قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الخامس

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الخامس

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الخامس

لقاء فريدة وفارس
كانت تسمع حديثهما، وتشفق على الفتاة التي احبت، دون مقابل، وتستحقر ذلك الشاب. الذي حكمت عليه دون ان تعرف حكايته، دائما نحكم على الظاهر، وننسي الجوهر
اقتربت فتاة منه ووضعت يدها على كتفه.
- قائلة بدلع. مين دى يا فرعون؟
نظر في عيون ندى الباكية
- قائلا بقوة مصطنعة. واحدة مااعرفهاش. اكيد بتشبه على. اللى بتدورى على يا انسة. ماعدش موجود. عن اذنك. قالها وهو يذهب.

فى تلك اللحظة، ثار البركان الخامد بداخلها، واشتعل في اقل من ثوانى، بدون تفكير منها، او حسبان. للعواقب التي ستحدث بعد ذلك، او التفكير في مركزها الاجتماعى، وقيمتها المرموقة بين الناس. كل ذلك ينهار. عندما ترى امراة تظلم من رجل، او تهان، او تخان او تذل، الخ.
ذهبت اليه سريعا ونادت عليه.
- قائلة بقوة. انت يا حيوان.
لم يعيرها احمد اهتمام. فاعتقاده ان الكلام موجه. الى غيره.
كررت النداء مرة اخرى.

- قائلة بعصبية. انت ازاى تكسر قلبها كدة؟ ؛
التفت اليها بعدم فهم.
- قائلا باستغراب. هو حضرتك بتكلمينى انا.
- ايوا انت. هيكون مين غيرك حيوان!
- هو انتى شاربة حاجة؟
قالت بغضب شديد، وهي تضربه في وجهه بقبضة يدها المميتة.
- صحيح حيوان.
انصدم من الذي فعلته.
- قائلا بعصبية. انتى مين؟! وازاى تعملى كدة!
قالت بايجاب، وهي تضربه بالقلم على وجهها.
- انا هعرفك يا حيوان. انا مين.
قال بغضب، وهو يرفع يده ليضربها.

- انتى اكيد مجنونة.
امسكت يده بقوة قبل ان تنزل على وجهها، وضربته في بطنه بقدمها اليمنة
اردف احمد بالم شديد. وهو يمسك بطنه.
- قائلا بعصبية. يا نهار ابوكى اسود.
لم تكف عن فعل ذلك فقط، بل سددت له عدة ضربات مميته بقدمها ويدها في اماكن متفرقة من جسده، لم يستطيع ان يرد اليها ضربة واحدة، ليس عجز بل من سرعتها العنيفة في ضربه، فسقط ارضا من كثرة ما تلقاه منها.
امسكت ندى يدها.

- قائلة برجاء. سبيى حرام عليكى هيموت.
- فريدة بسخرية وهي تضربه. مايموت.
- يموت ازاى؟! دى حبيبي.
قالت فريدة باستغراب، وهي تلتفت لها.
- فريدة باستغراب. حبيبك. اللى انكر وجودك. اللى الاشكال اللى زى دى. كبيرك تتفى عليهم.
اسندته سوزى وساعدته في القيام باعجوبة، كان ينزف من فمه وانفه. نتيجة الضرب الذي تعرض له.
وضع يده على كتف فريدة
- قائلا بضيق. انتى ازاى تفكرى تعملى كدة؟! انتى عارفة انا مين؟

التفت له سريعا، وضربته بيدها اليسرى لكمة في وجهه.
- قائلة باستحقار. هتكون مين؟ واحد حيوان.
ما هي الا دقائق، واجتمع رجال الامن، والمسئولين عن النادى ؛ لفض الشباك الحادث.
اردف احد رجال الامن.
- قائلا بطلب. كفاية يا فريدة هانم. هيموت في ايدك.
احد من اعضاء النادى
- قائلا بفضول. هو عمل اي؟
- رد عليه احمد بوجه مملوء بالدماء. والله ما عملت حاجة. اتصلى يا سوزى بفارس. يجى ينقذنى من هولاكو.
امسكته من ياقة قميصه.

- قائلة باستغراب. مين هولاكو ده؟
- يا وليه. هو في حد مسلطك على. ابوس ايديكى ارحمينى. قالها وهو يقبل يدها
قالت بعصبية، وضربته في بطنه بقوة.
- انت بتبوس ايدى يا حيوووووووووووووووووووان.
احمد بعدم تركيز من كثرة الضرب
- قائلا بتوهان. وشى بقي شوارع.
ثم تابع بنفاذ صبر.
- قائلا بالم. هو في اى يا جماعة؟ مافيش رجالة هنا. ولا اى؟
كانت تعاود الاتصال على فارس. لكن الوصول كان صعب
وبعد ربع ساعة. استجاب لاتصال سوزى.

- قائلا بنعاس. الو. مين معاى؟
- سوزى بلهفة. انا سوزى صحبة فرعون. الحقه في واحدة مجنونة في النادى. هجمت على، ومحدش قادر عليها. تعال الحقه بسرعة.
قام سريعا من فراشه.
- قائلا باستعجال. تمام هاجى. مسافة السكة هكون عندك. قالها وهو يغلق الهاتف، ويركض الى المرحاض. اخذ دش دافئ، وبدل ملابسه في عجالة، وخطف مفاتيح سيارته وموبيله.
وعندما كان ذاهب اتاه صوت نانسي من الخلف.
- قائلة باستفسار. رايح فين يا فارس؟

التفت اليها بضيق.
- قائلا بنفاذ صبر. نانسي مش هعيده تانى. انتى عارفة علاقتنا. فبلاش نحور على بعض. سلام. قالها وذهب من امامها.
في تلك الاثناء
كان الشجار احتدم، وزادت فريدة من ضربها لاحمد. لم يستطع احد من الامن. فك الشجار ومحاولة السيطرة عليها، فهى لم تكن بوعيها. فجميع ما كانت تعانى منه ليلة البارحة لقنته له...

اجتمع جميع اعضاء النادى متعجبين بقوة فريدة البدنية، ومبهورين برد الفعل السريع لديها واخيرا وصل فارس بسيارته الفاخرة ودلف منها، وسال احد الامن على مكان الاشتباك. فاشار له الحارس على المكان...

فذهب اليه في عجالة من امره. وصل عند المكان المنشود، وسمع كلمات الاعجاب من اعضاء النادى عن الفتاة المجهولة. التي لم يراها حتى الان. (راى فتاة تتميز بالطول الفارع والجسد المتناسق والشعر الاسود الطويل ) تعطيه ظهرها وتضرب صديقه ضربات مميتة ابهر بها. فاقترب منها. وهي ترفع يدها لتضرب احمد...
امسك يدها ؛ يوقفها عن ضرب صديقه.
- قائلا باستغراب. انتى مجنونة صح؟

التفت له بضيق، وصفعته على وجهه بقوة. لمجرد انه امسك يدها وهذا ليس من حقه بتاتا. اصابته الصدمة من ردة فعلها السريعة، وقوتها الخارقة. وعدم احترامها نهائيا لاية احد، شاهد الوضع الجميع، واولهم احمد.

- الذي قال في داخله بسخرية. دى ضربت فارس. حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا هولاكو. قالها وخر ارضا بياس. كان يريد ان يرد لها الصفعة، لكنها لم تترك له المجال لرد الصفعة، بل دلفت سريعا من امامه، ولهته ندى عن مادار بعفويتها
- قائلة بندم. اسفة اوى يا فارس على اللى حصل.
التفت لها
- قائلا باشتياق. بت يا ندى فينك واحشانى.
كيف تغير من الاسد الثائر الى انسان طبيعى. قصت له ندى ما جرى. ربت على كتفها بحنية.

- قائلا بطيبة. ماتزعليش استنى فرعون شوية ويهدى.
- حتى انت كمان بتقول فرعون. اسمه الباشا مهندس احمد
ادرك فارس عدوم وجود المجنونة كما اطلق عليها.
- قائلا بغضب. هي فين بنت الكل، اللى ضربته.
- ندى بهدوء. مشيت
وهو يبحث عنها في جميع الجهات. لكن هي كانت اختفت.
- قائلا بعصبية. مشيت ازاى؟!
دلفت الى سيارتها تزفر في ضيق.

- قائلة بتشفى. يستاهل انى ضربته مش كفاية قلة ادبه في الاسانسير. لو فاضية كنت عملت عليهم حفلة هم الاتنين. حيوانات. قالتها باستهزاء وداست مكابح السيارة، وهي سعيدة بانها افرغت طاقة الغضب فيهما
- سيبك منها تعالى نشوف احمد جراله ايه...
تسارعت الاحداث، ونقلت سيارة الاسعاف احمد الى المستشفى.

احمد بصوت صارخ. وسط ضحكات فارس وسخرية سوزى وحزن ندى، بعد ان فعلت له الممرضة اللازم. وعالجت الكدمات الموجودة بوجهه وانفه، ووضعت الشاش فوق راسه، كان يجلس على الفراش. قائلا بندب، وهو يمسك راسه.
- الحقووووووووووووووووووووووووووونى. الحقونى.
فارس يضحك على شكله المضحك.
- قائلا بطلب. كفاية يا فرعون فضحتنا.
لطم على وجهه
- قائلا بحسرة. فضحتك. اومال فضحتى انا؟ ادريها فين؟
- خلاص يا فرعون هستر عليك.

- دى لو راجل ضربنى كان اهون. اهوووووون اهون. ضربنى وبكى و سبقنى واشتكى.
- علشان تحترم نفسك. وماتعملش حاجة تانى.
- هو انا عملت حاجة. دى اللى غيظنى انى انضربت من غير ما اعمل حاجة.
- كفاية بقي هزيت صورتنا في المستشفى.
قال بحسرة، وهو يضرب كف على كف.
- دى لا عاد فيها صورة ولا برواز. بنت الكلب ضربتنى وماحدش حاش عنى. اه يا نارى لو تقع في ايدى. اه كنت شخرمتها.
- ما كانت قدامك ماضربتهاش ليه!

لاحظ سعادة صديقه. نظر له بضيق.
- قائلا باستغراب. انت مالك فرحان كدة ليه. ما هي ضربتك انت كمان.
هب فارس من مكانه بغضب. ونظر في عينيه بتساؤل.
- قائلا بعصبية. ضربت مين بروح امك؟
- مالكش دعوة بالطاهرة. وماتنكرش انك انضربت.
- ركز يا فرعون انت اللى مضروب مش شايف وشك اللى بقي شوارع
- احمد بتريقة. مالكش دعوة بالشوارع.
ثم تابع وهو يمثل بيده كانه يضرب احد.

- قائلا بشماتة. وبعدين الزغروطة اللى نزلت على وشك تبقي ايه؟
- فارس محذرا له. فرعون شوف بتقول ايه. بدل ما اكمل عليك. ولا من كتر الضرب بقيت مجنون زيها.
- هو انا قولت حاجة كدب.
- اخرس بدل ما اقضى عليك.
بدا الشجار بين الاصدقاء، ولم يكف ؛ حتى قاطعتهما ندى بهدوئها للحدة من الشجار.
- قائلة بندم. انا اسفة يا جماعة.
التفتوا لها
ردت عليها سوزى بحقد.

- قائلة بكره. ينفع بايه الاسف؟ وعلى راى المثل يقتل القتيل ويمشي في الجنازة.
- قالت بحزن. وقدميها تخطو للرحيل. انا اسفة للمرة التانية.
- اتفضلي بقي من غير مطرود.
نادى عليها بصوته الجهورى. الذي اعتادته منذ الصغر.
- نددددددددى. توقفت قدميها عن الرحيل والتفت اليه.
- قائلا بحنية. استنى يا ندى ماتمشيش.
التفت اليه سوزى بضيق.
- قائلة باستغراب. فرعون انت بتقول ايه؟
هب فيها بغضب لم تراه من قبل منه.

- قائلا بامر. اطلعى برا يا سوزى.
وهى تنظر لفارس.
- قائلة بغضب وحنق. شايف صحبك بيقول ايه. ما تقوله حاجة.
- ماتطلعى برا واحد وحبيبته بتحشري مناخيرك ليه.
- احمد بعصبية و كلمات موجهة الى سوزى. وهي تطردها ليه بروح امها هو كان بيت ابوها.
- اهدى يا اسد.
- سوزى بعدم تصديق. انتى بتطردنى يا فرعون.
- فارس بسخرية. اومال بيقولك اتفضلي.

- سوزى بتحدى. ماشي ما تبقاش تيجى على الشقة. وتقولى انا عايزك يا سوزى. قالتها بدلع لاغاظة ندى، ودلفت سريعا من امامهم.
- احمد بحب. اتفضلي يا ندى اقعدى. انا اسف.
- مافيش داعى لاسف.
كان محدق لهما يري الحب في عيونهما والاشتياق المحبوس من سنين والكلمات العاجزة عن الخروج
- اجيب شجرة واتنين ليمون.
وعينيه تقتل صغيرته وحب طفولته. وجزء كبير في حياته.
- قائلا بهيام. اطلع برا يا فارس.

- انا. طيب يا عم. ربنا يسهلك. قال كلماته وهو يخرج.
-...
ولم يجد رد منهما، فكان بينهما كلمات كثيرة ناقصة عتاب اشتياق حزن الم، الخ
كانت مشاعر مختلطة في تلك اللحظة
مرت الساعات سريعا وصولا الى التاسعة مساء.
فى فيلا الزمالك
تنظر الى نفسها في مرآة بهو الفيلا.
- قائلة بصوت عالى. يلا يا فارس هنتاخر على الناس.
قال بايجاب، وهو يهبط درجات السلم بوسامته المعهودة، ولحيته الخفيفة التي تزيده جمالا فوق جماله.

- حاضر يا ماما جاى اهو.
انبهرت سوزان بجماله عندما طل عليها.
- قائلة باعجاب. ايه القمر دى يا ناس؟
محمد من الخلف.
- قائلا بتباهى. طالع لابوه.
قالت بحب، وهي تتابط يد فارس واليد الاخرى في يد زوجها المحب.
- طبعا. ربنا يخليكوا ليا.
خرجوا سويا. السائق فتح لهم باب السيارة
- قائلا بادب. اتفضلوا.
هزوا راسهما ايجابا ودلفوا في الباب الخلفى سويا، وفارس.

فتح باب السيارة الامامى، وركب بجوار السائق، اشار محمد الى السائق بالذهاب الى فيلا السيوفى
وبعد نصف ساعة، وصلوا ولقوا ترحاب حار وحفاوة من حسين واخته واخذوهم على الليفنج روم الذي كان اثاثه يتميز بالرقي والفخامة. وجلسوا قبالة بعضهم البعض باريحية. اردف حسين باشتياق لايام الكلية التي جمعتهما. - قائلا بهدوء. والله زمان يا سوزان. فاكرة ايام الكلية.

- وهي دى ايام تتنسي يا حسين. لسي فاكرها وكانها حصلت امبارح.
- محمد بحب. دى كانت ايام الشقاوة.
- حسين بضحك. اه هو انت هتقولى.
كان فارس يجلس بجوار امه باحترام على غير عادته.
لمحه حسين بجماله الذي يشبه امه واباه جدا.
- قائلا باستغراب. ابنكم شبهكوا انتوا الاتنين بالظبط.
نظر لابنه بحب.
- قائلا بايجاب. اه فارس. ما انت عارف يا اخويا دى ثمرة حبنا.
هزا راسه موافقا على كلامه
- قائلا. اه واى حب.

ثم تابع وهو يوجه حديثه الى فارس قائلا. دى ابوك وامك كانوا خاربينها.
- فارس بادب. اه ما انا عارف قصتهم الاسطورية.
- لا ابوك وامك كانوا مسجلين خطر.
- فارس بخضة. قصدك اي يا اونكل؟
انفجر في الضحك على رده فعله.
- قائلا بسعادة. شوفت ابنك اتخض ازاى يا محمد.
- فاطمة بحنية. حرام عليك يا حسين. اصل طول عمره يحب الهزار.
سوزان بتوضيح لابنها.

- قائلة بهدوء. قصده ان انا وبابا كنا بنحب بعض من ايام الجامعة ومتفقين على الجواز.
- حسين بطيبة. عقبالك يا ابنى زيهم.
وكأنه اصيب بغثة في حلقه.
- قائلا بحزن. كان زمان الح...
قالت سوزان باستفهام، لتقطعه عن مواصلة حديثه.
- اومال فريدة فين؟
- اطلعي شوفيها يا فاطمة. اتاخرت ليه؟
قالت بايجاب، وهي تقتحم عليهم الغرفة بثقة وكبرباء.
- انا اهو يا بابا.
اتسعت عينيها بصدمة عندما راته امامها.
- قائلة باستحقار. انت؟

هو ايضا انصدم عندما رائها امامه.
- قائلا بضيق. انتى؟
- حسين باستغراب. هو انتو تعرفوا بعض؟
- فريدة باستنكار؟ وهي ترمقه نظرة كره. لا يا بابا اول مرة يحصلي الشرف.
رمقها فارس نظرة استحقار
- قائلا بكذب. وانا كمان.
فريدة بكره في داخلها
- قائلة. حيوان.
فارس ايضا
- قائلا. مجنونة.

ذهبت تسلم على اهله بادب وهدوء، وسلامها معه كان قليل انها كانت تريد ان تولع فيه، ولكنها ماذا ستفعل، فهو مجرد ضيف دقائق سيغادر منزلها. انتهى التعارف بين جميع الاطراف، ما بين السعادة والاشتياق، وما بين الكره والبغض، اتت نوال تعلن ان العشاء جاهز، ذهبوا جميعا الى مكان السفرة...
جذبته من ذراعه بقوة.
- قائلة بغضب. انت كداب. ازاى تقول انك ماتعرفنيش.

- فارس بسخرية. حوشي يا صادقة. ما انتى كمان قولتى انك ما تعرفنيش.
ثم جز على اسنانه بغضب
- قائلا بتحذير. سيبي ايدى يا بت انتى. لاضربك مش هسكت زى النادى.
- فريدة بقوة. انت مش خايف منى؟
قال بحنق، وهو يتخلص من يدها بقوة
- واخاف ليه بعبع؟
راى الخادمة ترتدى ملابس قصيرة، وتتخايل في مشيتها تحاول لفت نظره، عض على شفتيه السفلة بوقاحة
- قائلا لاغاظتها. هي الخادمة بتاعتكم بتخلص شغل امتى؟
قالت باستحقار ممزوج بغضب.

- انت وقح وقليل الادب.
- وخدامتكم موزة. ابقي خليها تعلمك ازاى تكونى موزة.
عن اذنك. احسن يفتكروا في حاجة بينا. قال كلماته البغيضة مثله وانصرف من امامها.
وقاحته الزمتها الصمت ولم تستطع الرد عليه.
من هو ليتحدث معها بتلك الطريقة؟
اذا كان يعرفها جيدا لما استطاع التحدث اليها كذلك.
انها فريدة السيوفى
قالت بصراخ، وهي تنادى على الخادمة.
- نوال.
اتت اليها على الفور
- قائلة بخوف. نعم يا هانم.

نظرت اليها بتدقيق من راسها حتى اخمص قدميها. فكانت ترتدى (جيب باللون الاسود قصيرة فوق الركبة تظهر بشرتها البيضاء وقميص باللون الابيض موضوع في الجيبة وملتصقين على جسدها باثارة، وتركت شعرها الغجرى مفرود على ذراعيها فهى فتاة صغيرة في السن لم تتعد العشرين وتتميز بالجمال الصارخ )
قالت بضيق من نظراتها.
- عايزانى في حاجة يا هانم؟

- فريدة بعصبية. غورى من وشي الساعة دى. فرت من امامها ركضا. اما هي تابعت بضيق في داخلها.
- قائلة بكره. حيوان.
جلس على الطاولة قبالة امه، فسالته بخبث.
- قائلة باستفهام. كنت فين يا فارس؟
فارس بتلعثم من نظرات امه المفهومة.
- قائلا بادب مصطنع. كنت بسال الانسة فريدة بتدرس ايه؟
- حسين بايجاب. فريدة مخلصة دارسة.
قالت بايجاب، وهي تجلس بجواره على السفرة. ورمقته نظرة تعالى.
- انا سيدة اعمال من الدرجة الاولى.

قال ببرود ؛ ليستفزها.
- امممممممممم. كنت فاكر انك لسي بتدرس.
قالت بضيق، وهي تجز على اسنانها.
- لا انا مخلصة من اربع سنين. ثم تابعت بخبث. وانت لسي في دراستك ولا...
ورمقته نظرة. تعنى بانها تعرف من هو
- سوزان بتفاخر بابنها. فارس مخلص هندسة بامتياز.
لاحظت فاطمة المشاحنة بين فارس وفريدة حاولت تهدئة الوضع
- قائلة بابتسامة. اى يا جماعة هو احنا هنقضيها كلام والعشا؟
- محمد بابتسامة. على رايك...

وبعد ساعتين انتهى اللقاء سريعا وودعوهم
فى السيارة طوال الطريق محمد وسوزان يتحدثون عن فريدة، والطرف الاخر يموت غيظا (فارس)
- سوزان باعجاب. شوفت جمالها ورقيها في المعاملة.

- فارس بغيظ في داخله. جمال ايه. دى شبه الرجالة بلبسها ده. قالها بحنق وهو يتذكر ما كانت ترتديه ( بنطال قحلى من الجينز وبلوزة واسعة طويلة باللون الازرق وشعرها كالعادة ذيل حصان ). ثم تابع باستهزاء. معاملة ايه ماشفهاش ؛ وهي بتضرب فرعون. زى الطور الهايج.
- محمد بنفس اعجاب زوجته. بنت تربيتها عالية. فعلا بنت بمية راجل، ثم تابع باستفهام. اى رايك يا فارس؟
افاق من شروده على صوت اباه.

- قائلا بعدم فهم. بتقول حاجة يا بابا؟
- بقول اى رايك في فريدة؟
التفت اليه من المقعد الخلفى.
- قائلا باستهزاء صادق. راجل متنكر في صورة ست.
- محمد بنرفزة. تقصد ايه؟
- اقصد. ان مفهاش انوثة.
- سامعة ابنك بيقول ايه.
- اهدى يا محمد. اكيد مش قصده.
- فارس بتحدى. لا قصدى هي راجل.
- راجل علشان مش شبه اللى تعرفهم. بنت ملكة بتحترم نفسها بتشرف ابوها في اى حتة. مش زيك فاضحنى ومخلى سمعتنى في الارض.

- انت انرفزت ليه؟ سالتنى عن راى وانا قولته. اى المشكلة في كدة!
فى تلك الاثناء، كانت جالسة على فراشها، تدير عملها من على الجهاز النقال (اللاب توب) تزفر في ضيق وحنق وغضب يتصاعد لحد السماء ؛ كلما تذكرت كلماته البغيضة - قائلة بحنق. حيوان ووقح. قليل الادب بتاع الاسانسير. ثم تابعت بتريقة عليه. قال ايه ابقي خلى الخادمة تعلمك تلبسي. ضربة في مناخيره. مش عارفة شايف نفسه على ايه!
حى الزمالك.

كانت قدمه تخطو للرحيل. اوقفه صوت والده المعتاد
- قائلا باستفهام. رايح فين يا فارس؟
قال بضيق، وهو يلتفت له.
- هكون رايح فين يا بابا. اكيد خارج.
- مافيش خروج النهاردة. انا ومامتك عايزينك في موضوع مهم
- موضوع ايه؟
- امه بهدوء. هتعرف دلوقتى يا فارس. تعالى نقعد علشان نعرف نتكلم.
- لا خلينا على الواقف احسن.

انهت عملها ووضعت جهازها النقال على التسريحة. واطفات نور االابجوارة، وجذبت الغطاء عليها ؛ وغطت في نوم عميق ناسية كلمات الحيوان
هب فيهما فارس بعصبية.
- قائلا بانفعال. حضرتك بتقول ايه. انا اتجوز المجنونة دى. ثم تابع بسخرية وهو يضرب كف على كف. اكيد بتهزروا.
- محمد رد عليه بحدة. مجنونة ايه يا حيوان. دى فريدة السيوفى اى حد يتمناها. حلوة ومثقفة ومؤدبة. وفوق دى كله سيدة اعمال ناجحة. مش زيك فاشلة.

- خلاص مادام فيها ام الصفات دى كلها. ما تجوزوها لحد غيري.
سوزان باستنكار
- قائلة باستغراب. فارس ازاى تقول على فريدة كدة؟
- واقول اوسخ من كدة.
- احترم نفسك يا ولد، وشوف بتتكلم ازاى
- هكون بتكلم ازاى. عايزين تجوزونى واحدة مجنونة.
- سوزان بهدوء. مجنونة ايه يا فارس. دى فريدة السيوفى.
- قال بغضب شديد ووقاحة وصوت عالى. يلعن ام فريدة السيوفى.
قال محمد بعصبية، وهو يرفع يده ليضربه.
- ولد انت قلة ادبك زادت عن حدها.

امسكته سوزان على الفور.
- عايز تضربنى علشان واحدة مجنونة. واحدة ضربت فرعون.
وقص عليهما مادار في النادى وما بدر منها وتصرفاتها الغير سوية بالنسبة له.
كان رد والده مخالفا لم توقعه فارس
- قائلا بصدق. انت وصحبك تستهلوا اكتر من كدة.
- فارس بقرار نهائي. بابا ردى عليك. انا مش موافق. ووضع يده على كتف امه.
- قائلا بسخرية. عرضك مرفوض يا سوزان هانم. عن اذنكوا. قالها وهو يدلف من امامهما.
اوقفه والده عن السير.

- قائلا بصوت صارخ ممزوج بالغضب. استنا عندك. ثم ذهب اليه ووقف امامه وجها لوجه.
- قائلا بامر. انا ما باخدش اذنك. انا بامرك. لا اما...
- تحرمنى من الميراث. نفس اللى عملتوه زمان مع ياسمين. بتعملوا دلوقتي. وانا مش عايز فلوسكم. قالها بتحدى ممزوج بعند، وهو يخرج المحفظة من جيبه وسط ذهول اباه و غضب امه. التي ذهبت الى عنده ونظرت اليه.
- قائلة بغضب. ايه اللى انت بتعمله ده يا فارس!

قال بنفاذ صبر منهما، وهو يرمى المحفظة ومفاتيح السيارة على الطاولة
- برفض ظلمكم ليا.
- محمد باستنكار ممزوج بحسرة. ظلم. احنا لم نخاف عليك ؛ وعايزين استقرارك يكون ظلم.
- كفاية انكو حرمتونى من حبى. ماتيجوش بقى وتكملوا على الباقى منى.
- فوق من وهمك يا ابنى ؛ علشان تعيش حياتك.
- مافيش حياة بعد ياسمين، مستحيل اتجوز حد غيرها.
هبت فيه سوزان بانفعال.
- قائلة بعصبية. ياسمين مشيت ماعدتش هترجع.
- مصيرها ترجع.

- انت عايش في وهم.
- سيبونى اعيش في وهمى لوحدى، عن اذنكوا. قالها، وهو يدلف من أمامهما.
كان محمد تحامل كثيرا على نفسه، ولم تعد قدماه تحمله فسقط مغشيا عليه من كلمات ابنه القاسية له واتهامه بظلمه.
سمع صوت ارتطام
التفت على الفور، وجد والداه مغمى عليه
- قال بقلق ممزوج بخوف. وهو يركض اليه. بابا في ايه؟ ثم تابع برجاء وهو يمسك راسه. باب فوق يا بابا. انا اسف.

- سوزان بصراخ. الحق بابك يا فارس. اتصل بالاسعاف بسرعة
- فارس بتوتر وقلق وهو يجرى الى الهاتف. حاضر يا ماما.
تسارعت الاحداث وتم نقله الى المستشفى
بعد ساعة دلف الطبيب من غرفة الكشف
- فارس بلهفة. بابا عامل ايه؟
- اردف الطبيب مهدئا للوضع. هو دلوقتى احسن. لو ما كنتوش لحقتوا في الوقت المناسب. كان اتعرض لوعكة صحية.
قال بارتياح، وهو ياخذ نفس عميق
- الحمد لله. ممكن ادخل اشوفه؟

- اه. بس ماطوليش. زرجاء تبعدوا عنه جميع الاحاديث المزعجة.
اؤما براسه ايجابا. مؤيدا على كلام الطبيب
- قائلا بهدوء. اطمن يا دكتور. هو هيخرج امتى؟
- يقدر يخرج بكرة. حمد لله على سلامته. قالها الطبيب بوقار، وهو يدلف من امامهما.
قالت سوزان بامتنان.
- الله يسلمك يا دكتور.
ثم تابعت بعتاب لابنها.
- قائلة بعصبية. شوفت اخرت عندك وصلتنا لفين. بابك كان هيروح منينا.
قال بهدوء، وهو يمسك يدها ؛ ليدلفوا داخل الغرفة.

- ماما بلاش كلامك ده، وتعالى ندخل نشوف بابا.
- قائلة بعصبية، وهي تنتزع يدها منه بغضب.
سيب ايدي يا فارس. ثم تابعت بضيق وصوت عالى نسبيا. دى كله بسبب الزفتة اللى اسمها ياسمين
- قال بهدوء مصطنع ؛ ليحاول السيطرة على نفسه. ماما احنا في المستشفى. يلا ندخل نشوف بابا، وبلاش فضايح.
- الفضايح دى. انت اللى عملتها ؛ بسبب الحقيرة بتاعتك.
خرجت ممرضة من غرفة مريض بجوارهم.

- قائلة بتحذير. الصوت يا جماعة لوسمحتوا. انتوا في مستشفى
- قال فارس بتاسف ممزوج بضيق من تصرفات امه. احنا اسفين لحضرتك. ثم جذبها اجبارا الى غرفة اباه.

دلف للداخل، وجد والده بيده اليسرة ابرة طبية، وعينيه مفتوحة على وسعهما، يسمع ما يدار في الخارج من ابنه وزوجته، نهض اليه سريعا، واحتضنه، فلحظات اخذه على المستشفى، مرت عليه كدهور. انه يحب اباه، ولكنه اول مرة يكتشف. انه يعشقه، ويخشي عليه من اية شيئا. اذا حدث لاباه شيئا. كانت ستخرج شهادة وفاءة له ولاباه معا. فهو عكازه وسنده في الحياة
- قائلا بدموع وهو يقبل يده. انا اسف يا بابا. اذا كنت انفعلت عليك.

- قالت سوزان بدموع، وهي تجلس بجواره. حبيبي انت كويس. وتمسك يده ؛ للتاكد من وجوده على قيد الحياة فهو رفيق الدرب وشريك العمر، ففى لحظات نقله الى المستشفي كان تدعو الله ان لا يكتب النهاية. وان لا تكون هنا نهاية الحكاية. لكن لطف الملك كبير على العباد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة