ترققت عينيه بدموع.

- قائلا بصدق. مش عارف. اقسم بالله. مش عارف. لينفرد بدموع عينيه ؛ لتنزل باريحية حتى لا يهينه الزمن وتشمت به الايام.
ربت على كتفه
- قائلا بهدوء. طب اهدى وصلى على النبى كدة
- عليه افضل الصلاة والسلام
- نانسى بهدوء. روح لمراتك، واحمد ربنا على النعمة اللى بين ايديك
يضرب البلكون بعصبية
- قائلا بالم. ليه رجعت. ليه.
- قولتلك يا صحبى علشان تختار
التفت لهم
- قائلا بعجز. الاختيار المرة دى صعب اوى.

- فرعون باستنكار. صعب في ايه؟
- نانسي بثقة. ربنا موضحها زى الشمس بالظبط
- فارس بسخرية. في ايه يا فصحية؟
- فريدة ومافيش اختيار تانى.
اشار على قلبه
- قائلا بالم. وقلبى
- احمد بعصبية. يولع قلبك
- بالبساطة دى
- هي بسيطة. بس انت مش واخد بالك
- فرعون انا...
قال فرعون باختصار
- عايز تنام معاها.
- فرعون انت بتقول ايه؟
- بقول الحقيقة. وبعدين نانسي مش غريبة
- فارس بتحذير. طب بطل علشان قلة ادبك زادت
زم فمه لامام بعصبية.

- قائلا بقسم. فارس اقسم بالله لو عملت اللى في دماغك. اول واحد هيقفلك هو انا
- انت ليه مهتم، وملهوف كدة
وضع يده في خصره، و ابتسم بسخرية
- قائلا بعتاب. لانك اخوى وخايف تدمر حياتك. انت اخوى يا فارس. افهم بقى
- وانت لازم تفهمنى
- الكارثة انى فهمك وعارفك.
- طب يا صحبى
- اكلمها وافهمها انك مش ليها
- باى صفة هتكلمها
- بصفة ان احنا كنا صحاب في يوم.
- ماعدش ينفع.

احمد بنفاذ صبر من صديقه، الذي مازال لا يستوعب لحتى الان
- قائلا بعصبية. طب اعمل ايه.
- انت ليه متعصب على
- قولتلك كل الحلول. وانت اللى على لسانك. مش عارف. ما ينفعش. بقولك، روح خون مراتك وخلصنا
جث على اسنانه
- قائلا بغضب. انت بتعدها تانى
احمد بصراخ غير معتاد منه.

- قائلا بعصبية. روح خون اللى وقفت جنبك. اللى ضمت حزنك، اللى حضنت اوجاعك، اللى خلتك راجل، اللى كسرت كل قواعد الكبرياء، وبقيت ليك لوحدك. روح اسمع ياسمين. وعاتبها وابكى في حضنها ونام معاها
صرخ فيه
- قائلا بعصبية. كلامك بيوجع
- اتوجع علشان تفوق. الخوف لو فوقت وانت خسران يا صحبى.
- فارس بحسرة. وقتها هتكون فريدة ضاعت من ايدى.

- يبقى طظ في اى حب، حتى لو انت ما بتحبش مراتك. فين رجولتك يا صحبى فين نخوتك. فين ايمانك بربنا وجدعنتك.
- موجودين
- عارف من غير ما اقول. بس ساعات بيجى الوقت نثبتهم للناس اللى بنحبهم ووقفت جنبنا.
- فارس بتحدى. وهثبتهم يا فرعون
- انا اسف يا صحبى
- مافيش اسف بين الصحاب.
ثم نظر الى نانسى.
- قائلا بتهديد. حسابك معايا بعدين
- نانسى بابتسامة. وانا مستنية حسابى
- شايف الثقة.

- احمد بفضول. سيبك من الثقة هو ايه اللى شقلب حالها كدة
- بقولك ايه. هسيبها تحكيلك وانا ماشي. قالها فارس، وهو يدلف من امامهما
- احمد باستفهام. رايح فين.
التفت له
- قائلا بايجاب. مروح البيت
- احمد بمكر. بحسب
- لا ماتحسبش اطرح بس
- خفة يا واد
فتح باب الشقة
- قائلا بهزار. سلام يا زفت.
- سلام يا اسد.
اغلق فارس الباب. نظر احمد الى نانسى
- قائلا باستفهام. احكيلى ايه اللى حصلك يا ست الشيخة
- كل خير اللى حصل.

- طب يلا ما تحكى لاخوكى.
- اقعد الاول وانا احكى
- تصدقى كلامك صح. قالها وهو يجلس على الاريكة.
جلست على مقعد بجوار الاريكة. وبدات تقص له حكاية توبتها وحجابها من اولها لاخرها...
ذهبت اليها فتحية، واخبرتها برجوع ياسمين.
هبت من على مقعدها
- قائلة بعصبية. ايه اللى جاب الزفتة دى تانى
- بتقول فريدة صحبتها من امريكا
- امريكا ايه. دى اكيد خطة مدبرة منها
- مش عارفة يا هانم.

دلف محمد الى الحديقة متوجها على صوتها الصارخ
- قائلا باستفهام. مالك يا سوزان بتزعقى ليه
التفت له
- قائلة بايجاب. ياسمين رجعت
- محمد بعدم فهم. ياسمين مين. ثم تابع بصدمة. اوعى تكون...
- اه هي الزفتة
- وفين، وازاى، وايه اللى عرفك
- صحبة فريدة من امريكا
- يا نهار اسود عن الصدفة الهباب
- انت مصدق انها صدفة. دى تدبير منها العقربة
- محمد بحزن. احنا ماصدقنا فارس حاله يتصلح
جثت على اسنانها.

- قائلة بغضب. راجعة تدمره تانى
- محمد بعتاب. ما انتى اللى غلطانة
- غلطانة في ايه
- غلطانة علشان ساومتى على حبها من ابنك
- خدت الفلوس وقبلت تسيبه
- بعد ما قولتى ليها. لو بتحبى فارس ضحى علشانه
- انت بتشيلنى الذنب ليه دلوقتى
- لان اللى انتى عملتى زمان بتجنى دلوقتى
- كنت عايزها تتجوز ابنى. وقمتنا ومركزنا وسط الناس. مش هو دى كلامك ولا غيرته.

- هو دى كلامى اه. بس دلوقتى عندك تلات ضحايا، ابنك وهي ومراته. اللى لو شمت خبر. هتهد الدنيا
- اكيد مش هتعرف. مين هيقولها
- اكيد ياسمين. مين غيرها.
- هديها فلوس واشترى سكاتها
- هي كل حاجة عندك فلوس
- ماهى اللى بعته قبل كدة. ايه الجديد عليها
- تصحيح المعلومة، هي ما بعتهوش. هي ضحت بحبها علشانه
- هو انت معايا ولا معاها؟
- انا مع الحق
- سوزان باستفهام. حق ايه. ثم تابعت تفرك يديها بتوتر.

- قائلة بخوف. انا خايفة فارس يحن
- دى تبقى مصيبة
- تفتكر!
- مش عارف. حسب حبه لمراته او ليها
- ما هم كانوا عايشين من غيرها مرتاحين
- دين ولازم يترد
- انت ليه بتحسسنى بالذنب. هي اللى قبلت الفلوس
- مقابل راحة ابنك. باعت كل حاجة
- في الاخر خدت الفلوس. مبلغ عمرها ماكنتش تحلم بى
- كسرنا ابننا علشان وضعنا ومكانتنا. قد ايه كننا انانين اوى
- افرض كنا وافقنا منظرنا ايه قدام الناس.

- الناس هو دى اللى همك. هيكون اوسخ وادل. لم ابنك يخون مراته
- يخون مين. فارس مستحيل يعمل في فريدة كدة
- ابنك انسان مش يوسف. يا مدام سوزان.
امسكت ذراعه
- قائلة بالم. عارفة انى غلطت بس.
- قولتك من قبل دين ولازم يتسد. قالها وتركها في حيرتها وعجزها.

دلف الى الداخل، راى المنزل هادى وساكن، وفريدته نائمة على الاريكة في بهو الفيلا، وشعرها الطويل ساقط ارضا، اقترب منها، ينظر اليها، ويتمعن بدقة بان تلك هي التي وقفت بجواره، ولم ولن تخلف عهدها معه، الخوف ان اخلف وعدى، واحن الى حبى اللعين، لماذا اتت يا فريدة، لكى تدمر حياتى، كما دمرتها من قبل، حسبي الله ونعم الوكيل، في كل من كان على شاكلتها، فريدة افيقى، وانقذينى من لعنة ياسمين، وتاثيرها على، ليتها لم تعود، واستمرت حياتنا كما هى، ما بين العند والتحدى والضعف، وانماط مختلفة من المشاعر المملموسة والغير مملموسة، فريدة انا ضائع، اخشي واخشي ان، اسالك الدروب الخطا، واعود الى الطريق الواعر ذلك، افيقى وانقذينى من لعنتها، وسحر عينيها، جثى على ركبيته بجوارها، ينظر اليها، ويتذكر معها ليالى الحب الشقية، يحاول ان يثبت قلبه، ويظل على وعده بعدم الخيانة، وضع يده على شعرها.

- قائلا بحب. فريدة حبيبتى.
بدات تحرك راسها
- قائلة بنعاس. نعم يا فارس
- قوم يا حبيبى نامى في اوضتك.
- ما انا في اوضتى
- لا يا حبيبى انت نايمة على الاريكة.
فتحت عينيها. راته.
- قائلة باستفهام. ايه اللى اخرك؟
- معلشي. اصل فرعون كان واحشانى.
اعتدلت على الاريكة، ورمقته نظرة حب
- قائلة. حاضر يا هندسة هعديها
غمز لها بعينيه
- قائلا بحب. دى العشم يا اسد. ثم حملها بين ذراعيه برقة، وقدمها حلقت في الهواء.
امسكت رقبته.

- قائلة باستغراب. فارس بتعمل ايه نزلنى.
- ماهنزلكيش غير في سريرك.
- فريدة باستسلام. مجنون
- ايه الجديد.

قبلته على وجنتيه بحب، سار بها. ارتمت في حضنه، تتطالعه بحب، واشتياق ولهفة، وهو في عالم اخر، مع انسانة ملعونة، عادت لتنهى حلمه الجميل مع زوجته، وتخلف قسمه لها، صعد السلم في صمت تام، ونظراته موجهة الى مكان الذهاب. فتحت باب الغرفة، ووضعها في فراشها بهدوء، وجذب الغطاء عليها، واقترب منها، وقبل راسها بحب وعذوبة، وقام، ليغلق انوار الغرفة ويتركها، امسكته من يده
- قائلة باستفهام. رايح فين.

التفت لها، وابتلع ريقه بصعوبة
- قائلا بكذب. هنزل المكتب اراجع حبة اوراق.
جذبته اكثر اليها. فجلس بجوارها على الفراش، وقامت واعتدلت وامسكت يده بحب
- قائلة بقلق. مالك يا فارس؟
- مافيش
- فريدة باستغراب. ما فيش ازاى
يهرب بعينيه منها
- قائلا بكذب. انا كويس
- فارس انا حفظاك. عينك فيها حزن كتير
- فارس برجاء. حبيبى ممكن تسبينى
- حبيبك ماهيقدرش يسيبك زعلان كدة
- عايز اكون لوحدى.
- لوحدك. بعيد عن حضنى
- ماقدرش.

- انت قادر دلوقتى.
اخذها في حضنه.
- قائلا بوجع. مستحيل يا حتة منى. انتى روحى.
احتضنته
- قائلة بقلق. مالك يا حتة منى
- مافيش يا حبيبتى
- ازاى. انت موجوع
- سبينى لوحدى وهكون كويس.
خرجت من حضنه
- قائلة بعتاب. هترتاح
- هحاول
- طب ماتيجى تنام في حضنى
- فريدة
- هحكيلك حدوتة
- فريدة انتى بتقولى ايه
- على فكرة انا كويسة اوى في الحواديت
- فارس بابتسامة. دى بجد
- جرب وانت تعرف.
هزا راسه ايجابا.

- قائلا بابتسامة. هغير هدومى. واجى اسمع
هزات راسها ايجابا
- قائلة برقة. تمام انا في انتظارك.
بدل ملابسه، اغلق الانوار، ودلف بجوارها على الفراش، فردت ذراعيها له، ارتمى بين احضانها، وبدات تمشط شعره بهدوء وحنية
- قائلة برقة. عايزنى احكيلك ايه
- اللى انتى حباى
- فريدة بتذكر. اول مرة شفتك. كنت مع عشيقتك.
قام من حضنها
- قائلا بسخرية. هي دى الحدوتة. بتفكرينى بقذراتى
- فريدة بطفولة. مش الفكرة يا هندسة.

اعتدل ونظر الى عينيها بحب
- قائلا باستفهام. انتى جتيلى منين
- النصيب والقدر
لمس شفتيها
- قائلا بامتنان. دى احلى قدر.
فردت ذراعيها، لتاخذه في حضنها مرة اخرى
- قائلة بعفوية. خلينا بقي نكمل
- انتى عارفة. هزات راسها باهتمام. البنت اللى كانت معايا.
هبت من مكانها
- قائلة بغيرة. مالها
- فارس باستغراب. مالك قلبتى كدة ليه
- فريدة باختصار. مافيش. قول
- اتغيرت وبقيت انسانة جديدة
- ازاى مش فاهمة
- تابت ولبست حجاب.

- لا والله بجد
- اه تابت وبقت انسانة مختلفة
- وانت ايه اللى عرفك؟
- فارس بقلق. هقول بس من غير عصبية
- قول انت، واتوكل على الله
- انا واثق في الله. لكن انتى لا.
ضربته على كتفه، و صعدت عليه. وبدات تتضربه
- قائلة بغيرة. بتقابلها تانى ليه.
امسك يديها يمنعها من الضرب
- قائلا بضحك. اهدى يا مجنونة
- انت لسى شوفت جنان
- طب هحكيلك كل حاجة
رفعت اصبعها، واشارته في وجهه
- قائلة بجدية. من غير اكدب
- من امتى انا كدبت.

سرحت قليلا، سائلة نفسها، هل كذب عليها من قبل، لا لم يفعل، قامت من عليه، ورجعت الى هدوئها
- قائلة بطفولة. خلاص رفعت الراية البيضة
- فارس بسعادة. هو دى. ثم تابع بقص حكاية سوسن. لم حصل اللى بينا.
- هو اى اللى حصل بينا
- لم جيتى اول مرة الشقة، وكانت اول مرة نكون فيها مع بعض.
هزات راسها ايجابا ممزوج بخجل.
- قائلة. كمل انا سمعاك.

قص لها حكاية نانسى كاملة، وهي كانت مستندة على ذراعها مثله، تستمع اليه بهدوء، دون مقاطعته او جداله، تركته يسترسل في حديثه باريحية، كانت سعيدة بتغير نانسي، ولجوئها الى الواحد الدايم، وان زوجها انسان جميل، بانه ترك لها شقة كاملة بدون مقابل، تقريبا ذلك تعويض عم اقترفه معها، الابتسامة تملا وجهها، تستمع وتحاول ان تسيطر على سلطان النوم، ولكن ماذا تفعل، ما باليد حيلة، غلبها النوم، ونامت كطفلة صغيرة، غير مهتمة لم يدار حولها، اخذها فارس في حضنه، كابنته يربت على ظهرها بحب، ويبعث بشعرها العذرى، اخرج تنهيدة حارة من صدره، ليته يستطيع ان يقص لها حكاية ياسمين كاملة، ويكون لديه الجراءة الكاملة، في ابلاغها بتلك الكارثة، التي سقطت عليهم من السماء، فهو اجبن مما توقع، اذا ابلغها، سيفقد الامان والاستقرار، لقد جعلته الاول والاخير في حياتها، انا اسف، اسف لن اقترب منك، حتى لا تكون ياسمين في قبلاتى لك، واحضانى، وكل ما لدى لها، مع الاسف شغفى وعشقى، لانسانة تركتنى، لللهلاك والدمار، وتلك رات كل ما هو جميل فى، بعيد عن الناس الذين رائوا بانى ضال، والتغير بالنسبة لى باب مغلق، ماذا سيكون رد فعلك، وانا بخونك بمشاعرى، هل ستقتلينى، ام ستنهارى، وينتهى كل شىء، ساحاول ان اكون رجل، ولا اخون وعدى معك، واترك الماضي للماضى.

مع اشراقة الصباح الجميل.
الشركة.

دلفت بانوثة طاغية، ورقة وعذوبة في سيرها، قررت ان تذهب الى شركته، حتى تراه، وهو يعمل، كم تمنت ان يكون مهندس له سلطة ومكانة في المجتمع، يحترمه الكبير والصغير، سالت موظف الاستقبال عن زوجته، فهى كانت تريد ان تسال عنه، لكن الشركة تعود لهم سويا، اجرى الموظف اتصال على سكرتيرتها، علمت فريدة، واذنت لها بلقائها، وسط سعادتها وفرحتها، طرقت الباب، اذنت لها فريدة، راتها امامها، وهبت من على مقعدها بسعادة، ورحبت بها بحرارة، جلست قبالتها على مقعد مكتبها، وهي تجلس بابتسامة وحب.

- ياسمين برقة. اخبارك يا ديداة
- كويسة يا قلبى
- قلبك فارس هيزعل.
ابتسمت فريدة على مزحتها
- قائلة بحب. لا ما فارس كل حاجة في حياتى.
ابتلعت ريقها بصعوبة
- قائلة بضيق. اه طبعا ربنا يخليكوا لبعض
- ويرزقك بالزوج الصالح
- اشك
- ليه يا بنتى انتى جميلة وحلوة و...
- ديداة حبيبي. انصدم عندما راى ياسمين، تمالك اعصابه - قائلا ببرود عكس ما به من ضيق. هاى يا جيسي
هبت من على مقعدها
- قائلة باشتياق. اهلا يا فارس.

جلس قبالتها
- قائلا بسخرية. اى الاخبار
- تمام. اى اخبارك
- كويس مادام ديداة بخير.
زمت فمها لامام
- قائلة بضيق. اه طبعا.
- فريدة بابتسامة. اى يا هندسة. اؤمر
- فارس بصدق. اصلك واحشتينى.
نظرت الى ياسمين بخجل
- قائلة بعفوية. هي دى عادته. دايما بوحشه، حتى ان الفارق حايطة بينا بس
- لانك مراته
تعمد ان يستفزها
- قائلا بعشق. بس. دى هي كل حياتى.

اتى لفريدة اتصال. رات الاسم. ابتسمت بسعادة. فهو اباها وسندها في الحياة، استاذنت منهم بادب، وذهبت الى ركن بعيد عن مكان مجلسهم، لتكلم اباها كيفما تشاء، وتعبر له عن مدى اشتياقها له
نظر اليها بكره
- قائلا بضيق. ايه اللى جابك هنا؟
بمنتهى الوقاحة اجابته
- قائلة بهمس. جاية اشوفك
انصدم من ردها
- قائلا باستنكار. بكل بجاحة كدة
تجاهلت صدمته
- قائلة بتمنى. كان نفسي اشوفك مهندس كببر.

- الشكر لله، ثم الانسانة اللى واقفة هناك دى
- فريدة ست جميلة.
- هي مش جميلة بس. هي سيدة النساء. و الباقى كله جوارى في حياتها
- ياسمين بغل. للدرجة دى؟
- اكتر مما تتخيلى. هي كل حاجة في حياتى.
- بتعمل دى كله علشان تبعدنى عنك.
- مش محتاج ابعدك، لانك اصلا بعيدة
- ياسمين بوقاحة. بعيدة لاى درجة
- حيوانة. قالها باستحقار. وقام من امامها، متوجها الى زوجته.
- والله انت كمان يا بابا واحشتنى.

قبلها على وجنتيها، اصابها الارتباك قليلا، وسط نغزة قلب ياسمين. ففريدة اعتادت من زوجها ذلك
- قلبى يا ديداة.
- عمتو عاملة ايه؟
- الحمد لله كويسة. وامال فارس فين؟
- اهو واقف جنبى.
اخذ منها الهاتف
- قائلا بابتسامة. اى يا سحس، اخبارك ايه يا اسد؟
- جوز بنتى الغالى. واحشنى يا ابنى.
- والله وانت كمان
- اومال ما بتسالش ليه؟
- مشاغل ما انت عارف
- طبعا يا ابنى. ربنا يقويك.
- الله يخليك.

انزل الهاتف من على اذنه، ووجه حديثه الى زوجته
- قائلا بادب. ديداة
- نعم يا فارس
- روحى شوفى صحبتك. اصلى عايز بابا في حاجة مهمة
رفعت حاجبيها باستغراب
- قائلة. حاجة مهمة؟
- ممكن.
- دى اكيد خد راحتك. سلام يا سحس
- سلام يا عيون وقلب سحس. نعم يا ابنى.
- عايز اتكلم معاك في حاجة شخصية
- وقت ما تكون فاضي بيتى مفتوح ليك.
- تمام هجيلك النهاردة.
- طب ما اعطلكش. اشوفك بقى النهاردة. سلام.

- سلاموز. قالها وهو يغلق الهاتف. ثم توجه اتجاههم...
- فريدة باستفهام. اى الحوار؟
اعطاها الهاتف
- قائلا برجاء. بليز
- تمام يا فارس.
هبت من على مقعدها
- قائلة باستاذن. طب عن اذنكوا بقى
- ليه يا جيسي ما لسي بدرى؟
- ولا بدرى ولا حاجة.
مدت يدها له
- قائلة بحميمية. سلام بقى.

رمق يدها نظرة كره ورفض. لا يريد ان يلمسها حتى لو كان مجرد سلام. مازالت على وضعها، وهو لا يريد. حقا لا يريد. لاحظت فريدة ذلك. فمد يده حتى لا يثير شك لديها. فزوجته تمتلك قدر عالى من الذكاء. اخبرته في سلامها بانه سيكون لها عاجلا وليس اجلا.
- دايدة
- فريدة باهتمام. نعم يا حبيبتى
- تقدرى تعرفى عنوان اهلى؟
- اه طبعا انا عندى ناس كتيرة خبرة في الحاجات دى
تدخل في الحوار
- قائلا بطلب. ديداة سبيلى الموضوع ده.

- فريدة باستغراب. هتعرف مكان اهلها؟
- طبعا ثقى فيا.
- اذا كان كدة ماشي.
- سلام بقى يا ديداة. لحد ما نتقابل.
- اوكى يا حبيبتى
- سلام يا حبيبي.
بادلته فريدة ابتسامة رقيقة. فتح لياسمين باب المكتب، والسعادة تملا عينيها، بانها اخيرا ستنفرد به، اتت سوسن، لتعطيها اوراق تمضى عليها، رات فارس، ومعه فتاة شديدة الانوثة والجمال، تفوق فريدة السيوفى بمراحل، ونظراتها إلى فارس لا تطمان ابدا، وخاصة بعد ان حدثته.

- قائلة بعفوية. مش هتبارك ليا
- فارس بعدم فهم. على ايه يا سوسن؟
- انا اتقريت فتحتى.
فارس بعدم تصديق.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة