قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الثالث والثلاثون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الثالث والثلاثون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الثالث والثلاثون

رفع راسه. ونظر اليها
- قائلا باستغراب. ماما. قالها وهب من مكانه على الفور. ثم تابع باستفهام.
- قائلا. ايه اللي جابك؟
اجابته بحنان
- قائلة بصدق. قلقت عليك.
- اطمنى انا كويسة.
نظرت اليهما. كانت تنظر لها بحقد وكره، اما هو كان الحزن مسيطر عليه بعمق شديد. فالذى تعيشه ابنته الان ليس هينيا. قالت بصدق وقلب طيب له متجاهلة تلك الحقودة.
- الف سلامة يا استاذ خالد.
رد عليها باسى.

- قائلا بحزن. الله يسلمك يا مدام رجاء
لم يدم التجاهل لها كثيرا. فهى مهما كان ام. فقررت ان تطرح سؤالها لتطمان على ابنتها
- قائلة باستفهام. هي ندى عاملة ايه دلوقتى يا حورية؟
رمقتها نظرة كره. ولم ترد عليها. تمالكت وقاحتها المعتادة. ونظرت الى وجه ابنها البائس ؛ لتعرف منه الاجابة. اخرج تنهيدة حزن حارة. وكاد ان يجيبها...
خرجت الممرضة من غرفتها بعد تبديل محلولها.
هبوا من اماكنهم سريعا. ركضين اليها.

- حورية بلهفة. بنتى عاملة ايه دلوقتى؟
اجابتها الممرضة
- قائلة بحزن مصطنع. مع الاسف يا جماعة الحالة زى ما هى.
نظرت الى زوجها ؛ ليكذب تلك الخرفات ويخبرها ان ابنتها بخير. لكن نظراته ارسلت لها ما لم يستطيع قلبها ان يتحمله. هنا صرخت باعلى صوت لديها
- قائلة ببكاء. يعنى ايه بنتى راحت خلاص.
نظر الى امه
- قائلا بعدم تصديق. اكيد يا ماما الكلام دى كله كدب.
قالت وهي تمسك يده. لتقوى
- قائلة بايمان. قول يارب.

نظر الى السقف بدموع
- قائلا بالم. يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب. قالها بتكرار شديد ثم ارتمى في حضنها يبكى وكأنه طفل رضيع توفيت امه توا ناسيا تماما بانه رجل. فالعشق لا يفرق بين رجل وامراة في الدموع والاسى.

تبادله الدموع والالم. وتطلب من الملك ان يستجيب دعائها. ويرضى ابنها الذي ظلمته. والجميع اصبح عليه. اما ندى هي الوحيدة التي وقفت بجواره. دون ان تطالب في حقها في ذلك، يموت ويموت والانفاس تنقطع كلما تخيل ان ندى ستطر كلمات النهاية بينهما، ويكون التراب احن عليها من البشر، لا يريد ذلك فهو يرفصه بشدة، يدعو ويدعو ويدعو ويدعو ويدعو ويدعو ويدعو ويدعو ويدعو ويدعو ويدعو، للواحد القهار الذي لا يغفل ولا ينام...

فى تلك اللحظة
خرجت من المرحاض، بعد ان رمت جميع ذنوبها
معاشرتها مع فارس اكبر ذنب اقترفته في حياتها.

بين قطرات المياه العنيفة، واستعدت الى ما ستقوله له، وتخبره بكل الكلمات التي نزلت من على السطور، وتعيد كتابتها من اول وجديد، ربما تستطيع تلك المرة، ان توازن بين القلب والعقل في تلك المعادلة الصعبة، وترجع الكلمات الى مكانها الطبيعى، بعيدا عن ذلك القلم المتجرء، الذي دمر ما حفظته واحسنت في كتابته، رائها امامه، شامخة واثقة عنيفة قوية، جميع ذرات الخوف والضعف رمتها في المرحاض، التي تقف امامه الان، هي فريدة السيوفى بشحمها ولحمها، اخذت حقيبتها من على الطاولة وعلقتها في كتفها، ثم اقتربت منه، ووقفت امامه مباشرة، ونظرت في عينيه بقوة.

- قائلة بصلابة. اللى حصل امبارح تنساى خالص.
ضحك بقهر شديد على كلامها. غير مصدق ما تقوله. فهى توا تريد ان تزيل اجمل ليلة عاشوها سويا في احضان بعضهم البعض. حقا كلامك موجعة ايتها العنيدة. تنهد بحزن شديد
- قائلا بالم. اى اوامر تانية.
بنفس الثبات
- قائلة بطلب. لا ماعزاش حد يعرف بس.
رد فارس عليها بوجع
- قائلا بسخرية. اه اصل احنا عملنا ذنب.
ثم تابع بقهر.
- قائلا بعصبية. انتى مجنونة. ولا ايه؟

تجاهلت قهره وعصبيته. واجابته ببرود
- قائلة بامر. اللى انا قولت عليه يتنفذ
- قائلا بعصبية. انتى اكبر كدابة شوفتها في العالم.
-...
لم ترد عليه. وظلت ثابتة كالجبل صامتة عاجزة عن الرد.
- مستحيل اصدق ان اللى حصل ما بينا انساه بسهولة
- فريدة ببرود. اعتبرنى واحدة من اللى نمت معاهم.
امسك ذراعها بعنف ونظر في عينيها بعشق
- قائلا بصدق. انتى مراتى يا مجنونة. مرااااااااااااااااااااااااااتى. حتة منى. ضلع من ضلوعى.

ابتلعت ريقها
- قائلة بكذب. جوزانا على الورق.
اراد ان يؤكد كذبها ويربكها. اقترب من وجهها بشدة. فاصبح لا يفصل بينهما شىء
- قائلا بهمس. كان على الورق. لكن امبارح بقى حقيقى. عشناها سوا.
ضعفت امام كلماته
- قائلة برجاء. بطلبك تنسي امبارح.
- انسي ايه بالظبط انك بقيتى ملكى
- انا مش ملك حد. قالتها بعصبية. وهي تتخلص من يده. ثم تابعت بحدة. انا ملك نفسي
- ياريتك ماجتيلى امبارح
- انت السبب
- السبب في ايه.

- فضلت تضايقنى. وتثير غضبى. بسبب الزفتة جاكلين
- غيرتك اللى جبيتك. او اقول، حبك ليا
- انا مابحبكش
- الاحساس اللى وصلنى منك امبارح كان غير ده خالص.
لم ترد عليه؛ لانه ببساطة لا يوجد اجابة لديها، دلفت من امامه بهدوء، وقفت امام الباب. كان يعطيها ظهره. مجرد سماع كلامها
- قائلة بحزن. لو سمحت انسي اللى حصل ما بينا امبارح.
نزلت الدموع على وجنتيه بصمت
- قائلا بالم. كلامك صح فعلا. انتى مابتحبنيش. انتى بتموتى فيا.

فتحت الباب بعصبية. ودلفت خارج الشقة على الفور. ركض الى المرحاض، وفتح صنبور المياه عليه، يموت الما، كان يظن انها هدات وتعقلت وتخلصت من عندها، بعد ليلة قضوها من العمر، لكن هيهات وهيهات، فتلك فريدة السيوفى بجروبتها وقوتها وتحديها العنيف لقوم الرجال، المياه تنزل على وجهه، وهو يبكى في صمت على ما عاشوه بالامس، لغته في ثوانى، دون الاهتمام بمشاعره، يبكى ويموت ويتنهد كان يريد ان يترجاها، ان تصدق مشاعره لها، هو لم يكذب، لقد احبها، يتمنى ان يعيش حياة بعيدا عن تلك التشوهات التي عاشها من قبلها، يعشقها، تقريبا لا يوجد تفسير لديه على احساسه بها، لان جميع كلمات العشق قليلة في هيام به، احساسه بالكامل وانه شخصى طبيعى، عاشه معها، منذ دخولها حياته، حالها لم يختلف عنه بل يتعدى حدود العالم بشرقها وغربها، لكن الماضى يقتلها ويؤرق مضجعها، لقد ماتت وخرجت شهادة وفاتها، عندما طالبته بان ينسي ماحدث بينهما بالامس، ولكن ذلك حكم القدر عليها بان لا تحب، وتسلم جميع مفاتيحها اليه، لكن مع الاسف، لقد تسلم كل شئ، العقل، القلب، الروح وأخيرا الجسد، تريد ان تنهى تلك اللعبة اللعينة، التي دفنتها وهي في عز شبابها...

دلفت من السيارة الاجرة، ودفع البواب الفلوس للسائق. والقى عليها التحية، لم ترد عليه، ليس تجاهلا، بل لانها في عالم آخر بعيدا عن زحمه البشر، استغربها كثيرا، خاصة انها اول من تلقى عليه السلام، تسير بضياع و خيبة امل تنظر يمينا ويسارا الاشياء ثابتة في مكانها ولكن هي اصبح بها خلل كامل، تنظر الى السماء وتخرج تنهيدة حزن عميقة لا يعلمها غير الله. تكاد ان تصرخ وتسمع العالم اوجاعها، ولكنها ستنتظر حتى تدخل غرفتها وتخرج كل ما بها من وجع فيها.

وصلت عند الباب بصعوبة. رنت الجرس بعجز. فتحت لها فاطمة الباب سعدت كثيرغ عندما راتها، ولكن السعادة لم تستمر فانصدمت منظرها الحزين. اخذتها في حضنها
- قائلة بقلق. فريدة حبيبتي مالك؟
لم تبادلها الحضن صنم صامت عاجز ضائع يبحث عن معانى الكثير من الكلمات.
نظرت لها برعب
- قائلة بخوف. فريدة مالك؟
-...

لم ترد عليها. فهمت من نظرات عينيها انها تحاول ان تتمالك نفسها وتسيطر على موجة الحزن العميقة التي تظهر في عينيها. قالت وهي تمسك يدها وتدلف بها للداخل.
- قائلة بحنان. تعالى. قالتها واغلقت الباب ورائها بهدوء.
جذبت يدها من يدها. وسط دهشة فاطمة واستغرابها، طرحت سؤالها بحدة
- قائلة باستفهام. بابا فين؟
سمع صوتها فخرج من غرفة مكتبه على الفور
- قائلا باشتياق. انا هنا يا حبيبة بابا.

عندما وقف امامها انصدم من منظرها الباكى
- قائلا بقلق. مالك يا فريدة؟
تجاهلت قلقه، قائلة بصلابة شديدة. عكس ما بها من شروخ عنيف داخل قلبها اللعين الذي احبه. اعطاه كل شىء...
- انا عايزة اتطلق.
انصدم من كلامها.
- قائلا بدهشة. انتى بتقولى ايه؟
لطمت فاطمة على وجهها
- قائلة بصدمة. يا نهار اسود.

- اللى حضرتك سمعته. قالتها بقرار نهائى. ثم دلفت من امامهما، وركضت السلم سريعا، حتى لا تسمع ردهما. والموضوع ياخذ سين وجيم. تركتهما في حيرتهما ؛ لتقبل الوضع. دلفت الى غرفتها. واغلقت الباب ورائها، وارتمت على الفراش تبكى. وتنظر الى خاتم الزواج.

- قائلة بدموع. فارس انا بحبك. انا بموت من غيرك. فارس انا مريضة. لازم اسيبك قبل ما تسيبنى. انا بعشقك. انا حبيتك من اول نظرة. انت الهوا اللى بتنفسه. اه يا قلبى اللى حبيت. واتحكم عليك بالفراق. اه اه اه اه اه اه اه اه اه. هنا انفجرت في بكاء مرير.
( في تلك اللحظة).

جالسا ارضا. يبكى بقهر. بعد ان صعد معها الى السماء. وانزلته بتجبرها الى سابع ارض. لماذا ذلك القدر عنيد جدا معه. عندما احب اول مرة. كان ضده وفرقتهما الظروف رغما عنه. وعندما وجد الامان والحنان. تم رفضه حتى دون النظر الى الاسباب. دوامة كبيرة من الاسئلة والحيرة يعيشها مع ذلك القدر العنيد. يموت قهرا، ليعرف سبب رفضها له. هل بسبب انها ليست المراة الاولى في حياته، ام انه كاذب
ام ماذا؟

يكاد يشد في شعره من عدم فهم تصرفاتها. بالامس كانت معه وبادلته الحب بشغف ولهفة. وعندما اتى الصباح تغيرت الكلمات جميعها. بنبذها له. وان يعتبرها امراة من الذين عرفهم من قبل. وينسي الموضوع وكأنه لم يكن. هل النسيان في الحب كلمة بسيطة. او الشعور به امر هين. انه روح تتلبسك ولا تريد الرحيل من مكانها بسهولة. يبكى بالم يشتاق اليها كثيرا برغم انها كانت من ساعات ملك يده، افاق من دوامته وحيرة قلبه. على صوت جرس الباب السخيف.

هب من مكانه
- قائلا بضيق. مين هيكون جاى دلوقتى.
ثم تابع بتمنى، وهو يفتح الباب.
- قائلا بلهفة. تكون فريدة.
انصدم عندما رائها
- قائلا باستغراب. نانسي!
- لسي فاكرنى. والله فيك الخير.

بعد ان القت رصاصاتها في وجوههم، ودلفت الى غرفتها تستكمل باقي ضايعها. جلس على الاريكة، يفكر ماذا جرى لها، وماذا حدث بينها وبين زوجها. لقد كانت حياتهم عبارة عن سعادة وفرح، ولا يعيقها الحزن ولا الشقاء. تنفجر راسه من كثرة التفكير، والاسئلة التي تنهش في عقله. جلست اخته بجواره تفكر معه تشاركوه الحزن مثلما تشاركوه الفرح، وبعد الملل من التفكير و عدم ايجاد الحل قرر ان يتصل بصديق عمره ويخبره. يعرف منه ما السبب الذي دعاها. انت تقول تلك الكلمة القاسية التي رمتها كرصاصة في صدره، نادى على الخادمة بصوت جهور.

اتت على الفور
- قائلة بطاعة. نعم يا سعت البيه.
- هاتى موبيلى من المكتب.
هزات راسها ايجابا، ودلفت من امامهما متجهة الى غرفة المكتب...
نظرت له فاطمة باستغراب
- قائلة باستفهام. هتعمل ايه بالموبيل دلوقتى؟
- هكلم محمد وافهم منه...
( تسارعت الساعات وصولا الى المغيب ).

جلسوا ارضا، مثلما كانوا يفعلوا في تلك الايام القذرة التي كانوا يعيشوها معا، لكن الاختلاف كان واضحا في تباعدهما عن بعض كثيرا، لانها تغيرت واصبحت انسانة غير التي قابلها من قبل، توجهت الى الله وطلبت العفو والسماح، وتخلت عن كل ما كانت تقترفه قديما، وبدات تسطر صفحات جديدة في حياتها المستقبلية، لم تتوقع يوما ما ان ترتدي الحجاب، و تحتجب عن الناس جميعا وتختار ان تعيش مع الله، القرار كان ليس سهلا ؛ لكنها قررت ونفذت، الخسائر كانت كثيرة، لكن المكاسب مع الله افضل وكبيرة لم تجد مكان يآويها ولا مسكن يضمها، قررت ان تذهب اليه وتطلب منه ان يبحث لها عن شقة بالايجار...

عندما راها استغرب كثيرا.
هل هذه نانسي التي عرفها من قبل.

ما الذي جرى لها، او ماذا حدث معها ؛ لتتغير ذلك التغيير الكامل هل اصابها مكروه، ام وجدت من يحيلها من طريق الضياع الى طريق الايمان والخوف من الله. اجابت على سؤاله، انها فاقت دون ان ترتب او تخطط لذلك، وهو سبب من ذلك الاسباب، منذ زواجه وهي تجري عليه الكثير والكثير والكثير من الاتصالات ولكن لايوجد مجاب عليها، كأن الله يخبرها بان جميع الطرق قد سدت، ولم يبقى امامها الا طريق الايمان، وفي مرة من المرات، كانت تسير بحزن وضياع في الطرقات، وسمعت الاذان يناديها، ويرسل لها الرسالات، ويخبرها الله انه مازال بانتظارها مهما طالت المسافات ؛ لانه يعلم جيدا ما ذاقته في تلك الحياة القاسية انك تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء. لم تريد الهداية ؛ لانها لم تجدها امامها، ولكن الله ساعدها في الوصول اليها، بعد ان انتهت من روى حكايتها وسعادتها واندهاشه وسعادته بتغيرها. اخبرها عن عنيدته. من بداية معرفتهم انتهاء بليلة امس.

- قائلا بحب. بحبها.
قالت نانسي باستغراب ممزوجة بسعادة
- يااااا يا فارس اخيرا حبيت.
تنهد بحزن
- قائلا بوجع. شوفتى ويوم ما احب. احب واحدة بتكرهنى كره العمى
- طب ليه ما تقولش انها بتعشقك وبتكابر.
- كنت بقول كدة الاول. لكن بعد رفضها ليا اتاكدت انها بتكرهنى. وانا مجرد صفقة من صفقاتها.
- مستحيل تكون بتكرهك. ومتمنش وتيجى تدور على جاكلين عندك. وكمان لم تسالها تقولك هقتلها. انا ست وافهم في الحاجات دى اوى.

- يعنى انتى قصدك؟
- اه بتحبك. بس ممكن يكون عندها مشكلة.
- مشكلة ايه، هي بتكرهنى.
- انت عايز توجع قلبك وخلاص. فريدة ما بتحبكش دى بتعشقك.
- فارس بحيرة. مش عارف
ضحكت نانسى باستغراب
- قائلة باستفهام. فين فارس الكيلانى الخبرة؟
- كل الخبرة ضيعتها بنت اللذينة.
- بس صراحة تستاهل.
- هو انتى شوفتيها؟
- في التلفزيون لم كنتوا مع بعض.
قال وهو يهزا راسه ايجابا.

- اه. متذكرا ذلك اليوم المجنون. الذي تم فيه سرقة المشروع. ( القرية السياحية)
لاحظت شروده
- قائلة باستفهام. فارس روحت فين؟
- انا معاكي يا ديداة.
صفقت بيدها
- قائلة بسعادة. واو فارس الكيلانى تاه.
- فريدة السيوفى لخبطتلى حياتى.
- طبعا لافضل.
- دى اكيد.
صمت قليلا ثم ركز على جمالها الصافى الخالى من مساحيق التجميل
- قائلا بانبهار. بس سيبك. بقيتى اجمل في الحجاب.
اكتست عينيها بالخجل.

- قائلة برضا. كدة احسن بكتير. حتى لم اقابله يكون الحساب قليل.
- ربنا يرضي عنك.
- يارب انا وانت وا...
قطعها هاتفه المزعج. قام من مكانه يتافف
- قائلا بضيق. هو دى وقته...
راى اسم اباه. فتحه
- قائلا بادب. بابا حبيبي اخبارك؟
- محمد بضيق. زفت.
قال فارس بقلق
- ليه كفل الشر؟
صرخ في الهاتف
- قائلا بعصبية. انت عامل ايه في فريدة؟
فارس بعدم معرفو
- قائلا بقلق. ليه هو في ايه حصل؟
- مراتك طالبة الطلاق...

سقط الهاتف من يده. وتسارعت دقات قلبه. وتسمر في مكانه. كانه سمع خبر رحيلها عن تلك الحياة. قامت نانسي على الفور من مكانها مرتعبة من منظره. ووقفت امامه، واباه ينادى عليه بقلق وعصبية
- فااااااااااااااااااااااااااااااارس روحت فين؟
- نانسي بقلق. فارس حصل ايه؟
اجابها بضايع
- قائلا بعدم تصديق. فريدة عايزى تسبنى.
- إزاى ده؟
- قولتلك بتكرهنى. وانتى ماصدقتنيش.
صمتت قليلا تفكر. ثم قالت له بنصح.

- روح كلمها وافهم منها.
استوعب كلامها، واشتعلت عينيه بغيظ
- قائلا بعصبية. انا مش هكلمها انا هضربها واعلمها الادب.
لاحظت من نبرة صوته انه بالفعل ناوى على ضربها وعدم مرور الامر بهدوء. فقررت ان تهدا من عصبيبته
- قائلة بحنية. لازم تتكلم معاها بهدوء ؛ علشان ماتعندش.
وهو ياخذ هاتفه من على الارض. ثم اعتدل في مكانه. وحدثها
- قائلا بضيق. انا دلعتها كتير. لكن بعد كدة هتشوف وشي الحقيقى. قال كلامه. ثم تخطاها.

نادت عليه بلهفة
- قائلة. فارس.
التفت لها. رم مفتاح الشقة لها
- قائلا بادب. الشقة بقت بتاعتك. قالها ودلف من امامها سريعا. ذاهبا الى عنيدته. ليعلمها كرس لن تنساه طيلة حياتها
التقطت المفاتيح من على الارض، وبكت على الفور. ثم نظرت الى السقف السماء شاكرة الله على كرمه الدائم معها
( سمع اذان المغرب ).

دلف الى مسجد المستشفى ؛ ليصلى ويدعو لحبيبته ان تفيق سريعا. ولا توجع قلبه اكثر من ذلك. بعد ان انتهى من صلاته، أمسك المصحف فاتحا سورة يس ؛ ليقرائها بنية ان يفك الله كربه ويزيل همه...
بسم آلله الرحمن الرحيم
صدق الله العظيم
سمع صوتا مالوفا من خلفه. داعيا له
- قائلا خالد. ربنا يتقبل منك يا ابنى.
التفت الى الصوت
- قائلا بادب. منا ومنك.
هزا راسه بامتنان. ثم تحدث معه
- قائلا باستفهام. دعيت لندى
اجابها بدون تفكير.

- قائلا بصدق. دى اكيد.
- على كدة انت بتحبها؟
لم ينتظر تفكير. اجابه بمنتهى الشفافية
- قائلا بعشق. اكتر مما تتخيل. هي بنتى وحبيبتى وكل حاجه لياا في الدنيا بعد ربنا.
ابتسم بحسرة. لانه شعر بذلك بعد فوات الاوان. وفجأة بدون مقدمات امسك يده. وسط دهشة واستغراب احمد
- قائلا باستفهام. هو في ايه؟
- هنقرا فتحة ندى.
طار قلبه من السعادة
- قائلا بعدم تصديق. بجد يا عمى؟

- هلاقى فين في الدنيا واحد يحب بنتى زيك. كفاية الجميع اتخلى. وانت لسى هنا موجود بتدعى ليها تقوم بالسلامه. ابقي راجل انانى اوى لو حرمتكوا من بعض.
يده ترتعش ولسانه عجز عن الرد. ارتمى في حضنه. يبكى من السعادة
- قائلا بدموع. وانا عمرى ماهخيب ظنك. وندى ان شاء الله هتفوق.

قال وهو يبادله الحضن بسعادة ممزوجة بالتمنى ان تفيق صغيرته؛ وترى ان اباها لاول مرة في حياته ياخذ قرار دون الرجوع لامها، او سماع كلامها، يتخذ قرار نابع من نفسه. دون الاعتماد على احد.
- اكيد يا ابنى.

مازالت على وضعها. جالسة في غرفتها. تبكى بالم وبحسرة. وتحضر قلبها على فقدان اول حب في حياتها. وتجبره ان يتقبل الواقع، ويرحل بهدوء دون مشاكل او جدالات. لا تعلم متى احبت. كل الذي تعرفه انها تهيم عشقا، وتموت الما...
تحاول ان تستمد قوتها بكل الطرق. حتى لا تتبعثر وتفقد طريقها. تقريبا فقدته
حتى اتاها صوته الذي تعشقه وهو يصرخ ناديا عليها
قال بعصبية وهو واقف في بهو الفيلا، باحثا بعينيه عليها.

- فريدة فريدة فريدة فريدة فريدة فريدة فريدة فريدة
خرج حسين وفاطمة على صوته
- حسين بضيق. ايه في ايه؟ بتعلى صوتك ليه. هي وكالة من غير بواب
تجاهل كلامه بتاتا، وطرح سؤاله
- قائلا بعصبية. بنتك فين؟
قالت فاطمة بهدوء. للتقليل من عصبيته الواضحة عليه
- اهدى يا فارس وخلينا نتكلم الاول.
تجاهل كلامها هي ايضا، والغضب يسيطر عليه اكثر
- قائلا بانفعال. خلاص مات الكلام هي فين؟
- فعلا بنتى كان ليها حق تطلب الطلاق منك.

قال فارس بتوعد ممزوج بتهديد
- وحياة امى لربيلك بنتك من اول وجديد.
- حسين بحزم. ولد انت احترم نفسك، والزم حدودك
- هو انا بسالك ليه. اكيد في اوضتها. قالها وتوجه الى غرفتها. صاعدا السلم سريعا. عندما وصل اليها.
فتح باب غرفتها، رائها امامه واقفة، والدموع ظاهرة على وجهها
- قائلة بضعف. اطلع برا.
لم يهتم بكلامها، واغلق باب الغرفة بالمفتاح وسط رعبها وخوفها
قالت بثبات عكس ما بها من عجز وانهيار
- فارس اطلع برا.

اردف فارس بهدوء
- قائلا بتهديد صريح. هتيجى معايا، ولا اطلع اقول لابوكى كل حاجه.
- انت اكيد ماهتعملش كدة.
- انا هعمل اوسخ من كده.
- فارس بطل عند وارضى بالواقع.
- هو الكلام ده ليا ولا ليكى.
يطرق على الباب بعصبية
- قائلا بغضب. افتح الباب يا فارس. افتح الباب. وسيب بنتى وخلينا نتكلم راجل للراجل.
- ابوكي واقف برا. افتح الباب واقوله على الصفقة اللى انتى عملتيها
- انت اكيد مجنون!

- انتى لسي ما شوفتيش الجنان على اصله.
- فارس ارضى بالامر الواقع. خلاص اللعبة انتهت
- بالنسبالك خلصت. لكن بالنسبالى انا لسي بتبتدى
قال حسين بعصبية وهو يطرق الباب بقوة
- افتح الباب يااااااااااااااااااااااااااااااا فارس.
قالت فاطمة بهدوء، لتهدائة الوضع
- اهدى يا حسين ممكن يجرالك حاجة.
انفجر فيها بعصبية
- قائلا بخوف. لا يكون عمل في البنت حاجة
- دى مراته واكتر حد يخاف عليها.
مازال على تهديده معها.

- قائلا ببرود. هااااا القرار لسي قدامك افتح الباب، واقوله على كل حاجه، ولا تيجى معايا بالادب.
- انت اكبر من كده.
قال بصدق وهو ينظر في عينيها بحب.
- معاكى بقيت اصغر من اللى خيالك يوصله.
لم تجد امامها مفر ورفعت الراية البيضاء
- قائلة بنفاذ صبر. خلاص هغير هدومي واجى معاك طب.
سعد بموافقتها
- قائلا بابتسامة. انا هستناكي تحت. بس بسرعة.

هزات راسها ايجابا. فتح الباب ودلف خارج الغرفة. سائلا عن حماه وفاطمة. حتى يعتذر له على ما حدث منه توا...
دلف الى الحديفة الخلفية. والقى عليهما التحية
- قائلا بادب. السلام عليكم.
التفت اليه حسين باستغراب
- قائلا بسخرية. ايه الادب ده؟
زم فمه لامام متاكد في داخله انه متضايق من فعله، ثم قال بسخرية وهو يجلس قبالته على الاريكة
- ما هو دى الطبيعى.
قالت فاطمة باستغراب
- اللى يشوفك من شوية ما يشوفكش دلوقتى.

نظر له حسين
- قائلا بوقار. ايه اللى حصل ما بينكم؟
اردف فارس باعتذار دون ان يجيب عن سؤاله
- قائلا بكذب. انا بعتذر لحضرتك انا السبب في دى كله.
- ماعيزكش تعتذر. انا عايز اعرف سبب طلبها ده.
تدخلت فاطمة في الحوار
- قائلة بتوضيح. يا فارس لو كنت شوفتها. منهارة وضايعة وصامتة. انا اخر مرة شوفتها كدة من يوم وفات مامتها.
انوجع قلبه بشده عليها وتاكد انها تعانى من شيئا ما، وطرح سؤاله الذي يريد ان يعرف اجابته.

- قائلا بفضول شديد. هي مامتها ماتت ازاى؟
السؤال الجمهما الصمت التام، وخصوصا من اتجاهه هو.
لم يجد اجابة.
- قائلا باستغراب. في ايه يا جماعة؟
قالت فاطمة باستفهام
- انت ليه بتسال؟
- لان كل ما بسالها مافيش اجابة عندها.
- هي عملت معاك حاجة؟
عقد حاجبيه باستغراب
- قائلا بعدم فهم. حاجة زى ايه؟!
دلفت اليهما
- قائلة برقة. انا جاهزة...
قطعتهما تماما عن مواصلة حديثهما الذي لا تعلم عنه شيئا.

هب على صوتها، ليراها. ملكة من ملكات اخر الزمان. مرتدية فستانا ورديا. وتاركة شعرها الكثيف للعنان. وحذاء ارضيا باللون الابيض. وواضعة القليل من مساحيق التجميل. توجه نحوها ووقف امامها، وامسك يدها برقة وقبلها
- قائلا باعجاب. ايه الجمال دى؟

لا تعرف ماذا اصابها؟ منذ ان تركها بالغرفة وحيدة. فتحت الدولاب وقررت ان تنتقى افضل الثياب التي تظهر انوثتها. وتترك شعرها للعنان ؛ ليعبث به الهواء الطلق كيفما يشاء. لم تكتفى بذلك القدر. وضعت مساحيق التجميل. التي تناسب رقتها وانوثتها.
لماذا فعلت ذلك؟
هل تريد ان يراها جميلة. لاخر مرة يجمعهما القدر. قبل ان تفترق طرقاتهم
- فارس بادب. عن اذنكوا.
وهو يقوم من على مقعده ويتوجه اليهما.

- قائلا بنصح. ماعنتوش تتخانقوا.
وهو ينظر اليها بعشق
- قائلا بصدق. اول واخر مرة يا عمى.
احتضن حسين عنيدته
- قائلا بنصح. خلى بالك من بيتك وجوزك يا ديداة.
وهى تحضنه بحب. هزات راسها ايجابا على كتفه.
اخرجها من حضنه، ثم نظر الى فارس
- قائلا بحزم. انا عديت همجيتك وقلة ادبك، علشان ديداة
امسك يد فريدة واجتذبها اليه. وسط خجلها منه
- قائلا بابتسامة. ما هو دى العشم يا عمى.
- خلى بالك منها واعى تزعلها.

وهو ينظر الى فريدة بحب
- قائلا بصدق. ماتخفش اول واخر مرة.
هبت فاطمة من على مقعدها، واحتضنت فريدة
- قائلة برجاء. بطلوا شغل عيال.
قالت فريدة بهدوء
- ماشى يا طماطم.
وهو يمسك بيد حبيبته يريد ان يهرب منهما، ويكون معها على انفراد تام
- قائلا بعجلة. عن اذنكوا بقى.
قال حسين بضحك على لهفة فارس
- اذنك معاك.
وهو يدلف من امامهما
- قائلا باحترام. نشوفكوا على خير.
( بعد ساعة).

وصلوا عند النيل. الذي يوجد به الكثير من المراكب والسفن الشراعية.
دلفت من السيارة. ونظرت له بتساؤل
- قائلة باستغراب. انت ليه جايبنا هنا؟
التفت لها
- قائلا بايجاب. دى افضل مكان نقدر نتكلم فى.
- ليه ما ينفعش الكلام الا في اعماق البحار.
- علشان لو صوتى لو صرختى. اهو مكان تقدرى تخرجى في الطاقة السلبية.
نظرت له بود
- قائلة بسعادة. تصدق كلامك صح. بس انت ايه اللي عرفك؟
نظر في عينيها بحب.

- قائلا بهمس. انا فاهمك من غير ما تتكلمى.
- وياترى بقي انا عايزة اقول ايه؟
- سبب رفضك ليا هو ده الكلام اللى عايزة تقولى.
هزات راسها ايجابا بموافقة على كلامه ؛ لان لديها الكثير والكثير والكثير لتحكيه وتخبره عنه...
مد يده لها
- قائلا بحنان. يلا.

امسكت يده بخجل، وسارت ورائه باطمئنان ممزوج ببعض من القلق. قفز الى المركب. ومد يده لها ونظر اليها بعشق، منظره يشبه الكثير من الافلام الرومانسية عندما يركع الشاب في طلب الزواج من محبوبته، هو لم يركع ولكن قلبه خضع لها بكامل ارادته...

مدت يدها له بخجل، ودلفت بهدوء الى الداخل، صعد اعلى المركب. وشغل مقوده وساروووووووووووووووووووووووووووووووووووووا في اعماق النيل. بعد دقائق استقروا في مكان. بعيدا عن زحمة مصر وناسها. نزل السلم. ووقف قبالتها
- قائلا بحزن. انتى بجد عايزة تسبينى؟
تنهدت بحزن من صدرها
- قائلة بصعوبة. يمكن ده افضل حل لينا احنا الاتنين.
هب فيها بعصبية
- قائلا بعدم استيعاب. افضل في ايه. نبعد ونسيب بعض.

- فارس دى لعبة وخلاص خلصت.
- انتى شايفة انها خلصت ولا لسي بتبتدى.
- الحياة ما بينا مستحيلة احنا مش شبه بعض.
- مش لازم نكون شبه بعض. المهم نحس ببعض ونفهم بعض.
صرخت فيه
- قائلة بعصبية. فارس كفاية ما توجعنيش.
اشار على قلبه
- قائلا بوجع. انتى اللى بتوجعينى
- مادام بنوجع بعض. خلينا ننهي كل حاجه ما بين...
اخذها في حضنه عنوة قبل ان تكمل كلامها.
- قائلا بلهفة. انتى مجنونة. ازاااااااااااااااااااااااااااااااااى.

تحاول ان تخرج من حضنه. الذي يفقدها نفسها وقلبها حتى عقلها يستسلم له
- قائلة بعصبية. فارس؟
تجاهل اصرارها، ووضع يدها على قلبه.
- قائلا بعشق. سامعة قلبى بيدق بسرعة ازاى. كل شوية بينطق اسمك. روحى روحك. نفسي نفسك. احنا خلاص بقينا واحد والفراق ما بينا مستحيل.

قلبه يدق بسرعة عجيبة وكأنه يهرب من اسد في الغابة ؛ حتى لا يفتك به. كل دقة من قلبه تنادى اليها وتتطالبها ان تحن عليه. فهو مسكين ومن دونها يتيم فهر اهله وناسه وكل دنيته. قلبها الضعيف اذعن لضرباته، وحاوطت يديها خصره بحب ممزوجة بخجل. انسجمواااااااااااا في اجمل سمفونيات الحب. استسلمت له، وهو يدخلها الى حضنه اكثر. يكاد ان يكسر ضلوعلها، ولكنها لم تبالى فالامها اكبر من ذلك بمراحل. تركت العنان لدموعها وبكت على كتفيه.

- قائلا بحنان. فريدة اتكلمى. قولى ان حرام نبعد عن بعض.
اردفت ببكاء
- قائلة بدموع. انا موجوعة.
خرج من حضنها على اثر صوتها الباكى، وامسك وجهها بحنان
- قائلا بعشق. وايه اللى وجعك يا حتة منى؟
- انت!
- انا! ليه عملت ايه؟
- طلقنى علشان ارتاح.
- فاكرة لم تبعدى هتلاقى الراحة.
- انا تعبانة.
- اكيد تعبانة من غيرى.
- لا انا مريضة نفسيا.
انصدم من كلامها فصمت، ثم تحدث بعدم استيعاب
- قائلا باستفهام. فريدة انتى بتقولى ايه.

وهى تبكى اجابته بوجع
- قائلة. هي دى الحقيقة. انا مريضة.
- ازاى وامتى ده؟
- من زمان اوى.
- ازاى ما قولتليش ده قبل كده.
- فريدة بصدق. لانك ما كنتش بالنسبالى حاجة. ثم تابعت بدموع. فارس ط...
وضع يده على شفتيها
- قائلا بحب. ماتقولهاش.
ثم تابع وهو يقبل يدها بحنان العالم
- قائلا برجاء. ابوس ايدك بلاش الكلمة دي بتقتلنى.
ارتمت في حضنه بحب شديد
- قائلة بلهفة. انت عملت فيا ايه.
قال وهو يحتضنها بلهفة واشتياق عنيف.

- انتى اللى عملتى مش انا.
- انت روحى.
قال وهو يزيد من حضنها بلهفة
- انتى بنتى وحتة منى.
وهى تغوص في اعماق حضنه
- قائلة بهيام. انت حياتى.
- انتى نصى التانى
-...

وبعد ان قرائوا الفاتحة في المسجد، وقف امام غرفتها يلح على الممرضة. ان تدخله اليها، لم تجد مفر غير ان تدخله، امام اصراره العنيد، بعد ان ارتدى الملابس اللازمة، دلف اليها، الاجهزة كانت تحيط بها من كل مكان. ناظرا لها بحب ممزوجا بحسرة خوف من فقدانها، امسك يدها، وقبلها بادب، ثم جلس على الكرسي الذي بجوار فراشها متشبث بيدها.

- قائلا بحب. ندى انتى بقيتى خطبتى. اه بقيتى ليا. فوقى بقي علشان نلبس الدبل. ندى اوعى تسبينى. احمد من غيرك يموت. ترضى ليا كدة. انا مستنيكى. اصل اللى بينا مش يوم ولا اتنين دول 18 سنه وحب الطفولة. انتى النبض والحياة بالنسبة ليا.

انا اهو ماسك ايدك. من غير حواجز. انا بقولك بحبك ومحتاجلك من غير اعتراض. انا النهاردة قريت فتحتك مع بابكى. ندى فوقى. واوعى تخلفى وعدك ليا. خليكى جدعة زى ما ربيتك وعلمتك. قومى في حاجات كتير بانتظارنا. لسى هنجيب فستان الشبكة. والشبكة كنت هنساها. هجبلك كل حاجه. بس فوقى. قالها ببكاء عنيف. وحسرة. بأنه عندما امسك يدها. كانت طريحة الفراش. وملك الموت ينتظرها كل ثانية. ينظر هنا وهناك طالبا الرحمة والعفو. ان يسامحه الملك. ويعطيه فرصة برجوع حياته اليه...

عندما اخبرها بما فعله في المسجد. هاجت ولم تقعد في مكانها
- قائلة بعصبية. انت ازاى تعمل كدة من غير ما تاخد راى.
اجابها بمنتهى البرود
- قائلا بقوة. انا خلاص قررت وخلص.
- انت اكيد اتجننت.
رفع اصبعه في وجهها
- قائلا بتحذير. احترمى نفسك
وضعت يدها في خصرها بوقاحة
- قائلة بتحدى له. وان ما احترمتش نفسي. هتعمل ايه يا خالد؟
بنفس التحدى اجابها
- قائلا بحزم. هعمل كتير اوى
- ورينى تقدر تعمل ايه ولا كلا...

رفع يده بعصبية، وضربها على وجهها. وسط صراخها وصدمتها بأن تلك هي المرة الاولى التي يتطاول عليها فيها. منذ زواجهم فكانت هي الامر الناهى، ووجوده في حياتها اثاث في المنزل لا اكثر من ذلك. لقد تجرا عليها، وهذه تعد خطيئة بالنسبة لها...
رمقته نظرة كرة وحقد
- قائلة بعصبية. انت عارف عملت ايه؟
لم يهاب من نظراتها المتوعدة ولسانها السليط
- قائلا بصلابة. انا الراجل وكلامى هو اللى هيتنفذ.

هزات راسها بتوعد، ودلفت من امامه بغضب.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة