قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الحادي والعشرون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الحادي والعشرون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الحادي والعشرون

رمقته نظرة ضيق
- قائلة. بلاش تريقة.
- انا قصدى اهدى ؛ علشان نشوف حل.
زفرت بحنق
- قائلة بياس. مالهاش حل.
- ازاى تقولى كدة.
هدات لتسمعه. لعله يكون لديه الحل.
تابع
- قائلا. لم كنا في هندسة اتعودنا المسائلة الواحدة. ليها مليون حل.
بدون سابق كلام وجهت له سؤال. خارج عن المناقشة
- قائلة باستفهام. كنت شاطر في الكلية؟
استغرب من سؤالها، وعقب عليها.

- قائلا بتفاخر. فوق ما تتخيلي. ثم تابع بغرور مصطنع. انا خمس سنين امتياز في الكلية.
- واو. قالتها فريدة اعجابا بتفوقه. الذي لم تكن تتوقعه منه. على غرارها. فهى كانت في مرحلة الدراسة ليست بالطالبة المتفوقة بل كانت جيدة.
- اومال ايه يا ماما. علشان تعرفى متجوزة مين.
فريدة بضيق
- قائلة بحزن. لا انا عارفة. من غير ما تقول.
- ابكى يا فريدة. انتى انسانة زينا.
- يا ترى البكى هيعمل حاجة؟

- ممكن ماهيعملش بس هتخرجى الحزن من قلبك.
- فار...
اخذها في حضنه، ارتجف جسدها. وتسارعت دقات قلبها - قائلة بعصبية. انت بتعمل ايه؟
- ديداة خرجى اللى جواكى.
تحاول ان تتخلص من حضنه
- قائلة بصراخ. فارس سبنى!
حاوط يده الاثنين اليها اكثر، وقربها منه بشدة
- قائلا. انا مش هاكلك. اهدى
نظرت في عينيه وهي قريبة من انفاسه
- قائلة. فارس ما ينفعش
رمقها نظرة وقاحة
- قائلا باستفهام. انتى بتترعشى ليه؟
جزت على اسنانها.

- قائلة بضيق. فارس بطل جنون وسبنى
- الجنون لو خرجتك من حضنى
- انت عايز ايه؟
- خرجى اللى جواكى
- مستحيل ابكى قدام حد
- هو انا حد؟ انا جوزك
- فارس كفاية سبنى.
همس في اذنها
- قائلا بحميمة. مش قادر اخرج من جنتك. قالها وهو يقترب منها ليق...
رمقته تحذير
- قائلة بقوة. اوعى تفكر تعمل كدة
- ولو عملت
رمقته نظرة تحذرية
- قائلة بقوة. هدفنك مكانك
عض على شفتيه
- قائلا. شرف ليا لم اموت على ايدك.

بكعب حذائها العالى ضربته بقوة في قدمه
- قائلة. انا فريدة السيوفى.
تركها على الفور من حضنه
- قائلا بوجع. اه اه اه اه اه اه اه اه. الله يخربتك
جزت على اسنانها
- قائلة بنفاذ صبر. اول واخر مرة تقرب منى
وهو يبرر موقفه
- قائلا. دى كله علشان تبكى.
بثبات انفعالى
- قائلة بقوة. ابكى ليه. والمسائلة ليها مليون حل.
- انتى قوية اوى
فريدة بثقة في الواحد الاحد
- قائلة. قصدك مؤمنة.
- ربنا يقوى ايمانك.

- انا وانت وامة محمد اجمعين
- اللهم امين. اقولك حاجة تضحكك
- قول...
( شقة محمد يزيد )
بعد ان خرج من الشركة. يجر اذيال الخيبة والظلم. التي نالها من فريدة السيوفى. طرق باب شقته، فتحت له زوجته البشوشة، التي تزوجها من سنتين، وانجب منها ابنتهما الاولى شهد منذ شهرين، قص لزوجته ما جرى بالتفصيل دون ان يذكر اهانته وتطاول فريدة عليه
- قائلا بحزن شديد. اقولك ايه ولا ايه.
زوجته تربت على كتفه.

- قائلة بحنان. وحد الله يا محمد.
اخرج تنهيدة حزن من صدره
- قائلا بايمان. لا اله الا الله.
اردفت خديجة بتساؤل
- قائلة باستفهام. طب ليه اديتله المشروع ده؟
- هو طلب يشوفوه. ما كنتش اعرف ان ده كله هيحصل
- ما تخفش. انت بتقول انها ذكية وفاهمة. اكيد هتعرف ان عبد الجواد هو الخاين
- قائلا بياس. يعنى لو عرفت هيغير قرارها في حاجة.
- جايز وبعدين انت بتقول انها بتكره الظلم.

- انتى ماتعرفهاش. لم بتاخد قرار بتنفذه ولو على رقبتها
- ليه الياس. قومى اتوضا وصلى وقول يارب. هو اللى قارد يشيل همك ويبدل الحال للحال
- على رايك. الكلام ده مالوش لازمة. قالها بايمان وهب واقفا من مكانه سريعا يلجا الى رب السموات والارض. الملجا والمنقذ الوحيد لانسان. فلا داعى لكثرة الكلام فالله موجود ومدبر شئون العباد.
دلف الى المرحاض. ليتوضا.
خديجة في سرها داعية لزوجها.

- قائلة بتمنى. ربنا يصلح حالك يا محمد.
بعد ان انتهى من اضحاكها. امسك يدها فجاءة.
اردفت فريدة باستغراب
- قائلة باستفهام. في اى؟
- تعالي نخرج من جو الشركة ده.
- لا. انا ماعزايش اخرج. هقعد اشوف حل.
ومازال ماسكا يدها، ويدلفوا للخارج
- قائلا. ما احنا هنشوف الحل سوى. بس برااااا.
وهى تمشى معه عنوة
- قائلة باستفهام. واخدنى ورايحين فين؟
وهو يفتح باب المكتب، التفت لها
- قائلا. تخيلى
- دماغى ماعدش فيها تفكير لتخيل.

- بصي هبهرك.
ابتسمت بحزن
- قائلة بتاكيد. مجنون
وهو ينظر لها بذرقة عينيه الساحرة الاخاذة للعقول.
- قائلا بصدق. من يوم ما عرفتك بس.
لقد دق قلبها فور نظرته لها، وتسمرت في مكانها من جمال عينيه وسيطرته الكاملة عليها. فريدة تضيع وتنهار وتفقد كلماتها. كبريائها وغرورها وعندها رحلوا عنها وتركوها بين ايدى فارس، حاله لا يختلف عنها كثيرا تائها بكل شىء فيها.

اتت دينا رات فريدة وفارس يقفون خارج المكتب و النظرات بينهما تتقاتل وتريد ان تخرج وتعبر عن مكنونها.
تنحنحت دينا قائلة
- احمممم.
افاقت فريدة على الفور من الغيبوبة التي عاشت فيها لثوانى
- قائلة باستفهام. في حاجة يا دينا؟
- في صحافيين تحت
اردف فارس بصدمة
- قائلا. يا نهار اسود ايه اللى جابهم هنا.
- دى العادى بتاعهم وقت المصايب تلاقيهما
- على رايك هو انتى هتقوليلى عليهم. اسالى انا
ابتسمت فريدة على كلامه.

- قائلة بسخرية. اه ما انت خبرة.
- فارس بحزن مصطنع. خبرة. شكرا. ثم تابع باستفهام. بس هو ايه اللى عرفهم؟
- اكيد حد من الشركة
- يا ستار يارب. طب هنعمل ايه دلوقتى؟
- احنا كنا هنعمل ايه قبل ما نعرف بوجودهم.
- كنا هنخرج. قالها فارس باستغراب
اردفت فريدة بثبات
- قائلة بقوة. هو ده اللى هيحصل.
اؤما براسه ايجاب مؤيدا على كلامها. فالهروب لا حل له. كن قويا وواجه مخاوفك...
ركبوا المصعد سويا كتف في كتف...

امسك يدها ونظر لها بعينيه
- قائلا بدون كلام. انا معاكى ومهتخلاش عنك...
فهمت كلماته الغير مسموعة. تمسكت بيده اكثر، رمقها نظرة امتنان. هبط المصعد خرجوا منه. رائوهم جميع موظفين الشركة. متشابكين الايدى لاول مرة. والقوة والثبات تملا عيونهما. معلنين بان الخوف لا يوجد في قاموسهما، ساروا في الشركة لاول مرة
بعد ان دلفوا من الشركة رائوا تجمع الصحافة حولهم. فريدة بهمس لفارس.

- قائلة بنصح. خليك ثابت وماتقولش الكلام الا لم تفكر فيه.
هزا راسه ايجابا
احد الصحافة موجها حديثه لفريدة
- قائلا باستفهام. هو حقيقي تم سرقة المشروع؟
فريدة باستنكار.
- قائلة بعدم فهم. مشروع ايه؟
صحفي اخر
- قائلا بذكاء. مشروع القرية السياحية
اردف فارس بقوة
- قائلا بكذب. انا مش عارف يا جماعة بتجيبوا الكلام ده منينا.
- قصدك يا باشا مهندس المشروع ما تسرقش.
- ماقصديش دى حقيقة وامر واقع.

اردفت فريدة بثبات انفعالى شديد.
- قائلة بغرور. الكلام ده خالى من الصحة المشروع هيتنفذ في معاده.
صحفية باستغراب
- قائلا. ازاى وتم طرد محمد يزيد من دقايق.
- فارس باستنكار. مافيش حد انطرد ثم تابع وهو يوجه حديثه الى زوجته
- قائلا. ولا ايه يا فريدة.
- الباشا محمد يزيد في مكتبه. ولو ماحدش مش مصدقنا يدخل يشوفه. قالتها فريدة بثقة.

نظر لها بصدمة ماذا تفعل. اذا لم يصدق احد كلامها وارادوا ان يتاكدوا. ودلفوا الى مكتبه. فسيعلموا انها كاذبة. والاشاعات تصبح حقيقة و يتاكدون من كلامهم بان المشروع تم سرقته بالفعل.
فى تلك اللحظة كانت اصطفت السيارة امام الشركة، لم يجد بدا غير ان يركبوا سيارتهم قبل ان يكتشفوا اكاذبيهم. امسك بيدها.

- قائلا. عن اذنكوا يا جماعة. قالها فارس بهدوء شديد عكس ضربات قلبه التي تتضارب بقوة بين ضلوعه. ودلف من امامهم، وفتح لها باب السيارة
- مدام فريدة لو سمحتى. قالتها صحفية برجاء
وهى تدلف داخل السيارة
- قائلة بايجاب. اعتقد يا جماعة احنا جاوبنكم على كل الاسئلة اللى انتو محتاجينها.
- باشا مهندس فارس. ازاى وجاتنا اخ...
لم يسمع باقى كلماتها لانه قاد السيارة سريعا.
( فرعون ).

كانت الفرحة تملا وجهه. لم يصدق انه عاد لمواصلة دراسته ومعه اوراق العودة لدراسة الهندسة التي تركها من ست سنوات. كانت فرحتها لا تختلف عن فرحته كثيرا. بانها استطاعت ان تعيد له جزء بسيط من حقه
- قائلة بسعادة. تعالي يا احمد نروح مطعم ناكل في النهاردة. وبعدها نروح سينما.
اردف احمد باستغراب
- قائلا. سينما اى يا ماما.

لقد نطق الكلمة التي اشتاقت اليها كثيرا. لقد حرمت نفسها من عدم سماعها. عندما تخلت عنه. واختارت الطريق الخطا بعيدا عنه وعن حضنه وعن مشاهدة سنوات عمره تمر امامها. بجميع تفاصيلها القصيرة والطويلة. برحيلها انفصلت عنه بامر زوجها. لكن هي كانت موافقة على القرار ولم تجادله، اعتلت الدهشة وجهها. امسكت ذراعه.
- قائلة بعدم تصديق. انت بتقول اى؟
تلعثم في الكلام
- قائلا بتردد. انا ماقولتش حاجة.
- لا قولت. قولت ماما.

اردف بارتباك
- قائلا باستغراب. هو انتى مش ماما.
- لا انا ماما. يا حبيبي ماما. قالتها ببكاء. واخذته في حضنها على الفور وتناست انهم في الشارع، تبكى في حضن اشتاقت اليه حق الاشتياق، وكلمة تستحق ان تكمل باقي عمرها لاجلها وبادلها نفس الحضن. وتناسوا تماما انهم بالشارع. فكانت عيون المارة مسلطة عليهم. ما بين السخرية والاستهزاء وكالعادة اصدر الحكم. بانها امراة عارهة تحضن شابا من سن اولادها.

اردف احد المارة باستنكار وهو يضرب كف على كف
- قائلا بحقد. ماعديش في احترام. هي البلد خربت من شوية.
احد الشباب مؤيدا على كلام العجوز
- قائلا بضيق. على رايك يا عم الحج. ماعديش في خش.
اردفت سيدة بحدة
- قائلة. زمن غريب شوف الست عندها كام سنة وبتحب عيل قد عيالها.

نحن نحكم ونحساب ونعلق المشانق وننسي الواحد الاحد. من نحن. لا شىء غير اننا عبيد لملك هذا الكون. عبيد ماذا لقد اخذنا الالوهية واصبحنا نكفر من نريد وندخل الجنة لمن نريد. الله اكبر علينا. نفعل ما نشاء فنحن اعطينا لانفسنا كل الاحقية في صدور الحكم.
خرجت من حضنه رات تجمع الناس حولهم وكلامهم الساخر. الذي ليس له من صحة اساس. نظرت الى ابنها
- قائلة بصوت عالى. يلا يا ابنى.
احمد بابتسامة على ثعره.

- قائلا. حاضر يا ماما.
ذهبوا بعيدا عن حشد الناس وتجمعهم.
- قائلة بضحك. الناس عمرهم في مصر ماهيتغيروا.
يبادلها الضحك
- قائلا. فعلا يا ماما. عمرهم ماهيتغيروا. هي دى مصر.
- تحب تاكل ايه؟
- احمد بتفكير. احب اكل سمك.
- خلاص تعالي نشوف مطعم سمك.
-...

( بعد ان خرج من الشركة. وهو داخل سيارته يفكر. كان الحقد والغيظ يملا قلبه. كيف تعامله بتلك الطريقة البشعة. وهو اهم عضو في الشركة. لقد كان ذراع والداها الايمن في كل كبيرة وصغيرة تخص الشركة. هي لم تراعى العشرة ولا حتى فارق السن لقد اهانته اهانة كبيرة جدا، وتناست اخلاصه ودعمه الدائم لها ( قصده نفاقه. بانه كان يوافق على جميع قرارتها دون ان يجادلها. او يوضح لها صعوبة المشروع على المهندسين. لم يهتم لاحد غير نفسه. ثم ارضاءها ) افاق من التفكير الذي انهكه. صوت هاتفه. اخرجه من تبلوا السيارة. راى اسم المتصل. فتح على الفور.

- قائلا بترحاب. اهلا يا خالد بيه
اردف خالد باختصار
- قائلا باستفسار. ايه اللى حصل في الشركة النهاردة.
- زى ما توقعت
خالد بغرور
- قائلا بسعادة. علشان تعرف هي بتلعب مع مين.
- كل توقعاتك كانت في محلها الا حاجة واحدة
اردف بقلق
- قائلا باستفهام. ايه هى؟
- عرفت ان انا اللى سرقت المشروع
خالد بخضة
- قائلا. يا نهارك اسود، وايه اللى عرفها؟
- ذكائها
اردف بسخرية
- قائلا باستفهام. عبد الجواد انت شارب حاجة؟

- ماتستهونش بذكائها. دى قدرت تاخد منك المناقصة بكل برود وهي حاطة رجل رجل
- هي المناقصة دى بس. بنت الذينة عمرها ما بتخسر. بس المرة دى خسرت.
- بتهيئلك. فريدة السيوفى ماتعرف الخسارة
- انتى عايز تفهمنى هتقدر تعمل مشروع تانى في اقل من شهرين
عبد الجواد بثقة في قدراتها
- قائلا بيقين. اكيد.
- ما تقدرش. لانها طردت محمد يزيد وجوزها مالوش الا في الستات.
- انت لسي مستهون بيها لحد دلوقتى.

- مهما راحت ولا جت هي واحدة ست مصيرها تضعف
- الا هى!
- انت مالك بتتكلم عليها كدة ليه.
- لانى عاشرتها وعارفها
- طب كفاية كلام عليها. قالها خالد بضيق ممزوج بغيرة. فهو لا يضيق احد يتغزل فيها الا هو. مازال يحبها اكثر من الاول خاصة بعد زواجها من ذلك التافه الشهوانى.
- طب هعمل ايه بعد ما عرفت؟
- هي كدة كدة كانت هتعرف مين اللى سرق المشروع. فبلاش نحور على بعض.
- دى شي اكيد. وضعى هيكون ايه؟

- اكيد هتطردك. هو انت ما تعرفش فريدة.
- عارف بس اكيد انت مدبرلي شغل في شركتك.
- هشوف يا عبد الجواد. سلام. قالها واغلق الهاتف في وجهه سريعا دون ان يسمع رده
لقد خسر وظيفته ومكانته مقابل المال
- قائلا بتحسر على نفسه. شكلك يا عبد الجواد انتهيت.

اؤما براسها ايجابا، وساروا قليلا. حتى وصلوا الى السيارة. فتح بابها لها. وسط دهشتها وسعادتها بان ابنها يتميز بجميع الصفات الجميلة. وحمدت الله وشكرته كثيرا على رعايته لابنها في فترة غيابها. جلست في السيارة باريحية وهو دار في الاتجاه الاخر وركب بجوارها. متجهين الى مطعم اسماك.
( بعد ساعة ).

تناولوا الغداء في مطعم سمك شهير بالقاهرة. وسط الضحك والهزار وحكايات الاسرار. وبعد ذلك خرجوا. وتجولوا في شوارع القاهرة. التي عندما تراها كأن التاريج يتسطر من البداية للنهاية. فرغم الزحام وكثرة الاعداد. فهى ساحرة دول العالم وقاهرة العدو وصاحبة مائة الف مئذنة.
علي الجانب الاخر.

كان وصلوا إلى المكان المنشود، ترجل من سيارته، واتجه على الجانب الاخر، وفتح لها الباب، خرجت من السيارة بهدوء. اصابها الذهول. عندما رات اشهر افيشات الافلام العربية والاجنبية موضوعة خارج المحل.
التفت له
- قائلة باستغراب. سينما. اكيد بتهزر.
- لا واهز ليه. وبعدين الافلام هي اللى هتخرجك من اللى انتى في.
فريدة بضيق
- قائلة بعصبية طفيفة. انت مخلينى اسيب الشركة تضرب تقلب وجيبنى هنا. اشوف فيلم.

- مالك بتتكلمى بقرف كدة ليه. كانى جايبك كباريه.
- زى ما جبتنى رجعنى.
تجاهل عجرفتها وتحكماتها
- قائلا بقوة. لو ماجتيش معايا. هشيلك واخلى منظرك زبالة قدام الناس.
اردفت بقوة
- قائلة بتحدى. عمرك ما هتقدر تعمل كدة.
رمقها نظرة كل صدق. بانه سينفذ ما يريد
- قائلا بجدية. نجرب ونشوف.
لم تجد بدا غير ان توافق
- قائلة. خلاص استسلمت.
سعد بمواقفتها
- قائلا. ناس ما بتجيش الا بالضرب.

- ما تفتكرش نفسك حاجة. كل الحكاية عايزة افك واغير جو.
- انا مش حاجة انا كل الحاجات.
وهى تدلف معه إلى داخل افخم قاعة سينما بالقاهرة.
- قائلة بابتسامة. ماشى يا عم الحاجات.
رمقها نظرة امتنان على موافقتها، وذهب إلى مكان قطع التزاكر.
وهي تشاهد لافتات الافلام التي تجمع ما بين الرومانسي. الكوميدى. الاكشن. الدراما، وغيرها
- قائلة باستفهام. فارس هتختار فيلم اى؟
فارس بحماس.

- قائلا بايجاب. طبعا من غير تفكير هنتفرج على اكشن.
و الصدمة تعلو ملامح وجهها.
- قائلة بعدم تصديق. بتقول ايه اكشن.
فارس باستغراب من رد فعلها
- قائلا باستفهام. مالك مصدومة كدة ليه.
ثم تابع وهو يغمز لها
- قائلا بخبث. وبعدين عايزنا تنفرج على ايه رومانسي؟
- فريدة بضيق. لا مش رومانسي. ثم تابعت بطفولة. انا عايزة اتفرج على كوميدي.
انفجر في الضحك عليها
- قائلا بعدم تصديق. ايه. بتقولى ايه.
- كوميدى. ماله؟

- مالوش بتاع اطفال.
- وكبار برضو.
فارس باستغراب من تصرفاتها التي لا تختلف عن الاطفال كثيرا.
- قائلا بتريقة. هو انا جايب بنت اختى معايا.
- امال اكشن يبقي اى. واحد صحبك.
اردف لاغاظتها
- قائلا. ما انتى صحبي.
ضربته على كتفه
- قائلة بعتاب. صحبك في عينك.
وهو يغمز لها
- قائلا بوقاحة. بس اي صاحب موز.
كل ذلك واكثر كان تحت انظار الناس، ورجل شباك التزاكر.
رجل شباك التزاكر.

- قائلا بهايم. اى يا جماعة قررتوا اى. الناس مستنية.
- فريدة باصرار. انا هتفرج على كوميدي.
- فارس بعند. لا اكشن انا الراجل ولازم كلامى يتنفذ.
شجارهم طال امام انظار الجميع. التي كانت بين استنكار تصرفاتهم الطفولية وحبهم للمشادة الكلامية ورفضهم بانها تعلى صوتها على زوجها، وخاصة ان صوت المراة عورة، وبعد دقائق، كانوا في داخل قاعة السينما لمشاهدة فيلم رومانسي
وهى تفرك في نفسها.

- قائلة بغيظ. انا على اخر الزمن اتفرج على فيلم رومانسي.
- مالك هو انا جبتك فيلم للكبار فقط.
جزت على اسنانها
- قائلة بضيق. احترم نفسك.
- فارس بتحذير. فريدة احنا مش في بيتنا علشان نتخانق. ثم تابع بهدوء لها مشيرا على الشاشة. قائلا. اتفرجي على الفيلم.
نظرت إلى شاشة العرض، رات مشهد حميمي بين البطل والبطلة، نظرت له بغضب راته ينظر لها ويري علامات الخجل والضيق على وجهها. فريدة بصوت منخفض ممزوج بالضيق.

- قائلة بحنق. عايزة امشي دلوقتي بدل ما يحصلش طيب.
فارس بهمس
- قائلا. تمشى ايه. الفيلم لسي في اوله
فريدة بعصبية
- قائلة باستهزاء. لا استنى لم يخلفوا
فارس بحسرة على نفسه
- قائلا. والله لو عمل كدة يبقى راجل بيفهم مش زى
اعتدلت له، ووجهت سؤالها له
- قائلة بقوة. انت عايز توصل لايه؟
نظر في عينيها
- قائلة بوضوح. اوصلك.
ابتسمت على رده بسخرية
- قائلة باستغراب. وش كدة
يرمقها نظرة شهوة.

- قائلا بجراة. انا راجل صريح. ماليش في التحوير
- لا ما هو باين. لكن اللى في دماغك ده مستحيل. انا مش واحدة من اللى تعرفهم
- دى اكيد انتى مراتى
- على الورق. يا ريت ماتنساش كدة. قالتها بقوة، و هبت من على ك...
امسك يدها بقوة
- قائلا بعصبية. رايحة فين؟
- انا ماشية مش...
- خلاص ماهتكلمش معاكى.
- معجبنيش الفيلم كله سفالة
هب فيها بنفاذ صبر
- قائلا باستغراب. هو انا اللى عامله!
رمقته نظرة كره.

- قائلة بحنق. انت وهو شبه بعض
بعد تفكير لبرهة تحدث
- قائلا. انا اسف
- اسفك في اقرب باسكت. قالتها بعجرفة، ودلفت من امامه.
قام ورائها واردف في داخله.

- قائلا. انا قولت جايب بنت اختي ماحد ش صدقني. ماله الفيلم. قالها باستغراب، ونظر إلى الشاشة راى المشهد. حرام عليكي يا فريدة الفلوس اللي دفعتها. ثم تابع بسخرية. وانا اقول الناس هتموت على الافلام الرومانسية ليه. دلف خارج القاعة ورائها، وهو ينادى عليها، وهي تمشي سريعا. فامسك ذراعها واردف بحدة.
- قائلا بضيق. لم انادي عليكي ما تسبنيش وتمشي.
- فريدة بتحذير. سيب ايدي يا فارس. راعي شكلي قدام الناس.

جز على اسنانه بنفاذ صبر
- قائلا بعتاب. وانتى ليه ما رعتيش شكلي. وانا بنده عليكي.
في تلك اللحظة خرج من قاعة فيلم اكشن. راى حبيبته التي اشتاق اليها كثيرا. تتحدث مع شخصا ما. ذهب اليها سريعا
- قائلا بسعادة. اى ده فريدة.
الصوت ليس غريبا عليها. استدارت للخلف بهدوء، راته، تخلصت من قبضة زوجها...
واردفت بثبات مصطنع.
- قائلة بابتسامة. كابتن ابراهيم.
وهو يرفع اصبعه لها يحذرها ان ترفع الالقاب بينهما.

- قائلا. هاااااااا قولنا ايه.
ابتسمت فريدة عندما تذكرت اخر لقاء جمعهما، وخاصة انه طلب منها ان ترفع الكلفة بينهما، نظرت الى فارس، رات نظرات الغضب تحتل ملامح وجهه. فاردات ان تتحداه وتغيظه وتعاقبه على ما قاله لها توا.
- قائلة. سورى يا ابراهيم نسيت. ثم تابعت باستفهام. اخبارك اى؟
- انا كويس مدام شفتك. ما بتجيش ليه.
- مشاغل ما انت عارف. بس اوعدك. اكيد هجيلك قريب.

- ابراهيم بتمنى. اتمني ده. ثم تابع بحزن. نسيت اقولك مبروك على الجواز.
- فريدة بتذكر. اه الله يبارك فيك. ما انك مجتش برغم انى عزمتك.
لقد تناسوا تماما وجود فارس. الذي يقف بجوار فريدة واضعا يديه بين خصره، يتفحصه من راسه حتى اخمص قدمه، يجز على اسنانه بغضب وعصبية شديدة لا توصف. يكاد ان يقتله في التو والحال والذي زاد المصيبة اكثر كلامه
- قائلا. ماقدرتش اشوفك مع حد تاني.

قال الجملة بسهولة. متناسيا تماما انها امراة متزوجة وملكا لشخصا اخر، وعليه ان يحترم ذلك غصبا عنه سواء شاء ام ابى. استغرب كثيرا سائلا نفسه. ما هذا الزمن العجيب. الذي يسمح لرجل يعبر عن حبه لامراة متزوجة لا خجل ولا احترام للواحد القهار. لقد ضاعت معانى الاحترام والرقى في المجتمع العربي لاننا جعلنا المحرمات جميعها مباح فالعيب ليس الزمن ومثلما قال الامام الشافعى رحمه الله عليه
نعيب زماننا والعيب فينا.

وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب
ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب
ويأكل بعضنا بعضا عيانا
اراد ان يقطع عليهما الخلوة، فاردف بهدوء خطير.
- قائلا باستفهام. ما عرفتنيش يا فريدة؟
ماذا تجيبه. وقد اصابها غضب شديد رفض كلمته لها. فهى متزوجة ولا تسمح بذلك التجاوز ابدا. فهى ليست من نوعية الفتاتات اللعوبات. فهى صرامة وحادة وعفيفة ( عفيفة ) تحتها عدد لا نهائى من الخطوط الحمراء.

مد يده ليصافحه. بادر ابراهيم بالسلام وعلى وجهه الكثير من علامات الاستفهام. ومن اهمهم. من ذلك الشخص؟
لم ياخذ وقت كثير ففارس حل لغز سؤاله
- قائلا بحدة. انا الباف اللي ما قدرتش تشوفها معاى. قالها وهو يضغط على يده بقوة.
اصابته الصدمة وتلعثم في الكلام
- قائلا بتوضيح. اكيد فهمت كلامي غلط ان...
قاطعه فارس بعصبية
- قائلا بصراخ. انت بتقول ايه يا روح امك.

اتسعت عينيه بصدمة من وقاحة رده. لم يتوقع منه ذلك. والله امره غريب يغازل زوجته وينصدم من رده. هل يصفق له. ويدع المجال له ليقول فيها اشعار
- قائلا بهدوء. يا استاذ حضرتك اسمعنى.
امسكه من لياقة قميصه
- قائلا بغضب. اسمع ايه يا ابن الكلاب.
اردفت باستغراب من عصبيته
- قائلة. انت بتقول ايه يا فارس.
والغضب يتطاير من عينيه
- قائلا بصراخ. انا لسى ما قولتش حاجة.

تجمعت الناس على صراخ فارس، وشاهدوه وهو يمسك ابراهيم من لياقة قميصه بقوة يكاد ان يموت في يده. سائلين انفسهم ماذا فعل ذلك الشخص. حتى ينال تلك الاهانة. في اقل من ثوانى زاد الحشد حولهم. الحاضر اعلن للغائب كأنه فيلم سينمائى سيعرض توا ولا يريدون ترك لقطة فيه، الجميع يشاهد ومتحمس بفيلم حقيقي على ارض الواقع، فهذا الفيلم يجمع بين العشق والغيرة والاكشن، فطبيعة البشر يعشقون المصائب. الا من رحم ربى
امسكت يده.

- قائلة بترجى. يا فارس سيبه هيموت في ايدك.
وهو مازال ماسكه من لياقة قميصه
- قائلا بصراخ. ما يموت ولا يغور في داهية.
ابراهيم وهو ينظر الى فريدة
- قائلا. انا مش راضي اذى علشانك.
هذا زاد من عصبية فارس اكثر. لكمه في وجهه بقوة
- قائلا بغضب. انت لسي فيك لسان تتكلم.

لقد تحمله كثيرا من اجل فريدته. فاصبح لا يطيق اهانته له بعد. فرفع يده ليرد له الضربة بقوة. امسكت فريده يده. وسط صدمة فارس واعجاب الناس بجراءتها وقوتها ودافعها عن زوجها حتى لو كان خطا.
- قائلة بتحذير. كفاية كدة.
من المعتوه الذي يرفض طلب اجمل امراة في العالم اذعن لكلامها على الفور وانزل يده بهدوء. نظر الى فارس
- قائلا بتحدى. انا اقدر اعلم عليك. بس علشانها...
انا ماشي. قالها وهو يغادر.

- لانك مش راجل. قالها فارس بعند فيه. وكأنه يخبره ان الشباك بينهما لم ينتهى بعد. وان الهارب امراة وليس رجل
اتسعت عين الناس بدهشة من رد فارس.
التفت له
- قائلا بغضب. مين اللى مش راجل يا، قالها وهو يرفع يده بقوة ليلكمه في وجهه.
لكن فارس تنحى في عكس الاتجاه. وامسك ذراعه على الفور. وبيده الاخرى لكمه في انفه بقوة. سال الدماء من انفه. وضع يده على فمه
- قائلا بغضب. انت ذودتها اوى.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة