قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الحادي والثلاثون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الحادي والثلاثون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الحادي والثلاثون

فارس عقد اجتماع في الشركة. مع المهندسين المعماريين. لعرض جميعهم افكارهم حول مشروع القرية السياحية. فارس طوال الاجتماع كان كتلة من النشاط والذكاء والتركيز العالى.

تغير كثيرا واصبح العمل بالنسبة له. منافسة يريد الفوز بها. وان يكون رقم واحد في الهندسة المعمارية. الجميع كان يعرض فكرته ورايه وسط تركيزه وسرعة بديهته في الرد عليهم. كانوا مبهورين به. لانه كان يوجه رايه بذكاء وفطنة عالية. والذي زاد الانبهار اكثر. عندما قام من مقعده ودار حولهم. متجها الى باب الغرفة. واذا فجاة اغلق الانوار وسط استغراب ودهشة الحاضرين.
وامر سوسن
- قائلا بادب. سوسن اقفلى الستاير.

- قائلة بطاعة. حاضر يا باشا مهندس.
ثم توجهت الى النافذة الشفافة. واغلقت الستائر كما امرها. وامسك هاتفه. وشغل موسيقى هادئة. ونظر في اعينهم
- قائلا بطلب. تخليلوا. واحلموا وصدقوا وعيشوا في اجمل قرية سياحية في العالم.
نظروا الى بعضهم البعض باستغراب ودهشة. سائلين انفسهم.
هل هذه طريقة جديدة للتصاميم الهندسية؟
ام ماذا؟
بدا البعض منهم ينجسم مع هدوء الموسيقى، ويغمض عينيه، ليتخيل اجمل قرية سياحية في العالم...

جلس على مقعده وارخى ظهره للخلف واغمض عينيه، يتخيل معهم، لكن زوجته العنيدة اتت الى ذهنه، هم يتخيلوا في العمل. ماذا سيكون شكل القرية.
هل القرية الجمال الربانى؟ او قرية العشاق او قرية شاملة لجميع السكان...

وهو يتخيل ان يذهب مع فريدة الى عطلة، ويخرجوا ويشتروا ملابس لبعضهما البعض، ويتناولوا ليلا العشاء على يخت، ونهارا ينزلوا حمام السباحة ويحتضنها بقوة، ويربت على ظهرها بحب شديد، ثم ينظر في عينيها باريحية ويعبر عن كل ما يجيش صدره، ويخبرها عن مدى قسوتها، وعجرفتها الزائدة. واستهتارها بمشاعره يتلاعب بخصلات شعرها، يقبل جبينها ووجنتيها، ويغرق في الماء معها، ليقبل شفتيها بنهم واشتياق شديد، ويغرقها في حبه مثلما اغرقته واصبحت تجرى في وريده، وبعد ذلك يطفو على السطح، ليلتقطوا انفاسهما التي قبضت في حبهما العنيف لبعضهما البعض، ويسيروا في الشوارع بين الجميع محاوط خصرها بتملك، ويعلنها للجميع بان هذه زوجته، قطعة من قلبه، ضلع من ضلوعه...

فتحت لها فتحية الباب
- فريدة بادب. السلام عليكو يا دادة.
- وعليكى يا ست البنات.
- فارس هنا، ولا لسي ما جاش؟
- لا يا حبيبتى لسي في الشغل.
- طب كويس
- اى اللى كويس؟
- ما تاخديش في بالك. عن اذنك. قالتها وهي تنصرف من امامها.
انهى الاجتماع وتوجه كل شخص على مكتبه. ماعدا سوسن التي امرها بعدم الخروج. نظر اليها ووجه سؤاله.

- قائلا باستفهام. عندنا اى تانى. قالها ثم جلس على مكتبه. ليستريح من كثرة ما يشغل فكره من عمل وفريدة زوجته
- مافيش حاجة يا باشا مهندس.
انشرح صدره
- قائلا بفرحة طفل. خلاص بقي اروح البيت
- اه تقدر. قالتها سوسن، وضحكت على لهفته الى ذهابه الى المنزل. اكيد اشتاق الى زوجته عنيدة الفكر سليطة اللسان. اختطف السترة من على المقعد
- باشا مهندس
التفت لها
- قائلا بضيق. في اى تانى؟

- في اجتماع مع سيدتك ومدام فريدة مع لجنة القرى السياحية
- وايه اللجنة دى؟
- المدام فريدة هتقول لحضرتك عليها.
- ما تقولى انتى.
- ما انا مااعرفش الا تفاصيل قليلة جدا. لكن مدام فريدة عندها الموضوع كامل.
هزا راسه بتفهم. ثم تابع
- قائلا باستفهام. في حاجة تانى؟
- لا حضرتك.

- شكرا يا سوسن على ذوق حضرتك. قالها بابتسامة. ثم دلف خارج المكتب واغلق بابه بادب. اخرجت تنهيدة حزن من اعماق اعماق قلبها. ناظرة الى السقف ( الله ) تدعو الله ان يرزقها بابن الحلال الذي يطيب خاطرها ويريح بالها.

وصل الى المنزل سريعا. مشتاقا الى زوجته. ومتلهف ليطمان على صحتها. فتحت له صابرين الباب، والقت عليه التحية بادب. بادلها اياها بتواضع. سائلا عن عنيدته، اخبرته انها بالحديقة الخلفية، وصحتها على ما يرام. هزا راسه بتفهم...
سالته اذا كان يريد يتناول طعامه. رفض بادب، ودلف من امامها سريعا، متجها الى غرفته، لياخذ حمام دافئ، ثم بعد ذلك يصلى، وينزل الى عنيدته. ويتناولوا العشاء سويا، ثم يسالها عن اللجنة.

في تلك اللحظة
نار في قلبها مشتعلة من الداخل حسرة، والم على حبيب العمر الذي ستفقده في ثوانى، كانت تحاول تنفيذ ما طلبته منها، ولكنها خائفة قليلا، اجرت اتصال عليها، اثناء انسجامها واستمتاعها بالهدوء التام، ونسائم الهواء العليل، قطعها من استمتاعها، صوت هاتفها الممل الموضوع على الطاولة، جذبته من عليها، رات اسمها فتحته سريعا.
- قائلة بلهفة. عملتي اي يا ندى؟
- ندى بخوف. انا خايفة يا فريدة اعمل كدة.

- لا ما تخفيش خدي بس.
- تفتكري هيصدقوا؟
- اكيد. دي دواى متجرب من اروبا. وبعدين انا اختك ما تخفيش.
- انا خايفة بعد ما افوق ماما تجوزني الزفت ده.
- انا قولتك ماهتتجوزهوش انتى هتتجوزى فرعون. ولو الموضوع فشل هشوفلك حاجة تانية.
كانت امها تطرق على باب غرفتها بعشوائية.
ارتبكت ندى من امها
- قائلة باستعجال. سلام دلوقتي يا فريدة اصل ماما بتخبط
- طب يلا انهضي خدي الدواى بسرعة.
- حاضر.
- سلام يا روحى.
- داعواتك.

- ان شاء الله خير. اغلقت معها الاتصال. اما هي امسكت كوب المياه، ووضعت حبة الدواء في فمها، ورائها المياه، واخفت العلبة تحت السرير، حتى لا تعرف امها السر وراء مرضها، ثم فتحت الباب بهدوء
حورية وهي تدخل للغرفة
- قائلة بقلق. في اي يا ندى قفلة على نفسك ليه؟
- كنت بظبط نفسي يا ماما.
- حورية بعد اقتناع. اه. طب خشوا يا ولاد سلموا.

كانوا اقرابها الذين يصغرونها ببضع سنوات. اتوا لتهنئتها. والدعاء لانفسهم. ان يكونوا مثلها في القريب العاجل باذن الله. تلك النعمة التي يحسدونها عليها. هي تعتبرها اكبر نقمة في حياتها...
( اتى من الخلف. سائلا اياها
- قائلا بهدوء. كنتى بتكلمى مين؟
التفت له متجاهلة سؤاله.

- قائلة باستفهام. انت جيت امتى. قالتها وهي تنظر الى ملابسه التي بدلها الى ملابس بيتية مريحة. تظهر وسامته وجذابيته التي لا خالف عليها. وهي ايضا كانت رقيقة وجذابة مع بجامتها الانثوية المطبوع عليها الورود وشعرها المفرود...
- جيت من ساعة خدت شور وصليت. ما تلفيش كنتى بتكلمنى مين؟
- ندى.
- اه بجد عملتى ايه؟
- ما حضرتك مابتسالش ولا مهتم.
- ظروف الشغل. وبعين انتى قولتى الموضوع هتقدرى تخلصي.

هزات راسها ايجابا. فهى فعلت ذلك ورمت المسئولية على اكتافها.
- هاااااااااااا. عملتى ايه.
- قائلة بثقة. كله تحت السيطرة.
ابتسم فارس على ثقتها بنفسها
- قائلا بسعادة. انا قولت ما هتجبهاش الا فريدة.
رقص قلبها طربا على ثقته بها
- قائلة باستفهام. اليوم من غيرى كان عامل ازاى؟
- حاجة ما يعلم بيها الا ربنا
قالت بغرور.
- طبعا انتوا من غيروا تضيعوا.
فارس اراد استفزازها.

- قائلا لاغظتها. يوم جميل خالى من الصوت العالى والتكسير.
اتسعت عينيها بغيظ
- قائلا بعصبية. انت بتقول ايه؟
- انا بقول الحقيقة يوم جميل على الموظفين.
اردفت بغيرة
- قائلة باستفهام. ليه وهو حد قالك حاجة؟
- بس حاسيتها في عينهم. انهم مرتاحين من غيرك.
- قائلة بغيظ. تصدق انك رخم.
وهو يضحك عليها
- قائلا باستفهام. ايه الجديد؟
وهى تدلف من امامه
- قائلة بياس. مافيش فايدة فيك.
امسك يدها
- قائلا باستفهام. راحة فين؟

- هغور من وشك واسيبك لتفاهتك.
- قائلا بصدق. عندهم هم كان ناقص من غيرك اوى. لكن بالنسبالى انا. يوم صعب ومملل.
سعدت من كلامه
- قائلة بلهفة. بجد؟
- هو في شك في ده. فريدة انا خلاص اتعودت عليكى
- يعنى ايه اتعودت على؟
- اتعودت عليكى. يعنى بقيت متقبل تصرفاتك. بحلوها ومرها.
- وانا كمان اتعودت على جنونك.

اقترب منها ووضع يده على وجهها يلامس وجنتيها برقة. تركته يعيشها لحظات لم يكتب لها نصيب فيها من قبل. نظرت الى عينيه
- قائلة برجاء. فارس لو سمحت
- قائلا بهمس. انا مش قادر.
امسكت يده وانزلت من على وجهها. هزا راسه بياس وحزن شديد. ثم استاذنت بادب ودلفت من امامه...
اصطبغت السماء بلون الشفق ورحلت الشمس الى بيتها وتركت القمر ياخذ مكانها بهدوء.

تشد في شعرها مثل المجانين، وتتلعثم في الكلام، عيونها اصبحت صفراء مثل الليمونة. انصدم الجميع من فعلها، وبدائوا يتهامسون عليها، ويمصمصوا الشفاه، ويشمتنون في حورية، التي كانت تدعى الفضيلة، وان ابنتها افضل بنات العائلة، لكن من الاسف، فهى من اقذر البنات
- جليلة بغضب. بنتك طلعت مجنونة يا حورية. وانتى عايزة تدبسيها في ابني.
هبت فيها بعصبية
- قائلة. ماتحسبي على كلامك يا جليلة. مجنونة اى؟

- قائلة باستغراب. كمان احاسب على كلامي. انا غلطانة انى فكرت اجوز ابني لواحدة هبلة. قالتها ثم نظرت ابنها اسماعيل ؛ لينصرفوا
- قائلة بامر. يلاااااااااااااااااااااااااااااااااا.
- اسماعيل بحب. بس انا بحب ندى يا ماما.
- بلا ندي بلا زفت. اشوفلك عروسة غيرها.
- انت كنتى تطولي يا جليلة تناسبيني انا وجوزى.
- جليلة باستحقار. ما طولش ليه يا اختي هي بنتك كانت السفيرة عزيزة.
اكملت ردا على استحقارها.

- قائلة بغضب. ابنك اللي ينشاف ده عجل وعامل زي الدببه.
- مادام مش عاجبك كنت هتموتي ليه علشان تجوزى لبنتك.
- انا بنتي الف مين يتمناها.
- يتمني مين انهضي خدي عالجيها من الجنان اللي عندها. اتريكي كنتى هتموتي علشان تكتبي الكتاب وانا هبلة مش واخدة بالي. عايزة تدبسيني.
- حورية بدهشة. ادبسك يا جليلة انا.
- ايوا انتى. يلا يا واد. قالتها بعصبية ودلفت هي ابنها وورائهم زوجها الذي لا يتخلف كثيرا عن خالد زوج حورية.

نظرت إلى ابنتها راتها زاد اصفرار وجهها.
- قائلة بقلق. الحق يا خالد ندى بقت عاملة زى الليمونة.
خالد بخوف حقيقي على ابنته
- قائلا بعتاب. قولتلك بلاش يا حورية انتى اصريتي على ابن اختك
- نقطني بسكاتك دلوقتي بدل ماطلع اليوم كله عليك.
اؤما براسه خوفا منها
-...
( في المساء).

اخبرته ما هي اللجنة، ووظيفتها وما دورها في مشروع القرية السياحية. وهو تفهم منها بهدوء. كان ينتظرها في بهو الفيلا ويدلف يمينا ويسارا. ناظرا الى ساعه يده الماركة من حين لاخر، فسمع صوت كعبها العالي يتراقص على درجات السلم بانوثة شديدة. عندما رائها.

حورية من الجنة بفستانها الطويل الذي يشبه السماء في صفائها ونقائها. وشعرها التي تركته للعنان ؛ حتى تثير كل ما فيه من اشتياقه الشديد لها. الجمال يكتمل عندما يراها بتلك الصورة البهية، والقمر ينادي عليها ويطالبها بان تاخذ مكانه، والشمس تنتظرها حتى تنير للعالم ببهائها وجمالها. نظراته كانت تتفحصها بجراة وتخترق جسدها العذرى. لم يستطع تمالك نفسه. عندما وقفت امامه بذلك الوقار، امسك يدها وقبلها برومانسية.

- قائلا باعجاب. ايه الجمال دى كله.
سحبت يدها من يده
- قائلة باختصار. يلا هنتاخر.
تضايق من حركة التجاهل التي فعلتها توا. ولكن لم يندهش فهذه عادتها ولن تشتريها. اخرج تنهيدة حزن من صدره ؛ داعيا من الله ان يتمالك اعصابه، حتى لا يقتلها في التو والحال.
( شقة احمد).

منذ امس نائم. لا يشعر بدوران العالم من حوله. فاخذ دواء منوم حتى لا يشعر بان حبيبته اخذت منه قصرا. واصبحت لشخصا اخر غيره. فتحت امه باب الغرفة. واضاءت الانوار. وبدات تنادى عليه
- قائلة. احمد احمد احمد. لكن لا مجيب. امسكت الزجاجة الموضوعة على الكوميدينو. وفتحتها والقتها بالكامل عليه. افاق مفزوعا
- قائلا بعصبية. ايه في ايه؟
راى امه تضحك على منظره
- بضيق. ماما انتى ازاى تعملى كدة؟

- انا بنادى عليك ومافيش رد.
- ماما انا ماعزيش اصحى.
- وليه بقي؟
- يعنى حضرتك مش عارفة.
قالت وهي تجلس بجواره على السرير
- عندى خبر ليك بمليون جنيه
- قائلا بحزن. ماما مش وقت اخبارك خالص.
- اسمع بس يمكن تنبهر.
- قائلا. ابهرينى؟
اخبرته امه عن الكارثة التي افتعلتها ام العريس. وانتهى الموضوع بفضيحة وذهاب ندى الى المستشفى.
رده عليها انه.

ترك الفراش سريعا. وذهب بالملابس التي عليه بدون تغير ملابسه. متوجها الى طفلته الصغيرة...
( بعد ساعة)
وصلوا الى المكان المنشود...

بعد السلامات والاحضان. جلست فريدة على الاريكة بجوارها فارس وامامهما مهندسين معماريين والخبيرة الاجنبية التي تبلغ من العمر الثلاثين. تكره فريدة كره العمى، لانها دائما فائقة عليها في العمل. فكل سنة تكون الصفقة من نصيبها وتاتى خصيصا من امريكا لتعقد اجتماع معها. وتسالها عن اهم تفاصيل المشروع الذي سينفذ. وتخبر به المسئولين.

طوال الاجتماع. لم ترفع عينيها من على فارس، لقد فصلته جزء جزء بدءا من شعره الكثيف. ثم صدره العريض حتى اخمص قدمه لم تتركها. الانبهار والشهوة. كانت ظاهرة بشدة في عينيها. تتحدث العربية بطلاقة
- قائلة باعجاب. انه لمشروع رائع.
قالت فريدة بضيق من نظراتها الموجهة الى زوجها
- ومن اين لك بانه رائع؟
- يكفى وجود استاذ فارس.
قال فارس بابتسامة مصطنعة
- شكرا مدام جاكلين على تلك المجاملة.
- جاكلين.
هزا راسه بتجاهل.

- قائلا بتصنع. ماذا تقصدى سيدتى؟
قالت بمياعة
- اتمنى ان تدعونى باسمى مجردا.
- فريدة بضيق. اكيد ان شاء الله
- ماذا تقولين مدام فريدة؟
- لا اقول شىء.
هزات راسها بتفهم
لاحظ ضيقها
- قائلا باستفهام. في حاجه يا فريدة؟
رمقته نظرة ضيق
- قائلة بعصبية. مافيش انا كويسه.
- بحسب.
- تحسب ايه؟
- انك زى البنى آدمين وبتغارى.
- قائلة بكذب. اغار.
ثم تابعت وهي ترمق جاكلين نظرة احتقار
- قائلة بكره. واغار من مين من دى.

- انا قصدى بتغارى على. مش من جاكلين.
نظرت اليه
- قائلة بعتاب. عيبك يا باشا مهندس انك بتسرح بخيالك كتير اوى
- انتى شايفة كدة؟
- قائلة ببرود. طبعا.
هزا راسه بحزن، واخرج تنهيدة ياس من صدره. بان فريدة لم ولن تتغير مهما حدث. فهى حجر متحرك بين البشر ليس بلوح ثلجي فهى فاقته.
اشتغلت موسيقى هادئة وقام البعض من على مقعدهم ؛ ليتراقصوا
نظرت اليه، ثم وجهت سؤالها الى زوجته لتستفزها وتخرج اسوء ما فيها.

- قائلة بمياعة. مدام فريدة في مشكلة. لو رقصت مع زوجك.
تصلب جسدها اثر كلامها واشتعلت الغيرة الحقيقية بداخلها، ولكن كانت هنا المعجزة عندما تمالكت اعصابها
- قائلة بابتسامة مصطنعة. ماذا تقولين فهو متاح لكى.
نظر لها بصدمة
- قائلا بعصبية. انتى بتقولى ايه؟
تجاهلت ضيقه وعصبيته وتحدثت ببرود
- قائلة. ارقص براحتك ماحدش شايف حاجة.
هزا راسه بتوعد
- قائلا بتحدى. ماشي يا فريدة.
قالت بنفس البرود وهي من داخلها تشتعل.

- ماشى ليه ما تقعد.
- فارس بضيق. وكمان بتتريقى. ثم تابع بتحدى. قابلى بقى. قالها وهب من على مقعده بعصبية. ثم مد يده لجاكلين. مثلما فعل معها. عندما كان في بيتهما. لاطمئنان على صحة والداها. مدت جاكلين يدها. وسارت معه بانوثة شديدة. كل حركة من خصرها تقتل العنيدة في مقتل. فهى من اعلنت الحرب. فعليها تحمل نيرانها.

عندما وصلوا الى حلبة الرقص. وضع يده على خصرها. مع نغزة قلب فريدة. حاوطت يدها على رقبته. وامتزجت معه على انغام الموسيقى الهادئة. عينيها كانت تقتلع عليه. تريد ان تنهض من على مقعدها. وتمسكها من شعرها الاصفر الغجرى. وتقتلعه شعرة شعرة. وبعد ان تنتهى تصرخ في وجهه وتضربه على صدره بغضب وعنف، وتخبره انه من حقها هي تلك المكانة. لكن مع الاسف ماضيها، هو ما فرض عليها ذلك. مهما حاولت ان تتخلص منه. ملازمها ومشاركها الذنب في لهفتها على زوجها.

هو لا يطيقها بين احضانه، ولكنه تحامل على نفسه. عقابا لعنيدته، واعطائها درس لم تنساه ابدا.
- قالت جاكلين بدلع. متى تزوجت بها؟
عينيه في مكان اخر
- قائلا بضيق. من ثلاثة شهور تقريبا
- هل تحبها؟
نظر لها. راى شرارت الغيرة تشتعل بداخلها. تكاد تدمر الاخضر واليابس.
بماذا يجيبها؟
هل يحبها او مازالت ياسمين مسيطرة على كيانه بالكامل. اذا لم يحبها. لكن من اين ذلك الشعور. مشتاق متلهف مترقب يموت شوقا ولهفة اليها.

عينيها تامره بان يتركها وياتى اليها. فهى زوجته وعنيدته يطالبها بان تثور وتكف عن ذلك البرود. الذي تتصنعه. تغضب منه وتضربه. حتى لو وصل بها الامر. الى ان تهينه امام الناس. لكن تتحرك وتخبره على انه لا يعنى لها شى. افاقته جاكين من ضيقه. عندما عبثت بشعره بجراة.

استاذن جاكلين بادب. وسط ضيقها البادى عليها. وذهب اليها. وامسك يدها اجبارا. وسط دهشتها وسعادتها. سارت معه الى حلبة الرقص. حاوط خصرها بيديه المتملكة. كانت بعيدة عنه بخجل. قربها منه بخطورة شديدة. شفتاه امام شفتيها. اعينهم امام بعضهما البعض، و تحكي الكثير من الاسرار. امتزجت انفاسهما ببعض. وسط نظرات الجميع المتسلطة عليهم. وحقد جاكلين وغلها من فريدة بان زوجها يحبها ويموت شوقا اليها.

خلع يدها من على رقبته وامسكها بقوة يخبرها بانكى ملكى لا احد غيرك. يدعوها بان تظل هكذا. وتتركه يسمعها دقات قلبه التي في كل دقة تنطق باسمها. اغمضوا اعينهما ؛ ليعيشوا لحظات من العمر باكمله. تناسوا المكان والزمان. المقاعد فارغة والطرقات خالية. والعالم باكمله لا يوجد احد في الا هما. شاعرين بان تلك اللحظة لم ولن تتكرر مرة اخرى.

موسيقى مزعجة افاقتهما من لحظاتهم السعيدة. فتحت عينيها. رات نظرات الجميع مسلطة عليهما. نظرت اليه. كان هائم بها بشدة. ابتعدت عنه سريعا. وكأنها توا تذكرت بانها غاصت معه في بحر من الحب والاشتياق. يريد ان يحتضنها عنوة ويقبلها امام الجميع. انها زوجته ومن حقه ان يعبر عن حبه كيفما يشاء. لكن تمالك نفسه اجبارا. احتراما لشخصها وعدم اجبارها على شىء.

تركته وجلست في مكانها بثبات انفعالى غير طبيعى. اخرج تنهيدة حزن عميقة من صدره. يطلب من قلبه. ان لا يفضحه ويفعل ما لا يحمد عقباه. اعتصر قبضة يده بغضب شديد. بانها حرمت نفسها منه. ذهب الى مكانه وتمالك اعصابه. ورمقها نظرة عتاب شديدة
دار الحوار حول المشروع. وهم يتناولون طعامهم.

جاكلين لم تهتم بكلام فريدة او فارس. والمهندسان الذان يجلستن بجوارها. تبعث بخصلات شعرها بوقاحة وعينيها تاكل فارس بجراة. وذلك ضايق فريدة بشدة، وسقطت معلقة الطعام من يدها تحت الطاولة. ففارس اراد ان ينحى وياتى بها. لكن نظرات فريدة العصبية منعته من ذلك. وانحنت هى، رات جاكلين تعبث بقدم فارس بوقاحة شديدة. فهى اعلنت الحرب معها فور انحنائها. خلعت قدمها من الحذاء. لتعبث بقدم زوجها. اخرجت تنهيدة مميتة من صدرها.

احضرت الملعقة. ووضعتها على الطاولة بعصبية لاحظها الجميع. ضرب فارس قدمها بقوة ورمقها نظرة استحقار. هبت من على مقعدها بعصبية
- قائلة بعضب. انا عايزة اروح.
- فارس باستغراب. فريدة في ايه؟
-...
تجاهلته ولم ترد عليه غير انها رمقته نظرة ضيق شديدة
المهندس المعمارى
- قائلا بادب. هو في اى يا مدام فريدة؟
- تعبانه شوية وعايزة ارتاح
- الى اين؟
اجابتها فريدة بضيق
- قائلة بحنق. الى البيت.
هبت جاكلين من مكانها.

- قائلة بكذب. وانا ايضا.
اتسعت عينيها بصدمة. فتوا كانت تخبرهم. ستبيت هنا. في ثوانى القرار تغير لمجرد ذهاب حبيب القلب. جذبت سترتها بعصبية شديدة وحملت حقيبتها. قام من على الاريكة و امسك يدها عنوة. واستاذن من المهندسان، واشار بيده الى جاكلين. لتسبقهم.
هزات جاكلين راسها بضيق وسارت امامهم
تحاول ان تتخلص من يده
- قائلة بضيق. سيب ايدى.
قال وهو يمسكها اجبارا
- امشى يا فريدة وبطلى شغل عيال صغيرين.

وهى تحاول ان تتخلص منه
- قائلة بصراخ. انا يتعمل معاياااااااااااااااااااااااااااااااا كدة.
لم يهتم بها اطلاقا ؛ لانه يعلم جيدا ما سبب غضبها وعصبيتها الشديدة. فتركها تفعل ما تشاء، حتى تخرج تلك الطاقة المميتة. لعل وعسي يتحرك الجبل ويتكلم وتكون الفضل فيه جاكلين تلك الفاتنة الاجنبية. اذا كان يعرفها قبل فريدة. اكيد سيكون في كلام اخر. لكن عنيدته احتلت كل شىء فى. روحه عقله قلبه، كل شىء اصبح ملكا لها.

وهى لا تعى ذلك. كل مشكلتها هو الجدال والعناد واثبات انها اقوى من الرجل...
اصطف السائق بالسيارة امام المطعم. فتح الباب لجاكلين في الخلف وهذا زاد من غضبها. لكنها تمالكت اعصابها. فتح الباب لعنيدته التي ركبت بغضب وكره شديد. اخذ المفاتيح من السائق وامره ان يستقل سيارة اجرة. واعطاه الكثير من النقود بادب شديد. داعيا له بالستر ومحبة الناس. ركب بجوار عنيدته. وارتجل بالسيارة.
سائلا جاكلين.

- قائلا بوقار. اين بيتك؟
- انه في الم...
قطعتها فريدة بضيق
- قائلة بعصبية. روحنى انا الاوووووووووووووووووول.
قالت جاكلين لاغاظة فريدة
- يفضل ذلك.
نظر لها
- قائلا بهدوء. ممكن تهدي
وهى ترمقه نظره كره
- قائلة بضيق. ماهقدرش اهدى غير لم اروح بيتى.
هزا راسه بتفهم لحالتها
- قائلا بتمالك اعصابه. تمام اللى انتى عايزاى هيتنفذ.

ساق السيارة بسرعة شديدة متوجها الى منزله. فهو يعلم تلك الحالة. تريد أن تذهب الى البيت وخاصة غرفتها. حتى تفرغ ما بها من حزن وضيق وخنقة وعصبية، الخ في هيئة بكاء مرير.
طوال الطريق تنظر من الشباك وتعتصر قبضة يدها بقوة. لدرجة انها احمرت. من حين لاخر تتلاقى نظراتهم في عتاب شديد لبعضهما البعض.
الى متى سيدوم ذلك العناد؟
هى تريده بشدة وهو يموت الما ليحتضنها برضاها ولو مرة واحدة...

نظر الى يدها. رائها تعتصرها بقوة شديدة لدرجة انها احمرت تاكيدا انها تؤلمها بشدة.
امسكها
- قائلا برجاء. كفاية لو سمحتى.
رمقته نظرة صرامة بان يتركها حتى لا تقتله هو تلك العاهرة. ولكنه لم يستسلم وظل متمسك بها
- قائلا. انا اسف.
رمقته نظرة وجع
- قائلة بعتاب. انت عارف عملت ايه؟
- انا اسف
- سيبنى يا فارس
- حاولت وفشلت
- انت بتضغط على
- انت مضغوطة وانا مقتولة
- انت صفقة بالنسبة لى.
- انتى شايفنى كدة
- لان دى الحقيقة.

ابتسم بوجع على كلامها، ثم بعد ثوانى ترك يدها
- قائلا بانكسار. فعلا صفقة.
( بعد دقائق وصلوا الى منزلهما. فتحت باب السيارة وخرجت منها في تعجل
نادى عليها بلهفة
- قائلا. فريدة
التفت له
- قائلة بضيق. نعم
- ماهجيش البيت النهاردة.
- يكون افضل برضو
- انا قولت كده برضو. قالها فارس بحزن شديد من ردها عليه. فهو كان يتوقع ان تطلب عدم ذهابه. لكن دائما ردودها مغاير تماما عن توقعاته.

كادت ان تغلق الباب بغضب شديد. اوقفتها جاكلين
- قائلة. انا ساجلس بجوار فارس. قالتها ثم خرجت من السيارة وجلست بجوار فارس
نظرت لها بكره، ونظرت الى فارس باستحقار
- قائلة بإبتسامة مصطنعة. اتمنى انك تنبسط. قالتها واغلقت باب السيارة بعنف. وسط سعادة جاكلين بانها استطاعت ان تستفزها.
اراد ان يشعلها من الداخل مثلما تفعل معه.

- قائلا باستفزاز. ماتخفيش دى شئ اكيد. قالها وهو يرمق جاكلين التي تجلس بجواره نظرات شهوانية.
-، لم ترد عليه غير انها سارت ركضا الى الداخل. تلاحق الزمن ؛ حتى تبكى في غرفتها باريحية. وتخرج كل ما يضيق صدرها...
بعد ان دلفت للكشف.
جلست على المقعد تندب
- قائلة بحزن. بنتك فضحتنا
كان يدلف يمينا ويسارا. ويسال نفسه المليارات من الاسئلة ومن أهمها.
هل لهذه الدرجة تبغضهم ولا تريدهم في حياتها.

هل كانوا قاسين لدرجة ان تشترى مقابل للبعد عنهم
هما يخافون عليها من نسمة الهواء اللعينة التي تلامس وجهها العذرى.
هما كاب وام يحاولوا بكل الطرق. ان يصلوها لبر الامان. لكن مع الوقت وتغير الزمن. اصبحت هذه الطريقة مميتة للنهاية
زفر من ندبها
- قائلا. اهدى يا حورية.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة