قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الثاني والعشرون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الثاني والعشرون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الثاني والعشرون

لم تجد فريدة بدا غير ان تذهب الى الامن وتعلمهم بالكارثة. حتى لا تحدث فضائح اكثر من ذلك وتصل الى الاعلام. وهي سيدة اعمال ولها سمعتها هي وزوجها. يكفى كارثة سرقة المشروع. والتي استطاعت بذكائها ومساعدته لها ان يتلاشوا تلك الازمة. دون ان يشك الصحفيين في كلامهم.
رفع يده ليرد له ثمن الاهانة التي نالها امام الناس. اتى الامن على الفور، واحد من الامن امسك يد ابراهيم.

- قائلا بحدة. دى سينما مش مكان للبلطجة.
فارس بضيق لامن السينما، وهو ينظر الى فريدة.
- قائلا بعصبية. ايه اللى جاب الناس دى هنا؟
احد من الامن
- قائلا بضيق. احترم نفسك.
- ولو ما احترمتش نفسي. هتعملوا ايه؟
احد من الامن
- قائلا بصرامة. هنكتب فيك بلاغ دلوقتى.
اردف بعند
- قائلا بتحدى. اجى اكتبه معاك.
اردفت فريدة
- قائلة برجاء. فارس كفاية فضايح.

- فارس باستنكار. انا برضو اللى بعمل فضايح. ثم تابع بعصبية. ما ابن الكلاب هو السبب.
ابراهيم وهو يجز على اسنانه من العصبية. يحاول ان يتمالك اعصابه التي فرت منه بسبب فارس
- قائلا بنفاذ صبر. بتغلط تانى.

- فارس بتوعد. و يا حياة دينى لو شوفتك بتكلمى مراتى تانى. ما هيحصلك طيب. ثم تابع بتحذير. فهمت ولا اعيد تانى. قالها بقوة، ثم جذبها من ذراعها سريعا. هروبا من الحشد والعصبية والضيق اللذان يحرقان قلبه. ودلف خارج القاعة.
تخلصت من يده.
- قائلة بعصبية. انتى اى ما بتفهمش؟
- فارس بعصبية. لا سبتلك الفهم يا هانم.
ثم تابع بسخرية وهو يقلد ابراهيم.
- قائلا. ما قدرتش اشوفك مع حد تاني.

ضحكت على سخريته من ابراهيم وعصبيته الغير مفهومة بتاتا.
- مش مراعية وجود جوزك. وقال جاي اخفف عنك من خنتقك. ما كنتش اعرف ان انا اللي هتخنق.
اردفت باستغراب
- قائلة باستفهام. وانت ايه اللى يخنقك؟
- فعلا كلامك صح هو اى اللى يخنق. واحد بيعاكس مراتى مفروض اكلمه كويس.
- انا كنت هرد على. قالتها فريدة بلامبالة
فتح باب السيارة لها
- قائلا بضيق. اركبي بدل ما اصور قتيل النهاردة.

لم تجد بدا من الحديث معه. فاؤمات براسها ايجابا، وركبت داخل السيارة بهدوء. خوفا من ضيقه وعصبيته الواضحة عليه كوضوح الشمس. التف في الاتجاه الاخر وركب بجوارها. انطلق بسرعة خطيرة لا يعرف الى اتجاه يسير. فقط يريد مكان ان يخرج فيه من نفسه.
نظرت اليه تريد ان تتحدث، لكن معالم وجهه لا تبشر بالخير لا يريد الحديث معها وخاصة هي وهذا ما ادركته من ملامح وجهه، ولكنها عنيدة وقررت ان تتحدث.

- قائلة بهدوء. ممكن اتكلم.
مطى فمه لامام بضيق
- قائلا برفض. مش ممكن.
تضايقت من رفضه
- قائلة بتحدى. على فكرة انا ما باخدش اذنك انا لو عايزة اتكلم هتكلم.
تجاهل ضيقها، وطرح سؤالا عليها
- قائلا باستفهام. مين ابراهيم ده؟
- يهمك.
نظر لها باهتمام
- قائلا. اكيد.
- ابراهيم ده...
قصت له من هو ابراهيم؟ وكيف بدات علاقتهم؟
- فارس بغيظ. اهاااا يعني زفت الطين المدرب بتاعك.
- فارس.
نظر لها بضيق
- قائلا باستهزاء. يا نعم.

ادرفت باستغراب
- قائلة باستفهام. مالك بترد كدة ليه.
- فارس بعصبية. عايزاني ارد ازاى يا هانم. وانتى بتقوليلي الكابتن بتاعك بيحبك وحضرتك عارفة.
هبت فيه بعصبية
- قائلة. وانت ايه يضايقك احنا جوازنا على الورق. ولا نسيت اتفاقنا؟
الجمته بسؤالها. وكأنها تبلغه ان تصرفاته لا مبرر لها وزواجهما فترة وستنتهى. وكلا منهما سيعود الى حياته الطبيعية. فلا داعى ان يكبر المواضيع.
فارس بتبرير لعصبيته.

- قائلا بشرح. انا بتكلم على منظرنا قدام الناس.
- في دى عندك حق. بس انا كنت هرد لولا انك اتس...
قطعها عن الحديث عندما اوقف السيارة بعصبية في طريق ما. وسط صدمتها واستغرابها
- قائلة بعصبية. هو في ايه. وقفت العربية ليه؟
اعتدل لها
- قائلا بضيق. حتى لو كان جوازنا على الورق. ده مايدوش الحق ان يتكلم معاكى بالطريقة دى. فاهمة ولا لا؟
- فارس انا مش طفلة صغيرة بتعلمها.
- انتى اكتر من الطفلة، لانك مراعتيش وجودى.

- حضرتك لو كنت سبتلى المجال كنت رديت على بالطريقة اللى يستاهلها.
- ويا ترى ردك كان هيكون ايه يا مدام فريدة
- بلاش تريقة
- انا ما بتريقش انا عايز اعرف ردك.
- اكيد كان هيكون مختلف عن اللى انت عملته
- زى اى مثلا
- كنت هوقفه عند حده
- اه عند حده، لم يعترفلك ان هو بيحبك
- فارس انت متضايق؟

- كويس انك واخدة بالك. قالها بضيق من برودها، ثم فتح باب السيارة ودلف خارجها ؛ لينفس شحنة الغضب والضيق والخنقة التي انتابته منذ ان راى ابراهيم يتحدث معها بتلك الطريقة الحميمية...
فتحت باب السيارة بهدوء. ووقفت بجواره عند كبوت السيارة تضحك وتتعالى ضحكاتها الطفولية الرقيقة.
نظر لها باستغراب
- قائلا باستفهام. ممكن افهم بتضحكى على ايه؟
- اصل كل ما نكون كويسين لازم نمسك في بعض.

- فارس بضحك. اه صحيح. مافيش يوم يعدى الا لم نمسك في خناق بعض. وانا اقول الرجالة بعد الجواز كارهة نفسها ليه.
نظرت له باستغراب
- قائلة بكره. فعلا مجتمع زكورى متعفن.
رفع حاجبيه باستغراب من ردها
- قائلا باستفهام. انتى مالك قلبتي لغة عربية كدة ليه؟
- انت بتغطل فينا. قالتها فريدة بتحذير له.

- مين دولى اللي بغلط فيهم. قالها بسخرية بعرض مسرحى كوميدى، وهو يلتفت يمينا ويسارا. ليجد احد تقصده بكلامها. لكن المكان الذي وقف فيه بسيارته ليس خال من الناس. لكنهم ليسوا موجودين فيه بكثرة. يكاد تكون منعدمة من البشر.
اخرجت تنهيدة ضيق من صدرها
- قائلة باستفهام. هنعمل ايه في الكارثة اللى احنا فيها؟
هزا راسه بعدم فهم
- قائلا باستفهام. كارثة ايه؟
فريدة بضيق
- قائلة. فارس. سرقة المشروع ولا نسيت.

- اه. ما انا لازم انسي بسبب الزفت اللى قابلنا النهاردة.
- رجعنا تانى. قالتها فريدة بنفاذ صبر من تصرفاته الطفولية
- خلاص احكىلى ايه اللى حصل؟
هزات راسها ايجابا نعم. وبدات في سرد الحكاية...
كانت تتمسك بيد صغيرها ولا تريد تركه، دلفوا إلى مول بالقاهرة ؛ لشراء ملابس للابنها. دلفوا داخل المحل متشابكين الايدى. كعرسان جدد في بداية زواجهما. وسط الترحاب الشديد.

اختاروا مجموعة من الملابس. ما بين البناطيل الجينز والتشيرتات بمختلف الالوان.
رجاء وهي تعطيه بنطال جينز وتىشرت
- قائلة بحب. ادخل يا احمد شوف الحاجات دى. عقبال ماشوفلك حاجة تانية.
- كفاية كدة يا ماما.
- رجاء برغض. مافيش كفاية ان شاء الله اجبلك المحل كله.
ثم تابعت وهي تداعب ذقنه
- قائلة. هو انا عندى كام حمادة.
هزا راسه ايجابا واخذ منها الملابس. واتجه الى البروفا
- احمد.

- نعم يا ماما. قالها وهو يبدل الملابس بالغرفة
- ابقي فكرنى احلقلك. بدل ما شكلك عامل زي كفار قريش.
ارتسم على ثغره ابتسامة من كلامها
- قائلا بادب. حاضر يا ماما
- تسلملى يا عيون ماما.
بعد ان انتهى من التبديل. دلف من الغرفة ؛ ليريها الملابس. التي عبارة عن بنطلون من الجينز و تيشرت باللون الابيض.
- رجاء باعجاب. الطقم تحفة عليك.
حقا كانت صاقدة في وصفها. كأن الطقم خلق ليكون عليه. ليظهر وسامته ورجولته.

- خلاص هنشترى
- خد ده كمان. قالتها وهي تعطيه طقم اخر.
اؤما براسه ايجابا واخذ منها الملابس. كان يخرج بملابس مختلفة. وكان يوجد بعضا منها يتفقون عليها ويتجادلون فيها، في نهاية تبديل الملابس وتغيرها. اختاروا مجموعة من البناطيل الجنيز بالوان مختلفة وتي شيرتات صفية مختلفة الالوان ايضا. وكانت الملابس جميعها ماركة.

بعد ان انتهت جولة الملابس. وجولة الاحذية. ذهب إلى مصفف الشعر وحلق لحيته وصفف شعره الطويل بطريقة انيقة...
بعد دقائق دلف خارج المحل بشكل ثاني، فظهرت ملامح وجهه المصري الجذابة التي اخفاها الحزن، وظهرت نواجز وجهه التي لم تظهر الا عند ابتسامته، راته لم تصدق جماله وان صغيرها عاد كما كان وسيما للغاية.
اردفت بعيون دامعة
- قائلة بطلب. تعالى نروح النهاردة نصلي العشاء في الحسين.

اوما براسه ايجابا للامه، واخذوا شنط الملابس ووضعوها في شنطة السيارة وذهبوا الي...
غابت الشمس واتى القمر ليعلن عن مساء جديد
( ارض الاغراب ).

فتح باب الشقة في حالة عدم اتزان كامل. فهي كانت لا تصدق نفسها، عندما تركت كل الاحبة ورائها ودلفت إلى ارض الغربة، فامريكا حلم يرواد الكثير من شباب مصر تحت شعار الحرية بجميع اشكالها المختلفة حرية فكر. راى. عقيدة، الخ لكن مع الاسف الحلم في اقل من ثواني. يقلب لكابوس بشع صعب التخلص منه، ويهتز ستار الديمقراطية والحرية تحت فكر صهيونى رهيب، كانت حاملة معها احلام وامال في بلد اروبية لا دين لها. فالذى نراه في التلفاز. ماهو الا قناع تخبا تحته الكثير من الاسرار. ومنها الكره الشديد للعرب. من انت ايها العربي، تركت بلدان لا تستطيع تعويضها حتى لو صدفت حلم سعيد. فالخيال شىء والواقع شيئا اخر، انتهت من دراستها بالقاهرة. وبعد ان خاب املها قررت ان ترحل الى بلاد لم تعرف فيها غير ان تجيد لغتها بطلاقة. اشتغلت في مكتب هندسي بامريكا. وكان مدير مكتبها في امريكا. عرفت انه ليس متجوز وغنى ولديه ثروة هائلة. مثلت عليه الحب. بكل الطرق البذيئة. للوقوع في شباكها، استسلم لها، فاعتقدت في مخيلتها انها استطاعت ان تهزمه تحت تاثير جمالها الفتان. فضحكة سخرية عليها. من تبيع كرامتها وشرفها وعفتها لعربي يتركها ولا يسال فيها. الذي معروف عنه الشهامة والرجولة وغيرها، فما بال الاجنبى، الاجنبي لا قانون له، يلعب بحرية كشعار بلده المقيم فيه، وهي كان سقف حريتها عالي، تخلصت من مبادئها واخلاقها وعفتها قبل ركوب الطائرة. عاشت معه في الحرام، فبعد السنة الثانية معه، اكتشفت ميوله الجنسية فكان انسان غير طبيعي يميل إلى الجنسين، لعنة على شعب منبوذ ومكروه. من جميع العرب. لا يقلده غير التافهين والجاهلين. ترك عمله واصبحت هي التي تصرف عليه، البيت تحول إلى مقلب زبالة، كل يوم ياتي العاهرون يتراقصون ويتمايلون ويقضون نهاية الليلة في اى مكان من الشقة، ليسدوا رغباتهم القذرة، سبع سنوات غربة عن الاهل وخذلان للاخرين ودموع وانكسار وبعد عن الواحد الاحد الفرد الصمد. تعيش حياة منبوذة مكروهة تتمني الموت كل ليلة. اصبحت الايام كئيبة حزينة وحيدة. لا جديد بها. طوال اليوم تعمل وتشقى. وهو ياتى على الجاهز وياخذ المرتب كاملا. يصرفه على نفسه. مقابل عدم ترحيلها من جهنم. لقد فكرت كثيرا في الهروب والعودة الى ام الدنيا. لكن من سيكون بانتظارها. امها ربما ماتت اثر رحيلها. و اباها كلام الناس وسخريتهم عليه قتلوه، وباقى العائلة تبرئوا منها تماما ولا يريدون ان يروها. واذا صادفوها وجها لوجه سيقتلوها. كانت تجلس في الصالة تضع يدها على خديها مثلما يقولون تندب حظها.

اردفت بالانجليزية
- قائلة بضيق. مساء الخير يا جاك.
جاك بعدم اتزان - قائلا بسكر. مساء الخير يا اميرتي.
اردفت بحسرة عل. نفسها
- قائلة بحزن. ما اجمل تلك الكلمة مازلت متزكرها.
- انا لا استطيع ان انسي تلك العربية التي اصبحت عشيقتي.
- تقصد الرخيصة التي اصبحت ملكك دون مقابل.
وهو يجلس بجوارها على الاريكة
- قائلا ببرود. اصبحت لا افهمك انتى تكبرين المواضيع كثيرا.
- الموضوع ليس مهما بالنسبة لك. لكنه يعنى لى الكثير.

- وهو لا يعنى لى بتاتا. قالها جاك ببساطة شديدة.
- لماذا يعنى لك؟ وانا اصبحت عشيقة لشخص شاذ. قالتها ورمقته نظرة استحقار.
امسكها من شعرها وجذبها له بعنف
- قائلا بكره شديد. حقا انكي صدقتي عندما اردفتي انكى رخيصة. انا لم اجبرك على شىء. كل شيئا كان برضاكي.

كانت ممسكة بقبضة يده تحاول التخلص منه، فكانت تتاوه من الالم والانكسار والاهانة. قام برميها على الارض بعنف وانهال عليها ضربا مبرحا. يضرب ويضرب والاهانة تتزايد اكثراكثر. والكره يتجمع في لقطات ضرب مهينة. يخرج كرهه للعرب جميعا. في ضرب تلك المسكينة التي فقدت كل شىء في لحظة. كانت شهقات بكاؤها تعلو وتعلو وتعلو ولا مجيب ومنقذ على ندائها الذي يمزق القلب الى اشلاء منتهية الاستخدام. من ينقذك فانتى في بلد لا تعرف للرحمة عنوان والانسانية لا توجد الا في تمثيل مشهد في التلفاز لديهم. لاعطاء العرب جميعهم صورة كاذبة واقناعهم بان اوروبا بلد التمدن والحضارة. فينخدع الكثير والكثير ويرحلون الى بلاد مشوهة السمعة والسيرة، اوقفه عن ضربها صوت الجرس. طوال السنوات الماضية لم ياتي احد من الجيران ينقذها من ذلك الحيوان البشري الا عاهراته الذين ياتون في ذلك الوقت. او الرجال الذين يمارس معهم الفاحشة، فدائما كانت نظراتهم لها مشمئزة وبغيضة كانت دائما تعلمه بذلك فلا حياة لمن تنادى انه ليس عربيا. فالغيرة وامور الحب لا يعرفها الا العربي، تركها جثة هامدة مثل كل مرة، ودلف إلى اتجاه الباب. ليفتحه، انها صديقته الشقراء الامريكية كرستين ولسون.

وهى تعناقه وتقبله امام عينيها
- قائلة بوقاحة. اهلا جاك
وهو يبادلها العناق والقبلات ايضا.
- قائلا بحب. اهلا بكى يا كرس.
دلفت الى الداخل، واغلقت باب الشقة ورائها بهدوء. ووضعت الاكياس المحملة بالاطعمة التي بيديها ارضا. عندما رات جيسي ملقاءة على الارض. والدماء تسيل من انفها. والدموع تنهمر بغزراة من عينيها. تطلب الرحمة والعفو من قلوب ماتت الانسانية بداخلهم. جثت على ركبيتيها امامها.

- قائلة بسخرية. مابكي ايتها العربية الجميلة. قالتها وضحكت بشماتة عليها. فامر جيسي لا يعنيها بتاتا فهي لا تمتلك مشاعر مثل صديقها.
- هيا الى المطبخ. قالها جاك بامر لجيسي ممزوج باستحقار.
لم تستطع الاجابة على كرستين. هزات راسها بياس. وقامت على ركبتيها بصعوبة. واخذت الاكياس الموضوعة ارضا. وذهبت الى المضبخ سريعا. لتضع الاشياء التي احضرتها من خمور ومجموعة من الاكلات المحرمة.
نظرت كرستين الى جاك.

- قائلة بغل. إلى متى تحين الفرصة لتتخلص من تلك البغيضة.
- انه قريبا جدا. انا اخذت منها كل شىء اصبحت لا قيمة لها.
- لا اعلم ما الذي اعجبك بها. انها قبيحة ومثيرة للاشمئزاز.
- جاك بتوضيح. انا لم اعجب بها ولكنها كانت تمتلك مالا كثيرا، فكنت لا استطيع تركها.
- حقا انها مجنونة عندما صدقتك. من هي حتى تعيش ذلك الوهم. وتصدق ان جاك ارستو سيحبها.
- حقا لمعتوهة لتصدقني.

لم يخطر ببال ايا منهما ان همسمها قد وصل إلى مسامع جيسي. تسارعت العبرات لتسيل على وجنتيها في صمت. هاهي الحياة في ارض الاغراب...

وبعد انتهائهما من الصلاة في الحسين، دلفوا إلى بيتهم والسعادة تملا وجوههما، ترجل من السيارة، رائها تنتظره كالعادة في البلكونة ؛ لتطمئن عليه انه اتى، وبعد ان تراه تدلف إلى الداخل. لكن تلك المرة كانت مختلفة. فقد تسمرت في مكانها ورفضت قدمها الخضوع لامرها بالدلوف للداخل. بانها لم تستطع التعرف عليه. فتغير تغييرا كاملا وظهرت وسامته اكثر. فهذا كان احمد الذي احبته، وليس فرعون الاسم الذي اطلقه على نفسه. فتح الباب لامه بادب. رات ندى. لوحت بيدها اليها. بادلتها ندى السلام برقة. نظر الى امه. فهمت من نظرته انه يريد ان تترك له تلك الخصوصية وتدلف للداخل.

- احمد
وعينيه مسلطة على حبيبته الصغيرة
- قائلا بادب. نعم يا ماما.
- انا طالعة ابقى جيب الحاجات من شنطة العربية.
وهو مازال على وضعه.
- قائلا. حاضر.

هزات راسها بنعم، ودلفت من امامه. متجهة الى داخل البناية. استند على العربية. ينظر اليها بقوة ممزوجة باشتياق شديد. يملا قلبه من رؤيتها. يخطف لحظة من الزمن في حبه لها دون ان يمنعه احد او يعيق حبهما. فحبهما مشروط ويوجد الملايين من العقد عليه. ولكن من يمنع حب ولد في الصغر دون وضع له قانون محدد او خطة لسير عليها ؛ حتى لا يفشل في النهاية. الفشل والنجاح سنة الحياة والحب ايضا.
رسم بيده قلبا لها.

- قائلا بهمس. بحبك.

ابتسمت بعفوية على تصرفاته الجميلة. هل تقف ثابتة دون ان تعبر له عن حبها. رسمت ايضا بيدها قلبا في الهواء الذي يقارب الحب بينهم ويمزج نسماته بين انفاسهم. يشعرهم بانه خلق لاجلهم ليجمع انفاسهم في لقطات ساحرة من الزمن. طالت النظرات بينهما. وتناسوا تماما الكرة ارضية بناسها وتفاصيلها المملة وعاشوا ثوانى خلقت لاجلهم. تعهدهم بانها لا تقبل فراق الاحباب. بل على استعداد لازاحة جميع العقبات من امامهما. حتى يمارسوا حبهما كيفما يشاءوا، لم يجد بدا غير انه امسك الهاتف وارسل لها رسالة وكانت كالتالي.

( ادخلي جوي قبل ماحد يشوفك. يقول لاهلك )
افاقت من نظراته اليه على رسالة من هاتفها. امسكته وقرات الرسالة. اصابها الحزن والاسي. ولكن ماذا تفعل فحبهم محظور من اهلها. اشارت بيدها له بحب. ودلفت إلى الداخل. تسمرت في مكانها من الصدمة، وارتعشت اوصالها خوفا...
رات والداها والغضب يتطاير من عينيه.
- قائلا بحدة. كنتى بتبصي على اى يا ندى.؟
ابتلعت ريقها وبدات تفرك في يديها
- قائلة بكذب. ماكنتش ببص على حاجة يا بابا.

امسكها من ذراعها بعنف وضغط عليه بقوة
- قائلا بغضب. هو انا علمتك تكدبي. اكيد بتبصي على الفاشل. اللي انطرد من كلية الهندسة بسبب البنات.
الدموع ترقرت من عينيها سريعا
- قائلة بترجى. سيب ايدى يا بابا
ومازالت يده تمسك ذراعها بقوة تكاد ان تكسر - قائلا بعصبية. كنتى بتبصي على ايه يا بت انتى.
- يا بابا كنت بشم هواى. قالتها ببكاء شديد
وهو يصفعها على وجهها
- قائلا بغضب. هواى في عينك قليلة الادب.

وهى تضع يدها مكان الصفعة
- قائلة بالم. اه.

سؤال هل شعرت يوما بالاهانة. جميعنا معرض لذلك. لكن من الغريب ليس من القريب. فهنا تختلف كثيرا. الاهانة مرارة في حلق من ذاقها وتعايش معها. والاصعب من ذلك هو التاقلم عليها. والتقبل بالوضع الحتمى. الى اية درجة ستظل تستحمل اهانتهم. فهى لم تجنى او تقتل قتيل. بل احبت واختارت الامان في شخص اخر غيرهما. لانها ببساطة لم تجده بينهما. فرات فيه جميع معانى الحب والاخلاص والامان والكرامة.

( الكرامة اهم شىء يجب ان يوفره الرجل لمراة قبل الحب ).

دلفت امها قاسية القلب متحجرة الكلمات. على صراخ زوجها. راته يمسك بيدها صغيرتها بقسوة. تجاهلت بكاء ابنتها وكأن التي امامها غريبة عنها. لم تحملها في احشائها تسعة شهور. لم تسهر الليالى على مرضها. لتخفف عنها. لم تمشط شعرها، كل ذلك واكثر اصبح رماد تحت بند انها تريد تربيتها وتعليمها معنى الاخلاق. فالتربية ليست ضرب واهانة بل حب وامانة. بعدم خيانة العهد. اردفت بلا مبالة
- قائلة باستفهام. في ايه يا خالد؟

- بنتك كانت بتبص على الفاشل.
ما بين دموعها تدافع عنه
- قائلة ببكاء. ماتقولش على احمد فاشل لو سمحت يا بابا.
صفعها مرة اخرى على وجهها
- قائلا بغضب شديد. انتى لسي بتدافعى عنه يا قليلة الادب.
وحورية في مكان اخر كأن التي تضرب الان عدوتها وليست فلذة كبدها
- قائلة باستغراب. فاشل زي دى عايز اى من بنت عندها 18 سنة وهو عنده 30 سنة.
- هياخدها يربيها. قالها خالد باستهزاء.
حورية بحيرة.

- قائلة. المصيبة مالوش اهل اروح اكلمهم يبعدوه عنك.
- العيب على بنتك قليلة الادب.
- سيب ايد البت يا خالد لتكسرها
- اسكتي انتى يا حورية انتى مش عارفة حاجة بنتك دي عايزة تتربي.
- حورية بجهل. اكيد عاملها عمل.
ندي بعيون دامعة.
- قائلة باستغراب. عمل اى يا ماما؟
امسكتها من ذراعها الاخر
- قائلة باستفهام. قوليلي يا حببتي ماتكدبيش على ماما. حصل مابينكوا حاجة.
توسعت عيناها من الصدمة، واردفت بسيول من الدموع.

- قائلة بعدم تصديق. ماما انت بتقولي اى. انا مستحيل اعمل كدة. انتى مش عارفة بنتك. قالتها ندى وانفجرت في بكاء مرير
تجاهلت بكائها
- قائلة بقسوة. خلاص اسبوعين كدة خطوبتك على ابن خالتك. اى رايك يا ابو ندى
- اللى تشوفى...
(سرقة المشروع ).

قصت له الحكاية من اولها لاخرها. بالتفصيل الممل. كما يقال. وهو لم يقطعها في حرف واحد. بل كان يستمع اليها جيدا. حتى لا يقيدها ويجعلها تتحدث باريحية. مثلما تفعل معه. تستمع اليه وبعد ان ينتهى تعلق عليه بهدوء. وتوضح له النقاط التي اخطا فيها والنقاط التي اصابها في الحق. واذا كان يوجد نصيحة. تقولها له دون ان تشعره بانها افضل منه. وهذا هو الاهم. عدم اشعار المخطى بانك افضل منه. دائما تقول له جميعنا مخطئين. لكن الفارق هو عدم الاستمرار في الخطا. بل يحاول ان يصلحه رويدا رويدا. ليس بالاجبار او الكره...

هما متزوجان على الورق. لكن هم يحققون الشروط الربانية التي وضعت في الزواج. ومنها الكثير والكثير التي اصبحنا في الوقت الحالى لا نرى منها الا القليل. وهذا سبب واضح في فشل العلاقات الزوجية. ما الشاق في الامر ان نستمع الى بعضنا البعض في هدوء. ونعطى فرصة للطرف الاخر ان يعبر عن رايه. دون اصدار الحكم او التعنيف. سواء كان المتلقى الزوج او الزوجة. اهم شىء ان تتحقق المعادلة الربانية. فالزواج هو شخص يكملك ويحب عيوبك قبل ان يحب مميزاتك، الحب يتواجد اينما تتواجد الشرعية الاسلامية.

ومثلما قال الملك. بسم الله الرحمن الرحيم
( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذ لك لآيات لقوم يتفكرون (21) )
صدق الله العظيم
وبعد ان انتهت من حديثها
- قائلة بهدوء. هي دى كل الحكاية
ادرف فارس باستغراب
- قائلا باستفهام. طب خالد يسرقه ليه؟
زمت فمها للامام.

- قائلة. بيحبنى. قالتها فريدة بساطة. وكأنه امر سهل. متناسية تماما انه زوجها ويغار عليها. تعتبره صديقتها في الصف وتتحدث معها عن زميل يحبها بشدة.
جز على اسنانه بغضب. و اخرج شهيق عنيف من صدره
- قائلا بضيق. ومن امتى ده؟
- من قبل ما اتجوزك. قالتها ببرود. وكأنها تقص له امرا عاديا
فارس بنرفزة
- قائلا بغيرة. ومادام دى بيحبك ودى بيحبك ما اتجوزتيش حد فيهم ليه.

- لانى بكره الرجالة. قالتها وهي تنظر له بكره. ليس نظرة كره. غضب ايضا لم يكن غضب. لكن نظرة غير مفهومة بتاتا.
اتسعت عينينه بذهول
- قائلا بسخرية. يا ستار يارب. ويا ترى بتكرهى الرجالة ولا مالكيش فيهم. قالها وانفجر في الضحك عليها.
فريدة بغيظ منه
- قائلة بضيق. تصدق انك قليل الادب.
قالها ومازال يضحك
- قائلا ببرود. وايه الجديد؟
- انا همشي. قالتها وهي تدلف من امامه.
امسك يدها. وحاول ان يتمالك نفسه من الضحك.

- قائلا باعتذار. خلاص انا اسف.
- فارس انت بتهزر
- لو انتى بتقولى ده حقيقة يبقى بهزر
رفعت حاجبيها باستغراب
- قائلة باستفهام. مش معنى؟
- حطى نفسك مكانى. ومتقوليس ام كلمة جوزانا على الورق. والهلفط اللى بتقوليه على طول
بعد التفكير لبرهة في كلامه
- قائلة بصدق. مهقدرش اتخيل غير جوزانا على الورق، او صفقة من صفقاتى
- دى انتى جيتى كحليتها عميتها
- دايما انت كدة تسيب الموضوع الرئيسي وتتكلم في حاجات تافهة.

- على الاقل مواضعى افضل من دى بيحبنى ودى بيكرهنى
- هو انا اللى قولتلهم يحبونى
فارس بعصبية
- قائلا بغيرة. راعى وجود جوزك.
كادت ان تتكلم اشار لها باصبعه ان تلتزم الصمت. هزات راسها بالموافقة. ورجعت وقفت بجواره. ثم تابع باستفهام. هو عملها قبل كدة؟
- هو مين؟
- خالد الزفت. سرقك قبل كدة.
- لا اول مرة.
- طب مش معنى دلوقتى.
- لانى اتجوزت وعايز ينتقم منى.
- عارفة انت عايزة ايه؟
- ايه؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة