قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الرابع عشر

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الرابع عشر

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الرابع عشر

بعد دقائق.

اتفقوا على كيفية تقسيم الشركات، وكيفية كلا واحد منهما ممارسة عمله، دون التدخل في عمل الاخر، لقد اعجب كثيرا بذكائها. وسرعة البديهة لديها. لاول مرة يرى امراة. اهتمامها منصب على العمل. شغوفة به وعاشقة له. لم يكن المكياج والزينة اهم اولوياتها في الحياة. فهى ليست تافهة مثل باقى الفتيات. حياة فريدة السيوفى. عبارة عن عطاء بدون توقف ( العمل ). وادهش برد الفعل لديها. والذي زاد من استغرابه ودهشته. طوال الاجتماع. لم تقلل من شانه. بل اعطته الصورة كاملة. و لم تتحدث عن تشويه الصورة. وعدم رؤيتها لملامح المتواجدة بالصورة. رسمت مشهد اخر وتحدثت عنه في اجمل الكلمات وارقها، تتحدث عنه باحترام وتقدير. وتنقى اجمل العبارات واروعها. احترمته وقدرته، ورفعت من قيمته الى السماء. جعلته قمرا وسط النجوم. يتلالا بحرية وانطلاق، توضح فضله على البشر. فالناس بدونه ضالين طريقهم. اذا انطفات الانوار البشرية. فالقمر موجودا يشع نور وحياة على الكون كله، سرح فيها. في قوتها وثباتها وجبروتها. حقا فريدة السيوفى. لاجدال في ذلك، الرقم الصعب في السوق المصرى، انتهى الاجتماع، استاذن عبد الجواد، ودلف من المكتب بهدوء، واغلق بابه ورائه.

وجه فارس حديثه لها
- قائلا باستغراب. انتى ليه قولتيله انى اشتغلت قبل كدة؟
- عادى. علشان برستيجك.
- بس انا عمرى ما اشتغلت. انتى كدة بتخاطرى
- ولا بخاطر ولا حاجة. المهم تكون حابب تشتغل
- صراحة. انا ما بحبش الشغل!
- اومال بتحب ايه؟
فارس بوقاحة
- قائلا بجراة. بحب الستات.
لم تندهش من رده، ولا يصيبها صدمة من رده الوقح
- قائلة بايقان. دى شئ عادى. كلكوا بتحبوا الستات.
رفع حاجبيه بتساؤل
- قائلا. كلنا مين؟
- الرجالة.

- دى طبيعة بشرية. زى ما انتوا بتحبونا
فريدة بثقة اردفت بقوة
- قائلة. انا خارج الطبيعة.
اتسعت عينيه بصدمة. من اجابتها السريعة المتعمق فيها الكره الشديد لرجل. اردف بتساؤل
- قائلا. ليه؟
بانكار
- قائلة بعدم فهم. هو ايه اللى ليه؟
- انتى فاهمة قصدى.
تهربت من كلامه
- قائلة بذكاء. ماتخفش هعلمك الشغل.
صفق لها باعجاب شديد من ذكائها العميق.
- قائلا. واو فريدة السيوفى. انتى مالكيش حل.

- اصلى معادلة حسابية. قالتها بابتسامة. ثم تابعت بجدية. ماتقلقش من موضوع الشغل. انا هساعدك.
- انتى بتحلمى. انا مااعرفش. الشغل ازاى. ولا عبارة عن ايه؟
- دى كلها حاجات عادية. المهم الارادة
اردف بسخرية
- قائلا باستفهام. ارادة ايه؟
- الانسان من غير ارادة هو الموت بالبطئ!
اردف بتباهى
- قائلا باعجاب. وكمان فليسوفة. هو انا اتجوزت مين؟
- فريدة السيوفى. قالتها بثقة شديدة بنفسها.

- هدخل على صفحات التواصل بعدين. على فكرة انتى غريبة اوى. (هزات راسها بعدم فهم )
منين انتى بتكرهيني ومنين بتساعديني.
- عادي دي حاجة ودي حاجة. وبعدين انا بفصل في الشغل وحياتي الخاصة.
- فارس بخبث. يعني انا من خصوصياتك.
- مافيش فايدة. لازم تتغزل.
- فارس باعجاب. حد يشوفك مايتغزليش. دي حتى حرام في حقك.
لم يؤثر كلماته فيها مقدار ذرة
- قائلة ببرود. علشان بتحب الوجه الحسن عينت سوسن سكرتيرة ليك.
فارس بانكار مصطنع.

- قائلا باستفهام. سوسن مين؟
رفعت حاجبيها باستغراب.
- قائلة بضيق. اللي كنت بتكلمها من شوية.
- اهااااااااا افتكرتها. فعلا هي دى الزوجة الصالحة اللى بتشجع جوزها.
ضحكت فريدة على ردة فعله
- قائلة بابتسامة. خليك فاكر بقي.
- هو انا اقدر انسي. لو كل الستات ذيك. كان العالم اتغير
- اتغير في ايه؟
- دمار. قالها باستغراب، ثم هب من مكانه، يتجه الى النافذة الشفافة ووضع يده في جيب بنطاله
قامت من مكانها، ووقفت بجواره.

- قائلة. ليه. مش هو ده اللى انتوا عايزينه.
- الخيانة. قالها فارس باستنكار. وهو ينظر الى الناس في الشوارع. ثم تابع بتوضيح. انتى فاهمنا غلط.
طرحت سؤالها لتعرف اجابته لعله يقنعها. بان المراة والرجل في الحب واحد. كما الخيانة ايضا.
- قائلة باستفهام. طب فهمنى انت الصح؟
التفت اليها. ونظر في عينيها وادرف باهتمام
- قائلا بصدق. الخيانة مستحيل تكون موجودة في الحب.
ضمت حاجبيها بصدمة.

- قائلة بتعجب. حب. هم الرجالة تعرفه؟!
- اه نعرفه. يمكن اكتر منكم. بس الظروف ساعات بتحولنا للناس احنا مش عازينهم. الفراق والرحيل برضو كمان بغيرنا
لم تقتنع بكلامه، وحدثته وجها لوجه
- قائلة بحزن عميق. طب ليه تخون. مادام حبيبتك معاك.
- تفكير مجتمع متخلف
اخرجت تنهيدة حزن
- قائلة. مجتمع متخلف. نفس مجتمعى. مجتمع بيحدد سن للجواز.

قرب منها ولمست يده ذراعها بحب. وسط ذهولها ودهشتها منه. لم تغضب او تتعصب تركت يده تمسك ذراعها. لقد التمست الوجع. في كلماته. والصدق في نظرات عينيه. التي لا يشوبها الوقاحة. بل الالم. والفقدان. والضياع والهلاك. والموت البطئ
- قائلا بضيق. مجتمع بيحدد تحبى مين وتكرهى مين.
- الحب مافهوش قانون.
- ولا حدود. العالم كله مايقدرش يمنع العشاق.
لم تفكر كثيرا، وطرحت سؤالها.

- قائلة. طب هي فين. قالتها بحزن عليه. ورق قلبها اليه. وشعرت بالحزن العميق الذي يخفيه مع السخرية والوقاحة التي يحاول ان يظهرها للجميع
مازالت يده تمسك ذراعها. يلتمس منها القوة والجبروت والكبرياء. لا يريد ان ينهار. ويفتح قلبه اسطوانات الحزن والفراق على الحبيبة المفقودة
- قائلا بحزن. رحلت مع الظروف.
- ماتت. قالتها فريدة بحزن.
ابتسم على برائتها الجميلة
- قائلا بضحك. ماتت ايه.

ثم تابع ويده تلامس وجهها بجراة - قائلا بحميمة. انتى طيبة اوى.
امسكت يده وابعدتها عن وجهها العنيف
- قائلة بضيق. اعتقد. كدة كفاية.
لقد تضايق منها. لماذا تمنعه من ملامستها. كأنه مرض معدوى. لا تريد ان يصابها وبعد ذلك تندم. عندما لا تجد علاج عند الاطباء. فالفيروسات المعدية نهايتها الموت. فلا داعى من الرحيل في الوقت الحالى.
سيطر على ضيقه
- قائلا ببرود مصطنع. حلو الكلام معاكى.
ابتعدت عنه قليلا.

- قائلة ببرود. طب كويس.
- هو انتى عايزنى. في حاجة تانية.
( هزات راسها بالنفى )
- طب تمام انا خارج
فريدة بفضول.
- قائلة باستفهام. خارج مع مين؟
- مع ناس صحابى.
- بنات ولا ولاد؟
- مش فارقة.
( هزات راسها ايجابا )
- عن اذنك بقي. قالها بهدوء. ودلف من امامها.
بعد ان اغلق الباب ورائه
- قائلة. اكيد راح يقابل بنات. ربنا يهدى.

التفت الى النافذة، واضعة يدها في جيب بنطالها بثقة وغرور، راته يدلف خارج الشركة، تراجعت للخلف سريعا عندما نظر في اتجاهها. حتى لايراها و يظن انها كانت تنظر عليه، ركب سيارته الجيب، اجري اتصال مع صديقه، واعلمه انه متواجد بمصر، فسعد كثيرا، واتفقوا على اللقاء في شقته...
( بعد ساعة )
احمد باستغراب.
- قائلا باستفهام. دي كله حصل في ايطاليا
- فارس بكذب. ماشوفتش حبها لي.
- احمد بسخرية. يا سلام.

- البت طلعت واقعة خالص.
- فعلا رفعت راسنا يا كنج. انت عايزيني. اصدق ان الاسد سلم بسهولة كدة.
- فارس بغرور. هو انت عندك شك في كدة.
- لا طبعا. مافيش شك. بس شخصيتها تبان مش سهلة.
- ماهو دي اللى اسمه السهل الممتنع.
- هااااااااااااااااااا. يعني اى مش فاهم؟
- لا لم تكبر هبقي اعرفك. قولي عامل اى مع ندي؟
- احمد بهايم. ندي حببتى. بتكبر الفترة دي.
- هههههه. خفة يا واد.

- بعض ماعندكم. بس مش غريبة رجعتوا بدري ليه من ايطاليا؟
- عادى. شغلها
- شغلها. هو مين فيكو الراجل!؟
هب فيه
- قائلا بعصبية. انا بروح امك.
- سيبك من امى دلوقتى. بذمتك مش مكسوف. و انت بتقول شغلها
- لان حضرتك. غبي وحيوان.
ضم حاجبيه باستغراب
- قائلا باستفهام. ايه حيوان دى؟

ابتسم فارس في سره، على نعت صديقه بحيوان. فهذه الكلمة خاصة ( لفريدة السيوفى ). لقد سرح فيها، تفاصيل حياتها غريبة مثلها او فريدة مثلها. مجنونة عصبية ضعيفة قوية طفلة، انسانة جميلة من الداخل والخارج، عندما تراها تكرهها لاول وهلة وبعد ذلك. بدون اسباب تتعلق بها وبجميع تفاصيل حياتها. تسحرك، وتجعلك تحت انينة سحرها، ملبى جميع اوامرها بدون جدال، عاجز تحت سحر كلماتها، مبهور بعفتها الرقيقة. فريدة فريدة من نوعها ولن تقابل مثلها...

افاق من شروده على صوت صديقه المتسائل
- فارس روحت فين؟
- فارس بضيق. هروح فين. ما انا معاك اهو.
- هو في ايه يا جدع. مالك مش طايقنى ليه؟

- فرعون اطلع من دماغى. قالها بعصبية، وهو يقوم من جواره على الاريكة، ويقف في البالكون، ياخذ انفاسه بضيق، يشتاق الى ياسمين، يشتاق الى وجهها البرىء، يشتاق الى نظراتها الخجولة، يشتاق الى نار حبها، يكره فريدة و يكره اي احساس يرواده من اتجاهها، يكره كل الظروف التي تجمعه مع امراة اخرى، غير التي يدق قلبه لاجلها مرارا وتكررا، يذكره بانها حبيبته الاولى والاخيرة بدون نقاش.
يربت على كتفه بحب.

- قائلا بقلق. مالك يا فارس؟
ببرود عكس نيران الاشتياق. التي بداخله
- قائلا بانكار. مافيش
- احمد بشك. متاكد يا صحبى
- ايوا متاكد
- قولت لنانسي انك اتجوزت.
- لا. ليه
- اصلها سالت عليك. وكانت قلقانة
- فارس باستمتاع. بجد.
احمد باستغراب
- قائلا باستفهام. ليه ماقولتش لناسي انك اتجوزت
اردف باختصار
- قائلا بوقاحة. حاجة ماتخصكش.
- اومال تخص مين
هب فيه
- قائلا بعصبية. فرعووووووون.
تجاهل ضيقه.

- قائلا باستغراب. هو انت ناوى تخون مراتك؟
ضحك على صدمة صديقه
- قائلا بسخرية. ناوى. انت طيب اوى.
- فارس طريقتك ماطمنش.

- فكك. قالها ببرود، وهو يدلف من امامه، ويمسك هاتفه، يجرى اتصال معها ليتقابلوا، وسط دهشته من خيانتة لزوجته، ولم يمر على زواجهما غير اسابيع قليلة، ماذا يفعل اذا مر سنة على زواجهما، يكون تزوج وانجب من امراة اخرى غيرها، ما الذي يحدث مع صديقه، من دقائق سرح. عندما كانوا يتحدثوا، اجذم ان شروده. كان من اجل زوجته، ولا احد سواها، لكن ظنونه. لم تكن في محلها، فشروده كان من اجل تحضير نفسه لخيانتها، وليس اكثر من ذلك، لماذا الخيانة يا صديقى، هل حقا لم تستطع فريدة. مدواتك من حبك اللعين، فانت حقا عاشق مجنون...

يكلمها، لعله يتخلص من نيران قلبه، واسئلته الموجوعة على حبيبته المفقودة، يرمى نفسه في احضانها.
لعله يطيب من اوجاعه.
لعله يدارى دموعه المحبوسة.
لعله تسكن الالمه لدقائق. او ساعات لم تكن فارقة...
الفارق ان يهدا قلبه قليلا، ويمل من اسئلته على الحبيبة ا
اردف بتردد.
- قائلا بايجاب. ايوا ياناسي.
- انتى فين؟
- طب استيني في شقتي جايلك اصلك واحشتينى
- احمد باستغراب. انت مش عاتقك ارحم نفسك. لو مراتك عرفت هتعمل اى؟

- ماتخفش صحبك مسيطر. قالها ببرود وهو ياخذ مفاتيح السيارة من على الطاولة. ثم تابع بتذكر. ماتنساش انت معزوم عندنا انت وندى بكرة.
- بمناسبة ايه؟
- هو انت ماهتيجش تبركلى على الجواز.
- ما انا بركتلك في الفرح. هو لازم اجى؟
- فرعون اظبط نفسك. قالها فارس بتحذير
- فريدة مابطقنيش. هو انت ناسي الفرح.
- سيبك منها. هو انت جاى ليها ولا ليا؟
- ماعيزش مشاكل
- ايه يا يلا. هو انت خايف تضربك تانى؟
- اه.

- يا نهار ابوك اسود. انت بتهزر صح.
- ولا بهزر ولا نيلة اديها تقيلة اوى. وبرستيجى هيكون في الارض لو هانتنى قدام ندى.
- فكك منها وبعدين ماتنساش انى جوزها. يعنى انا الراجل. قالها فارس بثقة
- والله ما مخوفنى. الا ثقتك بنفسك.
لقد مل من كلمات صديقه التافهة
- قائلا بنفاذ صبر. فرعون انا ماشي. مستنيك بكرة. سلام. قالها وهو يغمز لصديقه، ويدلف من امامه، يذهب الى عشيقته. يمارس معها ابشع واقبح الذنوب.

- احمد بدعاء. ربنا يهديك يا فارس. ثم تابع بتذكر. الحق اكلم قطتى الصغيرة...
امسك هاتفه النقال. ليجرى اتصال مع طفلته وحبيبته الوحيدة ( ندى )...
اتاها اتصال، وهي تذاكر في فراشها بهدوء، عندما رات الاسم، اصابتها سعادة كبيرة، فحبيبها واباها وسندها توا يتصل بها، ضغطت على الزر
- قائلة برقة. السلام عليكم.
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عاملة ايه يا قطتى؟
- الحمد لله كويسة. انت عامل ايه؟

- انتى كويسة فلازم اكون كويس.
- ميرسي يا احمد
- يا نهار ابيض على الرقة. هو انا اسمى حلو كدة
- اه طبعا. ما اجمل الاسماء ما حمد وما عبد
- وكمان مثقفة انا امى دعيالي. طب ممكن طلب؟
بنغس الرقة
- قائلة. اتفضل
- ممكن تقولى احمد تانى.
كست وجنتيها من الخجل، وابعدت الهاتف عن اذنها، لتجمع كلماتها. لترد على غزله الصريح لها. فهى صغيرة وتلك الكلمات تقتلها في مقتل...
احمد بقلق من سكوتها
- قائلا باستفهام. روحتى فين؟

- انا معاك اهو
- كويس. فكرينى بقي كنت بقول ايه. قالها احمد بخبث. ليثير خجلها اكثر. فهو يعرفها جيدا. فهى ابنته التي ربت على يده. قبل ان تكون حبيبته
- ندى باحراج. كفاية بقي. انت كدة بتحرجنى. ثم تابعت باستفهام لتغير مسار الحوار. هو انت بتكلمنى ليه؟
- اصل قلبي دق بسرعة. فقولت اكيد مشتاق لقطته.
- انا كدة هزعل
- خلاص ما تزعليش. بس هي دى الحقيقة.
- ها. هقفل الموبايل. قالتها ندى بتهديد مصطنع.

- احمد باختصار. بكلمك. علشان احنا معزومين بكرة عند فارس. اصله رجع هو مراته من شهر العسل من يومين
- اه. هم ايجوا بدرى ليه؟
- نفس السؤال. اللى سالته. قال ورانا شغل. عندك مانع.
- لا طبعا. بس اكيد بابا اللى عنده
- احمد بقلق. هو مزعلك في حاجة؟
اردفت بكذب
- قائلة. لا. على العموم هكلمه واشوف رايه. وابقي اقولك
اردف بشك
- قائلا بقلق. انت متاكدة ان مافيش حد مزعلك؟
- ندى بتلعثم. لا طبعا انت عارفنى انى مابكدبش.

- ماهو دى الغريب.
ندى بقلق.
- قائلة باستفهام. قصدك ايه؟
- انتى عارفة كويسة قصدى.
اردفت برجاء
- قائلة. لو سمحت
- هعديها او اعمل نفسي مش واخد بالى. هو دى اللى انتى عايزاى
- رجاء
جز على اسنانه
- قائلا ببرود عكس ما به من وجع عميق. ماشي يا ندى على العموم مستنى ردك. سلام
- ندى بلهفة. هتقفل بسرعة ليه. خلينا نتكلم شوية.
- ماعايزش اعطلك. روحى نامى.
- ندى باستغراب. هو في حد ينام الساعة خامسة؟
- في انا. عايز انام. سلام.

لقد قلقت من تسرعه في اغلاق الخط معها
- قائلة بتردد. هو انت معاك حد؟
فهم مغزى كلامها وغيرتها التي تشتغل بداخلها.
فاردف للاطمئنانها.
- قائلا بصدق. مافيش. انا مابخونكيش. اموت لو فكرت اخونك واخذلك في يوم. دي وعدى ليكى.
الابتسامة تعلو ثغرها.
- قائلة بعشق. انا اوى. سلام. قالتها بدون ذكر بحبك واغلقت الهاتف سريعا. ولم تمهله فرصة للرد.
ضحك على اعترافها بحبه بطريقة غير مباشرة، و عقب عليها بعشق جارف دون ان تسمعه.

- قائلا. وانا بحبك يا طفلتي الصغيرة.
( في شقة المعادى )
فتح الباب. لتقابله رائحة عطر انثوي نفاذ، وامراة تركض تعانقه، ويتبادلوا القبلات الحارة معا، تقبله بنهم. متعطشة الى حرامه. الى كلماته الخليعة. ولمساته الوقحة. والى حرامه المباح. بدون شروط او قيود يختبئون في مكان. سقفه عالي بعيدا عن الملك. لكن هيهات وهيهات. فالملك هو السميع العليم.
- قائلة باشتياق. واحشتنى.
فارس بخبث.

- قائلا بكذب. انتى كمان واحشتينى.
- نانسى بمياعة. كداب.
- انا كداب. طب ليه كدة؟
- فوق الاسبوعين مابتسالش.
- مشاغل.
- عليا. ه...
حملها، شهقت من المفاجاة، وتساقطت الكلمات من على شفتيها
غمز لها بوقاحة
- قائلا بجراة. هتشوفى انا كداب. ولا لا.
- قائلة باستنكار. انت عايز ايه؟
- انتى عارفة...
الشمس تميل نحو الغروب مسرعة. كأنها تستحث الليل المظلم على الوصول.

ترن جرس بيتها الجديد، مازالت مستغرباه الى الان، تحاول استيعاب انها مجرد فترة. وتعود فيها الى سريرها. والى تفاصيل حياتها الهادئة. بعيدا عن الصخب والضوضاء. والجدال مع ذلك الانسان. لا تعرف عنه شىء سوى انه زوجها. لا اكثر من ذلك، وسط اسئلتها
فتحت لها الخادمة الباب، اندهشت من الوجه الجديد. فهى لم تقابلها البارحة مع فتحية...
هزات راسها باستفهام
- قائلة بتساؤل. انتى مين. قالتها، وهي تدلف الى الداخل.

- الخادمة بتوتر.
- قائلة بايجاب. انا صابرين. الخدامة الجديدة.
- مين وظفك؟
- خالتى فتحية.
- فريدة باستغراب. خالتك. ثم تابعت بنداء. دادة فتحية.
اتت على سماع صراخها سريعا
- قائلة بقلق. نعم يا بنتى.
- مين دى؟
- دى صابرين بنت اختى. هي عملت حاجة؟
- لا معملتش. بس كنت بسال ؛ علشان اسرار البيت
- ماتخفيش. صابرين ثقة
- انا بخاف على الناس اللى هيحصلهم منى. لو فقدنا الثقة.

هزات فتحية راسها ايجابا على كلماتها، وايقانا بفعلها السريع. وخوفا على ابنة اختها. لو اخطات. او فقدت الثقة مثلما تقول. لن يكون هنا الشارع بانتظارها. بل الذلة والمهانة وتلقين الكلمات من فريدة السيوفى. وسقوطها في نظر فارس بعد عمرا طويل من عطائها له. في لحظة فقدان ثقة. سيتناسي العمر و يدفنه في التراب و يتحاسبوا سيد لعبد...
- فريدة باستفهام. عندك كام سنة؟
- صابرين بتلعثم. 18 سنة.
وجهت سؤالها لفتحية.

- قائلة. مش صغيرة شوية يا دادة على الشغل.
- ولا صغيرة ولا حاجة. دى البنت الكبيرة لامها. وهي اللى بتساعدهم.
- وبابا فين؟
- فتحية بحزن. تعيشي انتى.
- الله يرحمه ويغفرله.
عقب عليها الاثنان معا
- اللهم امين
- فريدة بتواضع. اتشرفت بمعرفتك يا صابرين.
- انا اكتر يا هانم.
- فتحية بحب. روحى يا بنتى غيرى هدومك. عقبال ما اجهز ليكى العشى.

اؤمات براسها ايجابا ودلفت من امامهما، لقد اشفقت على صابرين. من وفاءة والدها وعملها بذلك السن. فتاة رقيقة في عمر الورود، وخافت عليها. فهى صغيرة وجميلة. ونضع تحت جميلة مليون خط احمر. فزوجها لن يرحمها اذا رائها. فهى تعلم جيدا. بان الحرام يجرى في عروقه. وتعلم نظراته. التي تجعل من كان يتساقط في اراضي حرامه. سعيد به ( الحرام ) ومتلهف الى حياة بدون حسابات او قيود. وذلك بالنسبة للعاصي وليس المؤمن، دلفت الى غرفتها، و بعد دقائق. ابدلت ملابسها. بقميص نوم ابيض طويل. ووضعت عليه الروب. وتركت شعرها ينسدل بنعومة على كتفيها، دلفت من الغرفة، وهي تهبط درجات السلم، كان هو اتى، ورائها، تسمر في مكانه ونظراته الحادة القوية. كسهام تخترق خلايا جسدها العذرى. فهى يعطى نفسه الاحقية في النظر اليها. فهى زوجته الشرعية. ويحق له ان يلقى نظراته الوقحة ايا كان اتجاهها. اذا كان ينظر الى الغير بوقاحة. فما بالك بزوجته. سيقتلها بنظراته ولا لاحد كلاما معه.

فريدة بضيق من نظراته، وهي تقف امامه
- قائلة باستفهام. انت بتبص على ايه؟
عقب عليها
- قائلا بوقاحة. عليكى.
- دى انت بجح.
- اومال ايه.
اردفت باستغراب
- قائلة. وش كدة.
- هحور ليه انا احب اجيب من الاخر.
- لا تعليق. قالتها ببرود
- اول مرة مايكونش ليكى رد على كلامى. ودى يعتبر انى انتصرت.
- فريدة باستغراب. انتصرت.
ثم تابعت باستحقار
- قائلة. مش شرط طول الوقت ارد على الكلاب.
انصدم من قوة ردها.

- قائلا. يا ستار على الكلام. هو انتى اتعلمت قلة الذوق من مين؟
رمقته نظرة كره
- قائلة بقوة. من امثالك.
- امثالى. قالها باستغراب.
ثم تابع وهو يغمز لها
- قائلا بوقاحة. امثالى بيعلموا حاجة تانية اعلمهالك.
- فريدة بعصبية. انت قليل الادب.
عقب عليها بنفاذ صبر
- قائلا ببرود. ماتكمليش حفظت الاسطوانة. حيوان ووقح...

ابتسمت على رده. واستغربت انه لم يرد لها المثل. فهى كانت تتوقع ان يلقنها بالكلمات صعبة المعانى. لكنه لم يفعل. بل رد الاساءة بالحسنى. هذا ليس ضعف منه. انما قوة في رده عليها...
لم تستطع ان تمسك نفسها وسالته بعفوية
- قائلة. انت غريب على فكرة؟
هزا راسه بعدم فهم لمقصدها وتركها تسترسل في كلماتها الغريبة
- انا ردت عليك بطريقة منفرة وردك كان متواضع.

- انتى بنت وانا راجل. واجبي اتجاهك انى امتص غضبك ماازيدهوش. ولا ايه؟
هزات راسها بعدم تصديق. بان الذي يتكلم الان. هو زير النساء الذي تعرفه. الذي يقضي يومه كاملا في معصية الخالق. يرد عليها ذلك الرد الصادم، من انت، هل انت العاصي للملك، ام الانسان المجروح. لبعد حبيبته عنه، ام لعبة تتبعها لكسب قلبى، ام ماذا، حقا لا تعلم من هو. غير انه، انسان...
اتت الخادمة قطعت سيل الاسئلة من راسها.

- قائلة بهدوء. العشى جاهز حضرتكوا.
- تمام يا صابرين. روحى انتى.
- تؤمرينى بحاجة تانية
فريدة باختصار.
- قائلة. لا.
اؤمات براسها ايجابا، ودلفت سريعا من امامهما، وسط نظرات اعجاب فارس الشديدة بالفتاة الصغيرة. فهى حقا جميلة وتتميز بالجمال الرقيق والبسيط، لم يستطع ان يسيطر على نفسه
- قائلا باستفهام. مين الصاروخ؟
- فريدة بضيق. بنت اخت فتحية. هو انت ماتعرفهاش؟
- لا محصليش الشرف قبل كدة.

- اهو حصلك. يلا علشان ناكل.
- اه عندك حق. انا هموت من الجوع.
دلفوا الى غرف السفرة، وفي حركة مفاجئة منه، جذب لها كرسي لتجلس عليه، هزات راسها ايجابا، وجلست على الكرسي بتواضع...
اتت فتحية تسالهم
- قائلة باستفهام. في حاجة ناقصة يا حبايبي؟
وهى تاكل من الطعام باستمتاع
- قائلة بهدوء. لا يا دادة كله تمام
فارس باستفهام
- قائلا بادب. حضرتك يا دادة معلشي. ضامنة صابرين
- برقبتي دى بنت اختى.
فريدة تعقيبا على سؤاله.

- قائلة بصرامة. ما تخفش. انا فهمتها قواعد البيت وحذرتها من الخطا.
- فارس باحترام. طب يا دادة روحي انتى.
- لو عزتوا حاجة انا في المطبخ. قالتها. ثم دلفت من امامهما. وتركتهم يتحدثوا باريحية.
وكل ذلك تحت انظار فريدة، ونظرات فارس المسلطة عليها
واردف وهو ياكل
- قائلا باستفهام. قوليلي عملتى اى النهاردة.
اردفت بلا مبالاة.
- قائلة باختصار. ولا حاجة خلصت الشغل اللي ورايا. كويس انك جيت بدري.
عقب عليها بمكر.

- قائلا بستفهام. ليه وحشتك.
ابتسمت على تفاهته
- قائلة بتوضيح. لا ؛ علشان تصح بدري على الشغل. ماتعملش زي النهاردة.
- اها.
فريدة باحراج.
- قائلة بتردد. ممكن اطلب منك طلب؟
هزا راسه باستفهام
- قائلا باستغراب. اؤمري.
اردفت بقوة
- قائلة بتحذير. بلاش صابرين.
- فارس بعدم فهم. ممكن توضيح اكتر.
- انت فاهم قصدى كويس.
فهم مقصدها ترك الملعقة من يده على السفرة
- قائلا بضيق. اه.

لقد تضايق وحزن في داخله. هل هو في نظرها ذلك. الشخص الشهوانى الحقير. تخشي على الموظفين منه. وتطلب ان يبتعد عنهم نهائي. لقد سعد عندما طلبت منه طلب. لم يتوقع ان يكون هذا طلبها، سيطر على حزنه شيئا فشيئا. تعمد ان يستفزها
- قائلا لاغظتها. والمقابل؟
- فريدة باستغراب. مقابل اى. ثم تابعت بعصبية. بقولك متعملش علاقة مع الخدامة وبلاش فضايح. تقولي مقابل. ما انا ممكن اطردها واستغني عن خدامتها. عادى يعني.

- افهم من كدة انك بتغاري.
- فريدة بسخرية. اغار. لو كنت بغار ماكنتش سيبتك تقابل صحابك. وانت فاهم قصدى كويس.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة