قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الثالث والأربعون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الثالث والأربعون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الثالث والأربعون

سللت الشمس بهدوء الى غرفتها، واعلنت عن صباح يوم جديد، رمشت باهدابها قليلا، ثم فتحت عينيها، اعتدلت من فراشها بحزن، متذكرة بانها بعيدة عن فارس، شعرت بنغثة الم شديدة اثر الاشتياق الذي شعرت به توا، تنظر يمينا ويسارا المكان خالى من نفسه، وروحه اللطيفة، وقلبه النقى، ولمساته الجريئة، وضعت يدها على قلبها بضياع، فهى مشتاقة له، برغم انها اول ليلة في البعد، ماذا ستفعل بعد ذلك، الامر ليس هيننا، ففارس مسيطر على كل شىء، الذي ذرعه بداخلها ليس سهلا ان يتناسي بسهولة، وفجاءة كالعادة شعرت بالم معدتها المعتاد، الغثيان والدوخان، هبت من فراشها سريعا، وركضت الى المرحاض، لتفرغ من في معدتها، برغم انها من ليلة امبارح لم تتناول شيئا، تتيقا في الحوض بالم شديد، فالذى خرج من معدتها عبارة عن بقايا اكل، معهم الالمهم واوجاعها، وبعد ان تخلصت بكل ما في معدتها وهدات قليلا، اجتذبت منشفة من جوار الحوض، ومسحت بها فمها، ونظرت الى المراة، لترى نفسها المريضة المشوشة المشتاقة امامها، تسالها ماذا بك، ماذا حدث لك، هل الحب انهاكى لتلك الدرجة، واصبحت ضعيفة ومنهارة، وعبدة للرجل، مجرد الفكرة انها عبدة، القت المنشفة ارضا، فهى ليست عبدة لاحد غير الله، والباقى قمامة في سلة المهملات، غسلت يديها لتتوضا، تاركة كل شيء وراء ظهرها...

بعد ساعة انتهت من دورتها اليومية، دلفت من غرفتها بملابس رياضية بسيطة، ترجلت درجات السلم، رات عمتها تبادلها ابتسامة بشوشة. القت عليها التحية
- قائلة بهدوء. صباح الخير يا طماطم فاطمة
بنفس الابتسامة
- قائلة بحب. احلى صباح ليكى يا ست البنات.
ابتسمت بحسرة عندما تذكرت ست البنات فتلك الكلمة خصها فارس بها دونا عن غيرها...
لاحظت شرودها
- قائلة باستغراب. فريدة روحتى فين
افاقت من شرودها.

- قائلة بضياع. هاااااااا. ثم تابعت بكذب. انا معاكى يا طماطم
- طب يلا علشان تفطرى قبل الاكل ما يبرد
- لا انا هفطر برا
فاطمة بعصبية طفيفة
- قائلة باستغراب. برا ازاى يا ديداه
- مالك اتعصبتى كدة ليه؟
تجاهلت سؤالها
- قائلة بحنان. يلا يا حبيبتى بابا هيزعل لو يعرف
- ما يزعل
فاطمة بصدمة من وقاحة ردها
- قائلة باستفهام. انتى بتقولى ايه؟
غيرت الموضوع في ثوانى كعادتها. ودلفت من امامها
- قائلة برجاء. لوسمحتى.

- يا حبيبتى اسمعينى
-، لم ترد عليها، فتحت باب الفيلا ودلفت منها...
دلفت الى اخوها بحزن ووجه عابس، لمجرد رؤيتها هكذا طرح سؤاله
- قائلا بقلق. مالك يا فاطمة
- فريدة.
هب من على مقعده فورا
- قائلا بقلق. مالها فريدة؟
تشد يده. ولتجلسه بهدوء
- قائلة باطمئنان. اهدى يا حسين ما تتخضش كدة
- حسين بعصبية. اومال في ايه؟
- لسي خارجة وما...
- خارجة. طب ليه ماجتش تاكل معانا
- قولتلها كدة مشيت وسبتنى
جلس على المقعد بحزن.

- قائلا بعتاب لنفسه. شكلى غلطت لم جوزتها فارس
- غلطت في ايه. هو فارس في زيه
- مش عارف يا فاطمة
- ما تفكرش كتير. دى واحد بيحب بنتك وببخاف عليها من الهوا الطاير.
- فارس يمكن ما حبهاش بس بيشفق عليها
- يشفق ايه. هي بنتنا ما تتحبش. هو في حد زيها في العالم. ادب اخلاق تدين
- مين يشهد للعروسة
- دى تربيتى
- ربنا يخليكى ليها يا فاطمة
ربتت على يده بحب
- قائلة بدعاء. ويخليك لينا يا حسين. صلى على النبى.

- عليه افضل الصلاة و السلام
- يلا ناكل بقى.
هزا راسه ايجابا، وبدا في تناول طعامه.
بعد ان انتهت من الكشف عليها، تركتها تعدل من ملابسها باريحية، وجلست على مقعد مكتبها، تسجل بعض الملاحظات التي ستسير عليها فيما بعد، بعد ان انتهت جلست على مقعد مكتبها
- قائلة باستفهام. ايه اللى بشتكى منه يا دكتورة
نظرت اليها
- قائلة باستفهام. هي العادة اخر مرة جتلك امتى يا مدام فريدة
فريدة بعدم فهم.

- قائلة بايجاب. من شهرين تقريبا
الدكتورة بصدمة
- قائلة بعصبية طفيفة. شهرين. و ازاى ساكتة الفترة دى كله
- اصل ده مش اول مرة يحصل معايا كدة
- بس الكلام ده قبل ماكنت تتجورزى، ولا ايه؟
- اه. بس ايه الاختلاف كنت قبل او بعد. اوعى تقولى
هزات راسها ايجابا
- قائلة بتاكيد. حضرتك حامل
ارتعب قلبها
- قائلة بعدم تصديق. ازاى
الدكتورة بذهول من صدمتها
- قائلة بتردد. هو حضرتك مش متجوزة
- فريدة بضياع. اه متجوزة.

ثم نظرت اليها تاكيدا على كلامها
- قائلة باعتراف. بس باخد حبوب منع الحمل
الدكتورة بتفهم سبب رعبها
- قائلة بتوضيح. منع الحمل مش في كل الحالات بيظبط
- فريدة بعصبية. دى مستحيل
- الدكتورة برجاء. اهدى يا مدام علشان اللى في بطنك
فريدة بصراخ
- قائلة بعصبية. بطن مين
- حضرتك حامل في شهرين، وده ممكن يعرض ابنك للخطر.
- الكلام دى كدب
تجاهلت كل شىء
- قائلة بهدوء. رجاء علشان ابنك بس
فريدة بعدم استيعاب.

- قائلة بتوضيح. طب منع الحمل ساعات بيفشل. انا جوزى بعيد عنى من شهر ونص تقريبا
هزات راسها باستعاب لكلامها
- قائلة بشرح. الحمل ممكن يحصل من يوم واحد
زفرت فريدة بضيق
- قائلة بعصبية. كفاية مش عايزة اسمع
- يعنى اقتنعتى
-، لم ترد عليها.
ثم تابعت الدكتورة
- قائلة بتفهم. عارفة ان المواضيع مرهقة. بس في ستات كدة في اول بيبي ليهم بيكونوا...
هبت من على مقعدها
- قائلة بحدة. وفرى نصايحك لنفسك
- حضرتك متضايقة ليه.

تجاهلت سؤالها
- قائلة بضيق. بت انتى اخرسي. قالتها ورمقتها نظرة حنق، ثم دلفت من امامها. وصعقت الباب خلفها بعصبية
جلست الدكتورة على مقعدها بصدمة على عدم احترامها او تقديرها، ولكن هذا المعروف عن فريدة السيوفى العند والغرور، الخ...

تسير في بهو المستشفي بضياع وحزن تكسيه الايام، وتلعنه الذكريات، تحيد بعينيها يمينا ويسارا بين المرضي والاطباء والمتعافين، الخ، الحب لم يكن مدون في حسابتها، خارج خريطتها اليومية، ولكنه قدر ماذا نفعل ما باليد حيلة، وصلت عند سيارتها بصعوبة، فتحت بابها، ودخلت داخلها، وترجلتها سريعا، تريد ان تهرب، من كل شىء، تعود طفلة صغيرة تحضنها امها، وتاخذها في قلبها وتسمعها اجمل الكلمات، تضرب مقود سيارتها بحسرة شديدة، لم اعد اتحمل المزيد من متاعب العالم، ارجوكى يا دنيا لا تجرحينى اكثر من ذلك، مع الاسف ربيع الحب قد مضى، لم يبقي لدى سوى العواصف فوق راسي...

يجلس في الشركة، على مقعده، واضعا قدمه على المكتب، ومرخى ظهره على المقعد، يفكر فيها باسي والم، اود الموت ولكن الموت لا يكفى، لا يا وردتى لا تذهبي، فانا ساموت بعدك اذا رحلتى عنى، حبك جعلنى كوردة تذبل يوما بعد يوم، حبك قتلنى فصرت كطائر جريح، يموت كل يوما شيئا فشيئا، انا حبي لك لم يكفيك فبحثت عن اخرى، مجرد وهم عشت فيه، لكن انتى عشقي ونبض قلبي، اخبرنى، ماذا بامكانى ان افعل لكى، حتى تعودى لى مرة اخرى، ماذا افعل اخبرينى، قال كلماته وانهمرت دموعه بوجع لم يكفى دولة باكملها.

سائلة نفسها، هل توا تحمل في احشائها طفلا منه، ام اوهام جعلتها الطبيبة تعيش فيه، ولكن لماذا ستكذب عليها، فمن الواضح انها قريبا ستكون اما، وصلت بسيارتها بمكان خالى تماما من الناس، دلفت منها، وظلت تصرخ
- قائلة بالم. اه اه اه.

جثت ارضا بوجع العالم، تنظر الى رب السماء، تدعوه ان يزيل الكرب، لن تشتكى او تتالم، فهى عبدة قوية، ولكن احيانا الضغوطات والتوقعات تتفاقم على راسها، وضعت يدها على قلبها تساله، قل لي يا قلبي كيف خنا وعدنا، واحببنا من لا يستحق حبنا، كيف نسجنا احلام لم تكن من حقنا، وصدقنا وعود كانت مزيفة في طريقنا، اه يا قلبي، الحب لا يريدنا، لو استمريت في حبه ساصبح جثة هامدة، سارحل لكن كيف، وانا احمل اول طفل لك في احشائي، ابكى يا قلبي قبل دموعى، ربما تريح ولو القليل من همى، لكن اصمت حتى لا يسمع احد المك ووجعك، وياتى العدو والحبيب يشفق علينا، ابكى في داخلك بصمت كما اعتدت انا في مرضي المزمن، حتى لا نشمت فينا احد، يكفينا ما يحدث توا.

فى تلك اللحظة
اخبرتها فتحية عبر الهاتف بالتفصيل الممل ماحدث ليلة امس مع ابنها وزوجته، وسط صدمتها وحسرتها بان بيت ابنها تدمر بسبب تلك الحرباء، وبدون تفكير منها امسكت الهاتف، واجريت اتصال معها
اخرجها من حزنها صوت الهاتف، قامت من مكانها، فتحت سيارتها، اخرجته من حقيبتها، عندما رات اسم المتصل، زمت فمها بضيق، ولكنها كالعادة مسحت دموعها، وضبضبت اوجاعها سريعا، وردت ببرود
- قائلة بادب. السلام عليكم يا طنط.

- وعليكم السلام يا ديداة. اى اخبارك
- كويسة الحمد لله. حضرتك عاملة ايه انتى وعمى
- كلنا كويسين يا حبيبتى
- طب كويس. اؤمرينى
- الامر لله يا بنتى. عايزة اقابلك.
حاولت ان تهرب منها
- قائلة بكذب. ما ينفعش النهاردة. ا...
قطعتها
- قائلة برجاء. لو سمحتى يا بنتى. ما هخدش من وقتك دقايق
استسلمت فريدة لنبرة الترجى في صوتها، برغم انها تعلم جيدا سبب اتصالها
- قائلة بموافقة. تمام حضرتك. نتقابل فين؟
- في (...

نظرت الى ساعة يدها
- قائلة بجدية. خلاص كلها نص ساعة واكون هناك
- وانا برضو...
اتفقوا على اللقاء...
بعد نصف سلام
فى مطعم...
بعد السلام والتحية بينهما، يجلسون على طاولة قبالة بعضهم البعض
فريدة بجدية
- قائلة بهدوء. نعم حضرتك. عايزانى في ايه
- انا مش هقولك ارجعى لابنى
هزات راسها بعدم فهم
- قائلة بحيرة. اومال ايه
- انا غلطت يا فريدة
- فريدة باستفهام. غلطتى في ايه
- كسرت قلب ابنى. وبنت مالهاش ذنب
- قصدك ياسمين.

- اه مع الاسف. من ست سنين تقريبا...
تترجل درجات السلم بكبرياء وغرور، عندما رات تلك الطفلة الوديعة، تدخل بهو الفيلا بابتسامتها الرقيقة العفيفة.
القت عليها التحية
- قائلة بادب. صباح الخير يا سوزان هانم.
ردت عليها بضيق على غير عادتها
- قائلة بعجرفة. صباحو
ياسمين باستغراب من ردها
- قائلة باستفهام. هو في حاجة يا سوزان هانم.
هزات راسها بنفي
- ياسمين بتردد. هو فارس قالك حاجة
- يكون قال ايه بالظبط
- على موضوعنا.

- اه. قاللى
- حضرتك انا قولتله
- مفهوم يا حبيبتى. ياسمين
- نعم يا هانم
- تعالى معايا.
هزات راسها ايجابا، وسارت معها بكل براءة، وعدم توقع الخيانة او الغدر، فتلك السيدة تعاملها افضل معاملة، على خلاف وضعها الحالى، دلفت معها الى غرفة اللفينج روم، واغلقت ياسمين الباب ورائها، مثلما امرتها سوزان، ثم التفت لها
- قائلة بادب. ايوا يا هانم حضرتك عايزة ايه.
التفت لها بكره العالم، وصفعتها على وجهها.

- قائلة باستهزاء. انتى مين. علشان ابنى يتجوزك.
وضعت يدها بصدمة مكان القلم الذي اخذته، ودموعها انهارت على وجنتيها سريعا، جبروتها وغرورها، لم يجعلها تتنازل عن ذلك، صفعتها القلم الثانى بقوة على الاتجاه الاخر، وجذبتها من شعرها
- قائلة بتعالى. انا ابنى يوم ما يتجوز. يتجوز واحدة بنت عايلة ليها اصل وفصل
ياسمين ببكاء
- قائلة ببراءة. وانا ايه حضرتك
سوزان بسخرية
- قائلة باستهزاء. بنت الخدامين.

انصدمت ياسمين من ردها، وبكت بحرقة شديدة
عقدت ذراعيها امام صدرها بسخرية
- قائلة بقسوة. لا ما تعيطيش قلبى ما هيستحملش
ياسمين بوجع
- قائلة بالم. ليه بتوجعينى
- لانك حلمتى حلم بعيد عنك اوى
- هو انا مش من حقى احلم.
رفعت اصبعها في وجهها. واشارت لها باستحقار
- قائلة بتعالى. اللى زيك الاحلام عليهم ممنوعة.
بنفس الوجع
- قائلة بمرارة. قولتله بلاش.

- سوزان بعدم تصديق. انتى عايزانى اصدقك. ثم تابعت بتهديد. بت انتى بطلى الحوارات دى
- والله ما بكدب عليكى يا هانم
- كان ممكن اصدقك. لكن بعد اللى عملتى مستحيل اصدقك
- طب اعملك ايه علشان اثبتلك انى ما بكدبش
- تروحى تقولى لفارس. انك مش بتحبي وكنتى بتلعب عليه علشان فلوسه
- مستحيل اعمل كدة. فارس ممكن يجراله حاجة
سوزان بتريقة من عدم تصديقها
- قائلة بسخرية. لا ما تخفيش على اوى كدة
ياسمين بعشق ممزوج بوجع.

- قائلة بصدق. انا بحبه.
ثم ركعت على قدميها لتقبلها
- قائلة برجاء. ابوس على رجلكى
ضربتها بقدمها باستحقار
- قائلة بعجرفة. قومى يا بت انتى. بطل امور الشحاتين دى
راكعة تحت قدميها
- قائلة بصدق لايعلمه غير رب العباد. والله بحبه اكتر من نفسي. لو قولتله كدة هيكرهنى
متجاهلة جلوسها تحت قدميها. ودموعها التي تحرك الحجر
- قائلة ببرود. ما هو دى المطلوب علشان ينساكى بسرعة
ياسمين ببكاء
- قائلة بقسم. صعب. وجلالة الله صعب.

- ما فكرتيش في دى كله ليه. وانتى بتغري بيكى
- اغري بايه
- بجمالك. بعينك اللى بتلفت النظر ليكى
نظرت اليها بدموع
- قائلة باستغراب. انتى مالك قلبتى على كدة ليه
- سوزان بتوضيح. قلبت عليكى. لانك سرحت بخيالك. ثم تابعت باستحقار. واتخيلتى فارس الكيلانى يتجوز واحدة زيك
- غصب عنى. الحب مش بايدى
تجاهلتها، وطرحت سؤالها النهائى
- قائلة بنفاذ صبر. قررتى ايه
- مش هقدر اقوله انى ما بحبهوش
- يبقي حكمتى على نفسك بالاعدام.

- اعدامى لو قولتله الكلام اللى انتى عايزانى اقولوله
- بصي بقي يا حلوة. لو ما عملتش ليك فضيبحة وخليته هو اللى يكرهك ما بقاش سوزان المصرى
هبت من مكانها سريعا
- قائلة بصدمة. فضيحة ايه
- صور جنسية على النت مع الشباب
- ما هتقدريش تعملى كدة. لان كله عارف اخلاقى كويسة
- لا ما هو مش صور بس. انا هخلى واقع كمان
- هو انتى ليه بتعملى كدة. هو انا عملت ايه
سوزان بصراخ.

- قائلة بعصبية. عملتى ايه. ثم تابعت بغل. سرحت بخيالك. وخليتى ابنى انا الوحيد يحب واحدة زيك
- مش ذنبه ولا زنبى.
تجاهلت كل شىء بها من انهيار. وجلست بغرور على مقعدها
- قائلة بتهديد. كلها يومين. وفضايحك تكون في ايد اهلك. بعد كدة هنطردكوا. وفارس هيكرهك كره العمى
- ارحمينى
- الرحمة اتشالت من قلبي. لم خليتى ابنى لعبة في ايدك
صرخت في وجهها
- قائلة بعشق. بقولك حبيته حبيته
- لو بتحبي ضحى بالحب ده علشانه.

- اروح اقوله انى ما بحبكش وكنت بلعب عليك
- ممكن ما تقوليش كدة. امشي وسيبي البلد. وقتها هيفهم انك رفضتى
مسحت دموعها ببراءة
- قائلة بضياع. واهلى
سوزان بتصنع الحب
- قائلة بطيبة مزيفة. هخلى بالى منهم يا ياسمينة
- طب ما تسيبينى انا اخلى بالى من اهلى وهبعد عنه
- هتخلينى ازعل كدة يا ياسمينة
- اهلى ما لهمش الا انا
- وانا فين يا حبيبة قلبي.
عندما تذكرت امها التي ستحزن كثيرا على فراقها، انهمرت دموعها.

- قائلة برحمة. امى...
قامت من على مقعدها. واخذتها في حضنها
- قائلة بتصنع. ياروحى انا موجودة...
وبعد يومين من ذلك الحديث، ودعت ياسمين اهلها ليلا، وقبلتهم، واخذت معها اجمل الذكريات، ورحلت.

الى بلاد انتزعت منها كل شىء براءتها حجابها عفتها جسدها، كل شيء، امراة جعلت فتاة تدفع ثمن تضحية لا تفهم شروطها او قوانينها، ضحت بحبها من اجل حبيبها، اعلنت سوزان كرها ووصلت صورة مغايرة تماما لزوجها، بان ياسمين باعت حب ابنها مقابل مليون جنيه، هي بالفعل اخذت المال بعد اصرار سوزان عليها، ووعدتها ان تهتم باهلها اكثر من الاول، ولكن ماذا فعلت طردتهم على الفور، ومات ابو ياسمين قهرا على ابنته، بعد ان انتهت من روى الحكاية وسط حسرة فريدة على زوجها وصديقتها الوحيدة، التي ضحت وهي لا تعرف ما نوع التضحية، حقا مسكينة يا ياسمين، دفعتى ضرائب بعيدة كثيرة عنك، لقد كنتى محجبة وعفيفة وافضل منى بكثير، في النهار تذهبي الى كليتك، وبعد ان تنتهى تعود لمواصلة العمل مع ا مك، مذا فعلتى حتى تهانى بتلك الطريقة وتذلى، هل اذنبتى، ام اخفقتى في البخارى، ام ماذا، فكل الذي فعلتيه، انك احببتى، لكن سوزان لا ترى بانك زوجة صالحة، اختارتنى لابنها، لمجرد انى املك من المال ما يكفى، وصاحبة الحسب والنسب، بعيدا عن طولة لسانى ووقاحتى على البشر في بعض الاحيان، وعصبيتى التي تهدم الاخضر واليابس، تقريبا سترانى بشخصيتى الحقيقية، والذي زاد الطين بلة عندما اخبرتها بموت والداها، بعد ان اخبرتهم بكلام مغاير عن ابنتهم، بانها عاهرة وضلت الطريق، الخ، قسما بالله ما احد عاهر الا انتى، ايتها السيدة البغضئة، التي تجلسى امامى. اغمضت عينيها، ثم فتحتهم بكره.

- قائلة باستحقار. عارفة لو ماكنتيش ست كبيره. كان زمانى مسحت بيكى بلاط المطعم دى كله
اتسعت عينيها بصدمة من ردها
- قائلة بعدم تصديق. هو انتى بتقولى ايه.
فريدة بحدة
- قائلة بقوة. ايه. هو انتى فاكرنى ياسمين الطيبة والرقيقة. ثم تابعت بتعالى. انا فريدة السيوفى
ارتعبت من طريقة كلامها الغير معتادة منها
- قائلة باستغراب. مالك يا بنتى
صرخت في وجهها.

- قائلة بعصبية. متقوليليش يا بنتى. ثم تابعت باستغراب. فارس ده ازاى ابنك. انسان طيب وروحه نضيفه
- سوزان بتبرير. كنت خايفة عليه
- خايفة. يا ريتك سبتيهم مع بعض. على الاقل مكنش ضاع ورمى نفسه في مستنقع كله حرام في حرام
- علشان كدة اختارتك ليه
- فريدة بعصبية. هو انتى ترتكبي الذنب وانا اصلحه
- مالك متعصبة كدة ليه
- اه انا متعصبة ليه، حسبي الله ونعم الوكيل
- ماكنش قصدى انا كنت بحمى ابنى.

- يا هانم انتى دمرتى ابنك. ودوستى على قلب ياسمين
- فريدة انا
فريدة بضيق
- قائلة باستحقار. انتى ايه. ياسمين ممكن تموت في اى لحظة وهي لسي على ذنبها
- انا اديتها فلوس
- الفلوس دى دمرتها. وبتقتلها كل ليلة بالبطىء
- اعمل ايه
قامت من مقعدها بعدم تصديق من ظلمها لابنها وفتاة بريئة.

- قائلة بقوة. كل اللى تعملى الجاى لربنا. وادعى ان يسامحك. قالت كلماتها، ثم دلفت من امامها برفض لكل ما فعلته، متوجهة الى تلك الانسانة الرقيقة التي همشت واصبحت رخيصة في اعين جميع البشر، وزانية عند ملك السموات والارض، دمرتها بالكامل، واهلها طردتهم بكل بجاحة، وتسببت في موت اباها.

ينظر في المرآة ليظبط ثيابه، حتى يظهر بافضل شكل امامها كالعادة، دلف من غرفته، ليسال امه هل انتهت من ارتداء ملابسها ام لا، نادى عليها
- قائلا. يلا يا ماما.
وهى تدلف من غرفتها
- قائلة بخروج من الغرفة. حاضر يا احمد جاية اهو، عندما راته بجماله الشرقي الجميل
- قائلة بانبهار. ايه القمر ده
- احمد بغرور. دى العادى بتاعى
ضحكت على رده
- قائلة. مافيش فايدة فيك
بادلها الضحك.

- قائلا باستفهام. طب ايه. خلصتى ولا لسي ؛ علشان ما نتاخرش على الناس
- انا عن نفسي خلصت
- وانا برضو
- احمد انت شايف ان القرار دى صح
- صح جدا. اصل امها العقربة بتدور على اي حاجة علشان تفركش الخطوبة
رفعت حاجبيها بضيق
- قائلة باستغراب. امها. ثم تابعت برجاء. يا حبيبي بطل الفاظك دى
- صعب يا رجوءة
- حاول يا عيون رجوءة.

هزا راسه ايجابا. برغم انه يعلم من داخله انه لم ولن يفعل ذلك، فتلك عقربة ولا تستحق غير وقاحة وطولة اللسان، يكفى من الادب والاخلاق الذي قدمه لها طيلة فترة خطوبة ابنتها...
في تلك اللحظة
- بنتك.
ترك ملعقة الطعام. ورمقها نظرة ضيق
- قائلا بعصبية. مالها يا حورية؟
حورية بضيق من رده
- قائلا باستغراب. هو انت مالك بتكلمنى بقرف كدة؟
- لانى عارف مواضيعك. لام هتشتكى من بنتك او احمد
- مالك قالب على كدة؟

جز على اسنانه بنفاذ صبر
- قائلا بعصبية. اصلك فاضية؟
- من يوم ما بنتك اتخطبت وانت بتعمل اللى هي عايزاى
- لا اسيبك تبوظى خطوبتها
- هو انت شايف ان دى العريس المناسب
- هو انتى شايفة ابنك اختك هو اللى مناسب
رفعت حاجبيها بوقاحة
- قائلة بقلة ذوق. وماله ابن اختى؟
- سبنا اول ما وقعنا
- اومال كنت عايزه يعمل ايه.
جز على اسنانه بنفاذ صبر
- قائلا بتحذير. عارفة يا حورية لو مسكتيش دلوقتى. هطلقك واخلص منك ومن...

وفجاة الباب يرن. نظر الى صغيرته
- قائلا بحنان. روحى يا روح بابا افتحى الباب.
هزات راسها ايجابا. وقامت من على طاولة الطعام، متوجهة الى الباب، فتحته، رات حبيبها ومعه امه، كالعادة متانق ووسيم، وحامل معه الكثير الهدايا وباقة من الورود الرقيقة، التي اعتاد ان يقدمها لها منذ خطوبتهم، من شوكلاتة، دباديب، وعرائس، الخ.
اعطاها باقة من الورود
- قائلا بحب. ازيك يا حبيبتى
- ندى برقة. الله يسلمك يا احمد.

- ايه يا ندوش نستينى.
افاقت من جماله الاخاذ على صوت امه
- قائلة بطيبة. لا طبعا مستحيل يا طنط. ثم تابعت وهي تسلم عليها. حضرتك عاملة ايه
بادلتها السلام
- قائلة بحنان. انا كويسة
- خالد باستفهام. مين يا ندى
- دى احمد ومامته يا بابا.
عندما سمع اسمهم. هب من على مقعده، متوجها اليهم
- قائلا بحفاوة. ايه يا حبيبتى وسيباهم واقفين على الباب.
ثم سلم على احمد.
- قائلا بحب. اهلا يا احمد
بادله السلام.

- قائلا بادب. اهلا بيك يا عمى
- اتفضلوا يا جماعة. هزوا راسهم ايجابا، ودلفوا الى الداخل. اخذت منهم ندى الاشياء التي احضروها ووضعتها على سفرة الطعام
جلسوا في الصالون
- خالد بادب. عاملة ايه يا مدام رجاء
- الحمد لله كويسة يا خالد
خالد بسعادة
- قائلا بحب. والله نورتونا
- احمد بادب. دى من ذوقك
- هو احنا مش بقينا اهل. ولا ايه يا مدام رجاء
- رجاء بتاكيد. اه طبعا
- اومال كل ما تيجوا مكلفين نفسكوا ليه.

- رجاء بطيبة. ولا تكليف ولا حاجة. دى حاجة بسيطة علشان ندوش حبيبتنا
- ربنا يعزكوا ويرضى عنكوا
- احمد بدعاء. اللهم امين
- ندى قالتلى انك كنت عايزانى يا احمد. خير يا بنى
- انا كنت عايز اكتب على ندى خلال الاسبوع ده
- مش شايف انك مستعجل، وبعدين ندى صغيرة
- انا شايف كدة اريح. علشان اوديها واجيبها الكلية براحتى
قطعتهم بوقاحة
- قائلة بقلة ذوق. قصدك تتحكم فيها براحتك
رجاء بضيق من وقاحتها.

- قائلة بعصبية. ايه اللى انتى بتقولى ده يا حورية
وجه كلامه الى زوجته
- قائلا بعتاب. هي دى السلام عليكوا اللى بتقوليها لضيوفنا
هزات راسها بالموافقة. وجلست بجوار زوجها
- قائلة بسخرية. معلشي السلام عليكوا يا جماعة.
رد عليها بضيق. ثم وجه سؤاله الى عمه
- قائلا بلهفة. هاااااا يا عمى قولت ايه
- والله يا ابنى...
قطعته حورية بوقاحة مرة اخرى
- قائلة بضيق. بنتنا صغيرة. لم تخلص جامعتها. نبقي نتكلم
اتسعت عينيه بصدمة.

- قائلا باستغراب. جامعة ايه. دولى اربعة سنين
رجاء بعصبية
- قائلة بضيق من ردها. انتى بتقولى ايه يا حورية. اربعه سنين بعيدة اوى
عقدت ذراعيها امام صدرها
- قائلة ببرود. هو دى اللى عندنا
خالد بصراخ
- قائلا بعصبية. اسكتى يا حورية.
ثم التفت لها. ووجه حديثه بتحذير
- قائلا بحدة. لم الرجالة تتكلم الستات تسكت
حاولت ان ترد عليه حذرها بعينيه، بانها اذا تفوهت بكلمة ستكون نهايتها، ثم وجه نظره الى احمد.

- قائلا بجدية. هاااا يا احمد بتقول ايه.
احمد بدون مقدمات
- قائلا بعشق. انا بحب ندى.
كست وجنتيها بخجل شديد، لاحظ والداها ذلك، ثم نظر الى احمد ليتابع حديثه
- قائلا بتوضيح. عايز اكتب كتابى علشان الكلية بعد اسبوع. واقدر اوديها واجيبها براحتى. من غير ما نسمع كلام وهرى ملوش لازمة
- بس هو دى ماكنش اتفاقنا
- احنا اصلا ما اتفقناش على معاد الفرح
- وانت عايز بقي معاد الفرح يكون امتى
احمد بتفكر.

- قائلا بشرح. من تجهيز الشقة وتشطيبها يعنى خمس شهور تقريبا
- والشغل يا بنى
- انا من الاسبوع الجاى هشتغل في شركة خاصة بالانشاءات الهندسية طب ناس صحابي.
ارتسم على ثغره السعادة
- قائلا باقتراح. تقدر تكون جاهز على نص السنة
رقص قلب احمد بسعادة
- قائلا بتاكيد. اه طبعا هكون جاهز.
- يبقي على خيرة الله كتب الكتاب الاسبوع ده. والفرح في نص السنة.

قام احمد من مقعده بسعادة وعدم تصديق، وسلم على اباها بحب، بادله خالد السلام والحضن بفرحة وسرور.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة