قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الحادي والأربعون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الحادي والأربعون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الحادي والأربعون

- هبسطهاك
- مين اللى بتحب تكون معاها.

عند هذه لم يتحمل قلبها اكثر من ذلك، وركضت سريعا الى غرفتها، لا تعلم كيف وصلت اليها، واغلقت بابها، بعد ان سمعت، فارس يخونها، ومع من صديقتها، وكيف تكون جيسي هي ياسمين، ارتمت على السرير، تبكى بالم موجوع، ولماذا ذلك الوقت بالتحديد اتت، ولماذا لم تخبرها، بان فارس هو ذلك الشخص الذي تعشقه بجنون، اه اه اه اه اه، فارس وياسمين معا، واين انا من تلك اللعبة، فانا مجرد سد خانة بالنسبة له، زوجى يشتاق الى غيرى، ويتمنى ان يكون معها اليوم قبل الغد، اه يا الله، لماذا بعد ان عشقته، وسلمته كل شىء يحدث ذلك ليا، هو يريدها بعنف، ياريتنى كنت صماء او عمياء او خرساء، ولا ادرك خيانته لى، يا ليتنى ما كنت اسمع ولا اعرف، وينكسر قلبى بتلك الطريقة المهينة، يا ليتنى ما تعلمت العشق منك، فجاة بدون اوان، جاء الحب على راسى، وتوغل داخل احشاء قلبى، مع الاسف احترقت روحى و معها قلبى بالكامل، تاذيت وخسرت الكثير، وكل الذي فعلته معه ضاع على الفاضى بدون جدوى، انتهى العمر وانتهت حياتى، باختصار لقد انهانى الحب من جميع الزوايا، الحب كان اكبر كذبة عشتها معه، سرق عمرى وشبابى معا في حب ضائع، تحضنى كل ليلة وتهمس في اذنى بكلمات الحب، واحضانك جميعها كانت افعى تقتلنا كل ليلة، وانا لا اعلم عنها شيئا، يحترق داخلى بنيران الخيانة الموجعة.

بعد أن انتهى من اتصاله، دلف إلى غرفتهما، رائها نائمة في ثبات عميق وتعطيه ظهرها، نظر لها بحب شديد، متوعدا في داخله انه مهما حدث، لن يخلف وعده مع ذلك الملاك مهما قدمت له ياسمين، ففريدة نادرة وعظيمة، امراة صعب مقارنتها باحد، لان اشباه الجوارى تحت اقدامها، اطفا الانوار ورفع الغطاء عنها، ونام بجوارها، حاوط يده حول خصرها، وقبل شعرها بحب، وضع يده على بطنها، يربت عليه من الألم، الذي كانت تعانى منه توا، يربت بهدوء شديد، داعيا في داخله ان تهدأ الالمها، وتصبح على ما يرام، فالامها من الامه، رجائه الوحيد من الله ان يعطيها من عمره لها، وتظل ابتسامتها على وجنتيها لا تغيب ابدا، قاسما في داخله بان لا يجعل الحزن ابدا يطرق باب قلبها، انتى ابنتى وزوجتى وحبيبتى وقطعة من ضلوعى، ونفسي الذي اتنفسه كل ليلة بوجودكى جنبى ومعى، شاعرة بكل شىء منذ دخوله الغرفة ولم تصدر صوت، سبحان من جعلها تتمالك أعصابها عندما جذبها إلى صدره، تبكى بسخرية في داخلها، كم ان زوجها حنون، يربت على بطنها بهدوء، ويقبل شعرها بحب شديد، الذي يراه توا، سيصدق حقا بأنه يحبها ويعشقها، وأن الكذب والخداع لا يوجد في قاموسه، تكتم صوت بكائها بصعوبة شديدة، تريد أن تخرج من تملكه لها، وتخبره بحقيقة ما سمعته، لكنها قررت تنتظر حتى تعرف ما تؤول إليه الأمور، ستظل تراقبهم من بعيد لبعيد، وتدعهم يفعلوا ما يفعلوا، حتى يخرجوا اكثر ما لديهم. امام بكائها وقهرها وعجزها ستتركهم ليوم الحساب...

تمر الايام ثقيلة عليها، تتظاهر بالحب والثبات، وأن حياتها طبيعية مثلما كانت من قبل، صحيح أن الأمر مميت ومهين، ولكنها ستواصل حتى يظهروا ما لديهم، أو ذلك ادعاء للبقاء معه، فقلبها اللعين يحبه حد الجنون، كم انه شعور صعب ان تمثلى امام من ظلمك بأن الأمور بينكم على افضل حال، )
اتسعت عينيه بصدمة
- قائلا باستفهام. كنتى عارفة
- اه. هو انت فاكرنى هبلة
- فارس بصدمة. طب ليه ما قولتيش. وعرفتى ازاى؟

- فريدة بالم. سمعتك بتكلم نانسي، وتانى مرة كانت النهاردة.

قلقت عليه، ودلفت في اتجاه البلكونة، وكانت هنا الصاعقة، عندما سمعته يوافق على عرض ياسمين، بان تجمعهم ليلة واحدة، دون ان تعرف، متجاهلين تماما رب السماء، حسبي الله ونعم الوكيل، هربت دمعة مع عينيها، قبل ان تتملك منها وتجعلها ضعيفة او مهزوزة، مسحتها على الفور، وقبل أن تسمع رده، دلفت إلى الداخل بثبات انفعالي رهيب، فهى ملكة في السيطرة على نفسي، اقمست على دموعها ان لا تحرج، وتفضحها في ذلك اليوم، وتظاهرت امام الناس بانها تعيش ازهى عصور ايامها، ولكن هيهات وهيهات، فهى لا تختلف عن التعاسة في شىء، فالجميع عندما يراها، يحسدها عن حياتها وزوجها، وبانها عنيدة وسليطة لسان، رغم كل ذلك وأكثر، تملك كل شىء في الحياة، المال الجمال السلطة النفوذ الحياة الهنية الطيبة، فهى على النقيض من ذلك. نظر لها بحب شديد على قوة تحملها وصبرها كل ذلك المدة دون ان تعبر او تقول حتى كلمة الاه، لكنها عبدة قوية صامدة للواحد الاحد الفرد الصمد. صفق لها.

- قائلا بفخر. كل يوم بتبهرينى.
رمقته نظرة كبرياء
- قائلة بقوة. اى رايك عجبتك؟
- انتى عجبانى من اول مرة شفتك فيها
ابتسمت على رده بسخرية
- قائلة باستحقار. وانت زى ما انت زير نساء من الدرجة الاولى
- كنت الاول كدة بس بعد ما عرفتك كل ده اتغير
- انت معانا كلنا كدة الا ياسمين. لانها حبيبتك الوحيدة
- فريدة انتى بس اللى حبيبتى الوحيدة
- واضح جدا. من انك كنت هتنام معاها
فارس بصدق.

- قائلا برفض. فريدة انا ما خونتكيش. ولا عمرى فكرت. بس كنت عايز اعرف حاجة
- تعرف ايه. لون جسمها مثلا، ولا عاملة ايه في السرير.
- فريدة بتقولى ايه؟
- فريدة بعصبية. بقول اوسخ من اللى خيالك يوصله.

بعد ان انتهت من وصلة بكائها وحزنها الاليم المعتاد، بعد ان اخلفت وعدها مع رب العباد، مسحت دموعها، وقامت من على الارض، وعدلت من ثيابها وشعرها، ضبضبت نفسها بمعنى اصح وادق، تنهيدة حارة وموجعة، متى تضبضب نفسها حقا، وتتخلص من ذلك العهر الذي تعيش فيه ليل مع نهار، ولكن استحالة فهى صديقة الشيطان وعدوة نفسها، تريد ان تغلط وتفعل ما تشاء وتبيع احبائها وترحل، وعندما تعود تجد الاحبة كما هم على حبهم لها، لا تعلم بان مبدا التخلى له شروط وقوانين، تخلى مقابله تخلى، رفعت راسها بكبرياء، ودلفت للداخل، رات بان القاعة خلت، ولا يوجد بها احد، من الواضح ان الجميع غادر، ولم يبقي سواها، ذهبت خارجا رات احمد وخطبيته.

- نادى عليه بصوت جهور
- قائلة بصراخ. احمد.
. اتسعت عينيه بصدمة. لماذا تناديه ياسمين، ماذا تريد منه، فهو لا يطيق الحديث معها. التفت على اثر صوتها
وقفت امامه
- قائلة بعتاب. عامل نفسك مش عارفنى؟
- لا. انا مش عامل. انا مااعرفكيش اصلا
ياسمين بعصبية
- قائلة بالم. انتوا ليه كلكوا اتغيرتوا معايا
احمد ببساطة
- قائلة بتوضيح. احنا ما اتغيرناش. انتى اللى اتغيرتى
- اتغيرت في ايه؟
رمق ملابسها العاهرة نظرة استحقار.

- قائلا بامر. بصي في المراية. وانتى تعرفى
ياسمين بجدال في الحق
- قائلة بعند. بصيت كتير. انا لسي زى ما انا
- مافيش حد في الدنيا هيطلع نفسه غلطان
- غلطت في ايه؟
- احمد بسخرية. فعلا غلطت في ايه
- بعصبية. انت بتتريق؟
تجاهل ضيقها وعصبيبتها
- قائلا بنصح لها. ابعدى عن فارس
عقدت ذراعيها امام صدرها
- قائلة بكذب. صحبك بيحبنى. مش قادر يعيش من غيري
ضحك احمد على ردها
- قائلا بابتسامة. انتى كدابة اوى.

- اه انا كدابة عايز حاجة
- انتى اللى ناديت على. مش انا
- عقل صحبك ومتخلهوش يلعب بالنار
احمد باستفزاز
- قائلا لاغظتها. هو رفضك. ولا ايه؟
ياسمين بعصبية
- قائلة بغرور. انا ماحدش يرفضنى
- كلامك صح. بس كفة فريدة السيوفى تكسب.
تركتهم يتحدثوا سويا باريحية شديدة، كانها صنم غير موجودة بتاتا، فهى لديها ثقة عمياء في اباها وحبيبها في الحياة، لكن عند ذكر صديقتها فريدة لم تضيق، فتدخلت على الفور.

- قائلة باستفهام. مين دى يا احمد؟
نظر الى ندى المتسائلة. وامسك يدها.

- قائلا. سيبك منها. قالها ورمقها نظرة بان الله يهديها ويجعلها ان لا تنهج ذلك الطريق الواعر، الذي نهايته مع الاسف هو الضياع والانهيار وغضب رب الكون عليها، ودلف من امامها، متجاهلا تماما وجودها، كانها لم تكن توا تتحدث معه، وقفت وحيدة، الجميع يتناقص واحدا يلو الاخر من حولها. يقول رب العباد في كتابه. من أعرض عن ذكرى فأن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى ) فهذا هو حالها مع الاسف.
- انا جيبت وقولتلك.

ضحكت بهسترية. وبدات تصفق باستهزاء عليه. وسط صدمته واستغرابها من تصرفاتها الموجعة. والذي مع الاسف بادى الالم والوجع فيها. بعد ان انتهت.
- قائلة بالم. انتى قولتى. لانك عرفتها على حقيقتها.
فارس بعدم فهم
- قائلا باسنفهام. حقيقة ايه؟
غمزت له
- قائلة بسخرية. مش على ماما
- فريدة انا فعلا ما اعرفش
- ما تعرفش. انها زيها زى اللى كنت تعرفهم زمان
فارس بصدمة
- قائلا بعدم تصديق. انتى بتقولى ايه؟

- ان الهانم رخيصة وزبالة. كانت عايشة مع واحد في الحرام. كل المدة اللى سبتك فيها
ابتلع ريقه بصعوبة
- قائلا بصدمة. ايه ازاى كدة.
- زى السكر في الشاى. مالك مقهور كدة ليه. لا انت كدة هتزعلنى عليك.

قهرته وحزنه ليس انه يحبها، بل انها صارت في طريق، لا يشبهها بتاتا، تلك الياسمين الفتاة الرقيقة العفيفة، التي كانت لا تختلف عن الكثير من فتيات الاسلام المحترمين، هل اصبحت توا من تلك العاهرات، اللاتى كان يعرفهم في الماضى، اول ما رائها لم يصدق فيها ذلك، حتى عندما عرضت نفسها، فايمانه ويقينه بانها تفعل كل ذلك من احل حبها له، فتعرض نفسها لاجله فقط، لكن هي عاهرة ورخيصة مثلما اخبرها في عصبيته منها، لكن ياسمين استحالة ومليار استحالة.

- قائلا بالم. هي ياسمين بقت كدة
- فريدة بسخرية. شوفت ازاى. ثم تابعت باستحقار. الصراحة انتوا الاتنين لايقين على بعض اوى. واحد شهوانى وواحدة رخيصة
- كلامك صح. بس انا بحبك انتى
ضاغطة على حروف الكلمة كداب
- قائلة بوجع. كداب. انت اكبر كداب قابلته في حياتى
- يمكن زمان كنت كداب. لكن بعد ما عرفتك بقيت انسان غير.
- واضح في انك كنت هتنام معاها.
جز على اسنانه بعصبية
- قائلا بنفاذ صبر. فريدة انا رفضت وجيت قولتلك.

تجاهلت كلامه ونادت بصوت جهورى
- قائلة بعصبية. داااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااادة.
اتت على اثر صوتها فورا
- قائلة بايجاب. نعم يا بنتى
- حضري ليا شنطة هدومى
- فارس بعصبية. فريدة انتى بتقولى ايه؟
- فريدة بعند. اللى سمعته يا هندسة
فتحية برجاء
- قائلة بهدوء. يا بن...
قطعها فارس بعصبية
- قائلا برفض. ومين قالك انك هتسيبي البيت
رمقته نظرة استحقار
- قائلة بكره. كلامك لا يعنى ليا حاجة.

دلفت فتحية من امامهما، وذهبت لتنفذ كلامها، فهى مهما كان عبد المامور
فارس بنفس العصبية
- قائلا بصراخ. انا جوزك
- فعلا جوزى. كلها يومين وتكون طليقي.
- هو انتى فاكرنى هطلقك.
- هخلعك
- فارس برجاء. فريدة ما تهديش اللى ما بينا. نزوة وخلصت
هبت فيه بعصبية
- قائلة بصراخ هزا ارجاء القاهرة نزوة. تصدق انك بجح وقليل الادب والذوق. وفاقد لكل معانى الاحساس والمشاعر
تجاهل انهيارها.

- قائلا بتمنى. ياريتك كنتى حبتينى. حبك ليا كان هيخليكى تسمحينى
هزات راسها بصدمة
- قائلة بكذب شديد. فعلا كلامك صح انا ما بحبكش
- وانا ما حبيتش الا انتى وبس
- هو الحب انت بتقيسه على اى اساس. بكلمة لازم اقولها. طب انا بحبك. ارتحت
- حتى الحب بتبصي لى بسخرية
فريدة بعصبية.

- قائلة بحسرة. اه ما بحبكش. وبدليل انى عارفة من شهر بخيانتك ومكملة معاك. ولسي واقفة جنبك. وسمعتك النهاردة بتقولها انك موافق على علاقة معاها و كنت راجعة معاك البيت وكنت هسلمك نفسي. فعلا انا ما بحبكش. بعد دى كله ما بحبكش. كنت هكون معاك وانت في عالم تانى. شايف الكره واصل بيا لفين.
- وانا لو زبالة. كنت نمت معاكى. ومقولتلش ليكى حاجة
- فريدة بدموع. وانا كنت هسلمك نفسي. لانى بكل بساطة ما بحبكش
فارس برجاء.

- قائلا بالم. بلاش تبعدى. انا هموت في بعدك عنى.
تجاهلت ندائه ورجائه
- قائلة برجاء. كون راجل لمرة واحدة، ورجعنى لاهلى
- صعب على
- مش صعب ولا حاجة انت اللى مصعبها.
في تلك اللحظة حضرت لها فتحية ثيابها بدموع موجعة.
وترجلت درجات السلم راتها.
عندما راى فارس حقيبة ثيابها، هب في فتحية لاول مرة في حياته كلها
- قائلا بعصبية. ايه اللى انت عملتى ده؟
فتحية بتفهم من عصبيبته
- قائلة بحزن. يا ابنى هي اللى طلبت كدة.

- فريدة بامتنان. تعبتك معايا يا دادة.
- فتحية برجاء. يا بنتى اقعدى ما تخربيش بيتك
نظرت الى بيتها الذي عاشت فيه لمدة سنة كاملة، كان يوجد به في بادى الامر قلق وتوتر، ومشجارات عنيفة بينهما، ولكن مع الايام اندمجوا مع بعض، ورويدا رويدا، اصبح يومها لا يمر الا بوجوده، عاشت معه سنة، من افضل سنوات عمرها، بحلوها ومرها، ولكنها انطفات تلك الايام سريعا، وعادت الى واقعها الحزين
- قائلة بدموع. بيتى. خلاص خلصت.

- فارس بيحبك
فريدة بدموع
- قائلة بالم. فارس ما بيحبش الا ياسمين
وضع يده في جيب بنطاله. واخرج تنهيدة حارة. حتى يتماسك امام دموعها الموجعة، ولا ياخذها في حضنه وتثور عليه، ولا يستطيع ان يهدا بركان الغضب الذي ينتابها توا
- قائلا بثقة. ومين قال انها هتسيب البيت
- ايه هتحبسنى؟
- حاجة شبة كدة.
- شكلك نسيت انا مين.
- لا ما نستش انا فاكر كويس
- لو كنت فاكر كويس ما كنتش فكرت تعمل كدة.

- فارس بصراخ. انا عملت ايه. عملت ايه؟
- فعلا انت عملت ايه. انت ما عملتش حاجة خالص
- انا جيت وقولتلك لانى بحبك وما عيزش البيت ده يتهد.
تجاهلت كلامه. وجزت على اسنانها
- قائلة بعصبية. انا عايزة اروح لبابا
- مافيش بابا. هنا بيتك وحياتك
- لو قعدت ههدهولك بالكامل
تجاهل عصبيتها
- قائلا ببرود عكس ما به من الم. عادى اعملى اللى نفسك في. اهم حاجة انك تكونى هنا.

تجاهلت كلامه، ونظرت الى المكان باكمله، فهى حقا ستموت اذا ظلت هنا دقيقة واحدة، وبدون تفكير منها او حسابات، ركضت سريعا باتجاه بوابة الفيلا، وفتحت بابها، وترجلت درجات السلم، و هو ورائها ينادى عليها
- قائلا بصراخ. فريدة فريدة فريدة فريدة فريدة فريدة فريدة فريدة.
على اثر صراخه وندائه لزوجته، خرج الامن من مكانه. خوفا ان يكون اصاب احد من افراد المنزل بمكروه، رائوا فريدة السيوفى تركض باتجاه البوابة.

وجه فارس حديثه بصراخ لثلاث من رجال الامن الاشداء.
- قائلا بامر. اقفلوا كل البوابات.
التفت له
- قائلة بعصبية. انت بتقول ايه؟
تجاهل عصبيتها وسط خوف فتحية عليها، وصمت رجال الامن.
- قائلا بامر. اعملوا اللى قولتكوا على
هزوا راسهم على الفور. وتوجهوا الى البوابات، لاغلاقها
- قائلين بطاعة. امرك يا باشا مهندس
فريدة بعدم تصديق من تصرفاته
- قائلة بعصبية. انت اكيد اتجنن.
- انتى لسي ما شوفتيش جنان.

- ان كنت انت مجنون انا اجن منك.
- ما تقدريش تعملى حاجة.
لم ترد عليه...
توجهت الى واحد من الامن، وطارت في الهواء، وضربته بقدمها في بطنه، سقط ارضا على الفور، اثر ضربتها المميتة. واخذت منه المسدس، وسط صدمة فارس والشعور بالخوف عليها. وفتحية التي لطمت على وجهها
- قائلة بهدوء لتهدا من عصبيتها المفرطة التي من الممكن ان تنهى على حياة احد توا. فريدة حبيبتى.

تجاهلت كلامها، ووجهت المسدس باتجاهه، اتسعت عينيه بصدمة. وارتعب قلبه ليس خوفا على نفسه بل على فريدته.
- قائلة بتحذير. ما تخليش حد يقرب منى لارتكب جناية.
امر الجميع بنظرة من عينيه. ان يتوجهوا الى اماكنهم. كما كانوا، حتى يتركوهم سويا، على الفور نفذ الجميع ما طلب منهم، وتركوهم يصفوا امرهم معا، غير متدخلين في شئون حياتهم.
- قائلا بهدوء. اهدى لو سمحتى.
فريدة بدموع
- قائلة ببكاء مؤلم. عايزة اروح لبابا.

بادلها الدموع
- قائلا بصدق. قولتلك صعب.
امسكت فتحية ذراعه بقلق
- قائلة بتوتر. فارس اتصرف دى ممكن تعمل حاجة في نفسها.
فارس ببرود عكس ما به من خوف وقلق. ويكاد يكون ذعر - قائلا بهدوء. فريدة عاقلة، وماهتعملش حاجة
- فريدة بعصبية. خلاص ماعدش في عقل هتودينى لبابا ولا لا.
هزا راسه بالرفض التام.

شغلت الزيناد، ونظرت له بقرار نهائى، وعينيها تعاتبه، انا التي احبيبتك من داخلى، لا احد غيرى، انا التي تحملت كل سقطاتك وانهياراتك، واكثر من ذلك، اعد لى كل ما اخذته منى، عقلى روحى جسدى قلبى، بالاضافة الى وقتى الثمين الذي صرفته عليك، نظر لها بالم، لا يوجد تعويض لهذا الضرر، بتلك الطريقة ساخسر، والذي بداخلى سوف يضيع، والذي في قلبى سيهرب كالمسجون، رائحتك المزيفة، مثل ضحكتك الخادعة، ليكن لك كل شىء، ولتبقى الاوجاع لى ساتحمل، ولكن يدك لا تكن مع يدها، مع الاسف انت تليق بها كثيرا، يا للخسارة، كيف نظرت الى عيونى، كيف مسكت يداى، كيف انخدعت بك، كيف ملات مكانى، لا تظننى انى اصدقك، هذا كلامى الاخير لك.

- قائلة بقوة. حكمت على نفسك بالاعدام.
ابتسم بسخرية
- قائلا بالم. اعدامى في عدم وجودك
- رجعنى لبابا. بقولك.
تجاهل طلبها، واخرج تنهيدة حارة من صدره
- قائلا بصدق. والله بحبك
- وانا بكرهك
- انتى كدابة يا فريدة
تجاهلت كلامه
- قائلة عصبية. خلاص خلصت
- فارس برجاء. فريدة ما تهديش اللى ما بينا
- انت اللى هديته يوم ما خونتينى
- والله ما خونتكيش
- مشاعرك واشتياقك ليها. نفسي تحس بالنار التي بتاكل فيا دلوقتى.

- من غير ما تقولى حاسس بيكى
- لو كنت حاسس بيا ماكنتش اشتقت لغيرى
- وهم وعشت فيه ولم فوقت رجعت على طول.
تجاهلت ندمه
- قائلة بعصبية. ها قررت ايه
- خروجك من هنا على جثتى
وجهت المسدس بقوة الى وجهه
- قائلة بكره. خلاص اتشاهد هلى نفسك.
لم يخاف ولن يخشي. اقترب منها. وسط صدمتها وخوفها الشديد عليه من عصبيتها المفرطة. وامسك المسدس وقربه من قلبه بقوة. ونظر الى وجهها الذي احبه
- قائلا بالم. اقتلى القلب اللى حبك.

اقتلى الانسان اللى حارب وهمه وجيه وقالك.

اقتلى الانسان اللى رفض كل محاولاتها علشان ما يخلفش وعده معاكى. اقسم بالله لو كنت بحبها. برضو عمرى ماكنت هخونك. انا في كل العبر. بس ان اخون ربنا ولا اخون انسانة قدمت وعافرت علشانى. انسانة كان كل همها هو سعادتى. وقفتى جنبى في وقت الجميع سابنى واتخلى عنى. شلتينى من مستنقع الحرام ودخلتنى لبوابة الامان. خلتنى من انجح الناس. اقسم بالله قلبي ما بحبش الا انتى. وكل حاجة فيا ملكك انتى.

جذب المسدس اكثر الى قلبه
- قائلا بامر. اقتلينى. مش انا خونتك وعايزة تنتقمى. ثم تابع وهو يضغط على الزنات. اضغطى واقفة ساكتة ليها.
تحاول تجذب منه المسدس
- قائلة بعصبية. فارس انت بتعمل
- بضغط مكانك
- انت مجنون
وهو يحاول يضغط على المسدس
- قائلا بوجع. انا ابقي مجنون لو سبتك تمشي وتسبينى. اقتلينى ساكتة ليه.
جذبت المسدس منه بقوة. والقته ارضا
- قائلة بصراخ. ما قدرش
- ليه هو انتى جبانة؟
تجاهلت سؤاله.

- قائلة بنفاذ. فارس ودينى لبابا
- اقتلينى علشان تروحى.
- ماتستخفش بالكلام.
فارس بعند فيها
- قائلا لاغاظتها. انا لو مكانك اعمل كدة. بس انتى جبانة.
جزت على اسنانها
- قائلة بامر. ماتقولش جبانة
- اثبتى غير كدة
- فارس بطل لعب بالكلام
تجاهل ضيقها، وقرر يزيد استفزازها اكثر. فردد
- قائلا بتحدى. فريدة جبانة فريدة جبانة فريدة جبانة. جبانة جبانة جبانة
صرخت فيه بعصبية
- قائلة بعدم استيعاب. جبانة. لانى بحبك.

اتسعت عينيه بصدمة. قلبه دق سريعا. فحبيبته تعترف بانها تحبه. ولا تستطيع ان تاذيه. فحبه يجرى في عروقها. لكن متى احبته. و هامت به مثلما عبرت عن حبها له توا. متى يا فريدة؟
اجابته بعشق
- قائلة بدموع. بحبك من يوم ارتبط اسمى باسمك حبيتك. وماكنتش اعرف
- وانا كمان حبيتك لم شوفتك بالفستان الابيض. فاكرة يا ديداة.
هزات راسها بدموع، على الفور، اخذها في حضنه بقوة ؛ ليحبسها في داخله. ويمنع هروبها بعيدا عنه.

- قائلا بصدق. انتى بنتى روحى، حتة منى وكل حاجة في حياتى
بادلته الحضن بعجز
- قائلة بالم. انت ابنى ونبض روحى انت كل حاجة فيا. كنت نصى الثانى.
اخرجها من حضنه. ونظر اليها باستفهام
- قائلا بالم. كنت
تجاهلت وجعه
- قائلة بطلب. ودينى لبابا.

عض على شفتيه بالم. ففريدة لن تتهاون على ما اقترفه في حقها. نظر الى السماء بعجز. فريدة ستترك المنزل. وهو على يقين بانها لن تعود. فزوجته ملكة العند والتحدى. شىء استغفر الله العظيم. تمالك اعصابه. ونظر الى وجهها مرة اخرى. ومسح دموعها...
وامر فتحية انت تاتى بثيابها
- قائلا بطلب. دادة لو سمحتى هاتى هدوم فريدة
ضربت على صدرها
- قائلة بصدمة. فارس انت بتقول ايه
جز على اسنانه بنفاذ صبر.

- قائلا بتحامل. بقول لحضرتك هاتى هدوم فريدة
- يا ابنى...
قطعها بحدة
- قائلا بصبر. خلاص خلصت يا دادة.
هزات راسها بحزن واسى، و توجهت الى الداخل بحسرة.
اما هو اخذها في حضنه. احتضنها بقوة. ناظرا الى السماء. يطالب من الله ان يعطيه القوة في تحمل بعدها عنه. كم صعب ان ترحل عنه روحه ونفسه وكل شىء في حياتها...
بعد قليل، اتت فتحية بشنطة سفرها التي تحمل القليل من ملابسها، ومعها صابرين التي لا تصدق الى الان ماحدث.

مجرد ان اتوا. خرج من حضنها. وتوجه باتجاه سيارته. فتح بابها لها، اتت في اتجاهه، وادخلها بها بهدوء شديد. ثم بعد ذلك اخذ حقيبة ملابسها من فتحية، ووضعها بصندوف السيارة من الخلف
- فتحية برجاء. يا ابنى ما تخليها تنام في اوضة. وانت في اوضة
وهو يركب بجوارها
- قائلا بتماسك. خليها تنام في المكان اللى يريحها.
اقتربت صابرين منها وفتحت باب السيارة، وسط صدمتها واستغرابها الشديد.

- قائلة برجاء. اوعى تتاخرى يا مدام فريدة علينا.
هزات راسها بدموع. على تلك الطفلة التي احبتها.
اقتربت فتحية ايضا منها. وامسكت يدها، وقبلتها بحب
- قائلة بتمنى. اه يا بنتى اوعى تتاخرى
- صابرين ببكاء. مين اللى هيتعصب علينا
بادلتها فتحية الدموع
- قائلة بالم. ويعمل احلى اكل لينا
- صابرين بحب. ونصلى مع بعض.

بكت بحرقة على كلماتهم التي دلت على حبهم الشديد لها. وانها كانت انسانى بمعنى الكلمة. كانت دائما طيبة وعفوية ورقيقة في تعاملها لهم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة