قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل السابع عشر

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل السابع عشر

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل السابع عشر

احمد بعصبية. مافيش. عايزة حاجة.
ابتعلت عصبيته ببرود
قائلة بتردد. حضرت العشى ليك.
مش عايز
اردفت امه برجاء
قائلة بتردد. ممكن تيجى تاكل معايا. ماتكسفنيش.

راى نظرات الندم والرجاء في عينيها. لم يستطع ان يرفض طلبها. اؤما براسه ايجابا ودلف ورائها. وسط سعادتها بانه وافق ان يجلس معها على طاولة الطعام. جلس على الطاولة يزفر في ضيق وحنق. ليس من امه. بل من عدم رد الصغيرة عليه. خوفا ورعبا ان يكون اصابها مكروه. خاصة انه يعلم معاملة اهلها لها...
وضعت امه الطعام في طبقه
- قائلة بسعادة. انا عملتك كل الاكل اللى انت بتحبه.

- احمد ببرود عكس ما بداخله. كويس انك فاكرة انا لسي بحب اى؟
- رجاء بتفهم. انا مش هعتبك واقولك عاملني كويس كفاية انك رضيت اقعد معاك. هستني لحد ما تسامحني وعمري ماهياس.
هزا راسه ايجابا على كلامها. الذي بعضه لا يكون معها فى. فالقلق والخوف يقتله على صغيرته.
اردفت بحماس
- قائلة باستفهام. اى رايك في اكلى؟
زم فمه
- قائلا بلامبالة. مش بطال.
قلقت من منظره
- قائلة باستفهام. مالك يا احمد؟

اخرج تنهيدة حزن من صدره، وترك المعلقة من يده يزفر في ضيق وحنق
- قائلا بخنقة. بكلم واحد صحبي. مابيردش على
- رجاء بخبث. واحد صحبك برضو!
- احمد بعصبية. بلاش حورات انا مخنوق.
ارتعبت من عصبيته
- قائلة بهدوء. طب رن على تانى.
- حاولت اكتر من مرة مابريدش على موبايلى. انا هموت من قلقي عليها.
ابتسمت في داخلها عليه. انه اعلن خوفه على فتاة وليس رجل مثلما ادعى
- قائلة بهدوء. طب ماتبعت حد يطمنك عليها.
احمد بعجز.

- قائلا بوجع. صعب.
- طب مادام مابتردش على موبايلك ممكن ترد على موبايلى انا
- تفتكرى.
- اهى محاولة وماهنخسرش حاجة
- على رايك
- هروح اجيب موبايلى واجى. قالتها رجاء بسعادة. ان ابنها اخيرا استجاب للحوار معها. وشاركها جزء بسيط جدا من مشاكله. دلفت من مقعد الطاولة متجهة الى غرفتها.

داعيا في داخله ان ترد صغيرته على امه. امه اخيرا اعترف بوجودها بجواره. اصبح سعيدا بان هناك يوجد شخص يهتم لامرها. يشاركه حياته بتفاصيلها السعيدة والحزينة.
فى تلك اللحظة ( غرفة السفرة )
تتافف فريدة بحنق
- قائلة بضيق. ما بعرفش انام في مكان غير مكانى.
فارس لحد من عصبيتها
- قائلا بهدوء. خلاص اهدى يا فريدة. كنتى عايزنى اقول ايه؟
نظرت له بعصبية
- قائلة بعتاب. اتصرف بدل ماتصدرنى ليهم.

- فارس بتوضيح. مهما حاولت وقولت. دى قرار بابا ولازم يتنفذ.
اردفت بغضب
- قائلة بسخرية. على اساس انك بتسمع كلام باباك.
ضحك فارس على ردها الساخر
- قائلا باستمتاع. واحشنى جدا.
بنبرة غير معتادة منه اليها. اتسعت عينيها من وقاحة كلمته
- قائلة بعصبية. هو اى اللى وحشك؟
- النرفزة والعصبية اللى انتى فيهم دلوقتى.
- تصدق انك فايق ورايق.
- وماروقش ليه. واحنا اخيرا هنام مع بعض.

اتسعت عينيها من الصدمة. على وقاحته وجراءة كلماته. ولم تجد امامها سوى سكين الطعام الموضوعة على السفرة، وامسكتها سريعا. وجهتها الى وجهه مباشرة
- قائلة ببرود. قولى بقي كنت بتقول ايه.
اتسعت عينيه من ردة فعلها على هزاره معها.
و هب من على مقعده سريعا
- قائلا باستغراب. انتى بتعملى ايه؟
- اللى انت شايفه.
وهو يدلف من الغرفة بهدوء
- قائلا بطلب. فريدة اعقلى وبلاش هزار.

قامت من على مقعدها، ومازالت على وضعية ملامح الجدية التي تلبستها
- قائلة. ومين قال انى بهزر. انا ناوية اقتلك واخلص منك.
اردف بسخرية
- قائلا. واموت ويبقى مافيش فارس.
- احسن برضو. اى فايدتك في البلد يعنى؟
- نبع الحنان ورمز العطاء.
- عطاء لمين؟
- البنات!
- اه صحاباتك. انا هكون عملت فيهم خير.
- خير ايه. دى يموتوا من بعدى.
- بطل لف ودوران. انا خلاص قررت اقتلك
- فارس بتمثيل. امرى لله. طب استنى اتشاهد على نفسي.

- فريدة بهزار. تمام. يلا اتشاهد بس بسرعة.
- اشهد ان لا اله الا الله...
قالها وركض خارج الغرفة سريعا.
ركضت ورائه لاستكمال هزارهم
- قائلة بطفولة. اه يا كداب.
بدات تبحث عنه هنا وهناك. والسكين مازالت في يدها. ولكنها لم تجده، هو منذ ان خرج، اختبا خلف عمود الدرج.

فارس انت روحت فين؟ قالتها فريدة بحيرة. واخيراااااااااااااااااااااااااااا نطقت اسمه. واعترفت بوجوده في حياتها. لقد سمعها تنطق اسمه لاول مرة مجرد من جميع القاب السخرية والاستهزاء. لم يستطع ان يتحكم في سعادته، وسار في اتجاهها بهدوء ؛ حتى لا يلفت نظرها، واذا فجاءة. طارت اقدامها في الهواء، وتسارعت دقات قلبها، وسقطت السكين من يدها...

خرج من خلف العمود وتنحى بهدوء وحملها من ركبتيها. فاصبحت بين احضانه ودار بها بجنون
- قائلا بسعادة. قالت اسمييييييييييييبيييببببببببيببببى. ديداة قالت اسمى
امسكته من قميصه
- قائلة بطلب. فارس نزلنى. بابك ومامتك هيصحوا.
- واخيرا قولتى اسمى. واعترفتى بوجودى.
ضحكت على كلامه العفوى
- قائلة باستغراب. ليه هو انت كنت قبل كدة مش موجود
- تقريبا
- طب نزلنى وبطل جنان.
- قوليها تانى وانا انزلك.
- انت شكلك نسيت انا مين؟

- انا عارف انتى مين.
- طب انا مين؟
- فريدة السيوفى مرات فارس الكيلانى.
ابتسمت فريدة من رده الذي خصه بها
- قائلة بهدوء. طب ممكن تنزلنى بقى.
- ماتخليكى شوية. هو انتى وراكى حاجة؟
تضايقت من كلامه وتعصبت من نظراته التي يرمقها بها التي هي عبارة عن اشتياق لهفة حب، الخ
الوضع باكمله غير مستحب بالنسبة لها
- قائلة بتحذير. فارس.
اؤما براسه ايجابا، وانزلها من احضانه بهدوء
- قائلا بغزل. اجمل فارس ده ولا ايه.

ثم تابع وهو يمد يده لها.
- قائلا بعرض. صحاب.
استغربت من مد يده لها، وطلب الاذن منها ان يكونوا اصدقاء. لم ترفض طلبه ؛ لانها لم تجد مانع ان يكون صديقا لها. بالعكس انها تريد ان تجد شخص في حياتها. ان تشكو له وجعها والمها وما تعانيه في حياتها.
فمدت يدها له
- قائلة بتواضع. اكيد.
فرح بموافقتها. وامسك يدها فجاءة
- قائلا بسعادة. تعالى بقي اوريكى بيتنا.
اؤمات براسها ايجابا ودلفت معه.

مرت ساعة وهو يحاول معها مرة وراء مرة. ولا مجيب على اتصاله، وتهديدات ضربات قلبه العنيف بدات. وسؤاله الملح عليها. يكاد ان يخرج من صدره ويبحث عنها. حتى يلاحق انفاسه الاخيرة قبل الرحيل. ولكنها ترفض اتصاله. لا تريد ان تجيب عليه في ذلك الوقت. فاذا علم ما جرى لها. اكيد سيرتكب جريمة ويكون حكمها الاعدام.

منذ ان اخذ منها الهاتف. ليطمان على حبيبته. وهي تقف في الخارج تنتظر ان يخرج ويطمئنها، ولكنه لم يخرج، قلقت عليه كثيرا، لم تجد بدا غير ان تدخل اليه وتعرف ما جرى، صارت الى غرفته، ودخلتها بهدوء، وجدته جالسا ارضا بجوار السرير واقدامه مفرودة بعجز، وعيونه تنظر الى السقف بفقدان الامل
قلقت من منظره
- قائلة باستفهام. اى يا احمد اللى حصل؟
اردف بدموع محبوسة
- قائلا بياس. مابتردش. ثم تابع مرة اخرى بعد ثانية.

- قائلا بوجع. مابتردش
- طب حاول تانى
- حاولت كتير. ومافيش رد
جلست بجواره ارضا
- قائلة بايمان. لا اله الا الله. ثم تابعت بهدوء بعكس الحزن الذي بداخلها على ابنها. تكون زعلتها؟
هب فيها
- قائلا برفض. اطلاقا دى حتة منى.
- ممكن تكون مشغولة
هزا راسه برفض
- قائلا بالم. لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا هم ضربوها.
لم تطرح سؤالها. من ضرب؟ وتركت له الاريحية في الكلام ؛ ليعبر عن حزنه وياسه.

- عدم ردها النهاردة اكيد ضربوها ولاد الكلاب. ثم وجه حديثه الى امه بقسوة. بسببك بعدوها عنى.
اتسعت عينيها من الصدمة. وبكى قلبها قبل دموع عينيها
- قائلة باستفهام. ليه يا ابنى. هو انا عملت ايه؟
- انتى ما عملتيش حاجة. غير انك سبتينى واتخليتى عنى
انفجرت في بكاءها
- قائلة بقسم. كان غصب عنى والله كان غصب عنى.
- وانا برضو غصب عنى. من يوم ماسبتينى وانا بدفع ضربية رحيلك. كله بيبص ليا على ان امى واحدة عاهرة.

- ماتظلمنيش انا حبيت واتجوزت على سنة الله ورسوله.
هب فيها بصراخ
- قائلا بوجع العالم. ماحدش بيقول كدة. الناس ليهم الظاهر.
- حسبي الله ونعم الوكيل. انت تعرف عنى كدة يا احمد.
- لا انتى محترمة. ماقدرتيش تعيشي مع ابويا. فطلقتى واتجوزتى واحد غيره.
- رفضت اكون معاي وانا بحب واحد تانى.
انصدم احمد من رددها المتبجح
- قائلا باستغراب. انتى بتقولى ايه؟

- انا غلطانة ومعترفة بغلطى. بس انا عمرى ما غضبت ربنا. ولا كنت واحدة رخيصة. زى ناس كتير متجوزين وبيخونوا ازواجهم عادى. كان ممكن اكون مع ابوك. واخونه عادى. وفي المجتمع متقبلينى. لكن عند ربنا كنت هكون ايه.
تفهم كلامها
- قائلا. واحدة عاهرة.
- انت اللى قولت مش انا!
- هو ايه اللى حصل مع زوجك واطلقتوا؟
- هحكيلك...

قصت الحكاية من اولها لاخرها. بجميع تفاصيلها المملة، وهو كان يستمع اليها. ليكتشفها. ويحدد موقفه منها. هل هي على صواب او خطا، كانت تحكى له اول لقاء جمعها مع زوجها الثانى، وكيف بدات العلاقة وتطورت بينهما، الى ان طلبت الطلاق من اباه. وقصت عليه ايضا معاملة اباه السيئة لها وخيانته المتكررة، كل شىء وبدون كذب او تضليل...
( غرفة فارس ).

بعد ان شاهدت منزله كاملا بجميع تفاصيله. وسط ضحكاتهما وهزارهما. قص لها عن طفولته السعيدة وشقاوته، دلفوا الى غرفته، وشاهدت اثاثها وكالعادة. انبهرت باساسها وذوقها، اتجه الى مكتبه. وفتح درج المكتب واخرج البوم صوره...
فربدة باستغراب.
- قائلة باستفهام. بتجيب ايه يا فارس؟
- بجيب البوم الصور بتاعى اورهولك.
جلست على الاريكة التي بغرفته، و اردفت بحماس
- قائلة بسعادة. واو فكرة حلوة.

- اكيد ؛ علشان تشوفى فضايحى. قالها وهو يجلس بجوارها على الاريكة. فتح اول صورة لها.
عار بالكامل ونائم على بطنه. كان عمره انذاك يترواح بين شهر او شهرين
اول ما راتها. انفجرت من الضحك عليه
- قائلة بسخرية. طول عمرك قليل الادب.
يحاول ان ياخذ منها الالبوم
- قائلا بضيق مصطنع. طب ليه الغلط ماهوريكىش صورى.
- خلاص خلاص.
- ايوا كدة.

فتح لها ثانى صورة. كان فيها جالس وعمره كان يترواح سنة تقريبا. وامه رافعة شعره كذيل حصان مثل البنات. هنا لم تستطع فريدة تمالك نفسها وانفجرت في الضحك عليه
- فارس بضيق. فريدة كفاية ضحك.
وهى تضحك
- قائلة باستغراب. ايه اللى انت عامله في نفسك ده؟
- هو انا اللى عامل امى اللى عملتى.
- طب ليه؟
- كانت فاكرنى بنت
- بجد.
- اصل كان نفسها في بنت. فجيت انا. تقعد ساكتة لا. تلبسنى لبس بنات. وتعملى شعرى زيكوا.

- يا حرام انت كنت طفولة باسة.
- قصدك طفولة مشردة
- فعلا مشردة كفاية فيرو عليك. قالتها بغيظ له، وانفجرت في الضحك عليه
اخذ الالبوم من يدها، واغلقه سريعا
- قائلا بضيق. تصدقى انى قليل الادب انى فرجتك صورى.
- هو انت زعلت؟
وهو يضع الالبوم في الدرج
- قائلا بكذب. اطلاقا.
- طب انا عايزة اتفرج على بقية الصور.
- قصدك تضحكى على.
- انا وش ذلك.
- انتى ذلك نفسه. سيبك من دى كله. ويلا تعالى غيرى هدومك.

- هغير هدومى ازاى وانا ممعيش لبس.
- هلبسك من هدومى
عقدت حاجبيها باستغراب
- قائلة باستفهام. البس من هدومك انت.
- هو انتى تطولى تلبسي من هدومى
- مستحيل...
وبعد دقائق ارتدت من ملابسه، وكانت عبارة عن تيشرت باللون الابيض وشورت باللون الاسود. شكلها كان مثير للضحك كثيرا
اردفت بتذمر طفولى - قائلة بضيق. انت لو بتكرهنى ماهتلبسنيش كدة!
ينظر اليها والابتسامة لا تخلو من وجهه
- قائلا بسخرية. شكلك قمر في لبسي.

- فارس بطل تريقة.
- ليه زعلتى. ما انتى من شوية كنتى بتضحكى على.
- لانك مضحك. وخاصة مامتك. على العموم. هنام فين؟
- على السرير.
- وانت؟
- على السرير.
- اه يا قليل الادب. قالتها وهي تضربه على كتفه. ثم تابعت بعصبية. انا مستحيل انام هنا.
اردف باستغراب
- قائلا باستفهام. انتى ليه اتعصبيتى دلوقتى انا بهزر معاكى. ثم تابع بهدوء. انا على الكنبة وانتى على السرير.

اؤمات براسها ايجابا. ودلفت الى فراشه بهدوء، وجذبت الغطاء عليها، كان هو دلف الى غرفة الملابس وبدل ملابسه، وبعد ان خرج، اطفا انوار الغرفة، ونام على الاريكة نادى عليها
- قائلا. فريدة.
- نعم يا فارس في حاجة.
- لا مافيش. بشوفك نمتى ولا لا.
- لا لسي.
- اتمنى تكونى مرتاحة في السرير.
- المهم انك تكون انت مرتاح اللى على الكنبة.
- ماتقلقيش انا مرتاح.
- فارس. هو انت ليه بتزعل من الحقيقة؟
- حقيقة ايه؟

- انك قليل الادب.
- ما لازم اكون قليل الادب ؛ علشان اعجب البنات
- مش كل البنات بتحب الراجل القليل الادب
- انتى بتحبى اى نوع؟
- ولا نوع
- فريدة انتى حبتى قبل كدة.
- لا.
- ولا حتى اعجاب.
- ولا اى حاجة.
- طب ليه؟
- لان ببساطة الحب ضعف وانا عمرى ماهقبل اكون ضعيفة.
- انتى غريبة اوى.
- غريبة علشان قررت اكون قوية والحب اخرجه نهائى من حساباتى.
- دى انتى قررتى.

- اكيد. كل حاجة في حياتى لازم تكون محسوبة ومدروسة ؛ لان الغلط مش مسموح
- بس جوازك منى ماكنش محسوب.
- دى حقيقى. بس بعد كدة حسبت خطواتى ورتبت نفسي
- وخليتى الجواز على الورق ومدته سنة
- منعا للقيل والقال وعدم الشك
- مش خايفة الجواز يتحول لحقيقة
اردفت بثقة بقلبها
- قائلة بقوة. مستحيل.
- ليه مستحيل؟ القلب مالوش حاكم ولا رابط. حاجة بتدخل جواكى بتتحكم في مجرى حياتك كله.

- دى لم يكون القلب عايز كدة. لكن قلبى وعقلى متفقين الحب مستحيل يكون ما بينا.
- شكلك واثقة اوى؟
- اكيد. انت اللى ممكن تحبنى. لكن انا لا.
- مستحيل لان قلبى ملكه واحدة تانية. قالها بحب وهو يتذكر حبيبته الراحلة
- كويس انا وانت متفقين الحب مابينا مستحيل. لكن الصداقة موجودة
- دى شى اكيد. هو انتى لم تطلقى منى هتعملى ايه؟
- عادى. هكمل حياتى زى ما كانت، وانت.
- اكيد هتكمل بس بتغير بسيط فيها. هبقى اجى اطمن عليكى.

- دى اكيد تنور
-...
دارت بينهما احاديث كثيرة. هي عن حياتها وهو عن حياته. حتى غلبهم النوم. دون ان يدركوا من الذي نام قبل الاخر...
اتى صباح جديد في حياة ابطالنا، كانوا استيقظوا من النوم وتناولوا مع اهله وجبة الافطار، واستاذنوا منهم في هدوء للذهاب الى العمل، وشكروهم على الليلة الماضية وودعوهم متمنين منهم ان يكروروهاا مرة اخرى...
( في السيارة )
- على الفيلا يا اسطى. قالها فارس موجها حديثه للسائق السيارة.

اتجه السائق الى بيتهم
- قائلا بطاعة. اوامرك يا باشا مهندس.
- فريدة باستغراب. كدة هنتاخر على الشغل.
- لا روحى لوحدك
- هو انا بعزمك على فسحة. دى شغل.
- مش عايز اروح النهاردة. عايز اروح البيت واجهز نفسي. علشان هقابل فرعون النهاردة.
- فارس بطل هزار.
- انا مابهزرش
- هو في حد هيقابل حد الساعة تسعة
- ما هو مش تسعة انا هروح اخد شور وانام شوية واقابله على الساعة اربعة مثلا.

- مادام اربعة يكون الشغل خلص. وبعدها رحوله واقعد معاى براحتك.
- فارس بعند. لا ماهروحش وبعدين انا منمتش طول الليل.
اردقت برقة
- قائلة. فارس
- لا ما هروحش
- مافيش فايدة
- كلامك صح. ماتحوليش انا خلاص قررت.
- طب تمام
- هتعملى ايه؟
- هرفع الراية البيضة. واسيبك تروح البيت تنام براحتك
- فعلا فريدة السيوفى
- علشان تعرف. قالتها بثقة زائدة.

بعد ليلة طويلة من القلق والاسئة المولمة التي تحتل خلايا عقله. وتدمر دقات قلبه. افاق من نومه على صوت رسالة اتية منها، خطف الهاتف من الكومدينو الموضوع بجوار فراشه، وفتحه سريعا في عجالة من امره، راى الرسالة باسم حبيبته الصغيرة وكانت كالتالى.
( اسفة انى ماردتش عليك امبارح. احب اطمنك انى كويسة ومتقلقش على. هكلمك الساعة خامسة ).

بعد ان قرا الرسالة اطمئن قلبه على صغيرته. وهب من على فراشه سريعا. ونظر الى الساعة. كانت وصلت الثانية عشر ظهرا. خرج من غرفته وجد امه. تضع الطعام على طاولة الاكل. اول ما راته
- قائلة بابتسامة. صباح الخير يا احمد. كنت لسى هصحيك ؛ علشان تفطر
اؤما براسه ايجابا، وجلس على الطاولة بهدوء.
- انا عايزاك تاكل كويس. لانك امبارح ما اتعشتش كويس
- بخصوص امبارح.
- اه عملت ايه.
- اطمنى وصلت منها رسالة.
- هي كويسة؟

- اه الحمد لله
- الحمد لله انك اطمنت وطمنتينى. انا كونت طول الليل بدعيك انك تطمن وترتاح.
احمد باستغراب
- قائلا باستفهام. لدرجة دى
رمقته نظرة حب
- قائلة بصدق. واكتر مما تخيل انت ابنى ووحيدى وحتة من قلبى
اردف بامتنان
- قائلا بخجل. شكرا
ابتسمت على كلامه
- قائلة. مافيش شكر بين الام وابنها. انا اللى اشكرك انك اديتنى فرصة اصلح غلطى.
- كلنا بنغلط احنا مش ملايكة. يلا ناكل بقي قبل الفطار ما يبرد.

اؤمات براسها ايجابا، وجلست على الطاولة بسعادة ؛ ليتناولوا وجبة الافطار...
مرت الساعات سريعا وصولا الى الرابعة عصرا
كانت انتهت فيها من دوام عملها. لملمت اشيائها. للذهاب الى بيتها والاسترخاء.
علي الجانب الاخر. كان استيقظ من نومه. ودلف الى المرحاض ؛ لمقابلة صديقه. والاتفاق على مكان اللقاء في مكان...
بعد السلامات والقبلات. جلسوا قبالة بعضهم البعض ؛ ليتبادلوا الاحاديث المعتادة.

- أحمد بسعادة. الف مبروك يا عريس.
- الله يبارك فيك عقبالك.
- يارب دعواتك
- ربنا يسهل. ايه الاخبار؟
- الحمد لله. امى رجعت.
هزا فارس براسه بعدم فهم
- قائلا باستفسار. مين اللى رجعت؟
- امى
اردف باندهاش
- قائلا بعدم تصديق. بتهزر.
- حقيقى رجعت
- فارس بسعادة. واخيرا الطاهرة رجعت.
اردف بتحذير
- قائلا. بقولك ايه الغلط بقى ممنوع.
- احنا اسفين يا ابو صلاح
- ايوا اظبط كدة
هب فيه
- قائلا بقوة. بقولك ايه اتعدل شكلك نسيت نفسك.

اردف بخوف مصطنع
- قائلا باستفهام. تشرب ايه يا فارس باشا.
- اشرب عصير برتقان.
- ايه التغير ده. بركاتك يا فريدة
- علشان تعرف ان الجواز بجيب نتيجة.
وهو يشير الى النادل
- قائلا بسخرية. وانت النتيجة جت معاك بعصير برتقان. اتى النادل على الفور. وطلب منه قائلا.
- 2 عصير برتقان
- تؤمر بحاجة تانى يا باشا.
- لا شكرا.
اومأ النادل براسه ايجابا، ودلف سريعا من امامه لاحضار طلباته
- والله فرحتلك ان امك رجعت
- قلة ادب تانى.

- خلاص مامة حضرتك
- اه رجعت بعد ما اتظلمت من جوزها
- ليه هو عمل معاها ايه؟
- أحمد باختصار. ظلمها ورجعت تفتح صفحة جديدة معايا من تانى
- افهم من كدة انك سمحتها يا فرعون.
- انا مين علشان اسامح ولا ماسامحش.
- على رايك كلنا ذنوب.
اردف احمد بسخرية - قائلا. ربنا يقوى ايمانك.
- دايما تقلب الكلام هزار
- هو دى انا. قولى عامل ايه في الجواز؟
- كويس. فريدة دى اكتشاف.
- ازاى...

اتاه اتصال. قطعه عن حديثه مع صديقه. جذب الهاتف من على الطاولة. ليرى من المتحدث. ابتسم اول ما راى اسم حبيبته الصغيرة. مسجل على الشاشة
- قائلا بهدوء. عن اذنك يا فارس
- خد وضعك.
خرج الى الخارج
- قائلا باشتياق. واحشتينى.
- ندى برقة. وانت كمان.
تخلص من سعادته سريعا
- قائلا بحزم. ماردتيش على امبارح ليه؟
- اسفة
- انا مابقولكيش كدة علشان تعتذرى. انا عايز اعرف عدم ردك.
- ما تشغلش بالك المهم انى كويسة.

- احمد بعصبية. ازاى ما اشغلش بالى. قولى ايه اللى حصل؟
ابتعت ريقها بصوبة
- قائلة بهدوء عكس ما بداخلها من حزن عارم. خلاف بسيط وانتهى وخلاص.
نغزه قلبه حزنا عليها
- قائلا بحزن. هو ضربك.

لم تستطع ان ترد عليه فورا. بماذا تجيبه بان اباها لقنها البارحة علقة موت مثلما يقولوا. بدون اى اسباب. ومن ظلمه لم يدع لها المجال لتبرا نفسها. وانها طوال الليل تبكى في صمت على قسوة قلوب اهلها عليها. وانه كان يزيد المها وحزنها اكثر بتكرار الاتصال عليها. لم تجيب على اتصاله. لتجمع شتات نفسها. وخوفا عليه من الحزن الذي سيصيبه. اذا علم انها ضربت.
احمد بقلق من عدم ردها عليها
- قائلا بخوف. ندى روحتى فين؟

- انا معاك يا احمد
اردف بعجز
- قائلا بوجع. ردك وصلنى من غير ما تتكلمى.
- احمد دولى اهلى
اردف بياس
- قائلا باستفهام. ولحد امتى؟
- لحد ما نتجوز وتبقى انت المسئول عنى.
اردف بتمنى
- قائلا برجاء. امتى يجى اليوم ده
- هيجى ان شاء الله
- بس ممكن مايرضوش
- ان شاء الله يرضوا. قالتها ندى بامل
- ده لو مارضيوش. انا اقتلهم واخلصك منهم.
ندى بعتاب
- قائلة. احمد دولى اهلى.
اردف بغضب
- قائلا بكره. اهل مين يكش يولعوا.

- باشا مهندس انت بتغلط
- اول ما نزعل تقولى باشا مهندس. خلاص يا ستى ربنا يخليهم ويوافقوا على جوزنا.
- هم دولى اهلى اللى طلعت بيهم من الدنيا. سواء هم صح او غلط.
- كل مادى بتكبرى في نظرى اكتر. وحبى ليكى اكتر. ربنا يخليكى ليا.
- ويخليك ليا...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة