رواية نيران أشعلت الحب الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الحادي والعشرون
دلفت رنا إلى المصعد و انتظر سيف بعيدا لكي لا تراها...، أجابت على هاتفها قائلة أيوه يا ندى انا طالعه اهو افتحي الباب بقا...، و قفلت معها لتجيب على هاتف سليم قائلة الو
-سيف طالع وراكي يا رنا.. تسمرت رنا مكانها و قالت ازاي و انت فين...؟ انا هعمل ايه؟
-هتقولي أن دي شقتك عادي...، خرجت رنا من المصعد و كان تشعر بتسيب أطرافها و أسرعت لكي تتدخل الشقة قبل صعوده فندي كانت قد فتحت الباب و لكنها لم تكن موجوده..
-تفاجأت ندى بأحد يسحبها في اتجاه السلم و نظرت له و قالت انت مين؟، كان يقف أمامها محاصرها اياها و قال ممكن تسكتي.. و هتعرفي كل حاجه...، و ظل يراقب خطوات سيف المتقدمة ناحية الشقة..
و نظر لها قائلا انا سليم البنهاوي...، اتسعت عينها بدهشه و قبل أن تصدر صوت كان سليم بوضع يده عليها فمها و قال بس..
كان الشك يفتك قلبه و دق الباب بعنف شديد...، فتحت له رنا و مثلت انها تفاجأت بظهوره و قالت سيف انت عرفت مكاني ازاي؟
-انتي هنا بتعملي ايه و دي شقة مين؟، عقدت ساعديها شقتي يا سيف انت بتراقبني ولا ايه؟
-لا بس لما اكلمك و تقولي ان عندك شغل و بعدين الاقيكي خارجه يبقى لازم أشك فيك..
-ادخل فتش الشقه بس انا مش زبالة زيك عشان اروح اعمل علاقة مع واحد و انا متجوزه و بعدين انت ناسي اني حامل في الشهور الأولى و لا إيه...؟، يعني شك مش منطقي نهائي..
ازدار سيف ريقه و قال طيب يا رنا.. بس ياريت تتعدلي الحكاية مش ناقصة و انا همشي دلوقتي بس لو عرفت انك بتكدبي عليا في حاجه مش هيحصلك كويس تمام...، و غادر سيف متجها إلى المصعد، تنفست رنا بارتياح و حمدت ربها أن لم يدخل إلى الشقة.. و رأيت سليم و ندى قادمان عليها..
تعجبت و قالت سليم انت جيت امتى و أزاي؟، كانت ندى تراقب الحوار بدهشة، دلفوا إلى الشقه و اوصدت رنا الباب..
-انا عايزة افهم في ايه؟
-سيف كان مراقبني و الحمد الله ان سليم اتصرف...، ذلك زاد دهشتها أكثر و قالت و سليم اتصرف ليه؟
-رنا هتفهمك كل حاجه...، نظرت له رنا و قالت انت عرفت ازاي؟
-كنت بكلم سيف و فجأة لقيته اتعصب و بيقولي اقفل رنا خارجه و كدا و انا كنت متفق معاكي اننا هنتقابل هنا...، اتصلت بنور و عرفت المكان و طبعا طلعت قبلك و خدت ندى عشان سيف ميشوفهاش، تنهدت رنا و قد بدأت أن تعطي له بعض الأمان.. و قالت بصي يا ندى انتي لازم تسافري من هنا اكيد زي ما سيف وصل، اي حد تاني ممكن يوصل..
-هسافر فين و ازاي..؟
-فين ازاي بتاعتي انا.. و ايه بلد انتي تختارها...، نظرت ندى إلى سليم بتعجب و قالت و دا من أمتي بقا؟ أنت شايفني عبيطة و لا إيه؟
-يا ستي محدش قال انك عبيطة بس فعلا سيف لما كان شافك كانت هتبقى مصيبة و خلال أسبوع هيبقى ورق السفر بتاعك جهز.. و القرار في الأول و الآخر ليكي.. و بعد ذلك استأذن سليم ليغادر، نظرت لها ندى و قالت انت مصدقة كلامه؟
-اهاا اللي اعرفه ان سليم بيحب نور.. و احنا معندناش حاجه نخسرها يا ندى و تسافري احسن قبل ما حد يوصلك.
فتحت فاطمة الباب لكي تذهب إلى نيرة و لكنها تفاجأت بوجود صالح و عبد الحليم أمامها، شعرت بثقل جسدها و قالت برجفه انتم جيتوا ليه؟، استغربوا من مقابلتها و قال مالك يا خيتي احنا نطمن عليكم و على اخويا..
التقطت أنفاسها بارتياح و قالت طب اتفضلوا نيرة هناك في المستشفي..
دلفوا إلى الداخل و بعد مرور دقائق تحدث عبد الحليم قائلا انا بفكر اننا نكتب كتاب مصطفى و رنا دلوك خير البر عاجلا...، اتسعت عينها بدهشه و قالت دلوك ازاي يعني؟
-يعني لما رنا ترجع و مصطفى و نشوفهم و نجيب الماؤذن ملهوش لازمه التأخير عاد...، شعرت فاطمة بأنها ليست قادرة على الحديث فما ذلك الكارثة المفاجأة التي هبت عليها من حيث لا تتدري ماذا ستفعل...؟
و في منزل البنهاوي.. كان حسن أمر بتزين المنزل بالأنوار لتحضير مراسيم الزفاف...، لم تقتنع عيله بذلك فهو يجهز و لم يخبر احد من ابنه و ستكون ذلك مفاجأة ليهم و بالطبع لم تكن جيدة..
دخلت يسرا إلى غرفة رغدة و قالت بابتسامة زائفة ممكن اقعد معاكي يا عروسه...، رغدة عمرها ما حبت يسرا و لم ترتاح لها و لكنها قالت اتفضلي...، جلست يسرا على الفراش المجاور و قالت تعرفي اني زعلانه أن بنت زي القمر زيك تاخد واحد متجوز...!،
عقدت رغدة حاجبها و قالت عادي مسيره هيطلقها و بعدين انا بحبه..
-انا شايفه ان سليم بيحبها على فكرة...، ابتسمت رغدة و قالت و ماله المهم هو هيبجي (هيبقى) لمين في الاخر..
ابتسمت يسرا ابتسامتها الصفراء و قالت تبقى جدعة أوي لو خليتي يطلق يا رغدة..
ظل زين يتصل بتقي كثيرا و لكنه لم يجد رد، ظهرت أنيابه و قال يتوعد و رحمه اخويا لأعلمك الأدب يا بنت البنهاوي و اخليكي انتي اللي تتدوري عليا.. و تحفي ورايا..
دخلت هاجر إلى المطبخ و قالت محتاجه حاجه يا مرات عمي...، ابتسمت توحيده و قالت تسلمي يا عروسه.. مش عايزة منك غير انك تسعدي ابني و خلاص
ابتسمت هاجرة ابتسامة خجولة و قالت ربنا يجدرني (يقدرني) و اسعده...، و قالت بتساؤل هو هيجي امتى؟
-عمك هيبقى يكلموهم.. عشان هو عاملهم مفاجأة..
كانت نيرة جالسه في المستشفي بغرفة سامح كما اعتادت كل يوم.. و لكنها شعرت بتحريك يده و قالت بسعادة مختلطة بالدموع سامح...، فتح سامح عينه ببطء و أزل جهاز التنفس و امسك يدها قائلا نيرة..
تراقصت نغمات قلبها فقد استعاد زوجها وعيه و هرولت إلى خارج الغرفة مسرعه فهي تخشى أن يفقد وعيه مره أخرى كمل فعل من قبل...، دخلت و الطبيب خلفها و تفحصه قائلا استاذ سامح حضرتك حاسس بايه تعب؟
-لا بس جسمي كله وجعاني أوي، ابتسم الطبيب و قال الحمد الله حضرتك عديت مرحله الغيبوبة بس هتفضل تحت الملاحظة لفترة و بعد كدا هتقدر تخرج من المستشفى بإذن الله..
شكرت نيرة الطبيب و نظرت لسامح كنت خايفه تروح مني؟، ابتسم و قال الحمد الله.. ايه الاخبار؟
تنهدت و قالت خلاص يا سامح بنتنا راحت...، رد عليها بحزن قائلا هرجعها يا نيرة انا تخليت عنها و سيبتها للكلب اللي اسمه سليم.. انا اللي غلطت..
-بجد يعني انت سامحتها خلاص..
-لا.. لما ترجع لينا هسمحها.. نظرت له و قالت و انت ناوي على ايه؟
-لما اخرج من هنا الأول..
كانت فاطمة تشعر بالتوتر البالغ و لم تجد شي لتقوله في تلك الموقف، كانت جالسة تنظر قدوم رنا و مصطفى و مازن و تتمنى أن لا يفتح احد منهم ذلك الحديث مره أخرى..
ذهبت نور إلى الشقة فهي لم تحب القعدة في ذلك القصر و خصوصا عندما تكون بمفردها و أخبرت سليم بذلك، دلفت إلى المطبخ لتحضير العشاء و بعد ذلك دخلت إلى الغرفة و اختارت قميصا ستان قصيرا بلون الأسود.. و رفعت شعرها الطويل للأعلى ليعطيها شكلا جذاب و وضعت حمره الشفاه لتبرز جمال شفتيها..
و جلست لتنظر قدومه...، عندما فتح سليم باب الشقة اتجهت نور له و احتضنته، وضع قبله على شفتيها و قال ايه القمر دا.. ابتسمت و قالت وحشتني أوي...، انحني ليقبلها قائلا اممم والله انا مش واخد على كدا منك..
-ليه؟ هو انا كنت وحشة
-انتي على طول حلوة، ابتسمت و ازاد بريق عينها و قالت طب ادخل غير عشان ناكل..
-اممم لازم ناكل اكل يعني؟، نظرت له نور و قالت اومال عايز تأكل ايه؟، انحني عليها و همس خلف اذنيها قائلا عايز اكلك انتي...، أحمرت وجنتها بخجل و قالت مصطنع الحدة ادخل غير يا سليم..
-حاضر يا روحي..
دلف سليم إلى الغرفة، و أخذ شاور و ارتدى سروالا قطني و خرج، وجدها تجلس على السفرة تنظره..
-مكلمتيش جوليا ليه؟
-لا مش عايزها، انا مرتاحة كدا...، امسك يدها و قبلها و قال ماشي يا حبيبي براحتك..
بدأ في تناول الطعام و بعد أن انتهوا دلفت نور إلى المطبخ لكي تحضر القهوة، دلف سليم خلفها، حاوط خصرها من الخلف و قبل عنقها و قال احنا لسه هنشرب..
-اهاا و هنتفرج على فيلم مع بعض..
-امممم واضح ان قدامنا كتير، استدارت نور له و قال اممم و بعدين انت مستعجل على ايه؟ لسه بدري..
-تمام معاكي ساعتين..
-مش هتقعد معايا غير ساعتين...؟!
-ساعتين تكوني براحتك فيهم بس الباقي ليا انا..
-طيب يلا نطلع نتفرج بقا..
ذهبت رنا و مصطفى إلى كافية.. و طلب مصطفى قهوه له و عصير لها و قال رنا ممكن نتكلم؟
-خير يا مصطفى؟
-أولا انتي بقالك فترة متغيرة، سافرتي لنور و رجعتي اسوء، خروجك برا كتير اوي.. و بتغيبي عن الشركة كتير ممكن تحكيلي ايه اللي بيحصل معاكي و انا ممكن اساعدك في..
تنهدت رنا و قالت ممكن يا مصطفى متفتحش معايا حاجه من دي..
-ما انا لازم افهم يا رنا.. لأن مش عاجبني الحال دا و كل ما حد يجي يكلمك تنرفزي عليه...، زفرت رنا بضيق و قالت على فكرة انا هقوم امشي...، اخذت حقيبتها و غادرت.. ترك مصطفي الحساب و خرج خلفها بسرعه و قال استنى يا رنا، توقفت مكانها و استدارت له قائلة من فضلك يا مصطفى انا مش قادرة اتكلم والله..
اقترب منها و وضع يده على اكتافها و قال لو في مشكلة قوليلي و انا هساعدك..
ادمعت عينها و قالت ببكاء محدش هيعرف يساعدني في حاجه يا مصطفى...، لم يفهم ماذا تقصد و قال بهدوء ليه؟
احتضتنه رنا و قالت ببكاء لو سمحت يا مصطفى عايزة اروح...، تنهد و قال طب اركبي..
-حلو الفيلم؟
-انتي احلى...، ابتسمت و نظرت إلى الشاشة مره أخرى لتشاهد الفيلم، و لكن خجلت عندما جاء ذلك المشهد الرومانسي، و قامت فهي كانت تضع رأسها على فخذه كالعادة
-ايه قله الادب دي؟ هات الريموت لو سمحت..
-والله انتي اللي جايبه الفيلم، و بعدين هو انتي لسه بتتكسفي مني؟
-اممم شويه...، ابتسم و قال طيب ما تيجي ندخل بقا
-انت مستعجل ليه؟...
-بعوض اللي فاتني، نظرت له و قالت مش فاهمة؟
-لما ندخل جواه هقولك..
-شيلني طيب...، حملها بين ذراعه و قال اممم خدنا على كدا، ابتسمت قائلة اهاا عجبني الموضوع أوي...، دلف إلى الغرفه و وضعها على الفراش..
-كان قصدك ايه؟، جلس سليم بجانبها و قال هقولك اهو...، و بدأ بتقبيل شفتيها بشوق.. و عنقها بحب و نعومه، نزع عنها قميصها و قبلها جميع أنحاء جسدها بحب...و قال بحبك اوي...، عقدت ذراعها حول عنقه و قالت وانا بعشقك...،انحني على شفتيها يعتصرها بين خاصته، اوصدت عينها لتستمع بقبلاته الساخنة..
أجاب سيف علي هاتفه قائلا كيفك يا حج...؟
-كويس يا ولدي انت فين أكده...
-في الشغل هخلص و اروح...، تنهد حسن قائلا طيب ربنا وياك و سليم فين؟
-روح من بدري..
-عايزك تيجي انت و اخوك.. انا كلها اسبوع و أسافر...، فرك سيف عينه و قال هقول لسليم و هنيجي
-ماشي يا ولدي بس جولي (قولي) جبلها (قبلها)
صف مصطفى سيارته و قال انزلي؟
-متزعلش مني يا مصطفى بس والله غصبن عني.. تنهد مصطفى و أمسك يدها و قال انتي مش واثقه فيا يا رنا عشان كدا مش عايزة تحكيلي حاجه مع اني محدش هيخاف عليكي قدي.. تنهدت رنا و كانت شي بداخلها يريد اخباره و البوح له بكل شي و لكن لم تسمح لها الظروف بذلك فالان فهي ليست زوجه و بل و يجد طفلا في احشائها، و سوف تواجه طريق مقفول...،
ترجلت من السيارة و دلفت إلى المنزل و كان مصطفى خلفها، صعقت رنا عندما وجدت جدها و خالها بالداخل و شعرت بارتخاء اعصابها.. و سلمت عليهم بخوف و قلق، نظرت له فاطمة بتوجس و كأنها تخبرها انتم على وشك حدوث مصيبة، استأذنت رنا و صعدت إلى غرفتها..
تحدث عبد الحليم قائلا هي نيرة و مازن اتاخروا ليه؟
إجابته فاطمه بتلعثم و خوف عادي اصل سامح بقى كويس و ممكن نيرة تفضل معها...
-اممممم.. كيف اخبار الشركة يا مصطفى...؟
-تمام يا جدي...، ابتسم عبد الحليم و رتب على قدمه قائلا طب ايه رايك في اننا نكتب كتاب انت و بنت عمتك.. شعر مصطفى ببعض التردد فرنا فتلك الفترة تبدو غريبه الأطوار وقال اللي تشوفه يا حج..
-انا كنت عايز نكتب الكتاب دلوك..
-لما مازن يجي الأول...، تنهد صالح و قال مصطفى بيتكلم صح يا حج و بالمرة سامح يكون معانا.. كان فاطمة تراقبهم بصمت و تريد أن تجد حلا لتلك المصيبة..
ذهب مازن إلى نيرة في المستشفي و عندما دلف إلى الغرفة تفاجأ بجلوس سامح، فرح كثيرا و اتجهت إليه ليقبل يده و قال انا مش مصدق انك رجعت لينا بالسلامة يا خالو...، ابتسمت نيرة و مين َكان مصدق...!
-اقعد يا مازن عايز اتكلم معاك في موضوع؟، سحب مازن المقعد و جلس عليه خير يا خالي اتفضل
-انا عايزك تتجوز بنتي نور يا مازن، نظر له بدهشه و كذلك نيرة التي لم تفهم هدف زوجها..
-ازاي يا خالو و هي متجوزه سليم...، تنهد سامح بحزن اكيد كان غصبن عنها يا ابني و انا اللي سيبتها لي.. و لازم أطلقها منه و بعدها انت تتجوزها انا عارف ان نور طول عمرها بتحبك و بتتفق معاك..
تنهد مازن فهو يعلم أن نور الان تحب سليم و متأكد من ذلك و ان وجودها معه ليس رغما عنها و لكنه لم يستطيع قول تلك الكلمات فقد يصاب بسكته قلبية.. و قال انا تحت امرك بس سليم صعب يطلقها خصوصا انه عنيد اوي و مبيعملش غير اللي في دماغه..
-يتقتل.. نفسي اخلص منه زي ما دمر حياة بنتي الوحيدة و اعتدي عليها، نظرت له نيرة بتعجب و قالت بحزم قتل ايه يا سامح و بعدين هو في الأول و الاخر جوز بنتك...، اتعصب سامح و قال بحدة دا اللي خدها مننا.. و اعتدي عليها يا نيرة حتى معملش حساب انها لسه صغيره.. و خليني اشوفها معها في سريره عارفه يعني ايه...؟ انا لازم انتقم لشرفي.. كفايه خوف و جبن شرف مات و ندى بنت صفية اتبهدلت و اللي أعلم رموا جثتها فين.. و بنتي؟ الوحيدة اللي انا كنت عايز اقتلها...، زفرت الدموع من عينها و قالت انت عمرك ما قتل حد يا سامح طول عمرك عارف ربنا..
-دا هيبقى دافع عن شرفي اللي الكلب دا ضيعه يا نيرة...، نظر له مازن و قال حضرتك ناوي على ايه؟
-ناوي اخلص منه، بس عايز اشوف نور و اتكلم معها وحشتني اوي...، كان مازن يشعر بالحيرة فسامح لم يعلم ذلك الكارثة و هي حب ابنته لسليم و يستحيل أن يخبره بذلك الان...
-المفروض حضرتك هتخرج من هنا امتى؟
-بكرا بإذن الله...، نظرت نيرة إلى مازن و قالت انا هفضل هنا روح انت يا مازن و بإذن الله هاجي بكرا انا و سامح بلغهم في البيت، قام و قال حاضر محتاجين حاجه..
-سلامتك يا حبيبي..
استيقظت رنا على رنين هاتفها و كانت المتصل ذلك المعتوه أجابت بضيق و صوت ناعس قائلة نعم؟
-البسي و تعالى دلوقتي...، زفرت رنا بحنق و قالت انت مجنون صح..
-كلمة تاني و هتلاقيني قدام بيتك...، تأففت بضيق و قالت حاضر هقوم البس و اجي..
-ماشي متتاخريش، تنهدت بضيق و قالت حاضر...، تركت الهاتف و دلفت إلى المرحاض، غسلت وجهها و ارتديت ثيابها و خرجت و حمدت ربنا انها لم احد في طريقها..
وصلت رنا و أخبرتها الخدامة أن سيف ينتظرها بحديقة القصر، ذهبت له و وجدته يجلس و قالت خير؟
أشار سيف الطاولة و قال مش شايفه الفطار و لا إيه...؟ نظرت له بعدم تصديق و قالت انت جايبني هنا عشان افطر..، اومأ برأسه قائلا اممم انتي ناسيه انك حامل بابني و لا إيه؟، جلست بغضب و قالت انت مجنون صح؟..
-افطري.. تأففت رنا يضيق و كأنها طفله تجبرها والدتها على تناول الطعام...، بدات في تناوله ببرود و كانت ترمقه بضيق و بعد أن انتهيت أخذت حقيبتها لكي تغادر و لكنها تفاجأت بسيف يسحبها من ذراعها، و اختل توازنها و سقطت لتجلس على فخذه، حاوط خصرها بيده و قال انتي رايحه فين؟
شعرت بالتوتر و الخجل من جلوسها بتلك الشكل و قالت بحده رايحه الشغل و لو سمحت مينفعش كدا...، قرب وجه منها و انحني ليقبل شفتيها برغبه فهو قد اشتاق لها و ابتعد عنها قائلا مفيش شغل انهارده
-بجد و مين اللي قال كدا بقا؟
-انا.. و عشان نتكلم مع بعض بخصوص البيبي...، نظرت له بضيق و قامت تقف و قالت مش موضوعك اصلا..
-هو مش ابني؟
-اهاا بس القرار هيبقى ليا في الاخر و لا هترجع في كلامك.. قام من مكانه و وقف أمامها و قال رنا بصي مهما يحصل فأنا هبقي ابوه و انتي امه و دا مش هيتغير تمام، و القرار ليكي في الاخر من حيث انك هتشوفي عايزة تمشي حياتك معها ازاي؟، و انا مش هعترض على حاجه، و زي ما وعدتك يوم ما هتولدي ورقة طلاقك هتوصلك، و ابنك هيعيش بالطريقة اللي انتي عايزها و تقريبا انا مقدرش حاجه اكتر من كدا.
-انت السبب في كل دا؟...، احس بالذنب و الندم و قال عارف يا رنا و فعلا مفيش حاجه اعملها دلوقتي غير الحل دا...
-ماشي يا سيف.. و المفروض انا ناقصلي اربع شهور أو أقل كمان و هسافر..
-اهااا انا هرتب كل حاجه.. بس المهم بطلي شغل و نزول و طلوع على الفاضي و كولي كويس...، عقدت ساعديها و نظرت له بتعجب قائلة حاضر تحب اعمل حاجه تاني؟
-عشان متتعبيش كفايه أن ولادتك هتكون صعبه...، تنهدت و قالت حاضر انا عايزة امشي...،حملها سيف و قال ما قولتلك مفيش...، صعد إلى الغرفة و وضعها على الفراش برفق و قال عارف انك صحيتك بدري فممكن تكملي نوم عادي، نظرت له و ابتلعت ريقها قائلا لا مش عايزة..
-لا شكلك عايزة تنامي و بعدين انتي في بيتك...، تنهدت رنا و ازدادت دهشتها من تصرفاته و قالت طيب شكرا...
-مش هتغيري؟.. نظرت له باقتضاب و قالت لا مش هغير...، قام سيف و احضر قميصا حريري و قال البسي دا عشان تعرفي تنامي براحتك بدل لبسك دا...، نظرت له بضيق و قالت لا دي مش هدومي عشان البسها..
-كل الهدوم دي انا جيبتها عشانك و جديده محدش هيلبسها غيرك..
-ماشي شكرا لاهتمامك...، نظر لها و قال ما تغيري؟
-هغير و انت قاعدلي كدا...!، ابتسم سيف و قال بهدوء و على ايه هغيرلك انا...، نظرت له بصدمة و قالت لا...، لم ينتبه لحديثها و فتح سحابه فستانها و قال كل لبسك ضيق كدا؟.. ابتلعت ريقها و ظلت متخشبة مكانها..
سحب فستانها و وضع يده على بطنها لكي يتحسسها بأنامله، شعرت برجفة هزت كيانها و لكنها فضلت الصمت، وضع قبله رقيقة على بطنها و البسها ذلك القميص و قال لو احتاجتي حاجه ابقى كلميني..
-انت رايح فين؟
-رايح الشغل و هرجع بدري مش هتاخر..
في المساء كان سامح يجلس مع عائلته يتحدثون..
-الحمد الله انك بقيت زين يا اخوي.. لازم نسافر البلد...، ابتسم سامح و قال ان شاء الله هي رنا فين؟
-لسه مجتش...، تحدث عبد الحليم ايه رايك في جواز مصطفى و رنا...
-كويس و اكيد فاطمة موافقه؟!، نظرت له فاطمة بعيون زائغة و قالت بتقولوا ايه؟، نظر صالح إلى شقيقته بتعجب و قال انتي مش موافقه على مصطفى و لا إيه؟، اردف عبد الحليم و قال مصطفى راجل و تحلم به ايه ست...، تنهدت فاطمة فهي تريد أن تقول لهم أن هذه لم تكون المشكلة.. المشكلة في الكارثة الأخرى، و بعد مرور بعد الوقت من حديثهم في موضوع مختلفة، أتى مازن و مصطفى و سلموا علي سامح.. و انضموا إلى المجلس...، قال عبد الحليم..
ما تجيبوا المأذون دلوك و نكتب كتابهم...، رحب الجميع بفكرة ماعدا فاطمة بالتأكيد...، قام صالح و اخذ مازن معه لإحضار المأذون، كانت فاطمة و تشعر و كأنها في مشارف الموت فهي حتى لا تستطيع التحدث و لكن كيف ستواجه رنا تلك الكارثة الموعودة...، فهي أن رفضت سوف يشكون بها و بالتأكيد شكهم صحيح.. و كيف ستكون ردة فعل جدها و شقيقها، كاد ينفجر عقلها من تلك الكارثة و امسكت هاتفها تحاول الاتصال بها،. فهي ظنت ان الموضوع لم يحدث بتلك السرعة...، مصطفى كان ملاحظ تعبيرات وجهها الواجمة و التعرق الذي يتسبب من جبنها و لكنه لم يتحدث لكي لا يحدث خطابا ما...،
خرجت نيرة من المطبخ و وضعت العصير على الأرض و عندما علمت بأنهم ذهبوا لجلب المأذون قامت بإطلاق الزغاريد...، دلفت رنا و عندما رأيت سامح...هرولت إليه مسرعة و قالت بابتسامة بالتأكيد لم تعلم أنها سوف تتلاشى الان حمد الله على سلامتك يا خالو.. و عندما جلست لاحظ والدتها.. و قال عبد الحليم اخوكي و خالك بيجيبوا المأذون يا عروسة اطلعي حضري نفسك؟
شعرت رنا بذهاب روحها فتلك الكلمات موجهها إليه.. كيف ستتصرف في ذلك...لا يجد حل و لا تستطيع الرفض..