قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل التاسع عشر

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل التاسع عشر

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل التاسع عشر

- بس انا ماعنتش قادر اتخيل يومى من غيرك. قالها فارس بصدق شديد، وهو لا يعى ماذا يقول. لكن عندما ذكرت الرحيل حزن كثيرا. وهو لا يعلم لماذا الحزن ؛ هل لانها الوحيدة التي تستمع اليه وتنصحه دون ان تضايقه. فهى الانسانة التي كان يبحث عنها في وسط جميع النساء التي عرفهم. لتخفف عنه الم فراق ياسمين. وبعد ان وجدها تذكر انها مدة وسترحل من حياته. فليس بتلك السهولة. فمعها تعلم اشياء كثيرة واكتشف دنيا جديدة عنه.

- عرفت دلوقتي البنات هتموت عليك ليه؟
ادرف بحزن غير مفهوم
- قائلا باستفهام. ليه؟
- يعنى مش عارف
- يمكن علشان وسيم.
وهى تشير له بتقطيع السلطة.
- قائلة. مالهاش علاقة بالوسامة. ثم تابعت بتوضيح. كلامك وغزلك.
- فارس بصدمة. كلامي بس. مافيش حاجة تانية. قالها وهو يحاول ان يقطع السلطة. لكنه لم يستطع. ثم تابع بملل. فريدة انا مش عارف اقطع السلطة.
اردفت باستغراب.
- قائلة باستفهام. ازاى يا فارس دي سهلة خالص.
- مش عارف.

دارت حاول طاولة تحضير الاكل، ووقفت بجواره ومسكت السكين وبدات تعلمه واحدة واحدة. وهو قريب منها جدا مستمتع برائحة شعرها الجميل. التي تسكر العقول وتفقد القلوب توزانها. هي تعلمه، وهو في عالم اخر عنها. تائه في دوامة جمالها وانوثتها ورونقها العفيف الممزوج بالطفولة، يريد ان يقتلع الخصلات من على وجهها فهى تلامسها بدلا عنه. باى حق ترتكز على شفتاها بجراة. وهو زوجها الذي له الاحقية لا يفعل ذلك.

- فريدة بسخرية. اللي يسمعك وانت بتقول هساعدك. يقول بتفهم في امور المضبخ.
ازاح خصلة من شعرها اردف بهمس
- قائلا بحميمية. كدة افضل علشان اقدر اشوف وشك.
لقد تضايقت من حركته المفاجئة وجراته الواضحة وقربه الشديد منها. يكاد يلتصق بها. نظرت اليه
- قائلة بحدة. انت عايز اى؟
اراد ان يلعب معها ويزيد من عصبيتها التي اصبح يحبها
- قائلا بخبث. انتى عارفة انا عايز اى؟
صرخت في وجهه
- قائلة بعصبية. انت وقح. ازاى تقول كدة.

اقترب منها، وهمس في اذنها.
- قائلا بكذب. انا مش عايز اللي في دامغك. ليه بتفهميني غلط؟
- اهو بدات تلعب بالكلام. انتو كلكوا كدة صنف وباء.
- وانتو صنف شمال بتفهموا غلط.
فريدة بعصبية
- قائلة. انا شمال يا قليل الادب. قالتها فريدة بعصبية.

- ولا تشتميني ولا اشتمك انا سايبك في المضبخ. قالها بنفاذ صبر من طول لسانها، وهو يقوم بخلع مريلة المضبخ. انا غلطان انى دخلت اساعدك. حاجة تقرف. قالها ودلف من امامها، وهو يزفر في ضيق.
نادت بصوت جهور.
- قائلة بعصبية. د ادة. صابرين...
دلف إلى المضبخ
- قائلا للاغظتها. اديتهم اجازة النهاردة.
- بتقول ايه. اجازة، ومين اذن ليهم.
- انا. مش عجبك.
- مس عجبنى طبعا. مين هيساعدنى يا بنى ادم دلوقتى.

- خلى لسانك اللى عايز قطعه ان شاء الله يساعدك.
جزت على اسنانها
- قائلة بضيق. اخرج من قدامى دلوقتى ماتجننيش. تحاول ان تتمالك اعصابها من تصرفاته التي تشبه تصرفات الاطفال الى حد كبير.
- عاملة نفسك شاطرة. اثبتي مهاراتك لوحدك في المضبخ. انا غلطان انى وافقت انى اساعدك.
- فارس بجد ماعيزاش هزار الاكل كتير ومحتاجة مساعدة.
- اعتذرى الاول وانا اساعدك.

كانت تريد ان تنفجر فيه وترد عليه بعصبية. لكنها تمالكت اعصابها ؛ لان الاكل كثير ويحتاج مساعدة منه. ولا يوجد احد ليساعدها. تجاهلت ضيقها وعصبيتها
- قائلة ببراءة. هو انا كنت غلطت؟
- لا يا بت بريئة ما بتغلطيش. امال قاموس الشتايم كان لمين.
- فارس بليز.
- برضو ماهحنش غير لم تعتذرى.
- فارس انت اخر الرجال المحترمين.
- ايوا كلى عقلى بالكلام. اومال فين قليل الادب ووقح.
- ما انت لو ساعدتنى. هتكون انسان محترم.

- اعتذرى وانا اكون اول الناس المحترمين.
- فريدة بتحدى. انا مستحيل اعتذر. تشيل الاعتذار من حساباتك. ثم تابعت بغرور. انا فريدة السيوفى.
- فارس بسخرية. بطلى قنعرة كدابة. شوفى مين هيساعدك دلوقتى. ثم تابع لاغطتها. شكلنا هنطلب دلفيري في الاخر.
رمت مريلة المطبخ فيها
- قائلة بعصبية. امشي من هنا يا غلس.
- سايبهالك لون البلاط ورينا بقى شطرتك. قالها ودلف من امامها.
لم تجد بدا غير ان تشجع نفسها.

- قائلة بحماس. فريدة ما تستسلميش ؛ علشان ما يشمتش فيكي، وبعدين انتى خلصت الاكل خلاص مافضلش الا شوية.
كان يتصنت عليها ويضحك عليها، وعلى طريقة تشجيعها لنفسها، وبعد عدة دقائق، وجدت صابرين تدلف اليها.
- قائلة بادب. فاضل اي يا هانم اساعدك في؟
اندهشت برؤيتها
- قائلة باستغراب. صابرين. جيتى ازاى؟
- الباشا مهندس كلمنى. فرجعت.
ادرفت بغيرة
- قائلة. يعنى فارس كلمك.
- ايوا كلمنى. في حاجة حضرتك.

- فريدة باستنكار. مافيش. ثم تابعت بضيق في داخلها. وكمان معاك رقمها ماشي يا فارس...
رائتها جهزت الاكل الشرقي والغربي لم ينقص معها الا القليل السلطات والحلويات.
- قالت باعجاب شديد. ما حضرتك كويسة اهو يا هانم. لم الباشا مهندس كلمني قولت في كوارث.
- فريدة السيوفى ما تعرفش كوارث.
- نفسي اكون زى حضرتك.
رمقتها نظرة استغراب
- قائلة باستفهام. تكونى زى من اى اتجاه.
- في قوتك وذكائك وكل حاجة حلوة فيكى.

- للدرجة دى يا صابرين.
- واكتر مما تتخيلى. انا بحسد الباشا مهندس عليكى
- حببتى.
- دى حقيقة.
هزات راسها بامتنان منها
- قائلة. حطي بقي الحلويات في الفرن، وانا هطلع اخد شور ؛ علشان الضيوف...
اؤمات براسها ايجابا...
دلفت خارج المطبخ والابتسامة تعلو ثغرها من تصرفاته الطفولية. فهو عنيد لكن لم يستطع تركها بمفردها في تلك الازمة، كان يشاهد كرتون في الليفنج روم، قرر ان يذهب اليها و يساعدها و يتخلص من عنده...

دلف إلى المضبخ راى صابرين.
- قائلا باستفهام. امال فريدة فين؟
- فريدة هانم طلعت فوق تاخد شور.
- امممم هي خلصت الاكل.
- صابرين باعجاب. طبعا يا فارس بيه. دي فريدة هانم نفسها في الاكل جميل اوى. يا بخت حضرتك بيها. ربنا يسعدكم.

- شكرا ياصابرين عقبالك. قالها بحب ثم، دلف خارجا، لم يصدق انها استطاعت ان تعمل كميات الاكل الرهيبة تلك بمفردها، صعد درجات السلم وسار في اتجاه اليسار، ودلف إلى غرفتها دون طرق، فتح الباب
أصابته الدهشة والاعجاب. وتسمر مكانه وفتح فاه عندما راى جسدها العذرى الملفوف بحرفية مثيرة في المنشفة، فسيطرت عليه رغبة معانقتها عناقا طويلا. ومزج جسدهما معا ؛ ليصروا كيانا واحدا، خفق قلبه سريعا دقاته تعلو وتعلو.

كانت تعطيه ظهرها، و تمشط شعرها امام المرآة
- قائلة بعفوية. ايوا يا صابرين. في حاجة؟
- انا فارس.
ارتمى المشط من يدها تلقائيا، وتمنت في تلك اللحظة ان تنشق الارض وتبتلعها. ارتجفت جميع اوصال جسدها. ف اول مرة يراها احد بذلك المنظر. برغم انها في عالم منفتح ؛ لكنها تعشق الملك وتخاف ان تعصيه. فجسدها عفيف وعذرى من جميع الذنوب والمعاصي...
تمسكت بالمنشفة
- قائلة بصعوبة. اطلع برا. ولينا كلام بعد ما اطلع.

تراجع الى الخلف بهدوء. واغلق باب الغرفة.
- قائلا باعجاب شديد. يا نهار على جمالها. هو في كدة. يتحدث وكأنه اول مرة يرى امراة عارية. نعم اول مرة يرى امراة عفيفة تخشي على جسدها من عيون الناس. تحافظ على نفسها من اجل الملك. ترفض جميع صيحات الموضة من اجل جنة تجرى من تحتها الانهار...

بعد ان دلف نظرت الى المراة. والغضب يشتعل بداخلها، كأن احد اغتصب جسدها توا. اقسمت في داخلها ان تجعله يدفع الثمن غاليا. لقد استهان بها كثيرا. وهي السبب في ذلك. لقد تركت له الباب مفتوحا ولم تغلقه في وجهه. ستنتظر...
كان في الليفنج روم. سمع جرس الباب دلف سريعا لفتحه، راى عائلته وعائلة زوجته رحب بهما ترحيبا حارا، دلفوا إلى بهو الفيلا وجلسوا...
- فاطمة باعجاب. بيتكم جميل اوى يا فارس.

- شكرا يا طماطم ده من ذوقك.
حسين باستفهام
- قائلا باشتياق شديد. اومال فريدة فين يا فارس؟
لم يصدق عندما راى اسمها على هاتفه.
اجاب سريعا عليها.
- قائلا باشتياق. ايوا يا ديداة واحشتني.
- انت اكتر يا بابا. ما بتسالش ليه.
- انا اللي ما بسالش برضو.
- بابا انت عارف شغلي. على العموم ما تزعلش يا سحس انا بعتذر.
- خلاص يا عيون وقلب سحس.
- صاف يا لبن
- حليب ياقطشة على فروالة.
ضحكت على كلامه.

- قائلة. انا عزماك انا و فارس عندنا يوم الجمعة، وما تنساش طماطم.
- حاضر يا قلبى.
- تيجي بدري ولو ماجتش مش هاكل الا لم تيجي.
- حاضر يا ديداة هاجي بدري علشان تاكلي.
- مرسي يا سحس ربنا يخليك ليا.
- ويخليكى يا حبيبتى، واشيل اولادك يارب.
- يارب. سلام يا سحس هشوفك يوم الجمعة.
- سلام يا عيون وقلب السحس.
دلفت اليه اخته والابتسامة تعلو ثغره.
- قائلة باستغراب. في اي ياحسين؟
- فريدة كلمتني.

وهي تجلس بجواره على الاريكة.
- قائلة. يعنى ما طلعتش ناسيك زى ما كنت بتقول.
- بتسلم عليكي عزمانا يوم الجمعة عندهم في البيت.
- الكلبة مقلتليش. ماشي لم اشوفها.
- فارس بايجاب. فوق بتغير هدومها ونازلة.

اعلمتها صابرين بتواجد اهلها دون دخول الغرفة، ارتدت ملابسها بصعوبة. تستحلف في داخلها على ان تعلمه درس لن ينساه ابدا. لقد تساهلت معه كثيرا. لدرجة انه دخل الغرفة. دون ان يطرق بابها او يستأذن منها. ارتدت فستان غاية في الاناقة كما يظهر في الصورة وتركت شعرها للعنان ووضعت مكياج بسيط.

وخرجت من غرفتها، و هبطت درجات السلم في كامل اناقتها، سلمت على والدها بترحاب حار مثلما فعلت مع الكل، وجلسوا جميعا يتجاذبوا اطراف الحديث، عن العمل والزواج. لقد اشتاقت الى عائلتها كثيرا، وهو كان مفتقد جو الاسرة جدا، كان يتحدث بسعادة وانطلاق. لكن عندما تتلاقى نظراتهم. يرى التهديد والوعيد بان الامر لن يمر مرور الكرام
اردفت فاطمة وهي تحضنها
- قائلة باشتياق. واحشتينى اوى يا ديداة.
- وانتى اكتر يا عمتو.

ارد ان يزيد استفزازها
- قائلا لاغظتها. كفاية يا طماطم سبيلى شوية.
ضحكت سوزان
- قائلة باستنكار. شوفتى الواد وعاميله. الخجل مافيش خالص.
فاطمة وهي تضحك على تصرفات فارس
- قائلة. الزمن ده ما يعرفش خجل.
- اصل الحب ده فضيحة. ولا ايه رايك يا حسين يا اخويا.
- واى فضيحة انت مش شايف الواد هياكل البت ازاى.
- على را...
قطعتهم صابرين عن مواصلة حديثهم. واعلمتهم بوضع الغداء على السفرة...
قامت فريدة من جوار والداها وعمتها.

- قائلة بترحاب. اتفضلوا يا جماعة السفرة جهزت. ثم تابعت موجهة حديثها لفارس. وانا وفارس هنحصلكوا.
فهم نظراتها بدون ان تتحدث معه. بانها تريد ان تعاقبه على فعلته.
- قائلا بهدوء. خدوا راحتكم البيت بيتكم. ثم تابع بهمس في داخله. ربنا يستر.
محمد باستغراب
- قائلا باستفهام. اى يا ولاد ماهتجوش تاكلوا معانا ليه.
- هنحصلكوا يا بابا. بس انا وفريدة لينا طقوس قبل الاكل
اردفت سوزان.

- قائلة بخبث. ماشى يا ابو طقوس. ثم تابعت بحماس. يلا يا جماعة عايزة اشوف اكل مرات ابنى.
- اتمنى يعجبك يا طنط
- اكيد هيعجبنى. كفاية انه من ايدك الحلوة.
- مرسي. قالتها برقة.
دلفوا جميعا خارج الغرفة متجهين الى السفرة. لم يرد ترك ابنته. يريد ان يتناول معها الغداء. همست اخته في اذنه.
- قائلة بهدوء. هي مع جوزها تعال نتغدا اصل اكل فريدة واحشني.
- انتى همك على بطنك يا فاطمة.
- ايوى همى على بطنى. يلا.

اؤما براسه ايجابا، ودلفوا إلى غرفة السفرة.
بعد ان خرجوا نظرت اليه
- قائلة بضيق. ايه اللى انت عملته؟
- فارس بكذب. هو انا عملت حاجة.
وهى تجز على اسنانها.
- قائلة بهدوء عكس العصبية التي بداخلها. فارس بطل لف ودوران
- مش احنا اصحاب، وانا بعمل مع اصحابى كدة.
امسكت الوسادة الموضوعة على الاريكة والقتها في وجهه. - قائلة بعصبية. صحاب ايه يا ابو اصحاب.
امسك الوسادة
- قائلا بتحذير. يا فريدة احترمى نفسك بدل ما اشلفتك.

رمت في وجهه وسادة اخرى.
- قائلة بقوة. تشلفت مين يا حيوان؟
لقد تضايق من تصرفاتها ووقاحتها امسك الوسادة والقها في وجهها
اردفت بكره
- قائلة باستفهام. انت بترمى المخدة في وشي؟
- ما انتى رميتها في وشي. هو حلال ليكى وحرام عليا.
- انا ما يتعملش معايا كدة.
امسك بدها
- قائلا. طب يلا علشان الناس اللى جو.
حاولت ان تتخلص من يده. لكن لا فائدة من محاولاتها لانه يمسك يدها بمقبض من حديد
- قائلة بحنق. سيب ايدى.

جز على اسنانه
- قائلا بهدوء عكس ما به. يا فريدة اعقلى بلاش فضايح
- هو انت لسي شوفت فضايح.
- ماعايزش اشوف. يلا.
- مش جاية معاك الا لم اخدى حقى منك
اردف باستغراب
- قائلا باستفهام. حق ايه؟
- انك دخلت الاوضة عليا وشوفتنى.
ضحك فارس على طفولتها
- قائلا بابتسامة. خلاص هصلح غلطتى واتجوزك.
- انت اتجننت.
ضحك عليها
- قائلا بسخرية. انا اتجننت. اومال انتى ايه؟
تحاول ان تجذب يدها من يده
- قائلة بنفاذ صبر. سيب ايدى.

- بطلى طفولة وخلينا ندخل نشوف الناس اللى عزمينهم
اردفت بايستنكار
- قائلة باستغراب. انا طفلة.
فارس بابتسامة
- قائلا باستفهام. مالك مستغربة كدة ليه
وهى تجذب يدها من يده
- قائلة بعند. انا بقى هوريك الطفلة هتعمل ايه؟

- ماعيزش اشوف، وكفاية فضايح وخلينا ندخل للناس. قالها فارس بنفاذ صبر من تصرفاتها الطفولية. ويجذبها اليه بقوة. لكن هيهات وهيهات، فريدة عنيدة ولا تسمح ان تسير معه. قبل ان تعاقبه على فعلته معها. كيف تسمح له نفسه ان يراها بذلك الشكل، حقا طفلة. فهو زوجها وله الاحقية في كل شىء. فانتى بريئة يا فريدة. لقد اصبحنا في زمن فتنة الحب قبل الزواج وعلاقات الصداقة المحرمة والاتصالات الهاتفية المباحة، الخ.

هو يجذبها وهي تجذبه، وحلقة العند تزداد بينهما اكثر. يخشي ان يجذبها بقوة حتى لا تصاب. خاصة انها تقف بين الاريكة والطاولة، وفي حلقة الجذب والشد، واذا فجاءة تكعبلت في حذائها العالى، فسقطت على الاريكة وكانت الصاعقة هنا بسقوطه عليها. وسط صرختها التي كتمها على الفور بيده
- قائلا بعصبية. اه يا مجنونة.

دلفوا الى الغرفة. انبهروا برائحة الاكل النفاذة. وكم الاكلات الشهية الموضوعة على السفرة. جلسوا ليتناول الطعام. منهم من مشتاق الى اكلها بشدة. ومنهم من متحمس للحكم على شطارتها في المطبخ. اما هو متحمس. لكنه قلق من تاخيرها ولم يستطع تناول الطعام بدونها
- قائلا بهمس لاخته. هي فريدة اتاخرت ليه؟
فاطمة بنفس الهمس
- قائلة. ما تتاخر مش معى جوزها.
اردف بقلق
- قائلا. لا انا قايم اشوفها.

- اقعد يا حسين انا هطلع اشوفها. قالتها فاطمة بنفاذ صبر من قلقه الزائد على صغيرته.
وهبت من على كرسيها، دلفت خارج الغرفة. وسارت في اتجاههما
- قائلة باستفهام. اي يا ولا...
قطعت كلامها عندما رات فارس ساقط على فريدة
فريدة بصدمة
- قائلة بصراخ. عمتو.
- عمتو ايه. قالها فارس باستغراب. اشارت بعينيها له. فنظر ورائه راى فاطمة مصدومة من وضعهما.

- قائلة بهدوء. انا اسفة يا ولاد خدوا راحتكو. قالتها بخجل ودلفت من امامهما سريعا
فريدة بضيق من تصرفاته الوقحة
- قائلة. عجبك شكلى قدام عمتو.
فارس ببرود.
- قائلا باستغراب. شكل ايه. دى انا جوزك.
- ودى بقي مبرر لوقحتك.
ثم تابعت وهو تبعد عنها
- قائلة بصراخ. وسع.
ابتلع ريقه بنفاذ صبر وقام من عليها
- قائلا باعتذار. انا اسف.
- اسفك خلى لنفسك. وعقابك معايا زاد
اردف بسخرية.

- قائلا باستفهام. هو انتى كنتى بتلعبي معايا وانا ضربتك.
ضمت حاجبيها باستغراب
- قائلة باستفهام. ليه بتقول كدة.
- اصل كل ما يحصل حاجة. تقوليلى عقابك عقابك. ايه هو احنا بنلعب!
رمقته نظرة ضيق
- قائلة بتهديد. انت لسي ما شوفتش لعب.
- هو انا لسي هشوف؟

وهى تقترب منه بخطورة. حتى وصلت اليه، وخبط ظهره في الحائط. لم يسال نفسه في شىء، وترك لها المجال تفعل ما تشاء ؛ حتى يرى اخرها. ويفهم ولو جزء بسيط من شخصيتها التي تجذبه يوما بعد يوم.
- قائلة بقوة. طبعا ودلوقتى حالا. قالتها وضربته في قدمه بكعبها العالى المتين.
اتسعت عينيه من الضربة ويشوبها بعد الصدمة. ولم يظهر المه لها. وضعت يدها على فمه.

- قائلة بتهديد. احذر تلعب معايا. ثم تابعت بغرور. انا فريدة السيوفى.
ابتسم بسخرية على ردة فعلها القوية. لم يتضايق من تصرفاتها. بل سعد بعندها. وبدون سابق انذار. قبل يدها الموضوعة على فمه باثارة. اتسعت عينيها بصدمة ممزوجة بخجل وجذبت يدها سريعا
- قائلا بوقاحة. ما تجيبي بوسة.
- انت ازاى تقولى كدة؟
تجاهل عصبيتها
- قائلا ببرود. بقولك هاتى بوسة
انفجرت فيه
- قائلة باحتقار. صحيح وقح وقلي...

- انا عارف ان في دى كله بس عايز اجرب. قالها وهي يرمق شفتيها نظرة اشتياق شديدة.
جزت على اسنانها بعصبية، وفارة هاربة من امامه قبل ان تقتله
بعد ان دلفت من الغرفة.
- قائلا باستمتاع. دلوقتى عرفت نقطة ضعفك.
ثم تابع وهو يمسك قدمه.
- قائلا بالم. اه يا رجلى. يخربيت عصبيتك.
دلفت فاطمة اليهم والسعادة تملا قلبها
- حسين بلهفة. فين فريدة. ماجتش معاكي ليه.
وهى تجلس على كرسي الطاولة.

- قائلة بخبث. اجبها معاي ليه. واحدة وجوزها.
فهم مغزي كلامها وراى الابتسامة تعلو وجهها.
- اكل فريدة فظيع. قالتها سوزان باعجاب شديد بالاكل.
اردف محمد بتريقة
- قائلا بتمنى. خليها بقي تعلمك تضبخي. بدل وجع البطن اللي بتعملي لي.
سوزان بعتاب لزوجها.
- قائلة بحزن مصطنع. خلاص فضحتني وعرفتهم انى ما بعرفش اضبخ.
انفجر الجميع في الضحك عليهما.
- بتضحكوا على ايه. قالتها فريدة باستفهام. وهي تدلف اليهم.

حسين بحب وهو يشير لها بالجلوس على المقعد المجاور له - قائلا بطلب. تعالى يا حبيبة بابا اقعدى جنبى.
اؤمات براسها ايجابا. وجلست بجوار سندها وعكازها في الحياة
محمد بضحك
- قائلا بتوضيح. ولا حاجة يا جببتى بنتكلم على اكل طنطك سوزان.
- شوفتى يا ديداة. لازم تعلمينى اعمل اكل حلو زيك كدة
- عيونى. قالتها فريدة بحب
اردف وهو يدلف اليهم
- قائلا باستفهام. عينيكى مالها.

- انت ادرى يا فارس مالها عيونى. قالتها فاطمة بخبث. فهى عندما راته ساقط عليها. اعتقدت انهم كانوا يتبادلوا القبلات بينهما وهي تدلف اليهم.
ابتسم في سخرية على مفهومها الخاطىء
- قائلا بوقاحة. اكيد انا ادرى بكل حاجة في حياة ديداة. قالها وهو يجلس قبالتها ويغمز لها.
رفعت فريدة حاجبها له. ونظرات التهديد والوعيد تملا عينيها. تخبره بان الامر لن يمر مرور الكرام.

وبعد دقائق انتهوا من طعامهم وسط السعادة والسرور التي تملا قلوبهم. جلسوا في الحديقة الخلفية. يتجاذبوا اطراف الحديث
- حسين باعجاب. بيتكو حلو اوى يا ولاد
فارس بسعادة
- قائلا بامتنات. مرسي يا اونكل.
- دى تصميم فارس يا بابا.
- بجد. قالها محمد بدهشة
وجه محمد حديثه الى صديقه
- قائلا بعتاب مصطنع. ايه يا سحس انت فاكر انك بس اللى مهندس.
- خلاص. بعد فارس امنت بالوجوه الشابه.

- لازم تامن دى جوز ست البنات. قالتها فاطمة بحب
- لم هي تكون ست البنات هو ايه. قالتها سوزان بعتاب لفاطمة
- هو سيد الرجالة.
- ايوا اظبطى كدة
اردفت فاطمة موجهة حديثها الى فريدة
- قائلة. دى مش عشانك. دى عشان ديداة. ولا اى يا حببتى؟
وهى تنظر له بحنية
- قائلة بعفوية. اكيد يا طماطم فارس سيد الرجالة.
لقد لمس الحب بين طيات عينيها. وشعر بدقات طفيفة بين ضلوع قلبه. انفجر الجميع من الضحك على ردها العفوى...

طال الحديث بينهم اكثر واكثر، وشاهدوا كل ركن بالمنزل وسط سعادتهم باولادهم والدعاء لهم باستمرار الزواج وارزقهم بالذرية الصالحة. بعد ان انتهى اليوم ودعوهم وعلى وعد منهم ان يكرروا الزيارة مرة اخرى، كانوا واقفين يلوحون لاهلهم بالسلام وهم داخل سيارتهم...
ذهبوا من امامهم. التفت لتدخل الى الداخل
اردف فارس
- قائلا باستفهام. هو انا سيد الرجال بجد.
اردفت بغرور.

- قائلة لاغاظته. مش انت جوزى. لازم تكون سيد الرجال. قالتها وفرة هاربة من امامه
وهو يركض ورائها
- قائلا. تعالى يا فريدة.
وهى تركض بسرعة شديدة
- قائلة بتحدى. لو عرفت تمسكنى تعالى.
- مجنونة
- ايه الجديد. قالتها ببساطة شديدة.

فالحياة بسيطة لا تحتاج الى تعقيد او التزامات. تحتاج ان نعيشها ببساطة. دون نفكر باحوال الاخرين ونجعلها محور حياتنا. والطتفل عليهم او تدمير حياتهم. ندعى كل انسان يعيش بالطريقة التي تجعله سعيدا. مر ثلاثة اشهر على الجذب والشد بينهما. فالحياة ما هي الا ثوانى ودقائق من عمر الانسان. هي تاقلمت على وجوده في حياتها. اصبح عادة. وهو سعيد بانه اخيرا وجد الونيس الذي يشاركه يومه بالتفصيل الممل ويقص له معاناته. دون ان يجرح منه او يهان. وندى انكبت على مذكرتها. تريد ان تحقق اعلى الدرجات. حتى تجعل امها تعدل عن قرار زواجها من ابن خالتها. وتسعد حبيبها كما وعدته بان تكون الاولى على المدرسة كلها. تكلمه من حين لاخر. لم تخبره بقرار امها بعد. حتى لا يفتعل المشاكل وتعاند امها اكثر في قرارها. فعندما رات امه صدر هذا القرار. فمبال احمد تقريبا ستزوجها من قريبها على الفور دون استكمال دراستها. هو حياته مع امه تحسنت جدا. خاصة بعد ان كلمت عميد كلية هندسة ووافق على رجعوه من اول السنة لاستكمال دراسته. لقد طار قلبه الى عنان السماء محلق مع العصافير يطير معهم في سعادة وسرور.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة