قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية نيران أشعلت الحب الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني

رواية نيران أشعلت الحب الجزء الأول بقلم أسماء صلاح

رواية نيران أشعلت الحب الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني

خرج مازن من المنزل و هو لا يرى أمامه فقد طفح كيله و لا يستطيع التحمل أكثر من ذلك عمي الغضب عينه و كان لا يرى غير صوره هذا الكلب و هو يسحقه و يتركه غرقان وسط دمائه...
خرج خلفه مصطفى و صالح و نبه مصطفى على زين انه لا يدعي ايه احد يخرج من المنزل...

وصل مازن إلى مصنع الحديد الذي يعود إلى عائلة البنهاوي و الذي يديره، دلف إلى داخل المصنع و نظر إليه العاملين بتعجب لرؤيته و قال الكلب اللي مشغلكم فين، حلقت الدهشة على جميع الموجودين و انتشرت بيهم  الهمات و الهمزات، و أخبر احدهم سيف بذلك و خرج من مكتبه و اتجه إلى ساحه المصنع و قال بصرامه  عايز ايه؟ اتجه إليه مازن و قام بلكمه بقوه صاحاً انت بتمد ايدك على اختي يا حيوان... جز على أسنانه متقبلا تلك اللكمة و قال انا هدفعك تمنها غالي يا ابن شرف...

دخل مصطفى و صالح و اتجه ناحيتهم و قبض مصطفى عليه و قال يلا يا مازن نمشي من هنا.. اعتذر صالح لسيف، و نظر سيف إلى مازن و تلاقت نظراتهم النارية و انبعثت جميع معاني الكراهية و قال و رحمه اخويا لأقتلك، دفع مازن مصطفى و صوب بندقيته على سيف، انفعل صالح و قال بقوة نزل البندقية دي يا ولدي...
في المنزل لطمت فاطمة على خديها و قال بصياح يصاحبه العويل لا ابني لا خرجني يا زين ابوس ايدك خرجني يا ابني و كانت نيرة ترتب عليها، نظر له زين و قال مش هجدر(هقدر)يا عمتي..

كانت رنا و نور يبكيان بشده، و قالت رنا بتوسل خليني اروح يا زين ارجوك، رفض زين قائلا انتم هترحوا تعملوا ايه و بعدين المصنع كله رجاله، ركزت نور في كلماته و أشارت إلى رنا و صعدوا الاثنين إلى أعلى و قالت احنا ممكن نروح اكيد المصنع تبع عيلتهم، ادرت رنا تلك الفكرة في رأسها وقالت ازاي يا نور؟، صمتت نور و قالت هننزل من الشباك و نسأل على مصنع البنهاوي و اكيد هنوصل..

اتجهت إلى الشرفة و نظرت منها لكي ترى المسافة بينها و بين الأرض و قالت احنا ممكن ننزل على الشجرة عشان منتعورش، انا هنزل الأول و بعدين تعالي انتي ورايا.. وضعت قدمها خلف السور و تماسكت به جيدا و بعد ذلك أنزلت قدمها على غضن الشجرة و قفزت من عليها، فعلت رنا مثلها و بعد ذلك أكملوا بتسلق السور لكي يخرجوا من المنزل...

مازال سيف يقف أمامه ولا يبعد عنه سوى مسافه قصيرة و صالح الذي في يقف في مواجهه سيف فهو لا يريد أن يحدث شي ينهي على حياة مازن.. زمجر مازن قائلا ابعد يا عمي...
-ابعد يا صالح و نخلينا نشوف سبع الرجال  دا هيعمل و رمقه بسخرية، في تلك اللحظة دخلت نور و رنا و الذي التفتوا انتباه كل الواقفين بدهشة، و ذابت عقلهم في تلك الفتاتان الذي ظهروا فجأة و الي مظهرهم الجذاب...

لاحظ سيف ذلك وقال بصوت عالي أرعب الجميع  مالكم يا رجاله كل واحد يخلي في شغله، نظر مازن إليهم بضيق انتم ازاي تيجوا هنا؟ اقتربت رنا منه و قالت مش هينفع اسيبك يا مازن و نظرت إلى سيف ترمقه بكراهية حقنا هنعرف نجيبه يا مازن بس يلا نمشي من هنا، كان سيف يتفحصها بنظراته الجريئة حتى أنه لم يفعل اعتبار لهم، ذهبت نور إليهم و قالت ببكاء يلا يا مازن نمشي من هنا، كان مصطفى صدره يعلو و يهبط و تشتعل نيرانه بالداخل فنظرات سيف لرنا تبدو جريئة للغاية و واضح معناها... و قال بزمجرة يلا يا مازن عشان نمشوا من اهني بلاش قلة جيمة(قيمه)، اتجهت رنا ناحيه سيف متخطية عمها و قالت انا اللي هدفعك تمن القلم دا يا ابن البنهاوي، نظر له و قال و انا بحب كدا قوي يا بنت السويفي...

صاح مصطفى بقوه و قال يلا يا رنا، ابتسمت سيف ساخرا و قال شكلنا المقابلات بينا كتير يا رنا بس خلي بالك اللي بيدخل عرين الاسد مبيعرفش يخرج... خرجت رنا معهم و لكنه كانت تشغلها كلمات سيف المبهمة
برزت عروقه و صاح بغضب و قال انتم ازاي تيجوا هنا.. نظرت له نور ببكاء كنا خايفين عليك يا مازن و بعدين مفيش حاجه حصلت، زفر مازن بضيق على فكره انا راجل و مش هستني بنات تحميني و اتفضلوا قدامي على البيت و اقسم بالله لو حصل منكم حاجه زي كدا انتم الاتنين تصرفي مش هيعجبكم فاهمين، و أضاف مصطفى هو الآخر بغضب و ياريت متتدخلوش في حاجه تاني.

وصلوا إلى المنزل و تعجب جميعهم من وجود رنا و نور معاهم و أخبرهم صالح بذلك "هربوا من البيت يا بيه و انت زي كيس الجوافة" نكس زين راسه في الأرض و قال اسف يا حج.. اتجهت فاطمة و أخذت مازن بين احضانها و بكت، رتب عليها مازن وقال انا كويس يا أمي متخافيش
تنهد صالح و قال ياريت يا مازن تروح أمريكا تشوف مصالحك هناك، نظر إليه بغضب حق ابويا و اختي لازم يرجع و الكلب اللي اسمه سيف دا حسابه معايا، رد عليه صالح بضيق.

وقال انت ليه مش عايز تفهم ان سيف مش سهل و عامل زي التعبان و الشيطان التاني لحد دلوقتي ساكت و انا يا ابني ضهري اتحن من بعد موت محمد ابني و بعده شرف ابن عمي و مش عايز أخسر  حد تاني يا ابني افهم، زفر مازن بضيق و قال علي نفسهم انا مبخافش من حد و ترك مازن و صعد إلى غرفته، نظر صالح إلى نور و رنا بغضب.. عاتبهم نيره على فعلتهم و قالت انتم بنات و مينفعش اللي حصل دا، زمت نور شفتيها و قالت طيب يا ماما انا طالعه بقا عشان اتخنقت و أخذت رنا معها...

جلس سيف في مكتبه و كانت تظهر صورتها في ذهنه، زفر بضيق.. و سمح بالدخول إلى الطارق و الذي كان سليم شقيقه.. دخل سليم و جلس على المقعد و قال حصل ايه، تنهد سيف و قال و لا حاجه ابن شرف عامل راجل و كان عايز يقتلني..
عقد حاجبيه بدهشه و قال ازاي دا يعني؟ و بعدين مخلصتش عليه ليه؟

-صالح كان موجود و مصطفى، انا كنت عايز اعرف آخره ايه.. بس اخته دي اللي عايزة قطع رقبتها هي و المسخوتة اللي معها، ضحك سليم و قال مين المسخوتة دي، زفر سيف بحنق والله البنتين ميجوش ٥٠ كليو اصلا و خنقوني و رنا دي عامله شجيع السيما بس انا هقطع لسانها قريب
-يا عم شوف انت عايز تعمل ايه و انا أنفذه.. حك سيف ذقنه و قال مش عارف بس عايزها تيجي تبوس ايدي كدا عشان اعفو عنها بس مش عارف هعمل كدا ازاي، البت لسانها مضرب..
-متقلقش هي و بنت سامح نهايتهم هتقرب و عايز أشوف رجاله السويفي هيعملوا ايه  

أخبر صالح سامح بما حدث و طلب منه أن يأخذ رنا و نور و يذهب إلى القاهرة، تعجب سامح من طلبه و قال بس انا كنت عايز... قطعته صالح و قال يا اخوي اسمع الكلام البنات دي لو وجعت (وقعت) في ايد واحد فيهم هتبجي(هتبقى) مصيبه و انا مش عايز شرفنا يتحط في الطين و عشان عايزك تسافر القاهرة و بعدين انت عايش هناك
-ماشي يا اخوي بكرا هنسافر بس انا كنت عايز فاطمة تيجي معانا، تنهد صالح و قال بحزن اختك دماغها كيف الحجر و مش هتهمل البيت، بس انا رايد اننا نحافظ علي البنات لحد ما يتجوزوا...

-تعرفي يا نور انا كنت خايفه اوي انهارده، قالت نور و انا كمان والله كنت خايفه يحصل حاجه لمازن، نظرت رنا لها بتوجس انا خايفه من سيف يا نور حاسه انه مش هيعدي اللي حصل دا على خير خصوصا انه كان سكت و معملش حاجه
-و لا يقدر يعمل حاجه و بعدين احنا هنسافر أمريكا و نخلص من القرف دا أن شاء الله
طرق باب الغرفه و دلف سامح إليهم و قال حضروا نفسكم عشان هنسافر الصبح.. فرحت كلتاهما و فهذا سوف يعزز فرصة ذهابهم إلى أمريكا و اردف قائلا هنتحرك الصبح و انتي يا رنا هتيجي مع نور بس فاطمة هتفضل هنا و بعد ذلك خرج و تركهم

يعني ايه يا ابوي خلاص أكده حق شرف ضاع؟ قالتها صفية بغضب، اجابها والدها لا يا بنتي بس انتي عارفة زين اننا مش عايزين نفتح سكه واعرة معهم، ندبت صفيه قائلة يا حزني عليك يا شرف راحت و محدش جادر (قادر) يجيب حقك يا اخوي.. و سامح و صالح و ولاده فين عاد هيهملوا حقك شرف أكده...
-خلاص بجي (بقى) يا صفية ادينا هنشوف و انا مش هسيب حقك ولدي يضيع عاد، اتجهت إليهم ندى  و قبلت يد والدتها و يد جدها و قالت ما كفايكي (كفاية) بجي(بقى) يا اما، هتفضلي تعمل أكده، حق خالي مش هيضيع عاد
-قولي لامك يا بنتي، انا مستحيل اسيب حق ابني و هشرب من دمهم

كان يجلس جميع أفراد العائلة على المائدة لتناول العشاء تحدث حسن قائلا أخبار الشغل ايه يا سيف
-كله تمام يا ابوي و كيف ما انت أمرت، ابتسم حسن و قال عافرم عليك يا ولدي في اخبار عن عيلة السويفي، هز سيف راسه نافيا و قال لا و بعدين محدش فيهم يقدر يعمل حاجه...
قالت توحيده ونبي أنا خايفه عليك يا ولدي، امسك سيف يدها و قبلها ابنك كيف الأسد ميتخافش عليه واصل... كانت تنظره له هاجر بإعجاب و قالت صوح يا مرات عمي، سيف ميتخافش عليه..

ضحكت توحيده و قالت انتي هتعاكسي الراجل أكده يا بت خجلت هاجر و نكست رأسها و قالت مقصدش يا مرات عمي، أبتسم حسن وقال و فيها ايه يعني لما تعاكسي جوزك، خجلت هاجر أكثر و استأذنت منهم لتقوم، لوم سليم فمه و قال انا نازل القاهرة..، سأله حسن و قال ليه؟
-شغل يا حج نظر له حسن و قال طيب يا ولدي و حاول تحدد ميعاد كتب كتابك على رغدة بنت عمك عشان تكون دخلتك انت و سيف مع بعض، هز سليم رأسه إيجابا و لكنه فاجأهم حديث سالم قائلا عايزين نأخد تقي لمعتز يا حسن و عشان نكون اطمنا عليهم كلهم، ابتسم حسن و نظر إلى معتز و قال و انا مش هلاقي احسن من معتز لتقي، تغيرت ملامح تقي و زاد وجهها وجوماً و تركت المائدة و غادرت.. قامت خلفها رغدة فهي ديما قريبه منها..

و كان حسن يتفق مع شقيقه على ذلك... صعدت تقي إلى غرفتها و اوصدت الباب خلفها و ارتمت على الفراش لتبكي فتحت رغدة الغرفه و قالت بتبكي ليه يا تقي؟، مسحت تقي و جلست و قالت مش هحبه يا رغدة انا على طول بشوفه زي اخوي رتبت رغدة عليها وقالت ما انتي عارفه يا تقي انك مش هتقدري تجولي لا (تقولي) و لا عايزة تبقى زي... قطعتها تقي و قالت لا مش عايزة بس يبجي (يبقى) ظلم اني اتجوز غصبن عني، و اعيش باجي (باقي) عمري أكده...

صعدت سيف إلى غرفته و ابدلت ملابسه و ارتدي سروال قطني و عندما سمع تلك الدقات الخافتة على الباب قام ليفتح ليجدها و شهقت  و ادرت وجهها الناحية الآخرى عندما رأيته لا يرتدي شي سوى سرواله  و يظهر جسده المشدود و عضلاته المنحوتة و قالت بحرج انا كنت جايه اطلعك الشاي... عقد سيف حاجبيه و قال طيب هتفضلي واقفه كدا.. نظرت إليه و وضعت رأسها في الأرض و قالت اتفضل...

-ما بلاش دلع ماسخ يا هاجر ونبي و بعدين احنا مكتوب كتابنا يعني نظرت له بعتاب و تحجرت الدموع في مقلتيها و قالت ماشي.. و أعطيته الصنيه التي توضع عليها الكوب و غادر، دخل و اوصد الباب خلفه و قال دلع ماسخ والله ربنا يسامحك يا ابوي على الواقعة الهباب دي...

فجر اليوم التالي سافر سامح و زوجته و معهم نور و رنا و وصلوا إلى القاهرة...، صعدت كل واحده على غرفتها لكي تستريح من عناء السفرة و كذلك نيرة التي صعدت  مع زوجها إلى عرفتهم و قالت سامح انا معنديش غير نور و مش عايزة يحصلها حاجه، و مستحيل اوفق انها تتجوز واحد من ولاد عمها لو عايز تبقي تتجوز مازن...
نظر له بدهشه و قال مازن ازاي بس يا نيره ما انتي عارفة انها زي رنا، و كمان سواء مصطفى و لا زين الاتنين كويسين، زفرت بضيق و قالت مش موافقه...

دلف سليم إلى شركته بخطواته الواثقة و المتعجرفة، لم ينظر إلى احد يهابه جميع من في الشركه و لا يستطيع أحد التنفس أمامه، دلف إلى مكتبه و تابعته السكرتيرة الخاصة به و قالت سليم بيه اجيب لحضرتك القهوه، أشار لها بيده أن تنصرف دون أن يرفع نظره لها، و بعد دقائق كانت بداخل المكتب و وضعت القهوه أمامه و قالت تومر بحاجه تاني؟

رجع بظهره للخلف و قال عملتوا ايه في موضوع الأسهم؟ ازدارت ريقها بخوف و قالت بتلعثم مش عارفين نأخدها، سامح السويفي مش قابل يبعها حتى بعد ما الشركة وقعت، ظهرت ابتسامه ساخرة على ثغرة و قال تمام امشي...
خرجت من المكتب و تنفست بارتياح فهي تشعر بالرعب منه...

-و رحمه اخويا لأبيعك كل اللي حيلتك يا سامح و هذلك زي الكلب بس استنى عليا و امسك هاتفه و اتصل بسيف قائلا هتيجي القاهرة امتى يا سيف؟
-انا في الطريق اصلا، عرفت ان سامح خد مراته و بنته و رنا و وصلوا القاهرة الصبح...، ابتسم بمكر اهاا عرفت و محضرلهم مفاجأة هتعجبهم اووي، بس عايزك تخلص موضوع الأسهم دا لازم نشتري جزء من الشركة
-هحاول محاوله اخيرة لو فشلت هناخدها بالطريقة التانيه...

استيقظت نور على العصر و قامت بأخذ  شاور و ابدلت ملابسها ر بعد ذلك ذهبت إلى غرفة رنا لتوقظها "اصحى يا رنا كفاية نوم بقا" تقلبت رنا في الفراش بكسل و قالت بصوت نعاس حاضر هقوم اهو... رفعت نور الغطاء و قالت قومي عشان ننزل.. قامت رنا و قالت هنروح فين...؟ نظرت لها وقالت هنروح المطار عشان نحجز تذكرة السفر و هنقولهم اننا نازلنا نعمل شوبنج فاهمه...؟

هزت رأسها و قالت ثواني هقوم البس و ننزل و بالمرة نتغدا برا، ارتديت رنا ملابسها و ذهبت هي و نور بعد أخبرهم في المنزل، ذهبوا إلى المطار، قامت نور بحجز تذكرتين و كان ميعادها في نهاية الأسبوع و ذهبت هي و رنا إلى المطعم لتناول الغدا... طلبت رنا الطعام و قامت نور لتتدلف إلى المرحاض لتعديل هيئتها كما قالت لرنا، وقفت أمام المرآة لتعديل شعرها و قامت بوضع احمر الشفاه على ثغرها ليبرز جمال شفتيها الممتلئ و الذي تنساب مع بشرتها البيضاء الناصعة و عدلت المسكرة التي وضعتها على أهدابها الطويلة لتزداد جاذبيه و تبرز عينها الخضراء، خرجت من المرحاض و لكن وجدت احد يضع شي على  وجهها ليكتم نفسها...

احضر الجرسون الطعام و تعجبت رنا من تأخيرها و قامت لتتدلف إلى المرحاض و لم تجدها بالداخل، قلقت رنا و خرجت لتبحث عنها و لكنها اختفيت و لم يعد لها أثر حتى لم تجيب على هاتفها،.. رنا بحيره و هي تضع يدها بين خصلاتها الناعمة يارب هعمل ايه انا دلوقتي؟، ظلت تبحث عنها و لكن لم بدون جدوى و ذهبت إلى المنزل و أخبرتهم بحجه تبدو منطقية "نور قابلت واحده من صحابها و انا جيت عشان تعبت"  و صعدت إلى غرفتها تفكر في حل لتلك المصيبة فهي حتى لم تستطيع طلب المساعدة من أحد.

استيقظت لتجد نفسها في منتصف الفراش عارية لا يسترها جسدها غير غطاءه، ارتجف جسدها بشده و بدأت دموعها تسيل على وجنتيها فهي لا تعلم من فعل بها هكذا أو من أتى بها إلى هنا و من ثم وجدت ذلك الشاب أمامها لأول مره تراه بحياتها، ابتلعت ريقها بخوف و هي تنكمش على نفسها و تنظر إليه بترقب انت مين؟ نظر إليها باشمئزاز قائلا دا مجرد إجراء بسيط بس لفضيحة كبيرة، لم تفهم شيء من كلامه وقالت أثناء بكائها ليه انا مالي؟

اقترب منها ليجلس أمامها على الفراش و يتفحص جسدها العاري أمامه ذنب ابوكي هنعمل ايه  بقا،و بعدين متخافيش اووي كدا انا مش هلمس واحده زيك... لم تفهم ما سبب اهانته لها و لماذا قام بتجرديها من ملابسها بتلك الشكل و كيف جلبها إلى هنا و لكنها  كانت تشعر بكل معاني الخوف و الرعب و قالت انت مين؟
قام ليقف واضعا يده في جيبه قائلا بغطرسة  انا ابقى سليم البنهاوي  و جبتك هنا لما الناس خطفوكي من المطعم  و قلعتك هدومك عشان اصورك و انتي عريانه و ابعت الصور لأهلك عشان احرق قلب ابوكي عليكي لأن يا حرام مش هيبقى قدامه حل أن يقتلك... و اقترب منها لينزل إلى مستواها مقابلا  وجهها الذي بللته الدموع عامله فيها محترمه اوى كدا مش هنستعبط على بعض... توفقت دموعها و قالت و انت واحد مجنون...

رمقها بنظره حارقة لينزع عنها ذلك  الغطاء و يظهر عريها بالكامل و قال هو يلامس جسدها بيده اقسم بالله لو ما خرستي لكرهك في نفسك..
اوصدت عينها  فقد هز كيانها بالكامل و قالت بقوه لم تعلم من أين جلبتها و هي تحت رحمة ذلك الشيطان ابعد عني يا حيوان.. تلقت صفعه قويه  منه جعلت رأسها ترتمي بالفراش لما نشوف ابوك الدكر هيعمل ايه لما يشوف صورك كدا...

و اخرج الصور من جيبه و ألقاها عليها و بعد ذلك خرج من الغرفه، قامت نور لتلملم أشلاءها التي بعثرها ذلك  الحقير و المعتوه و ارتديت ملابسها، فما لم تتخيل ماذا سيفعل والدها بها عند يرى تلك الصور فهو حتى لم يصدقها ، ماذا ستفعل و كيف ستواجه ذلك المريض و المجنون... و ذهبت من تلك الشقة الملعونة و أوقفت تاكسي و أخبرته بعنوان المنزل، لم تشعر بالمسافة أو الطريق فأكثر ما يشغل بالها ما حدث بها منذ قليل فكيف ستواجه ذلك بمفردها، و كيف ستكون ردة فعل والدها.. كانت لا تشعر سوى  بدموعها التي تسيل على وجنتيها، ترجلت من التاكسي و مسحت دموعها و عندما رأيتها رنا من الشرفة هرولت مسرعة و نزلت إلى أسفل..

دلفت نور إلى الداخل و سألها سامح قائلا اتاخرتي ليه يا بنتي؟ كانت تنظر له بنظرات ضائعة و أكنها لم تسمع حديثه، تدخلت رنا و قالت اكيد تعبانة يا خالو و بعدين أنت عارف ان القاهرة زحمة، و اخذتها رنا و صعدت إلى غرفتها وقالت بقلق نور مالك يا حبيبتي، روحتي فين و ايه اللي حصل ؟ نظرت لها نور و بدأت في البكاء و قالت انا لازم اسافر يا رنا... و طلبت منها أن تتركها لكي تنام، و لكن مرت عليها أصعب ليله بحياتها و لم تستطيع النوم...

في الصباح اجتمع الجميع على مائدة الطعام و نزلت رنا و نور و الذي كان يبدو عليها الأرق... شرع الجميع في تناول الطعام  و فجأه جاءت احدي الخدامين بالفيلا و قالت سامح بيه الظرف دا جي لحضرتك...

سقطت المعلقة من يدها و اختفيت الدماء من وجهها، شعرت بأنها سوف تفارق الحياه من كثر الخوف.. فتح سامح الظرف و وجد...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة