قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الثالث والعشرون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الثالث والعشرون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الثالث والعشرون

وهو يرفع يده بتمثيل ليخنقها على كلامها الخارج من فمها بمنتهى السهولة. وكأن الذي ترويه امر عاديا
- قائلا. اخنقك واخلص منك.
- فارس هو في ايه؟
فارس بعصبية شديدة
- قائلا. في محشي اغرفلك.
- انت مالك متعصب كدة ليه؟
- اه فعلا. واحد في السينما هيموت عليكى ودى دلوق...
قطعته
- قائلة باستغراب. هو انت غيران؟

صدمته من سؤالها، واتسعت عينيه بدهشة. وهربت الدماء من عروقه. بانه تم كشفه توا. فهو لا يشعر بالغيرة اطلاقا. بل يشتعل من الداخل كلما تحدثت عن رجل. فامره غريب. نيران الغيرة تحرقه بقسوة. ولكنه كذب قلبه سريعا. مبررا موقفه بانها زوجته وله الحق ان يخشي عليها من قوم الرجال. خاصة انه يعرفهم جيدا
- قائلا باستنكار. غيرة ايه. انتى فهمتى غلط. هو خوف مش اكتر.

حزن قلبها بشدة من رده. بدون سبب. سائلة نفسها لماذا تحزن؟ فزواجهما على ورق. وهي ايضا تكره قوم الرجال حد الجنون. وضعت قلبها السائل وعقلها المجيب مثلما هو فعل. و سيطرت على حزنها
- قائلة بثبات. نرجع لموضوعنا.
- ليه طلبتى من عبد الجواد يجيب المشروع.
زمت فمها بتفكير
- قائلة بحيرة. مش عارفة.
- انا شايف ان عبد الجواد ده لازم يتعاقب ويتطرد.
- دى شى اكيد وهيحصل في الوقت القريب.
- هو تنفيذ المشروع هيبدا من امتى؟

- بعد شهر هنبدا نبنى القرية.
- تسليمها هيكون امتى؟
- بعد سبعة شهور.
نظر لها بدهشة ممزوجة بعصبية
- قائلا بسخرية. دى كله قرفانة وتاعبة اعصابنا على سبعة شهور
- سبعة شهور ايه. انا قصدى على الشهر اللى هيتم في تنفيذ المشروع.
رفع حاجبيه باستغراب
- قائلا بهدوء. ما تقول كدة من الاول. بدل ما اضربك.
صرخت في وجهه بعصبية
- قائلة باستفهام. بتقول ايه؟
- اضربك في مانع.
- دى موانع.
ابتسم على ردها.

- قائلا. ديداة انتى بقيتى بيئة اوى.
- من عاشر القوم.
- اه انتى بيئى، وانا عصبي قرفنا على بعض.
هزات راسها بعدم فهم
- قائلة باستفهام. يعنى اى قرفنا؟
- يعنى بقينا شبه بعض.
- انت شبهى انتى.
- انتى تطولى دى انا قمر.
- على نفسك.
- لا يا ديداة اتكلمى جد.
- المشروع...
قطعها بعصبية
- قائلا. يولع المشروع.
ثم تابع وهو ينظر الى عينيها. ليسحرها بجماله وخاصة عينيه.
- قائلا باستفهام. انا حلو ولا لا؟

- يهمك. قالتها فريدة بضياع في بحر جمال عينيه
- اكيد وخاصة منك انت.
اردفت بغيرة
- قائلة بضيق. اسال صحابك البنات.
وهو يزيح شعرها من وجهها ويلامسه بجراة.
- قائلا بهمس. رايهم معروف انا عايز رايك انتى.
ابعدت يده عن وجهها
- قائلة بضيق. انت تعجب كل الناس الا انا.

صدم من ردها. وضحك في داخله بسخرية على اجابتها عليه. كان يريد ان يسمعها منها. انها تراه جميلا ومعجبة به. مثلما هو يراها سيدة النساء واعجابه بها يفوق جميع اساطير القدماء. في الحب واللحظات الرومانسية الخاطفة
( شقة احمد )
طرقت على باب غرفته. فاذن لها بالدخول. فدلفت داخل الغرفة بهدوء. وجدته رتب الاشياء التي اشتروها سويا ويجلس على فراشه باريحية
وهى تجلس بجواره على السرير
- قائلة باستفهام. قولت لندى؟

- اه قولتلها وفرحت جدا.
- وانت؟
- مالى؟
- فرحان برجوعك الكلية ولا لا؟
- اكيد يا امى. قالها احمد بسعادة
وهى تربت على كتفه بحنية.
- قائلة بحب. ربنا يفرحك يا حبيبي. ثم تابعت بتمنى. وهتفرح اكتر لم تخطب ندى.
- امتى. قالها احمد برجاء، وهو ينظر الى السقف
( ينظر الى رب السموات والارض يريد منه ان يستجيب دعائه وتكون طفلته من نصيبه )
- قريب جدا. احنا عملنا اول خطوة.
- تفتكرى هيوافقوا على؟

- اكيد هم هيلاقوا ذيك فين. و بعدين. بنات مافيش. اهلك معاك. كليتك ورجعتها. ايه المطلوب تانى؟
- يا امى انتى ما تعرفيش اهل ندى.
- لا اطمن انا بقيت عارفهم كويس وخاصة امها.
احمد بقلق
- قائلا باستفهام. ليه. هي عملت معاكى حاجة.

- لا طبعا. انا قصدى رفضها ليك. قالتها بكذب. لا تريد ان تخبره معاملة حورية السيئة لها. كل مرة عندما تراها وهي هابطة الدرج او العكس. ترمى عليها السلام ودائما الملائكة هم الذين يطيبون خاطرها بردهم عليها. لم تخبره الى الان اخر زيارة بينهما. كيف صارت؟ عندما سالها عن كيفية اللقاء بينهما بعد رحيل اكثر من عشر سنوات. خاصة انها اخبرته عن علاقة الحب والمودة التي كانت تجمعهما من قبل طلاقها. كذبت عليه وقالت انها استقبلتها بحفاوة شديدة. وهذا زاد الامل لديه. بانها من الممكن ان ترضى بخطبته لابنتها الوحيدة.

هزا راسه ايجابا
- قائلا بعدم اقتناع. اه.
وهى تقوم من جواره على الفراش.
- قائلة. اسيبك بقي علشان تنام.
هزا راسه ايجابا
- قائلا بحب. تصبحى على خير.
- تلاقى الخير يا حبيب قلبي. قالتها بابتسامة، وهي تغلق باب الغرفة ورائها بهدوء.
( جلسوا على كبوت السيارة بجوار بعضهم العض )
- فارس بجدية. افهم من كدة لازم يكون معاكي مشروع ممتاز.
هزات راسها بياس.
- خلاص ما ترجعي الباشا مهندس محمد يعملك مشروع جديد.
فريدة بصرامة.

- قائلة بحسم. ما ينفعش. لانه خاني.
هزا راسه بعدم فهم
- قائلا باستغراب. خانك ازاى. انتى بتقولي ان عبد الجواد هو اللي باعك لصالح خالد المسلماني.
- فريدة بتوضيح. اهمل في شغله. والاهمال عندي خيانه.
اردف بسخرية عليها
- قائلا بعدم تصديق. الاهمال خيانة. دى انتى طيبة اوى.
- فريدة السيوفى صعب اللعب معاها.
- هو انتى هتقوليلى؟
- قصدك ايه؟
- قصدى ماكنش لازم تتطردى عقبي بس.

- فريدة بحزم. لا لازم اعمل كدة علشان يكون عبرة لمن يعتبر.
ضحك فارس على ردها
- قائلا بسخرية. ليه حسيت انى دخلت محكمة العدل؟
فريدة بنفاذ صبر من سخريته المعتادة وتهاونه بالامر
- قائلة بضيق. انت ليه كل حاجة بتقلبها هزار؟
فارس ببساطة
- قائلا. عادي الحياة لم بتاخديها افش مابيكونش كويس.
- امممممممممم. منك نستفيد.
- فارس بسخرية. لا دي انتى هتسفيدي كتير. ثم تابع باستفهام. طب هتعملي اى؟

هزات راسها بياس بانها لا تعرف ماذا ستفعل...
طال الصمت بينهما. نزلت من على كبوت السيارة تستند عليها. تفكر بعمق في حل تلك الكارثة. التي تسبب بها الحيوان خالد المسلمانى. تخرج تنهيدة حارة من صدرها. و تنظر من السماء من حين لاخر.

اما هو يقتلها بنظراته. يريد توا ان يحتضنها بقوة. ويدعها تعبر عن كل جوارحها باريحية. واذا فجاءة، نظرت بعفوية في اتجاهه انصدمت عندما رائته يتفحصها بجراة ممزوجة بشهوة نظرات رجل لامراة. مشتاق اليها بشدة. رحلت عنه الاف الاميال وتو ا عادت الى ارض الوطن. يريد ان يعبر عن كل ثانية ودقيقة ببعدها عنه.
ارتكبت منه
- قائلة بضيق. هو في اى؟
نزل من على كبوت السيارة ووقف بجوارها
- قائلا بتوضيح. مافيش اص...
قطعته بهدوء.

- قائلة بتردد. اخر مرة كنت فيها مع ست امتى.
اتسعت عينيه بصدمة. من سؤالها الوقح. ونظر لها باستغراب
- قائلا بضيق. انتى بتقولى ايه؟
وهى تهرب من سؤاله
- قائلة بكذب. ما بقولش
- اعتقد يا هانم احنا جايين نفكر في الشغل مش اى حاجة هبلة. قالها بضيق وهو يرمقها نظرة حنق.

حقا كذاب كبير. النظرات التي كان يقتلها بها توا ماذا. جرائته ووقاحته، وغيرها ماذا كانت. هل كان يفكر في العمل بعمق. في انوثة وجمال ورقة فريدة السيوفى. غير ذلك لم يفعل. لقد تضايقت من نظراته بشدة. والذي زاد حلقة الضيق رفضه بانه لم يلتهمها توا بنظراته وشهوته التي وصلت عنان السماء. تجاهلت كذبه الواضح كوضوح الشمس في عز الظهرية.
و نظرت الى الامام.

- قائلة بجدية مصطنعة. لسي فاكر المشاريع اللي كنت بنتفذها في الكلية.
- ايوا لسي فاكر. بتسالي ليه؟
- فريدة باقتراح. ما تعرفش تنفذ مشروع القرية السياحية.
اتسعت عينيه من الدهشة.
- قائلا باستغراب. بتقول ايه. مشروع ايه اللي انفذه. ثم تابع بسخرية. انتى عايزة الشركة تفلس.
- ولا هتفلس ولاحاجة. خاصة انك كنت بتجيب امتياز يعني طالب متفوق.
- بس ده كان زمان انا مخلص كلية من 6سنين. ماهكونش فاكر حاجة.

- فارس انا هساعدك.
- لا مستحيل يا فريدة الموضوع صعب جدا.
- ولا صعب ولا حاجة. وبعدين الشركة فيها مهندسين هساعدوك.
- مادام فيها مهندسين ما تخليهم هم اللي يعملوا المشروع.
- من بعد اللي حصل مستحيل اثق في حد تاني.
فارس باستنكار
- قائلا بسخرية. وملقتيش الا انا وتثقي في.
باستغراب من ردة فعله
- قائلة باستفهام. فارس مالك ثقتك مهزوة في نفسك كدة ليه؟

- مهزوزة في ايه يا فريدة. انا واحد ولا عمري اشتغلت قبل كدة في شركة. ويوم ما اشتغل. اشتغل في اكبر شركة للامعمار واكون المدير العام كمان.
- الموضوع مش صعب زى ما انت فاهم.
- لا صعب. قالها بثقة.
- فارس اعتبر المشروع واحدة ست من اللي بتصاحبهم.
- مشروع ايه اللي اعتبره واحدة ست. وبعدين ايه اللي جاب الستات في الموضوع. هو انتى تقصدي ايه بالكلام ده؟

- قصدى انك زى ما انت ناجح في علاقتك مع الستات تقدر تنحج في المشروع.
- ومين قال انى ناجح؟
- فارس بلاش كذب. انا عارفة كل علاقاتك.
- انتى مش عارفة اى حاجة.
- طب قولى عرفنى منك نستفيد.
- لو انا ناجح زى ما بتقولى كان زمانك...
قطعته بعصبية
- قائلة بقرار نهائي. فارس كفاية انت اللى هتنفذ المشروع.
في اقل من ثوانى بدلت الحوار. لقد استغرابها كثيرا. في تغيرها لموضوع سريعا
- قائلا باستفهام. انتى ليه بتهربي؟

- بهرب من ايه؟
- انتى عارفة كويسة.
- قصدك على ناجحك في علاقاتك وفشلك معايا.
انصدم من جراءتها وقوة اجابتها
- مش هو دى اللى قصدك؟
- انا جوزك.

- انا جعانة يلا بينا علشان نمشى. قالتها بتجاهل الرد عليه. ودلفت من امامه سريعا. قبل ان تتعرض لسين وجيم. فتحت باب السيارة وركبت. وسط استغرابه ودهشته. ففريدة السيوفى لها قدرة على الهروب من الرد بطريقة ناجحة. والذي زاد استغرابه اكثر. عندما فتحت شباك السيارة واخرجت راسها منه. ووجهت حديثها له
- قائلة. يلا يا فارس احنا ماهنباتشش هنا.
نظر لها ضاحكا
- قائلا لها. انتى مستحيلة.

كانت تجلس على البار تشاهدهم في التلفاز. وهو يمسك يدها بقوة ونظراته لا تحيد عنها. تشرب كاس وراء كاس وتطالب النادل بالمزيد، وفي يدها الاخرى سيجارة تنفس بها عن غضبها وضيقها وحزنها الشديد من هجره له. لقد علمت عدم رده على هاتفها. الذي لا يكل ولا يمل. يوميا يتصل به والرد عليه بانه غير متاح. اليوم علمت سبب عدم الاتاحة. ( بانه متزوج من سيدة الاعمال الشهيرة فريدة السيوفى ) تشعر بحزن عميق. والياس يغلق جميع الابواب المفتوحة. ضحية من ضحايا مجتمع متخلف بعد وفاءة والدها تعرضت لاقذر معاملة من زوج امها. وكانت تصبر ولا تبوح عن افعاله المشينة. حتى تطاول عليها ليتحرش بها. فهربت منه لتجد الامان. فوقعت في مستنقع فارس الكيلانى وغيره. تتالم و تتالم. والاوجاع تتزايد مع غيابه عنها. والوجع لا يشعر به الا من ذاق تخلى جميع الناس عنه. مكروه. منبوذ من المجتمع. وكانه فيروس منتشر يلتهم الاخضر واليابس يدمر جميع قوانين الدنيا. المعضلة ليس في نبذ المجتمع. المعضلة في غضب رب السموات والارض. الوجع انها لا تشعر بشيء. تعيش في دوامة الخمر وسجائر المخدارت. هي ملك فارس فقط. السؤال المحير. متى تفيق من دائرة الذنوب التي تغرق نفسها بها؟ واذا فاقت ماذا ستفعل، وهي خسرت كل شىء. عفتها. طهارتها. كرامتها. كبريائها. انوثتها...

لكن الملك مازال بانتظارها ؛ لتفيق عن ذنوبها وترجع الى باب التوبة. انا اشفق عليها واريدها ان ترجع سريعا قبل ان يفوت الاوان وتقابل وجه كريم. لم يضيق قلبها الانتظار او الاستسلام بالامر الواقع بانه اصبح ملكا لشخصا اخر. امسكت الهاتف بدون وعى، ورنت عليه. وضعت الهاتف على اذنها ومازالت السجارة بيدها.

كانت انتهت فريدة من طعامها. لكن فارس لم ينتهى بعد. اخبرته انها ستغسل يديها وهي في انتظاره عند الحديقة، حتى ينتهى من طعامه باريحية، بعد ان انتهت من غسل يديها، وهي متوجهة الى الحديقة، سمعت صوت هاتفه الموضوع على طاولة في بهو الفيلا. اقتربت من الهاتف و نادت عليه بصوت عالى
- قائلة. فارس. موبيلك بيرن.

لكن لا مجيب. فهو كان يغسل يديه ولا يسمعها. قررت النداء مرة اخرى. ولكن لا مجيب ايضا. لم تجد مفر غير ان تمسك الهاتف وتجيب عن المتصل. اتسعت عينيها بدهشة واستغراب. عندما رات اسم المتصل مكتوب كالتالى ( فروتكة )
رفعت حاجبيها باستغراب
- قائلة بتعجب. اى فروتكة دى
وهى تضع الهاتف مكانه
- قائلة بلا مبالة. انا مالى
لكن الحشرية والفضول نتركهم لمن؟ فهم طبع في النساء وفريدة واحدة منهماا.
امسكت الهاتف مرة اخرى.

- قائلة بتبرير. انا محيرة نفسي كدة ليه. ما ارد واشوف مين. قالتها وفتحته والفضول يقتلها حول خلفية المتصل او المتصلة
- فارس واحشتنى اوى. قالتها نانسي باشتنياق ممزوج بسكر.
انصدمت من الوقاحة وتضايقت انها فتاة، واصابتها غصة حزن شديدة في داخلها لا مبرر لها. ابتلعت ريقها بصعوبة ولم تجيب عليها ودعت لها المجال تتحدث كيفما تشاء.
- قائلة بعتاب. بقي نانسي تهون عليك للدرجة دى. واحشتنى لياليك.

عند كلمة ( لياليك ) التي توحى بمدى اباحية العلاقة التي تجمعهما. اشتعلت فريدة من الداخل بغيظ، واوشكت ان ترد عليها وتلقنها درس لن تنساه طيلة حياتها.
لكن سؤال فارس قطعها عن الرد
- قائلا. فريدة بتكلمى مين؟
انصدمت نانسي من صوت فارس. البعيد عن الهاتف، وهو يكلم زوجته.
كانت نيران الغضب والضيق تتطاير من عينيها.
اقترب منها
- قائلا باستغراب. مين اللى بيتكلم؟
وهى تضربه بالهاتف على صدره بقوة ممزوجة بعصبية خفيفة.

- قائلة بغيظ. خد. ثم تابعت بسخرية. شوف مين اللى هتموت عليك.
رفع حاجيبه باستغراب من رد فعلها العصبي
- قائلا باستفهام. هو في ايه؟
وهى تجز على اسنانها
- قائلة بضيق. كلمها وانت تعرف.
دلفت الى الحديقة الخلفية ؛ لتفرغ طاقة الغضب التي ملاتها فور سماع تلك العاهرة
نانسي بعتاب له
- قائلة بحزن. للدرجة دى سايبها ترد على.
- فارس بضيق. انتى مالك. عايزة ايه؟
اردفت بجراة
- قائلة بوقاحة. عايزاك.
- نانسي فكك منى.

- مش قادرة من غيرك اعيش.
- نانسي انا بقيت راجل متجوز.
- اه من انا عرفت. فريدة السيوفى.
- كويس انك عرفتى. قالها فارس ببرود
- وده ما يمنعش اننا نكون مع بعض. قالها نانسي ببساطة. وكأن الحرام امر مباح وحلال.
هب فيها
- قائلا بعصبية. انتى بتفكرى ازاى.
- بفكر زى اى حد
- مستحيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييل. قالها بعصبية، واغلق الهاتف في وجهها. دون ان يسمع ردها. فهو اصبح يرفض الخيانة لاجل عنيدته.

- ماشي يا فارس. بكرة تعرف نانسي هتعمل ايه. قالتها بغل، وهي تشرب كاس الخمر جرعة واحدة
دلف اليها كانت تغلى من كلماتها الوقاحة وجرائتها باتصالها على رجل متزوج. لماذا الاستغراب اذا لم تجد الباب مغلق لم تفتحه، الا اذا فتح. وفارس ترك لها المجال تفعل ما تشاء. تتصل به في اية وقت تريد. والاكيد انها تعلم ان زواجهما على ورق، فوجودها في حياته فترة وكل شخص يذهب الى الطريق الذي يشبهه.

رائها تضع يدها في جيب بنطالها، وتقف بثقة وثبات. وتنفخ نيران من الضيق والغيظ تقريبا. تكاد ان تقتل اى شخص يقترب منها في الوقت الحالى.
فارس باستغراب من عصبيبتها المفرطة توا مقتربا منها
- قائلا باستفهام. هو في ايه؟
نظرت له ووقفت امامه وعقدت ذراعها امام صدرها. ورفعت حاجبيها. متجاهلة سؤاله
- قائلة باستفهام. مين دى؟
فارس باستغراب من سؤالها
- قائلا بتردد. نانسي.
- اى علاقتك بيها؟

فارس باستغراب من ضيقها البادى عليها، وحيرتها الظاهرة في عينيها
- قائلا باستفهام. ديداة هو في ايه؟
اردفت بغضب
- قائلة بامر. جاوب على سؤالى.
لم يجد هروبا من سؤالها. فهى مصرة ان تعرف الاجابة. فاجابها بضيق
- قائلا ببرود عكس ما بداخله. علاقة زى اى اتنين متجوزين.

اتسعت عينيها بصدمة من وقاحة رده بجراة، واهتزت قليلا من الداخل. ولكن لماذا الصدمة او الاستغراب؟ فهى عندما تزوجته لم يكن مصلى او امام في مسجد! بل هو زير نساء من الدرجة الاولى وهي تعلم ذلك جيدا. اصابت بغصة في قلبها لكنها لم تعبر او تظهر حزنها مازالت على وضعها تقف بثبات وشموخ.
- قائلة بضيق. واو هي سهلة اوى كدة.
- قصدك ايه؟
- علاقة غير شرعية. ويا ترى ليها مقابل ولا لا؟
- الحاجات اللى زى دى مقابلها الفلوس.

- انا ماعزاش اعرف بالنسبة ليها ايه. انا عايزة اعرف بالنسبالك انت ايه؟
- انا بقى عايز اعرف بتسالى الاسئلة دى كلها ليه؟
اردفت ببرود مصطنع
- قائلة. عادى بتسلى.
وهو يغادر من امامها
- قائلا بغضب. وانا ما عايزش اتسلى.
امسكته من ذراعه
- قائلة بغيرة. بتنبسط وانت في حضنها ولا لا؟
اقترب منها
- قائلا بعصبية. في ايه؟
هزات كتفها بلا مبالة
- قائلة ببرود. مافيش يا فارس عادى.

- وانتى شايفة ان اسئلتك دى عادددددددددددددددددددي. قالها بضيق وهو يضغط على حروف الكلمة الاخيرة
- عندى فضول. عايزة اعرف بيحصل ايه؟
- اه فضول. وياترى ده بقي فضول ولا غيرة.
اردفت باستغراب ممزوج بضيق
- قائلة باستنكار. ايه اللى جاب الغيرة في الحوار.
- اسئلتك وضيقك وعصبيتك الظاهرين عليكى.
- خيالك راح لبعيد. انا مستحيل اغار، والغيرة دى لم اكون بح...
قطعها بهدوء خطير.

- قائلا لاغظتها. اه بنبسط لم بكون معاها. ثم تابع اكثر ليزداد ضيقها. واقترب هامسا في اذنها بجراة.
- قائلا. لم بلمسها بحس انى راجل.
لم تهتز ولم يتحرك لها جفنا واحدا من عينيها ثابتة على وضعها. تستمع الى نصيحة امها الراحلة بان لا تبكى امام احد ولا تلتمس الشفقة من عين احد، وخاصة اذا كان رجل...

الاستغراب والدهشة من كلماته لم يروادها لحظة. فهى تعرف قوم الرجال وتحفظهم مثل اسمها. شهوتهم رقم واحد دون الاهتمام لمشاعر المراة او كرامتهم. ابتعد عن موضع اذنها. فاثره الفضول. ليرى ردة فعلها.
هل حزينة او متضايقة او عصبية...
اندهش منها كثيرا منها. فملامح وجهها تبدو مرتاحة. كأنه لم يقل شيئا. نعم لا يوجد علاقة حب بينهما!
لكن اية امراة اخرى في غير مكانها. عندما تسمع ذلك الكلام. ستغضب او تتتعصب، الخ.

اية ردة فعل منها. لكنها كانت جبل شامخ لم يهتز به ذرة. واقفة بثبات واضعة يديها في جيب بنطالها، وكأنها تعلنها صراحة انا شئ والاخرين شيئا اخر. تجاهلت صدمته من ردة فعلها. وابتسمت بتصنع
- قائلة ببرود. تصبح على خير يا باشا مهندس.
فارس باستغراب شديد
- قائلا باستفهام. هو انتى جايبة الجبروت ده منين.
رمقته نظرة ضيق
- قائلة بكره. منكوا.
هزا راسه بعدم فهم
- قائلا بتساؤل. قصدك الرجالة؟
- مين غيركوا.

- انتى شكلك عندك مشكلة كبيرة اوى معانا.
- ولا مشكلة ولا حاجة.
- طب ادينى سبب للكره؟
- مافيش اسباب.
- فريدة مش احنا اصحاب، وانا بحكيلك كل قذراتى.
- وانا ماعنديش قذرات احكيها ليك.
- انتى لسي حاطة حدود ما بينا. احنا خلاص عدينا المرحلة دى.
فريدة بملل من اصراره
- قائلة بتوضيح. فارس احنا ورانا شغل بكرة وكفاية كلام لحد كدة
تفاجا من كلامها
- قائلا باستغراب. حسستينى انى ورايا مدرسة.

- كفاية كلام. يلا. قالتها وهي تمسك يده من غير ترتيب منها او منه.
اردف وهو ينظر ليدها التي تمسكه بقوة، كأنه ابنها وتجبره على النوم باكرا ؛ حتى يلحق اتوبيس المدرسة مع اصدقائه.
- قائلا باستغراب. انتى بتعملى ايه؟
تجاهلت سؤاله ونظراته وظلت ثابتة على امساك يده. ودلفت الى الداخل، وهو ورائها يبتسم على تصرفاتها الرائعة ؛ حتى اوصلته الى غرفته. وفتحت بابها بهدوء وادخلته بداخلها.

- قائلة بابتسامة. نوم سعيد يا باشا مهندس.
بادلها الابتسامة
- قائلا بسعادة. انتى اسعد يا ديداة.
هزات راسها ايجابا، ودلفت خارج الغرفة. واغلقت ورائها بهدوء...

و هو ارتم على فراشه. والابتسامة تملا ثغره، ودقات قلبه تتضارب فرحا ببطء. يفكر في تفاصيل يومه الذي يجمعه مع فريدته. الايام اصبحت جميلة. نعم يوجد مد وجذب، وهذا اكثر ما يثير اعجابه وفضوله حول شخصيتها المختلفة الفريدة من نوعها. فهى امراة جميلة بكل ما لكلمة من معنى. فهى تجمع الشىء ونقيضه. ليست امراة تقليدية تقابلها في اية وقت كيفما تشاء ؛ بل جبروت في صورة فريدة السيوفى.

اما هي حزنت من كلامه، واصابها وجع عميق في قلبها. عندما تحدث. خانتها دموعها ونزلت على وجنتيها اثر كلماته التي قالها لها. وضعت يدها على قلبها الذي ينفر من ضلوعها. بانه حزين مشتاق متلهف مترقب...
لكن عقلها الجبار يرفض كل الدقات. ويخبرها بان ذلك الوجع. مجرد تذكير بالماضي ليس اكثر من ذلك. هزات راسها موافقة على كلام عقلها، وصدقت كلامه. ودلفت الى فراشها بهدوء. متجاهلة كل اليوم بتفاصيله.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة