قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الأول

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الأول

رواية أبجدية الخيانة للكاتبة سهير محمد الفصل الأول

الساعة التاسعة صباحا
الحياة صعبة بمفرداتها ومعاجمها وقواميسها. نعيش فيها بأعجوبة، ونتعامل معها بهدوء، أو بمعنى أصح نتحداها
وأنا اعتدت التحدى، وعشت فيه. أنا منكم وأنتم منى. بشبه بعضكم في الملامح والتفاصيل. يمكن حكايتى فيها من حكايتك. يمكن تجربتى مرت عليك. وحزنى عشت في من قبلى. أكيد تشبهنى لو أختلفنا في الملامح هنتفق في التفاصيل والحكاية.

تصف سيارة فانتوم سيريتنى ( أمام أكبر صرح تجارى في الوطن العربي مجموعة شركات السيوفى للتصاميم الهندسية والإنشاءات المعمارية ) وورائها سيارة اخرى تصف ايضا امام الشركة، محملة بالحرس الشخصين.

ينزل شاب في عجالة من أمره. يجلس بجوار السائق ضخم الجسم والهيئة مرتدى نظارة سوادء، واضع خلف أذنه سماعة يتتبع بها خطوات الطريق، عن طريق السيارة الاخرى المحملة بالحرس الشخصين، يفتح الباب الخلفى للسيارة، تنزل منه فتاة في مقتبل الشباب ونضرته مرتدية بدلة سوداء أنيقة وتعتلى حذاء فخم باللون الأحمر، تعقد خصلات شعرها الذهبي المخلوط بالأسود للخلف، و تكمل إطلالتها بنظارة شمسية سوداء كبيرة الحجم ؛ تخفى ملامح وجهها الرقيق.

تدلف داخل الصرح الضخم بقوة وثبات وتعالى، وورائها حراسها الشخصين، يقبل عليها أمن الشركة، ويستقبلها بحفاوة وترحاب، وردها المعتاد عليه. تهز رأسها بتعالى، ولا تلتفت له، ينحى جميع موظفى الشركة بالصمت التام لها ؛ فهم يخشون صوتها العالى وعدم إحترامها للغير والتقليل من شان الآخرين، فهى لا يعنى لها الصلات الاجتماعية ولا الفوارق العمرية كل ما يهما العمل عند دخولها تدب حالة نشاط تامة في الشركة، وأصوات التهريج والتقصير في العمل تصمت تماما، فهى عن الجبروت والقوة تتحدث، تدلف داخل مصعد الشركة بدون حارسها الشخصي. فهو ظلها بالخارج. لكن هنا. هي حماية نفسها، يأخذ جميع موظفى الشركة أنفسهم. التي قبضت عند دخولها، ويبدأوا بالغمز واللمز عليها وعلى الملابس التي ترتديها (التى تشبه ملابس الرجال إلى حدا كبير) تصل الطابق الثالث( يضم عشرون مكتب لمهندسى التصاميم المعمارية تترواح أعمارهم ما بين الثلاثين والخمسين. الفارق بينهم الخبرة لا أكثر ) يفتح باب المصعد تدلف منه، تنعطف يسارا متابعة طريقها بنفس الملامح القوة والثبات والنظرات الثابتة في اتجاه مكتبها لاتحيد يمينا أو يسارا.

انعطفت يمينا، رأتها أمامها، هبت واقفة من على مقعد مكتبها. والقت عليها تحية الصباح المعتادة، وكالعادة لا يوجد منها جواب (سوسن الدسوقى السكرتيرة الشخصية لرئيس مجلس الادارة تبلغ من العمر الثلاثين عزباء تتميز بالجمال البسيط وتزيده بمساحيق التجميل. ملابسها لا تشبه المكان الذي تعمل فيه فهى تبرز أكثر ما تخفى).

دلفت الى مكتبها (الواسع الأنيق الذي يتميز بالرقى والفخامة. توجد أريكتين كبيرتين باللون الأسود، يفصل بينهما منضدة صغيرة عليها باقة من الزهور الأنيقة )والجدران مطلية بالأبيض)
خلعت نظارتها الشمسية، لفت نظرها باقة من الورود البيضاء موضوعة على مكتبها، خلعت حقيبتها السوداء من على كتفها ووضعتها على الأريكة. جلست على معقد مكتب رئيس مجلس الادارة.

(فريدة حسين السيوفى تبلغ من العمر السادسة والعشرين تتميز بالجمال الهادئ والملامح الطفولية صاحبة العيون العسلية وخصلات الشعر الذهبى. خريجة أعرق جامعة في لوس انجلوس إدراة أعمال عن العند تتحدث عند التحدي تتحدث عن الكبرياء الغرور القوة الجبروت، الخ
سيدة أعمال من الدرجة الأولى. رقم صعب يستهان به في السوق المصري. كارهة للرجل حد الجنون فتعتبره نكرة مستحيل وضعه في جملة مفيدة لا أكثر ).
سحبت الكارت.

وقرأت بفضول.
أنتى الجمال الذي تحدث عن نفسه.
أنتى الأمان الذي أبحث عنه.
أنتى الروح التي تسكننى.
أنتى الهواء الذي أتنفسه
ثم تابعت باستهزاء. أنتى الحرية التي أبحث عنها انتى، الخ.
وبعد ان انتهت من سخريتها واستهزائها. مزقت الكارت بعصبية وجعلته قطع متفرقة، والقت به في السلة التي تحت أقدامها بمنتهى البرود
ضغطت على زر المكتب
قائلة بأمر. سوسن. حالا تكونى عندى.

فى أقل من الثانية حملت كتيب جدول مواعيد أعمالها ودلفت اليها.
قائلة بتوتر. أوامرك يا مس فريدة.
فريدة بامر. شيلى الزبالة من على المكتب.
زبالة اى حضرتك. قالتها بعدم فهم، وهي تلتفت ورائها وأمامها بعينيها ؛ لتجد شيئا يدفعها لذلك الكلام. فلم تجد شيئا فالمكتب مرتب ومنظم ونظيف.
فريدة بنفاذ صبر من غبائها
قائلة بضيق. أنا اقصد الورد.

الورد حد يرمى ده في الزبالة دى. قالتها سوسن بإعجاب وهي تنظر إلى باقة الزهور. ثم تابعت بدهشة. حتى الور...
قاطعتها بجديتها المعهودة
قائلة بغرور وتقليل منها. انا ما باخدش رأيك. أنا بأمرك وأنتى تنفذي بدون كلام...
أومات برأسها حزنا، وحملت الباقة سريعا. ثم تابعت باستفهام. عندنا اى النهاردة؟
ابتلغت غصة كلامتهاا ووقاحتها، ووضعت الباقة على المكتب مرة أخرى، و فتحت الكتيب الصغير تملى عليها جدول أعمالها.

قائلة بابتسامة مزيفة عكس الحزن والضيق الذان بداخلها. اجتماع مع الأستاذ عبد الموجود والباشا مهندس محمد مكرم.
أومأت برأسها ايجابا
ثم تابعت بحدة. ناقص حاجة تانى.
قهوة حضرتك هتكون على مكتبك خلال ثوانى. قالتها وهي تحمل الباقة، وتدلف من أمامها سريعا.
خرجت تنفخ نارا من سلاطة لسانها، وعدم احترامها لها.
ألقت الباقة كما أمرتها في السلة.
بتعملى اى استنى في حد يرمى الورد في الزبالة.
سوسن بكره. فريدة السيوفى.

باستفسار. هو جبلها ورد تانى.
سوسن بضيق. اه. ثم تابعت باستغراب. اموت واعرف بيحبها على ايه
حب اى يا حببتى دى مصالح
لا يا اختى. دى بيعشقها وبيموت في التراب اللى بتمشي على
باستفهام. انتى اى اللى عرفك؟
ريم. عارفة لو مس فريدة شافتنا بنتكلم عليها. هتعمل اى؟

( ريم أحد موظفى الشركة معروف عنها الثرثرة، وتناقل الاخبار والاستفسار عن الاخرين ومعرفة أحوالهم. فريدة السيوفى بالنسبة لها كابوس لا تريد أن يروادها متزوجة من خمس سنوات وعندها ابن اسمه عبد الله)
قائلة برعب. هتكون نهايتنا النهاردة في الشركة.
روحى بقى على شغلك قبل ما تشوفنا.

علي رأيك هو انا ناقصة خصم تانى. أخر مرة اتخصم مرتبى كله. قالتها ريم بذعر، ودلفت من امامها سريعا. تقريبا ركضت، ففريدة السيوفى ملكة في إحتقار البشر. فلا داعى ان تهان اليوم...
جلست تزفر في ضيق وحنق، والحزن يخيم على قلبها منها. وتسال نفسها مليون سؤال. إلى متى تستطيع تحملها و تحمل قلة أدبها وسلاطة لسانها والتقليل دائما من شأنها...

قديما كانت تشعر بالراحة مع والداها حسين السيوفى الذي مرض وترك العمل لها، فهو يتميز بطيبة القلب وسماحة الوجه والمعاملة الرقيقة الناعمة، أما هي على النقيض تماما. وعلى رأى المثل يخلق من ظهر العالم فاسد.
فى تلك الأثناء
( حى الزمالك )
فى أحد البيوت العريقة التي تتميز بالجمال والرقى وفخامة الأثاث وتنوع الألوان...

تلتف أسرة حول طاولة الحديقة الخلفية للبيت ؛ يتناولوا وجبة الإفطار. فالأسرة مكونة من (الأب. محمد الكيلانى صاحب مجموعة الكيلانى لإنشاءات المعمارية والتصاميم الهندسية. يبلغ من العمر الخامسة والخمسين سنة متزوج من سيدة المجتمع الجميلة سوزان المصرى منذ اكثر من ثلاثين سنة دق قلبه لها منذ أن رائها أول يوم بكلية الهندسة وأنجب منها ابنه الوحيد فارس.

الأم. سوزان المصري. عندما تراها لا تعطيها سنها الحقيقى 54 فهى تبدو أصغر من ذلك. تتميز بالجمال المثير والجسد الممشوق المتناسق. فهى تمارس رياضة لتحافظ على رشاقتها. فهى تعشق زوجها للنخاع كلما تنظر اليه تتذكر أيام الكلية الجميلة وأجمل اللحظات التي جمعتهم، وابنهم الوحيد الذي يشبه والده في العند والتمسك برأيه. لكن عيونه لا تختلف عن والدته عيونها ذرق فهم السبب في وقوع محمد الكيلانى في حبها من النظرة الأولى ).

يمسك بيده جريدة الأخبار يقلب بين الصفحات، وهنا تبدا الكارثة، يتوقفه صورة ابنه مع فتاة ما في أولى صفحات الجريدة، والخبر مكتوب كالتالى
( فارس الكيلانى مع أحد العاهرات في ملهى ليلى، )
- نهارك أسود يا فارس. قالها بعصبية. وهو يقرا الخبر
تترك سوزان قدح الشاى الذي بيدها
- قائلة بقلق. في ايه يا محمد. ثم تابعت باستفهام. فارس عمل ايه؟

- عمله اسود ومنيل. قالها بعصبية. ثم تابع وهو يعطيها الجريدة ؛ لتقرأ الخبر. شوفى فضايح ابنك يا هانم.
تمسك الجريدة بقلق ممزوج بخوف وتقرأ الخبر...
لم تصيبها الصدمة فهى اعتادت ذلك من ابنها. فالفضائح أصبحت وسيلته للتعبير عن حزنه الدفين.
محمد لم ينتظر كثيرا
- قائلا بصراخ. فتحححححححححححية
أتت اليه سريعا
قائلة بقلق. في ايه يا سعت البيه.

( فتحية سيدة كبيرة تعمل بالبيت منذ وفاءة أهلها من ثلاثين سنة تتميز بالوقار والطيبة. تبلغ من العمر السابعة والخمسين. قامت بتربية فارس منذ الصغر انتهاءا بالكلية تعتبره ابنها الذي لم تنجبه. فمعه ذاقت طعم الأمومة التي لم تذقها من قبل. فهى كرست حياتها لأجله منذ طلاقها من زوجها الأول الذي لم ترزق منه بأطفال )
محمد بهدوء مزيف هدوء ما قبل العاصفة فارس فين؟
فتحية بتلعثم. فارس هيكون فين يا سعت البيه فوق.

لسي راجع من برا صح. قالها محمد بنفس الهدوء قبل انفجار البركان...
بدأت تلتفت حول نفسها بماذا تجيبه. هل تجيبه؟
أنه قبل ساعتين أتى من الخارج سكران غير مدرك بما يدار حوله ودلف إلى فراشه سريعا قبل أن يراه والده على ذلك الوضع. ويفتح معه أسطوانة الشتائم المعتادة عليه، قطعها من شرودها والأسئلة التي تدار في رأسها.
هو أنا بسالك ليه! ما اطلع اشوفه بيعمل اى. قالها وهي ينهض من على مقعده سريعا.

نهضت سوزان مثله سريعا وأمسكت بيده
قائلة بترجى. سيبه نايم. ولم يصحى أتكلم معاه.
ليه ابنك رجل أعمال. مستنى اخد منه معاد. قالها بسخرية. واخذ الجريدة من على الطاولة، وذهب إلى ابنه وفلذة كبده وعكازه الذي يستند عليه في الدنيا.
فتحية بتبرير. والله يا هانم.
خلاص يا فتحية انا عارفة. هو لسى جاي من برا. قالتها وهي تدلف وراء زوجها ؛ لتنقذ ما يمكن انقاذه
فتحية بايجاب. اى يا هانم.

سوزان بدعاء. ربنا يعدى اليوم ده على خير.

فتح باب الغرفة وأضاء الأنوار. ظهرت غرفة تجمع بين اللونين الأبيض و الأسود الوضوح والغموض فلا داعى لاستغراب. فبطلنا يجمع بين الأمرين، رائه ملقى على السرير لا يرتدى غير شورت. نائما على ظهره وشعره الكثيف على وجهه. غير مدرك بم يدار حوله. فالعالم مختصر بالنسبة له على النساء وشرب الخمر والمخدرات لا غير ذلك، وبدون تخطيط، اخذ الزجاجة الموضوعة على الكومدينو بجوار فراشه. وأفرغ المياه الموجودة بها كاملة على وجهه.

قام مفزوعا من نومه.
قائلا بصراخ. في اييييييييييييييييييييييببه
فتح عينيه الزرقاء الواسعة التي تشبه عيون القطط في جمالها ( فارس الكيلانى بطل حكايتنا. يبلغ من العمر التاسعة والعشرين. خريج جامعة القاهرة كلية الهندسة بتقدير امتياز يتميز بالوسامة الشديدة والعيون الزرق والشعر الاسود الكثيف والشوارب الخفيفة واللحية الجميلة والطول الفارع والجسم الرياضي. فهو معشوق الفتيات وفارس أحلامهم).

رأى أمه قلقة كالعادة على المناقشة الطويلة التي ستبدأ توا.
ووالده يزفر في ضيق وحنق.
قائلا بتذمر. في اى يا بابا. في حد بيصحى حد كدة.
الأب بسخرية. معلشي قلقت منامك. اصلك طول الليل سهران بتشتغل.
فارس بنعاس. بابا بلاش تريقة. ثم تابع باستفهام وهو يفرك خصلات شعره الكثيف. هو في اى؟
محمد بعصبية
قائلا بصراخ. في انى زهقت منك ومن فضايحك اللى ما بتخلصش. قالها وهو يلقى الجريدة بوجهه.

ارتطمت بوجهه رأى صورته مع أحد عاهراته، واصابته الصدمة
قائلا في سره. لحق الخبر يتسرب دى لسى امبارح.
ثم تابع بكذب. بابا أنا ذنبى اى دى إشاعات. قالها وهي يرمى الجريدة باستهتار بجواره على الفراش.
الأب باستغراب على رد ابنه المعتاد. اشاعات اى يا حيوان أنت فاكرنى عيل صغير تكدب على. قال اشاعات قال
فارس بضيق مصطنع. بابا انا ما بكدبش. انا بقول لحضرتك الحقيقة.
الأم بتصديق لكلام ابنها.

قائلة بحنان. شوفت يا حبيبى الكلام طلع اشاعات. يلا بقى نسيبه ينام. قالتها وهي تحاول تجذب زوجها للخارج
كلامك صح يا ماما سيبونى انام بقى. قالها وهو يلتقط أنفاسه أن الكذبة مرت عليهم. ثم تابع بنعاس مزيف. لو سمحت يا بابا طفى النور ؛ علشان انام والباب بالمرة خده في ايدك.
محمد بصوت صارخ هزا أرجاء القصر. قوم يا حيوان كلمنى. قالها وهو يزيل الغطاء من عليه. ثم تابع بعتاب لسوزان. انتى مصدقاى دى كداب.

سوزان بتصديق. فيرو عمره ما يكدب.
عبث فارس في شعره بعصبية. مهما حذرها من استخدام اسم دلع الطفولة. فهى تصر عليه وتغيظه به
محمد بنفاذ صبر. يا سوزان. اعقلى ابنك عنده 29. ولسي بتنادى عليه فيرو.
قولها والنبى يا حاج محمد.
سوزان باستغراب. حاج...
ثم تابعت باستفهام. انت جايب الالفاظ دى منين؟
محمد بضيق. هيكون منين من الشلة البايظة اللى مصحابهم، والمستنقع اللى بيروحه كل يوم.

بابا لو سمحت ما تغلطش في صحابى. وبعدين أحاديثكم الجانبية اطلعوا كملوها برا. سيبونى انام.
اه نسيبك تنام. اصلك طول الليل بتشتغل وتعبان يا حبيبى
علشان تعرف يا حاج انى بتعب قد ايه.
اه ما انا عارف تعبك انت هتقولى. ما مصر كلها عارف انك بتتعب. قالها بسخرية. وهو ينظر إلى الجريدة الملقاة بجواره
فارس بملل. بابا أنا عايز أنام. ممكن نتكلم بعد ما أصحى.

نوم في عينك قليل الأدب. ثم تابع بقلة حيلة. انا قرفت منك وزهقت من تصرفاتك.
سوزان بعتاب. حرام عليك يا فارس. اللى انتى بتعمله فينا ده. ثم تابعت بحزن. شكلنا ايه قدام الناس.
الشركة بقت بتخسر بسبب فضايحك. قالها محمد بحزن من ابنه.

فارس بضيق. كل اللى يهمك انت وهي منظركوا قدام الناس، وانا مش مهم. ثم تابع بعتاب وهو يقوم من على السرير يتحدث معهما وجها لوجه. واذا كان على منظركم وشكلكم قدام الناس انتوا السبب في مش انا.
سوزان باستغراب. احنا السبب في اى؟
لو ماكنتوش حرمتونى من ياسمين ماكانش دى حالى.
سوزان بعصبية. انت لسى بتفكر في الزفتة دى.
فارس بتحذير. ماما ماسمحلكيش تقولى عليها كدة.

متابعة بنفس العصبية. تسمحلى ولا ماتسمحليش. هي اللى تخليت عنك مقابل الفلوس يا استاذ. افهم بقى.
فارس بصراخ
قائلا. كفاية كدب وتلفيق تهم عليها.
محمد بعتاب ممزوج بصراخ عليه. ولد انت ازاى تقول لمامتك كدة.
انا كدابة يافارس. قالتها بعتاب و الدموع تترقرق من عينيها ثم تابعت بحزن. هو انا هكدب عليك ليه.
حتى لو كلامك صح. كفاية انك حرمتينى منها.
دى بنت الخدامين مستواها مش من مستوانا.
عمر الحب ما كان في مستوى.

محمد بعتاب. انت بتدور على شماعة تعلق أخطائك عليها.
سوزان بحزن. الموضوع ده عدى على سنين انساي يا فارس وريحنا.
فارس بمرارة. اريحكوا. وفين راحتى في بعد حبيبتي عنى.
محمد بنفاذ صبر. ولحد امتى يا فارس؟
لحد ما ترجع واشوفها ونتكلم وتسامحنى.
سوزان باستفهام. هتفضل موقف حياتك ومدمرها لحد ما ترجع
أومأ برأسه إيجابا.
يا ابنى كفاية حرام عليك. قالها محمد بعتاب له.

وبعد دقائق انتهت المناقشة ببكاء سوزان المعتاد، وحزن فارس العميق، وكسرة قلب محمد الدفينة على ابنه ووحيده وقطعة من لحمه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة