رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الرابع
- فارس ببرود. هو انتى عملتى حاجة تضايق
ضربته على صدره واردفت بادعاء الحزن
- قائلة. انت غلس. ماعنتش هكلمك تانى.
- تقدرى ما تكلمنيش تانى.
اه اقدر. هو انت مين!
انا مين. احنا بنغلط. انا فارس الكيلانى يا مزة.
نانسي سحرت بجمال عينيه
قائلة بضايع، وهي تقبله على خده. يخربت عيونك. هم سبب جيبانى الارض.
ايوا اظبطى كدة.
قالت باعجاب، وهي تعقد ذراعيها حول رقبته.
- لازم اظبط قدام جمالك.
قال باستفهام، وهو يغمز لها بوقاحة.
- جمالى بس؟
- فارس بلاش كسوف.
- بتتكسفى اوى، عامة الواد فرعون فين؟
قالت بايجاب، وهي تشير له على مكان احمد.
- هناك.
رائه يتراقص مع الفتيات مرتدى قناع جيمس بوند.
ناد عليه بصوت جهور.
قائلا باستهزاء عليه. يا عم جيمس بوند.
التفت على مصدر الصوت، حتى راى صديقه، وذهب اليه، تعانقوا بقوة كأنه لم يروا بعض من فترة.
قال فارس بسعادة. وهو يعطيه الهدية. كل سنة وانت طيب.
قال وهو ياخذ منه الهدية. وانت طيب يا كنج.
فتحها على الفور دون الانتظار، راها ساعة سكاجين الماركة. فانبهر بجمالها. فقال بامتنان. شكرا يا فارس.
فارس بسخرية. لا عيب عليك دى احنا اصحاب.
ثم تابع وهو يسحبه من قميصه، ويهمس في اذنه.
- قائلا باستفهام. هو عيد ميلادك النهاردة. انت ماكنتش محتفل بي الاسبوع اللى فات. ما بروح امك مش كل اسبوع هجبلك هدية.
احمد بصوت منخفض. اى هتفضحنى، وبعدين هديك حق الهدية.
حق هدية اى يا ابو هدية. هو انت علشان بتعرف كل اسبوع واحدة. هتقرفنى باعياد ميلادك.
قال بهدوء وهو يتخلص من يده.
خلاص يا فارس منظرى قدام المزز. ثم تابع بتغير الموضوع قبل ان يستشاط غضب صديقه اكثر.
- قائلا باستفهام. اومال نانسي فين؟
هو انا عارف.
مش عارف راحت فين. واضح انك مسيطر.
-...
قطعه عن الرد عليه. عندما هدات الاضاءة، وسمعوا صوت موسيقى رومانسية، اقتربت نانسي من فارس ومدت يدها له.
قائلة بحب. تسمحلى بالرقصة دى.
ابتسم فارس بثقة، وهمس في اذن صديقه.
قائلا بسخرية. فعلا انا مش مسيطر. ثم مد يده لها. وذهب معها على حلبة الرقص. ووضع يده على خصرها بوقاحة. واجتذبها له بقوة منه، وتراقصوا على انغام الموسيقى الهادئة.
قائلا باستغراب. هو في اى النهاردة؟
مافيش كل الحكاية انى بعتذر عن اللى حصل.
عض على شفتيه السفلى
قائلا بجراة. انتى عايزة اى؟
نانسي بدلع. هكون عايزة اى غير رضاك وانك ما تزعلش منى خالص. كفاية انك معايا. واللى بينا مالهوش نهاية.
افهم من كدة انك عمرك ما هتتكلمى في الهبل اللى فات.
انصدمت من سخريته من حبها بمشاعر باردة.
قائلة بثبات مصطنع. لا عمرى ما هتكلم في الهبل دى تانى.
هبل...
هل حبى لك جنون؟
هل جميع ما قدمته لك جنون.
هل معصيتى للخالق لاجلك اعتبرته جنون.
جنون طاعة العبد على طاعة الرب.
جهنم موجودة بسطوتها وجبروتها لك يا ابنتى.
دموعى تترقق على امثالك، وفقدانهم طعم الحياة. من اجل الحب. ملعون الحب اذا كان بذلك الشكل.
لقد سعد من ردها واقناعها اخيرا. ان الذي يجمعهم. هو المصلحة لا اكثر من ذلك. بلا حب او مشاعر.
قائلا بسعادة. هو دى الكلام.
ثم تابع وهو يغمز لها بعينيه بوقاحة.
- قائلا بجراءة. الشقة ماوحشتكيش.
واحشتنى جدا.
طب يلا بينا وفكك من عيد ميلاد فرعون الخمسين.
هزات راسها ايجابا. اشار إلى صديقه. و هو يستعد للخروج.
قائلا بصوت عالى. يا عم جيمس بوند انا ماشي.
ذهب اليه على الفور
قائلا باستفهام. رايح فين؟ ما لسى بدرى.
انا ماشي يا عم كفاية كدة. قالها ليذهب. ثم تابع بوقاحة، وهو ينظر الى الفتاة الشقراء التي لا ترتدى ملابس تقرببا، وتتمايل على اوتار الموسيقى بمياعة شديدة. بس حلو اوى الكرابج اللى كنت بترقص معاك دلوقتى. وقعت عليها فين دى؟
رزق يا ابنى. بس اى رايك؟ صاحبك استاذ.
ابوس ايدك بطل حكاية كل اسبوع عيد ميلاد. شوف حاجة تانية توقع بيها البنات. قالها وذهب من امامه، وصلوا أمام المصعد. وضغط فارس زره.
نرجع لفريدة
انا دلوقتى. عرفت المطلوب من شركتنا.
اتمنى. يكون التنفيذ في اسرع وقت ممكن.
اكيد. قالتها بثقة وهي تقوم من مجلسها، وتمد يدها لتوديعه
مد يده لها
قائلا بحيرة. ما لسي بدرى.
ولا بدرى ولا حاجة. وقتى مع حضرتك انتهى.
خالد بتردد. ممكن اوصلك؟
ما ينفعش. وبعدين ازاى توصلنى وأنت منتظر ناس مهمين. قالتها، ثم فرت هاربة من أمامه قبل أن يعى كلامها.
رفع حاجبيه لاعلى باستغراب.
قائلا باستفهام. ناس مين؟! اه دى كله علشان مااوصلكيش. ماشي يا فريدة مصيرك تقعى في المصيدة.
خرجت مقبله على المصعد، وضغطت الزر، حتى وقف، ودلفت به. انصدمت عندما رات شاب وفتاة ملتصقين ببعضهما البعض في وضع مخل، والفتاة تحاول اغواء الشاب ؛ بفتح ازرار قميصه. اعطتهم ظهرها وهي تغلى من تصرفاتهم الوقاحة. والذي زاد الامر صعوبة عندما سمعت صوت ذلك الوقح.
يقول باستنكار. انتى بتعملى اى؟ احنا في الاسانسير.
قالت نانسى بوقاحة، وهي تقبله بشهوة.
ما يهمنيش احنا فين؟
قال بشهوة، وهو يستسلم للمساتها.
مجنونة.
مجنونة بحبك ورضاك.
كانت تزفر في ضيق وكره، والغضب يتطاير من عينيها. تريد ان تلقى بهما خارج المصعد ؛ تلقنهم درس لن ينساه ابدا. كانت تعد الوقت وتريد ان يمضي بسرعة قبل ان تتحول الى انفجار بركانى في اقل من ثوانى. وقف المصعد، ضربته بقدمها بعصبية. فتح بابه ارتدت نظارتها السوداء ودلفت منه. خطت قدميها بهو الفندق بثقة وثبات، وراس مرفوع لا تحيد يمين او يسار. فهى تعدو خطواتها.
- قائلة في داخلها. هو دى قوم الرجال. الرجل ما هو الا حيوان شهوانى. ونحن بالنسبة لهم فريسة يتمنوا اصطيادها. انا عمرى ما هكون صيد سهل ليهم. انا فريدة السيوفى
يخرجها من شرودها صوت الهاتف. تخرجه من حقبيتها الجلدية الماركة. مجرد رؤيتها الاسم ترسم على ثغرها ابتسامة.
اردفت اللغة الانجليزية
- قائلة باشتياق. لقد اشتقت اليك كثيرا.
علي الجانب الاخر بنفس الاشتياق
- قائلة بصدف. وانا ايضا اشتقت اليك.
- اذا كان مثلما تقولين. لماذا لاتجرين معى اتصالا؟ ولو مرة واحدة.
- انتى تعلمين اننى مشغولة.
وصلت الى مدخل الفندق. اسرع السائق الخطى اليها والتقط منها الحقيبة، وفتح باب السيارة لها، ودلفت بداخلها، وهي مشغولة بالهاتف مع...
(جيسى لا غير ذلك، صديقة فريدة الوحيدة مصرية الجنسية تكبرها باربعة سنوات. تعرفت عليها وهي تدرس في لوس انجلوس فهى كانت جارتها بالبناية التي كانت تقطن بها هناك ).
- فريدة بلهجة مصري. امتى تحنى على قلبي واشوفك
بادلتها جيسي بنفس اللغة.
- قائلة باستغراب. مين اللى بتتكلم فريدة السيوفى. اللى يسمعك يقول واقعة في الحب.
- حب اى بعد الشر.
- ماله الحب؟! دى اجمل احساس في الكون
- انتى اخر حد يتكلم عن الحب. كفاية اللى شفتى فى.
لقد ضغطت على وتر حساس لديها دون حسبان او وعى.
فاردفت جيسي بصوت مضطرب يوشك على البكاء.
- قائلة برجاء. ممكن تقفلى دلوقتى.
- ليه يا جيسي؟
- مافيش يا حببتى. اصلى مش فاضية دلوقتى.
- هو انا زعلتك في حاجة؟
- اطلاقا. بس انا مشغولة في الشغل.
- هتكلمينى لم تفضي.
- اكيد يا ديده هكلمك.
- وانا هصدقك يا جيسي. قالتها واغلقت معها الخط. بتانيب ضمير منها. خشية ان تكون قد اذاتها بكلماتها الغير محسوبة منها. وعقلها مشغول بها، وطرح سؤال في راسها ماهو الحب؟
وما هو تاثيره على الانسان؟
هل يجعله يعيش الحب بسعادة ام بحزن مثلما ارى.
هل من مجيب على هذا السؤال السخيف. الذي لا توجد اجابة له عند بعض منا. الى اليوم لا يعرفون ان يفسروا مفردات الحب. حاول الكثير من كتاب الروايات. ان يوصفوه، لكنهم وصفوا الخيال وعاجزوا عن وصف المعنى الحقيقى. اقوى كاميرا لمشهد رومانسي. لم تستطع التعبير عن الحب.
ما هو الحب؟
الحب احساس صادق بين الطرفين. بدون وعود او شروط او مصالح مشتركة.
الحب برئ من الذنوب المنسوبة اليه.
الحب صادق في معانيه ومفرداته بدون وسيط...
الحب هو حب الملك. هذا اقوى حب في العالم
وهى تتحدث مع نفسها، كان الحارس يفتح باب الفيلا.
- قائلا بطيبة. مساء الخير يا ست البنات.
نزلت من السيارة
- قائلة بادب. مساء النور يا عمو مصلحى. بابا هنا، ولا لسي ماجاش من برا؟
- لا يا هانم جوا مع مدام فاطمة.
اؤمات براسها ايجابا. ثم تابعت وهي تربت على كتفه.
- قائلة بطيبة. طب تصبح على خير يا راجل يا طيب. قالتها وهي تنصرف من امامه. ضغطت جرس الفيلا بهدوء
فتحت لها فاطمة الباب. بوجهها البشوش وابتسامتها الحانية.
- قائلة بحب. اهلا بالقمر. ثم تابعت بقلق. شكلك تعبان.
- فريدة بارهاق. جدا.
- يلا بسرعة انا وبابكى مستنينك ؛ علشان العشا.
اؤمات براسها ايجابا، ودلفت سريعا الى الحديقة الخلفية مع عمتها. راته ركضت سريعا الى حضنه. وهو بادلها الحضن. بعد ام شبعت منه جلست بجواره على الاريكة.
- قائلة باستفسار. احكيلى يا سحس. عملت اى النهاردة؟
قالت فاطمة بطلب، وهو تجلس قبالتهما على الطاولة.
- كلى الاول، وبعد كدة يحكيلك اللى حصل كله.
- كلام طماطم صح يا ديده. كلى الاول وبعد كدة احكيلك.
- فريدة بطفولة. اعتبرنى كلت. قلى حصل ايه بقي؟
- فاطمة بضيق. احكيلها يا حسين علشان نخلص.
- تصدقى يا فريدة. قابلت مين النهاردة؟
- هو انت لس في صدقى وماصدقيش. لخص يا سحس.
- اسكتى بقى يا طماطم. قابلت مين ها؟ حب قديم؟!
- حسين بضحك. حب قديم اى؟! دماغك راحت لفين. وبعدين امك اول حب واخر حب في حياتى.
قالت فريدة بحزن ممزوج بحسرة، دون تفكير في الكلام.
- مادام بتحبها اوى كدة. خنتها ليه؟
اصابته الصدمة من السؤال الذي لم يكن في الحسبان، وعجز عن الاجابة وتساقطت الكثير من الكلمات. بماذا يجيبها؟ وهو بالفعل خان زوجته، ولكنها ستظل حبه الاول ومعشوقته الاولى.
- قائلا بتلعثم ممزوج بتردد. بس انا لسي ب...
قالت بغضب، وهي تهب من على مقعدها بعصبية لتذهب.
- خلاص يا بابا انسي.
لم تترك له المجال لاجابة على السؤال فدائما تطرح السؤال وتهرب من الاجابة...
اذا فجاءة ترتطم بالخادمة. التي تحمل صينية من اكواب عصير المانجو. دون ان تلاحظ، وتسقط ارضا على ركبتيها وسط صرخة فاطمة التي ركضت اليها، وخوف حسين على صغيرته
- الخادمة بخوف. والله ماكان قصدى.
قال حسين بقلق، وهو يهب من على مقعده سريعا ويذهب اليها.
- انتى كويسة يا حبيبة بابا؟
قالت بحسرة و شبح الدموع بدا يظهر على وجهها.
- اه كويسة.
- يا قلبي يا ديداة.
ساعدها والدها على القيام.
- الخادمة بتبرير وخوف من رفدها. والله يا بيه. ما كان قصدي
وهو يمسك يد صغيرته
- قائلا بطيبة. خلاص يا نوال. روحى على المطبخ.
اؤمات براسها ايجابا، و دلفت سريعا الى المطبخ. بدون جدال او مناقشة
- ما تقلقوش كدة يا جماعة. دى مش اول مرة اقع فيها.
فاطمة بحب وهي تمسك يدها وتساندها.
- قائلة بهدوء للتغيير الحوار. طب يا حببتى تعالى كلى ؛ علشان انتى جعانة.
- لا يا عمتو مش عايزة اكل. انا محتاجة انام.
حسين بضيق وعدم اقتناع.
- قائلا بعصبية. تنامى ازاى. من غير ما تاكلى.
قالت برجاء وهي تتخلص من ايديهم.
- بابا لو سمحت. عن اذنكوا. قالت كلماتها وهربت من امامهما سريعا. فهى اصبحت لا تطيق نظرات الشفقة والقلق والحب الذي تراهم في عيونهم فهى احبال تخنقها تجعلها لا تطيق الحياة بسببهما. لماذا يخشون عليها، وهم سبب دموع عينيها. سؤال يدار في راسها. لماذا تزعجهم عبراتى، وهم السبب في تدميرى. حقا انا لا اطيق نظراتهم.
على الجانب الاخر
قالت سوزان بدهشة. وهي تجلس بجواره على السرير.
- بتقول قابلت مين؟ حسين السيوفى.
- شوفتى. من اخر مرة قابلته فيها.
- ياااا من سنين طويلة. طب اخباره اى، وبنته. انا اعرف ان هو عنده بنت.
- هو كويس. وبنته هي اللى ماسكة الشركة دلوقتى. فاكرة الصفقة اللى سالتينى عليها الصبح.
- اه فاكرها.
- بنته بقي اللى اخديتها. اصلها المنافس الاول لينا في السوق.
- يااااااااااااا قد كدة شاطرة. انا اخر مر ة شوفتها كانت في الاعدادية. كانت بيبي خالص.
- بنت بمية راجل. مش زى ابنك. هو فين مش شايفه؟
- برا مع اصحابه.
- ماتنسيش لم يجى. تقوليله ان احنا معزومين بكرة عند حسين.
- هي فريدة متجوزة؟
- لا. ليه بتسالى؟
- ابنك حاله مش هيتعدل، الا لم يتجوز واحدة زى فريدة، و ينسي الزفتة اللى اسمها ياسمين.
- وتفتكرى ان حسين. ممكن يوافق على ابنك.
- دى بقي سيبها على.
- وانتى فاكرة ابنك ينفع للجواز.
- اه ينفع. بس انت اطلع منها.
- انا هطلع منها لم نشوف.
- خير ان شاء الله.
-...
قامت من جواره بعد ان فعلوا اقذر وابشع المعاصى في حق الواحد الاحد. تغطى جسدها العارى بملاءة السرير، وهو اخذ سجارة من العلبة الموضوعة على الكومدينو ينفس فيها بتفكير.
- نانسي باستفهام. بتفكر في ايه؟
- وانتى مال امك. قالها فارس بوقاحة، وهو يضع السيجارة في المنفضة، ثم يقوم من على الفراش، وياخذ البنطلون الملقى ارضا ؛ ليرتديه.
- يا ستار على الكلام. بتضرب نار.
قال بتحذير بعد ان ان انتهى من زر قميصه.
- خافى بقي من نارى.
ذهبت اليه وهي ملفوفة بملاءة السرير تستر نفسها، من من! فهو عشيقها ويعلم كل خبايا جسدها المعلن عنه بجميع تفاصيله
- قائلة بحب. بحبها وراضية اغرق فيها.
- استحملى بقي حرقتها.
- هو انا لسي ما استحملتش. دى انا يااااااااما شفت منها.
- انتى اللى راضية، وقابلة تكونى فيها.
- الغريب انا وانت زى بعض بالظبط.
هزا راسه بعدم فهم.
قائلا باستفهام. مش فاهم!
- انا بحبك وعارفة النهاية. رغم دى كله راضية بيها. وانت مستنى ياسمين ترجع برغم انك...
لم تكمل كلماتها كان قبض على عنقها بعنف.
- قائلا بغضب شديد. اسمها مايجيش على لسانك القذر ده تانى.
- انا وانت بنحب المستحيل. بنشبه بعض اوى.
- قولتلك اسكتى. بدل ما اسكتك بطريقتى.
- سبنى هتموتنى.
- ماتغورى في داهية.
- انا معاك وانت مع غيري. اعترف اننا نشبه بعض.
فارس بالم، وهو يرميها ارضا بقسوة.
- اه نشبه بعض. بحبها وعمرى ماهحب غيرها. برغم دى كله بخونها.
ثم تابع بحزن شديد وانسكار وهو يخرج القلادة من عنقه المطبوع عليها اسمها.
- قائلا بضيق من نفسه. لابس سلسلتها وبسكر باسمها معاكى.
- قد كدة موجوع.
- قال بعجز. وهو يجثى امامها بانكسار. اكتر مما تتصورى.
- انا هنا موجودة. هنسيك حتى اسمها.
- وتفتكرى تقدرى تنسينى حب سنين.
قالت ببكاء، وهي تهجم على شفتيه تقبله بياس وعجز.
- اقدر يا فارس.
تبادل معها القبلات حتى تاهوا في بحر عميق من الذنوب. يشبهوا بعض لابعد الحدود. في النسيان والعجز، وفقدانهم الامان والوقوع في بحر معاصي لا نهاية له...
يقف على باب غرفة ابنته. يسمع شهقاتها التي تقطع القلب، واهاتها التي تجعل الحجر يتكلم، ويعلن عن اوجاعه.
- قائلا بحزن. سامحينى يا بنتى.
اردفت ببكاء وهي جالسة على السرير.
- قائلة برجاء. بابا لو سمحت. سبنى لوحدى. واذا كان على اصحابك. انا بكرة هستقبلهم معاك.
- صحاب مين دلوقتى. انا فيكى انتى يا بنتى.
- بابا لو سمحت.
- افتحى الباب، وارحمى قلبي.
- ارحم قلبك. طب فين قلبي المحروق على امى؟
- طب افتحى الباب. خلينا نتكلم، وافهمك ظروفى
- مش عايزة اسمعععععععععععععععععععععععععععععك. سبنى لوحددددددددددددددددددددددددددى
- يا بنتى اسمعينى.
اتت فاطمة من خلفه
- قائلة بهدوء. سيبها دلوقتى يا حسين
- اسيبها ازاى. انتى مش سامعة صوتها.
امسكت المزهرية الموضوعة على الكومدينو والقتها في المراة
- قائلة بعصبية. بقولكم سيبونى لوحدى.
- حسين بقلق. فريدة حببتى مالك؟ طمنينى.
- يا حسين سيبها. انت بتزود عصبيتها. شوية وهتهدى
التفت اليها باسى.
- قائلا بحزن. انا خايف. لا تعمل في نفسها حاجة.
- فريدة عاقلة واكبر من كدة. روح نام انت، وانا هخلى بالى منها
- ازاى يجلى نوم بعد اللى حصل.
- طب انزل اقعد في الجنينة شوية. وبعد كدة ادخل نام
- ماقدرش اسيبها كدة.
- ووقفك هنا ماهيعملش ليها حاجة. اسمع الكلام
هزا راسه ايجابا بنفاذ صبر
- قائلا بترجى. خلى بالك منها يا فاطمة.
- ماتخفش. دى بنتى يا حسين، ولا نسيت؟
حسين بتنهيدة حزينة في داخله.
- قائلا بدعاء. ربنا يهديكى يا بنتى، ثم تابع قائلا، وهو يهبط درجات السلم في حزن وآسي على ابنته.
- وتسامحينى على اللى عملته زمان فيها.
قالت فاطمة بقلق وحنية. وهي تطرق على باب غرفتها.
- فريدة حببتى. افتحى. بابا مشي.
قالت برجاء، وهي تقوم من فراشها.
- لو سمحتي يا عمتو. انا هصلى، وانام متقلقيش على.
- يا حببتى. افتحى ؛ خلينا نتكلم شوية مع بعض.
هبت فيها بانفعال.
- قائلة بغضب. عمتو لو سمحتي.
- خلاص يا ديداة. هسيبك تصلي. ربنا يهديكى يا بنتى. تصبحى على خير.
قالت وهي تدلف الى المرحاض ؛ لتتوضا.
- وانتى من اهله يا عمتو.
بعد دقيقة وقفت على سجادة الصلاة. بين يدى الملك، الدنيا لا تساوى شيئا امامه، الدنيا عاجزة ضعيفة امامه، الدنيا التي نهابها، فهى جند من جنود الملك، كانت دموعها كفيلة على الترجى، والنجاة امام المولى، فهى شخص اخر غير الذي نعرفه امام الملك بعيدة عن الصرامة والجد والغرور والكبرياء، ليست فريدة السيوفى ( بل عبدة من عباده ).
زال الليل وبدا يغيب القمر وتحتل مكانه اشعة الشمس الذهبية وتبسط نورها في الكون كله يوم الجمعة يوم مميز في حياة ابطالنا
فى تمام الساعة الثانية ظهرا
دلفت من غرفتها مقبلة على اباها في الحديقة الخليفة كانت ترتدى بنطال من الجينز الاسود، وتوب بيضاء وبليزر اسود، و كوتشي ادايدس باللون الابيص، وشعرها ذيل حصان)
- قائلة بابتسامة. صباح الخير يا سحس.
التفت لها من على كرسى الطاولة.
- قائلا بسعادة. صباح الخير عليكى يا ست البنات.
اتت فاطمة من ورائها، وهي تحمل صينية محملة باكواب من عصير البرتقال.
- قائلة بحب. القمر طلع ولا انا بتهيالى. ثم تابعت بسخرية من ملابسها. اى يا حببتى طالعة تحاربي. ولا ايه؟
تجلس امام اباها
- قائلة بحزن مصطنع. اى يا طماطم الكلام ده. انا زعلانة منك.
قالت بضحك، وهي تضع الصينية على الطاولة، وتجلس بجوارها.
- لبس محاربين بس صاروخ.
- حسين بضحك. انتى مافيش فايدة فيكى.
ثم تابع بهدوء وهو ينظر الى ابنته.
- قائلا بجدية. فريدة عايز اتكلم معاكى. بخصوص امبارح
انتفضت من مقعدها وكانها اصابتها عقربة.
- قائلة بتوتر. بابا لو سمحت. الموضوع منتهى بالنسبة ليا. وبعدين بخصوص صحابك. انا هقابلهم النهاردة. هم هيجوا الساعة كام؟
- هيجوا 9.
قالت وهي تقوم من على مقعدها.
- خلاص هستقبلهم معاك. عن اذنك دلوقتى. هروح النادى اقابل ناس صحابى.
- حسين بترجى. فريدة.
قالت باستعجال، وهي تذهب سريعا من امامه. فهى لا تريد ان تدخل في مناقشة معه. فالنهاية ليست سعيدة فلا تريد تقليب صفحات الماضي. فدعت الماضي للماضى.
- بابا خلاص.
- فاطمة بابتسامة مصطنعة لتريح قلبه. شكلها احسن من امبارح بكتير.
- حسين بعد اقتناع. امممممممم
- انتى عارفها بتنسي بسرعة.
- انتى فاكرة هي راحت النادى لصحابها.
- فاطمة بنفاذ صبر مصطنع. اومال اى يا اخويا؟
- هي هربت منى.
- خلاص يا حسين دى ماضي وانتهى.
- حسين بنرفزة. ماانتهاش. لسي ماثر فيها.
- فريدة قوية، وهتتخطى المرحلة دى.
- يارب.
بعد نصف ساعة. وقفت فريدة بسيارتها بنتلى - جى تى امام اشهر النوادى الرياضية والترفهية بالقاهرة.
خرج حارس النادى
- قائلا بترحاب حار. اهلا فريدة هانم.
دلفت من سيارتها بكبرياء، والقت عليه المفاتيح
- قائلة بامر. اركن العربية.
التقط منها مفاتيح السيارة
- قائلا باحترام. اوامرك يا هانم.
وفى اثناء دخولها الى كافتيرية النادى، رات فتاة متمسكة بيد شاب لا تريد ان يتركها.
مرتدية حجاب وردى على فستان بسيط يميزه اللون الابيض تبلغ من العمر الثامنة عشرة ( تتميز بالجمال الهادى، وغمازة على الجانب الايمن تزين وجهها، وعيون بنية صغيرة )
- قائلة ببكاء. احمد. اسمعنى لو سمحت. ماتمشيش وتسبنى.
هب فيها احمد بعصبية.
- قائلا بصراخ. ابعدى عنى يا ندى.
- لو سمحت. ماتسبنيش
- بطلى عياط. واستوعبى الكلام.
- مش هقدر من غيرك. قالتها ببكاء. يقطع القلب الى اشلاء منتهية الاستخدام، كانت تمسك يده بقوة. لا تريد ان يتركها. وان يرحل عنها. رافضة رحيله بكل الطرق. رافضة جميع اسباب الرحيل. بكل ما فيها. تحتاج اليه. تحتاج الى اذنه ؛ لتسمع تفاهاتها. تحتاج الى يده. لتمسك بيدها. تحتاج الى ظهره ؛ لتستند عليه. تحتاج اليه في كل شىء، فهو من علمها معنى الحياة، تعلمت معه كل تفصيلة في الحياة. علمها كل شىء، وتناسي ان يعلمها. الاعتماد على نفسها في رحيله...
ماذا يفعل! لقد زاد بكائها، وتمسكها به اشتد. ماذا يفعل! صغيرته. تبكى بحرقة. كل دمعة تنزل من عينيها الجملتين. تمزقه وتنهش في جسده. بلا رحمة وشفقة عليه. يتماسك اجباريا. يمنع نفسه بالقوة. من ان ياخذها في حضنه. ويطبطب عليها. مثلما كان يفعل وهي صغيرة. ويمسح دموعها التي تنزل عليه كالنيران تحرقه. قلبه الذى. يعشقها بجنون. ماذا يفعل! وهي تمسكه بقوة، وتترجاه بعدم تركها. ماذا يفعل. وجوده في حياتها. يدمرها بالبطئ، وينهى على مستقبلها. ماذا يفعل. غير الرحيل والبعد عنها. لو كان موته في الرحيل. سيرحل. حتى تستطيع. ترى شمس المستقبل الجديدة بدونه. امسك ذراعها ونظر في عينيها.
- قائلا بصعوبة. احمد اللى حبتى زمان مات. انا دلوقتى فرعون.
- ماتقولش على نفسك كدة. انا لسي بحبك ومقدرش اعيش من غيرك.
- كفاية يا ندى انتى كدة بتموتينى. روحى وافقى على العريس اللى جايلك. اكيد احسن منى، وعيشي حياتك.
- حياتى؟! انت خليت فيها حياة. تموتنى وتقولى حياتى.
كانت تسمع حديثهما، وتشفق على الفتاة التي احبت، دون مقابل، وتستحقر ذلك الشاب. الذي حكمت عليه دون ان تعرف حكايته، دائما نحكم على الظاهر، وننسي الجوهر
اقتربت فتاة منه ووضعت يدها على كتفه.
- قائلة بدلع. مين دى يا فرعون؟