قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل التاسع والثلاثون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل التاسع والثلاثون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل التاسع والثلاثون

فارس بعدم تصديق
- قائلا بسعادة. والله بجد
- طبعا يا باش مهندس
- ومين متعوس الحظ بقى؟
وضعت يدها في خصرها
- قائلة بتريقة. متعوس ليه هو انا وحشة؟
- حاشا لله. دى انتى سوسن
- قصدك انى حلوة.
- مجنونة. عارفة لو فريدة سمعتك.
- عارفة هتعلقنى في الشركة.
- دى اقل حاجة هتعملها
- انت هتقولى. مدام فريدة مافيش زيها
- دى اكيد
- سيدة النساء
- ياسمين بكره. واو حتى الموظفين بيلقبوها باللقب ده.

- لا دى الباشا مهندس كاتبها على موبيله سيدة النساء
- فارس بنفاذ صبر. كفاية رغى. ثم تابع باستفهام. خطوبتك امتى؟
- لم نحدد هتكون اول المعزومين يا باشا مهندس
- عامة مبروك يا ستى
- الله يبارك فيك. عقبال ما يرزقك ربنا بالذرية الصالحة
- اللهم امين.
- ونشوفك اب.
- يارب
- يا ترى هتس...
قطعها عن وصلة الثرثرة
- قائلا باختصار. سوسن
- نعم يا باشا مهتدس
- شوفى بتعملى ايه. يلا سلام. قالها وهو يغادر من جوارها.

طرقت الباب اكثر من مرة، لم تجد الرد، حتى اذنت لها بالدخول، دلفت بهدوء، ووضعت الملفات امامها، لتمضيها، لن يستمر الهدوء طويلا
- قائلة بفضول. هو جوزك رايح مع الصاروخ فين؟
رفعت فريدة عينيها عن الاوراق باهتمام
- قائلة باستفهام. صاروخ مين؟
- ام عيون خضرة.
- اه دى صحبتى.
- صحبتك اه
- انتى قصدك ايه؟
- خافى على جوزك اصله مطمع لاى حد
- حد مين دى صحبتى؟
- اسمها ايه؟
- سوسن؟
- نعم يا مدام.
قالت فريدة بحزم ممزوج بعصبية.

- ازاى تقفى وتتكلمى معايا كدة.
- سورى يا مدام فريدة
قالت بتحذير
- اوعى تانى مرة تنسي نفسك
- دى من عشمى. انا اتخطبت. قالتها لتتخلص من ردها العنيف.
- والله مبروك. يارب تعقلى
- انا عاقلة
- على. عامة اسم خطيبك ايه؟
- بتقولى ايه؟
- اعتقد انك سمعتى مش محتاجة لف ودوران.
- اسمه محسن.
- ايه، بتقولى ايه. قالتها واتفجرت على الاسم ضحكا
- اعمل ايه يا مدام. اهو النصيب
- المهم يكون كويس.

- هو طيب وغلبان زى. وبعدين زى القمر. طبعا مش شبه الباشا مهندس.
رفعت حاجبيها بضيق
- قائلة بغيرة. وانتى مالك ومال الباش مهندس.
- ماتفهمنيش غلط.
- لا دى انا فهماكى صح اوى.
- انكر ان هو فارس احلامى
- وش كدة. دى انا مراته
- لا يا مدام هو زى اخوى
- عارفة. بصي لو مااعرفش انك اتغيرتى وبقيتى حد تانى. كنت عاملتك معا...
قالت بخوف. وهي تاخذ الاوراق من امامها
- ماعيزاش اعرف
ثم تابعت لتنصرف
- قائلة بستاذن. عن اذنك.

هزات راسها ايجابا، مبتسمة في داخلها على عفويتها واعترافها الجرئى عن زوجها، ولكنها التمست لها العذر بان زوجها جذاب. والكثير من الناس تنبهر به، واعترافها يعنى بانها تعتبره اخا لها، وليس اكثر من ذلك، والدليل على ذلك هو ابتسامتها وسعادتها التي بدءت عليها. عندما اخبرتها عن خطيبها. تلك هي سوسن ولم تتغير.

فى السيارة، تنظر اليه من حين لاخر، والسعادة تملا روحها، والاحساس بالنشوة لمجرد جلوسها بجواره، وقلبها يدق باعجوبة، بانها غير مصدقة، بانها معه توا، تراه من قريب، وتسمتع بجماله، الذي اشتاقت اليه كثيرا...
عضت على شفتيها
- قائلة برقة. فارس هو انت كنت بتشوف اهلى خلال الفترة دى.
لمجرد سماع صوتها، دق قلبه اشتياقا لها، واغمض عينيه، يحاول ان يتمالك نفسه، ويسيطر على كل كيانه.
رفعت حاجبيها باستغراب.

- قائلة بعتاب. فارس انت ما بتردش ليه؟
لم يرد عليها. يحاول ويحاول، ففريدة لا تستحق ذلك. عادت ندائها مرة اخرى
- قائلة بعصبية. انت ما بتردش ليه؟
اوقف السيارة فجاة، وسط صراخها، ونظر لها بكره العالم، ولم يعلق، غير انه نزل من السيارة، وصعق بابها بعصبية، وتركها كلبة جالسة فيها، يلتقط انفاسه، ويحاول ان يسيطر على غضبه...
نزلت من السيارة
- قائلة بضيق. فارس انا بكلمك.
التفت لها بعصبية.

- قائلا باحتقار. اسمى الباش مهندس فارس.
- ياسمين باستغراب. واو للدرجة دى.
- واكتر مما تتصورى
- ليه ايه اللى حصل لدى كله.
هزا كتفه
- قائلا ببرود. عكس ما به من بركان. فعلا ايه اللى حصل. هو انتى عملتى حاجة؟
- ياسمين بتردد. طب هتسمعنى
- فارس بصراخ. ماعيزاش اااااااااااااااااااااااااااااااااسمعك.
- يمكن يكون عندى سبب مقنع
وضع يده في خصره بغضب
- قائلا بالم. مافيش حاجة هتقنعنى انك اتخلتى وبعتى
- ما تظلمنيش واسمعنى.

- مافيش حاجة تتقال
ابتسمت بحسرة
- قائلة بحب. لسي زى ما انت عنيد
زم فمه لامام بعصبية
- قائلا باستفهام. انتى عايزة ايه، وراجعة ليه؟
- كنت عايزة الاول. بس بعد كدة خلاص
نظر ارضا بوجع. ثم رفع وجه اليها
- قائلا بعتاب. في ثوانى بتتخلى
- انا ما تخلتش. انا...
قطعها
- قائلا بالم. انا متجوز.
- من اعز اصدقائى
- كويس انك فاكرة
- بس انا، وعند هنا وانفجرت في البكاء.

- قائلة بمرارة. مش قادرة اتخيل انك بقيت مع غيرى. بعد ما كنت ليا لوحدى
- هو انا بقيت بمزاجى. ولا تكونى فاكرة لم ترجعى. هتلاقينى لسي عايش على ذكراكى
- لا بس.
- انا اتجوزت واحدة مستحيل كنوز العالم تعوضها
مسحت دموعها
- قائلة بياس. طب تمام. عرفنى مكان اهلى وهروح لوحدى
- هو انتى فاكرة لم تروحى لاهلك حد هيستقبلك. دولى ممكن يطردوكوا
- ليه ان شاء الله دولى اهلى.
- فارس بسخرية. اهلك. كانوا فين لم سبتيهم.

- انا بنتهم وهيلتمسوا ليا العذر
- انتى بقى اللى تلتمسي ليهم العذر. مش هم يا هانم
- انت ليه بقيت قاسي اوى كدة
- تلميذك
- على كدة بقى انا مدرسة شاطرة
- اوى.
- فارس انت نسيت اللى ما بينا
- انا مانستوش. انا مسحته باستيكه
- ما تقولش كدة
- هي دى الحقيقة، ولازم تصديقها
- انا ياسمين حتة من روحك
- فريدة هي اللى روحى انتى نكرة بالنسبالى
قالت بسخرية
- واضح اوى انى نكرة.
ثم تابعت بتوضيح.

- قائلة. فارس انا حافظك. انت هتموت. بس مش قادر تتكلم
- انتى مصدقة نفسك
- تنكر ان دى الحقيقة
- حتى لو زى ما بتقولى. مبقاش ينفع، لانى متجوز
- بتحبها؟
- احساسى بيها قليل. انا بعشقها.
- انت كداب
- رايك مايهمنيش
- لا يهمك، لانى حبيبتك
- حبيبة مين؟
- ياسمين لفارس وفارس لياسمين، ولا نسيت
- دى كان ماضى وانتهى. انتى شكلك شاربة حاحة
- انا هقول لفريدة
اتسعت عينيه بصدمة
- قائلا برعب. هتقوليها ايه؟

- هقولها انك حبيبى السابق. نشوف رد فعلها هيكون ايه؟
صرخ فيها
- قائلا بعصبية. انتى اكيد اتجننتى
- فعلا انا اتجننت
- فارس بتهديد. اوعى عمرك تفكرى تقربى ليها هميحكى من على الدنيا.
- واو انتى بتتهددنى
- انا دلوقتى بتكلم بالعقل. بعد كدة ما هيكونش في عقل
- كويس
- هو ايه اللى كويس
- اديتنى سبب مقنع انى انساك
- تنسينى
- اه انساك واتخلص من حبك اللعين لابد
- هو انتى مانستنيش
- مع الاسف لا.
- انتى نسيتى بس بيتهيالك.

- لو كنت نسيتك زى ما بتقول. ماكنتش هرجع علشانك
- انتى راجعة تنتقمى
- وانتقم ليه، وعلشان ايه
- انتى كنتى عارفة انى متجوز فريدة
- لو كنت اعرف. ماكنتش رجعت
- وانتى فاكرنى هصدقك
- تصدق ولا ماتصدقش. دى حاجة ترجعلك انت. قولى بيت اهلى فين
- فى...
- تمام عن اذنك. قالتها وهي تدلف من امامه
امسكها من ذراعها
- قائلا باستفهام. راحة فين؟
نظرت الى يده
- قائلة بايجاب. هروح لوحدى انا مش صغيرة.
ترك ذراعها.

- قائلا وهو يخرج هاتفه من جيبه. طب خدى رقم تليفونى، علشان لو حصل حاجة
- لا شكرا انا راحة لاهلى، مش راحة احارب.
- ماتعصبنيش. وخدى الرقم وانتى ساكتة
- تمام. قالتها ثم ذهبت الى السيارة ؛ لتحضر الهاتف من الحقيقة.
- قائلة باستفهام. رقمك كام؟
- 01...

سجلت الرقم على هاتفها، شكرته، واستاذنت بهدوء، تركته لوحده، ينظر الى السماء، داعيا الله، ان لا يخون ولا يخلف وعده، مهما كلفه ذلك عمره، ففريدة ملاكه لا تستحق الا كل خير...
تسير بضياع والدموع على وجنتيها ترتسم، غير مهتمة بنظرات الناس لها، وفضولهم على سبب بكائها...

وصلت الى المكان المنشود، بعد ان لملمت جرحها، تقدم قدم وتاخر قدم، يدق قلبها برعب من لقاء اهلها، وخجل من نفسها التي اصبحت شخصا اخر، كانت هنا الصاعقة، عندما رات امها، زهرة عمرها، التي هانتها الايام، وغدر بها الزمان، تعيش في منطقة شعبية، وتبيع كالشحاذين في الشارع...
تنادى مرددة
- قائلة بتعب. يا جرجير يا اخضر. وتمسح حبات العرق التي تصبب منها. الذل والمهانة ظاهرة على تفاصيل وجهها.
قدمت اليها زبونة.

- سائلة. البصل بكام؟
- الربطتين بخمسة جنيه.
- مش شايفة انها غالية
- مايغلاش حاجة على القمر
- السيدة بضحك. قمر مين. انا!
مصمصت شفتيها
- قائلة باستغراب. ومالك والله احلى من القمر
- هو انتى شايفة كدة
- انتى القمر بحد ذاته
- علشان الكلمتين الحلوين دولى. خلاص. قالتها برضى. ثم فتحت حقبيتها...
- ايوا كدة. قالتها بابتسامة، ثم اعطتها حزمتين من البصل، اعطتها المال بادب، واخذت عقدتين البصل.

من يصدق، بان امها التي كانت ترتدى اجمل ما لديها، وتتناول افضل طعام، يكون الشارع بانتظارها، هل تلك الامانة التي وعدتها سوزان بان ترعاها، وتكون معها في الضراء قبل السراء، مقابل البعد عن وحيدها، هذا لم يكفيها، بل طلبت منها، لو حقا تحبه، تذهب الى مكان يبعد الاف الاميال عن حبيبها، حتى يطمان قلبها، بان لقائهم مستحيل، كم كان ذلك قاسى عليها، ولكنها وافقت واختارت البعد عن جميع احبتها، مقابل ان يعيشوا اهلها في سعادة تامة، من يعيش بسعادة، مجرد سفرها، اعلنت سوزان عصيانها، واعلمتهم باتفاق ابنتهم، وطردتهم من البيت دون مراعاة لظروفهم، او اهتمام لمساعدتهم التي قدموها طوال السنين الماضية، اباها لم يستحمل تلك الاهانة، فسقط منهم ومات بعد سنتين من رحيل وحيدته، لقد خانت جميع العهود التي كانت بينهما، وتركت امها شحاذة على الطرقات، لماذا منذ ان اتت، وجميع احلامها، دمرت، فارس اصبح لغيرها، وامها اصبحت عاجزة، الغريب ان الابتسامة لا تفارق وجنتي امها، رضى وقبول، يا امى يا نبع الامان، يا كلمة حب لخصها العشاق، دموعها حزينة عاجزة، اه يا دنيا كاذبة ملعونة، دائما تهينى ابن الاصول، وتتركى من معهم مال، ماذا كنت تنتظرى، ان ترى امك سيدة اعمال، او مازالت في كنف عائلة الكيلانى، لا تلومى على الغريب، فانتى ابنتهم وتركتيهم، فما بال الغريب، قلبها يتمزق اسي والم من الظلم الذي تشعر به توا، التفت امها في اتجاهها، على الفور، ابعدت وجهها عن مسار الرؤية، مازالت تنادى على لقمة عيشها، التي تجبرها في الصباح الباكر تستيقظ لجمعه، تراجعت ياسمين بضعف الى مكان ما اتت، فالقاء في ذلك الوقت مستحيل، ستظل مع نفسها تقنعها، بانها هانت امها، واصبحت بائعة جائلة، بعد ان كانت وكانت، لماذا اخذت الاموال، وهانت كرامتها، وعاصت الواحد الدايم، اصبحت تعيش تحت سقف واحد مع شخص لا يربطهم شىء، غير الجنس، كيف هان عليها جسدها ان تظهره امام الجميع، كيف هانت عليها نفسها تسلمها لمخالب الشيطان، بعد ان كانت عفيفة رقيقة، لا يمسها شىء، كيف هان عليها شعرها العفيف، كيف ولماذا، ضميرها يقتلها بكثير من اسئلة التانيب...

رات سيارة اجرى، اشارت لها، فوقفت، ركبت بها، وطلبت من السائق ان يصلها الى الفندق، الذي تكن به، ارجعت راسها للخلف على المقعد، وتركت الدموع تسير باريحية شديدة، تتوجع كثيرا، وقلبها يكاد يخرج من ضلوعها، كرها ونفورا من عهرها، حتى قلبها يرفض تواجده معها، ما فعلته، من سيغفر له، غير الملك...
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

- يقول: قال الله تبارك وتعالى: (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة)
الساعة الخامسة مساءا
وصلت الى المنزل...
فتحت فتحية الباب لها بابتسامة عريضة
- قائلة بحب. اهلا بست البنات.
بادلتها الابتسامة.

- قائلة بصوت يشوبه التعب. اهلا بيكى يا دادة.
ارتعبت عليها
- قائلة بقلق. مالك يا بنتى
- فريدة بارهاق. مافيش يا دادة
- ازاى ما فيش
ابتسمت فريدة على رد فعلها
- قائلة باستغراب. مالك قلقتى كدة ليه
ضربت كف على كف
- قائلة باستغراب. ان ماكنتش هقلق عليكى، هقلق على مين
ربتت على كتفها
- قائلة بامتنان. فيكى الخير يا دادة. ثم تابعت لاطماننها. عامة ماتخفيش. دولى شوية ارهاق
- فتحية بعتاب. من كتر الشغل. هو انتى بترحمى نفسك.

- هعمل ايه. بحب شغلى
- يا حبيبتى صحتك. وبعدين جوزك الله اكبر يقدر لوحده. بعد ما اتعلم منك كل حاجة
- اتعلم ايه. فارس اصلا مهندس شاطر ومن الطراز الرفيع
- اى نعم مافهمتش الكلمتين الاخر دولى. لكن بنت اصول ومتربية.
ابتسمت على طيبة قلبها
- قائلة تاكيدا لكلامها. هي دى الحقيقة
- برضو بنت اصول
دلفت من امامها
- قائلة باستاذن. عن اذنك بقى.
هزات راسها ايجابا وتوجهت إلى مكان عملها.

سارت بتعب وارهاق، ومعدتها تقلب من حين لاخر، حتى وصلت الى السلم بصعوبة.

بعد ان تركها، لف بسيارته كثيرا، حتى مل من نفسه، فقرر ان يذهب الى فريدته، فتح باب الفيلا، رائها تهبط درجات السلم بانوثة ودلال، ظل متسمر في مكانه، ينظر الى تلك النعمة التي اهداه القدر اياها، يتمعن ويطلب ان يتوقف الزمن، ويتغير المكان، وان تكون تلك الوحيدة هي من احبها وعشقها، وليست تلك الياسمين، جميع الوعود مزقت ومات الكلام الجميل، يا ليتنى ظليت على وعدى معك، بان لا يخونك قلبى، لكن مع الاسف لقد خنتك يا ملاكى، بمشاعرى العنيدة، وقلبى الاخرس، الساكت عن الحق، وقفت امامه.

- قائلة باستغراب. اتاخرت يا هندسة كدة ليه؟
- كنت بلف بالعربية شوية
- اه. عرفت بيت اهل جيسي
- اه طبعا
- على كدة بقى لم حد يحب يعرف عنوان حد. تكون مرشده
- هو انتى بتتريقى؟
بابتسامة متزينة
- قائلة باستنكار. حاشا لله.
هز راسه بعدم اقتناع بكلامه. فواضح كثيرا عليها. انها لا تصدقه
- قائلا باستفهام. في اى يا ديداة؟
تجاهلت سؤاله
- قائلة بهزار. في دولمة عراقى
ضم حاجبيه بعدم فهم.

- قائلا باستغراب. دولمة ايه؟ انا مش فاهم حاجة
- انا طابخة ليك. دولمة عراقى
- دولمة عراقى. ودى بقى ايه ان شاء الله
- غير هدومك الاول. وبعد كدة هتعرف اى هى.
- انتى شايفة كدة
- وابو كدة كمان.
دلف من امامها
- قائلا بحماس. تمام هنشوف اكتشافاتك
التفت له
- قائلة بثقة. اكيد هتعجبك
التفت لها
- قائلا بابتسامة. وكمان واثقة
- دى العادى بتاعى
- وانا متاكد انها هتعجبنى.
- فريدة باستعجال. روح بقى غير هدومك
صعد الدرج.

- قائلا باستغراب. تمام مالك مستعجلة كدة ليه. ابتسمت على ردة فعله، وتوجهت الى الحديقة الخلفية، وبعد دقائق، دلف اليها كانت وضعت لمساتها الاخيرة، جلس على المقعد قبالتها، شم رائحة الاكل. جاع اكثر، رفعت الغطاء عن الدولمة العراقى
رفع حاجبيه باستغراب
- قائلا بسخرية. دى محشي
- اه هي شبه المحشي. بس مختلفة عنه جدا.
- وايه الاختلاف في كدة
- دوقها انت. وهتعرف ان طمعها جميل.

هزا راسه ايجابا، ووضع الشوكة في صابع باذنجان، وقطم منه بترقب، بدا يتذوقها، ابتسم على طعمها
- قائلا باستمتاع. طعمها جميل اوى
- مش قولتلك
- اه هي طعمها حلو بس انتى طباخة ماهرة
- اقل حاجة عندى
- تبا لتواضعك. بس معنى قررتى تعمليها
- اصل نفسي راحت ليها
- اه. قالها، وبدا في تناول طعامه باستمتاع، حقا زوجته ماهرة في كل شىء، مميزة وفريدة من نوعها، صعب تكرارها مرة اخرى.

بعد ان انتهوا من طعامهم، وافرغت الطاولة، جلس فارس على الاريكة، اتت فريدة حاملة بيدها صينية فوقها، مشروب البرتقال الطازج، ووضعتهم على الطاولة، وجلست بجواره
- فارس بحب. انا النهاردة. مدلع اوى.
اعطته كوب من العصير
- قائلة بعشق. ان ماكنتش هدلعك هدلع مين.

اخذ منها الكوب بامتنان، وجذبها من خصرها بقوة، اتجاه صدره، فنامت عليه، وتشرب كوبها، مستمتعة بقربه منها، وعبثه بشعرها، ورقتها وحنيتها. بعد ان انتهى من كوبه وضعه على الطاولة، وعادت يده الى مكانها الطبيعى، احتضنت خصرها بحب، وارجع راسه للخلف يفكر، وهي نائمة بين احضانه سعيدة ومحلقة في السماء، تدعو الله ان تديم عليهم تلك السعادة ولا يحرمهم من بعض، اه يا فريدة والف اه، انتى بين احضانى، وانا اتمنى امراة اخرى، لا تحق لى، اه منى فانا خنت جميع العهود، في ثوانى تناسيت كل شىء قدمتى لى، انتى قدمتى روحك. جسدك. قلبك، كل شىء وانا كنت انانى...

نادت عليه برقة
- قائلة بنعاس. فارس
- نعم يا قلبه
قامت من على صدره
- قائلة بنعاس. انا هروح انام
- لسي بدرى يا حبيبي
- لا كفاية كدة
جذبها اليه اكثر
- قائلا برجاء. فريدة بليز خليكى.
خلعت يده من على خصرها، ونظرت الى عينيه
- قائلة بارهاق. تعبانة
- فارس بقلق. مالك يا قلبى
- بطنى بيوجعنى
- لو كنتى تعبانة. اوديكى لدكتور
- مش مستاهلة. هشرب حاجة سخنة. وهكون كويسة
- اكيد هتكونى كويسة.

هزات راسها ايجابا، وقامت من جواره بهدوء.
- فارس باقتراح. طب اجى معاكى...
ابتسمت على قلقه
- قائلة بادب. لا خليك زى ما انت. استمتع بوقتك.
- فريدة
- خلاص بقي. قالتها بادب، ودلفت من امامه.
اخرج تنهيدة حارة من صدره، خطف الهاتف من على الطاولة، وتوجه الى مكتبه، ليجرى اتصال مع نانسى، ليعبر عن وجعه والمه كيفما يشاء، فتحت الهاتف
- قائلة بهدوء. اؤمرنى يا فارس
اخرج تنهيدة حارة من صدره
- قائلا بالم. انا بضيع
- ليه؟

- مشتاق ليها اوى
- ياسمين
- فارس بعصبية. من غيرها بنت الكلب
- فارس اهدى. فترة وهتعدى
- مش قادر تعبان اوى
- استحمل علشان فريدة
- مش عارف ايه اللى رجعها
- بتحبها ولا فريدة
- مش عارف بس واحشانى اوى
- انت عايزاها ولا فريدة
- فارس بصراخ. قولتلك مش عارف
- هبسطهاك
- مين اللى بتحب تكون معاها.

يفكر في حياته مع فريدة وماقدمته لاجله، ومازالت تقدمه، وتلك التي تركته ضائع وتائه بين الطرقات، واذا فجاءة، بعد الهاتف عن مسار الصوت، ليبكى باريحية...
سمعت صوت بكائه
- قائلة باستفهام. ليه بتبكى.
- لانى ماتوقعتش اعمل في فريدة كدة
- هو انت عملت حاجة
- عقلى مبقاش معاها، و روحى مع حد تانى
- كابوس وهيعدى
جز على اسنانه
- قائلا بنفاذ صبر. امتى ده يحصل
- احساسك بالذنب. دليل على حبك لفريدة.

- يمكن ما حبتهاش كفاية. بس اخونها مستحيل. حتى لو روحى في ياسمين.
- جدع يا فارس هي دى الجدعنة
- هتعدى يا نانسى
- اكيد هتعدى. بس ما تكونش خسرت مراتك.
-...

فى تلك اللحظة جالسة ارضا، دموعها على وجنتيها بحسرة والم، وكاس الخمر بيدها، ترتشف منه بضياع، وفقدان للزمان، ونسيان تام لرب السموات والارض، ترتدى قميص نوم اسود خليع مثلها، وعاهر مثل جسدها، تبكى وتضحك وغير مفهوم توا حالتها، غير انها مصابة توا بحالة من الانهيار العصبى، امسكت الهاتف واجرت اتصال عليه، ترن ترن ترن، راى اسمها، على الفور استاذن من نانسي، وقطع اتصاله معها...
- قائلا بضيق. عايزة ايه؟

بيدها كاس من الخمر
- قائلة بسكر. انت فين؟
- هكون فين. في بيتى
- ياسمين بغيرة. هي جنبك؟
- فارس بعصبية. ياسمين فوقى. هو انتى شاربة حاجة؟
- ياسمين بسكر. اه. ايه اللى عرفك.
- انا هقفل.
نادت عليه بحميمية
- قائلة. فارس
- فارس بضعف. ياسمين كفاية
- انا بحبك
اخرج تنهيدة حارة من صدره
- قائلا برجاء. ارحمينى
- ياسمين بجراة. ومين اللى هيرحمنى. وانت معاك مراتك
- فارس برجاء. ياسمين احترمى صحبتك
- صعب اوى
- حاولى.

- ما هي اللى تحترمنى وتبعد
فارس بنفاذ صبر
- قائلا بعصبية. انتى مجنونة
لعقت شفتيها
- قائلة بوقاحة. بيك
جز على اسنانه
- قائلا بغضب. وقاحتك زادت
تجاهلت غضبه
- قائلة بجراة. ما تيجى ليا
- فارس بعدم استيعاب. اجى فين
- في الفندق اللى انا فى
- عايزة ايه
- عايزاك. هنقضي ليلة من الاخر.
هب من على مقعده
- قائلا بغضب. نهارك اسود. استغفر الله العظيم
تجاهلت استغفاره وخوفه ورعبه من الواحد الاحد الفرد الصمد. وسايرت شيطانها.

- قائلة بشهوة. فارس انت واحشانى. افهم بقى
بكى
- قائلا بالم. افهمى انتى. اللى بتطلبى ده جنون
- ليلة من غير قيود او حسابات.
- فين ربنا
تشرب من الكاس
- قائلة ببرود. هيسامحنا
رفع حاجبيه باستغراب. والدموع على وجنتيه كما هى
- قائلا باستنكار. الحرام بقى بالنسبالك سهل اوى كدة
- ومش حرام اللى بيحصلى دلوقتى
جز على اسنانه.

- قائلا بحسرة. ياسمين. فريدة مراتى بتترعش لحد دلوقتى لم بقرب ليها. الخجل لسي موجود فيها. تقريبا لو مر العمر هتفضل هي البنوتة البريئة.
- ياسمين بدموع. بتوجعنى
- فارس بوجع. ياريتك بتحسي.
ثم تابع بنصح. وهو يغلق الهاتف.

- قائلا بعصبية. خافى الله. قالها بنصح. رمى الهاتف على موبيله، وارتمى على مقعده، يبكى ويبكى، كيف هان عليها الله ان تخونه وتخلف ايمانها به، كيف ستقابل المصطفى الهادى الامين، ماذا سيكون ردة فعلها وهو تمتثل امام الله، عندما يسالها بماذا تجيبه، ماذا ستجيبه، بان الحياة سرقتها، او الكلمة الشهيرة بان الشيطان اغواها، اى كانت اسبابها، الحياة قصيرة ولا تستحق ان نفعل فيها غير الخير، حتى يكون لقائنا جيد مع صاحب الخير كله.

( القت الهاتف ارضا، وصرخت باعلى صوت لديها، والقت بجميع الموضوع على الطاولة ارضا، بصراخ وعصبية شديدة، وعينيها يملائها الشر والتحدى والتوعد، بانها ستجعل فارس اجلا او عاجلا لها، متجاهلة تماما وجود رب السماء، ظلت طوال شهر كاملا تتطارده، وتحاول معه مرارا وتكرار، بليلة لن تعوض، ولم يعرف عنها احد شىء، وفريدة مازالت معدتها تغثو، ولا تعرف السبب، او تقريبا تعرف ذلك وتتجاهله، ).

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة