قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الثلاثون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الثلاثون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الثلاثون

قاطعتها بصوتها العالي.
- قائلة بحنق. اطلعي برا يا بت انتى. اطلعي براااااااااااااااا.
دلفت سوسن سريعا للخارج
فارس بضيق من تصرفها
- قائلا. انتى بتعملى ايه؟
فريدة بوقاحة
- قائلة بعصبية. واعمل اوسخ واحقر من كدة
- انتى قدوة يا مدام. الجميع هنا بيتبعك.
تجاهلت كلامه
- قائلة بغضب. مين اللي تستاذن لم تدخل.
- اى حد. الشركة ليها قوانينها ؛ حتى لو كنتى انتى.
- انت واخد بالك انت بتعمل ايه.

- بعمل ايه. انا بنفذ قوانين الشركة.
- تولع الشركة. انتى بتطردنى.
- اللى بيجمعنا شغل. مش هو دى اللى كنتى بتقولى
- وانت بقى قولت تردها ليا لم تتطردنى. صح؟
تجاهل سؤالها. لانه حقيقة، ونظر الى الملفات التي بيدها
- قائلا بتوضيح. انا مبعرفش في شغلكم حاجة فبعتوا ليكى لتمضي.
نظرت الى الملفات، وضربته بها على صدره
- قائلة بحدة. مابتعرفش تتعلم.
تجاهل وقاحتها، وهو يضع الملفات على المكتب.

- قائلا باستفهام. مين بقى اللي هتعلمنى؟
- سوسن.
انصدم فارس من ردها. فهو طرح السؤال، وكان يتوقع ان تكون الاجابة هى.
- قائلا بدهشة. سوسن
- اومال انا عينتها سكرتيرة ليك ليها.
- قائلا بصدمة. علشان كدة
- واكتر من كدة عن طريقها هتحب الشغل وتيجى. وخاصة ان في انسجام ما بينكم.
- ازاى؟
فريدة بغيرة
- قائلا. تغير لبسها علشانك مثلا.
- وانتى ايه اللى عرفك؟
- انت بتستقل بقدراتى.

هزا راسه بتفهم. لان فريدة السيوفى لديها الكثير من الجواسيس في الشركة.
اراد ان يرى غيظها الممزوج بغيرتها
- قائلا بتحدى. بفكر اخدها معايا شقتي تعلمني الشغل.
انصدمت فريدة من كلامه
- قائلة بغضب. انت بتقول ايه؟
زم فمه للامام
- قائلا بوقاحة. مش عارف هي اللي هتعلمني ولا انا اللي اعلمها. قالها وهو يغمز لها بجراة
- لا ما تخفش انت اللى هتعلمها. اصل انت الاساس.
- فارس باستفزاز. تفتكرى.

- دى شئ اكيد. فعلا الزبالة ما بتحبش الا الزبالة اللى زيها. قالتها بثبات عكس ما داخلها بتضارب.
- انا هعلمها كل حاجة.
ابتلعت ريقها من كلامه
- قائلة بغيرة. زى ايه مثلا؟
وضع يده في جيب بنطاله، ثم تابع وهو يفكر
- قائلا بايجاب. تركز في جمالى اللى في ناس مش حاسة بى.
- وايه تانى؟
وهو يغمز لها
- قائلا بوقاحة. السرير اللى هيحدد بعد كدة مش انا
- تصدق انك بجح.
ضحك باستفزاز لها
- قائلا بعند فيها. دى اقل حاجة.

- بقى السرير اللى هيحدد.
- اصل انا حنين اوى في الح...
قطعته بعصبية
- قائلة. كفاية بطل وقاحة.
- دى لسى في الاول.
- فارس اخرس.
- ايه وجعتك؟
ضربته على صدره بيدها
- قائلة بصراخ. انت عايز تخوووووووووووووووونى.
امسك يدها
- قائلا. اهدى يا فريدة.
- انا هطربق المكتب فوق دماغك.
صرخ في وجهها
- قائلا باستفهام. ليه؟
اردفت بدموع
- قائلة بوجع. انت ازاى كدة.
- مش ده اتفاقنا
- تحافظ على شكلى
- ليه هو انا هنتك؟
تحاول ان تتخلص من يده.

- قائلة بضيق. ابعد عنى.
رزعها في الحائط بعنف، ونظر في عينيها
- قائلا بتحدى. مش هبعد
تاوته من عنفه
- قائلة. ابعد لاصرخ والم عليك الناس
اقترب منها بشدة
- قائلا بهمس. انتى بتقرفى منى بجد
-، لم ترد عليه
- لو ردتى على. هسيبك
- روح شوفلك غيرى
- مش قادر
- فارس انا مش لعبة
- ومين قال انك لعبة. انتى فريدة السيوفى. قلبى ر...
قطعته باستفهام
- قائلة. ماله؟
- عايزك. قالها بصدق. وكاد ان يقبل...
ابعدت وجهها عنه.

- قائلة برجاء. لو سمحت.
هزا راسه بتفهم. ثم ترك يدها. وبعد عنها قليلا ووضع يده في جيب بنطاله
- قائلا بروية. روحى يا فريدة.
دلفت خارج الغرفة، وصعقت الباب خلفها بقوة يكاد يقتلع من مكانه.
اخرج تنهيدة حارة من صدره
- قائلا بالم. لحد امتى يا فريدة
-...
تجلس بجوار زوجها وتندب العاقبة لها عندما يندبوا عليها
- قائلة بحسرة. بنتك اتجننت يا خالد.
نظر لها
- قائلا بحزن. بنتنا ما تجننتش يا حورية كلامها كله صح.

- فين الصح يا راجل. انت شكلك بقيت زى بنتك
- احنا بنعاملها بقسوة اوى
- اومال هنربيها ازاى
- عمره ما كان بالضرب والشتيمة يا حورية. واديكى شوفتى بعينكى
- لا. دى كله بسبب الواد الصايع اللى واكل دماغها
- الواد الصايع ده حبته عننا وفضلته علينا
- اه يا نارى. اموت واعرف. ايه اللى عجبها فى.
اخرج تنهيدة حزن شديدة على صغيرته
- قائلا بالم. لانه كان ليها الاب والسند. ثم تابع بياس. ام احنا الضرب والشدة.

- خالد انت بتلف وبتدور. كل ده علشان ايه؟
- علشان احنا غلط يا حورية. غلط
- غلط في ايه ان شاء الله انا واحدة بتحمى بنتها.

- اقتليها بقي يا حورية. القى رصاصته في وجهها وترك لها المكان. لكى تفيق وتشعر بالذنب الذي تقترفه في حق ابنتها. لكن لا حياة لمن تنادى. فالظالم يعتقد انه على طريق الحق والباقى جهنم وباس المصير. رجاء لا تتظالموا. فاحساس المظلوم بشع. سكاكين تقطع في قلبه بقسوة، والدموع سيول على وسادته، واحيانا تكون جفت من كثرة الظلم، المظلوم يوميا يطلب الرحمة. ويدق على بابك يرجوك تكف عن ظلمه، وعندما تضيق انفاسه، ينظر الى السماء، يتحدث مع الحق، رافعا يده، قائلا بدعاء. حسبي الله ونعم الوكيل. حسبي الله ونعم الوكيل. حسبي الله ونعم الوكيل. دعاء لا يفارقه ابدا. في جميع تفاصيل حياته يشاركه.

عن أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا، ). يخبرنا الملك الحق. في الكثير من الايات القرانية. انه لا يحب القوم الظالمين، وهكذا
دلفت الى مكتبه، وانفجرت في بكائها
- قائلة بدموع. بابا يا فارس.
هب من على مقعده لمجرد رؤيتها على ذلك الوضع
- قائلا بقلق. ماله يا ديداة.

ارتمت في حضنه، وسط صدمته واستغرابه، يده كانت خجولتان لا تريد احتضانها ؛ خوفا من ردة فعلها القاسية، لكن يداه ضعيفتان. لم تستطع السيطرة على نفسها. امام احتضانها له. رفع يده وحاوط خصرها بقوة ممزوجة بحب عنيف وغاص في عنقها وهام في رائحة شعرها النفاذة التي لا تبعد كثيرا عن رائحة جسدها، جسده يطالبها بان تظل هكذا ؛ ليخفف القليل من اشتياقه العنيف لها. فهى زوجته، ومحرم عليه ان يقول لها كلمة حلوة. ابقي هكذا لماذا تحرمينى منك. فانا عاشق محروم من لذة حبيبته. ابقى هكذا لتبردى دقات قلبى العنيفة. يده تتناقل على جسدها بشهوانية، اما هي اغمضت عينيها تبكى وتنوح خوفا على فراق والداها. لا تعرف ماذا جرى لها مستكينة بين ضلوعه وتركته يحتضنها بقوة. فلذة غريبة تشعر بها لمجرد تلامس يداهم و شفتاهم. شفتاهم فهذه حكاية اخرى تحتاج الى دواوين. لتسجل الاحساس.

خرجت من حضنه بخجل
- قائلة بتوضيح. عمتو كلمتنى وقالتلى تعبان اوى.
- فارس بضيق. عمتو ايه دلوقتى!
ازالت يده من خصره
- قائلة باستفهام. انت بتقول حاجة؟
- لا اله الا الله. وحدى الله
- انا من غيره اموت. قالتها وانفجرت في البكاء.
- فارس بقلق. كفل الشر عليكى. اكيد هيكون كويس.
مسحت دموعها
- قائلة بطلب. انا عايزة اروحله.
اتسعت عينيه بدهشة. رافعا حاجبيه باستغراب
- قائلا بعدم تصديق. هو انتى بتستاذنى تروحى تشوفى بابكى.

اردفت بعفوية شديدة
- قائلة بخجل. ايوا مش انت جوزى.
- فارس بسعادة. ايوا انا جوزك.
- طب ايه. اروح ولا لا؟
- هو انتى مين.
هزات راسها بعدم فهم
- قائلة باستفهام. قصدك ايه؟
- انتى العنيدة ولا القوية ولا الضعيفة ولا الطفلة ولا حاجات كتير في قلب بعض.
- انا كل دولى
وهو يلامس وجنتيها بعاطفة اشتياق جياشة.
- قائلا بهمس. علشان كدة اسمك فريدة.
انزلت يده من على وجنتيها بخجل
- قائلة بثبات مصطنع. باشا مهندس اروح ولا لا.

وهو يقتله بنظراته
- قائلا بحب. هو الباشا مهندس من امتى قالك لا.
- طب تمام...
امسك ذراعها
- قائلا باستفهام. على فين؟
- انت بتغير كلامك بسرعة ليه. انا هروح لبابا
- من غيرى.
- هو انت هتيجى؟
- من غير جواب اكيد. انتى مراتى
( في السيارة )
طوال الطريق تبكى وتنوح وتدعو الله ان لا تكون تلك النهاية. فاباها سندها وعزوتها في الحياة. مرددة بتوسل
- قائلة بدعاء. يارب اشفى يارب خفف عنه يارب بتوسل اليك
امسك يدها.

- قائلا باطمئنان. فريدة اهدى. اكيد هيكون كويس
- هموت لو جرى لى حاجة
رمقها نظرة حب
- قائلا بصدق. كفل الشر عليكي يا حبيبي.
دق قلبها بسعادة لمجرد كلمة حبيبي ونظرت له.
ولم تعلق...
هو يبادلها النظرات بثقة، ويمسك يدها بقوة، فهى ليست حبيبته، انما هي نصفه الاخر وسنده في الحياة وقوته وضعفه، هي الشئ المميز في حياته.
( بعد دقائق )
فتحت لها نوال باب الفيلا. والقت عليها التحية.
- قائلة بسعادة. مدام فريدة ازيك.

تجاهلت تحيتها
- قائلة بقلق. بابا فين؟
لم تتضايق منها نوال على عدم ردها فهى اعتادت منها ذلك
- قائلة بايجاب. جوى في الجنينة.
- فارس باستغراب. جنينة. ثم تابع باستفهام. وايه اللى قعد واحد تعبان في الجنينة.
تجاهلتهم سويا وركضت الى الحديقة الخلفية
- نوال باستغراب. هو حسين بيه تعب امتى.
اردف فارس باستغراب
- قائلا بتعجب. ما اعرفش!
نوال بفضول
- قائلة. ازاى.

- نوال شوفى شغلك. قالها فارس بضيق. ثم توجه الى الحديقة الخلفية
بعد السلامات والاحضان والقبلات، جلست بجواره على الاريكة
- قائلة باستفهام. بابا انت كويس؟
- اه يا ديداة.
- اومال طماطم قالت ليا انك تعبان ليه.
- حسين باستغراب. انا تعبان امتى ده؟
- ازاى...
اخبرتها نوال انها اتت ومعها زوجها بالحديقة الخلفية. دلفت سريعا اليها
- قائلة بلهفة. فريدة قلب عمتو واحشتينى.
قامت فريدة من مكانها وسلمت عليها.

- قائلة بسعادة. وانتى كمان يا طماطم
وهى تحتضنها فاطمة
- قائلة بعتاب. نستينا يا ديداة ولا كاننا اهلك
- ازاى تقولى كده ما انا دايما على اتصال معاكوا.
- اتصال ايه؟
يقف يشاهد ما يجرى واضع يده في خصره. بعد ان انتهوا من السلامات والقبلات والاحضان طرح سؤاله بحدة
- قائلا بضيق. انا عايز افهم ايه اللي بيحصل؟
تجاهلت سؤاله اردفت بتغير مسار الموضوع
- قائلة. فارس حبيبي واحشتنى اى اخبارك؟

- طماطم فهمينى. هو عمى كان تعبان؟
اردف حسين باستغراب
- قائلا باستفهام. هو انتى قولتيلهم ايه يا فاطمة؟
- اتصلت بفريدة وقالتلها انك تعبان اوى.
- ايه بتقول ايه. وازاى تعملى كدة.
- بابا هو انت مش تعبان؟
- لا ابدا.
هبت فيها فريدة بصراخ
- قائلة بعصبية. عمتو انتى بتهزرى.
- فاطمة بتبرير.
- قائلة بتلعثم. بابكى كان هيموت عليكى فقولت اجيبك لى
- تجبينى بالطريقة دى. انا كان ممكن يجرى ليا حاجة
- انا قصدى...

قطعها فارس بعصبية
- قائلا بضيق. قصدك ايه. ملعون ابو الهزار لم يكون بالشكل ده.
اردف حسين لتهدائة عصبيته المفرطة
- قائلا. فارس يا بنى اهدى.
- افرض كان جرى ليها حاجة.
- الحمد لله ما جراش ليها حاجه.
- ما هي كويسة اهى. قالتها فاطمة بسعادة من عصبية فارس وخوفه على فريدة
- ما حضرتك ماشوفتيش خوفها ورعبها ودموعها.
- حضرتك. تصدقى جوزك محترم يا فريدة.
- اوى يا طماطم. قالتها وانفجروا سويا في الضحك على فارس.

- اضحكوا ما انتو ماحدش فيكو عاش احساسي
- خلاص يا بنى اضحك بقي معاهم.
- يرضيك يا عمى اللى حصل.
- الصراحة يرضينى. انا كنت هموت واشوف فريدة.
- قلبي يا بابا. قالتها بحب. وذهبت لتحتضنه. اخذها فارس في حضنه ومنعها عن اباها. وسط سعادة فاطمة واستغراب حسين
- فريدة بضيق. فارس انت بتعمل ايه؟
وهو يتملكها اكثر بين ذراعيه
- قائلا بتحدى. اللى انتى شايفى.
جزت على اسنانها
- قائلة بضيق. فارس سبنى. انا عايزة احضن بابا.

- مافيش احضان، ويلا نروح على بيتنا...
حسين باستغراب
- قائلا. بيت ايه انتوا ماقعتوش معانا.
- لا مش عايزين يدوبك نلحق.
- لا انا هقعد مع بابا. قالتها فريدة، ثم تخلصت من يديه، وذهبت الى حضن اباها.
-...
اصطبغت السماء بلون الشفق وهربت الشمس الى بيتها.

تناولوا العشاء معهم في الفة وسلام. وتسالوا عن احوال بعضهم البعض، وكيف يسير عملهم سويا، وكالعادة العناد والمد والجذب لا يخلو مع فريدة وفارس، بعد ان انتهوا جلسوا في الحديقة الخلفية، ليشاهدوا فيديو فرحهم، ويعيدوا الذكريات الهباب وايام العذاب مثلما يقول فارس
-...

عندما اتت اغنية وعد العيون، قام من على مقعده، وانحنى، ومد يده لها، يطالبها ان ترقص معه، مثلما فعلوا في فرحهم، نظرت الى عمتها واباها بخجل شديد، من تصرفه الرومانسي.
قامت فاطمة بابتسامة
- قائلة بستاذن. نسيبكوا يا ولاد براحتكوا. ونظرت الى اخيها بان يقوم ويتركوهم سويا. فهم مغزى نظراتها، وقام من على الاريكة
- قائلا بوقار. اه يا ولاد تصبحوا على خير.
- انت رايح فين يا بابا؟
التفت اليها.

- قائلا بايجاب. انا رايح انام.
- تصبح على خير يا عمو.
- وانت من اهله يا حبيبي. قالها حسين بحب، ودلف للخارج
- يلا يا ولاد استمتعوا. قالتها فاطمة ودلفت وراء اخيها.
هبت من على مقعدها بضيق
- قائلة بعصبية. ينفع اللى انت عملته ده.
لم يرد عليها، غير انه اقترب منها، وفجاة حاوط خصرها بتملك شديد
- فريدة بغضب. فارس انت بتعمل ايه؟
حاوط خصرها بتملك اكثر ونظر في عينيها
- قائلا بهيام. برقص مع اجمل انسانة في الكون.

حاولت ان تتخلص منه
- قائلة بعصبية. انت مجنون.
- بيكى.
جزت على اسنانها بغضب
- قائلة بتحذير. بقولك سيبنى
- مش قادر. قالها بصدق. وهو يحتضنها اكثر. وانفاسهما تمتزج ببعض. مثل ارواحهم المشتاقة. يده تتجول على جسدها بوقاحة
ارتجف جسدها من لمسته
- قائلة بتحذير. بطل قلة ادب.
- انا لحد دلوقتى محترم.
- اشترى كرامتك وسيبنى
- موافق
رفعت حاجبيها باستغراب
- قائلة بعدم فهم. موافق على ايه؟
- اشترى كرامتى.

- هااااااااا. ويا ترى بقى كرامتك بكام.
عض على شفتيه بوقاحة
- قائلا بخبث. ارقص معاكى.
اتسعت عينيها بدهشة. لم تتوقع ان يكون ذلك رده. كانت تتوقع انه يطلب تقبيلها. خاصة ان نظراته متوجهة الى شفتيها. فرده كان مغاير عن توقعاتها
- فارس بطل هبل.
- انتى خايفة منى
اردفت بثقة بعكس المعركة التي تحدث بداخلها
- قائلة. وهخاف من ايه؟
- انك تستسلمى وتضيعى من بين ايدى.
- طب ليه ما تكونش انت.
وهو يرمقها نظرة خاصة.

- قائلا بصدق. دى شئ اكيد.
نظرت الى قلادة ياسمين التي تحاوط عنقه. رمقتها نظرة كره
- قائلة بضيق. بس ياسمين تزعل.
ضاع بين فريدة وياسمين. ويده المتملكة ارتخت، ازالت يده من على خصرها، وابتعدت عن حضنه بحزن شديد. بان ياسمين مازالت محور حياته. اخطفت الحقيبة من على الطاولة
- قائلة بثبات مصطنع. اعتقد كدة كفاية.
- هو ايه اللى كفاية؟
- وجودنا هنا. يلا نروح علشان الشغل.
- فريدة.
تردفت باختصار.

- قائلة بحزم. ردك وصلنى يا باشا مهندس.
- خلينا نتكلم
- مافيش كلام يتقال. قالتها، ودلفت خارج الحديقة بثبات فظيع، فهى كانت تريد ان تضربه وتصرخ في وجهه، لمجرد ضايعه بينهما. لكنها اكبر من ذلك بكثير. خاصة الذي يجمعهما صفقة من صفقاتها. فلا داعى ان تعيش في وهم اكثر من ذلك. وتنسي الخيال وتواكب الحقيقة الموجودة على سطح الارض. حتى لا يسرقها الوهم وتجد نفسها جثة هامدة...
الساعة التاسعة مساء.

فى غرفتها الصغير التي تضم الكثير والكثير من الاحزان، كانت تحاول تلم اشتات احزانها وتستجمع قوتها بعد الكلمات التي القتها في وجه اهلها. تؤضات بصعوبة، و اتخذت وضعية الصلاة، اقبلت عليها في خشوع وايمان، خشعت للمولي وهي تؤديها، عندما نبعد فاننا نعود للذي خلقنا، فهو يعلم خباينا واسرارنا، فنسكب احزاننا في سجدة واحدة...

بعد ان قضي فترة حداده في المسجد وفضفض في الكلام مع خالقه. نظر إلى البناية شاهقة الارتفاع وخاصة البلكون الذي توجد فيه حبيبته. يتذكر عندما كانت تحملها امها وهو في عمر الخامسة، وهي تضحك له. احب ضحكتها وهو لا يعلم لماذا؟
فالحب ليس عقد يتمضي او اتفاق، انما قلوب تجتمع بإرداة الله، كان يريد ان يجري معها اتصال ولكنه منع نفسه من ذلك ؛ حتى لا تقوم امها بضربها...

انتهت من صلاتها بعد ان سكبت احزانها مع الواحد الاحد قررت ان تخرج الى البالكونة وتستنشق الهواء العليل. لتاخذ انفاسها. وتحرج الطاقة السلبية التي اصابتها من اهلها. عندما خرجت، راته ينظر لها، كانت عينيها تترقق بالدموع، فاصبح لقائهما مستحيل، لان الزمن اصبح القاضي والجلاد على العشاق، دلفت الى الداخل، وامسكت الهاتف امسكت، وارسلت له الرسالة. كالتالى.

وداعا إلى روح جعلتني اتنفس يوما ؛ حبي لك لم يكن لحظة مجون او مراهقة. لكنه حب اودعه الله في قلبي منذ الصغر. حتى الوعود انتهت وجف الكلام بينا. وانتهت لحظات الحب الشقية التي جمعتنا. انتهي الحنين الذي شهد على اجمل لحظات حبنا. سنشتاق إلى لحظات الماضي مهما مر من الزمن. فتوا حبنا اصبح من الماضي، حتى اللقاء بينا يرفضه المولي. لا ترضي لصغيرتك بمعصية الخالق، فانت من علمنى ما هو الايمان، وكنت اول من دعانى للحجاب، وعن طريقك عرفت ما هي الصلاة، انت اجمل احساس عشته في الكون، وداعا يا اجمل ابتسامة، وداعا اخي العزيز، الدموع سيول قليلة على احساس القلب الذي انكسر، فحتي دموعها اذا ملأت محيطات العالم لم تنتهي، فحبهم ليس سنة او سنتين انما ثمانية عشر عاشوها معا. حياتها هو من خطط لها، كيف تعيشها حتى ابتسامتها، هو سر ظهورها. هل يرضي المولي بفراق قلوب احبت في رحابه ولم تخن الوعد، فالوعد بين الاحبة والمولي لايفهمه الا المؤمن الحقيقي. نظراتهم كانت معلقة، دموعنا اصبحت رماد من ظلم البشر، توا نسي العاشق انه رجل، فالحب لا يعرف رجل او امراة، الحب لحظات من الجنون لا يعرفها الا العشاق الحقيقين...

من هو لياخذك منى، انه لا يعرف من هي ندي العمر، فهو لم يشهد لحظة مولدك ولا راي ابتسامتك و لا ساعدك في المشي على قدميكي. لا يعرف متي تبكين. تحزنيني. تضحكين. فهو لا يعرف شيئا عنك، نظراتهم طالت لا توجد قوة على الارض تمنعهم من بكائهم، وحنينهم للحاضر الذي اصبح ماضي توا، لعنة على زمن يفرق الاحبة.

ارسلت له الرسالة. كالتالى وداعا إلى روح جعلتني اتنفس يوما. ؛ حبي لك لم يكن لحظة مجون او مراهقة. لكنه حب اودعه الله في قلبي منذ الصغر. حتى الوعود انتهت وجف الكلام بينا. وانتهت لحظات الحب الشقية التي جمعتنا. انتهي الحنين الذي شهد على اجمل لحظات حبنا. سنشتاق إلى لحظات الماضي مهما مر من الزمن. فتوا حبنا اصبح من الماضي، حتى اللقاء بينا يرفضه المولي. لا ترضي لصغيرتك بمعصية الخالق، فانت من علمنى ما هو الايمان، وكنت اول من دعانى للحجاب، وعن طريقك عرفت ما هي الصلاة، انت اجمل احساس عشته في الكون، وداعا يا اجمل ابتسامة، وداعا اخي العزيز، الدموع سيول قليلة على احساس القلب الذي انكسر، فحتي دموعها اذا ملأت محيطات العالم لم تنتهي، فحبهم ليس سنة او سنتين انما ثمانية عشر عاشوها معا. حياتها هو من خطط لها، كيف تعيشها حتى ابتسامتها، هو سر ظهورها. هل يرضي المولي بفراق قلوب احبت في رحابه ولم تخن الوعد، فالوعد بين الاحبة والمولي لايفهمه الا المؤمن الحقيقي. نظراتهم كانت معلقة، دموعنا اصبحت رماد من ظلم البشر، توا نسي العاشق انه رجل، فالحب لا يعرف رجل او امراة، الحب لحظات من الجنون لا يعرفها الا العشاق الحقيقين...

من هو لياخذك منى، انه لا يعرف من هي ندي العمر، فهو لم يشهد لحظة مولدك ولا راي ابتسامتك و لا ساعدك في المشي على قدميكي. لا يعرف متي تبكين. تحزنين. تضحكين. فهو لا يعرف شيئا عنك...
نظراتهم طالت لا توجد قوة على الارض تمنعهم من بكائهم، وحنينهم للحاضر الذي اصبح ماضي توا، لعنة على زمن يفرق الاحبة...
يوم جديد في حياة ابطالنا.

تناولوا وجبة الافطار سويا في الفة بدون شجار او حتى مضايقات بينهما. كان في هدوء وسلام. ذهب الى عمله منفردا. لانها كانت تشعر بتعب وارهاق، فاردات ان تستريح اليوم في المنزل. اخبرها اذا كانت تشعر بتعب سياخذها الى الكشف الطبى. اخبرته ان الموضوع كله مجرد ارهاق ولا يستحق الذهاب الى الطبيب. فعليه ان يذهب الى عمله وعند عودته ستكون بخير. الح عليها ان يجلس معها اليوم ولا داعى للعمل. طلبت منه لا يصعب الامر ويكبره اكثر من اللازم. لا يجد مفر غير ان يذهب الى عمله. لانها عنيدة ولم يستطع احد اقناعها بسهولة...

بعد ساعة
اصطفت السيارة امام مستشفى...
فتح لها الحارس الشخصى الباب. خرجت من السيارة بغرور وتعالى. دلفت داخل المستشفى وورائها حرسين شخصين. وصلت عند الاستقبال، وسالت على مدير المستشفى. اخبرها موظف الاستقبال. انه بالدور الخامس في الجانب الايمن. هزات راسها ايحابا وتوجهت الى مكانه.
فى اقل من دقيقة وقفت امام الباب المنشود. طرق الحارس الباب بهدوء. فاذن له الطبيب
- قائلا بادب. اتفضل.

دلفت بثقة واغلقت الباب ورائها بهدوء.
عندما رائها مدير المستشفى. هب من على مقعده
- قائلا بترحاب حار. فريدة هانم بنفسها هنا.
ابتسمت على اهتمامه المبالغ
- قائلة بغرور. اهلا يا دكتور شوقى.
- اتفضلى اقعدى.
هزات راسها ايجابا، وجلست على مقعد مكتبه بوقار.
جلس على مقعده ووجه حديثه لها
- قائلا باستفهام. تشربي ايه؟
- مافيش داعى للكلام ده. خلينا ندخل في الموضوع.
- اؤمرينى حضرتك.
- فريدة باختصار. عايزاك في شغل.
-...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة