قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الخامس والعشرون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الخامس والعشرون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الخامس والعشرون

اؤما براسه ايجابا.
- ربنا يهديك يا بني. قالتها بدعاء بعد ان دلف من الشقة.
هبط درجات السلم في حالة من الياس والانكسار، دلف من خارج البناية، رائها تقف في البالكون وكأنه الوادع الاخير بينهما، نظراتهما كانت متعلقة ببعضهما. ارسلت له رسالة عبر الهاتف، ودلفت سريعا إلى غرفتها تاركة العنان للعبرات تسيل على وجنتيها باريحية، امسك الهاتف كانت الرسالة كالتالي.

اتصرف انا مستنياك مش هتخطب الا ليك خليك جدع زي ما عودتني واجه واتحدى. منك انا اتعلمت التحدى
ماذا يرد عليها ويجيب. فاهلها حكموا عليهما بالاعدام قبل ان يصدر الحكم. فهذا قتل مع سبق الاصرار والترصد. ركب سيارته بياس ولم يرد على رسالتها
فتح الباب بهدوء دون ان يطرقه او يستأذن منها.
بابا انا مبثقش في حد الا جوزى.

عندما سمع تلك الكلمة تراقص قلبه فرحا وطربا. بان فريدته تثنى عليه مع اباها، كم هو انسان محظوظ، بان رزقه القدر بتلك الانسانة الرائعة. لم تشعر به اطلاقا فهى كانت مشغولة بالهاتف مع والداها. تقف عند النافذة. تتحدث معه
- قائلة بابتسامة. خلاص يا سحس خلى بالك من نفسك.
- حاضر يا قلب سحس. في رعاية الله.
وهى تغلق الهاتف
- قائلة بدعاء. انا وانت وامة محمد اجمعين.

بعد ان انتهت. التفت راته. وضعت يدها على قلبها من الخضة
- قائلة باستفهام. انت هنا من امتى؟
- من ساعة ما كنتى بتقولى مابثقش في حد الا جوزى.
وهى تعقد ذراعها امام صدرها.
- قائلة بابتسامة. اهاااااااااااا
اقترب منها ؛ حتى وقف قبالتها
- قائلا باستفهام. هو حقيقى ما بتثقيش في حد الا انا؟
هزات راسها ايجابا
- قائلة. مع الاسف.
- ديداة تعرفى انتى احلى صديقة في الكون.
- دى شى اكيد 0 قالتها فريدة بغرور...

واذا فجاة حملها ودار بها وسط صدمتها ودهشتها، امسكت في رقبته ؛ خوفا من ان تسقط.
- قائلة بضيق. فارس نزلنى.
- ليه يا ديداه ما احنا حلوين كدة!
- بطل شغل اطفال.
- انزلك بس بشرط!
- اكيد شرط قليل الادب
- مراتى وحافظنى.
- قبل ما تقوله مرفوض.
وهو يرمق شفتيها نظرة اشتياق
- قائلا باستغراب. ليه ترفضى ما يمكن يعجبك.
- فارس نزلنى احنا في الشركة.
- يا ستار يارب بتقطعى اى لحظة حلوة ما بينا. قالها بتذمر، وهو ينزلها بهدوء.

اردفت بغيرة
- قائلة باستفهام. هو انت بتعمل كدة مع صحباتك؟
- قصدك ايه؟
- قصدى بتشيلهم وبتهتم بيهم؟
وهو ينظر لها بخبث
- قائلا باستفهام. يهمك؟
- اكيد.
- والله عمرى ما اهتميت بحد. قالها وهو يقترب منها بخبث، تراجعت للوراء بقلق وحيرة، حتي خبط ظهرها في الحائط، فاصبحت محصورة بين يديه، نظر في عينيها
- قائلا بصدق. الا انتى.
ابتلعت ريقها بصعوبة خاصة انه قريبا جدا من انفاسها لم تستسلم له.

- قائلة بتحدى 0 هو انت كنت عايز سوسن في ايه؟
رفع حاجبيه بدهشة
- قائلا باستغراب. سوسن 0
- اه سوسن 0
- عادى موضوع خاص شوية.
رفعت حاحبيها بضيق
- قائلة باستغراب. خاص. زى اى يعنى؟
- ماتشغليش دماغك.
- لا انا حابة اشغلها 0
- اسف يا ديداة ماهقدرش اقولك 0
- تماما يا باشا مهندس عامة مصيرى اعرف.
- يهمك في ايه؟
- هو انت على علاقة معاها؟
انصدم من سؤالها الغير متوقع، ثم اشار على راسها وقال
- لا خيالك راح لبعيد.

- طب علشان خيالى ما يروحش لبعيد. ما تقولى كنت عايزاها في ايه؟
- هرجع اقولك موضوع خاص.
ابتسمت بضيق على رده. وانزلت يده من على الحائط ودلفت من امامه ببرود تام عكس النيران التي تشتعل بداخلها. وسط استغرابه من تصرفاتها وسؤالها الملح على معرفتها ماذا كان يريد من سوسن؟

كان يدلف بسيارته جميع نواحى القاهرة ؛ حتى تهدأ روحه ويطيب خاطره من صاعقة الخبر. يبحث عن الهدوء في الازدحام بين الناس، ولكن لن تستطيع القاهرة بشوارعها وناسها ان تزيل القليل من الالم الذي ينازع به قلبه. وكأنه في انفاسه الاخيرة. برغم الجمال الساحق والفتنة الملفتة ولكن عندما يحزن القلب لو لف العالم باسره لن يستطيب خاطره ولن يهدئ حزنه.
اصطف بسيارته الى ملهى ليلى...

عندما راه العاملين رحبوا به ترحابا حارا.
دلف الى الداخل جلس على البار.
عندما راه النادل استغرب وجوده فهو غاب اكثر من شهرين
- قائلا باشتياق. فرعون باشا فينك من بدرى.
- قائلا بحزن. في الدنيا.
- مالك ايه اللى...
- بقولك ايه بطل رغى كتير، وهاتلى حاجة تنسينى الدنيا باللى فيها.
- انت شكلها ملخبطة معاك نهائى.
- نهائى. قالها بحزن.
هزا راسه ايجابا. وبدا في تحضير الكاس السحرى...

كانت تدلف الصاله ذهابا وايابا في حيره وقلق على ابنها وفلذة كبدها تحاول الاتصال عليه مرارا وتكرار ولكن لا مجيب والاجابه هي انه خارج التغطية. تتسائل كثيرا الى اين يكون قد ذهب في ذلك الوقت و تحديدا ذلك التوقيت هل عاد الى مستنقعه ام رجع الى ربه، فلاسئلة كثيرة كانت تدور في راسها
الشمس اقتربت من المغيب واصطبغت بلون الشفق.

يجلسون في الحديقة الخلفية. يتناولون طعامهم في سكينة وسلام 000 واكيد بعض الاحاديث الطريفه بينهما التي لا تخلو من المد والجذب. متقابلين بعضهما البعض وراضين عن تصرفاتهم العفوية 000 هو اصبح بعيدا عن الملاهي الليلية وقريب من الملك. تقريبا بدات تتلاش ياسمين روايدا روايدا 000 اصبحت محتلة جميع تفاصيل يومه حتى في نومه لا تفارقه في احلامه، هو عندما يحزن او يتضايق يحكي لها وهي تتقبله وتنصحه بهدوء...

اما هي اصبحت تثق فيه وهذا غريب منها فهي لا تثق باحد وخاصة اذا كان رجل. من قبل الثقه لا توجد والضحك والهرج لا يوجد فماذا هي الان؟
اصبحت على النقيض تماما لم تتخيل يوما ان يشاركها رجل حياتها وانت ترمي عليه جميع مسئولياتها.
فهي تقول ان المراه سندها القوه والسلطة. لكن غريب ذلك الزمان الذي يغير جميع قراراتنا.
لا اعلم هل من الافضل ام الاسوء، ولكن قدر الله و ما شاء فعل 0 تاكل باريحية واطمئنان.

- قائله باعجاب. الاكل تحفه.
هو ايضا يبادلها الكلام
- قائلا. خرافة بس مش احسن من اكلك.
- ميرسي. قالتها برقة
فارس بغزل
- قائلا باعجاب. يا نهار على الرقه.
- طبعا كالعاده مستحيل يعدي يوم من غير ما تتغزل وتقول كلمه وقح.
- مستحيل دي اسلوب حياة.
- احلى حاجه فيك انك معترف بعيوبك.
فارس بخبث
- قائلا بمكر. هو ده بس الحلو اللي فيا.
- فارس الكيلاني اروح منه فين من كلامه.
- ليه ده انا غلبان اوى؟
- هو انت هتقولي!

- شفت كنت ظلماني ازاي.
- انت بريئ. بامارة سوسن.
- هو انتي لسي فاكرة؟
- مش ناوي برضو تقول كنت عايزاها في ايه؟
وضع الملعقة من يده واجابها
- قائلا. والله دى...
وفجاة رن هاتفه الموضوع على الطاولة. قطعه عن مواصله حديثه نظر على اسم المتصل زفر في ضيق
- قائلا باستفهام. هيكون عايز ده ايه دلوقتى؟
- مين يا فارس؟
والاتصال يتكرر عليه
- قائلا بضيق. دى جرسون المستنقع اللى كنت بروحه.
- طب ما ترد، وشوفه عايز ايه؟

- علي رايك. قالها وهو يفتح الهاتف بحيرة.
- قا لا بضيق 0 السلام عليكم.
علي الجانب الاخر اجاب بادب
- قائلا باحترام. وعليكم السلام.
- اؤمرنى؟
- الامر لله. فرعون باشا سكران.
هب من علي مقعده
- قائلا باستفهام. ماله فرعون؟
- جيه من العصر وطلب مني المشروب السحري، ومن وقتها وهو تعبان ومش عارف ماله!
- طب تمام خلي بالك منه، وانا دقائق واكون عندك.

- اوامرك يا باشا مهندس. قالها وهو يغلق الهاتف بهدوء، ونظر الى احمد فرعون الذي لا يعى بشيء.
كل الذي عليه ان يردد بحزن
قائلا بسكر. بحبك يا ندى واهلك مش فاهمين هم بيعملوا ايه؟ دي بيقتلوني بالبطيء وهم مش حاسين. ندى انا من غيرك ضايع انا من غيرك ناقص انا من غيرك مقسومه نصين...
كل هذه الكلمات واكثر كان يقولها في اثناء تفكيره، وعدم فهمه للحياة، وادراكه بين الليل والنهار.
اردفت فريدة بقلق.

- قائلة باستفهام. في ايه يا فارس ايه اللي حصل؟
- فرعون سكران وحالته زفت.
- طب ايه اللي وصلوا الحاله دي؟
- مش عارف. قالها فارس بحيرة شديدة.
ثم تابع باستاذن
- قائلا. انا هروح اشوف ماله. قالها وهو يدلف من امامها.
وهى تهب من على مقعدها
- قائلة. طب استني خذني معاك.
التفت لها باستغراب
- قا لا استفهام. اخذك معايا فين؟
- معاك عند فرعون.
- هو انا رايح ازوره. ده في كباريه.
- ما انا عارفة.

- طب مادام عارفة، عايزة تيجى ليه؟
- فضول!
- طب خليكى وانا هخدك في يوم تانى افرجلك على وعلى جماله.
اردفت بضيق
- قائلة باستفهام. انت بتتريق على؟
هزا راسه ايجابا نعم
وهي تنظر اليه بقوة دون خوف
- قائلة باصرار. ايا كان انا هاجى معالك ودى قرارى النهائى.
- فريدة انا مش فاضى ولا لهزارك ولا لقرارتك النهائية
- انا خلاص خدت القرار
- ما ينفعش، ازاى؟
- فارس بطل كتر كلام انا هاجى يعنى هاجى.
- هتيجى فين؟ هي ملاهى.

- نعتبرها ملاهى.
- مستحيل المناظر هناك بشعة حاجات انتى مش متعودة عليها.
- علشان كدة عايزة اروح واشوف.
- تشوفى ايه؟
- المناظر البشعة!
- بلاش يا ديداة. خليكى في عالمك الكيوت الجميل اللى ذيك، وخلينى اروح اشوف صحبى.
- فارس انا حابة اشوف عالمك.
لم يجد مفر منها فهو يعلم جيدا عندما تصر تفعل ما تريد
- قائلا بتافف. امري لله.
( في تلك اللحظة ).

كانت اتصلت بصديقتها واخبرتها ان يذهبوا الى مول القاهرة ؛ لشراء ملابس جديدة 0 اذعنت لامرها ووافقت ؛ لانها تريد ان تذهب لشراء ملابس لابنها ايضا ؛ اتفقوا على اللقاء في مول القاهرة حتى تنتهى كلا منهما في تجهيز نفسها.
اصطف بسيارته امام الملهى الليلي. ونزل منها ومعه فريدة. رحب به العاملين ترحابا حارا. فهو منذ زواجه لم ياتي الى هنا الا مره او مرتين. مستغربين كثيرا رؤية الفتاه التي وراءه. دلفوا الى الداخل.

وهى كانت مرتبكة ومرعوبة من الذي ستراه توا، فهى ليست معتادة على تلك الاماكن القبيحة، واذا فجاة امسك يدها وحاوط خصرها من الخلف بتملك. التفت اليه بخجل و ابتسم هو بحب على تشنج خصرها، واخبرها بتملكه ان لا تخشي شي ا وهي معه. عندما راته فتيات الليل سعدنا كثيرا ولكن الفرحة تلاشت رويدا رويدا عندما رائوا معه فتاة مجهولة الهوية بالنسبة لهم...
لكن عند منصات الاقتصاد ووسائل الاعلام المختلفة تعرف من هى؟

سائلين انفسهم هل هي زوجته ام عاهرة من الذين يعرفهم؟
لكن ملابسها ونظرات عينيها التي يملائها الرقى والاحترام هذا بالاضافة الى احتضان فارس لها بقوة وخوفه الشديد عليها. ففارس مع عاهراته لا يفعل ذلك بالتاكيد زوجته، لكن لماذا اتى بها الى هنا هل لتشاهد جمال الملهى؟
ام ليخبر الجميع بانه تزوج ولا يريد غيرها في حياته ام ماذا؟

دلف في اتجاه البار راى صديقه يجلس على مقعده، ونائم على حافة البار بضياع، وامامه الكثير من اكواب الخمر التي شربها ؛ لتخلص من المه و حزنه.
لكن لا فائده مهما حاول مرارا وتكرارا سيظل الوجع يلازمه في مضجعه...
عندما رائه في تلك الحالة قلق كثيرا عليه، ونظر الي النادل
- قائلا بتسا ل 0 هو ايه اللي حصله؟
النادل بحيرة
- قائلا. والله يا فارس باشا حاولت معاي، لكن من الواضح ان هو كان تعبان وحزين جدا.

اما هي كانت تنظر الى المكان بقرف وضيق، الفتيات لا يرتدون ملابسهم ويتراقصون مع الشباب في عهر وقذارة واكواب الخمر يشربونها كأنها مياه معدنية، يفعلون جميع المحرمات، وكأن الله لا يوجد في ذلك الكون، جميعنا مخطىء لكن في تفاوت في فعل المعصية.
نظرت الى فارس الذي يسال النادل عن حالة صديقه
- قائلة بتذمر. هو انت جاى تسال؟
- يعنى هو حرام اعرف ماله.
- خلينا نخرج الاول من هنا، وبعد كدة لم يفوق ابقي اساله براحتك.

- كلامك صح.
- هو انا من امتى كان كلامى غلط.
- هعديها علشان احنا مش في البيت.
- يلا خلص.
وهو ينظر لها بقلق
- قائلا باستفهام. مالك شكلك مضايق؟
هزات راسها ايجابا، ونظرت الى المكان بضيق.
فارس بعتاب لها
- قائلا. ما انا قولتك ما تجيش.
- هعمل ايه؟
وهو يرمقها نظرة احترام
- قائلا بحنية. خلاص هنمشي بس متضايقيش.
الفتيات تجمعنا وبدان الهمس علي من مع فارس؟
احدهم
- قائله باعجاب. قمر
فتاة اخرى بغل.

- قائلة. ولا فيها من الجمال حاجه اكيد عمليات تجميل.
- تجميل ولا تكميم. بس في الاخر اتجوزت مين.
فتاة اخرى
- قائلة بتنهيدة غزل. فارس الكيلاني حلم بنات مصر كلها.
وضع يده على كتفه يربت عليه بحنان
- قائلا بهدوء. فرعون اصحى.
نظر له
- قائلا بتوهان. فارس اهلا يا صديقي العزيز.
- اهلا بك يا اخويا.
- هو احنا جايين نتعرف؟
- عرفت اللي حصل يا فارس لي!
- هو ايه اللي حصل؟

- ندى خلاص خطوبتها الاسبوع الجاي0 قالها بحزن، وارتمت راسه على حافه البار.
فارس بحزن على صديقه الذي يعلم انه يهيم حبا في معشوقته وطفلته.
- قائلا باسى. دلوقتى عرفت اللى جرى ليك يا صحبى.
حمله على كتفه ودلف به الى الخارج. وفريدة امامهما
وبعد دقائق كانوا في السيارة، تسير بقياده فريدة السيوفي وفارس في الكرسي الخلفي و احمد فرعون يضع راسه على كتفه، و يقول كلمات غير مفهومة بالمرة.
( مول القاهرة ).

كانت تدلف من محل الى اخر ولا يعجبها شيء استغربتها صديقتها كثيرا وسالتها باستفهام
- قائله. اخر حاجة اتوقعها انك يا سوسن تغيري طريقة لبسك. يا تري السبب؟
- عادى زهقت من اللبس الضيق قررت اغير.
- حد كان قالك انى هبلة و مش واخدة بالي.
نظرت لها
- قائله بقلق. واخدة بالك من اى؟
- نظراتك وهمساتك للباشا مهندس فارس 0
- فارس اى انتى اكيد اتجننتى دي راجل متجوز.
- وايه المانع؟
- بقولك متجوز.
- ما انا عارفة ان هو متهبب.

- انا مستحيل اعمل كدة.
- وليه مستحيل دى انتى حتى احلي من مراته.
سوسن بتحذير لها
- قائلة. ريم.
- اتغيرتى يا سوسن؟
- ويا ترى بقي لاحسن ولا لاوحش.
- والله يا اختى ما انا عارفة انتى ادرى.
- اوف على احباطك.
- ولا احباط ولا حاجة. الراجل شكله ميت عليك.
- هو انتى بتكدبي على مين. على نفسك ولا على؟
- فين الكدب في كدة؟
- حد يكون معاى فريدة السيوفى ويفكر يخونها.

- هو معاى ملكة جمال العالم، وبعدين انا وانتى اكتر ناس عارفين ان هو بتاع ستات.
- ايا كان. ما يهمنيش دى كله.
- خليكى براحتك انا لو ماكنتش متجوزة كنت لعبت علي.
- كان غيرك اشطر.
ريم بمكر
- قائلة بخبث. اظهر وبان عليك الامان. قولى حصل بينكم حاجة.
- انتى مريضة هيحصل بينا ايه يعنى.
- بطلى لف ودوران وقولى بسرعة بدل ما اقول لفريدة.
- هو انتى بتهددينى؟
- اعتبريها زى ما تعتبريها.
سوسن بضيق من كلمات صديقتها الجارح.

- قائلة بقوة. وانا مش خايفة روحى قوليلها.
- يا بت ما تقولى ايه الى حصل هو انا هبلة اروح اقولها علشان تولع فينا.
لم تجد مفرمن اصرار صديقتها
- قائلة بضيق. قولتله انى بحبه.
ضربت على صدرها بيدها
- قائلة بصدمة. يا نهارك اسود، وعمل ايه؟ يلا قوليلى.
- اتعصب طبعا واتنرفز على جامد.
- دى اكيد في الاول.
- وقالى لو سمعتك تقولى الكلام ده تانى هرفضك من الشركة نهائى.
- يا نهار قالك كدة. بتهزرى.
هزات راسها ايجابا.

- قا لة بتوضيح. وهو اللى طلب منى تغيرى لبسي.
- دى كله حصل وانا ما اعرفش.
هزات راسها ايجابا
- دى انتى طلعتى مش سهلة.
- انا غلطانة انى قولتلك.
- ازاى تخبي على احداث حلوة بالشكل ده. وانتى عارفانى...
- بتحبى تعرفي اخبار كل الناس.
- قصدك ايه؟
- قصدى واضح ومفهوم.
تجاهلت كلامها ليس خوفا منها ؛ بل لانها كذلك. تموت عشقا في الثرثرة ومعرفة اخبار الجميع، وتناقل الاسرار هنا وهناك.
( في السيارة )
احمد بسكر.

- قائلا بصراخ. ندى انا بحبك.
- اهدى يا فرعون.
- ماحدش يقولى اهدى. انا بحبهاااااااااااااااااااااااااااااااااااا
- انا عارف انك بتحبها.
- لا انت مش عارف انا من غيرها اموت.
وجه حديثه الى زوجته
- قائلا باعتذار. فريدة معلشي.
- عادى ولا يهمك.
- انا بحبها زي ما انت كنت بتحب ياسمين.

عندما ذكره بحبيبته سرح فيها وتذكر جميع تفاصيل حياته معها، وانه قد نساها بوجود زوجته التي اجبر على الزواج منها. ما الذي جرى له؟ كيف ينسى بتلك السهوله حب الطفوله. هل نساها؟ اما بسبب زحمة الايام تلاشت قليلا من فكره. خمس سنوات ينتظر في مكانه ويبحث عن من يصلح عقله ويريح قلبه ولم يجد، وعندما دخلت فريده في حياته لمدة اقل من خمسة شهور، استطاعت بعفويتها وذكائها وجبروتها وقوتها وجميع صفاتها المتناقضة انت تلاشي الحزن الذي بداخله رويدا رويدا. ما السبب في ذلك؟ هل هو حب؟ ام الاستمتاع بمعرفه تفاصيل حياتها المختلفة عن جميع النساء التي قابلهم في حياته. اذا كان حب لماذا لم يعترف لها توا، ضحك على نفسه بسخرية واخبره عقله بان حبيبته هي ياسمين ولا يوجد بعدها بديل. افاق من سرحانه على صوت صديقه الحزين.

- قائلا بسكر. انا مش ذيك اقدر اتجوز حد تانى.
فارس بعصبية من كلام صديقه الجارح له
- قائلا بامر. فرعون ركز شوف بتقول ايه؟
لاحظت فريدة تضايق فارس
- قائلة بهدوء. سيبه يا فارس يتكلم براحته.
اردف بعجز
- قائلا ببكاء. انا بحبها يا ناس.
- يا فرعون ندى هتكون ليك.
- كفاية وعود اهلها ولاد الكلاب بيحرمونى منها ليه؟
- كل حاجة هتنحل. اهدى بس.
- انا بحبهاااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااا.

فريدة بسخرية عليه لتكراره نفس الكلمة
- قائلة. عرفنا انك بتحبها.
- لا يا هولاكو انت مش ع...
وضع فارس يده على فمه
- قائلا. يا نهارك اس...
اوقفت السيارة فجاة، ونظرت له بضيق
- قائلة باستفهام. مين هولاكو؟
- الله يخرب بيتك هتودينا في داهية.
فريدة بحزم
- قائلة بصراخ. فارسسسسسسسسسسسسس
- نعم يا ديداة.
- انت مخلى صحبك يقول على هولاكو.
- انا بحبك يا ندى.
- دلوقتى بحبك يا ندى. اقول عليك ايه؟
- ليلتك سودة انت وهو.

- عديها الناس لبعضيها.
- هعديها علشان خاطر ندى. قالتها بتحذير، وهي تعتدل في مكانها وتقود السيارة مرة اخرى بعد ان اوقفتها
- يخللهنا الطاهرة.
كانت تسير في اتجاه بيتهما، فسالها فارس
- قائلا باستفهام. فريده هو انت راحه فين؟
- هاخذه على بيتنا ما هينفعش يروح بيتهم بالشكل ده.
- فعلا كلامك صح. شكرا يا ديداه.
- عد الجمايل.
- ما تخافيش انا عددهم.
- هو ده العشم يا هندسه.
نظر الى صديقه النائم على كتفه.

- قائلا بحيرة. يا ترى هيكون ايه رد فعلك لم تفوق.
بعد دقائق.

كانت وصلت الى المكان المنشود، وفتح لها الحارس الشخصي باب الفيلا 0 دلفت من السيارة، وفارس ايضا. دلف في اتجاه صديقه، وكان مقبل الحارس عل ىحمله لكن منعه فارس 0 فهو لا يريد احدا ان يحمله الا هو 0 فهو صديقه ومكلف به 0 فاحمد منذ رحيل ياسمين كان يرعاه ويحافظ عليه وكثيرا ما حمله بعد شرب الخمر فهذا واجبه تجاهه 0 فالذى يفعله فارس توا لا يعد شيئا امام ما قدمه احمد له 0 نعم انهم كانوا في نفس طريق الضياع والهلاك و ظلموا من اقرب الناس لهم ؛ لكنهم لم يتفرقوا وظلوا على عهدهما محتفظين باجمل واقبح الذكريات التي جمعتهما.

فالصديق وطن صغير يحتوينا عندما تتفاقم الشدائد علينا 0 وطن نلجا اليه ونحتمى به ونعبر عن مكنون حزننا 0 برغم انهم فعلوا الكثير والكثير من المعاصي لكنهم لم يكونوا يوما مزيفين فثلما قال جبران خليل جبران 0 فالصديق المزيف كالظل يسير معى في الشمس، ويهجرنى عندما يحل الظلام فالصداقة اغلى واسمى شىء في الوجود هي تحتاج الى اناس يتسمون بالوفاء وليس المصلحة 0 فمن له صديق وفي يتمسك به ويتقبله ايا كان. مادام يسير معه في الظلام قبل النور 0.

فتحت فتحية باب الفيلا، وصدمت عندما رات احمد على ذلك الشكل 0
- قائلة بقلق 0 في ايه يا فارس 0 ماله احمد؟
- ماتقلقيش كدة يا دادة 0 قالها فارس، وهو متجه بصديقه الي غرفة حمام السباحة.
- مقلقش ازاي انتي مش شايف شكله؟
- 000
لم يرد عليها وسار في طريقه فهو يعرف قلقها واس لتها التي ليس لها اول من اخر.
ربتت فريدة علي كتفها
- قا لة بتوضيح 0 هو سكران!
- ما انا عارفة ان هو شارب. بس عايزة اعرف ايه اللي جراله؟

- الس ال ده هنعرف اجابته لم فرعون يفوق 0 قالتها بادب. ثم توجهت الي فارس.
اجلسه على الأريكة بهدوء، واخذ الهاتف من جيب بنطاله، ووضعه علي الطاولة.
دلفت اليه فريدة سائلة
- قائلة 0 هتعمل ايه؟
- هرمي في حمام السباحه ؛ علشان يفوق.
فريدة بعدم فهم لكلامه
- قائلة بعصبية. انت مجنون دي ممكن يجراله حاجة، خاصة ان هو مش حاسس بحاجة نهائي.
نظر لها بضيق. وتجاهل طولة لسانها
- قا لا بتوضيح. هو دي علاجه.

- فريدة بسخرية. اه ما انت خبرة.
جز على اسنانه
- قائلا بنفاذ صبر. الله ما طولك يا روح.
- انت ازاي بتفكر؟
- انتي مالك حاشرة نفسك ليه، واحد وصحبه.
- تصدق انت مش قليل الادب بس، انت وقح كمان.
- قائلا لاغظتها. ماهردش عليكى عشان انا محترم.
- ماشي يا محترم.
ساعد احمد ليقوم من على الاريكة.
قام احمد من على الاريكة بسكر
- قائلا باستفهام. انت واخدنى فين؟
سنده فارس
- قائلا بسخرية. هنتفسح وهنرجع تانى.

يتكئ على كتفه. ويسير معه بصعوبة. فقدماه لا تحمله. نتيجة المشروب السحرى الذي شربه. وقف به على حافة حمام السباحة...
وقفت، وضعت يدها في جيب بنطالها، تنظر اليه بفضول وتترقب ماذا سيفعل لصديقه، فهى من قبل لم تشرب الخمر، فبالتاكيد لا تعرف علاجها، غير من ذاق مرها، واذا فجأة، القى به في المسبح بقوة، وسط دهشتها، ورمقته نظرة ضيق
- قائلة بعصبية. انا قلت انك مجنون.

سقط احمد في قاعه، وسط صرخته، ثم بعد ثوانى شعر جسده بالماء، فتح عينيه علي الفور، وجد نفسه في حمام سباحة غريبا عليه، لم يفكر كثيرا، فطفي بجسده على السطح
- قائلا بصراخ. هو في اي؟
بعد ان استوعب، راى فارس امامه ضاحكا
- قائلا بدهشة. فارس هو ايه اللي جابك هنا؟
فارس بضحك على منظره
- قائلا بتريقة. جاي احب فيك يا روح امك.
ضرب الماء بيده
- قائلا بعصبية. ما انا قولت بلاش امي.
- طلباتك اوامر يا فرعون باشا.

- ايوا كدة اظبط.
ثم راى فريدة تقف بجوار فارس بنظراتها المصدومة
- قائلا بدهشة. ايه ده هي مدام فريدة معاك كمان.
نظر لها فارس
- قائلا بتوضيح. مدام فريدة واخده بالك.
رمقت فارس نظرة ضيق
- قائلة. اه واخده بالي افضل من هولاكو.
- احمد بعدم فهم. مين اللي قال كدة؟
- انت!
- ازاي؟
فارس بسخرية لاذعة
- قائلا بضحك. زي السكر في الشاي.
نظرت له فريدة باستحقار
- قائلة بضيق. يخرب بيت تفاهتك.
فارس بنفاذ صبر من ردودها الوقحة عليه.

- قائلا بضيق. اعملك ايه تفاهه مش نافع قلة ادب مش نافع. مش عارف اعمل ايه علشان ارضيكى؟
احمد باستهزاء
- قائلا بضحك. اعمل جمعية وقبضها ليها الاول.
بادله فارس الاستهزاء
- قائلا. يا نهار اسود على العسل. جايبها منين ياض.
- سوبر ماركت جنبنا.
- ابق عرفني علي.
رمقتهما فريدة نظرة استهزاء
- قائلة بضيق. يخرب بيت هزركوا الرخيص.
فارس باستفزاز
- قائلا لاغظتها. هذا من فضل ربي.

- ما فيش فايدة فيكوا. قالتها بنفاذ صبر منهما، ثم دلفت من امامهما. ليستريح عقلها من فارس وتفاهته. ولتتركه باريحية يتحدث مع صديقه كيفما يشاء. ويعبر عن مكنون الحزن الذي بداخله.
بعد ان دلفت نظر الى صديقه
- قائلا باستفهام. هو ايه اللي جابني هنا؟
- اطلع الاول وبعد كدة افهمك اللى حصل.
هزا راسه ايجابا. و سبح في المياه الباردة. وصعد منه. وملابسه بالكامل مبللة. نظر الى نفسه بصدمة.

- قائلا بضيق. شوفت عملت فيا ايه.
انفجر من الضحك علي منظره
- قائلا ببرود. عادى ولا يهمنى.
احمد بعصبية من سخرية فارس عليه
- قا لا بضيق. عادي ازاي؟
- بقولك ايه، افضل من العك اللى انت عكيته.
هزا راسه بعدم فهم
- قائلا باستفهام. ليه هو انا عملت ايه؟
- كنت هتخلى فريدة تموتنى انا وانتى.
- ليه. هو ايه اللى حصل؟
- هجبلك هدوم الاول وبعد كدة احكيلك بالتفصيل الممل.
هزا راسه ايجابا.

دلفت فتحية اليهما بكوب من عصير الليمون. رات احمد رجع الى وضعه الطبيعي
- قائلة بطيبة. انت كويس يا احمد؟
- اه يا دادة الحمد لله بقيت كويس.
- دادة لو سمحتى. هاتى لبس لفرعون.
وهى تضع الكوب على الطاولة
- قائلة باحترام. حاضر يا حبيبي تؤمرنى بحاجة تانية.
- لا يا دادة شكرا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة