قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الأربعون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الأربعون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الأربعون

فى مساء ليلة حافلة بالاحداث السعيدة، في ذلك الوقت كانت تجهز نفسها بان تصبح زوجته، لقد كانت عصبية، ولا تطيق ان يكلمها احد او يقرب منها، وخاصة المصور الفوتغرافى وعصبيتها الزائدة عندما اخبرها ان يحتضنها من الخلف، لقد ثارت او بمعنى اصح، قامت القيامة ولم تقعد، سنة كاملة عاشتها معه، بحلوها ومرها، كانت دائما مسيطرة وعنيدة ولسانها يحتاج الى قطعه في التو والحال، مثلما دائما كان يخبرها، قلبه يدق سريعا، والحزن يخيم على قلبه، احساسه لم يختلف عن السنة الماضية، بل ازاد سوء، برجوع ياسمين، في الماضي كانت لا يوجد التزام باحد، لكن الان، اذا كسرت فريدة او همشت، فهو مسئول مسئولية كاملة امام الله، يردد دائما باسم الله ان يكون معه، ولا يخلف وعده ايا كانت الاسباب تهلك حياته بالكامل وتدمر، والا يقترب اية حزن، من زوجته الفريدة من نوعها.

في قاعة بسيطة، اجتمع فيها العدو والحبيب، بعد دقائق، اطلوا على الجميع متماسكين الايادى بحميمية، وسط التصفيق الحارة، والسعادة التي ملات قلوب المحبين، سلطت عليهم عدسات الكاميرا، منبهرين بجمالها الهادى والراقى، وفستانها المحتشم بلونه الاحمر، وتركت شعرها مفرودا على كتفيها، نظرت اليه بحب، وقلبها يدق من السعادة، هو انت الذي انتظرته طوال حياتى، هو انت الذي اشتقت له، جائت انت فانتعشت روحى، وعاد لها شبابها الذي سرقته الايام ودمرته الليالى، انظر الى فاراضى قلبي قد تزينت بورود حبك، وانحلت همومى التي كانت بلا حل، فليكتب الله عمرى مع عمرك، اعتب على اليوم الذي يمر في بدونك، كملت كل ما كان ينقصنى، وازدته بهجة وسعادة، حقا انى ممتنة لك، البارحة وضعت راسى على الوسادة، شكرت الله على كونك موجودا، فكرت في كلانا وقتا طويلا، ودعوت الله ان تبقى بخير دائما، من بعد الان صعب تخيل ايامى بدونك، شكرا يا من علمتنى العشق كيفما يكون، وعلمتنى لغة جديدة لم ينطقها قلبى من قبل، شكرا على حبك وعلى صداقتك، شكرا انتى يا من اعطيتى لحياتى معنى.

سار بها الى وسط القاعة، ليتراقص على اول اغنية سمعوها في فرحهم، وعد العيون
وعد العيون اصدق وعود الحب
وعنيه قالولي كلام كتير من القلب
انا عيشت احلم بي بقالي سنين
من غير ما اشوفو انا كان في قلبي حنين
انا حبيتو خلاص يا ليالي.

قربها منه اكثر، متذكرا تلك الرقصة الجميلة، التي جمعتهم اول مرة، لقد رجفت في يده، من اول ما وضع يده على خصرها، تقريبا تلك اللحظة، ولم تعرف، رفع وجهه اليها، ينظر اليها بحزن ممزوج باسف شديد.
خدني الشوق و لا كان على بالي
لم عرفت عنيه
عمري اتغير بي
و لقيت نفسي بعيش في هوا و اسهر ليلي
كان قلبو فين غايب بقالو زمان
دورت ياما علية في كل مكان
انا لما شوفت عنية ملاني هوا
و اخترتو يبقي حبيبي و ابقاى معاه.

لقد مرت سنة على الاتفاق الذي كان بينهما، افتراض توا، ينتهى العقد الذي جمعهم، لكن احتياجهم لبعضهم، لغى جميع الصفقات، ينظر اليها بحب عميق، انت قدرى، انتى العشق بحد ذاته، في داخلى بنيت دنيا كبيرة، وانت قلب هذه الدنيا، الاشعار التي كتبت، كتبت لاجلك انتى ايتها الغالية، اريد ان اقولك لك شيئا، احبك كثيرا وكثيرا وكثيرا، واصرخ بقول ذلك، ولا اشعر بخجل بين ذلك الحشد الكبير، تتمايل بين يديه، بحب ورقة، ويخرج تنهيدة حارة، خوفا ان يشتت شملهم، وتنتهى تلك السعادة الابدية، يقبل يدها وراسها، ويشكرها على وجودها في حياته، لقد تزينت حياته بالحب والامان والاستقرار، عندما تكونين بجانبى لا اخاف من اى شىء في الحياة، يكفى وجودك معى.

في تلك اللحظة، دلفت الحرباء بفستان احمر نارى مثير. فهى تعلم مدى عشقه للون الاحمر، لفتت جميع الانظار، من الكبير والصغير، عندما رائها فقد اعصابه، وزوجته تتراقص بين احضانه، تعمدت ان تستفزه رسمت قلب لفريدة قاصدة اياه، ارسلت لها فريدة قبلة حب طائرة، نظرت الى زوجها، الذي تغيرت ملامحه، الى الاضطراب والقلق، ثم توجهت الى مكان تقف فيه بهدوء، وتنظر له من بعيد بالم واسى...

بأنه أصبح لديه حبيبة أخرى، فعشقك أصبح سما لي، وحبك جهنم باكملها، قلبك أصبح مسكنا لها وبيتا من بيوتها، ايا يكن، لا تلامسها بتلك الطريقة، وتقربها اليك اكثر، ولا تهمس في اذنيها، وتخبرها انها حبيبتك الاولى والاخيرة، ولا تقل لها يا عمري او قطعة منى، ولا شىء من هذا القبيل. فتلك الكلمات ستقتلنى وتؤدى بى الى التهلكة، لكن مع الاسف، لقد احترقت احترقت احترقت يا إلهي، وانا انقهر على القدر الذي فرقنا، لقد اضعت عمري هباء، وفقدت طرقي، يحتضنها بشغف وحب، وكان الفراش الذي يجمعهم لا يكفى الحب الذي يجمعهم كل ليلة، كل ليلة تكون بين احضانه، يسمعها اشعار الحب التي كتبت لاجل حضرتها، فهى فريدته وزوجته، التي مستحيل ان تتكرر مرة اخرى، لقد ملت من تلك الكلمات، التي دائما يسمعها اياها، عندما تتصل به، فهو يهيم عشقا بزوجته الفريدة من نوعها...

عندما راتها سوزان، لم ولن تضيع فرصتها بسهولة، استاذنت من زوجها، وذهبت لتقنها عدد من الكلمات، رات ياسمين تلك العقربة تاتى باتجاهها، وقفت بثبات واقسمت في داخلها ان ترد لها الصاع صاعين.
بعد وصلت اليها سوزان نظرت لها بتعالى
- قائلة بكره. ازيك ياسمين. هو انتى لسي عايشة؟
ياسمين بوقاحة
- قائلة بكره. ازيك يا سوزان
انصدمت من ردها
- قائلة باستغراب. سوزان بس!
- ياسمين ببرود. اومال عايزانى اقولك ايه؟

- دى انتى نسيتى نفسك.
- ياسمين بغرور. اوى فوق ما تقولى
نظرت الى ملابسها الفاضحة
- قائلة بكره. واضح من لبسك.
ياسمين بثبات
- قائلة لاغظتها. اى رايك انفع
- فعلا تنفعى تكونى بنت من بنات الشارع
- ياسمين ببرود. مش حرد عليكى. لانك واحدة كبيرة وشكلك خرفتى
- سوزان بعصبية. صحيح وقحة وقليلة الادب
- بنفس البرود. من بعض ما عندكوا
- دلوقتى مافيش ندم جوايا
- ندم على ظلمك ليا
- كان موجود الاول. بس بعد كدة بقى كله في الارض.

تجاهلت كلامها، ونظرت الى فريدة التي بين احضان زوجها
- قائلة بغل. هي دى مرات فارس
- بنت تشرف بلد. مش وقحة زيك
- انتى لسى ماشفتيش وقاحة
- تاكدى انى شفت
- اه ابنك متجوز. بس مصيره يكون معايا
- مستحيل يسيب الملكة. ويروح للجارية
- الحب اللى هيحكمه
- من غير احكام. ابنى هيختار مراته مش انتى.
زمت فمها لامام
- قائلة بثقة. هنشوف
- انتى واثقة اوى
- فوق ما تتخيلى
- تاخدى كام وتبعدى.
بدات تفكر بخبث. ثم قالت بوقاحة.

- ابنك يكون جوزى.
انصدمت سوزان من اجابتها الغير متوقعة
- قائلة بعصبية. انتى اكيد اتجننتى.
ضحكت ياسمين باستفزاز. ثم نظرت لها
- قائلة بتهديد. لا لسى ماشفتيش جنان
- سوزان بتحذير. ابعدى عن فارس وفريدة احسنلك
- ياسمين بمياعة. وان مابعدتش
- هيكون التمن غالى
- ياسمين بقوة. ورينى نفسك هتعملى ايه. ثم تابعت باحتقار. يا سوزان
- لا. دى انا من ناحية هعمل. فعمل كتير اوى
- ياسمين بعدم خوف. ورينى وانا مستنية.

- وقحة وقليلة الادب
رفعت حاجبيها باسفزاز
- قائلة بجراة. قولتلك بعض ما عندكوا.
- مش غربب على واحدة وقحة ذيك
نظرت لها
- قائلة بغل. خلتى امى بايعة خضار
- مش انا اللى خلت. انتى اللى عملتى كدة فيها
- فين وعدك يا سوزى
- اعملى اللى انا عايزاى وانا هوفى بوعدى.
- وعدك. عامة اطمنى. بيت ابنك لو مخربتوش. مابقاش ياسمين
- ماتقدريش تعملى حاجة
- من ناحية هقدر فانا اقدر اوى كمان
- قولى عايزة ايه من غير لف ولا دوران.

- خراب بيت ابنك
- انتى شكلك نستينى
- بالم. لا انا فاكرة اوى...
انتهت الرقصة
( تركتها، وذهبت الى زوجها سريعا، حتى لا يلاحظ احد، لقد المها الكلام بشدة، لكنها تمالكت نفسها، واقسمت على دموعها ان لا تنزل، غير في مكانها الطبيعى، بعيدا عن تلك الناس المنافقين الكذابين، واولهم ذلك الحبيب، ).

صفق لهم الجميع، واقترب منها اباها، وقبلها على جبينها بحب وسعادة، بان ابنته اليوم تحتفل بمرور سنة على زواجها، قبلت يده باحترام وتقدير، مهما يكن فهو اباها وسندها وعكازها، احتضنتها عمتها، والسعادة تملا قلبها، بادلتها فريدة الحضن بحب وامتنان، فارس تبادل مع اباها السلام وعمتها، بعد ان انتهوا، توجهت الى حماها، وحماتها، التي سلمت عليهم بحب، وباركت لهم بسعادة، وحماها الذي قبلها على جبينها متمنيا لها سعادة طوال الامد، بعد ان انتهوا توجهوا الى ياسمين، احتضنتها فريدة على الفور.

- قائلة باعجاب. ايه الجمال ده؟
- ياسمين بابتسامة. انتى الجمال نفسه.
- لا انتى كدابة
- كدابة في ايه. بجد انتى قمر
- بس مش احلى منك. ولا ايه يا فارس؟
انتبه فارس الى كلامها
- قائلا باستفهام. نعم في ايه؟
- مش ياسمين احلى منى
فارس بعصبية.
- قائلا بضيق. مستحيل طبعا يكون حد احلى منك.
فريدة باستغراب من عصبيتها
- قائلة بهدوء. فارس ما ينفعش تقول كدة
رمق ياسمين نظرة كره
- قائلا بضيق. وانتى ما ينفعش تقارنى نفسك بحد.

في تلك اللحظة كان وصل صديقه. وخطبيته الرقيقة ندى، التي خطفت الانظار بعفتها وجمالها الرقيق، استاذن منها، وامسك يد فريدة، وتوجهوا الى صديقه، وسط استغراب فريدة من جرها، وسحبها بمبالغة شديدة، اقترب منهم هو وخطيبته، احتضن فارس على الفور
- قائلا بسعادة. مليار مبروك يا اسد.
وندى كالمثل مع فريدة بالسلام والحب
يحتضنه فارس
- قائلا بسعادة. الله يبارك فيك يا فرعون. عقبالك
خرج من حضنه
- قائلا بحب. في حياتك يا غالى.

مد يده الى زوجته بادب
- قائلا بسعادة. مبروك يا مدام فريدة.
مدت يدها
- قائلة بادب. الله يبارك فيك. وبعدين اى مدام دى
- لا دى تسالى فيها جوزك
- فارس بغيرة. اومال عايز تقولها فريدة بس
- فريدة باستغراب. اومال يقول ايه.
ابتسم بوسامة شديدة
- قائلا بهدوء. مدام زى ما بيقول
- فريدة باستفهام. هو انت بتقول لندى يا مدام
- فارس بتوضيح. هي ندى مدام.
ثم وجه حديثه الى ندى
- قائلا باستفهام. ولا ايه يا ندوش.

- ندى برقة. اى مدام دى يا فارس
- احمد معاتبا. ندوش ماندخلش بينهم
تجاهلت كلامهم. ونظرت اليه
- قائلة بعصبية. فارس.
نظر لها بحب وامسك صدغها
- قائلا بحب. يا عيون وروح وقلب فارس.
صفق احمد لصديقه
- قائلا بتباهى. صحبى رافع راسي
- فريدة بغيظ. اتنيل انت كمان. مش شايفه بيقول ايه
- كل الناس تقولك مدام. ماعدا انا اقولك يا ديداة
- انت بتتكلم من اى وجهة نظر
- انا بغار
- احمد بتصفيق. اوبا بقى.

التزمت الصمت. وبادلته ابتسامة خجل
- قائلا بحب. اموت انا
- كفل الشر. ان شاء...
اشار لها والداها
قطعها عن مواصلة الحديث
بان تاتى حتى تسلم على المدعوين، استاذنت بادب، فاتت معها ندى، حتى تتعرف على اهلها، وتشكرهم على تلك التربية الرائعة، دلفوا من هنا...
لقد رائها احمد متغيرة كثيرا عما كان يعرفها في السابق، نظر الى فارس
- قائلا باستفهام. ايه اللى جابها هنا؟
- ياسمين؟
- احمد بعصبية. من غيرها؟
- فريدة دعيتها.

- اه. بس اتغيرت موت
- ياترى بقي لاحلى ولا لاوحش
- اكيد لاوحش. هي بقت عاملة كدة ليه
- مش عارف
- بنصح. فارس ابعد عنها. ياسمين مابقتش اللى نعرفها
- عارف. بس
رفع حاجبيه باستغراب
- قائلا باستفسار. بس ايه.
دلف من امامه
- قائلا بهدوء. هقولك بعدين.
- احمد بضيق. فارس رايح فين.

لم يرد عليه، وتركه يضرب كف على كف، اما هو، لقد غمز لها، بان ترافقه الى البالكونة، لكى يتحدثوا، وهي على الفور، هزات راسها بالموافقة، ثم فتحت حقيبتها، واخرجت مراة صغيرة، لتتاكد من منظرها، رات في مراتها ان كل شىء في مكانه، فدلفت اليه، كان يقف عند البالكون ويعطيها ظهره، تريد توا ان تحضتنه، وتعبر له عن مدى اشتياقها العنيف له، لكنها ستنتظر حتى يستسلم لها ويصبح ملكها، فالصبر جميل...
تنحنحت.

- قائلة بمياعة. احم احم.
التفت لها بتردد
- قائلا بالم. ياسمين. ان...
قطعته
- قائلة باستفهام. فكرت
- في ايه
- انت عارف
تذكر مكالمتها الوقحة اليه. عض على شفتيه
- قائلا بضيق. مجنونة
- ياسمين بحميمية. ليلة هنعوض اشتياقنا لبعض
- ياسمين
- فارس. فريدة مش هتعرف
- انا...
وضعت يدها على شفتيه
- قائلة بوقاحة. انا مش واحشاك.
-...
لم يرد عليها. وطال صمته
انزلت يدها
- قائلة بقلق. رد على. سكوتك بيخوفنى
فارس بنفاذ صبر منها.

- قائلا باستفهام. الساعة كام؟
- ياسمين بسعادة. يعنى موافق.
تجاهل سعادتها
- قائلا بتحذير. ماعيزاش حد يعرف
- اكيد يا حبيبي.
صمت قليلا، ثم ضحك بهسترية شديدة، يضحك ويضحك، والضحكات تخرج مع رضاه وسعادته.
رفعت حاجبيها باستغراب
- قائلة بضيق. بتضحك على ايه.
فارس ومازال يضحك
- قائلا بايجاب. بضحك عليكى.
اتسعت عينيها بصدمة
- قائلة بعصببة. فارس بتقولى ايه؟

تجاهل سؤالها وعصبيتها، و نظر الى السماء. شاكرا رب العباد. الذي مستحيل يخلف معاده او وعده. حقا اعشقك يا خالقى.
- قائلا بصدق شديد. ياسمين انا مابحبكيش. انتى كنت ماضى وانتهى. فريدة هي الحاضر والمستقبل. دق قلبه فجاءة عشقا لزوجته وحبيبته العنيدة
- قائلا بسعادة. هي كل حاجة. وانتى ولا حاجة.
وضعت يدها على قلبها
- قائلة بصدمة. انت بتقول ايه.

- بقولك بحب مراتى. والحمد لله ماخنتهاش. لانها انسانة تستحق الاحترام والتقدير
ابتلعت ريقها بصعوبة
- قائلة باستنكار. فارس ازاى انا ياسمين حبيبتك
- كان في وخلص، دلوقتى فريدة وبس
- ياسمين باستفهام. طب ليه نادتنى. ثم تابعت بسخرية. ما دام بتحبها اوى كدة
- كنت عايز اتاكد من حاجة
رفعت حاجبيها باستغراب
- قائلة باستفهام. حاجة ايه؟
- انك واحدة رخيصة اتخلت عن كل مبادئها. و تبيع صحبتها ببساطة شديدة جدا.

اتسعت عينيها بصدمة. بانه كشفها. وانزل ستارها سريعا. قبل ان تصل الى هدفها. وتخرب حيلته وتدمره. مثلما فعلت من قبل. لكنه اصبح قريب من خالقه. فنجاه من شرها
- قائلة بعصبية. انت ازاى تقولى كدة؟
- فارس بسخرية. مالك متعصبة كدة ليه. ما هي دى الحقيقة
ياسمين بصراخ
- قائلة بعشق. حبى ليك سميته رخص
- فارس باستهزاء. طالبانى نكون ما بعض.
ثم تابع وهو يغمز لها
- قائلا بفهم. تسمى ايه؟

- اسمى انى حبيتك وقررت اتخلى عن كل حاجة علشانك
- تغضبي ربنا علشانى. فريدة مراتى. ضاغطا على حروف الكلمة. ماسلمتنيش نفسها الا بعد خمس شهور من جوازنا.
ثم رفع يده في وجهها
- قائلا باستنكار. خمس شهور. حاولت معاها كل المحاولات، وهي جبل شامخ لانها ببساطة عفيفة وطاهرة. مش زى ناس
اقتربت منه
- قائلة بوقاحة. انا بحبك
ابتعد عنها
- قائلا بقرف. وانا بكرهك
- فارس انت بتكدب على نفسك
- انتى اللى بتكدبى على نفسك مش انا.

- راجع دفاترك وحياتك. هتلاقنينى موجودة في كل ركن من ذكرياتك
- قولتى دفاتر وذكريات. يعنى كان ماضى وخلص
رفعت حاجبيها بوقاحة
- قائلة بجراة. انا مابتنسيش بسهولة
زم فمه لامام بتفكر
- قائلا بتاكيد. كلامك صح. ثم تابع بحب. بس فريدة لا تقاوم
ياسمين بغل
- قائلة بتهدبد. فارس هدمرك
ضحك فارس على تبجحها. وتهديدها الصريح.

- قائلا بقوة. ولا تقدرى تعملى حاجة. ثم تابع بتحذير. اوعى عمرك تفكرى تكلمينى. لانك هتشوفى وش عمرك ماشفتهوش
ياسمين بوجع
- قائلة بدموع. لا شفت
يدلف من امامها
- قائلا بكره. تاكدى انك لسي ماشفتيش حاجة.
لتكونى ما تكونين، فان اسمك سيظل حبيبتى السابقة.

اسالى قلبك عنى، واخترعى الكثير من الاكاذيب، اطلبى السماح من الله، ثم سامحى نفسك على ما اقترفته في حقها، فانا سامحتك ولا احتاج الى وجودك في حياتى مرة اخرى، ربنا يهديك الى طريق الصواب، وحمدا لله انى مازالت على وعدى مع الله.
ارتمت ارضا تبكى بقهر وغل عنيف، وتتوعد في داخلها ان تقضى عليه مثلما قضي عليها...

راى زوجته تقف بين الناس بشموخ وكبرياء، هاهى الانسانة التي قدمت وضحت وعافرت، وضربت اورع واجمل مثال في الزوجة الصالحة والمراة العفيفة الطاهرة، عندما راته ينظر لها بحب، استاذنت من الناس وتوجهت اليه، تسير بدلال و ثقة وكبرياء جميل منها، حتى وقفت امامه بابتسامتها العفيفة وانوثتها الطاغية
- قائلة باستفهام. كنت فين؟
تجاهل سؤالها
- قائلا بعشق. بحبك.

ابتسمت بخجل، حاوط خصرها بتملك، وقربها منه، ليقبلها، ويغرق معها في امل واعذب سمفونيات الحب.
ابتعدت عنه
- قائلة بخجل. فارس الناس
تجاهل خجلها
- قائلا بحنق. يولعوا. ثم تابع وهو يغمز لها. وهو يقربها له اكثر. هامسا في اذنها.
- قائلا بوقاحة. انتى واحشانى
احمرت وجنتيها اثر كلمته، وهي تنظر الى الناس باحراج شديد. همست في اذنه
- قائلة بهدوء. كلها ساعتين ونروح.
فارس بتفكر في الساعتين. بعد ان تذكر. هامسا في اذنها.

- قائلا بضيق. ساعتين كتير اوي.
- هيعدوا بسرعة
زم فمه لامام بضيق
- قائلا بتذمر. كتير يا ديداة اوى. ثم تابع باقتراح. طب ما تيجى نفكنا من الناس دى ونروح.
- الناس دى جاية علشانا
فارس بتافف
- قائلا بضيق. انا زهقت هم مازهقوش
رفعت حاجبيها بتفهم من تصرفاته
- قائلة باستغراب. زهقت من ايه. كلها ساعتين ونروح بينا
جز على اسنانه. هامسا في اذنها
- قائلا بنفاذ صبر. بقولك واحشانى
- فار...

حملها من خصرها، بقرار نهائى، ولم و لن ينتظر اكثر من ذلك، وسط استغراب ودهشة جميع الحضور، وبدا التصفيق الحار في القاعة باكملها، وسط التهليل والتصفير الذي خرج من موظفين شركتهم سعداء بهم، والدعاء لهم باستمرار حياتهم على ذلك النحو المجنون، انحنى بها امتنانا على تصفقيهم لهم، وسعادتهم المفرطة بهم. اما فريدة اختبات في حضنه من خجلها الشديد من تصرفاته الغير متوقعة، دلف بها...
نادى عليه احمد بصراخ.

- قائلا باستفهام. رايح فين يا كنج
متجاهلا صديقه
- قائلا بصوت مرتفع. مروح يا فرعون.
احمد بسعادة
- قائلا بصوت مرتفع. خد وضعك يا زميل. ثم تابع بدعاء. اوعدنا يارب
ندى برقة
- قائلة بابتسامة. فارس دى مجنون
- ربنا يديم عليه الجنان. صحبى ورافع راسي
- احمد كدة ما ينفعش
- ماينفعش ايه. فخور بانجازات صحبى
رفعت حاجبيها بعدم فهم
- قائلة باستغراب. انجازات
- احمد بجدية. اومال ايه يا بنتى
- ندى برقة. انت شايف كدة.

- وابو كدة كمان
- احمد
- يا عيون وكلاوى ومخاصى وفشة احمد
ضحكت ندى برقة على رده
- قائلة بابتسامة. انت بتجبب الكلام ده منين
نظر لها بحب
- قائلا بصدق العشاق. من جمال عينك ورقة انوثتك
توردت وجنتيها بخجل
- قائلة بهدوء. احمد عيب
- عيب ايه. هو انا قولت حاجة لسي
- كفاية كدة
- انتى طيبة اوى. دى في كلام في قلبى يكفى العالم ده بحاله.
عضت على شفتيها بخجل من حبه الشديد لها. ونظرت ارضا. نظر لها.

- قائلا. هو في ايه. هو البلاط عجبك.
نظرت له ندى
- قائلة بعدم فهم. بلاط ايه؟
- بلاط القاعة. اصل من ساعة ما بكلمك عينك على طول في البلاط
لم ترد عليه. فالخجل تملك منها بشدة. صفق بيده على خجلها الطفول العفيف
- قائلا بحب. اموت انا...
قطعته على الفور
- قائلة بحب. كفل الشر.
عض على شفتيه من حبها الشديد له
- قائلا بعشق. انا بحبك.
- احمد حرام ما ينفعش كدة
- احمد باستغراب. هو حرام اعبر عن حبى ليكى
- علشان خاطر ربنا.

جز على اسنانه
- قائلا بقسم. والله علشان خاطر ربنا هصبر. حسبي الله ونعم الوكيل.
انصدمت من دعوته.
- قائلة باستفهام. انت بتدعى على
- حاشا لله انا بدعى على نفسي
- ليه يا احمد
- ذنب وبكفره
-...
حسين بسعادة موجها حديثه لصديقه
- قائلا بوقار. ابنك مجنون ذيك يا محمد
بادله محمد السعادة
- قائلا بايجاب. من شابه اباه فمن ظلم
شاركتهم فاطمة السعادة
- قائلة. فارس دى مجنون
- سوزان بتوضيح. والله كان عاقل. بس فريدة جننته
-...

بعد نصف ساعة.

فى بهو الفيلا منذ وصولهما، وهو يدلف ذهابا وايابا، يفكر كيف يخبرها، ومن اين يبدا كلامه، بماذا يقول لها ولا يقول، يريد ان يعد عدته، حتى لا ترفضه، وترفض الرجوع نهائيا له، تحيرت من الذي تراه توا، فحالته غريبة، وغير مفسر اسبابها، فمن من ساعة، كان يتمنى ان يذهب الى البيت ويعبر لها عن مدى اشتياقه لها، منذ ان دلفوا الى الداخل، وهو يدلف المكان ذهابا وايابا وكأنه لديه ندر يريد ان يفى به، والذي زاد الطين بلة الحزن والتافف الواضحين على معالم وجهه، ماذا اصابه؟

اقتربت منه
- قائلة بقلق. مالك يا فارس؟
نظر لها بالم.
- قائلا بوجع. انا اسف.
اتسعت عينيها بصدمة
- قائلة باستغراب. اسف. اسف على ايه
- لانى كدبت عليكى
- فريدة بتوتر. كدبت على. كدبت على في ايه.
ابتلع ريقه بصعوبة
- قائلا بثبات مصطنع. جيسي صحبتك
- مالها؟
- هي ياسمين حبيبتى القديمة.
اغمضت عينيها لثوانى لكى تستوعب. بعد ذلك فتحتهم. و ارجعت شعرها للخلف بتوتر. وبادلته نظرة قوية.

- قائلة ببرود عكس ما بها من انهيار كنت عارفة.
انه بعد شهر ونصف يعترف بان ياسمين حبيبته السابقة. لقد سمعته وهو يتحدث مع نانسي
( بعد ان ارتاحت قليلا، من الم بطنها الذي كانت تعانى منه، دلفت من غرفتها، لتطمان عليه، ترجلت درجات السلم، وتوجهت الى الحديقة الخلفية لم تجده، فايقنت انه بغرفة المكتب، تسير وتسير بهدوء، وابتسامة امان تملا وجهها، لا تعرف ماذا يخبى لها القدر، كادت ان تطرق الباب سمعته...

- قائلا بالم. انا بضيع
- ليه
- مشتاق ليها اوى
- ياسمين
- فارس بعصبية. من غيرها بنت الكلب
- فارس اهدى. فترة وهتعدى
- مش قادر تعبان اوى
- استحمل علشان فريدة
- مش عارف ايه اللى رجعها
- بتحبها ولا فريدة
- مش عارف بس واحشانى اوى
امسكت قلبها من الصدمة، ووضعت يديها فمها، وتركت دموعها تخرج بالم موجوع
- انت عايزاها ولا فريدة
- فارس بصراخ. قولتلك مش عارف
- هبسطهاك
- مين اللى بتحب تكون معاها.

عند هذه لم يتحمل قلبها اكثر من ذلك، وركضت سريعا الى غرفتها، لا تعلم كيف وصلت اليها، واغلقت بابها، بعد ان سمعت، فارس يخونها، ومع من صديقتها، وكيف تكون جيسي هي ياسمين، ارتمت على السرير، تبكى بالم موجوع، ولماذا ذلك الوقت بالتحديد اتت، ولماذا لم تخبرها، بان فارس هو ذلك الشخص الذي تعشقه بجنون، اه اه اه اه اه، فارس وياسمين معا، واين انا من تلك اللعبة، فانا مجرد سد خانة بالنسبة له، زوجى يشتاق الى غيرى، ويتمنى ان يكون معها اليوم قبل الغد، اه يا الله، لماذا بعد ان عشقته، وسلمته كل شىء يحدث ذلك ليا، هو يريدها بعنف، ياريتنى كنت صماء او عمياء او خرساء، ولا ادرك خيانته لى، يا ليتنى ما كنت اسمع ولا اعرف، وينكسر قلبى بتلك الطريقة المهينة، يا ليتنى ما تعلمت العشق منك، فجاة بدون اوان، جاء الحب على راسى، وتوغل داخل احشاء قلبى، مع الاسف احترقت روحى و معها قلبى بالكامل، تاذيت وخسرت الكثير، وكل الذي فعلته معه ضاع على الفاضى بدون جدوى، انتهى العمر وانتهت حياتى، باختصار لقد انهانى الحب من جميع الزوايا، الحب كان اكبر كذبة عشتها معه، سرق عمرى وشبابى معا في حب ضائع، تحضنى كل ليلة وتهمس في اذنى بكلمات الحب، واحضانك جميعها كانت افعى تقتلنا كل ليلة، وانا لا اعلم عنها شيئا، يحترق داخلى بنيران الخيانة الموجعة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة