قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الرابع والعشرون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الرابع والعشرون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الرابع والعشرون

( شركة اف - ار - اف )
تريح ظهرها للخلف على مقعدها مغمضة عينيها تفكر بعمق. ماذا ستقول وتفعل في الاجتماع الذي سيعقد بعد دقائق. الذي يعد اهم اجتماع في الشركة، فلاول مرة في حياتها توضع في ذلك الموقف المخذل سرقة المشروع.

وهو يجلس امامها على كرسي مكتبها ينظر اليها. ويسرح في جمالها وعفة انوثتها. هي مختلفة عن جميع النساء التي قابلهم في حياته. لا يصدق نفسه بانها اصبحت جزءا منه. واكثر ما يثير دهشته واستغرابه انه وافق ان يعمل المشروع. لقد اقنعته بدون جدال منه او اعتراض. افاق من سرحانه. عندما دلفت اليها دينا تعلمها بوجود محمد يزيد بالخارج.

فى الصباح الباكر اتاه رسالة من المدير العام فارس الكيلانى ونصها التالى محمد يزيد مكتبك لسي في انتظارك فارس الكيلانى.

لم يصدق نفسه فسجد شكرا لله. الذي ارجعه عمله في خلال 24 سنة متجاهلا طرد فريدة واستحقارها له. فمعنى الرسالة ؛ انهم لم يستطيعوا تدبير امورهم بعد طرده. والدليل على ذلك تصريحهم في التلفاز بانه لم يتم طرده وهذا كان على لسان فريدة السيوفى بنفسها. فلماذا سيعقد الامور يرجع الى عمله وعفا الله عما سلف. خاصة اول مرة تتراجع عن قرار تاخذه. فشكر خاص لزوجها طيب القلب وبشوش الوجه.
هبت من على مقعدها بعصبية.

- قائلة باستفهام. ايه اللى جاب الحيوان دى هنا؟
فارس ببرود
- قائلا بايجاب. انا.
رفعت حاجبيها باستغراب
- قائلة بتساؤل. انت. وباى صفة؟
يقوم من على مقعده، ويقف قبالتها
- قائلا بقوة. بصفتى المدير العام لشركة. ولا نسيتى؟
فريدة بضيق
- قائلة بعجرفة. وده يديك الحق تتصرف من غير اذنى.
- اذنك. قالها فارس باستنكار. ثم تابع باستفهام. ليه هو انا عيل صغير؟
- يمكن.
اردف بتحذير
- قائلا بقوة. فريدة بطلى غلط.

فريدة بعند فيه. لانه تصرف دون ان يرجع لها. وهذه اول مرة في حياتها تتعرض لموقف بذلك الشكل.
- قائلة بقوة. الغلط هتشوفه دلوقتى لم اطلع اطرده.
امسك ذراعها
- قائلا بضيق. رايحة فين؟
تحاول ان تفك نفسها من يده
- قائلة. هطردوا.
ترك ذراعها
- قائلا ببرود. اطردى، وشوفى هتقولى ايه لاعلام؟
- اعلام!
- اومال انتى فاكرة ايه. هتفتحى علينا نار. مهنعرفش نلمها.

تراجعت من مكانها قليلا. تفكر في كلامه الذي بنسبة مائة بمئة صحيح. وانها اذا خرجت الى الخارج وطردت محمد. الذي كان ضلعا مهما في نجاح الكثير من المشروعات لاجل الشركة. ستفتح عليها نيران الصحافة والاعلام والكثير من التساؤلات.
قطعها من تفكيرها
- قائلا بذكاء. ماتفكريش كتير هو دى الصح.
رمقته نظرة غيظ
- قائلة باعتراف. عارف انت عملت ايه دلوقتى؟
- ايه!
- لاول مرة في حياتى كلها اغير قرارى.

- وياترى بقي دى كويس ولا وحش.
هزات كتفيها
- قائلة بعدم فهم. مش عارفة.
- بس انا عارف.
- عارف ايه؟
- انتى اذكى من تغير قرار. بس انا راجل مقنع وقدرت بسهولة اقنعك.
- انا هعديها ؛ لان مع الاسف ده الصح.
ابتسم على ردها
- قائلا بثقة. اخيرا اعترفتى انى راجل مقنع. قالها وهو يضغط على حروف كلمة راجل
- لا. لان رجوع محمد يزيد هو القرار السليم.

- فارس بتجاهل. عامة اعترفتى ولا ما اعترفتيش. بس قدرت اغير قرارك. قالها لاغظتها.
رمقته نظرة ضيق ولم تعقب
-...
بعد ان انتهى من صلاة الظهر، سمع صوت زغاريط من عند الجيران ندى
جمع سجادة الصلاة على الفور...
خارجا من الغرفة بلهفة
- قائلا بحماس. ماما في اى؟
وهى تسمع صوت الزغاريط يعلو اكثر
- قائلة. مش عارفة والله يا حبيبي.
- تكون شهادة ندى ظهرت.
- تصدق اه. ازاى تاهت عن بالنا دى.

اردف وهو يدلف داخل غرفته. ليتحدث معها باريحية دون خجل من امه. ويعبر عن سعادته بنجاحها لها كيفما يشاء - قائلا. طب انا هكلمها اطمن. اشوف عملت ايه.
- طب يا حبيبي ربنا يطمنك. ثم تابعت في سرها. يارب اسعده وفرحه وعوضه عن كل اللى شافه.
تناول الهاتف واجري معها اتصال، عندما رات اسمه لم تنتظر طويلا استجابت سريعا.
- قائلة برقة. السلام عليكم.
- وعليكم السلام. اى سر الزغاريط اللى عندكو.

اردفت بضيق منه. انه لم يتابع ظهور شهادتها. واصبح مثل الاغراب. اخر من يعلم
- قائلة. مافيش نتيجتى ظهرت.
احمد باختصار من لهجتها الحادة
- قائلا باستفهام. مالك يا ندى؟
- مافيش يا باشا مهندس
اردف بقرار نهائى
- قائلا. قولى ولخصي بدل ما اتنرفز عليكى.
- في ان حضرتك مابقتش مهتم بيا ولا بتعليمى. انت اخر واحد يعرف عن نتيجتى
احمد باعتذار حقيقي.
- قائلا. انا اسف عن عدم اهتمامى.

فهى صادقة. فهو في الاونة الاخيرة اصبح لا يهتم بتعليمها. ولكنه لديه اسبابه فرجوعه الكلية لم يكن بالامر السهل. يحتاج الى اعتذر من رئيس الجامعة ثم العميد. فالفضائح التي افتعلها. تحتاج الى اعتذار من اصغر عامل بالجامعة الى اكبر مسئول بها رئيسها. فالذى فعله لا يغفره الا الحنان المنان على عباديه. فالامر لم يكن سهلا وخاصة اعتذار كلمة لا يطيقها احمد.
- قائلا باستفهام. عملتي اى في النتيجة؟
- الحمد لله نجحت.

لم ينفعل لنجاحها لانه اعتاد منها التفوق في جميع مراحل حياتها. فعندما كانت امه موجودة كان يذاكر لها، وهي من حبها الشديد به. كانت تفهم جميع ما يقوله وتحفظه عن ظهر قلب. كانه كان يلقي عليها كلمات حب تدوينها في كراستها وتحفظها اكثر من اسمها.
- قائلا بسعادة. اوه. جبتى كام؟
- ايوا يا باشا مهندس ابدا.
احمد بعدم فهم.
- قائلا باستفهام. ابدا اى؟
اردفت بحزن
- قائلة بعفوية. علشان انت جبيت 96 في المية وانا جبت 93.

ابعد الهاتف عن اذنه. وانفجر في ضحكه على تصرفها الطفولى. حقا انها مجنونة وطفلة صغيرة. وسعد بانها مازالت متذكرة مجموعه. الذي قد نساه ولم يتذكره الا عند رجوعه الى الكلية. احمد باستغراب
- قائلا باستفهام. انت اكيد بتهزرى؟
- فين الهزار في كدة. قالتها ندى بضيق.

فمغزى حزنها. ليس بتفوقه عليها. بل كانت تريد ان تسعده وتحصل على اعلى الدرجات. مثلما وعدته. لكن متعارف عن الثانوية العامة بانها غادرة مثل الحياة التي نعيش فيها
- يعني انتى زعلانة علشان 3 في المية. وبعدين ما فيش فرق بينا ولا اى.
- طبعا ما فيش فرق احنا واحد. بس كنت عايزة افرحك بمجموع كبير. بس الحمد لله.

يستحق الحمد في السراء والضراء فهو الخير الوفير والامان المستقيم وكلمة الحق التي لم تخالف وعدها الى يوم الدين.
- ومين قال انى مش فرحان.
اردفت بسعادة
- قائلة برقة. بجد يا احمد.
- اكيد. نسيت اقولك.
- ايه؟
اردف بسعادة حقيقية خارجة من القلب. تعلن عن سعادته. اية شيئا في حياتها مرتبط به. لحد نهاية حياتهم
- قائلا بصوت عالى. الف مليون مبرررررررررررروك.
- احمد انت مستحيل
- انا بحبك يا احلى حاجة في حياتى.

الخجل سيطر عليها ولم تستطع الرد
-...
( اجتماع الشركة )
دلفت سوسن الى غرفة الاجتماعات قبل ان يبدا الاجتماع بدقائق، ووضعت كل الاوراق المطلوبة على مقعد كل شخص سينضم الى الاجتماع.

دلفت فريدة بتعاليها وثقتها بنفسها وورائها فارس. الذي انصدم عندما رائها بنفس الملابس المثيرة التي حذرها بعدم ارتدئها مرة اخرى. وهذا اصابه بالضيق. بانها رمت كلامه عرض الحائط ولم تنفذ منه كلمة واحدة. كأنه كان يكلم نفسه. مساحيق التجميل كما هي والملابس ايضا. توعد لها في داخله بعد ان ينتهى الاجتماع. سيلقنها درس لن تنساه طيلة حياتها ويمكن ان يصل الى خصم مرتبها كاملا. حتى تتعلم عندما يامرها بشئ تنفذه دون معاندة او تحدى لرغبة المدير العام.

كالعادة تتراست الاجتماع بثقة وثبات. وحولها على الطاولة من الاتجاه الايمن ثلاثة مهندسين معماريين ولد وفتاتين، والاتجاه الايسر محمد مكرم وبجواره محمد يزيد. الذي يجلس باضطراب وقلق ليس من فارس الذي يجلس في مقابلتها ويدير معها الاجتماع بذكاء وحدة وصرامة برغم الخوف الذي كان يخترق اعصابه. لكن بوجود فريدة استطاع ان يسيطر على جميع مخاوفه ويظهر العكس
- فارس بقوة. اللى بلغ الصحفيين بسرقة المشروع. هجيبه.

فريدة بقسوة
- قائلة بحدة. وقبل ما ينطرد هنعمل على الحفلة المعتادة.
اردف محمد مكرم المسئول عن المهندسين المعمارين
- قائلا بتاكيد. مدام فريدة حضرتك عارفة ان الخيانة مش موجودة ما بينا.
تضايق فارس من تصرفه وحديثه الى زوجته
- قائلا بصرامة. والله مابقاش في حاجة موثوقة اليومين دولى يا باشا مهندس.
المهندسة نفين بهيام وعينيها مسلطة على فارس الكيلانى. - قائلة باستفهام. طب الحل ايه؟ علشان نرجع ثقثكوا فينا.

تضايقت فريدة من نظراتها. وجزت على اسنانها
- قائلة بغضب. نشتغل ونثبت وجودنا ونسيبنا من المواضيع التافهة. ضاغطة على حروف كلمة التافهة بغيرة شديدة.
لمحت عصبيتها
- قائلة بتلعثم. دى شىء اكيد.
- علشان كدة عقدنا اهم اجتماع في الشركة. قالها فارس
عقبت عليه فريدة
- قائلة. باختصار كدة بعد التحاور والتشاور قررنا انا والباشا مهندس فارس.
فارس بقوة.

- قائلا بقرار نهائى. انا المسئول العام عن المشاريع الهندسية في الشركة، وكلكوا هتكونوا تحت اشرافي.
منهم من ذهل وصعق. وبدات التساؤلات الكثيرة في عقولهم تبدا. كيف وماذا...
فهو لا يعرف شىء عن العمل ومجرد مسئوليته انهيار الشركة في التو والحال.
فريدة وهي تنظر اليهم تعلمهم. بانها هي وزوجها الامر الناهى في الشركة، واعتراضهم في اقرب سلة مهملات او الشارع
- قائلة بصرامة. في اعتراض.

نفين بسعادة وهي تنظر الى فارس الكيلانى.
- قائلة بحماس. لا يا مدام فريدة.
هبت من على مقعدها بعصبية غير مفهومة بتاتا
- قائلة بحدة. الاجتماع انتهى. يلا كل واحد على مكتبه.
فروا سريعا خارج الغرفة.
وسط استغرابه من عصبيتها المفاجئة. ودهشته بان الاجتماع لم يسير فيه شيئا ليثير غضبها وضيقها بتلك الصورة
بعد القبلات البادرة من اتجاهها والتهنئة لنجاح ابنتها. جلست امامها على الاريكة في غرفة الصالون.

- رجاء بسعادة. الف مبروك لندى
- حورية بضيق. الله يبارك فيكى يا حببتى.
- ماكنتش اعرف ان ندى شاطرة اوى كدة.
- ميرسي يا طنط. قالتها ندى بسعادة وهي تجلس بجوار امها
اردفت حورية بتلميح حقير لها. بانها زوجة صالحة تعيش من اجل ابنتها وزوجها. وليست عاهرة مثلها تترك اسرتها من اجل حبها الفاسد.
- قائلة بتعمد. طبعا يا حبيبتى انا ماوريش غير بنتى وجوزى. ضاغطة على حروف كلمة جوزى. لثتير ضيقها.

لم تتضايق منها رجاء. فردت لها الضربة بقوة
- قائلة بثبات. بس احمد كان جايب اكتر من ندى.
- ليه كان جايب كام؟
- 96 %
- يا مشاء الله. اهو قاعد زيه زى الحريم.
- سوزان بضيق. ابنى مش حريم. ابنى باشا مهندس قد الدنيا.
- من اى اتجاه يا حببتى مش هو انطرد من الكلية. ولا انا سمعى غلط؟
- انطرد ورجعها تانى.
- اهاااااااا.
ثم تابعت وهي تمصمص شفتيها.
- قائلة بسخرية. وقال على راى المثل بعد ما شاب ودوه الكتاب.

- التعليم عمره ما كان لي سن.
- وماله يا حببتى على الاقل ينفع نفسه.
تجاهلت كلامها المستفز مثلها، ووجهت حديثها لابنتها الوديعة المظلومة من ابويها
- قائلة بتساؤل. هتقدمى في ايه يا ندى؟
ندى برقة
- قائلة بايجاب. والله يا طنط مستنية التنسيق.
- ربنا يوفقك يا حببتى يارب.
- يارب. قالتها ندى بدعاء
- احمد فرح لم عرف وبيقولك مبروك.

- وهيفرح اكتر لم يعرف ان خطوبتها الاسبوع الجاى. قالتها حورية بغل ممزوج بعند. بان ابنها لايحلم كثيرا فندى. لم ولن تكن من نصيبه يوما ما
انصدمت رجاء وكسر قلبها على صغيرها الذي ارسلها لجس نبضهم ؛ حتى يتقدم لخطبة حبيبته. لكن مع تلك المراة الشمطاء الظالمة المستحيل ان يكون لديها قلب. فرت ندى هاربة من امامهما. حتى لا تسمع ذلك الكلام الذي يقتلها في مقتل.
- اى يا حببتى مافيش مبروك.
الحزن سيطر عليها بعنف.

- قائلة بوجع. لا طبعا. الف مبروك.
- عقبال المحروس ابنك ان شاء الله.
هزات راسها بمجاملة. وهبت من على مقعدها بصعوبة
- قائلة بثبات. عن اذنك بقي. والف مبروك لندى مرة تانية
- والله شرفتينا الحبة دولى. اول ماهنعرف الخطوبة امتى هتكونى اول المدعوين.
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تفتح باب الشقة
- قائلة بنفس الثبات. اكيد يا حببتى...
بعد ان انتهى الاجتماع. نظر لها بضيق
- قائلا بامر. سوسن ورايا.

- اوامرك يا باشا مهندس. قالتها سوسن بطاعة، وهي تدلف ورائه خارج غرفة الاجتماع. وكل ذلك تحت انظار فريدة المتسائلة.
دلف الى مكتبه وهي ورائه. اغلقت الباب بهدوء.
التفت لها
- قائلا بعصبية. انا قولت ايه بخصوص لبسك الزفت ده.
انصدمت من سؤاله. فهى كانت تتوقع انه كان يريدها لسؤال عن العمل. ليس عن ملابسها. ابتلعت ريقها بصعوبة
- قائلة باعتذار. اسفة يا باشا مهند...
قطعها
- قائلا بصراخ. انا قولت ايه.

اردفت بصدق وعينيها تترقق بالدموع
- قائلة. ممعيش فلوس لتغير هدومى.
انصدم من كلامها
- قائلا باستفهام. هو انتى...
لم تجد مفر غير ان تخبره عن حقيقة وضعها الاجتماعى. الذي لا يعرفه احد في الشركة
- قائلة باسى. اه فقيرة.
رفع يده باستسلام
- قائلا بحزن. انا اسف. بجد انا اسف. ماكنتش اقصد...

اتسعت عينيها بصدمة. هل يعتذر لها حقا. ام سمعت خطا. فزوجته لم ولن تفعلها حتى ولو كانت مخطئة. ومن هي ليعتذر لها. فهى انسانة فقيرة منبوذة من مجتمع متخلف. يؤمن بان المادة رقم واحد في الحياة. فارس على غرار فريدة يعتذر عندما يرتكب خطا ولا يفرق معه سواء كان غنى ام فقير. فهو متواضع بشدة ولا تهمه تلك الشكليات. ابتسمت على طيبة قلبه وتواضعه الذي لا جدال عليه
- قائلة بهدوء. عادى ولا يهمك يا باشا مهندس.

اخرج من جيبه المحفظة. وفتحها واخرج منها بعض المال. واعطاها لها
- قائلا بطيبة. خدى يا سوسن اشترى اللى انتى عايزى.
نظرت له بصدمة
- قائلة بضيق. انت بتعمل ايه يا باشا مهندس؟
- مافيش باشا مهندس اعتبرينى اخوكى الكبير.
في تللك اللحظة
كانت تدلف مكتبها ذهابا وايابا. تساءل نفسها. في ماذا يريدها. اذا كان عمل. فلاجتماع انتهى ولا يوجد بعد ذلك عمل. ام ماذااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا...

هل يقيم معها علاقة وانا لا ادرى. علاقة من اى نوع! هل صداقة. ام عشيقته؟ وضعت يدها على فمها برعب وخوف. ان يكون معها مثل المتزوجين. فارس لا يفعل ذلك مستحيل فهت تغير واصبح شخص غير الذي كانت تعرفه في الاول اطمان قلبها قليلا. وعاد شيطانها اللعين يرعب قلبه ويخيفه. قائلا لها. ولما لا فهو شاب ومعروف عنه انه زير نساء من الدرجة الاولى. اكيد عندما طلبها يمارس الفحشاء غير مهتم بان هذا مكان للعمل وليس شقة ماجرة للملذاته. اقسمت في داخلها اذا فعل ذلك وكانت عشيقته ستكون نهايته بدون جدال. وتقتل...

افاقها من اسئلتها المميتة التي ليس لديها جواب عليها. صوت هاتفها الموضوع على مكتبها. ذهبت اليه وامسكته. رات اسم المتصل فرحت كثيرا. فتحته
- قائلة باشتياق. سحس حبيبي عاش اللى سمع صوتك.
- حبيبة قلب ابوها. عاملة ايه؟
- كويسة يا حبيبي بوجودك.
- يارب دايما يا اميرتى. الشغل اخباره ايه؟
- اهااا. اكيد حضرتك شوفت ؛ فعلشان كدة انت بتكلمنى.
- اطمن عليكى اولا. وبعد كدة اشوف عملتى ايه؟

- اكيد لقيت الحل. قالتها فريدة بثقة
- فعلا بنت بمية راجل.
- اكيد. قالتها فريدة بغرور مصطنع
- طب مين االلى هينفذ المشروع؟
- فارس!
حسين بصدمة
- قائلا باستنكار. فارس مين اكيد بتهزرى.
- انت عارف يا سحس الهزار مالوش مكان عندى.
حسين بعدم اقتناع
- قائلا باستغراب. ازاى يا فريدة دى اول مرة يشتغل في حياته.
- بابا فارس كان متفوق في دراسته.
- الدراسة شىء والشغل شىؤ تانى خالص. هو انا اللى هقولك.
- بابا انا واثقة في فارس.

- انا من راى تسيبي المشروع لحد من المهندسين اللى بتثقى فيهم.
فريدة بقرار نهائى. لا جدال عليه.
- قائلة. بابا ماعنتش بثق في حد الا جوزى.
كان يحاول ان يعطيها الفلوس و يلح عليها بشدة. لكن نفسها عزيزة ولا تقبل بذلك حتى ولو كانت فقيرة
- سوسن برفض. يا باشا مهندس ما ينفعش اخد من حضرتك فلوس.
فارس بنفاذ صبر من رفضها المستميت
- قائلا. خلاص يا ستى اعتبريهم سلفه وابقي رديهم في اي وقت.
- بس...
قطعها.

- قائلا بقرار نهائي. خلاص انا قولت كلمة وهتتنفذ.
هزات راسها باستسلام من الحاحه الشديد. واخذت النقود منه بخجل
- قائلة. انا هكتب شيك على نفسي بالمبلغ.
- اعملى اللى نفسك في المهم تاخديهم.
- شكرا. قالتها سوسن بخجل
- العفو يا ستى. قالها وهو يغادر الغرفة.
اوقفته بسؤالها الغير مقصود
- قائلة. حضرتك مختلف عنها اوى؟
التفت لها
- قائلا بتفهم. قصدك فريدة.
هزات راسها ايجابا
- قائلة بتوضيح. الفرق بينكم زى السما والارض.

- انتى قصدك علشان عصبية وبتتنرفز والكلام ده.
- ده سبب من الاختلاف.
- انتى ما تعرفهاش علشان تحكمى عليها.
- يمكن. بس الناس ليهم الظاهر.
اؤما براسه ايجابا على كلامها
- قائلا بتوضيح. انتى طيبة ومحترمة، الخ
بس الظاهر للناس انك واحدة...
- شمال. قالتها بحزن واسي
- يبقي بقي نحكم على الظاهر وننسي الاساس.
- سوسن بتفهم. اسفة يا باشا مهندس.

- عادى ولا يهمك. بس اول واخر مرة تجيبي سيرتها بصورة غير كويسة قدام اى حد وخاصة انا. مفهوم.
- مفهوم. اخر مرة اتكلم عن مدام فريدة.
- ايوا كدة
وهى تنظر الى ملابسها العارية باستحقار
- قائلة بوعد. اوعد حضرتك انك بكرة هتيجى تشوفنى بلبس غير ده.
- اتمنى ده. عن اذنك. قالها وهو يدلف خارج الغرفة، متوجها الى عنيدته.
راته دينا القت عليه التحية
بعد ان اغلقت الباب ورائها بكره. نادت على ابنتها بصراخ
- قائلة بعصبية. ندى.

ركضت سريعا من غرفتها
- قائلة بخوف. نعم يا ماما.
- نعم عليكى يا حبيبة ماما. ايه اللى جاب المرة دى عندنا تانى؟
- والله ما اعرف!
- عامة خلاص كلها اسبوع وتتخطبي لاسماعيل ابن اختى واخلص من قرفك.
- بس يا ماما لو سمحتى.
- اخرسي. انا كلامى هنا يتنفذ ومافيش لا.
في تلك اللحظة.

كانت تجر اذيال الخيبة كيف ستبلغ ابنها؟ ان قراءة فاتحتها الاسبوع القادم. حقا سيتالم كثير ا، و يمكن يعود إلى ذلك المستنقع مرة اخرى. بعد ان تغير وبدا في تسطير صفحة جديدة مع رب العباد. وصلت إلى شقتها باعجوبة كان يرودها افكار كثيرة وعقلها مشتت بماذا ستقول له؟ وكيف تخبره بتلك الكارثة. بان الاسبوع القادم حبيبته. ستكون لشخصا اخر غيره. رائها امامه تفتح باب الشقة. ركض اليها سريعا.

- قائلا بلهفة. اى يا ماما اللى حصل؟
اتى السؤال الذي كانت تخشي منه، نظرت له بحزن ممزوج بحب
- قائلة بهدوء. خلينى اخد نفسى وبعد كدة احكيلك.
رفع حاجبيه باستغراب
- قائلا بعدم فهم. نفس ايه يا ماما. دى شقتهم تحتنا. مش اخر بلاد الملسمين يعنى.

جذبت كرسي السفرة وجلست عليه ؛ لتلتقط انفاسها قبل ان تخبره، وترتب كلماتها فالامر ليس هينا بتاتا. يحتاج الى قوة وصمود في وجه ذلك المسكين الذي حرم من حضن ابويه. وعندما اتاه العوض يسلب منه بتلك السهولة، والسبب من؟ هم...

وخاصة هي ركضت وراء حب مزيف وتركت ابنها لمذلة الايام وقسوة كلمات البشر. التي تشبه الخنجر الذي غرز في القلب ولم يخرج منه بسهولة. تضع يدها على وجهها بحزن تفكر بعمق. انتابه القلق من منظرها الغير معتاد منها، فالامر يبدو غريبا واكثر منه مرعبا. جذب كرسي السفرة وجلس عليه مقابلتها. وامسك يدها الموضوعة على الطاولة
- قائلا بقلق. هو ايه اللى حصل يا ماما؟

شعرت بيده فنظرت له بحزن شديد ممزوج بدموع محبوسة. كيف وماذا واين جميع علامات الاستفهام تجمعت في تلك اللحظة. لسانها لا يطاوعها وقلبها يراهن على موته. كيف تجيبه هل تكذب ام تعلمه الحقيقة، لكن ماذا ستفعل. فهو شر لابد منه، استجمعت شجاعتها وردت بقوة استمدت من قسوة الدنيا.
- قائلة بحزن. ندى هتتخطب الاسبوع الجاي.
اصابته الصدمة.
- قائلا بعدم تصديق. مين اللي هتتخطب؟
- ندى يا احمد.
هب من على مقعده.

- قائلا بتساؤل. ندى بتاعتنا؟
هزات راسها ايجابا ممزوج بحزن
- طب ازاى اقنعينى.
اخرجت تنهيدة حارة من صدرها
- قائلة بياس. مش عارفة.
- هتكون لحد غيرى
قامت من على مقعدها ؛ لتهداته
- قائلة بهدوء. يا حبيبي.
- حد تانى هيقولها يا حببتى. دى كمان هيمسك ايديها ويكلمها في التليفون براحته. ويقولها يا ندوش. هيتغزل في عينيها وكل حاجة فيها. ماهى خلاص بقت ملككككككككككككككككككككككككككككككككككككه لوحده.

وضعت يدها على فمها، وانفجرت في بكاء مرير على منظر ابنها المتحسر الذي مازال في الصدمة. لا يصدق
- اكيد يا ماما انتى بتهزرى صح.
هزات راسها ببكاء غزير
- قائلة بحزن. مع الاسف لا.
- لا ازااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااى. ندى دى حياتى. انتى فاهمة و لا لاللللللللللللللللللللللللللللل؟
اردفت ببكاء
- قائلة بدموع. فاهمة والله فاهمة.

- مادام فاهمة بتعملوا فيا كدة ليه؟ قالها بصراخ وهو يمسك شعره. يكاد ان يقلعه من جذوره. ينظر في جميع جهات الغرفة بضياع وفقدان وياس وتحسر.
- احمد حبيبي ما تعملش في نفسك كدة. قالتها بهدوء عكس ما بداخلها من حزن عميق.
- مستحيل تكون لحد غيرى.
- قول يارب.

- هو انا بيحصل معايا دى كله ليه؟ قالها باستفهام وهو يبكي بقهر. يبكى من قسوة البشر وحديتهم عليه. فهو الضحية الذي دفع ديون غيره. لم يحزن يوما او قال لماذا؟ وارتضي بقضاء الله وقدره. ارتضي ان يعيش وحيدا بين اربعة حيطان منذ رحيل امه وبعد ذلك والده. لكن ان تكون صغيرته لغيره. فهذا دين كبير لا يستطيع ان يسدد حسابه.

وهو يمسك ذراع امه ليوضح لها معاناته اذا رحلت ندى عنه - قائلا بوجع العالم. ندى لا يا امى انا اموت من غيرها.
- يا حبيبي كفل الشر عليك.
- انتى لسي ماصدقتيش ان ندى حياتى. قالها بصراخ ممزوج بدموع سيول على وجنتيه. ترك ذراع امه عندمت راى مزهرية موضوعة على السفرة فقام بالقاها ارضا فتناسرت إلى قطع صغيرة.

- قائلا بصراخ ممزوج بدموع. انتى لسب ما صدقتيش ان ندى حيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييياتى.
- اهدي يا حبيبي. قالتها رجاء بخوف على ابنها.
من انتم ايها البشر الذين تمنعوني عن محبوبتي.
من انتم؟

انتم لا تعلمون شيئا عن الحب الذي اكنه. حبي لها ليس مشهد في فيلم ولا رواية تقراء، انها حب الايام الشقية والطفولة البرئية لا يوجد جدال عليه. حبي لها اكبر في ان تسطره ابيات شعرية او اغنية رومانسية تعبر عنه.
- دول 18 سنة يا ماما. قالها في حزن جارف والدموع شاهدة على انكساره.
ثم تابع ببكاء.
- قائلا بعشق. الحب مش لحظة عشته معاها دى عهد خدته على نفسي انى اتغير علشانها. ابوها وامها مش فاهمين يعني اى حب.

امسكته من ذراعه.
- قائلة بهدوء. كفاية يا احمد هي لسي ما تخطبيتش. اكيد في حل. قالتها في تفاؤل
- كفاية وعود يا امي انا شبعت من وعودك. قالها في انكسار. وهو يمسح دموعه مثلما كان يفعل عندما رحل عنه الجميع. وفك ذراعها، وسحب سترته من على المقعد.
اردفت في قلق.
- قائلة باستفهام 0 رايح فين؟
- خارج. مخنوق من هنا اوى.
- ازاى تخرج وانت بحالة دى؟
- ما تخفيش على.
- ازاى ما اخفش عليك
- ماما لو سمحتى
- طب اجى معاك.

- انا مش عيل صغير
- لو سمحت قدر خوفى عليكى
- عايز اكون لوحدى
- ما انت هتكون لوحدك ما هتكلمش
- سيبنى امشى احسن ارتكب جناية.
لا يوجد هروب من اصراره
- قائلة باستفهام. هتكون كويس
- ان شاء الله. قالها وهو يدلف من امامها.
- طب خلي بالك من نفسك. قالتها برجاء.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة