قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية نيران الحب والقسوة الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الخامس

رواية نيران الحب والقسوة الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الخامس

رواية نيران الحب والقسوة الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الخامس

أسرعت والدة نورهان تفتح الباب فيدخُل مازن كالعاصفة مندفعًا بهمجية متسائلا بنبرة قاسية:
هي فين؟
هي مين؟
تساءلت السيدة متصنعة عدم الفهم، فيضغط على شفتيه قائلا بنفاد صبر:
نورهان طبعا هسأل عن مين يعني؟
نورهان مش موجودة يابني، أنت بتعمل إيه بنتي فين؟
صُدم مازن وقال مكررا:
مش هنا امال راحت فين؟ أنا بتصل عليها تلفونها مقفول فقلت أكيد جت هنا.
ردت بثبات بل أجادت الإنفعال أيضًا:.

لأ أبدا مجاتش!، أنت كدا قلقتني جدا يا مازن أنت زعلتها في حاجة طيب؟
أبدا كنا كويسين جدًا مش فاهم إيه هي راحت فين بدون إذني كمان!
طب أنا هلبس وهاجي معاك ندور عليها.
لأ طبعا أنا هتصرف وهطمنك إن شاء الله سلام.
هستنى منك مكالمة يا مازن.
وكانت آخر جملة تقولها له قبيل أن تغلق الباب وتهرول إلى الغُرفة، فتخرج نورهان من تحت السرير وهي تنفض الغبار عن ملابسها، ثم قالت بارتياح:
الحمدلله إنه صدق ومشي!

فقالت والدتها بجدية:
مش هتحكيلي بقى فيه إيه يا نورهان؟
نورهان مبتسمة بهدوء:
يا حبيبتي مافيش حاجة شوية زعل، بتحصل بين أي زوجين عادي يا حبيبتي.
كانت زهراء كالزهرة بين أزهارها وحلمها الذي يتفتح أمامها هكذا، وكانت الابتسامة أيضا تملء شدقيها وهي تستنشق عبير الورود بسعادة عارمة، يُتابعها يزيد وهو يستند على باب المكان بابتسامة، فتلتفت له وتقول بامتنان:.

مش عارفة أقولك إيه بجد، ذوق المحل تحفة والديكور رائع، ربنا مايحرمنيش منك يا يزيد.
اقترب منها متمهلا، ثم قبٌل رأسها باسمًا مع قوله:
ربنا يوفقك يا زهراء، أنا لازم أمشي اتأخرت على شغلي.
ماشي يا حبيبي، سوق على مهلك.
منحها ابتسامة أخيرة قبيل أن ينصرف ويتركها تتنفسُ أملا جديدا وخطوة جديدة في حياتها الوردية التي تناسب رقتها الفطرية.
بعد مرور ساعة.

جاءها اتصال من مازن، فأجابت عليه مستغربة لاتصاله ليس من عادته أبدا..
نورهان فين يا زهراء
وكان هذا سؤاله ما إن ردت عليه، فأجابت عليه بدهشة:
معرفش هي مش في البيت؟
لأ ومتستهبليش عليا يا زهرااااااء، فين نورهان أنا عارف إنها مبتخبيش عليكي حاجة.
زهراء ببرود استفزه:
قولتلك معرفش يا مازن أنا مش فاهمة إيه اللي بيحصل؟ يمكن خرجت تشتري حاجة في إيه!
هو بعصبية:.

لأ معملتهاش قبل كدا، على الأقل كانت قالتلي أنا مش مطمن وعارف إنك عارفة كل حاجة.
صدقني معرفش وأنا هخبي ليه عليك، اقفل بس دلوقتي وبليل نتكلم.
أغلقت معه بالفعل وهي تقول ضاحكة:
أيوة كدا يا نورهان لاااازم تربيه.

التقط يزيد هاتفه وهاتف ابنته جنات ليطمئن على حالها وكذلك شقيقها، وبعد السلامات قال بجديته المعهودة:
مش يلا بقى يا جنات؟ هبعت لك العربية ترجعكم.
جنات قائلة في حذر تام:
معلش يا بابي بستأذنك بس أبات النهاردة كمان.
يزيد محاولا ضبط انفعالاته:
متفقناش على كدا يا جنات، أنا قلت يوم واحد بس
عشان النهاردة خطوبة مامي ولازم اكون جنبها.
يزيد بهدوء قاتل بينما يجز على أسنانه قائلا:.

من غير كلام كتير يا جنات ساعة واحدة والعربية هتكون عندك تنزلي تركبي فيها أنتِ وأخوكي لأجي أكسر البيت دا على دماغ أمك اللي خطوبتها النهاردة دي، سمعتيني؟ عاوز كلامي ميتنفذش!
ثم لم يمنحها فرصة للتحدث مرة أخرى وأغلق الهاتف، فدفعت جنات الهاتف وهي تهتف بانزعاج:
كل حاجة لأ، لأ!
جلست والدتها جوارها قائلة بتهكم سافر:.

وهي دي كانت عيشتي مع أبوكي يا جنات كانت مرار كلها تحكمات وقرف، وأهو بيعيد الشريط من أوله معاكي!
جنات باكية:
بس أنا نفسي أحضر الخطوبة يا مامي معاكي أعمل إيه!
دا كمان هنكتب الكتاب يا حبيبتي وأنا مش ممكن اكتبه من غيرك أنتِ احضريه وطنشيه ميقدرش يعمل حاجة ولو فكر يعمل حاجة أنكل ياسر هيقفله!
جنات بتساءل وقلق:
قصدك يضرب بابي؟ لأ مش ممكن أنا هروح لأن مهما كان دا بابي!
تابعت سيرين:.

مقولتش كدا يا قلبي ياسر مش همجي زيه عشان يعمل كدا بس هيوقفه عند حده بالذوق!
في معرض السيارات الخاص به كان يجلس على مكتبه وعقله سينفجر، يفكر ترى أين ذهبت زوجته؟ وكيف تجرأت أصلا على ذلك؟
سيريها كيف تفعل فقط حينما يراها..
هكذا توعد لها قبل أن يصدح هاتفه معلنًا اتصال منها، فأجاب على الفور بعنف شديد وهو ينهض عن مقعده قائلا:
أنتي فييين؟
وكان ردها حادا لم يكن يتوقعه حين قالت:
وأنت مالك؟

فتوسعت عيناه وقال بذهول:
نعم؟
اللي سمعته يا مازن بيه، أنت خلاص مالكش حكم عليا لأنك هتطلقني ورجلك فوق رقبتك.
مازن بدهشة شديدة:
لأ دا أنتِ مش مظبوطة خالص واتجننتي على الأخر أنتِ واعية للي بتقوليه؟
أيوة واعية لكل حرف عارف ليه؟
دا أنتِ أيامك معايا سواد يا نورهان بس لما أشوف وشك!

مش أسود من اللي شوفته معاك، عارف ليه بقى؟ لأنك راجل خاين وأنا قرفت منك، كنت بكدب نفسي وبتمنى شكي ميطلعش في محله بس أنت أكدتلي لما فتحت موبايلك وشوفت رسايلك القذرة مع الستات الرخيصة اللي زيك!
ساد صمت قاتل بينهما، لم يسمع مازن إلا صوت أنفاسها الثائرة ولم تسمع هي منه شيئا قط، وكأنه لُجم وتحجرت كل الكلمات على شفتيه..
قطعت نورهان ذلك الصمت مع قولها:.

سكت يعني؟، إيه مفاجأة مش كدا؟ كنت ناوي تستغفلني لحد امتى؟ يا بجاحتك يا شيخ وكمان متصل تزعق وتشخط فيا صحيح على رأي الناس اللي اختشوا ماتوا..
مازن بضيق شديد:
ماشي يا نورهان مقدر حالتك ومش هرد بس نتكلم ونتفاهم وهعملك اللي أنتِ عاوزاه قوليلي أنتِ فين؟
مايخصكش، أنا في مكان محدش يعرف في مكان أمان مفهوش ناس خاينة زيك!
نورهااااان هنتفاهم ومتعصبنبش أكتر من كدا!
نورهان ساخرة بقوة:.

لأ يا شيخ خوفت أنا كدا، ما تتعصب ولا تتفلق حتى!
مازن متابعا بحنق:
للدرجادي يا نورهان؟
وأكتر، عاوزني أعملك إيه بعد ما شوفت بعيني خيانتك! طلقني يا مازن.
تمام، هطلقك نتقابل وأطلقك..
قالت قبل أن تغلق في وجهه الهاتف:
لما يجيلي مزاجي هحدد المعاد وأبلغك..
أغلقت دون سابق إنذار تاركة إياه يشتعل غضبا، نيران تحرق قلبه، وذهول يسيطر عليه كمن سقط على رأسه دفعة ماء مثلج للتو..

فكرت سيرين كثيرا ماذا تفعل؟ ولم تجد سوى زهراء فهي الوحيدة التي ستقنع يزيد بابقاء جنات وأخيها..
والآن أنهت معها المكالمة على أمل موافقته بعدما تستعطفه زهراء بالمعنى الأدق..
فقامت زهراء بالاتصال عليه وعندما أجاب قالت:
عامل إيه؟
فقال بإيجاز:
طبعا عاوزة حاجة، إيه هي بقى عشان عندي شغل؟
تنحنحت زهراء بخوف وأردفت بحذر تام:.

بص كدا أنا اولا معاك في رأيك بس حاول تكسب جنات لصفك أنت دلوقتي في حرب وافق بس المرادي على طلبها عشان متنفرش منك وسيرين تستحوذ عليها.
يزيد برفض قاطع:
مش هيحصل يا زهراء وبلاش سيرين تسيطر عليكي أنتِ وتملى دماغك عشان تقنعيني وأغير رأيي، هما لو مجوش أنا هروح أجبهم بنفسي والله.
يزيد...
قاطعها قائلا بصرامة:.

عندي شغل يا زهراء مضطر أقفل واتصلي على جنات لو سمحتي قوللها تنفذ اللي قولته عشان معملش حاجات تزعلها سلام..
وأما عن رنا!
فكانت في حالة يرثى لها، بين النيران وعذاب روحها، نيران أهلها وعذاب حبها ل محمود!
يضغط والدها كل يوم على جرحها ويقوم بتعنيفها ومن جهة أخرى امها!
أليس من المفترض أن تكون أمها أمانها؟ إن كسر الأب جاءت هي لتُرمم؟

يؤلمها انجراف أمها وراء ما يفعله والدها، دمراها الاثنان كسرا قلبها وروحها لكن هناك أمل، محمود
الذي أخبرها بأنه سيحل الأمر، مؤكدا سيجد لها مخرج حتى لو اضطرت للهرب معه...
جاءها الاتصال منه، والرد كان شافيًا لجرحها الآن حين قال:
رنا حبيبتي أنا لقيت الحل..
فقالت بفرحة:
إيه هو؟!
قال مجيبًا عليها بثبات تام:
تتجوزي إبن خالتك ولكن...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة