رواية نيران أشعلت الحب الجزء الثاني بقلم أسماء صلاح الفصل الرابع
و فجأه فتح سيف الباب شهقت تقي بصدمه.. و ارتبعت اوصالها، أشار لممرضه أن تخرج... و تكلم بصوت مخيف قائلا هتقومي معايا دلوقتي بدون ايه كلمة فاهمه...
كانت تقي نشعر بالخوف.. و الحيرة فيما ستقوله له... خرجت معه و هي تجر قدمها بصعوبة بالغة و اكنها أصيبت بشلل، فتح باب السيارة و دفعها إلى داخلها بعنف... و اتجه ليركب السيارة و قادها بسرعه جنونية...، و اتصل بسليم قائلا تعال علي البيت حالا في مصيبه حصلت...
وصل الي البيت و سحب تقي من داخل السيارة و قبض على ذراعها يعتصره بعنف...و عندما دخل إلى المنزل دفعها بقوه و سقطت على الأرض و بكت بشده... انتفضت توحيده بصدمه و كذلك نيرة و رغدة و هاجر
هرولت توحيده مسرعه ناحيه تقي و قالت في ايه يا سيف؟
كان نظرات سيف لتقي لم تنذر بالخير ابدا... و سحبها من شعرها بقوه... جعلتها تشعر باقتلاع رأسها...
بالتأكيد مكنش حد فيهم فاهم حاجه و لا ليه سيف بيعمل مع تقي كدا... و قالت توحيده بغضب سيب اختك يا سيف و فاهمني في ايه يا ولدي؟
زمجر سيف بحده و شد شعرها أكثر...: اسألي بنتك المتربية كانت بتعمل ايه عندك دكتور النسا؟
وضعت توحيده يدها على فمها بصدمه و قالت دكتور ايه؟
دلف سليم إليهم و تأكد بوجود مصبيه و قال في ايه يا سيف؟
-اختك كانت عند دكتور نسا عشان تعمل إجهاض...
اصدم سليم و لم يجد شي لقوله... كذلك الباقي... عندما سمعوا...
جر سيف تقي خلفه...من شعرها و كانت تبكي بشده و صعد إلى غرفتها...
وقعت توحيده على الأرض و ظلت لطم خديها و هي تشعر بالقهرة الحارقة...، و اتجهت هاجر لترتب عليها و قالت بحزن اهدي يا مرات عمي...، بكت توحيده بشده و قالت و نبي يا ابني اطلع اخوك هيقتلها... كفايه ابني و بنتي اللي راحوا... اطلع لاخوك يا سليم...
كان سليم يقف كالتمثال يستوعب ما حدث...فالصدمة لم تكون هينه... تركهم و صعد إلى الغرفة طرق الباب... فتح له سيف، دخل سليم و قفل الباب خلفه...
-اقسم بالله يا تقي لو متكلمتيش هقتلك...
تنهد سليم و ابتلع ريقه و قال تقي اتكلمي...
نظر له سيف و قال اختك كان معها واحد هناك اصلا
تقي ببكاء مش عارفه و...، قطعها سيف بصعفه قوية جعلت الدماء يسيل من فمها... و قال بغضب هو ايه اللي مش عارفه؟
ابعده سليم و وقف حاجز بينهم و قال تقي اتكلمي...
ازاد بكاءها و قالت نور هي السبب يا سليم...
(فكرت تقي في كلام زين و بالتأكيد هي لا تستطيع الاعتراف عليه...)
اصدم سليم لمره الثالثة، و شعر بهروب الكلمات من لسانه... و صمت لوهله َ..
-نور ازاي؟
بكت تقي بشده و قالت هي كلمتني بعد يوم الفرح و طلبت مني اروح اقابلها و وقتها لقيت ناس خدوني من قدام البيت و حتى معرفش هما مين؟ و لما عملت اختبار الحمل، روحت للدكتور عشان اعمل إجهاض... خوفت اتكلم و اقولكم حاجه..
نظر سيف إلى شقيقته بسخرية من حديثها الذي لم يقتنع به نهائي، فهو كان يعمل ظابط شرطة و من السهل عليه التفريق بين الكذب و الحقيقه و لكن يبدو أن سليم يقتنع بكلامها...
شعر سليم بالصدمة و مر من امامه كل شي عن نور و فكر في اختفائها المفاجئ
-يعني نور عملت كدا ازاي؟
-عشان تنقم لعيلتها يا سليم... و دمرتني انا... و ظلت تبكي بشده فهي كانت لا تريد أن تظلم نور و لكن لم يعد إليها حل آخر، زفر سليم بحنق و قال انا هجيبها و هعرف منها... بس لو طلعتي بتكدبي عليا هقتلك يا تقي... و انتي عارفه اني معنديش هزار في كلامي... و هتفضلي في اوضتك متخرجيش منها... و هاتي تليفونك...
اتفزعت عند طلبه لهاتفها و بالطبع كان سيف يراقب كل شي تفعله تقي، أعطيته هاتفها و يدها ترتعش بشده فهي تخشى أن يتصل بها زين و يكشف كل حاجه...
اخذ سليم سيف و خرج و قفل عليها الباب بالمفتاح...
نظر له سيف قائلا انت مصدق تقي؟
-مش عارف... يا سيف خايف لتكون نور هي اللي عملت كدا...
زفر سيف بحنق و قال طب بذمتك نور اللي عندها ١٩ سنه هي اللي هتضحك على تقي...
-مش عارف يمكن عشان عايزة تنتقم مني؟
-مش مقتنع... و انا هثبت أن اختك كذابة...
تركه سليم و غادر من المنزل و هو يفكر بنور و بداخله شي يستحيل أن يصدق انها ممكن أو تفعل ذلك... و لكن ما الذي يمنعها فيسرا خانت خمس سنين من الحب... لمجرد انه تعرض لحادث...
اوصد عينه ليكبح ذلك البركان الذي انفجر بداخله، و لكن تقي بالتأكيد كاذبة... و لكن أين نور؟
ذهب إليهم عبد الحليم.. و كان يعلم أن المنزل لا يخلو من البكاء على فقدان نور من والدتها و رنا...، و طلب من سامح أن يجلس معه على انفراد...
-انا لاقيت نور يا ابني...
فرح سامح بشده و لسه هيقوم عشان يبلغهم بس أوقفه قائلا اجعد (اقعد) يا ولدي...
استغرب سامح و جلس مره أخرى
-خير يا عمي؟
-بنتك كان عايزه تهرب و تروح لسليم تاني... و انا اتصرفت... و لحد ما العدة تخلص هي هتفضل بعيده
-و هي فين؟
-في الحفظ و الصون يا ابني... و خدتها تقعد عند حد من قرايبنا بعيد عن النواحي دي...
-طب على الأقل اشوفها و اطمن عليها...؟
تصنع عبد الحليم الحزن و قال أكده يا ولدي هتشك في كلامي و بعدين انا عايز مصلحتها.
تنهد سامح.. و لم يقتنع بكلام عمه، فهو يعلم بطباع عبد الحليم السيئة و لكن أين ابنته هذا هو السؤال الذي لم يجد إليه اجابه...، و بعد ذلك تركه عبد الحليم و غادر و قابل مازن في طريقه...
-كيفك يا ولدي...
صافحه مازن و قال كويس... حضرتك ماشي ليه؟
-كنت بتكلم مع عمك شوية... المهم انا كنت عايزك تسافر أمريكا عشان تخلص أوراقك اللي موجوده هناك...
-لما الاقي نور الأول...
-يا ابني تلاقي نور راحت لجوزها و انت عارف كويس انها بتحبه...
كان عبد الحليم قاصد يقول كدا عشان يخلي مازن يمشي...
هز مازن راسه و قال تمام انا هحجز الطيارة و اسافر...
و عندما علم زين تلك الأخبار... انشرح صدره فبذلك جميع الأحداث تمشي كما يريد، و لكن كان يشعر بالقلق من اختفاء تقي...
مر اسبوع على هذه الأحداث... لم يكفي سليم عن البحث عنها و لكن كالعادة لم يجد إليها إثر و لكن ارسل له رساله من رقم نور و الذي كان بحوزة زين تحتوى على التالي.
-اسفه يا سليم انا سافرت مع مازن عشان انا اكتشفت اننا فعلا بنحب بعض...، انا مصدقت اننا أطلقنا عشان أرجع لحب حياتي تاني...، عندما راي الرسالة شعر بالجنون فهو لم يتوقع ذلك منها و تأكد انه مازن ترك البلد...
تمتم بداخله (والله العظيم هقتلك يا نور).
خرجت نور من غرفتها لتتمشي في حديقة المستشفى كما أمرتها الممرضة و عندما تركتها جلست نور على احدي المقاعد تنظر أمامها بصمت، جلست بجانبها سيدة تبدو في بدايه الخمسينات من عمرها و قالت انتي قاعده هنا ليه؟
اتفزعت نور و قامت..، ابتسمت السيدة و قالت اقعدي انا بهرز معاكي...
شعرت نور ببعض الاطمئنان فهي تبدو طبيعية عكس باقي المرضي...
-انتي ايه اللي جابك هنا شكلك مش مجنونه؟
نظرت لها نور و لكنها شعرت بالخيبة فهي لا تستطيع التحدث... و فهمت هي ذلك و قالت انا ماجده...
-انت اسمك ايه؟
أشارت نور على ضوء اللمبة...، جمعتها ماجده بعد تفكير لثواني... "نور"
هزت نور رأسها بالموافقة َ.. لاحظت ماجده الجروح التي في معصمها و قالت شكل سعاد هي اللي متولية حالتك ربنا يخدها... بصي انا بقعد هنا على طول ابقى تعالى اقعدي معايا...
جاءت فتاة جميلة و اقتربت منهم و ألقت التحية عليهم و ابتسمت ماجده عندما رأيتها فدينا دائما تأتي لزيارتها...
ابتسمت دينا و قالت جاءت في ميعادي اهو...
ابتسمت اليها ماجدة و قالت طب اقعدي...
جلست دينا... فقامت نور، تحدثت ماجده قائلة رايحه فين يا نور؟ خليكي قاعده...
جلست نور مرة أخرى و نظرت دينا إليها و قالت هو انتي مش بتتكلمي؟
هزت نور رأسها...
(دينا البنهاوي طبيبه نفسية)
نظرت لها دينا بحزن و قالت انا اسفه مكنتش اقصد...
اندمجت دينا في الحديث مع ماجدة و لكنها كانت تنظر لنور بين الحين و الآخر، فهي فتاة لم تتجاوز العشرين من عمرها و تم دفنها في ذلك المكان...
تحدثت دينا إلى نور و قالت: هو انتي هنا من امتى؟... شاوري بأيدك
رفعت نور اصابعها العشرة... و تفهمت دينا انها هنا منذ عشر ايام... و قالت طب انتي مش بتتكلمي من المدة دي صح؟
هزت نور رأسها... بعد مرور بعض الوقت ذهبت دينا...
نظرت لها ماجدة... دينا دي حته سكرة والله...
ابتسمت نور و أكملت ماجده حديثها... اكيد حد من أهلك هو اللي جابك هنا...؟ اصل الضربة مبتجيش الا من القريب... حاولي تهدي و بلاش تعملي حاجه عشان اللي متتسماش اللي اسمها سعاد... و اخرجي كل يوم عشان نقعد مع بعض...
و بالطبع نفذت نور كلام ماجده و عديت الايام و لكن للأسف معظمها كان نور تقضيها بحقن الحقن المنومة أو المهدئات التي كانت تعطيها لها سعاد... و كانت يوم و تخرج و عشر لا، عدي يقارب شهر و نص، فهي كانت لا تشعر بمرور الايام، و ذات يوم كانت جالسه في الغرفة فهي استيقظت بعد ساعات نوم كثيرة كالعادة... و كانت تحب تلك الفكرة فهي تشعر بالوحدة و الحزن...، فتحت دينا باب غرفتها و دخلت...
-انا قولت اجي اسأل عليكي...،؟ و لكن صدمت دينا من هيئتها التي ذبلت كثيرا عن المرة السابقة و قد فقدت الكثير من وزنها و اصحبت نحيله و ضعيفه...، شعرت دينا بالحزن من اجلها و قالت طب انتي متعرفيش توصلي لحد من أهلك؟
اخفض نور رأسها إلى أسفل فهي لا تستطيع التحدث... و لم يعد لديها القدرة على المقاومة...
جلست دينا أمامها على الفراش و رتبت على يدها قائلة قوليلي اقدر اساعدك ازاي طيب؟
و لاحظت ذراعها الذي ازرق و ظهرت به كدمات من كثير الحقن التي اخذتها... و قالت رقم ايه حد حفظها ممكن تكتبي و انا هتكلم...؟... انتي لو فضلتي هنا أكتر من كدا هتموتي...
كانت رنا تجلس مع شقيقها فمازن أتى ليله أمس من امريكا...
-نور لحد دلوقتي محدش لاقيها و حتى خالي نزل مصر...
-تفتكري تكون راحت لسليم...
-لا... انا حاسه ان حد من هنا هو اللي عمل فيها حاجه انا خايفه يكون حصلها حاجه...
-اكيد هتكون كويسه يا رنا... و ممكن تكون مع سليم.
بعد محاولات دينا معها استجابت نور لها و اعطيتها دينا... كانت تواجه صعوبة في كتابه الرقم...
و بعد ما انتهيت أخذت دينا الهاتف منها و اتصلت فهو لم أن تعلم أن كان الرقم صحيح ام لا و لكن هي تريد مساعدتها...
تحدثت قائلة الو انا دينا... عارفة مكان نور...
كانت تلك الكلمات البسيطة اثر على رنا و قالت انتي مين و نور فين؟
-تعالى على العنوان دا و انا هفهمك كل حاجه!
ركضت رنا مسرعة و مازن خلفها و شرحت له ما حدث في المكالمة و لكن اثرتهم الدهشة الشديدة...
بعد مرور ساعه.، وصل مازن و رنا إلى المستشفي و طلبوا مقابلة المريضة تدعي نور كما أخبرتهم دينا... و بعد المحاولة البالغة اخذتهم احدي الممرضات بعد أخذها مبلغا من المال...
عندما دخلوا... شهقت رنا بصدمه و كذلك مازن فهو لم يتوقع أن نور موجوده هنا، بكت رنا و اتجهت ناحيتها و قالت نور ايه اللي جابك هنا يا حبيبتي؟ مين اللي عمل فيكي كدا؟
نظرت لها نور و لكن لم تظهر ايه رد فعل فهو قضيت معظم أوقاتها في الغرفة، و ظلت هنا ما يقارب الشهرين تعيش على المحاليل بدل الطعام فمعدتها لا تستجيب شي، تعرضت لجلسه الكهرباء مرتين...، يتم حقنها بالمهدئات و مضادات الاكتئاب، تظل مكبلة الأيدي في طرف الفراش...
رنا مكنتش مصدقة حاله نور... و مازن نفس الكلام فضل واقف مصدوم يستوعب... ما يراه...
تحدثت دينا قائلة نور تقريبا اعترضت لصدمة و هي هترجع تتكلم تاني، بس المهم لازم تطلع من هنا عشان لو فضلت يوم واحد ممكن تموت
سألها مازن قائلا انتي مين؟
-دكتورة دينا و انا معرفش نور و دي تاني مره اشوفها فيها، و المرة اللي فاتت كانت من شهر و نص و هي كانت موجودة هنا بقالها عشر ايام.. و لما شوفتها انهارده عرفت أو حالتها ممكن تسوء...
شكر مازن دينا بامتنان، و قبل أن تذهب دينا اتجهت ناحيه نور و قالت هستني نتقابل و انتي كويسه...
نظرت له و قد ابتسمت... فشعرت دينا بالارتياح فتأكدت انها مازالت تشعر بما حولها... وأكملت بحزن موجه كلامها لرنا هنا مش هينفع تاخدوها غير بالقوة فالأفضل انكم تبلغوا البوليس بس وقتها ممكن تتنقل لمستشفى تاني لان نور لازم تبقى تحت الملاحظة...
تنهد مازن و نظر إلى رنا... فهو بالكاد لم يستطيع أخرجها و لا حتى معرفه من فعل بها ذلك...
و نظر إلى دينا قائلا حضرتك ممكن تساعدني أخرجها...
نظرت له دينا و قالت اهاا قولي أعمل إيه؟
-هتشغلي الممرضة اللي برا... لحد ما احنا ناخد نور و نخرج...، و بعد كدا هتصرف انا
خرجت دينا و الهت الممرضة ببعض الأسئلة و تمكنوا هما الخروج...، و بعد ذلك وجدوا ماجدة في وجههم، تسمروا مكانهم لشعورهم بالخوف.. و لكن نور نظرت لها... ابتسمت ماجده و قالت آخر الطرقة دي باب بيطلع على باب المستشفى التاني و في أمن واقف عليه، و أغلب الوقت بيكون مش موجود أخرجوا منه بسرعه...
و نظرت إلى نور و ضمتها إليها قائلة ابقى تعالى يا نور و هكملك باقي الحكاية...
نفذوا ما قالته ماجده و خرجوا من المستشفى...، تركهم مازن و ذهب ليحضر سيارته و كان خلال دقيقتين أمامهم...
مرت ساعه الطريق و ذهبوا إلى المنزل و عندما دلفوا... اتصدم الجميع من رؤية نور... و بالطبع لم تكن مثل صدمة زين...
-بنتك كانت في مستشفى المجانين و منعرفش مين اللي عمل فيها كدا؟
اتصدم سامح أكثر و نظر إلى نور الواقفة أمامه و هي لا يصدق ان ذلك ابنته...، كانت نور تنظر لهم بخوف و توتر خصوصا في وجود زين...، اقتربت نيرة منها و لكنها تفاجأت بابتعاد نور عنها...
قالت ببكاء هي مالها يا رنا...، رتبت رنا عليها و قالت تعبانة شوية و هتبقى كويسه...
قال مازن بغضب احنا هنمشي من هنا؟... و هاخد نور معايا كفايه اللي حصلها دا...
اخذتها رنا و صعدت إلى الغرفه...
كلهم مكنوش مصدقين اللي مازن بيقوله... و انهارت نيرة على حاله ابنتها و هديتها فاطمة... و بالطبع شك سامح في عبد الحليم...، زين كان واقف بيراقب كل حاجه و طبعا ارتاح لما عرف انها مش بتعرف تتكلم...
تركهم مازن و صعد إليهم و عندما كانت نور نائمة على الفراش تضم ركبتيها إليها و رنا تجلس بجانبها...
شعر مازن بالحزن من اجلها و قال نور تعالى ننزل تحت...
لم تعطيه نور ايه إشارة بالموافقة... اقترب مازن منها و قال براحتك يا نور و انا هخليكي تسافري من هنا و هنكلم دكتورة دينا...
قضيت نور تلك الليلة مستيقظة فهي لا تنم بدون المنوم الذي اعتادت عليه، خرجت من الغرفه في المساء و تركت رنا النائمة، كانت تتسحب على أطرافها اصابعها و لكنها لكي تلتقي بأحد...
خرجت إلى الحديقة و جلست على الارض الخضراء
(سليم سايب يراقب البيت و طبعا عرف بوجود نور و ظهورها مره أخرى و ربط ذلك بظهور مازن...)
وجدت احد خلفها فانتفضت و قامت مفزوعة...
-انا مازن يا نور متخافيش...
نظرت نور له... و هدأت من روعها...، كان مازن يشعر بالحزن على حالتها و يريد من فعل بها ذلك...
-مين اللي عمل فيكي كدا يا نور؟... ارجوكي اتكلمي عشان اعرف اجيب حقك... متخافيش...
تنهد بحزن و ألم عندما لم يجد منها إجابة و قال طب حاولي تقولي حاجه او تتكلمي... طب عايزني اكلم سليم و اقوله...
خفق قلبها عندما سمعت أسمه و لكن كان بداخلها شي لا يريد رؤيته...و هزت رأسها بالنفي
تعجب مازن و قال طيب اجيبلك حاجه تأكليها؟
هزت رأسها نافيه...
أخذها مازن في حضنه و رتب عليها بحنان و قد شعر بتجمع الدموع في مقلتيه و قال هترجعي كويسه زي الاول و احسن كمان يا نور... و انا هعملك اللي انتي عايزها بس ارجوكي ساعديني انا مش قادر اشوفك كدا...
و بعد ذلك ابتعد عنها و كانت مازالت تنظر له...، اكمل مازن قائلا و هو يحاوط وجهها بيده... اسف يا نور... حقك عليا في كل لحظة سيبتك تبهدلي فيها...
(لم يعلم أحد منهم ان تلك اللحظة مصورة و قد تم إرسالها إلى سليم، الذي جن جنونه و طلب احضارها من كلف الأمر)
ظل مازن جالس معها و بعد ذلك تركها و دخل...، قامت نور تتمشى بمفردها و فجأة وجدت احد سحبها من الخلف... و اخدها إلى خارج المنزل... و تركها أمام السيارة التي يقف أمامها سليم...
سليم مكنش واخد باله من ايه؟ و كل اللي بيدور في دماغه انها خانته...
أمسكها من معصمها و ادخلها إلى السيارة، نور كانت خايفه منه و بسبب شكله المخيف و طريقة أخذه لها، فهو لم تمكث غير ساعات بمنزلها...
صف السيارة. أسفل البناية التي يسكن بها و سحبها خلفه
دفعها سليم الي داخل الشقة، انتفضت نور عندما سمعته دفع الباب بشده و أصبح خلفها...، كانت نور تشعر بالخوف منه كادت تموت رعبا، حتى أنها لا تستطيع أن تبرر له شي...
-اتكلمي يا نور؟ عشان و حياة ربنا لاخليكي تشوفي العذاب ألوان...، نظرت نور له توحي بأنها رأت الكثير منه و لم يفارق معها ما سوف يفعله بها...حتى أن أصبح ذلك أقسى مما رأيت...