قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل التاسع والأربعون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل التاسع والأربعون

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل التاسع والأربعون

- وممكن يكون ولد بعيون ذرقة ساحر كل النساء
- فعلا ساحر كل النساء. الا مراتى
- ومين قالك انك مسحرتهاش.
- بجد!
عضت على شفتيها بخجل، وتعمقت في عينه
- قائلة بصدق. اه ساحرنى بعيونك
- بس
بدات تفكر
- قائلة بطفولة. وايه تانى يا ديداة؟
وضع يده على شفتيها المثيرة
- قائلا. هشش. قولى انك بتحبينى
- تعنى ليك
- اكتر مما تتخيلى.

اقتربت منه، وقبلته على شفتيه بخجل شديد. وسط صدمته وعدم تصديق، و التفت يديها حول ظهره، وهي ترتجف. كم يعشقك ذلك الشعور خجلها وبراءتها الذان يثبتان له بان زوجته عفيفة من الصميم، وجذبها من خصرها اكثر اليه. ابتعدت عنه ؛ لتلتقط انفاسها
- قائلة بشغف. انا بحبك.
امسك وجهها برقة، ونظر في جمال عينيها
- قائلا. وانا بعشقك يا اجمل حاجة في حياتى
- عمرى ما كنت اصدق انى احب او اعشق
- ربنا اراد وجمعنا مع بعض.

وضعت يدها على بطنها
- قائلة برضا. الحمد لله على كل شىء.
تحاول ان تتصل بها ولكن لا مجيب، فهى تركت الهاتف في سيارة فارس.
وضع يده على بطنها
- قائلا بعدم تصديق. يعنى انا هكون اب.
هزات راسها ايجابا.
نظر لها
- قائلا باستفسار. كان ايه احساسك اول ما عرفتى.
ضحكت عندما ردة فعلها على الخبر
- قائلة. بلاش اقولك ؛ لتقول على مجنونة
- من غير ماتقولى دى شىء اكيد
- فريدة بعصبية. يعنى ايه؟
- لا خلاص فكك
فريدة بنعد طفولى.

- قائلة. ومادام انا مجنونة مهلكش حصل ايه
- ديداه بلاش عند
- هو العند جيه من فراغ
- تموتى وتقطعى اللحظات الرومانسية
- ايه الرومانسية في انك عايزنى اقولك احساسى اول ما عرفت
- دى قمة الرومانسية. بشىء حى جواكى منى
-...
تحاول وتحاول. كل محاولاتها باتت بالفشل. قررت ان تتصل بمدير الفندق ؛ لتخبره بتلك الكارثة. ترن ترن ترن
بعد دقيقة رد عليها
- قائلا بنعاس. في ايه يا وعد؟
قصت له الحوار كاملا
-...

لطم على وجهه مثل النساء. لو حدث شىء لياسمين. بيته سيخرب ومكانته ستدمر. ترك تلك الافكار البائسة. وهب من على فراشه سريعا
- قائلا. انا جاى
- بسرعة يا فندم
- روحى شوفى كاميرات المراقبة خرجت، ولا راحت فين؟
- حاضر هروح بسرعة. قالتها بعجالة، ثم اغلقت الهاتف معه.

خطف مفاتيح سيارته، وخرج بيبجامة النوم. فوظيقته على المحك. ركضت من الجناح. ومعها هاتفها. الى غرفة المراقبة. عندما وصلت وجدت اثنين يحلسون امام الكاميرات يتابعون حركات الدخول والخروج. التفتوا اليها على اثر دخولها. اخربتهم بامر المدير.
علي الفور فتحت الكاميرات، وبدائوا سويا يبحثوا هنا وهناك. حتى وجدتها وعد، وهي تصعد السلم الخلفى
- قائلة. يعنى هي هترمى نفسها من فوق
- احد المراقبين. هو في ايه؟

لم تجبهم ودلفت خارجا. تجرى اتصال مع المدير، وتخبره بمكانها.
- حاضر انا جاى اهو. خدى الامن واطلعى ليها
- واوامر حضرتك
- وانا هحاول اوصل لفريدة السيوفى
- ما انا حاولت قبلك مابتردش شوف حد يوصلنا ليها
بدا يفكر حتى تذكر
- قائلا. اه فعلا معايا رقم بابا
- طب حضرتك مستنى ايه كلمه
- بسرعة
- روحى نفذى اللى قولتلك على بسرعة
- تمام. قالتها واغلقت الهاتف معه، وتوجهت الى الامن باكمله. واخبرتهم...

افاق من نومه على صوت الهاتف. استغرب كثيرا من يتصل به في ذلك الوقت الباكر. نظر الى اسم المتصل، رائه اسم مدير الفندق. الذي نفذ له تصميم من زمن.
- ده هيكون عايزنى في ايه. بعد تفكر قال. انا هرد اشوفه عايز ايه.
فتح الهاتف
- قائلا بنعاس. السلام عليكم
- وعليكم السلام يا باشا مهندس
حسين بقلق
- قائلا باستفهام. هو في ايه؟
- هي مدام فريده فين؟
- ليه ايه اللي حصل
- انا عايزها في موضوع حياة او موت.

حسين بعصبية ممزوج بقلق
- قائلا. حياه وموت ايه
- صاحبتها ياسمين اللي وصتني عليها واقفه على سور الفندق و هتنتحر
هب من مكانه في قلق و رعب
- قائلا استغفار. لا اله الا الله
- احنا عايزين مدام فريده هي اللى تقدر توقفها عن كده
نزل من فراشه سريعا
- قائلا. طيب طيب استنى هاروح اوضتها واكلمها
- بس حضرتك بسرعه لو سمحت قبل ما تنفذ اللي في دماغها.

- تمام حاضر. قالها و اغلق الهاتف وتوجه سريعا الى غرفتها فتح الباب وجد الفراش خالي. ذهب الى المرحاض لم يجدها به اصابه القلق والرعب. اين ابنته؟
اين ذهبت في ذلك الوقت؟
ترك ك الاسئلة واكثر. و توجه الى غرفه اخته، وهو ينادي بصوت عالي يشوبه القلق
- قائلا. فاطمة فاطمة فاطمة!
هبت من مكانها، وفتحت باب غرفتها
- قائلة بنعاس. في ايه يا حسين؟
حسين بعصبية
- قائلا بقلق. فريدة راحت فين مش موجودة في البيت كله.

بمنتهى البرود اجابته
- قائلة بهدوء. مع فارس
- باستغراب. ازاى وامتى؟
- شفتها ركبت معاى في العربية
- وازاي ماتقوليش لي
- انا كنت هاقول لك اول الصبح
- هو عاد فيها صبح الشمس قربت تطلع
- ليه هو في ايه؟
- مش وقت اجابات على اسئلتك نهائي، البنت اللي كانت مصاحبه فارس بتنتحر وعايزينها حالا.
افاقت من نومها على كلامه
- قائلة بعدم تصديق. لا اله الا الله يا ربى. طب اتصل بيها يلا بسرعه.

- اكيد مادام المدير كلمني يبقى. مش عارفين يوصلوا لي ها انا هاكلم فارس هو اللي هيوصلنا ليها
- صح كلامك يلا بسرعه.
في تلك اللحظة
كانت نائمة في حضنه، وهو يعبث بشعرها. فتحت عينيها ونظرت اليها. رات السعادة ظاهرة على وجهه. سحبت يده من على خصرها. فتح عينه
- قائلة. فارس انا هروح بقي
جذبها اليه اكثر
- قائلا. مافيش مرواح
- خلينى اروح قبل ما بابا يعرف بعدم وجودى
- ما يعرف هو انت بتعملى حاجة غلط.

- الغلط لو فضلت اكتر من كدة هنا
ضغط على خصرها اكثر
- قائلا بتملك. فريدة انتى مراتى
عضت على شفتيها
- قائلة بتوضيح. عارفة يا حبيبي بس
- انتى قولتلى ايه!
فهمت مقصده
- قائلة. انا عايزة اروح
- فكك من ام الكلمة دى وقولى كنتى بتقولى ايه
-...
- على فكرة واحشتنى الكلمة دى. زى ما وحشنى كل حاجة فيكى. قالها وهو يرمق جسدها نظرة اشتياق. ثم كاد ان يقبلهم ؛ حتى قطعه صوت الهاتف اللعين.
فتح الهاتف
- قائلا بضيق. ايوا يا سحس.

- حسين باستفهام. فريدة فين؟
- ليه في ايه
- ياسمين بتنتحر
قام من على السرير
- قائلا بصدمة. ايه...
- بقول لك ياسمين واقفه على الصور و بتحاول تنتحر مدير الفندق و بيحاول يوصل لفريدة. رات الصمت في كلامه والحيرة بين اعينه. قامت من فراشها، واقتربت منه
- قائلة باستفهام. بابا عايزنى في ايه يا فارس
-...
- يا ابنى بطل تتنح، وقول لفريدة وروحوا انقذوا البنت
-...

- بقولك ايه هنروح انا وفاطمة نلايقوا هناك. قالها واغلق الهاتف معه، ...
تذكر كلامه لها. ومعاملته السيئة لها في كل مرة كان يقابلها. كان قاسى جدا عليها. مهما اخطات، فهو ايضا اخطا وربنا عوضه بفريدة.
- ياسمين
- مالها؟
- بتنتحر
فريدة بصدمة
- قائلة. انت بتقول ايه اكيد بتهزر
افاق من كل شىء
- قائلا. ما فيش هزار، ولا في وقت للكلام. يلا بسرعه نلحقها
صرخت بصوت عالى
- قائلة برفض. اه اه اه اه اه!
امسكها من ذراعها.

- قائلا بتوتر. اهدى يا فريدة.
صرخت في وجهه
- قائلة ببكاء. اهدى ازاى دى هتموت كافرة.
- ما تقوليش كده هنلحقها.
- تفتكر
- قولى يارب
مسحت دموعها
- قائلة بدعاء. يارب. طب يلا بسرعه نروحلها قبل ما تعمل اللى في دماغها.
هزات راسها ايجابا. ثم تابعت
- كلم فرعون يلحقها
- حاضر. قالها وهو يمسك الهاتف ؛ ليتصل به حتى اذا لم يلحقها. يكون احمد قبله.

طول الطريق وهو راكب السيارة يفكر في اللحظات الحلوه التي جمعتهم، وان قلبه اول ما دق دق لاجلها. ابتسم في داخله كثيرا على تلك اللحظات التي اختطف منها اجمل الذكريات. قست ملامحه عندما تذكر تخليها عنه وتركه في بحر ذنوب ليس له اول من اخر. وان في ثوانى كان بيته الذي بناه كان سبخرب بسببها.

دموعها سيول وحرقة قلب واحساس غير مبشر بالخير. نعم عاتبة عليها. ولكن ذلك لا يمنع انها وقفت معها كثيرا، وعوضتها عن الغربة باهتمامها وسؤالها الدائم عليها. كانت دائما تسمعها من غير ان توجعها، هي على قدر طاقتها حاولت رد الجميل اينما كانت الاسباب. لا تستطيع اليوم ان تتخلى عنها. فهى اليوم على حافة الموت وتحتاجها اكثر من ذى قبل. وتفكيرها في الانتحار. اكبر دليل ان هي حاسة بالندم الشديد. تزداد دموعها خشية ان تقابل ربها بتلك الهيئة المزرية. جميعنا سنموت لكن بارادة الخالق وليس المخلوق. مهما كان الذي فعلته، فهى التمست لها العذر. وهي دفعت الثمن غاليا جدا. ثمنه كان من كرامتها وموت اباها واهانة الزمن الدائمة لها ونظرات السخط لها. وحب عمرها الذي ضاع فيكفى الى هذا القدر.

كل الاماكن التي اتنزه فيها مليئة بذكرياتك، لا اعلم كيف سانسي، ولكنى وجدت الحل ان اتخلص من حياتى، صعدت درجات السلم بقرار نهائى وقلب منكسر من كل ما راته، مع الاسف لا يوجد لهذا القلب طريق اخر، غدا عن هذا العالم لن ترانى، صعدت على السور وفردت ذراعيها...

سلمت امرها لله. تنظر الى السماء تطلب منه ان يعفو ويصفح لها، ويتقبلها عنده. مع الاسف اخذت القرار بان تنهى حياتها اليوم. الكلمات ما زالت تتردد في راسها بان احد لا يطلقها لا احد يحبها في تلك الحياة القاسية. التي لقت منها الكثير والكثير هي لم تقتل هي احببت وخبرتها القليلة دفعتها على حافه الموت فالجميع كان ينظرون اليها نظرات سخريه واستهزاء بانها احببت شخصا ليس من مقامها كما يسمونه.

ها انا ذاهبة ولم اقول شىء، لم ادير ظهرى ولم اشتكى، فانا من تسببت في جرح نفسى، ساخذ معى اوجاعى واحزانى وادفنها مع جثتى التي لا تعنى لكما شيئا، انا ذاهبة حتى لا اوجع احد اكثر من ذلك، يوجد في قلبى ندم على الطريق الذي سلكته، وحزن على فراقكم، اصواتكم تبتعد عنى خطوة خطوة، ذاهبة من دون ترك اثر لى، ولا حتى ذكرة طيبة تتذكرونى بها، مع الاسف لم يحبنى احد، لقد فقدت حبكم واحترامكم مما اقترفته، انا خنت جميع الوعود، واصبحت فتاة ليل عابثة في الطرقات، صغر سنى وخبرتى جلعونى اسلك ما ليس بطريقى...

اوقفتها وعد عن قرارها عندما نادت عليها
- قائلة بهدوء. اقفى عندك.
التفت اليها وجدت امن الفندق باكمله يقف
- قائلة بعصبية. انتى مين
- انا وعد يا مدام ياسمين. انزلي ما ينفعش كده
ابتسمت بمرارة على كلمة مدام فهي لم تصل الى انسه او مدام اصبحت عاهره في الطريق تباع وتشترى
بدات تقترب منها
- قائلة برجاء. طب اسمعيني حضرتك بلاش تعملي كده.
كانها لم تسمعها وكلامها لا يعنى لها شىء بتاتا.

الامن كل الذي فعله انه احاط المكان من كل اتجاه، ولا يستطيع ان يسيطر على الوضع. فالوقت مع الاسف ليس في صالحهم. طرحت عليها سؤال واحد
- قائلة باستفهام. اهو انتى عرفت منين؟
- كاميرات المراقبه
- مراقبه هو انتم بتراقبونى ولا ايه؟!
- ولا حاجه حضرتك بس مدام فريده موصيانى عليكى
تذكرت تلك المخلوقة التي كانت ستقوم بخيانتها لها، ولكنها رغم ذلك وقفت بجانبها ولم تتركها لحظة واحدة
- قائله بحسرة. اجمل انسانه في الكون.

- ومدام حضرتك بتحبيها قوي كده. ليه عايزه تبعدي عنها وتسيبيها
صرخت في وجهها
- قائلة ببكاء. عشان ترتاح مني انا خربت بيتها
- قادرة تصلحى كل ده موتك ما هيعملش حاجه
- هيعمل وهيحل كثير قوي.

جالسة في بهو الفيلا ارضا. تبكى بقهر بعد ان تركها حبيبها وزوجها. فتلك الشيطانة خربت بيتها. فزوجها منذ زواجهما لم يغضب او يتطايق منها. بسببها حدث ذلك. خطفت الهاتف من على الطاولة وقررت ان تقول لها كلمتين يحرقوا دمها ويفوروا اعصابها. قطعها عن مواصلة نصائحها صوت الهاتف. فتحته لعلها تجد احد يساعدها في تلك الكارثة.
- قائلة بكره. الله ينتقم منك
تجاهلت كلامها
- قائلة بلهفة. حضرتك الحقينا
سوزان بعصبية.

- قائلة بصراخ. انتى مين؟
- انا وعد شغالة في جناح مدام ياسمين
- فينها مدام زفت
- دى بتنتحر
- ايه بتقولى ايه
- بقولك الحقيقة حضرتك حاولى الحقيها
قامت من على الارض
- قائلة بصراخ. يا نهار اسود. طب الفندق فين.
اخبرتها بالعنوان. ركضت خارج الفيلا سريعا. تلحقها. لا تريد ان تزداد ديونها اكثر.
اغلقت الاتصال معها، وتابعت نصائحها الى ياسمين.

- قائلة. حضرتك موهومه لو كل واحد واجهه مشكله وقرر ان هو ينتحر. كان كلنا انتحرنا من زمان. بصى حضرتك للبيوت دى هتلاقى كل واحد موجوع ما حدش في الدنيا دي مرتاح. هي ما بتقساش مين موجوع. هي بتتقاس مين هستحمل اكتر من التانى. او نفسه اطول في الحياة دى.
- وانا خلاص نفسي خلص وقررت اخلص من حياتى
- انتى لسه في عز شبابك ما تضيعيش كل حاجه
- انا ما حدش عايزني في الدنيا دي كل الناس بتكرهني.

- مش مهم الناس المهم ان ربنا يكون بيحبك.
نظرت الى السماء
- قائلة ببكاء. حتى ربنا غضبان وزعلان مني باللي انا عملته
- ربنا هيسامحك على انت عملتى بس انزلي، وصلحى كل حاجه انتى غلطت فيها. حتى دي ما تغلطيش فيها ما تخليش ربنا غضبان عليكى
- انا خلاص كله بيكرهني.

- ومين قال لك ان كله بيكرهك. قالتها صديقتها التي لم تتخلى عنها ووصلت اسرع من البرق، ومعها زوجها ؛ ليقفوا بجانبها ويجعلوها تتخلى عن كلمات الشيطان وتعود الى الملك القدوس، وتتذكر وجوده في تلك الحياة متجاهلة قسوتها وجبروتها وظلمها، فهى معها الرحمن الرحيم. فالباقى لا يعنى لها شيئا.
ياسمين بعدم تصديق
- قائلة باستغراب. فريده
فريدة بدموع.

- قائلة ببكاء. ايوه فريده اللى تعباها ووجعها معاكى. ليه بتعملي كده يا ياسمين
ياسمين ببكاء
- قائلة بنواح. عايزه اريحك مني
- في بعدك عمري ما هاكون مرتاحة
- انا وجعتك
- عارفه بس كلنا بنغلط احنا مش ملائكه مخلوقين على الارض. غلط عن غلط بيفرق يمكن يكون غلط صعب بس عند رب العباد ان شاء الله هيسامحنا، وبعدين يا ياسمين انتى ما ظلمتيش الا نفسك
- انا كنت هدمرك.

- الحب اللي ما بيني وما بين فارس ماهيدمرش بسهوله، وبعدى عن فارس كان قرصة ودن مش اكتر
- انا ابويا مات يا فريده كنت بضحك عليك وبرسم خيال ان ابويا بيحبني وعايزني انا اهلي مش عايزين
- عارفة ان بابكى مات
- عرفتى منين؟
اخرجت تنهيدة حزن. متذكرة جبروت سوزان عليها
- قائلة بوجع. من عن طريق طنط سوزان
- سوزان. قالتها ياسمين باستغراب شديد
- اه وقالتلى على اللى عملته معاكى
- شوفتى يا فريدة عملت معايا ايه؟

- عارفة يا حبيبتى
فارس باستغراب
- قائلا باستفهام. هي ماما عملت ايه؟
- هابقى احكي لك بعدين مش وقتك خالص
صرخت باعلى صوت لديها
- قائلة بوجع ممزوج بدموعها. سومتنى على حبك وقالت لي هخلي كرامتك وسمعتك على كل لسان. انا كنت هاعمل ايه انا كنت بحبك ومش قادرة ابعد. فقررت اضحى بحبك علشان انت ترتاح وماما وبابا وكلكوا.
انصدم صدمة عمره، وقلبه كسر في تلك اللحظة بدون رحمة
- قائلا بضياع. ماما عملت كدة.

رمقته فريدة نظرة تحذير
- قائلة بحزم. مش وقت استغراب
صرخ فارس في وجه فريدة
- قائلا بعصبية. دى بتكدب.
تجاهلت عصبيته، وجزت على اسنانها
- قائلة بهدوء. لا ما بتكدبش، واسكت بقى علشان ما تتجننش وتعمل اللى في دماغها
شد في شعره
- قائلا بوجع. فريدة.

التمست القهر والعجز في كلماته. فليس سهلا ان تكون امه سببا في تدميره طوال السنوات الماضية. تراه كل ليلة وكل ثانية يتالم على فراق حبيبته. ولا تشفق عليه. امسكت وجهه بحب العالم
- قائلة بهدوء. قولت هحكيلك
- طبعا مش مصدق عمايل سوزان هانم.
منعته عن الرد. واجابت هي بصدق
- قائلة. وفارس برضو فضل مستنيكى كثير قوي. انتو الاتنين اتعذبتوا نتيجة طمع وجشع مامته. مش انتى لوحدك اللى ادمرتى فارس كمان.

ثم تابعت، وهي تمسك يده
- قائلة. بس هو لاقى اللى يقف جنبه و يساعده ويكون انسان ناجح زي ما انت شايفه، ثم نظرت اليها
- قائلة بنصح. انزلي غيري اكيد هتلاقي انسان يقف جنبك ويساعدك ويغير معاكى، ولو ملاقتيش احنا موجودين انا موجوده وفارس موجود
- وانا كمان. قالها حسبن بحب
- وانا هخلى بالى منك. قالتها فاطمة بحب. التي وقفت بجوار اخاها
اتسعت عينيها بدهشة
- قائلة. بابا طماطم
رمقت فريدة نظرة يعجز قلمى عن وصفها.

- قائلة بحب. انتى ملاك
- انا مش ملاك انا انسانه، والانسانيه اللي مش بتفرق ما بين مسلم ولا مسيحي ولا بين اي ديانه ولا بتسالك عن اهلك ولا نسبك ولا لونك. انا واحده عاديه مش ملاك نازله من السماء كلنا بنغلط انا نفسي بغلط. انزلي وخلينا نصلح كل حاجه
- عمري ما هاقدر انسى ان انا كنت عايزة اخرب بيتك
- والبيت ما تهدش زى ما قولت ليكى
فاطمة برجاء
- قائلة. يا بنتى بطلى مناهدة
- ماعدش ينفع
حسين بحب.

- قائلة برجاء. كفاية عند يا حبيبتى واسمعى كلامنا.
فارس بصراخ
- قائلا بعصبية. بت يا ياسمين انزلى بدل ما اطلع اجيبك من شعرك
- فارس بلاش عصبية
- انتى مش شايفة عمايلها
- نهدى عليها. ولم تنزل نضربها احنا الاتنين.
هزا راسه ايجابا
- فارس خلاص الحكايه خلصت، وانت عرفت كل حاجه
- هو انا عرفت حاجه انزلى على الاقل احكي لي ماما عملت معاكى ايه
- ابقى اسالها بقى.

- انزلي يا ياسمين بطلي هبل. قالها بعصبية احمد الذي اتى، ومعه ندى
- ما حدش عايزني الكل بيكرهنى
- مين اللي بيكرهك؟
بكت بحسرة
- قائلة بوجع العالم. امي وفارس وانت كل العالم. العالم ده كله بيكرهني انفاسي كلها تقيله عليكم
- كل دي اوهام في دماغك انتى
- خلاص انا قررت وكلامكوا كلكوا ما يعنيش ليا حاجة
- قررتى يعني خلاص. قالتها فريدة باستفهام
هزات راسها ايجابا.
اقتربت منها وبدات توضح لها.

- قائلة بمرارة. هتقابلى ربنا ازاي هتقوليلى ايه انا جيت. انا ما جتش لوحدى وكمان معايا ذنوب مالهاش اول من اخر
- انا روحت لامى سمعتنى ابشع كلام وكانت هتموتنى
- ماهى مش هتبططب عليكى
- انتى قولتلى اهو و انا ما ستاهلش الطبطبة.
- ولم تموتى كدة حلتيها
- على الاقل ماهشوفش الكسرة والمرارة في عينيها
- من مرة واحدة روحتليها عايزاها تستقبلك بحفاوة
- ما انا كنت هروحلها تانى. بس تفتح ليا الطريق.

- انا هروح وهكلمها بس ما تعمليش كدة. انزلي صالحى الحبايب، وبعد كده غوري في داهيه
- فريده بطل تشتميني
- يا بنتي ارحميني انا واحده حامل.
عمتها واباها. في نفس واحد
- قائلين باستغراب. حامل
- مش وقت اسئلتكو واندهشكم نهائي.

- عمر الانتحار ما كان الحل. التفت الجميع الى مصدر الصوت وجدوها فتاة صغيرة في قمة الرقه والجمال، والذي زادها رقة اكثر ذلك الحجاب الذي يجمل معالم وجهها الملائكى. يقول الله عزوجل في كتابه العزيز سماهم على وجوههم اتاها رسالة من فارس. تحتوى على التالى ( ياسيمن واقفة على سور فندق، روحى هناك بسرعة، وحاولى اعملى اى حاجة ) لم ترد على الرسالة. قفزت من فراشها سريعا. وتوجهت الى دولابها. تنقذ تلك الانسانة المتهورة التي تعلم جيدا من هي جيدا.

- انتى مين؟
- انا نانسي.
انصدمت فريدة. فتلك هي عشيقة زوجها السابقة لقد تغيرت كثيرا مثلما اخبرها. تمتلك هالة من الجمال غير طبيعية
فريدة بصوت منخفض
- قائلة باستفهام. هي عرفت ازاى؟
- بعت ليها رسالة
- فريدة بغيرة. هو انت بتكلمها
- فريدة بعدين
رمقته نظرة غيرة
- قائلة بسخرية. اه فعلا بعدين.

- انا واحده مااختلفش عنك كتير مشيت في نفس سكتك عملت كل حاجه وغضبت ربنا كتير اوى. بس قررت اختار طريق ربنا وامشي في. والتسامح ده حاجه ما بيني وما بين ربنا وان شاء الله هيسامحني على اللي عملته. بطلي تفكري في اللى فات
فارس بانبهار بنانسي
- قائلا باعجاب. انا قولت نانسي اللى هتجيب النهية
- اومال انا ايه؟
- فريدة نانسي دى تجربة
- طب اسكت بقي علشان ما تعصبش عليك
لمس غيرتها. نظر اليها.

- قائلا بهمس. ديداة انتى غيرانة؟
- هغار من ايه
- من نانسي. دى البت قمر
- فارس لم الدور
- بس اى رايك في تغيرها
- بصرف النظر عن كل حاجة. بس قمر في الحجاب ماشاء الله
- هي قمر. و انتى ملكة الاقمار كلها
- فارس احنا بنتكلم في ايه
- تصدقى اه
- انا انسانه يمكن حياتك احسن من حياتى
- انا. قالها ياسمين باستغراب
- اه انتى.

- شوفتى الناس دى كلها متمسكين بيكى مش عايزينك تمشي وتسبيهم. الحياة قدمت ليكى فرص مش عندى. واحده صاحبتك اتمسكت بيك بعد اللي انتى عملتى، والغريب في الموضوع ان باباها وعمتها كمان معها. شفتى كرم ربنا بيكى. ايه ربنا بيقول لك كملي الطريق الصح ما تمشيش في الطريق الغلط في حياتك الخير دى كله وتقولي لربنا قفلت الباب مش عايزه اكمل انت كده هتغلطي غلط كبير قوي. ماهتقدريش تسددى الدين المره دي لانه هيكون اكبر من كل مره.

- ابويا مات بسببى
- كلنا هنموت و كلنا اسباب في الحياه دي. ما تفكريش كثير لو رحتيله دلوقتى. هتروحي تقولي له ايه. انزلي واعملي صداقة جارية لى. و حاولي تغيري وصلحى كل شيء اتكسر في حياتك
- عمر اللي بيتكسر بيتصلح
- هنحاول نصلح على قد ما نقدر
- انا كل حاجه فيا اتكسرت
- مش انتى لوحدك فارس اتكسر وقف على رجلي
وقفت فريدة بجوار نانسي
- قائلة بقوة. وانا فريدة السيوفي انكسرت وقفت على رجلي
انضم اليهما احمد.

- قائلا. وانا في يوم من الايام كنت طايش وضايع في الدنيا التايهه وبدور على حد يكون معايا. شفت كثير وقليل وكل الناس اللي بحبهم اتخلوا عني. بس كلهم رجعوا لاني اخترت الطريق الصح انزلي يا ياسمين
- انزلي غيري زي ما احنا غيرنا. قالها فارس بعد ان انضم لهم، ومعه ندى التي قالت ببكاء
- ما تمشيش و تبعدي وتسيبى قلوب هنا حبيتك وتعلقت بك
مدت فريدة يدها لها.

- قائلة. احنا كلنا هنا بنحبك ومادين ايدينا لك عايزين نساعدك نوقف جنبك مش تحرميني من الحاجه دي
نانسي بتمنى
- قائلة بنصح. اوعى تغلطي اكبر غلط وتندمى اكبر ندم في حياتك
- انتو بتحبوني
اصطفوا بجوار بعضهم البعض
- قائلين في صوت واحد. اه احنا كلنا بنحبك
- ياسمين. قالتها سوزان بصراخ، وضربات قلبها تعلو وتهبط
فارس بدهشة
- قائلا باستغراب. ماما
ركضت الى ابنها، وامسكت يده برجاء
- قائلة بدموع. فارس اتصرف.

- ماما ايه اللى عرفك
- مش مهم انقذها ومتخلهاش تموت بذنبى
- عرفتى دلوقتى ذنبك
- انا اسفه يا ياسمين سامحيني على اللي عملته فيك
نظرت الى رب السماء
- قائلة بصوت عالى. انا لازم اسامحك عشان ربنا يسامحني انا لازم اتقبلك عشان الناس اللي واقفه دي كلها يتقبلوني.
اقتربت منها فريدة ونانسي ومدوا يدهم لها، ونزلت معهم. عندما نزلت من على السور. اخذتها فريدة في حضنها بدون تردد وبقوا سويا.

- قالت لها بعتاب. كده يا ياسمين كنت هتسيبيني وتمشي
- انا اسفه يا فريدة
خرجت من حضنها
- قائلة بتمنى. ماعيزاش اسمع منك الكلمه دي. قولي لي انا هتغير يا فريدة
- انا هتغير يا فريدة واكون انسانه كويسه.
اقترب منهما فارس
- قائلا. انتى خلاص ما عدتيش هتقعدي في الفندق
- اومال هقعد فين؟
- هتقعدى معى نانسي
- مين نانسي!
- انا. قالتها بضيق من عدم معرفتها بها
- ما انا عارفة بس اى حكايتك
- هتبقى تحكي ليكى هي مين.

هزات راسها بالموافقة
- فارس
- نعم يا نانسي
- شكلها احلى بكتير من الجرايد. قالتها وهي ترمق فريدة نظرة اعجاب
فهم مقصدها
- قائلا بحب. اه طبعا دى ديداة
- هو انتى تعرفينى
- اه حضرتك غنية التعريف
- اه. مدت يدها لها
- قائلة بتعريف. فريدة السيوفى.
صفحتها
- قائلة بسعادة. انا نانسي اكيد عارفانى
- اه فارس حكالى عنك
تضايق فارس من ثرثرتهما
- قائلا بنفاذ صبر. بطلوا هبد كتير يلا يا نانسي خدى ياسمين معاكى.

هل يحدث ان يغنى فارس بدون احمد لا يمكن ذلك
- قائلا. هم دولى الستات يموتوا في الرغى زى نور عنيهم
- دى حاجة تشل يا جدع
- انا هريحك منهم واخدهم في العربية واوصلهم في طريقى
- تصدق ياااا انك انسان
- دى حاجة بسيطة على انسانيتى
- هو في تانى
- اومال ايه!؟
رمقتهم فريدة نظرة ضيق
- قائلة بسخرية. وبتقولوا علينا رغاين وانتوا عاملين زى المطلقين
- يا ستار يارب. مراتك بترمى نار
- دى اقل حاجة عندها
- يا قلب امك يا ابنى.

رمقته نظرة تحذرية
- قائلة بقوة. فرعون
ارتعب من نظراتها
- قائلا. يلا يا بنات قبل ما نتاخر يدوبك نلحق
- ياسمين
- ممكن نتكلم على انفراد.
هزات راسها ايجابا، وتوجهت معه
- انا اسف ظلمتك
- احنا كلنا اتظلمنا في الحكاية دى
- ماكنتش اعرف...
- وان عرفت كنت هتعمل حاجة.
- بس اكيد كان هيحصل تغير
- اللى حصل حصل
لم يجد كلام ليرد عليها. فالتزم الصمت
-...

- طب عن اذنك بقى. لم تتحمل ان تتحدث معه. شعرت بانها تخون صديقتها برغم انه يعتذر لها لا اكثر من ذلم. فاكتشفت في تلك اللحظة ان الحب الذي كانت تكنه له مات من زمن طويل، ولم يعد موجودا.
اقتربت من فريدة، وامسكت يدها. فريدة بحب
- قائلة. اذا كان بقى بخصوص مامتك النهارده لسه زعلانة منك. دي بقى سبيها على
- خليك واثقه في فريدة ماتقولش كلمه وترجع فيها
رمقتها نظرة حب
- قائلة بثقة. صاحبتي وانا واثقه فيها.

- فريدة السيوفى
- مالها يا روح امك
تلعثم في الكلام
- قائلا بخوف. قصدى مدام فريدة
فارس بعصبية
- قائلا بامر. فرعون خد البنات وغور من وشى
- انت شايف كدة
- وابو كدة
- يلا يا بنات. قالها بتمثيل، وهو يمسك يد صغيرته. التي كانت تلقى القمامة على عتبة الباب. راته يدلف السلم سريعا. اصرت ان تاتى معه. دلفت معه نانسي وهي محتضنة ياسمين.
حاولت ان تقترب منه بتردد
- قائلة. فارس.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة