قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الرابع والأربعون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الرابع والأربعون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الرابع والأربعون

اتفقوا على كل شىء، كالعادات والتقاليد المتعارف عليها، فستان العروس وبدلة العريس، كل تلك التفاصيل واكثر، واهم من ذلك المؤذن الذي سيعقد القران ويعلنهم زوجين ورفاق درب الى الابد، لم تعلق والتزمت الصمت ؛ حتى يذهبوا وتخرج شحنة الغضب كاملة على زوجها وابنتها. وقد حدث ما كان. وبعد ان ودعوهم على لقاء منهم، والسعادة والرضى لا تفارق وجوههم. واغلقت الباب ورائهم. وجهت كلامها الى زوجها. الذي التفت اليها في ضيق.

- قائلة بعصبية. فهمنى ايه اللى حصل ده؟
خالد بابتسامة
- قائلا ببرود. حصل كل خير.
ثم تجاهلها ووجه حديثه الى صغيرته
- قائلا بحب. يلا يا حبيبة بابا. روحى اعزمى كل حبايبك.

هزات راسها ايجابا، ثم اقتربت منه و قبلت على وجهه بحب وامتنان. لاول مرة تفعلها. منذ ان انجبها على تلك الحياة. لقد كانت لها القبلة وقع سعيد على قلبه. بان طفلته سعيدة وتشكره على طريقتها الخاصة. حمدا لله بانها ارتضيت واصبحت سعيدة. نظر الى زوجته
- قائلا بلامبالة. هااا يا حورية. قولى كنتى بتقولى ايه
حورية بصراخ
- قائلة بتحذير. خالد بطل لف ودوران. ايه كتب الكتاب بعد اسيوع ده
بنفس البرود.

- قائلا بقوة. زى ما سمعتى. ثم تابع بطلب. ماتنسيش تعزمى كل اخواتك
- وده ليه ان شاء الله!
- علشان يتعرفوا على عريس ندى
- هو بقي خلاص عريسها
- كلها اسبوع وتكون على ذمته. قالها بتاكيد ؛ ثم دلف من امامها متجاهلها تماما. تاركا اياها تغلى من الحقد والكراهية التي ليس لها مبرر...

لم تترد في الذهاب اليها، ليست عابئة بمدى حقارتها وخيانتها لها، كل الذي يعنى لها ان تزورها وتهتم بها مثلما كانت تفعل معها في الماضى، فالحياة غير مستحقة الشجار والخلافات والاحقاد، فهى منتهية في يوم من الايام، ترجلت من المصعد، رنت جرس جناحها، لم تستجيب لها، كررت مرة اخرى، ونفس الرد، انتابها القلق، فاجرت معها اتصال، سمعت صوت هاتفها في الداخل، اذا كانت في الداخل، لم لا تفتح الباب لها، هل اخبرها فارس بانها عرفت كل شىء، ام اصابها مكروه، تركت تلك التساؤولات على جنب، وبدات تتطرق على الباب بعصبية شديدة تكاد ان تكسره من فرط قلقها وخوفها على عدم ردها...

مرت بجوارها فتاة النظافة بالفندق...
وجهت حديثها لها بعصبية
- قائلة بعتاب. ايه حضرتك اللى بتعملى ده يا هانم.
مازالت تتطرق على الباب بعصبية
- قائلة بتحذير. اسكتى انتى. خليكى في نفسك
الفتاة بتوضيح
- قائلة بادب. يا هانم ما ينفعش دى اسمه ازعاج
تجاهلت كلامها
- قائلة بامر. بقولك ايه افتحى ليا الباب ده
- ما ينفعش حضرتك واتفضلى
فريدة بعصبية من طريقتها
- قائلة بغرور. انتى عارفة بتكلمى مين.

- الفتاة بنفاذ صبر. مش عايزة اعرف
- انت اكيد اتجننتى!
- حضرتك لو سمحتى احترمى نفسك
فريدة بصراخ
- قائلة بعصبية. فين مدير ام الزفت ده
كان القلق احتل منه كثيرا، واخته بجواره تطمانه
- قائلة بطلب. اهدى يا حسين. هي فريدة صغيرة
- المصيبة انها مش صغيرة
- يا حبيبتى تلاقيها بتفك عن نفسها
- دى كله بتفك!
- هو اللى حصل ليها سهل
- حسين باسي. على رايك
فاطمة باقتراح
- قائلة بطلب. بقولك ايه ما تكلم جوزها يشوفها.

- تصدقى كلامك صح. اهو يحاولوا يحلوا مشاكلهم
- اه ما احنا لازم ندخل ولا هنسيب البيت كدة.
( في تلك اللحظة ).

تجلس امامه سوسن بهدوء، تخبره بمواعيده، وهو في عالم اخر، مشتاق اليها بجنون، يريدها توا ان تكون بين احضانه، تخلصه من ذلك العبء الثقيل على قلبه، لم يمر غير ليلة واحدة، وهو يموت ينقهر على فراقها وبعدها عنه، ولكن ماذا ستفعل فلها كل الحق، فانا من اشتقت وخونت، يا ليتها لم تعود تلك الشيطانة، التي اذا رائها توا، سيقتلها بدون تفكير، ويحدث ما يحدث، اه يا فريدة والف اه، انا ضعيف جدا من غيرك، ضائع تاه، اخرج تنهيدة الم من صدره، لاحظتها سوسن.

- قائلة بقلق. في حاجة يا باشا مهندس
فارس بصدق
- قائلا بالم. بموت يا سوسن
هبت من على مقعدها بقلق
- قائلة باستفهام. ليه كفل الشر على حضرتك. اجبلك دكتور
- ما عايزاش دكتور. انا عايز فريدة
زفرت بضيق على رده، وعادت الى مقعدها مرة اخرى ؛ لتلقط نفسها الذي قبض خوفا ان يكون مصاب بمكروه، ولكن الاستاذ يشتاق الى زوجته. التي فارقها لمجرد خمس ساعات
- قائلة بسخرية. كلها ساعة وتروح البيت وتشوفها
ضحك على ردها.

- قائلا بسخرية. اه البيت. تصدقى كلامك صح. كانت ضايعة من بالى. شكرا على نصايحك
- حضرتك بتتريق يا باشا مهندس
تجاهل ضيقها
- قائلا باختصار. في حاجة عايزة تقوليها بخصوص ام المواعيد...
هزات راسها بنفى
- طب شكرا يا سوسن اتفضلى
اؤمات براسها ايجابا، و قامت من على مقعدها، وقبل ان تدلف من امامه
- قائلة بادب. حضرتك تؤمرنى بحاجة تانية
- لا يا سوسن.
- طب تمام. قالتها ودلفت من امامه على الفور.

قام من على مقعد مكتبه. ينظر من النافذة الشفافة، يضع يده في جيب بنطاله، يخرج شهيق وزفير بصعوبة، و ينظر الى السماء مرة واخرى الى الارض من حين لاخر بضياع، وفقدان لكل معانى الحياة، هو احبها وهام فيها عشقا منذ ان دخلت حياته، فرجوعها الى قلبه الذي اخذته معها وتفعل به ما تشاء، ليس سهل بالمرة، فزوجته عنيدة وقوية وشامخة ليست كتلك السيدات الضعفاء، فهى صاحبة راى وفكر، والرجل بالنسبة لها مستحيل ان تضعه في جملة مفيدة، ولكنها مع الاسف وضعتنى في اعلى مكانة وجعلت لى محل في الاعراب، بدات تستسلم لى رويدا رويدا، ورمت كل المعاناة التي قابلتها في حياتها عرض الحائط، واصبحت لها كل شىء، وانا ماذا فعلت، كسرت كل شىء فيها، صعب ان يتم تصليحه، ولكنى اخطات يا فريدة، واعترفت بذلك، يدق قلبه المشتاق اليها، يطالبه ان تعود، حتى لا يتوقف نبض الحياة، من ايام كانت بين يدى، هجرته في الفراش لمدة شهر ونصف كيف استطاع قلبى ان يبتعد عن جنته واختار النار، كيف؟

ظل دقائق يعتذر لها ويكرر اعتذاره.
مدير الفندق
- قائلا باعتذار شديد. احنا بجد اسفين يا مدام فريدة
فريدة بعصبية
- قائلة بحدة. اسفك ده في اقرب زبالة لى
- نعمل ايه لحضرتك. علشان تقبلى اعتذرنا، وبخصوص البينت انفصلت على الفور
- بقولك ايه افتح ليا ام الزفت ده.
- اوامرك يا هانم...
امر احد من خدمة الغرف، فتح الباب على الفور، دلفت الى الداخل. وهم روائها
- قائلة بامر. ماحدش يدخل وراى.

توقفت اقدامهم عند عتبة الجناح. ولم يدلف احد ورائها، منتظرين منها اى طلب، فمدير الفندق عندما سمع صراخها وعصبيتها، كان متوجها ؛ ليلقنها درسا على قلة ذوقها وعدم احترامها، غير عالم من هى، وعندما رائها انخرس تماما، وبدا في كلمات الاعتذار التي ليس لها اول من اخر، فتلك ديفا الاقتصاد المصرى والشرق الاوسط باكمله، فبكلمة منها تنتهى حياته في التو والحال...

امرتهم بعدم الدخول، خوفا ان يروا صديقتها في حالة لا يرث لها، ومثلما توقعت، نائمة ارضا وحيدة، او تكاد تلفظ الفاظها الاخيرة في تلك الحياة القاسية، التي لا تعترف بامثالها، الحياة غير منصفة هكذا احيانا، تمسكك من فراغ صغير، لا تدعك تشعر بمدى الضعف الذي تكون فيه، تجرحك من قلبك تماما، حتى لو تتقيد يديك وذراعيك، حتى لو تهب الاعاصير في راسك، حتى لو تعارض بكامل قوتك، حتى لو تلوى المرء بالالام، وطلب الرحمة الاف المرات، تتجاهل كل شىء، و تتركك لحب لا يرحم، ومذلة لا تنتهى، وكلمات عتاب ليس لها اول من اخر، وانت ايضا ترى الحقائق مثلى، لا يمكن ان نكون معا، انت انسان دنيا اخرى يا حبيبي الاول والاخير، انت تكبر في تراب دنياك بعيدا عنى، انت محقا لقد تقابلنا في وقت متاخر قليلا، قديما كنا نتفاهم دون ان نتكلم ابدا، هناك امور لا يجب ان تقال، انا وانت تجاوزنا الكلمات بالصمت، ماذا تبقي لى بعد تلك السنين من الفراق، غير خيبة امل مثل كل مرة، يصرخ قلبى الضعيف بان يكف ذلك الالم، لكن خيبته تصبح سما في حلقى ولا يبقى مجالا لاحلام اخرى، وحيدة في مكان شاسع الاتساع، وبجوارها الكثير والكثير من اكواب الخمر الفارغة، التي ظلت ليلة كاملة تحتسيهم، يديها مفرودة بعجز، وشعرها مبعثرا ارضا بجوارها، يبكى اسى وقهرا على حالها الذي اذا رائه الكافر سيشفق عليها. كل عضو من جسدها يبكى عليها، ترتدى قميص نوم اسود كاتم، يشبه الايام المبعثرة التي تعيشها تلك الشابة في ضياع وانهيار...

وضعت يدها على وجهها غير مصدقة تلك الحالة التي وصلت اليها صديقتها، فكل شىء منتهى عند اكواب الخمر التي ملاءت المكان برائحتها الكريهة المنفرة، التي ترافق دروب الشيطان في كل مكان، لماذا، من يستحق في تلك الحياة ان ننهار عليه، او نضحى لاجله، ياليتك ضحيتى بشرف، حتى كلمات العفة فقديتها في اول رصيد التضحية، جثت على ركبتيها امامها بحسرة ودموع على تلك المسكينة التي دفعت حسابا كبيرا عليها، امسكت يدها ترجوه ان تفيق، وضعت يدها الاخرى على وجهها تربت عليه بحنان الام على ابنتها، لعلها تفيق، وتشعر بان كل شىء في تلك الحياة منتهى، امامها طريق طويل تسير فيه، بعيدا عن الاسلاك الشائكة التي اختارتها، دون ان تعرف مصيرها...

وجهت نظرها الى الفتاة التي تم طردها توا، وامرتها ان تاتى لها بشىء تغطى به جسد صديقتها العارى، على الفور الفتاة لبت النداء، وركضت الى الداخل واحضرت ملاءة سرير، واعطته لفريدة، وغطت به جسدها بالكامل، ثم امرت صاحب الفندق، ان يساعدها في حمل صديقتها...
افاق من شروده، على صوت هاتفه، اجتذبه من على مكتبه، راى اسم حماه، فتحه على الفور
- قائلا بقلق. في حاجة ياسحس؟
- ما فيش يا ابنى. اهدى
- اومال ايه. فريدة كويسة.

- فريدة خرجت من الصبح، ولسى ما رجعتش
فارس بصراخ
- قائلا بعصبية. انت بتقول ايه؟
- بقولك قلقان عليها. شوفها هي فين، وطمنى عليها
فارس بنفس العصبية
- قائلا بعتاب. هي دى الامانة اللى قولتلك تخلى بالك منها
متجاهل عصبيته
- قائلا ببرود عكس ما به من قلق. تلاقيها هنا ولا هنا. قالها سريعا، واغلق الهاتف في وجهه ؛ حتى لا يسمع صراخه او طولة لسانه. فهو عاشر ابنته وتقريبا اصبح شبهها تماما.

انزل الهاتف من على اذنه ؛ عندما سمع صوت اغلاقه. جز على اسنانه
- قائلا بضيق. بتقفل التليفون في وشى. ماشى لم نتقابل.
اجرى اتصال عليها، ولكن لا مجيب
فهى مشغولة بصديقتها، بعد ان بدلت لها ملابسها، اتى طبيب الفندق اليها، ووضع المحلول الازم في يدها، وامرها بالهدوء التام ؛ لاجل سلامتها، هزات راسها ايجابا، دلف من امامها، وخرج الجميع تاركينهم سويا.

جلست بجوارها على الفراش، تنظر اليها بمشاعر متضاربة ما بين الشفقة والعتاب واشياء كثيرة، لا يستطيع ان يفسرها احد غير الذي عان مثل فريدة...
( تسارعت الاحداث سريعا وصولا الى الساعة السابعة مساءا ) يدلف يمينا ويسارا كالطائر الضائع والهاتف مازال في يده يحاول ان يصل اليها...
حتى وصل اليها وفتح الهاتف
فارس بصراخ
- قائلا بعصبية. فريدة انتى فين؟
- فارس انت بتصراخ ليه؟
تجاهل سؤالها
- قائلا بضيق. انت فين.

- انا عند ياسمين
- وبتهببى ايه عندها
- حاجة ماتخصكش
بنفس العصبية
- قائلا بخنقة. اومال تخص مين يا هانم؟
- انا مش فاضية ليك
- اوعى تقفلى التليفون. ابوكى قلقان عليكى
- ليه هو انا لسى صغيرة
- دى اكيد
- انت بتقول ايه
- بقولك لخصى وهاتى من الاخر. وقولى ليا عنوان الزفتة.
- فارس مش حابة اتكلم معاك
- وانا مش هتكلم. هتطمن عليكى بس.
- انا كويسة
- لازم اشوفك قدامى كويسة ولا لا؟

اخرجت تنهيدة حارة من صدرها ؛ لا تريد ان تقابله في تلك اللحظة حتى لا تضعف
- هاااااا قولى...
استجمعت شجاعتها. لا يوجد مفر فهو حبيبها وعشيقها الاول والاخير
- قائلة بايجاب. انا فى...
- نص ساعة وهكون عندك.
بعد نصف ساعة
فتحت باب الجناح له، لم يتحدث معها فنيران الغضب كانت ظاهرة بشدة على ملامح وجه، الذي تغير 180 درجة، دلف بعصبية
- قائلا بكره. ابعدى يا ياسمين عن مر...

توقفت الكلمات في حلقه عندما رائها نائمة على السرير لا حول ولا قوة، والمحلول في يدها اليمنة. نظر الى فريدة - قائلا باستفهام. مالها دى؟
اخرجت تنهيدة حارة من صدرها
- قائلة بايجاب. مريضة
- ما انا عارفة انها متهببة مالها.
زمت فمها الى الامام
- قائلة بضيق. تعبت نتيجة شرب الخمر الكتيرة
- فارس بسخرية. اه كملت مالازم صايعة وخمرة كمان
ضحكت على رده
- قائلة بسخرية. على اساس انك كنت مقراى
حزن من ردها.

- قائلا بتوضيح. فريدة ان...
قطعته
- قائلة باختصار. فارس لخص عايز ايه؟
اقترب منها
- قائلا بهدوء. طب ما ينفعش نتكلم هنا.
ثم امسك يدها
- قائلا. يلا نمشي.
جذبت يدها من يده
- قائلة برفض. ماهقدرش اجى معاك
فارس بضيق من رد فعلها
- قائلا بضيق. ليه ان شاء الله؟
- انت مش شايف وضعها. ماينفعش اسيبها لوحدها
- ما تولع. هي كانت قرابيتنا
فريدة بعصبية من رده
- قائلة بحدة. كفاية ما تكملش
فارس باستغراب من فعلها.

- قائلا بعدم فهم. فريدة انتى المفروض تكونى مقهورة منها موجوعة. ايه اللى جابك ليها؟!
- انسانيتى
فارس بعدم فهم
- قائلا باستفهام. ايه؟
- بتوضيح. الانسانية والرحمة اللى في قلبى. بتقولى خليكى جنبها لحد ما تفوق
- وكسرة قلبك
- مش مهم
- فريدة انتى انسانة زيك زينا. من حقك تبكى وتصرخى وتنوجعى
- ومين قال ان ما بعملش دى كله
- بس لوحدك على مخدتك
- مش المهم فين. المهم ان هو بيخرج
- وانتى ذنبك ايه؟

- من غير ذنب ممكن يكون اختبار من ربنا. وكل اللى علينا نقول الحمد لله.
ابتسم بحب شديد. فتلك هي فريدة. انسانة تمتلك من الرحمة والعطاء يكفى لتنفس بشر باكملهم. رمق فارس ياسمين نظرة ياس. ثم نظر الى فريدة
- قائلا بتمنى. ياريتها تستحق حبك ليها.
- ما تخفش دى تستحق اوى
- ليه عملت ليكى ايه؟
نظرت اليها.

- قائلة بامتنان. الانسانة دى اللى وقفت جنبى كانت بتسهر الليالى على راحتى، وياما وياما مسحت دموعى، واتحملت منى كتير اوى. عاهرة وغلطانة من اولها لاخرها، لكنها كانت ليا امى وسندى. مستحيل اسيبها
- بس د...
قطعته
- قائلة بقوة. ياسمين بتموت على الاقل من واجبى اكون جنبها في اخر لحظات حياتها.

بعد ان انتهت من الاتصال ببعض اصدقائها، واخبارهم بموعد كتب كتابها، الذي لا تصدق الى الان، ماذا حدث منذ قليل، هل فعلا كتب كتابها، ام ماذا، هل اخيرا تحقق حلمها، وستصبح بعد عدة شهور في بيته، تفيق على صوته كل صباح، ما اجمل ذلك الاحساس، اجرت اتصال معه، ترن ترن ترن.

يقف في البالكونة، يتنفس بسعادة شديدة لا توصف على دولة، فسعادته لا يريد ان يوزعها على احد، يكتفى ان ياخذها كاملة، يكفى ليالى الحرمان التي عاشها بعيدا عن السعادة بكل اشكالها المختلفة، فاليوم سينطلق وياخذها بعيدا ولم تمنعه تلك الحرباء التي تدعى امها، افاق من سعادته على صوت هاتفه، اجتذبه من جيب بنطاله، اول ما راى اسمها، على الفور اجاب
- قائلا بحب. حبيبتى.
ندى بخجل
- قائلة برقة. احمد.

- يا عيونه يا قلبه يا كل حاجة فيا
- ايه اللى انت عملته ده
- هو انا لسي عملت حاجة. انا لسي هعمل. بس لم اكتب عليكى
- ازاى ما تقوليش انا اتفاجات
- سيبك من دى كله مفاجاة حلوة ولا وحشة
- لا طبعا حلوة بس...
- من غير بسبس. المهم بعد اسبوع هيكون ايه. والاهم والادهى من دى كله بعد شهرين ونص ايه اللى هيحصل
- ندى بخجل. احمد مش عارفة اقولك ايه
- قول ليا بحبك بموت فيك
- انت عارف من غير ما اقول.

- هتفضلى حرمانى منها لحد امتى
- بعد شهرين ونص هقولك
- ليه ان شاء الله. ما بعد اسبوع هكتب عليكى
- كل دى مايعنيش ليا. لم ابقى في بيتك
- الصبر يا ربى
- ايوا كدة برافو عليك
- طب يا ندوش ماتفكيها الناس لبعضيها
- ما هفكهاش. علشان ربنا يبارك لينا فيها
- ما ربنا هيبارك برضو
- احمد هااااااااا
احمد بتصنع الخوف
- قائلا بادب. خلاص يا اسد.
- ناس ما تجيش الا بالشدة
- امك قالت ايه؟
- اى الالفاظ دى.

- هبقي احسنها بس قوليلى. قالت ايه - بص يا سيدى، وقصت له ما دار
- كل اللى انتى قولت ده مايعناش لى اي حاجة
- فارس ازاى واخد الموضوع كدة
- اومال اخده ازاى واحدة دمرت حياتى باكملها
- دمرتها في ايه ما حضرتك انت اللى اديتها فرصة تتمادى في فعل ده
- دى عرضت على انام معاها. متجاهلة كل اللى حضرتك بتقولى انسانية واخوة وبنوة
- فارس كفاية
- كفاية انتى كتر كلام، ويلا من هنا
- فريدة بتحدى. انا قولت مستحيل
- ليه؟

فريدة بصراخ
- قائلة بالم. لانها بتموت!
- ما تموت مش هي اللى عايزة كدة
- الحياة ساعات بتجبرنا على حاجات ماكوناش بنخطط ليه. تفاجى من ردها فهذا كلامه. الذي اخبرها به. عندما سالته عن سبب علاقاته. نظر لها بحب
- قائلا باستفهام. لسي فاكرة
- فريدة بتاكيد. مستحيل انسي
اقترب منها اكثر. سائلا اياها
- قائلا بحميمية. وياترى لسي فاكرة اللى جمعنا
ارتعبت من قربه
- قائلة بحزم. فارس
- انا تعبان من غيرك. طب لو قولتلك انى ميت.

- عادى فترة وهتعدى زى ياسمين
- ياسمين قلبى نسيها بمجرد دخولك في حياتى
- وانت فاكرنى هصدقك
- فارس بصدق. فريدة انا عمرى ما كدبت عليكى.
ثم اشار على قلبه
- قائلا بوجع. قلبى ده ما حبش ولا هيحب حد قدك
وضعت يدها على قلبه
- قائلة بعتاب. قلبك ده كان هيخونى بمنتهى السهولة ويبع كل اللى ما بينا
- قولتى كان. ومعملهاس لانه لسي على وعده
- فريدة بعجز. مش عارفة اقولك ايه؟
- قولى انى وحشتك من غيرك ضايعة.

- ما فتكرش انى عايزة اقول كدة
فارس بنفاذ صبر
- قائلا بحيرة. اومال عايزة تقولى ايه
- مش عايزة غير انك تسبنى في حالى
- اسيبك. انتى بتطلبى منى الموت بالبطىء
- موت. الكلام دى كبير اوى
- اصلك ماتعرفيش انتى عاملة في ايه
- لا عايزة اعرف
- انتى واخدة وجعى بسخرية
- لا بجد انا عايزة اعرف انا عاملة ايه.

نظر اليها، هيا قل لها يا قلبى كم انا احبها، هيا قل لها باننى اراها في احلامى حتى وانا مستيقظ، وحدثها عن سهر الليالى الذي انتبانى منذ رحيلها، وعن اشتياقك عنها وسؤالك الدائم عليها، عندما اراك النار تدب في اوصالى، وترتجف كلماتى، وتنتهى عبراتى، عندما اراك تصحو بى اجمل الذكريات، تطالبنى بان يتوقف الزمان والمكان، لا تصمت يا قلبى، هيا قل لها كم انا احبها، كم انا ضائع من غيرها، فكلماتى تحتاج من يساندها ويدخلها في جمل مفيدة لتعطى معانى جديدة، ويتورد ربيع قلبي بحضورك ايتها العنيدة، ماذا يخبرها. عض على شفتيه.

- قائلا بوجع. لا تعليق. انا اسف
ابتسمت بوجع
- قائلة بلامبالاة عكس ما بها من انهيار. اه تمام.
هزا راسه بياس، ودلف من امامها، و اعطاها ظهره، وسار خطوتين ووقفه قلبه. ثم التفت لها
- قائلا برجاء. ممكن طلب
- طلب ايه
- احضنك.
اتسعت عينيها باستغراب، وكانت على وشك الرد، ركض اليها، واخذها بقوة الى حضنه ؛ يسمعها دقات قلبه التي تضرب بعنف واشتياق.
- قائلا بحسرة. انا اسف. يا حتة من روحى.

يدها بجوارها ساكنة لم تبادله الحضن الحضن الذي لا تستطيع ان تنكر بانها اشتاقت له. لكن الذي فعله صعب كثيرا عليها ان تتحمله. او تتقبله. فزوجها جعلها صفر على الشمال في ثوانى. لقد اهان كل شىء فيها. وكسر فيها اجمل معانى الحب. هي تعانى تقريبا اكثر منه. ولكنها استحالة توضح له مدى عجزها واشتياقها.
فارس بدموع
- قائلا بصدق. والله ما كان قصدى غصب عنى.
تحاول ان تخرج من حضنه ؛ فهى لا تطيق قربه.

- قائلة برجاء. فارس لو سمحت
خرح من حضنها، وقبلها على وجنتيها باشتياق
- قائلا بحميمية. لو سمحتى يا ديداة.
عضت على شفتيها بتوتر، ماذا تجيبه، اخذها في حضنه مرة اخرى، ابتلعت ريقها بصعوبة. من قبلته التي تحولت الى شهوة عنيفة، وبدات تتناثر شفتيه على رقبتها، موضع اثارتها وضايعها. تحاول ان تبعده عنها بضعف ؛ ولكنه متجاهل ضيقها. ومستمر في قبلاته
- قائلا. خليكى في حضنى شوية
فريدة بنفور
- قائلة برفض. ما ينفعش.

يقبلها بحميمية
- قائلا بهيام. انت مراتى
- وده يدك الحق انك تجبرنى
خرج من حضنها
- قائلا بصدمة. اجبرك؟
- اه تجبرنى. انا مش طايقة لمستك ليا
- بتقولى ايه؟
فريدة بصراخ
- قائلة بعصبية. بقولك مش طايقة
- واو الكلام ده بيتقال ليا انا
امتصت عصبيتها
- قائلة بهدوء. فارس مش ده المكان والزمان اللى نتكلم فى
وضع يده في خصره
- قائلا بعصبية. اومال ايه. انتى مش ضايقنى حتى احضنك يا هانم
- ممكن تروح ونتكلم بكرة.

- هنتكلم في ايه. انتى مش طايقنى
- ممكن نراعى ان في حد مريض
نظر اليها
- قائلا بالم. تصدقى يمكن ياسمين حبتنى اكتر منك
مجرد كلامه، الاصوات جميعها توقفت، والشمس اختفت، والافكار ضربت صخرة الشاطئ، عن ماذا يقول توا
- فريدة بصدمة. انت بتقول ايه؟
- بقولك الحقيقة ياسمين كل ده بسبب حبها ليا. لكن انتى
- اه انا ما بحبكش، قالتها وانفجرت في بكائها مثل الاطفال. واعطته ظهرها. حاول ان يقترب منها.

- قائلة بحزم. ماتحاولش تقرب منى. امشي لو سمحتى
- فريدة
- بقولك لو سمحت.
ابتعد عنها، وقبل ان يذهب
- قائلا بوجع. انا اسف. قالها واغلق باب الجناح ورائه.
ارتمت ارضا على كلامه الذي قتلها توا. على الرغم من كل شىء قدمته، مازالت تتهمنى بعدم حبى لك، مع الاسف لقد انتهى ما بينا اليوم، وضعت يدها على بطنها
- قائلة بالم. بابا بيقول ان ما بحبهوش كفاية. بابك بيتهمنى بعدم حبى لي. لسي لحد دلوقتى يا فارس مش مصدق حبى.

يصرخ عليه في الهاتف
- قائلا بعصبية. ايوا يا فرعون فريدة مشيت وسابت البيت
احمد بعدم استيعاب
- قائلا باستفهام. بتقول ايه؟
تجاهل اسئلته
- قائلا بحرقة. مابقتش طايقنى انا بحبها بحبها.
- طب فهمنى ايه اللى حصل
- فارس بصراخ. مش قادر!
احمد بقلق
- قائلا باستفهام. طب انت فين؟
- فى...
- طب يا حبيبي ثوانى، وهكون عندك اوعى تروح في حتة.

افاقت على صوت بكاء، رات معلق لها محاليل، وملابسها متغيرة، اعتدلت في مكانها، رات فريدة جالسة ارضا وتبكى
- قائلة بقلق. فريدة مالك.
التفت على صوتها. مسحت دموعها على الفور. وقامت من مكانها، وتوجهت اليها.
- قائلة بابتسامة متصنعة. جيسي انت كويسة
- اه الحمد لله. هو ايه اللى حصل؟
فريدة بعتاب الام لابنتها
- قائلة بلوم. شرب الخمر يا هانم
- اه. وبعدين انتى معيطة ليه؟
- مافيش كنت زعلانة عليكى.

- بعدم تصديق. فريدة بلاش كدب
- وهكدب ليه. انا هكلم الروم سرفيس يجبلك تاكلى.
نزل سريعا الى صديقه. وصل الى المكان المنشود. عندمت رائه. احتضنه على الفور. وهو يبكى بالم ووجع
- قائلا باستفهام. مالك يا عين اخوك
فارس بدموع
- قائلا بالم. تعبان من غيرها
- فهمنى ايه اللى حصل.
قص له كل شىء ؛ حتى وقوفه في ذلك المكان
احمد بحزن على صديقه
- قائلا باسي. لا اله الا الله
- بتتعذب وبتموت من غيرى بس بتقاوح.

- صلى على النبى يا فارس
- عليه افضل الصلاة والسلام
- اهدى كدة. فريدة من غيرك ماتقدرش تكمل. مسائلة وقت
- الوقت دى بيقتلنى
- اصبر يا صحبى.
حملت صينية الطعام من امامها، بعد ان اكلت، ووضعتها على الكومدينو بجوار سريرها
- قائلة. جيسي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة