قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الخامس والثلاثون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الخامس والثلاثون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الخامس والثلاثون

بعد ان انتهت من اتصالها معها. سالها محمد بفضول
- قائلا باستفهام. هاااا قالتلك سبب الخلاف؟
- لا طبعا. كلامك طلع صح.
جلس قبالتها على الاريكة
- قائلا بابتسامة. ما انا قولتلك مستحيل تقولك.
- افتكرتها زى اى حد بتحكى.
- دى غير اى حد.
- اجيبها يمين وشمال. مافتحتش بوقها بكلمة، وكسفتنى بالادب.
- دى سيدة اعمال مالهاش في القليل والقال.
- فريدة دى عملة نادرة مستحيل نلاقى زيها.
- مين يشهد للعروسة؟

- عروسه ايه، هو انا كلامي غلط.
- لا طبعا دى بنت بمية راجل.
قالت سوزان بسعادة
- من حظ فارس انها تكون مراته. ثم تابعت بكره. بدل الزبالة اللى كان يعرفها.
- الله يسهلها يا سوزان ما نجبش سيرتها بقى.
- على رايك. ابننا اتجوز ست البنات.
- هو دى الكلام.
اجابته ببرود
- قائلة بلا مبالة. بعد شهر كدة.
هتف فيها بغضب
- قائلا بعصبية. شهر. شهر ايه؟
قال فارس بهدوء. لتهدائة صديقه
- اهدى يا فرعون.
قال احمد بالم ممزوج بوجع.

- دى بتقولك شهر انا من غيرها ميت.
- بجد يا فريدة شهر كتير اوى.
قالت بحدة ممزوجة بعصبية
- انتو بتتكلمو في ايه. لو فاقت قبل كدة اهلها هيشكوا ماهيقتنعوش الا بكدة.
قال احمد بعصبية
- عنوهم ما اقتنعوا.
جزت على اسنانها بغضب
- قائلة بضيق. افهم بقى يا غبى.
- طب ليه الغلط ما احنا كنا ماشيين كويس.
- ما انت اللى فهمك بطئ.
- ما تقول حاجه لمراتك يا فارس
- اقولها ايه ما انت غبى فعلا.
جز على اسنانه.

- قائلا بنفاذ صبر. يا مثبت العقل والدين. ثم تابع باستفهام. لو انت مكانى هتستحمل.
اهتز قلبه اثر سؤال صديقه. ونظر اليها بعشق
- قائلا بحب. مستحيل فريدة دى الروح ونبض الحياة.
رقص قلبها من السعادة وبادلته نظرات الحب بقوة. وعجز لسانها عن الرد
قام من على الاريكة
- قائلا بحب. هي برضو ندى بالنسبالى كدة ويمكن اكتر كمان.
قالت فريدة برجاء
- استنى شوية علشان تكونوا مع بعض.
- لحد امتى؟ دى حتى الصبر مل من الانتظار.

- خلاص فات الكتير مابقاش الا القليل.
- احمد برجاء. طب يا فريدة ما تمدى المدة شوية
فارس بعصبية
- قائلا بسخرية. مدة ايه اللي تمدها هي بتبيع جوافة.
- ماتهدى يا فارس وتحس بيا شوية.
قال بتوضيح وهو يربت على كتفه بطيبة.
- والله حاسس بيك. بص هي قالتلك اقل من كده هيشكوا.
- قائلا بتوضيح. يا فارس الموضوع صعب اوى
قالت فريدة بملل من اصراره
- اطلع يا فرعون نام فوق وريح اعصابك.

- تصدق فكرة. تعالى نام في اوضة الضيوف، علشان ترتاح شويه.
- نوم ايه يا فارس. انا تعبان
- ما لازم تتعب من قلة النوم والتفكير.
- قائلة بطلب. خده يا فارس خلى يرتاح، لحد ما احضر الغدى.
- يا جماعة ما هينفعش، انا هروح لندى.
قالت فريدة بحزم وقرار نهائي.
- انا قولت وكلامى هيتنفذ، لاما هتشوف الوش التانى.
- بلاش تلعب مع فريدة. اسمع كلامها من غير جدال.

هزا راسه بتفهم، ليس خوفا من فريدة. بل انه حقا يحتاج الى الراحة والاسترخاء. امسك بيد صديقه وتوجه معه خارج الحديقة، وصاعدوا درجات السلم سويا، مثلما كانوا يفعلوا تماما عندما كانوا مازالوا يحبوا. وضحكات الايام تعلمهما كيفية السير على الاقدام. الذي يجمعهم ليس سنوات بل لحظات طويلة سجلت بحلوها ومرها. حبهما لبعضهما يفوق جميع اساطير الصداقة التي دونها عباقرة الشرق.

( اصطبغت السماء بلون الشفق. وحل القمر مكان الليل )
فاق من نومه على صوت صديقه يعلمه بان الطعام قد جهز رد عليه
- قائلا بنعاس. حاضر جاي.

وبعد دقائق فتح باب الغرفة، ونزل معه متوجها الى غرفة الطعام راى زوجته تضع الطعام على السفرة. فقد اشتهى الطعام بلهفة. فهو حقا يشعر بجوع شديد. فمنذ مرض حبيبته وهو لا يتناول الطعام، منتظرا اياها ؛ حتى تفيق تراس الطاوله صديقه، وهو عاليمين وفريده على اليسار. شكرها على الطعام
هزات راسها بوقار
- قائله باحترام. اتمنى يعجبك.
هزا راسه ايجابا. واخذ ملعقة من الاكل. اندهش بلذة طعامها ومذاقه الطيب.

- قائلا بانبهار. اكلك جميل جدا.
- ده من ذوقك يا فرعون.
امام نظرات فارس الغيورة
- لا بجد انا مش بجاملك الاكل جميل جدا.
- فارس بسخرية. بجد. ثم تابع بعصبية. عايز تقول حاجه تانيه؟
استغرب كثيرا من عصبية صديقه
- قائلا باستفهام. في حاجه يا فارس؟
فارس بغيرة
- قائلا بعصبية. لا في محشي اغرفلك بروح امك دلوقتى.
استغربته كثيرا فريدة
- قائلة بدهشة. ايه يا فارس هو قال حاجه غلط بتكلموا كده ليه.

- هو احنا لسي هنستنى لم يقول الغلط.
- اسكت يا فارس ماينفعش كدة. دى ضيف عندنا.
تفهم احمد رد فعل صديقه بانه يغار بشدة على زوجته. اول مرة يرأه بتلك الصورة. صحيح من قبل احب، ولكنه لم يغار على ياسمين منه
- احمد بابتسامة. ايه يا اسد انت بتغير مني ولا ايه؟
- واغير من مليون لوكلموها بالطريقه دي.
- لا جامد. وبعدين فريدة دى اختى.
- طب ما انا عارف.
سعدت في داخلها على ردة فعل حبيبها الاول والاخير. فاقت من حبها له.

- قائلة بعتاب لهما. هنسيب الاكل بقي ونقول اخوات ومش اخوات.
اجابها احمد بهدوء
- قائلا. هو انا كنت سبت الاكل. ماجوزك هو السبب.
قال فارس بغيرة ممزوجة بعصبية
- السبب في ايه ما انت عمال تعطف وتلطف ولا ايه.
رفعت فريدة حاجبيها بعدم فهم لبعض كلماته
- قائلة باستفهام. فارس انت بتقول ايه انا مش فاهمة حاجة.
- فكك يا ديداة.
قالت فريدة بحب.
- طب كل بقى.

هزا راسه ايجابا، وبدا في تناول طعامه. وسط سعادة فريدة بان فارسها يغار عليها من الهواء الطائر.
مرت الساعات سريعا. ذهب احمد إلى المستشفى. بعد ان اخذ قسطا من الراحة، واطمان قلبه على حبيبته...

ذهبوا سويا الى الشركة، هو يواصل مشروع القرية السياحية. بهمة ونشاط مشمرا عن ساعديه، وشعره منكبا على وجهه بوقاحه شديدة، لا يوجد عمل لديها ولكنها كما وعدته بان تساعده وتقف بجواره، تجلس على الاريكة تقلب في هاتفها النقال ؛ لتعرف ما اخبار الاقتصاد في الوقت الحالي...

وهو يعطيها ظهره جالسا على مقعده، وامامه المشروع يمسك بقلمه و يضع اللمسات الاخيرة، مستعينا بالله متمنيا النجاح. سعيدا جدا بوجودها معه. يفعل اقصي ما لديه في المشروع ؛ حتى ينال اعجايها. ويرى نظرات السعادة والاعجاب تملأ عينيها.

بعد دقائق كانت انتهت من معرفة الاقتصاد في الشرق العربي كله. وكيف يسير. حتى البورصة لم تسلم من بحثها. لقد عرفت من المشارك. ومن الخاسر والرابح. وضعت الهاتف بجوارها. تزفر بملل. تنظر عينيها يمينا ويسارا بفراغ. حتى استقرت على مالك روحها وجسدها و قطعة من قلبها. اخرجت تنهيدة حارة من صدرها. لا تصدق نفسها وقعت في من كانت تبغضه وتمقته، وترفض علاقاته المحرمة بجميع ما فيها من ذنوب. لكن ماذا تفعل فالحب جرئ ويدخل قلبك بدون استئذان. مختلفين في كل شىء. الاختلاف الذي بينهما يفوق السماء والارض. تتامله ويدق قلبها سريعا. لا تصدق بانها احبت، وعاشت حلم لم تكن متوقعة ان يكون حقيقة، واية حقيقة. اصبحت لا تهتم ان تكون الخاسرة في لعبةالحياة. كل الذي تتمناه ان تعيش الحب بجميع لحظاته. قامت من مكانها وسارت ببطء حتى وقفت ورائه واحتضنته من الخلف بقوة. ونامت على ظهره. شعر بها منذ ان قامت من مكانها. لكنه لم يكن يتوقع ان تحتضنه ذلك الحضن الدافىء. ابتسم بحب. ووضع القلم جنبا. ووضع يده على يدها.

- قائلا بحب. شكرا.
رفعت راسها من على ظهره، وتخلصت من يده. ووقفت امامه
- قائلة باستفهام. على يا هندسة؟
قام من على مقعده وامسك يديها، ونظر الى عينيها بحب
- قائلا بصدق. على وجودك.
ارتبكت من نظراته، وتوردت وجنتيها بخجل شديد. نظرت في اتجاه اخر غيره. امسك ذقنها ورفعه اليه. رمشت اهدابها كثيرا
- قائلا بهمس. ليه بتبعدى عينك عنى؟
- المشروع كويس.
ضحك ضحكته الساحرة
- قائلا باعجاب. فريدة السيوفى.

- فريدة بتذمر. مالها فريدة السيوفى؟
قال بغزل وهو يداعب وجهها بوقاحة
- اجمل امرأة في الكون.
- هروح منك فين، ما انت زير النساء الاول.
- معاكى ضاع كل ده.
- وانت عايزنى اصدقك. انك بقيت ملاك.
- انا مش ملاك. بس تقريبا من يوم موضوع ايطاليا
ارتعش جسدها عندما مرت الذكرة براسها.

دخلت الى الجناح ومعها مجموعة من شنط الملابس التي اشترتها. راته يتبادل القبلات مع مضيفة الطيران. يومها اشتعلت الحرب بينهما. ووسط صراخها وتكسيرها لاشياء. اغمى عليها. لاحظ الحزن والضيق في عينيها. احتضنها على الفور
- قائلا بالم. انا اسف.
قالت بدموع وهي تبادله الحضن بضعف
- انت حيوان.
وهو يربت على ظهرها بحنان
- قائلا. انا عارف
- مالقتش مكان الا ده.
- انا جبتها علشان اغيظك.
خرجت من حضنه.

- قائلة بعصبية. انت بتقول ايه؟
- انا كنت عايزك. وانتى كنتى رافضنى بكل الاشكال.
- فقولت علشان تغيظنى تموتنى بقى.
قال وهو يلامس وجنتيها بحب.
- بعد الشر عليكي.
ثم تابع باستفهام. بس قوليلي ما غرتيش؟
قالت بصدق وهي تهزا كتفيها
- لا ما غرتش لانك اصلا ماكنتش في دماغى نهائي.
لم يتضايق من ردها ؛ لان الذي كان يجمعهما في الماضى صفقة ليست اكثر من ذلك. لكن اليوم يعيشون حالة حب في حب.
سالها بخبث.

- قائلا باستفهام. ودلوقتي بقيت في بالك؟
تجاهلت سؤاله كالعادة
- قائلة بعملية. ورينى عملت ايه؟

ابتسم على ردها. ولم يضايقها، وتركها تشاهد المشروع. حتى يعرف رايها. الذي يعنى له الكثير والكثير. انبهرت بما رسمه. وقفت ونظرت بتركيز شديد في كل تفصيلة. في كل خط خطه بيده. تركز في تعب ايام وليالى، حتى تقول رايها بصراحة بعيدا عن التزيف والتدليس. ينظر اليها بشغف شديد. هذه هي متملكة قلبه متربعة على عرش حياته. مستمتع كثيرا بنظرات الاعجاب التي ترمقها للمشروع.
قطعها بفضول
- قائلا بحيرة. اى رايك في القرية؟

- الصراحة انبهرت يا فارس. فكرتك تحفة.
- بجد يعنى انفع.
وجههت اهتمامها له
- قائلة بابتسامة ممزوجة بسعادة. لا انت تنفع وتنفع. خاصة بعد التعديلات اللى ضفيتها للقرية.
- كنت خايف التعديلات ماتعجكبيش.
- انت مش عامل قرية سياحية. انت عامل قرية خيالية.
- حبيت التكنولوجيا تكون مسيطرة اكتر.
- كلامك صح. خاصة ان احنا في عصر السرعة.
- بس برضو الواقعية موجودة هي مش كلها خيال.
- اه طبعا ما انا واخدة بالى.

- الراى العام. هي دى اللى كانت في خيالك. ولا ايه؟
- انت اتخطيت خيالى.
- اكيد بتهزرى
- فين الهزار في كدة دى حقيقة.
قبل جبينها بحب
- قائلا بسعادة. ديداة.
- اتمنى ترفع راسنا بكرة.
- بوجودك هكون الافضل.
- انت من غيرى هتكون الافضل
قال بغزل شديد.
- مستحيل من غيرك تكمل.
توردت وجنتيها بخجل كالعادة. ولم تستطع أن تسابقه في الكلام. ربتت على ظهره
- قائلة بحنية. اسيبك تكمل شغلك.

هزا راسه إيجابا. وبدأ ينهى التعديلات الأخيرة. وهي جلست على الأريكة تتابعه من بعيد.

حل الصباح، واتى علينا باسراره، وكلماته الصافية، ونغماته الهادئة، في يوم جديد لا تعرف اوله من اخره، تحتضن خصره بتملك شديد، يبادلها الحضن بقوة، كأنها ستخطف منه، يريد ان يخباها من الجميع، ليلة امس طال الحديث بينهما والعمل، حتى غطوا في احضان بعضهما البعض، على الاريكة الوثيرة، التي ضمت نعاسهم، وغفايهم سويا، منظرهم الخيالي يحتاج مصور مبدع، ليلتقط الصورة الكاملة، للحب النقى بدون تعقيد او شروط، تركزت الشمس على وجوههما، كأنها تريد انت ترجعهم الى واقعهم، وتخبرهم بان اللحظات السعيدة قد انتهت، وعليهم النهوض سريعا، حتى يواصلوا يومهم المشغول، ويرجعوا مرة اخرى الى احضان بعضهم البعض، غازلت الشمس جمال عينيه، رمش باهدابه قليلا، ثم فتح عينيه شيئا فشيئا، راي يديها تحاوطه بقوه، وراسها مستندا على دقات قلبه، عض على شفتيه بسعادة، نظر اليها بعمق، يسجل تفاصيل وجهها في ذاكرته، شاكرا الله على تلك النعمة، التي اذا ظل طوال عمره يشكر الله، لن يفى ما اعطاه الواحد الدايم، بدات تحرك راسها رويدا رويدا، ثم فتحت عينيها، راته ينظر اليها بشوق وحب، ابتعدت عنه ببطء.

- قائلة بخجل. صباح الخير.
- صباح النور يا ديداة.
بدأت تعدل من نفسها. وشعرها المتساقط على وجهها.
- قائلة باستفهام. هي الساعة كام دلوقتي؟
نظر في ساعة يده بتافف على ضياع تلك اللحظة الثمينة.
- قائلا بضيق. الساعة سابعة.
- يا نهار احنا نمنا كل ده.
فارس بضيق
- قائلا باستفهام. وايه المشكلة؟
قامت من جواره
- قائلة بتوضيح. المشكلة. انها كلها ساعة. والموظفين يكونوا هنا في الشركة.
فارس ببرود وعدم اهتمام.

- قائلا. ما يكونوا.
اردفت بعصبية
- قائلة. فارس فوق.
قال فارس بنعاس.
- ديداة انا عايز انام.
اقتربت منه. وجلست بجواره على الاريكة. تربت على وجهه بحب
- قائلة بهدوء. كلها ساعتين شغل وتروح تنام براحتك.
- انتى شايفة كدة
- وابو كدة كمان.
لم يجد مفر منها. مد يده لها
- قائلا بطلب. طب قومينى.
ضحكت على فعله. ومدت يدها له. قام من على الاريكة بفضلها، واصبح قريبا منها
- قائلا بوقاحة. ما تيجبى بوسة.

رمقته نظرة عصبية. وقبل ان تتفوه بكلمة تحدث هو مكانها
- قائلا وهو يعد على اصابعه. عارف انى وقح وقليل الادب وسافل وحيوان
- برافو عليك
- بس انتى مراتى
- بس احنا في الشغل.
ضرب على صدره بحسرة
- قائلا بسخرية. تصدقى راحت من بالى المعلومة دى.
صرخت فيه
- قائلة بامر. فارس روح غسل وشك ؛ علشان تفوق.
ارتعب من صراخها المحبب على قلبه
- قائلا. انا بقول كدة برضو. قال كلماته، وانصرف من امامها، وهي انفجرت في الضحك عليه...

في تمام الساعه السابعه مساءا، امتلات قاعة الاحتفالات، بجميع الشركات المنافسة، وعلى راسهم خالد المسلماني، توعدت فريده ان تجمع العدو الحبيب الصديق والرفيق جميع فئات المجتمع، ليروا مولود جديد عليهم، ويتعلموا منه، ما هو الفرق بين الواقع والخيال، وتجعلهم عندما يتحدونها ستقابلهم بابشع الخسائر، مرتبة امورها بالمسطرة و القلم لا يوجد خطا اليوم، لان الخساره لا تعرف لها طريق، تقريبا لم تقابلها يوما ما، كما وعدته ان تقف بجواره وتساعده وتسانده، حتى يخرج اجمل ما لديه، وبالفعل نفذ وعده واثبت بانه مهندس جدير بالثناء، نعم يرتجف واوصاله تدق رعبا، خشية من الفشل، وينظر اليها من الحين والاخر، يلتمس منها القوة والامان، فهمته من عينيه، وهزات راسها بحب، و امسكت يده بقوة، مؤكدة له بانها معه، و رفيقة دربه، وحماية حياته، وحضنه الدافئ من غدر الايام وتعصر الليالى، طلت فريدة بفستانها الازرق المحتشم الذي ابهر الجميع وشعرها الطويل الذي جعلته للخلف بصورة أنيقة وراقية، وجمال فارس. الذي سحر الحضور، وعدسات الكاميرا سلطت عليهم، والاسئله المعتادة طرحت. من احدى مذيعات القنوات المصرية الشهيرة.

- قائلة باستفهام. مدام فريدة ايه توقعاتك بعد تغير المشروع.
فريدة بابتسامة
- قائلة بوقار. ما يقدرش يجاوب على السؤال ده. غير الباشا مهندس فارس.
- الصحفية باعتذار. اوه سورى.
ثم تابعت وهي توجه حديثها لفارس
- قائلة برقة. ايه توقعاتك هتقبل اللجنة تغير المشروع. ولا هيتم الرفض؟
- فارس بثقة. المشروع هينقبل. وهيعلم الشركات التانية ازاى ينافسوا بشرف.

كانت تشاهد ابنها بانبهار والابتسامة تعلو ثغرها، وتشكر الله كثيرا، بانها راته في ذلك المكان، واهتمام جميع الصحفيين به...

يقف بفخر وحفاوة سعيدا بابنه، بانه اخيرا اصبح رجل اعمال يعتمد عليه، رزاين في كلامه وواثق من نفسه، محايد للامر الواقع، متمنيا من الله اليوم ان ينال المشروع اعجاب الجميع، لكن لديه الثقة بالله ثم بزوجته، التي هي السبب الاول والاخير في وجوده هنا، بعد أن انتهوا من حديثهما للصحافة. توجهوا اليهم. للترحاب بهم والتسليم عليهم. سعدت كثيرا بوجود اباها وعمتها في ذلك اليوم بجوارها، صعدت نيفين على المنصة امام شاشة العرض كبيرة الحجم. لتلقى كلمة وتشكر الحضور على وجودهم.

- قائلة بثقة. سيداتى وسادتي. اتشرفنا بوجودكم معانا النهاردة...
قالت خطبة طويلة عريضة تمدح وتثنى على وجود الحاضرين...
وبعد ان انتهت. مثلما امرتها فريدة السيوفى
- قائلة بترحاب وحفاوة. معاكم. رئيس مجلس الإدارة مدام فريدة السيوفى.
لمجرد النطق باسمها التصفيق عم القاعة بأكملها. وسط غيرة وحقد تمنى وحب، مشاعر مختلطة.
سارت فريدة بثقة ووقار. صعدت على المنصة. ووقفت بشموخ وكبرياء.

- قائلة بجدية. اهلا بالسادة الحضور. الجمع ده مش غريب على. لانى معتادة شركتنا بتنفيذ الكثير من المشاريع الناجحة للدولة. لكن الغريب النهاردة. هو تنفيذ مشروع ولا في الخيال. طفرة في الإنشاءات الهندسية بكافة أشكالها المختلفة. ماهتكلمش اكتر من كدة هسيب المجال للمهندس المنفذ. ترحيب حار. للمدير العام. للشركة اف ار اف الباشا مهندس فارس الكيلاني.

القاعة ضجت بالتصفيق الحار. والاعجاب من قبل البنات بجماله الأخاذ للعقول. مثلما طلبت منه نفذ. السير بثقة وكبرياء. نزلت من على المنصة. وهي تغمز له بحب. داعية الله ان يوفقه اليوم. تعامله كابنها وتخشي عليه الرسوب في الامتحان. رفع راسه عاليا ونظر إلى الجميع بثقة وشموخ. وسط انبهارها به وحبها الشديد الظاهر له. الجميع ملاحظ تغير فريدة السيوفى.
متحدثا بقوة.

- قائلا بجدية. شكرا للجميع الحضور. لقبول دعوتنا. واتمنى ينال المشروع إعجابكم.

امسك الريموت وشغل المشروع على شاشة العرض كبيرة الحجم، اول ما بدا المشروع في الظهور على الشاشة، اتسعت جميع العيون بانبهار، غير مصدقين بأن هذا الاهوج يقوم بذلك المشروع، الذي يفوق ويفوق جميع تفاصيل الجمال، بدا يشرح المشروع، بجميع تفاصيله، كانت طريقته سهلة وجذابة، الجميع كان مبهور بالجمال الغير الطبيعى المشروع، بالاضافة الانبهار بوسامته وجمال عينيه...

لكن يوجد شخص آخر يتابع جميع حركاته، ونظرة عينيه، هذا هو فارس الكيلانى الذي احبته وعشقته، بوجودها معه استطاعت ان تخلق منه انسانا جديدا، قادر على التغيير والتعبير عن رايه، واخراج اجمل ما فيه...

شرح مداخل القرية وأماكن الانتظارجميعا، والغرف عبارة عن تحفة فنية، فاختلاف الغرف حسب السكان، اذا كانوا متزوجين جدد، فذلك سيكون الرومانسية والخيال في ان واحد، واذا كانوا رجال أعمال فذلك يحتاج الهدوء والكلاسيكيات، فكل غرفة لها طابع خاص بها يعتمد على من يسكن فيها، بعد أن انتهى، صفق له الجميع بحرارة، فهذه هي القرية السياحية، مثلما يقال عنها، رقص قلبها بسعادة شديدة، وهنا طرح سؤال في باله، ماذا فعل حتى ينال تلك النجاحات المتصاعدة، وأهم نجاح في حياته وجودها معه، والإيمان به وتشجيعه وتحفيزه، نزل من على المنصة وعينيه مسلطة عليها، التي سعادتها وصلت اعالى السماء، وسط التصفيق الحار والكلمات المشجعة.

احد المهندسين الكبار
- قائلا بانبهار. فعلا مشروع هايل.
مهندس آخر
- قائلا بحب. برافو عليك يا باشا مهندس. المشروع مافهوش غلط
- سوسن بحب. مبروك يا باشا مهندس نجاح المشروع
- الله يبارك فيكى يا سوسن.

- ميرسي يا جماعة على كلماتكم المشجعة دى. قالها بامتنان. ثم توجه إلى ملكة روحه. التي تنظر له بجميع كلمات السعادة والفخر والتباهى به. بأنها استطاعت أن تغيره وتجعله إنسان آخر. غير الذي قابلته من قبل، كان عابث ضائع ضال بين الطرقات.
امسك يدها وقبلها بحب
- فريدة بسعادة. مبروك مشروع كامل مانقصوهش حاجة.
- ومين قالك ان هو كامل؟
رفعت حاجبيها بدهشة
- قائلة باستغراب. فارس المشروع عجب الناس. انت مش واخد بالك.

- لا ناقص يا ديداة.
قالت بعدم فهم
- ناقص ايه؟
قال وهو يشير بيده على الشاشة.
- ناقص دى.
فظهر عليها بالبنط العريض. مكتوب عليها كالتالى
بحبك يا فريدة. يا اجمل امرأة شافتها عينى.
اتسعت عينيها بسعادة، ووضعت يدها بصدمة على فمها. وتسارعت دقات قلبها، ونظرت له بحب شديد، فارس يحبها، ليس بالفعل انما بالكلام، ويعترف امام الجميع، انها حبيبته، واجمل امراة عينيه راتها، ماذا فعلت، حتى يكون ذلك الانسان الجميل من حظها...

وسط تصفيق وسعادة جميع من بالقاعة، ينظرون الى بعضهم البعض، يتمنوا ان يقابلوا حب بتلك الصورة.
نظرت له بشغف
- قائلة بسعادة. مجنون.
قال بحب واحتضنها على الفور بقوة.
- بيكى.

غاصت بين ذراعيه، لا تصدق بان الدنيا صالحتها، وعشقت وحبت بجنون، زوجها صاحب اجمل عيون في العالم، اصبح لها الحمى والسند، من اليوم ستنام في طمانينة بين احضانه، لا تخشي الحياة، ولا تخف على شىء يعيق صف ايامها القادمة، سلطت عدسات الكاميرا على تلك اللحظة السعيدة، حتى تعلم مصر باسرها قصة العشاق الجدد، هو كان يشعر بحزن عميق، بانها في حضن غيره، ولم تكن ذراعه هي المحتضنة بل غيره، لكن هذا القدر، ان يهيم بها عشقا وهي ملكا لشخص اخر، لم تستحمل عيناه الكثير، فرحل بهدوء مثلما اتى، يكفى ما عاشه معها ومازال يعيشه، سرق المشروع منها، حتى تطلب مساعدته، لكن هيهات وهيهات، ففريدة السيوفى، لها مليارات الطرق، للخروج من تلك الازمات، دون النخوع او الخضوع، لكن من بعد اليوم فاصبح معها فارس، عائلتهم يصفقون بحرارة شديدة، بان اولادهم، وجدوا النصف الاخر في حياتهم...

خرجت من حضنه
- قائلة بخجل. فارس الناس.
نظر بعينيه راى جميع الحشود مبتسم وسعيد. واهلهم السعادة تتراقص بين النجوم محلقة في السماء. عض على شفتيه بخجل، ثم اقترب من اذنها هامسا بضحك
- قائلا. احنا اتجننا.
هزات راسها ايجابا ممزوج بخجل.
رفع صوته عاليا وهو ينظر الى الجميع
- قائلا بوقار مصطنع. شكرا يا جماعة على حضوركم.
ثم امسك يد فريدة.

- قائلا بانصراف. عن اذنكوا بقي. قالها وركض بها، هروبا من جميع الحضور، وسط احراجها، وعدم توقعها لاحداث اليوم نهائى...
( في الجراج )
تمسك بطنها من كثرة الضحك، وما حدث توا في المؤتمر...
نظرت اليه وهو يضحك
- قائلة بعدم تصديق. مجنون
. قال بتساؤل وهو يضحك
- اتفضحنا صح.
- دى اكيد.
- اعمل ايه؟
- دى كله وتعمل ايه.
قالت بسخرية
- اومال لو معملتش.
- فعلا ماعملتش حاجة.
- هو في حاجة تانية تعملها.
هزا راسه ايجابا.

- فريدة بحيرة. اعتقد كفاية مفاجات النهاردة.
- هو انتى لسي شوفتى حاجة.
قالت باستفهام ممزوج بقلق طفيف.
- هو في ايه يا فارس.
- نكمل كلامنا في بيتنا.
تهزا راسها ايجابا على كلامه.
- قائلة بهدوء. تمام
امسك يدها، امام نظراتها المستغربة، وفتح باب السيارة، وادخلها فيها، كانها طفلة رضيعة، واغلق الباب ورائها بهدوء، ثم توجه الى الجانب الاخر وركب...

بعد ان بدلت ملابسها. وتناولوا وجبة العشاء في هدوء وسكينة، توجهوا الى غرفة حمام السباحة، ليتحدثوا قليلا، وتعرف ما مفاجئته لها. يقفون قبالة بعضهما البعض على حافة الحمام.
- فريدة بتعب. اليوم النهاردة كان غير طبيعى.
غمز لها
- قائلا بمكر. بس اى رايك؟
- متوقعتش.
- انبهرتى.
- اكيد دى مشروع تحفة.
- مشروع ايه؟ وزفت ايه.
قالت فريدة بعصبية
- فارس انت بتزعق ليه؟

- تصدقى ماليش ازعق. وحضرتك بستعبطى. اه نسيت انك فريدة السيوفى الغبية اللى ما بتفهمش.
. قالت بادب
- فارس انت بتشتمنى
انفجر فيها بعصبية
- قائلا بعشق. انا بتكلم عن حبي ليكى.
تنحت امامه وعجز لسانها عن الكلام، فهو جميل حتى في اعترافه بحبه لها. انا لدى كل الحق في حبى له. لقد احببت ذلك المزعج والعنيد. الذي يحب بحبه في اى مكان واى زمان...

حملها من خصرها بعشق بين احضانه، وقفز بها في حمام السباحة، وسط صراخها واستغرابها الشديد من تصرفاته الغير محسوبة او المتوقعة، سقط بها في القاع، وقبلها بقووووووووووووووووووووووووووووووووة، ممزوجة بعشق عميق، فقدت توزانها كاملا، كتمت انفاسها بانفاسه، مرتبكة خجولة ولكنها بادلته الحب، والشعور باحساس صعب التعبير عنه، غير انه لحظة مجنونة، بعد دقائق من اللحظات العبثية، صعدوا سويا الى السطح وهي تلتقط انفاسها، وتحاول ضبط ضربات قلبها العنيفة...

امسك وجهها بحب
- قائلا بتملك. انتى مراتى. مراتى انا.
تسارعت دقات قلبها. واتسعت عينيها بخجل، اقترب منها، وامسك يدها، ارتجفت من لمسته...
نظر الى عينيها بعمق
قائلا بهمس العشاق. بحبك. ما اعرفش ازاى وامتى. كل اللى اعرفه. انا من غيرك اموت.
قالت بعشق ممزوج بخجل ومشاعر كثيرة مختلطة
- فارس.
- انتى الروح والحياة. انتى الحاضر والمستقبل. عايز احبك كانى اول مرة احب. الحياة قبلك كانت شىء ودلوقتى شيء اخر.

توردت وجنتيها بخجل
- قائلة باحراج. فارس انت بتقول ايه؟
- بقول سبينى احبك.
- انت...
وضع يده على شفتيها
- قائلا. هششششش. ما عايزاش اسمع انتى وانا. مافيش غير احنا وبس.
عضت على شفتيها
- قائلة بتردد. كنت بتحبها؟
فهم مغزى سؤالها. ناظر لها بعشق
- قائلا بهيام. بحبك.
رفعت يدها المرتبكة ولمست وجهه. وسط سعادته بتجرئها المحبب الى قلبه
- قائلة بغيرة. بتوحشك لحظاتك معاها.
- بحبك.
- من غيرها ضايع.
- بحبك.
- هي احلى ولا انا.

قال وهو يحاوط خصرها بقوة، ويقرب انفاسها من انفاسه
- بحبك
- عاملة ازاى اوصفهالى؟
- بحبك.
- كنت عايز تتجوزها.
- بحبك.
لم تجد اجابة فالتزمت الصمت. نظر لها
- قائلا باستغراب. انتى سكتى ليه؟
- مش لاقية كلام اقوله.
- قائلا بعشق. بحبك. بحبك. والحب كلمة قليلة على احساسي بيكى.
احتضنته بقوة. ودموعها شاهدة على الحب. الذي تكنه له.

ما كنت اظن ابدا باننى ساجد الحب، بعدها انت ظهرت قبالتى، مختلفا عنى تماما في كل شىء، ولكن ماذا نفعل للقدر، وتزوجنا...

من قبلك، كنت اعيش دون ان تحترق روحى، دون امل ودون ان ينزف دمى، الحياة قمار حتى وان لم تحبها، لو ما تنظرى الى عينى وتنقذينى من حياتى، كنت ضليت وضعتوا بين طرقاتى، يوجد ندامة في عمرى الذي مضي من قبلك، حتى وان لم اشا فانا تائب للغد، ولكن هذا قلبي، احبينى ولو حتى في الظلام، صدقينى، لم احب احد من قبل هكذا، وامى لم ترانى هكذا ابدا، كل دنياى، كل شىء يبدئوا مثل الحلم عندما اراكى، كما يقال الحياة تستمر، حقا من قال ذلك كذاب كبير، ان ذهبتى تبقي كلماتك الباقية فقط، وعيونك الباقية فقط، فلا تذهبى وظلى معى، وكما اخبرتك، فانا تائب للغد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة