قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الخامس والأربعون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الخامس والأربعون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الخامس والأربعون

- نعم يا فريدة.
وضعت يدها على بطنها
- قائلة بخجل طفولى. انا هبقي ماما.
ياسمين بسعادة
- قائلة بعدم تصديق. بجد.
هزات راسها ايجابا.
امسكت يدها
- قائلة بحب. الف مبروك يا حبيبتى. هتكونى احسن ام
- بجد هكون ام كويسة
- طبعا يا قلبى
- بتردد. جيسي ممكن اسالك سؤال
- اه اتفضلى يا ديداة
- هي مامتك عاملة ايه؟
ابتلعت ريقها بصعوبة. بماذا تجيبها؟

بان امها لم تقابلها غير من بعيد لبعيد. القوة التي امتلكتها ضاعت. لمجرد ان رات امهت بائعة على الطرقات. من السبب في ذلك. مع الاسف انا. تلك العاهرة الرخيصة التي باعت جميع المبادئ. وعاشت سنوات في العهر، وارتضت ان تكون عشيقة لشخص شاذ في كل شىء. عارا عليك يا ياسمين لقد اضاعت جميع معانى الانسانية والايمان من يدك. واصبحتى ماذا؟ لا شىء. غير امراة منهارة ضائعة شاربة خمر. الفرق بين الحياة والموت هو الذي اعيشه توا.

استجمعت شجاعتها
- قائلة بكذب. ماما كويسة وبابى.
رفعت حاجبيها باستغراب
- قائلة بدهشة. بابكى؟!
- اه دى فرح اوى لم شافنى. حتى ما كنش عايز يخرجنى من حضنه نهائى
- هم ساكنين فين؟
- بتسالى ليه
- عادى يا جيسي
- هم ساكنين في المعادى. في شقة كبيرة اوى
- كويس جدا. هتروحيلهم تانى؟
- انا اصلا هعيش معاهم. علشان اخد بالى منهم.
اخذتها فريدة في حضنها.

- قائلة بالم في داخلها بال. اه يا ياسمين ابوكى مات ومتعرفيش. بتكدبى وبتصنعى حياة سعيدة. وهي اصلا مدمرة.
بادلتها الحضن بقوة. تبكى في داخلها باسي وعجز. فريدة ما شفتش اهلى الا امى حتى ده كان من بعيد لبعيد. الدنيا هانتنا اوى. وكسرت اجمل ما فينا.
فريدة بالم
- قائلة بحب. انا بحبك يا جيسي
- وانا بعشقك يا فريدة.
ثم تابعت في داخلها
- قائلة بندم. انا اسفة يا صحبتى كنت عايزة ادمر حياتك. فعلا ملاك نازل من السما.

خرجت من حضنها
- قائلة بذهاب. انا ماشية
- خليكى معايا شوية
- ماينفعش علشان فارس برضو
- تمام ابقى تعالى زورنى
- اكيد يا صحبتى. سلام
- سلام يا فريدة.
اغلقت الجناح ورائها. وتركتها ترجع حسباتها وتكتشف ماذا فعلت؟ وماذا جنت؟ ومن معها؟ ومن عليها
بعد ان نصحه صديقه، ووضح له كيفيفة التعامل في تلك الكارثة التي يعيشها توا، تقريبا كلامه لا يختلف كثيرا عن ذلك الشيخ الذي قابله في صلاة الفجر...

ودعه، وتوجه اليها، ينتظرها تخرج...
عندما رائها، اصطف بسيارته امامها.
- فريدة بضيق. هو انت لسي هنا
دلف من السيارة
- قائلا. اومال هسيبك وامشي
- ليه في كلام تانى. عايز توجعنى بى
- ما هعتذرش. لانى موجوع اكتر منك
- وانت تعرف ايه عن الوجع؟
تجاهل سؤالها
- قائلا. بابكى قلقان عليكى.
فريدة بعند
- قائلة بتحدى. هروح لوحدى.
امسك يدها بحب
- قائلا بهدوء. انا هروحك بيتكوا، وماهتكلمش طول الطريق
شدت يدها من يده.

- قائلة بقوة. لا مش عايزة
- قولتلك ما هتكملمش
- طريقنا مش واحد يا باشا مهندس
- كلامك صح بس ده كان زمان. دلوقتى كل حاجة ما بينا واحد
- سبنى في حالى. قالتها بصرامة
- هتركبى العربية بالذوق. ولا غصب
- وانت فاكر انك تقدر تغصبنى على حاجة
- اركبى بطلى عند
- مش فريدة السيوفى. اللى تتعامل بالشكل ده
- اعتبرنى ياسمين. اللى فضلتى جنبها
- اللى بتحبك اكتر منى
- بعتاب. انت اللى وصلتينى اقول كدة
- زى ما وصلتك للخيانتى.

جز على اسنانه
- قائلا بحنق. مهما اتكلمت واقولتلك خلاص انتى صدقتى بخيانتك
- انت شايف نفسك مش غلطان
- مين قالك انى مش غلطان. بس غلط عن غلط بيفرق
-...
التزمت الصمت. فلا يوج لديها رد. ليس ايماننا بكلامه. ولكن طاقتها نفذت.
- باستغراب. سكتى يعنى؟
- مش عجز منى لكن توفير طاقة.
اؤما براسه ايجابا
- قائلا. نروح
- بشرط. انى ما سمعش صوتك.
ابتسم بحزن. وهزا راسه ايجابا. وفتح لها باب السيارة.
- متاكد انك ما هتتكلمش.

- اكيد. اهم حاجة راحتك.

هزات راسها ايجابا. وركبت بجواره، مجرد ان دلفت السيارة، ووضعت راسها على المقعد نامت على الفور، لقد انهكها كل شىء، الانتظار والتفكير والالم، ليست غبية لمساعدة انسانة باعتها بالرخيص، ولكن رد الواجب اكبر من اى وجع تعيشه توا، طوال الطريق مشغول بالتفكير بها برغم انها على مقربة منه، لكن اصبح غير مسموح ان يقرب منها، او يمسك يدها حتى، لم يتجرا ان ينظر اليها، حتى لا تعصب وتتركه في منتصف الطريق، فالذى فعله معها يحتاج الصبر والحكمة...

بعد نصف ساعة، وصلوا...
دلف الى داخل الفيلا. بعد ان فتح له الامن الباب.
تحدث اليها دون ان ينظر لها
- قائلا. فريدة وصلنا
-...
زم فمه لامام بضيق
- قائلا مرة اخرى. بقولك وصلنا!
-...
لا رد. التفت بعصبية لها
- قائلا...

رائها نائمة على المقعد بجواره، لا تعى لشىء، تغط في نوم عميق غير عابئة بما يحدث حولها، ذراعيها تتحضن بطنها بقوة، نائمة كملاك برىء، بعيد عن تلك الحياة بسطوتها وجبروتها، ينظر اليها باشتياق شديد، وتلك الخصلات الوقحة التي تغط نصف وجهها عنه، رفع يده في ازالتها، ولكنه تردد كثيرا، يقترب ويبتعد، قلبى من دونك لا يقتنع، ولا يرغب في اى شىء سواكى، انت كل ما احتاجه في جميع الاحوال، هيا تعالى الى فحياتى من دونك سراب، فراقك يقتلنى في كل لحظة بعد عنى، الحياة بدونك يا عنيدتى ثقيلة على قلبى...

لم يستطع ان يزيل شعرها عن وجهها...
دلف من السيارة، وتوجه اتجاهها، وفتح الباب، ووضع يده تحت قدمها، واليد الاخرى خلف ظهرها بهدوء، وحملها...
فتحت له الخادمة الباب
- قائلة بقلق. مالها مدام فريدة؟
- فارس بامر. وطى صوتك. روحى هاتى. حاجاتها من العربية.
اؤمات براسها ايجابا وتوجهت الى الخارج. لتنفيذ ما طلبه منها.

دلف حسين واخته على صوت فتح الباب. قبل ان يتحدثوا رمقهم فارس نظرة بان يلتزموا الصمت نهائى ؛ حتى لا تفيق العنيدة وتثير شغب...
ترجل درجات السلم في هدوء شديد، وهي نائمة بنعومة ورقة، غير ما تكون عليه وهي مستيقظة.
فتحت له فاطمة باب غرفتها، دلف الى الداخل، ووضعها في فراشها بهدوء، امر فاطمة ان تخرج ؛ حتى تتركهم على راحتهم. اضاءت انوار الغرفة، ودلفت خارجا.

خلع الحذاء من قدمها، ووضعه بجوارها على الفراش وجذب الغطاء عليها، ودثرها جيدا به...

جلس بجوارها قليلا، ليملاء قلبه واشتياقه منها، من ايام كنت بجانبى وبين ذراعى. كنت اعانق رقبتك واقبلك واشم رائحتك التي تسكرنى. وافعل ما شاء. لكن مع الاسف ذلك كان في السابق، لكن اليوم ممنوع كل ذلك. فانتى اصبحتى تعاملينى كشخص غريب عليك. ليس زوجك. الذي كنت تحبيه وتهيمى فيه عشقا. اشتقت اليك كثيرا. نفسي ينقطع كلما يتزايد الفراق بيننا. ولكن لديك عند وكبرياء يهد دولة باكملها. لا تستطيع ان تتنازلى وتعود الى. فكرامتك عندك بالدنيا. وانا ان شاء اموت. تقريبا انتى اقسمت بالفراق عنى. قام من جوارها بياس. واغلق الانوار. وفتح الباب واغلقه ورائه بهدوء ؛ حتى لا تفيق. ولكنه بمجرد خروجه فاقت على الفور. فهى ساعرة بكل شىء. وضعت يدها على بطنها. وانفتحت اسطوانة البكاء المعتاد. - قائلة بضعف. بابا واحشنى اوى اوى. مش عارفة اسمحه خالص. وفي نفسي الوقت مش قادرة انسي. ماما بتموت في بعده عنه. مش عارفة اكمل من غيره. من يوم ما سبت البيت ولا باكل ولا بشرب. شوفت الحال اللى بقينا فى. حتى ماقلتلوش عليك. احتضنت ابنها بقوة.

- قائلة بحب. انت ابنى انا بس. هو خانا وباع عهده معانا.
رائه حسين. توجه اليه هو واخته
- قائلا بلهفة. مالها فريدة؟
- مالهاش هي كانت نايمة بس. بنتك اهى، طبعا مش هقولك خلى بالك منها ؛ لانك في البطاطس
- ماتنساش انها بنتى
- ياريت حضرتك اللى ماتنساش، انها كل حاجة في حياتى.
- هطلع اغير هدومها
- سبيها نايمة يا طماطم
- هو انا هعمل ليها حاجة؟
فارس بتحذير
- قائلا بعصبية. ماحدش يغيرلها ولا يقرب منها.

- ليه بقي هتنام بهدومها
- اه ليكى فى
حسين باستغراب
- قائلا باستفهام. فارس بتقول ايه؟
- بقول اللى سمعتوا
- هو انت غيران عليها مننا
- حسين انت فايق ورايق.
ثم تابع وهو يدلف من امامهم
- قائلا بارهاق. تصبحوا على خير.
- وانت من اهله يا حبيبي. قالتها فاطمة بطيبة
- حسين بخبث. بس كلامى صح
التفت اليهم. متجاهل كلام حماه. ااذى اساسه صحيح مائة بالمائة.

- قائلا بتحذير. طماطم ما تقربيش من اوضتها ؛ لاهفجركم. قالها وذهب من امامهم
ضحك حسين على رده
- قائلا باستنكار. الواد بيغار من مراته علينا
ضربت فاطمة كف على كف
- قائلة باستغراب. جيل اخر زمن. انا هطلع اغيرلها هدومها
- لا يا فاطمة هيعرف ويزعق
- هيعرف منين
- ما هو ما بيروحش بيتهم.
رفعت حاجبيها بدهشة
- قائلة باستغراب. ازاى ده
- اصل من يوم فريدة ما غضبت وهو بينام في عربيته قدام بالكوناتها
- لا يا شيخ.

- شوفته لم كنت سهران من زعلى على فريدة.
- دى بيموت فيها
- على رايك ربنا يهديها، وترجع بيتها على خير
اتى علينا صباح جديد مفعم بالحب والحياة
( في شركة f- r - f )
كانت منهمكة في بعض الاوراق، التي تحتاج مراجعتها، قبل الموافقة...
طرقت دينا الباب عليها طرقات خفيفة...
اذنت لها فريدة بالدخول
- قائلة باهتمام. نعم يا دينا في حاجة
- ايوا يا مدام فريدة. واحد برا عايز يقابل حصرتك
- واحد. واحد مين
- بيقول ان اسمه فرعون.

- فرعون؟ قالتها فريدة باستغراب. من عدم توقع زيارته لها
- ايوا حضرتك
- طب خلى يدخل
- طب مواعيد حضرتك
- مواعيد ايه. دى صحبنا
- تمام
علي الجانب الاخر. بعد ان انتهت سوسن من القاء عليه جدول مواعيده اليومية، طلب منها ان تخرج، ولا تاتى الا عند اخباره بالاجتماع، هزات راسها ابجابا، ودلفت على الفور...
اما هو، خلع سترة بدلته، ونام على الاريكة، ليفكر في العنيدة ويتذكر لياليهم سويا.

بعد السلامات والترحاب بحفاوة به. وطلب مشروب له. جلست على مقعد مكتبها بوقار، وهو قبالتها بسعادة من مقابلتها الجميلة
فريدة بسعادة
- قائلة. الشركة نورت
- منورة بيكى
- ايه الاخبار، وندى عاملة ايه
- احنا كويسيين
- يارب دايما
- عندى خبر حلو ليك
- قول اصل الدنيا الفترة دى بايظة معايا
- احمد باسى. اه ما فارس قالى
- مابخبيش عليك حاجة
- اه ما هو اخويا
- فكنا من السيرة دى. قولى ايه الخبر الحلو.

- كتب كتابى انا وندى الاسبوع الجاى
- بجد. قالتها فريدة بسعادة
- اه والله
- مبروك
- الله يبارك فيكى.
- فعلا خبر حلو. بس الندلة ما كلمتنيش ليه
- والله كانت عايزة بس انا قولتلها. اروح ادعيكى انتى وفارس بنفسي
- ماكنش ليه لازوم تتعب نفسك. احنا اهل الفرح
- هو دى العشم يا مدام. علشان كدة جيت. ثم تابع بتردد. وبرضو عندى طلب منك
- قول يا فرعون ما تتكسفش. انت زى اخويا
- انا قولت للحمايا انى بشتغل؟
-...

- وانا الصراحة ما بشتغلش
- طب ليه كدبت
- هو مش كدب. لانى جايلك تشوفلى شغل عندكوا هنا
- والله يا فرعون
- اى حاجة ان شاء الله اكون فراش
- عيب كدة يا فرعون ما تقولش كدة
- عادى المهم ابدء من الصفر
- انت هندسة برضو زى فارس
- بس انطردت في السنة الاخيرة
- لا عادى هو انت ما هترجعش تكمل تانى
- اه هرجع اكمل، حتى معايا اوراق رجوعى.

- لا مافيش داعى منها. بص يا فرعون. انا مقدرش. لانى انا رئيس مجلس الادراة. ماليش علاقة بالهندسة
- اومال مين اللى هيفيدنى؟
- فارس
رفع حاجبيه بدهشة
- قائلا باستغراب. فارس بتاعنا
- اه هو بشحمه ولحمه
- بعدم تصديق. للدرجة دى
- فوق ما تتخيل. دى بقى عبقرى
- بسعادة. يا فرحتى بيك يا صحبى
- بقولك ما تيحى نروحله
- فعلا كلامك صح.

دلفوا الى مكتبه، بدون ان تاخذ راى سوسن، فهى اعتادت ان تدلف اليه بدون طرق الباب، فتلك قبل ان تكون شركتها، فهو زوجها ولها جميع الحقوق، ان تدلف اليه كيفما تشاء، لا تنتظر من احد، ان يعلمها بموعد الدخول والذهاب، دائما تهتم بقوانين الشركة وتحافظ عليها بصرامة، لكن مع فارس تكسر جميع الحدود. غير عائبة بكلام احد. فهو زوجها ونقطة واخر السطر.

رائه احمد يغط في نوم عميق على الاريكة، واضعا يده على وجهه، واليد الاخرى بجواره، وخصلات شعره اللعينة تداعب وجهه، بدلا عنها، قائلة في حسرة، وانا حرمت من كل ذلك، لقد اشتاقت اليك يا حبيبي الاول والاخير.
- احمد بسخرية. واضح ان فارس مقطع نفسه في الشغل.
- هو انت هتقولى؟
- بقلق. يكون تعبان.

ارتعب قلبها عليه، ركضت في اتجاهه ووقفت امامه، وجثت على ركبتيها امامه. تتطمن على حراراته، وضعت يدها على وجهه بتردد ممزوج بخجل.
رفع حاجبيه بحيرة
- قائلا باستنكار. ومادام انتى قلقانة عليه كدة. ما ترجعى بيتك.
بعد ان اطمانت عليه. اعتدلت في مكانها
- قائلة بحنق. خليك في نفسك
بعد تفكير
- قائلا بصدق. صعب.
- فرعون. قالتها فريدة بعصبية
وضع يده على فمه
- قائلا. خلاص سكت.
ثم تابع ينادى على صديقه.

- قائلا بصوت عالى. يا عم فارس.
- نعم. قالها فارس بنعاس
- نعم الله عليك يا اخويا
فتح عينيه رائها امامه. واضعة يدها في جيب بنطالها، و تستشيط غضبا. منظرها وكبريائها. لا ينكر انه يموت فيها عشقا. وتجذبه اليها باختلافها الغير مؤلوف
- قائلا. في حاجة يا فريدة؟
- في محشي اغرفلك
اراد ان يزيد غضبها
- قائلا بعند. اه لو سمحتى
ضرب احمد كف على كف
- قائلا بندب الحريم. يا قلبى امك نايم في الشركة.

اعتدل على صوت صديقه. رائه يقف بجوار زوجته
- قائلا باستغراب. ايه اللى جابك يا زفت؟
- الله يسلمك. انا كويس
- فرعون بطل الشك الرخيص
جلس بجواره على الاريكة
- قائلا بعتاب مصطنع. هي دى مقابلة تقابلنى بيها
- بس ايه اللى جمعكوا على بعض؟
تجاهلت سؤاله
- قائلة بامر. فارس قوم غسل وشك
- ليه هو انا ملخبط؟
- الصراحة خرا!
- شكرا يا زميل
- عيب دى انت صحبى
فريدة بعصبية
- قائلة بضيق. انتوا ما بتهزهقوش من هزاركم البايخ ده.

- لا. قالها احمد وهو يضحك. نفخت في وجههم، وجلست على الاريكة تستريح. قام فارس ؛ ليغسل وجهه كما امرته عنيدته وحبيبته الاولى والاخيرة. وجه كلامه لها
- قائلا بحزن. مش عارف ينام في البيت من غيرك
- فرعون. قالتها فريدة بعصبية
- من غير عصبية انا بقولك الحقيقة
- عجبك اللى عمله؟
- ما جيه وقالك. والله لو انا ما اقول لندى
- ليه هو انت تقدر تخونها
- مستحيل. بس انا غير فارس
- كلمة الحق طلعت الاول.

- حق في ايه ماهى ندى ماسبتنيش واتجوزت وبعد كدة رجعت.

- قولها يا فرعون. قالها فارس بضيق. بعد ان خرج من المرحاض. وبيده المنشفة. يجفف به شعره ووجهه، كم كان رائع وجذاب في تلك اللحظة، تكره تلك المنشفة التي تلامس وجهه وتعبث فيه كيفما تشاء، مشتاقة ان تقوم بعملها، ثم بعد ذلك ترتمى في حضنه لتشعر بدفء جسده مع جسدها. وبعد ذلك تقبله، نعم تقبله، لقد اشتاقت بجنون الى قبلاته ولمساته الجريئة والوقحة، فزوجها يمتلك من الوقاحة ما يكفى دولة باسرها، فريدة ماذا اصابكى، هل اصبتى بالعته، تفكرين في اشياء مثل ذلك، لقد جنيت على كبر، ام هرومنات الحمل التي تجعل حالتها كذلك، اصبحت لا تعى شىء، غير انهت تريد زوجها توا، بعد ان انتهى من تجفيف نفسه، وضعها جانبا، صرفت نظرها عينيه ؛ حتى لا يظهر عليها الجنون والهوس. مسيطرة على نفسها.

- قائلة بجدية. المهم يعنى فرعون
ضحك على ردها. جلس بجوار احمد
- قائلا بفهم. في ثانية بتغيرى الموضوع
- احنا في الشغل
- فارس بعصبية. عجبك اللى احنا في ده
- باشا مهندس لو سمحت خلينا نتكلم في الشغل
- شغل ايه في وجود فرعون
- ماهو فرعون جاى علشان الشغل
- ما تقوم تروح يا فرعون
- مالك يا ابنى مش طايقنى ليه
رمقها نظرات ضيق
- قائلا بعصبية. والله ما انا طايق نفسي.
احمد باستعجال
- قائلا. لخصى يا فريدة...

- اسمها مدام فريدة. قالها بعصبية شديدة ممزوج بغيرة
احمد بقسم
- قائلا بتمنى. اعدم حماتى نسيت
- اهدى على صحبك. ما ينفعش كدة
- انتى مالك واحد وصحبه.
تجاهلت وقاحته
- قائلة بالم. انت ليه كل ما نخلص بترجع لنفس النقطة
- لان ده اهم حاجة
فريدة ببرود عكس ما بها من انهيار
- قائلة بلامبالة. اعتقد مافيش اهم من الشغل
- طبعا ما دى العادى بتاعك
- فرعون عايز يشتغل في الشركة
- ايه يشتغل!
- مالك مستغرب ليه.

- اصل كنت معاك امبارح ما كلمتنيش في الحوار
- اكلمك في ايه دى انت كنت تصعب على الكافر
- انا اصعب على اى حد. الا الجبروت اللى متجوزها.
هبت من على مقعدها
- قائلة بضيق. المناقشة معاك مش نافعة خالص
- رايحة فين؟
- انا ورايا شغل. لحد ما تخلص مشاكلك الشخصية نبقي نتكلم
- عارفة يا فريدة نفسي اعمل ايه دلوقتى. اخنقك. علشان تحسي بنفس الخنقة اللى انا فيها.
بادلته ابتسامة باردة.

- قائلة بتجاهل. نورت يا فرعون الشركة. معاك فارس الكيلانى هيعرفك الشغل. قالتها ودلفت من امامهم. متجاهلة تماما فارس الذي يستشيط غضبا من تصرفاتها وبرودها
بعد ان دلفت. نظر الى صديقه
- قائلا بصراخ. شايف جبروتها
احمد باستغراب
- قائلا بانبهار. الصراحة مالهاش حل
- طبعا مش فريدة السيوفى
- عندها ثبات انفعالى غير طبيعى
جز على اسنانه بعصبية
- قائلا. هو انا هتشل من شوية. دى هتقتلنى.
- كفل الشر عليك.

- لا ماتخفش هي تعمل كدة واكتر من كدة كمان
- بتحبك. وموجوعة اعذرها
- ومين يعذرنى!؟
دلفت الى مكتبها، واغلقت الباب ورائها، وتركت العنان لدموعها تنزل باريحية، دائما يظلمها، ويوجعها بكلماته المعتادة...
دلفت اليه سوسن تعلمه بموعد الاجتماع
- قائلة. باشا مهندس الاجتماع بعد خمس دقايق
- تمام يا سوسن.
اؤمات براسها ايجابا. ودلفت من امامه على الفور ؛ حتى تجهز الاوراق المطلوبة في ذلك الاجتماع.
قام احمد من جواره.

- قائلا باستاذن. طب عن اذنك بقي
- رايح فين التفت له
- قائلا بتوضيح. مروح. ابقي كلمنى. لم تلاقى ليا شغل
- ما هو الشغل اهو
- بعدم فهم. انت بتقول ايه
- الاجتماع اللى هيبدا ده. اجتماع المهندسين الجدد
- طب انا مالى
- مالك ازاى؟
جلس قبالته على الطاولة
- قائلا بحماس. ممكن توضح
- فريدة بتدى فرصة للخرجين الجدد. يجوا يقدموا على شغل كتدريب وبياخدوا مرتب
- حلو الكلام. بس دولى ناس متخرجين. انا لسي.

- ما انت هتكون معاهم تحت التدريب
- ازاى وهي الشركة بتسمح بكدة
- ما هو انا اللى هدرب
- لا ياراجل
- بجد
- والله عشت اليوم اللى شفتك فيه مهندس قد الدنيا وكمان هتدرب
- فعلا. بس بطل الشك الرخيص ده
هزا راسه ايجابا
- قائلا بسعادة. انا موافق على الشغل
- مالازم توافق دى فرصة عمرك
- شكرا يا صحبى
- عيب يااااااا دى شركة اخوك
- دى اكيد. اتمنى اكون عند حسن ظنكوا، ومعكش الدنيا
- كنت انا عكيتها قبلك
- انت كان معاك فريدة.

- اه بخصوص فريدة. ماتنساش
- اه مدام فريدة
- ايوا كدة
- يخربيت الغيرة
- لا يا روحى انا نفسي بحترمها في الشغل.
- هي خطيرة للدرجة دى
- اكتر مما تتخيل. دى فريدة السيوفى ديفا السوق المصرى والشرق الاوسط باكمله
- بقلق. انت هتخوفنى منها ليه
- لان دى المطلوب. هي بتكره الغلط. في الشغل ماعندهاش في هزار. ولا امها ولا ابوها ولا حتى انا
- يا مسهل يارب
قام من الاريكة
- قائلا بجدية. يلا بينا
قام معه.

- قائلا بخوف. يلا. ثم تابع بدعاء. ربنا يستر. الموضوع شكله مش سهل نهائى.
فى تلك اللحظة قاعة الاجتماعات
احد المهندسين الجدد
- قائلا بسعادة. انا مش مصدق انى هقابلها
مهندسة اخرى تجلس قبالته على الطاولة
- قائلة. اهدى يا سيف
معتصم مهندس اخر يجلس بجوار سيف
- قائلا بضحك. سبى يا فرح. دى من فرحته باتصالهم بى. ما نمش طول الليل
سيف بسعادة
- قائلا بعدم تصديق. انتوا مش متخيلين انى اخيرا هقابل ملهتمى.

روضة مهندسة اخرى، تجلس بجوار فرح
- قائلة. كلامه صح. انا نفسي متحمسة للقاء فارس الكيلانى
- فرح بانبهار. اوه على مشروع القرية السياحية. انا لو فضلت عمرى كله اشتغل على نفسي. مستحيل اعمل ذيه
- معتصم بتاكيد. فعلا شغله تقيل وصعب حد ينفذه
- سيف باعجاب شديد. بس مش اتقل من فريدة السيوفى.

- مالها فريدة السيوفى. قالها فارس وهو يدلف الى القاعة بثقة ورزانة. وورائه صديقه ومساعدته الشخصية سوسن. والمهندسة المساعدة له نفين التي تهيم فيه عشقا، هو يعلم بذلك لكنه يتجاهل الامر بتاتا. فعنيدته تمتلك كل شىء فيه.

الجميع قاموا من اماكنهم تحية له. جلس فارس امامهم على المقعد ووضع قدم فوق الاخرى بثقة وثبات انفعالى مثلما علمته فريدة. واحمد بجوار فرح، ونفين بجوار فارس مباشرة هي وسوسن. - هاااااا بقي مالها فريدة؟ قالعا باستفهام وهو يشير لهم بالجلوس
- فرح بايجاب. مافيش يا باشا مهندس كل الحكاية سيف مهموس بيها
انزل قدمه
- قائلا بعصبية. مهموس بمين؟
-...

- السلام عليكم. قالتها فريدة السيوفى بثقة كبرياء. ومعها مساعدتها الشخصية دينا فقط، قاموا جميعهم لتحيتها. اشارت للجميع بالجلوس. تراست الطاولة واصبحت قبالة مجنونها وخاطف قلبها. مجرد ان رائها ارتسمت ابتسامة سعادة غير مفسرة. ونظرات بانه غير مصدق بانها توا امامه. تلك الانسانة التي شجعته على دخوله كلية الهندسة، لقد اتت الفرصة ؛ حتى يقف امامها. ويريها اجمل وافضل التصماميم التي سيبذل فيها قصارى جهده.

تحدث فارس اولا
- قائلا بغرور. شرف ليكوا تكون ضمن شركتنا
رمقته فرح نظرة اعجاب
- قائلة بحماس. اكيد يا باشا مهندس.
تضايقت فريدة منها
- قائلة بصرامة. الغلط ممنوع
- ايوا طبعا حضرتك. كفاية وجودنا معاكى...
قصدى معاكوا
فارس في سره بضيق.
- قائلا بغيرة. ماله ابن الكلاب ده بفريدة
- معتصم بسعادة. احنا سعداء جدا ان وقع علينا الاختيار
نظرات فرح مسلطة على فارس باعجاب شديد.

- قائلة بامتنان. احنا بنشكر حضرتكوا انكوا اديتنا فرصة نشتغل في اكبر صرح هندسي. برغم اننا لسي ما تخرجين.
- سيف بادب. اتمنى نكون عند حسن ظنكوا
- فارس بضيق. اشك
- ليه يا باشا مهندس. كفاية وجودك معاهم. قالتها نفين بهيام وهي تعض على شفتيها بوقاحة. فريدة تستشيط غيظت تريد ان تقوم تقتلها توا وفارس يريد ان يقتل ايضا سيف
تجاهلت فريدة افكارها القتالية.

- قائلة باختصار. الباشا مهندس فارس الكيلانى هو اللى هيدربكم. سعد الجميع وتحمس ماعدا سيف الذي حزن كثيرا. كان يريد ان يحدثها عنه. ويخبرها بانها ساعدته كثيرا في دراسته...
قام فارس من مكانه
- قائلا بضيق. الاجتماع انتهى. قالها ودلف من امامهم ومعه سوسن. ام احمد جلس معهم ليعرف المواعيد. قامت فريدة ورائه بضيق.
- لو سمحتى يا مدام.
التفت اليه
- قائلة باستغراب. نعم
- انا سيف
- وبعدين
- كنت حابب اتكلم معاكى.
-...

لم ترد عليه، ودلفت من امامه على الفور.
تحدثت دينا نيابة عنها
- قائلة بادب. معلشي هي مشغولة؟
- سيف بحزن. هي على طول كدة.
ردت نفين بسخرية
- قائلة بكره. دى العادى بتاعها
دينا بضيق من ردها
- قائلة بتحذير. نفين الزمى حدودك
- بعند. ومالازمتش هتمعلى ايه؟
- من ناحية هعمل فعمل كتير اوى
- تصدقى خوفت
- انت مافيش فايدة فيكى.
لاحظ احمد حماس ذلك الشاب الذي يبلغ من العمر الثالثة والعشروف. فقرر ان يساعده.

- قائلا بطيبة. عايز تقابلها ليه يا سيف
التفت اليه
- قائلا بايجاب. كنت عايز اقولها حاجة
- انا هخليك تقابلها
- بجد
- اومال ايه دى اختى.
انصدمت نفين مما قالته توا عليها
- قائلة بخوف حقيقى. هو حضرتك تعرف مدام فريدة
- احمد بسخرية. دلوقتى مدام. اومال فين العادى بتاعها
- ماكنش قصدى
- لا يا شيخة
- بجد دى حبيبتى
- لا والنبى.
- بتلعثم. هو انت هتقولها حاجة
- ليه شايفنى سوسن
- انا اسفة بجد
دينا بتحذير لها.

- قائلة بامر. تانى مرة ما تغلطيش فيها يا نفين.
جزت على اسنانها بنفاذ صبر
- قائلة بطاعة مصطنعة. حاضر
- سيف
- نعم يا استاذة دينا
- فريدة السيوفى ما فيش اطيب من قلبها
-...
احمد بتاكيد على كلامها
- قائلا بصدق. صدقها دى اجدع مخلوق ممكن تقابله في حياتك
- ما انا علشان كدة عايز اتكلم معاها
- ما قولتلك خلاص هتقابلها. بس بعد ما ناخد مواعيد الشغل من مدام نفين
- انسة لو سمحت
روضة باعجاب باحمد
- قائلة. هو بجد انت اخوها.

- لا هي مرات اخويا
- نفين بحماس. هو انت اخوى الباشا مهندس - انا صحبه بس اكتر من الاخوات
- اتشرفنا بوجودك يا فرعون. قالتها دينا بترحاب.
- فرعون مين انا هنا احمد وبس
- هو دى اسم الدلع. قالتها روضة برقة.
لاحظ احمد نظراتها. فرفع يده ؛ ليريها بانه مرتبط بحبيبته وابنته الصغيرة، فلا داعى لبناء احلام على الفاضى. اصابها الاسى مجرد ان رات يده. وفهمت مقصده على الفور.

بعد دقائق انتهى الاجتماع، وعلم كل واحد بمواعيد حضور العمل من الساعة ( التاسعة صباحا حتى الخامسة مساءا ) والمرتبات التي ستاخذ، هي تعتمد على الكفاءة والمجهود. مثلما يقولون انت ومجهودك ابتداء من 2000 جنيه الى 5000 جنيه...
دلف الى مكتب فارس ؛ ليخبره بكتب كتاب. كانت معه سوسن. رائه يمسك راسه، ويدلف يمينا ويسارا. وينفخ في ضيق وعصبية شديد
سوسن بقلق
- قائلة باستفهام. في ايه يا باشا مهندس
- سوسن.

- نعم يا باشا مهندس
- عايز ملف كامل عن الزفت اللى اسمه سيف
- عندك حق يا باشا مهندس
جلس على مقعد مكتبه
- قائلا بضيق. خدتى بالك صح
جلست قبالته
- قائلة بتاكيد. دى كان هياكل مدام فريدة
- بطلى يا حقنة. قالها احمد، وهو يجلس قبالة مقعدها
- انا مقصديش حاجة
- في ثانية قلبتى ملاك
- مين حضرتك لتكلمنى بالشكل ده
- انا صاحب فارس
- والله ماقصديش. بس نظراته ما طمنش
نظر الى صديقه.

- قائلا بتوضيح. واحد كان يتمنى يشتغل معاها. بس التعبير خانه
- فارس بعصبية. خان مين يا حلتها دى مراتى
- فارس مقصدوش.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة