قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الثامن عشر

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الثامن عشر

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الثامن عشر

رحلت الشمس واتى القمر يحتل مكانها بهدوئه ونقائه
على السفرة
- فريدة باستفهام. قولى عملت ايه النهاردة؟
وهو يتناول طعامه
- قائلا بلا مبالة. عادى قابلت فرعون واتكلمنا.
- كويس. اهم حاجة انك تكون استمتعت.
- اه انبسطت. مش ام فرعون رجعت
اردفت باستغراب
- قائلة بعدم فهم. ايه ام فرعون رجعت. ثم تابعت باستفهام. ليه هي كانت مسافرة؟
- اه كانت مسافرة ورجعت تعيش معاى
- هي كانت بتشتغل برا؟

- لا هي اتجوزت بعد ما ان انفصلت عن ابوه وسافرت.
- فترة طويلة على كدة بقى.
- اه تقريبا سبع سنين
- يااااا دى مدة طويلة اوى
فارس بسخرية
- قائلا بضحك. هو فشل من شوية.
ضحكت على كلامه
- قائلة بتوضيح. مش مبرر على فكرة.
- مش كل الناس ذيك يا فريدة. عندهم قوة الارادة والتحمل.
- الانسان اللى عايز ينجح. بيدور على الابرة في كوم قش.
- وافرضى مالقهاش
- هلاقيها لو امن بكدة.
انبهر باسلوبها المنمق.

- قائلا باعجاب. هو انتى ليه ما اشتغلتيش دكتورة تنمية بشرية.
- مش معنى؟!
- كلامك بياثر في. فاكيد لو كنتى دكتورة كنتى هتاثري في ناس كتيرة.
اكتست وجنتيها من الخجل
- قائلة برقة. يااا على المجاملة.
- دى مش مجاملة دى حقيقة. عندك اسلوب وكارزمة بتلفتى الناس ليكى.
- على فكرة انت بتافور. انا انسانة عادية جدا بس برفض الفشل بكل اشكاله.
- انا على خلافك تماما. بدور على الفشل فين وارحلوه.
- كلامك ده يدل انك ناوى تتغير.

- انتى شايفة كدة؟
- انا ما اعرفكش علشان احكم عليك. بس حاسة انك اتغيرت عن الاول.
- مش عارف.
- لازم تعرف انت عايز ايه. علشان تختار طريقك.
- انا سايبها لظروف.
ضحكت على كلامه
- قائلة بعتاب. تانى الظروف والجوابات.
- انتى اهلك شجعوكى على اللى بتعملى وماحرمكويش من حاجة.
اردفت بعجز
- قائلة. بتهيالك انا اهلى برضو حرمونى.
- حرموكى من ايه؟
- مش مهم. المهم اللى انا في دلوقتى.
طرح سؤالع بدون تفكير في عواقبه.

- قائلا باستفهام. هي مامتك ماتت من امتى؟
انصدم قلبها من سؤاله على الام الراحلة. وكأن السؤال مقصود. فامها هي ما حرمت منه. دارت وجعها والمها
- قائلة بثبات. من وانا في اعدادى.
- هي ماتت ازاى؟
- سكتة قلبية. قالتها بحزن شديد.
ثم تابعت وهي تقوم من على مقعدها
- قائلة بانصراف. انا خلصت اكل.
اردف باستغراب
- قائلا. اكل ايه اللى خلصتى انتى مااكلتيش حاجة.
- لا كفاية كدة. قالتها بثبات مصطنع، ودلفت خارج الغرفة.

- ما بتعرفش تنقى كلامك غبى. قالها فارس بعتاب لنفسه. ودلف سريعا من على مقعده ورائها. كانت تصعد اول درجة من السلم.
وجه كلامه لها
- قائلا باستفهام. هو انتى هتنامى من دلوقتى؟
تسمرت في مكانها على صوته. وحاولت ان تقف ثابتة وتمسح الدموع التي ترقرقت من عينيها. وبعد ان انتهت التفت اليه
- قائلة ببرود عكس ما بداخلها. لا هشوف شوية ايميلات وبعد كدة هنام.
- طب ما تسيبي الشغل لبكرة، وخلينا نقعد مع بعض.

- انا مشغولة ما اقدرش اقعد معاك.
- يعنى مش نهاية العالم يا ديداة. اننا نتكلم مع بعض
- هي مش نهاية. بس حابة اطلع اشوف الشغل
اردف بعند
- قائلا. تعالى على نفسك شوية.
اردفت بوجع
- قائلة برجاء. فارس سيبنى.
امسك يدها. و انزلها من على درجة السلم. وسار بها في اتجاه الباب
- قائلا. تعالى.
- فريدة باستغراب. انت واخدنى ورايح فين؟
- تشمى هواى كفاية شغل.
- فارس استنىى. احنا ريحين فين؟
التفت اليها
- قائلا بايجاب. الملاهى.

اتسعت عينيها بصدخة
- قائلة بخضة. ملاهى!
اردف بايجاب
- قائلا ببساطة. اه من باب التغير. مالك اتخضيتى كدة ليه؟
- وايه اللى جاب الفكرة دى في دماغك دلوقتى؟
- عادى، وقررت انفذها.
- احنا مش صغيرين علشان نروح ملاهى.
- اه صغيرين. وبعدين اللعب عمره ما كان لى سن.
- انت اتجننت رسمى.
- اه. ويلا بقي قبل مايقفلوا. قالها، وهو مازال ممسك بيدها
- طب استنى اغير هدومى.

نظر الى ملابسها التي كانت عبارة عن بنطلون جينز باللون الاصفر، و تى شرت باللون الاسود ومطبوع عليه وزة باللون الاصفر، وكوتشى ابيض اديداس وتاركة شعرها لعنان. لقد كانت قمة في الجمال والبراءة
- فارس باعجاب. لا كدة كويس
- لا انا عايزة اغير هدومى. قالتها فريدة بعند
- فريدة انتى بتهربي.
- اه انا مش عايزة اروح الملاهى
- انا ما باخدش رايك. انا قررت خلاص
- هو اللى انا بعمله فيك هتعمله فيا.
- تقريبا.

- برقة. ممكن تسيبنى
رمقها نظرة اشتياق
- قائلا. قلبى ضعيف ومهيقدرش على الرقة دى كلها.
عضت على شفتيها بخجل
- قائلة. ممكن تبطل
وعينيه تقتلها
- قائلا باستفهام. ايه؟
- انت عارف بطل لف دوران.
فهم قصدها
- قائلا باعجاب. والله يبقى عيب في حقك.
- هبدا اضايق
- هو حرام ابدى اعجابى بيكى
- فارس
عض على شفتيه
- قائلا باعجاب. مش قادر انتى جميلة اوى
- طب وبعدين؟
- هنروح الملاهى
- مش حابة اروح.

وبعد شد وجذب دام لدقائق. اقنعها بالذهاب الى مدينة الملاهى...
- فريدة بغبظ. فارس انت مجنون. ازاى سمعت كلامك
- سيبك من الجنان دلوقتى. حابة تركبي ايه؟
- وكمان هركب
- اومال احنا جايينا ليه؟
- انا افتكرت اننا جايين نشم هواى ونتفرج على الناس
- ليه هم الناس محتاجين حد يتفرج عليهم. تركبى سباق العربيات ولا دولاب الهواى الساقية.
نظرت الى لعبة دولاب الهواء. والناس يصرخون خوفا وسعادة. لقد ارتعبت.

- قائلة بخوف. لا دى مخيفة اوى يا فارس.
- ما هو حلاوتها في خوفها
- بلاش دى.
لاحظ خوفها فاراد ان يتحداها
- قائلا بعند. اومال فين الثقة انا فريدة السيوفى وادخل صفحات التواصل.
- انت بتحدانى يا فارس
- اه
- طب انا مش ركباها
- خلاص بقي وانا ماعنتش رايح الشغل
اردفت باستغراب
- قائلة باستفهام. ايه جاب الشغل للعب؟
- كيفي كدة. هتركبي ولا ما فيش شغل
جزت على اسنانها بغيظ.

- قائلة بضيق. هركب. ثم تابعت بغرورها المعتاد. علشان اول واخر مرة تتحدى فريدة السيوفى.
- مافيش رهان ما بينا
رمقته نظرة تحدى
- قائلة بثقة. انا مش عيلة صغيرة.

ذهبوا الى مكان التذاكر ودفعوا، وبعد دقيقتين ركبوا دولاب الهواء. في عربة واحدة، ودارت بهما، لم تستطع ان تنكر انها في بداية الامر كانت خائفة، لكن شيئا فشيئا بدات تتاقلم وتحب جو الملاهى. وكأنها عاودتها ذكريات الطفولة مع امها، لقد سعد كثيرا بسعادتها وابتسامتها التي لم تفارق وجهها منذ ان ركبت اللعبة، هو من عشاق الملاهى، واتى بها الى هنا ليرفه عنها ويزيل همها. ويسعدها باجمل التفاصيل والذكريات السعيدة، وبعد دقيقتين نزلوا من اللعبة.

- قائلا بحماس. يلا هنركب ايه بعد كدة.
اردفت بتعب طفيف
- قائلة. كفاية كدة.
- هو احنا لسي عملنا حاجة. تعالى نركب العربيات. قالها وهو يمسك يدها ويتجهوا الى السيارات الاصطدامية
وهى تسير معه
- قائلة بنفاذ صبر. امرى لله.

كل واحد منهما ركب سيارة وبدات الحرب بينهما، هي تقود السيارة بحذر وفارس ورائها يعاندها، ويضرب سيارتها بقوة. وهي تضحك على تصرفاته الطفولية. شخص ما يركب سيارة مثل الباقى. راى فريدة وجمالها وضحكاتها المتعالية بطفولة. وتصرفات فارس معها. ايقن انها سهلة المنال، وقرر ان يعاكسها ويفعل مثلما يفعل زوجها وتحت تلك الكلمة مليون خط احمر. حكم عليها واصدر قراره دون ان يعرف ويدرك خطائه...

سار بسيارته في اتجاه فريدة، واصطدم بسيارتها اول مرة، لم تهتم به هي وزجها فاعتقادهما انها مرة ولن تتكرر، ولكن هيهات وهيهات لقد فعلها مرة اخرى ومرة تلو المرة، حتى لاحظ فارس ذلك، وهي ايضا، قرر في داخله ان يهينه ويعلم عليه ويعرفه ليس كل طائر ياكل لحمه وخاصة زوجته، اشارت اليه فريدة بعينيها انها فهمت ايضا ما يفعله ذلك الشاب الوقح، وهنا انقلبت الادوار. واصبحوا هما المترصدين له، ترجعوا الى الخلف سويا، وانطلقوا سريعا في اتجاهه، وضربوا سيارته بقوة، كراروا اللقطة مرة اخرى، حتى لاحظ الجميع وبدائوا يضحكون عليه، الشخص كاد ان يجن من تصرفاتهما وسيطرتهما عليه، يريد ان يعلم عليهما، لكن لا فائدة، ففريدة وفارس اعلنوا الحرب بشراسة دون وضع قوانين او شروط لاعلان السلام، كانت سعيدة جدا باللعب والهزار. وشعرت لاول مرة انها طفلة صغيرة. وانها انسانة تستحق ان تخطف لحظات سعيدة من الحياة المجنونة. لقد تناست تماما من هى؟ وما سلطتها وقيادتها في المجتمع، هو كان سعيدا بها، واكتشافها بانها شخص مختلف غير الذي عرفه في بادئ الامر...

بعد ان انتهوا من السخرية عليه وجعلوه اضحوكة للجميع، قفز الشخص من سيارته سريعا هاربا منهما ومن استهزاء الناس به. وسط ضحكاتهم عليه. واعجابهم بفريدة وفارس بخوفهما على بعضهما البعض، ونظرات الحقد والغيرة ملات البعض من علاقة الحب التي تجمعهما سويا، انتهت الساعات السعيدة سريعا، وذهبوا الى بيتهم في مودة وسكينة.
وهى تصعد درجات السلم
- فارس بعرض. ماتيجى نغرق في حمام السباحة؟
التفت له باستغراب.

- قائلة بصدمة. انت بتقول ايه!
- دايما دماغك بتروح شمال. هنغرق بهدومنا.
ابتلعت ريقها على عروضه الغير متوقعة
- قائلة بابتسامة. انا مش حابة اغرق.
فارس باستنكار، وكأن الذي يطلبه شيئا عاديا
- ازاى الصحاب بيغرقوا مع بعض.
ضمت حاجبيها باستغراب
- قائلة باستفهام. ليه هو انت وفرعون بتغرقوا مع بعض؟
غمز لها بوقاحة
- قائلا بتوضيح. في حد يغرق مع فرعون. انا بغرق مع البنات.
- وبتقول على دماغى شمال.

- شمال ولا يمين. هنغرق ولالا
اردفت بصرامة
- قائلة برفض. اكيد لا. احنا كدة هنتاخر على الشغل.
- خلاص روحى انتى. وانا اغرق لوحدى
- ولا انت هتغرق. يلا علشان الشغل. قالتها فريدة بصرامة
فارس امام اصرارها
- قائلا بنفاذ صبر. امرى لله. قالها وهو يصعد السلم معها.
بعد مرور اسبوع. بدون تفاصيل تذكر
الساعة العاشرة صباحا
منزل احمد فرعون
علي سفرة الطعام
رجاء بتردد
- قائلة باستفهام. قولى يا احمد هو انت سبت الكلية في سنة كام؟

اردف باستغراب
- قائلا باستفهام. مش معنى بتسالى ليه؟
- علشان اكلمك حد يرجعك الكلية.
وهو يتناول طعامه
- قائلا ببرود ما تشغليش بالك.
- رجاء باستغراب. ازاى ما اشغلش بالى. ثم تابعت باستفهام. كنت في سنة اولى ولا تانية؟
- انتى ليه مهتمية بالموضوع؟
- مهتمية بالموضوع ؛ لانك ابنى.
- هو انا بسالك انا بالنسبالك ايه. هاتى من الاخر
- مهتمية علشان لم تخطب ندى اهلها يوفقوا.
اتسعت عينيه بصدمة.

- قائلا بعصبية. وايه اللى جاب ندى في الموضوع؟
- انت فاكرنى مش عارفة ان هي اللى عوضتك عن غيابى
بنفس العصبية
- قائلا. بس انا ماقولتش.
- من غير ماتقول. الحب باين في عينيك لم كنت بتكلمها قدام باب الشقة. ولا نسيت، وهي كمان. انت ابنى واكتر حد يحس بيك هو انا.
اردف بحزن عميق
- قائلا بياس. وانتى فاكرة لم ارجع الكلية هيوافقوا على.
- ارجع انت بس، وسيب كل الامور على الله ثم على
- انتى احلامك عالية اوى.

- وتفائلوا بالخير تجدوه. قالتها رجاء بايمان شديد بالملك رب العباد. لا تقل يارب لدى هم بل قل يا هم لدى رب كبير.
لم يجد مفر منها. فهى متاملة كثيرا. ولماذا لا. يمكن يوافقوا عليه، وتفائلوا بالخير تجدوه. ثم تابعت باقتراح. النهاردة هروح اشوف اهلها واجس كدة نبضهم.
- مش شايفة انو بدرى
- بدرى من عمرك...

كان هو اول من اختار لها الزواج، ووافقت على قراره حتى لا تغضبه. برغم رفضها للمبدا من اساسه. فهو قبل ان يكون اباها، فهو سندها وعكازها في الحياة. منذ ان تزوجت لم تاتى الى زيارته. فهى تكتفى بالاتصال عليه هو وعمتها ؛ لتطمئن عليهما. قلبه يحترق عليها ويشتاق الى صوتها العالى وشقاوتها التي لا نهاية لها.
وهي تمر بجوار الغرفة. راته في غرفتها يتحسس اغراضها. دلفت الى الداخل في هدوء، وضعت يدها على كتفه.

- قائلة بعتاب. لسي يا حسين قاعد في اوضتها.
- حسين بالم. هعمل اى يا فاطمة واحشتنى اوى.
- ما دام وحشتك ما نروح نزورها.
- بنفس بنبرة الصوت. لا هي اللي تيجى احنا منروحش.
- فاطمة باستغراب. اى يا حسين الفرق هي تيجى ولا انت اللى تروحلها.
- الفرق كبير. ان فريدة لو جت يبقي لسي فاكرانى. لكن شكلها نسيتني.

- فاطمة بدهشة. ناسيك ايه. اى كلام الافلام ده. كل الحكاية شغلها ما انت عارف. وبعدين دلوقتي هي متجوزة وليها حياتها. مش هو ده اللي انت كنت عوزاه.
- حسين بحزن. كنت عايز اشوفها عروسة. بس مابعدهاش عني. ثم تابع بتحذير. اوعي يا فاطمة تكلميها وتقوليها. لازم هي اللي تعمل كدة من نفسها.
هزات راسها ايجابا بعدم اقتناع
- قائلة بهدوء. طيب مهكلمهاش. قوم يلا افطر وخد دواك.
هزا راسه ايجابا.

فاطمة وهي تنظر الى صورها المعلقة بالحائط
- قائلة في سرها باشتياق. واحشتيني من اخر مرة شفتك فيها.
امسكت بيد اخيها وخرجوا خارج الغرفة و اغلقتها باحكام.
( شقة ندى )
طرقت الباب بهدوء، فتحت الباب لها حورية...
- قائلة بابتسامة. صباح يا حورية.

لم تجيب عليها فورا. فكانت تتفحصها من راسها للاخمص قدميها، فهي امراة جميلة بمعني الكلمة. برغم انها اكبر منها بالعمر ؛ لكنها تحافظ على جمالها بالرياضة والاطعمة المفيدة للجسم.
- قالت بعد صمت قصير. صباح الخير. مين حضرتك؟
- انا رجاء جارتكم اللي فوق. اى يا حورية مش فاكراني؟
رفعت حاجبيها بضيق
- قائلة بتذكر. اهاااااا افتكرتك اهلا. قالتها بتحية فاترة.

فهذا الزمن عجيب. فهي مازالت متزكرة اول لقاء جمعهما معا، عندما كانت تريد ان تسكن في العمارة وكان صاحبها يرفض تسكينها هي وزوجها. لكن بسمعتها الطيبة استطاعت هي وزوجها ان تقنع صاحب العمارة بتسكينهما. اصبح تربطهما علاقة اكثر من الاخوة، ولكن بعد حدوث مشاكل مع زوجها، تقلبت الامور وتخلت عنها وقت الازمة ولم تعطى لها المجال لتدافع عن نفسها، اصبحنا في زمن يقبل بخيانة الزوجة لكن لا يقبل بطلاق المراة، ياله من زمن ملعون، كأن الحب والمودة لا تكن موجودة بينهما بتاتا. حتى العناق لم تبادلها نفس العناق، مازالت على ثباتها.

- رجاء باستغراب. اى يا حورية. ماهتقوليش اتفضلي زى زمان.
زمت فمها للامام
- قائلة بضيق. اتفضلي.
دلفت إلى الداخل بهدوء، وجلست في غرفة الصالون. ثم تابعت بغضب ظاهر. تشربي اي يا حبيبتى؟
- رجاء بابتسامة. لا ماتتعبيش نفسك يا حورية.
- اتعب نفسي ازاى دي انتى جارتي حببتي.
ياله من نفاق ظاهر، و بين في كلماتها، تركتها ودلفت إلى غرفة زوجها.
وهو يقوم من فراشه
- قائلا باستفهام. مين ياحورية اللي كان بيرن الجرس؟

- هتكون مين. ام الزفت اللي بنتك بتحبه.
اتسعت عينيه من الدهشة
- قائلا بسعادة. مدام رجاء.
- اه يا اخويا مدام زفت.
تجاهل كلامها
- قائلا بطيبة. والله فيها الخير تجي تسال علينا.
من يستطع ينسي تلك الجارة المحبة. التي كانت تقف دائما بجوارهما وتساندهما في اشد الازمات.
هبت فيه بعصبية
- قائلة بانفعال. خالد فوق لنفسك دى مراى مطلقه.

- خالد باستغراب. هو في اى يا حورية. مش دى كانت حبيبتك. دى انتى زمان كنتى بتقولى عليها اختك ولا نسيتى؟
- اديك قولت زمان. قول للزمان يرجع يا زمان. اكيد بنتك قالتلها حاجة. انت خليك مكانك وانا هروح اشوف الولية دي عايزة اى.

هزا راسه بايجاب مصطنع، فمنذ زواجهما وهو ترك لها كل شىء. فاصبحت هي الرجل وهو المراة. جلس بحزن على السرير يعتاب نفسه فهو من ترك لها زمام الامور وتركها تتصرف كيفما تشاء. فلا ياتى بعد ذلك ويندم...

دلفت خارج الغرفة سريعا واغلقت الباب باحكام، و تركته يتحسر على ايام لقائهما معا. فكانت تمثل الوداعة والطيبة استطاعت ان تخدع الكثير اولهم هو. فلعنة على رجل ترك زمام الامور الى امراة، رات ابنتها تجلس معها ويتحدثون مع بعضهما البعض باريحية. واحضرت لها كوبا من العصير، جلست بضيق على الاريكة المقابلة لهم.
تجاهلت ضيقها وقلة ذوقها وتحدثت مع ندى بحب
- قائلة بهدوء. وانتى يا ندى حابة تدخلى كلية ايه؟

- عايزة لادخل ام السن او فنون...
قطعتها امها بجهل
- قائلة بقسوة. ندى مالهاش راى. الراى هنا راى.
- رجاء باستغراب. ازاى يا حورية. البنت اللى هتتعلم. فلازم تختار كليتها.
- والله الامور دى شخصية.
- فين الشخصى في ده. احمد لم حب يدخل هندسة دخل.
- حورية باستهزاء. وانطرد منها بفضيحة. ثم تابعت بعصبية لندى. ادخلى يا بت جو.

انتفضت من على مقعدها سريعا. جراء عصبية امها، ودلفت خارج الغرفة. لم تستطع رجاء ان تتحمل اكثر من لك. فتحملت مقابلتها وعدم تقدير الجيرة التي جمعتهما سويا. فهبت من على مقعدها سريعا، واستاذنت في احترام
- قائلة بادب. عن اذنك.
- اذنك معاكى يا حببتي.
تركتها تخرج ولم تمسك فيها. مثلما كانت تفعل قديما. بعد ان خرجت. اغلقت الباب ورائها، ونادت بصوت صارخ
- قائلة بعصبية. انتى يا بنت!

انتفضت من على الفراش خوفا من صراخ امها و ركضت خارج غرفتها
- قائلة بقلق. في حاجة يا ماما؟
- هيكون في ايه. غير ايه اللى جاب دى هنا؟
- ندى بخوف ممزوج ببكاء. والله ما اعرف.
دلف خالد الى الغرفة ؛ ليعرف اسباب صراخ زوجته المعتاد
- قائلا باستفهام. في ايه يا حورية؟
اردفت بعصبية
- قائلة بصراخ. هيكون في ايه غير فضايح بنتك
وهى تبكى
- قائلة باستغراب. فضايخ ايه يا ماما هو انا عملت حاجة؟
- هو انا لسي هسيبك لم تعملى.

ليقلل من عصبيتها وصراخها
- قائلا بهدوء. طب اهدى يا حورية.
وهى تنظر الى زوجها
- قائلة باستفهام. اى رايك في الواد اسماعيل ابن اختى سعدية.
- خالد بعدم فهم. من اى اتجاه؟
- يخطب ندى.
تسارعت دقات قلبها سريعا. امها ماذا تفعل. هل حقا ستخطب لشخص غير حبيبها. هل ستكون ملكا لاحدا اخر. وضعت يدها على قلبها، ووقفت في ثبات مصطنع ؛ لتفهم قرار امها الاهوج. الغير مفهوم بتاتا
- ندى لسي صغير.
- بعد ما تخلص الثانوية تتخطب.

بعد ان استعاب مؤيدا لكلامها
- قائلا باعجاب. زينة الرجال. هو احنا نطول.
- هو دى الكلام...
اتفقوا على خطبتها بدون اخذ رايها. فهو ابسط حقوقها. دون ان تتكلم او تخرج حرف من لسانها العاجز الصامت.
تركوها ودلفوا خارج الغرفة، وهي ارتمت ارضا تبكى بحسرة والم وقهر...
( في السيارة ).

كانت تتابع عملها عن طريق الجهاز النقال التابلت. وهو يجلس بجوارها يشاهد الناس من خارج السيارة. كل ما ينظر اليها. تتابع عملها بجد ونشاط. قرر ان يخرجها من عملها.
- قائلا باقتراح. اى رايك نعزم العايلة كلها يوم الجمعة. التفت له بمجرد كلامه ؛ لتستمع اليه. ثم تابع. بابا وماما وبابكى وطماطم
- فريدة بسعادة. واو يا فارس فكرة حلوة جدا
وهو بنظر لها
- قائلا باستفهام. عجبتك.
هزات راسها بطفولة ثم تابعت.

- قائلة. وانا اللي هعملهم الاكل
- وانا هساعدك
- فريدة بدهشة. بجد. اؤما براسه ايجابا والابتسامة تعلو ثغره. ثم تابعت بفرحة. هيكون يوم جميل خاصة ان بابا واحشانى جدا وطماطم.
- خلاص بقى لم تخلصى شغل ابقي كلميهم.
- فريدة بحيرة. مش عارفة اطبخلهم اى.
هزا كتفه بعدم معرفته بشي.
- تفتكر هيحبوا اى اكتر السمك ولا اللحمة.
- انا عن نفسي بحب الاتنين. اطبخي الاتنين.
اتسعت عينيها من الدهشة
- قائلة باستغراب. نعم.

- اثبتي مهاراتك في الاكل. وبعدين انا هساعدك ودادة وصابرين.
- اهاااااااااا قولتلي صابرين ؛ علشان كدة هتساعدني.
- دايما فاهمانى غلط.
- لا هو دى الصح
- مصيرك تعرفى نواياى الطيبة.
رفعت حاجبيها باستغراب
- قائلة بسخرية. نواياك الطيبة.
وهو يضرب كف على كف
- قائلا بحزن مصطنع. وعلى راى المثل خيرا تعمل شرا تلقى.
انفجرت فريدة في الضحك على طريقة كلامه. التي لا يمل منها ابدا...

تجاذبوا اطراف الحديث عن الطعام، وماذا يفعلوا لاجل احبائهم. بعد نصف ساعة وصلوا إلى المقر الرئيسي لشركة. اف ار اف...
مر اسبوع وحالات الجذب والشد بينهما بدات تقل تدريجيا.
( يوم الجمعة ).

دلف إلى الفيلا بعد صلاة الجمعة، سال عنها صابرين، اجابته انها في المضبخ تحضر الغداء للضيوف، امرها ان تذهب اليوم لزيارة اهلها وتاتى يوم السبت. لقد سعد قلبها كثيرا وشكرته على احترامه وتقديره لظروفها الصعبة، وذهبت من امامه سريعا لتحضر نفسها، اما هو، دلف إلى غرفته سريعا لتبديل ملابسه، وبعد دقائق، هبط درجات السلم متجا إلى المضبخ لمساعدتها، دلف اليها رائها. تعكص شعرها للخلف في شكل ذيل حصان وقليل من خصلاته تنزل على وجنتيها. ترتدي مريلة المطبخ باللون الوردى، تعمل في جد ونشاط مثلما اعتاد منها. غريبة هذه الانسانة جدا. ناجحة في عمل الرجال وايضا عمل المراة. حقا انه لا فرق بين المراة والرجل الا في التقوى. استدارت في اتجاهه، رائته متكا على حائط الباب. يتفحصها من راسها للاخمص قدميها بجراة ممزوجة باعجاب شديد بشخصيتها الفريدة والمختلفة عن الاخرين، لقد ضحك قلبها بنظراته وتفحصه بها. فهو فارس ولن يتغير زير النساء الاول. تخلصت من نظراته باعجوبة.

- قائلة باستفهام. انت هنا من امتي؟
اجابها اجابة مختلفة.
- قائلا باعجاب. انتى رائعة.
ابتسمت على غزله
- قائلة برقة. فارس الكيلانى.
- ماله؟
وهى تشير له بارتداء المريلة
- قائلة. زير النساء الاول.
وهو يرتدى المريلة
- قائلا. شكرا جدا. دى شهادة في حقى اعتز بيها اوى.
وهى تضحك على رده عليها
- قائلة. انت مش ممكن.
- انا ممكن لكن فريدة السيوفى مستحيل.
- عجبتنى الجملة.
- تخيلى فات شهرين على جوزانا.
- لا متخيلة. عقبال السنة.

- انتى عايزاها تخلص بسرعة.
- اكيد علشان كل واحد يشوف حاله.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة