قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية نيران أشعلت الحب الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث

رواية نيران أشعلت الحب الجزء الأول بقلم أسماء صلاح

رواية نيران أشعلت الحب الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث

فتح سامح الظرف و وجده فارغ، زفر بضيق و صاح بقوه مناديا على الخدامة التي أحضرت ذلك الظرف و قال بحده موجها حديثه لها "مين اللي جاب الزفت دا هنا" ردت عليه بخوف مش عارفه يا بيه انا خدته من الأمن و جيبته لحضرتك على طول، تدخلت نيره قائلة روحي انتي على شغلك، و نظرت إلى سامح و قالت انا عارفه ان أعصابك تعبانة يا سامح بس الناس ملهاش ذنب و بعدين دي مش اول مره تحصل، ردت الحياة لها مره أخرى و لكنها كانت تعلم  أن من وراء ذلك هي ذلك المعتوه، رنا لاحظت تعبيرات نور عند رؤيتها للظرف و قلقها و كذلك سامح الذي انفعل فسألته قائلة هو مين اللي بعته يا خالو؟

رد عليها ولاد البنهاوي يا بنتي انا مش عارفه اعمل ايه في المصيبة دي..؟ حاولت نيره أن تبث له بعض الطمأنينة و قالت إن شاء الله خير يا سامح، نظر لها بحزن خير ازاي بس يا نيرة انا عارف انهم مش هيسبوني في حاجه الشركه خلاص وقعت و شرف مات يعني انا بقيت لوحدي خلاص، و أهم حاجه عندي دلوقتي اني اطمن على نور و رنا و اجوزهم...

كانت نور في عالم آخر تفتكر في مصيبتها التي لا يعلم عنها أحد و فاقت من شرودها على صوت والدتها "نور سرحانه في ايه" نظرت له نور و قالت نعم يا ماما بتقولي ايه؟ تعجبت نيره و قالت موافقه على جوازك من ولاد عمك و لا، نظرت نور إلى رنا و بعد ذلك قامت تقف و قالت موافقه اعملوا اللي تشوفوا مش فارقة...صعدت إلى غرفته و اوصدت الباب خلفها و كان كل ما يشغلها هو، صعدت إليها رنا و قالت انت مالك يا نور؟ نظرت له و قالت ببكاء انا في مصيبه يا رنا... توجست رنا و قالت بقلق حصل ايه؟، بكت نور بشده و قالت سليم البنهاوي خطفني امبارح...

صاحت بها بقوه و عمل ايه انجزي يا نور..، أكملت نور ببكاء صورني بعد ما قلعني هدومي كلها و قالي انه هيبعت الصور لبابا و انا خايفه اووي بابا لو شاف حاجه زي كدا هيموتني... ضمتها رنا و رتبت عليها بحنان و قالت متخافيش يا نور انا جنبك و بصي انتي هتسافري أمريكا و الكلب دا مش هيعرف يوصلك اصلا، بكت نور بحرقه و قالت خايفه اوووي يا نور و اكيد هو مش هيسكت، رتبت عليها رنا و طمأنتها و لكن شعرت بالخوف هي الأخرى فيبدو أن المواجهة لم تصبح هينة بالمرة و علمت بذلك انها مستهدفة هي الآخرى

كانت هاجر تحضر الطعام بداخل المطبخ و لكن كان بالها مشغول بسيف الذي يعملها بجفاف، صفنت، و فأر الطعام فانتبه إلى الصوت و اطفأت البوتاجاز دلفت والدتها إليها و قالت سرحانه ايه في يا بت الشوربة فارت؟
-عادي يا اما كنت سرحانه في سيف اللي مش شايفه منه معامله عدل، و كل يوم و تاني موجود في مصر و انا جاعده (قاعدة) اهني مليش لأزمة، لوت منيرة فمها و قالت ما انتي اللي خيبه مش عارفه تتدلعي عليه، نظرت لها بيأس بقولك مش طايقني يا اما و لا كلمه حلوه و أي حاجه... و بعدين انا مش عاجبني نزوله مصر دا عاد...

-ما انتي عارفه ان سيف شغله هناك و سليم نفس الكلام و الست الشاطرة هي اللي تعرف تتضحك على الراجل، زفرت هاجر بضيق و قالت و انا ست خايبة يا اما و مش هعرف اعمل حاجه... مطت شفتيه و قال بحنق ونبي انا عارفة انك خيبة و مش نافعه عاد يا خليكي مايسة اكدة و ادلعي عليه...

حاله نور كانت صعبه للغاية فهي تنظر موعد قتلها من والدها في ايه وقت فذلك المختل يريد تدمير حياتها و تحطيمها بالكامل لم تستطيع طلب المساعدة من أحد فيكفي رنا التي عجزت من مساعدتها هي الأخرى، و قررت انها سوف تسافر إلى أمريكا سواء بموافقة والدها أو بعد موافقته...

طلب سامح من رنا أن تذهب معه إلى الشركه لكي تدير هي نصيبها في الشركة و الذي غلف عن ذلك مازن و كان مشغول بالثأر، كانت رنا تجلس في المكتب و تنظر إلى الاوراق الرسمية للشركة التي انهارت بالفعل، خرجت من المكتب متجهة إلى مكتب سامح و دلفت اليه قائلة الشركة عليها ديون كتير يا خالو و تقريبا كدا المفروض تعلن إفلاسها هو ازاي حضرتك و بابا سكتوا لحد ما وصلت كدا انا مش فاهمة بجد؟ تنهد سامح بيأس اقعدي يا رنا...

جلست رنا و قالت طب ممكن تفهمني ليه الشركة وقعت بالشكل دا؟، بدأ سامح في الحديث قائلا بصي يا بنتي الشركة دي بقالها ١٥ سنه بنعمل فيها انا و ابوكي و الفكرة كانت فكرة ابوكي اصلا و خلال ٥ سنين فعلا الشركة كانت كبرت و بدأ يبقى فيها مساهمين تقريبا احنا اللي كنا ماسكين الدعاية و الإعلان لكل الشركات الكبيرة و طبعا انا اللي كنت ماسك الإدارة هنا و ابوكي كان شاغل و عايش في أمريكا و كان لي نسبته في الأرباح...

بس في آخر سنه بدأت أحوال الشركة تبوظ...و تفاقمت الديون بنسبة ملحوظة و كمان انسحب كتير من الشركات اللي كانت بتتعامل معانا و طبعا كنا بنخسر بس دون تعويض و طبعا اللي كان ورا دا عيلة البنهاوي... زفرت بضيق و تذكرت ما فعله ذلك الحقير في نور  و قالت هما ليه بيعملوا كدا معانا؟

-التار يا بنتي و عليه البنهاوي من أمير عائلات البلد في قنا و لما فادي اتقتل حصل اللي حصل و الدنيا قامت يا بنتي و بقى مطلوب مننا اننا نواجهم و سليم و اخوه مش هيسكتوا غير لما يخدوا الشركة و يخلوني أعلن إفلاسها َ، نظرت له و قالت دا مش هيحصل يا خالو و انا هشتغل معاك هنا و هتفاوض مع العملة و أصحاب الشركات بس كنت عايزة اقول لحضرتك حاجه، و اردفت نور لازم تسافر عشان عندها امتحان في الكلية...

نظر له بتعجب و قال امتحان ايه دا؟ ارتبكت قائلة امتحان يخص مادة واحده... نظر لها بشك قائلا بس مش هينفع نور تفضل لوحدها هناك...، رنا كانت لا تريد الا أبعادها بايه طريقة مما كلف الأمر، فوجود نور في القاهرة يمثل خطر عليها، تفهمت كلامه قائلة اكيد بس المفروض تخلص السنة دي هناك و بعدين تنقل الجامعة و انا ناقصلي السنة دي بس و لا حضرتك شايف ايه؟

رأي سامح أن كلامها صحيح هما لم ينهوا السنة الدراسية بعض و تلك الأمور التي حدثت لم تكون محسوبة و قال ماشي يا بنتي... شعرت بالانتصار و انها وصلت إلى ما تريده و هو سفر نور و قالت و انا هشتغل هنا و بإذن الله الشركة هترجع... ابتسم فهي مثل والدها في طموحه و إصراره على النجاح و قال طيب يا بنتي و كمان مصطفى هيبقى معاكي عشان مكنتيش لوحدك و شوفي انتي عايزة تعملي ايه و هنتتاقش فيه كلنا...

مضي سليم الأوراق و اخذتها السكرتيرة مغادرة المكتب على الفور، نظر لها سيف و قال هبدا امتى؟، ابتسم سليم بشر و قال مش عارف والله بس اللي اسمه سامح ماسك في الشركة و مش عايز يسببها... بس خلاص هانت..، أراد سيف الاستفسار أكثر على ما يريد فعله و قال يعني ناوي على ايه بظبط، احنا كدا وقعنا الشركة و تقريبا مش هتقوم تاني  و اللي لسنه شرف دا مات ناقص ايه؟

نظر و قال عيالهم انا هاذي سامح بس في بنته و وقتها بقا هيدوق من نفس الكأس زي ما داري على ابن اخوه و هعمله فضحية...انعقد حاجبيه في دهشه و قال بس كدا اكيد هنلاقي رد فعل منهم يعنى عمك يقتل شرف و احنا نوقع الشركة، وضع سليم السيجارة بثغره و اشعلها و نفث دخانها بعجرفة  و قال بغرور احنا مبنخافش و بعدين هما اللي بدوا و انا مبسيبش حقي و اردف قائلا و شد على معتز شويه في الشغل تمام، عايزين ننجز... اومأ سيف برأسه و قال تمام

ذهبت فاطمة لزيارة صفيه و جلست معها و قالت يعني و لا تيجي و تسالي عليا حتى، مط شفتيها بضيق قائلة اجي اعمل ايه يا عاد يا فاطمة احضر دفنه اخوي اللي اتجتل و محدش عارف  يجيب حقه حتى، تنهدت فاطمه قائلة ايدي في ايدك يا صفية بس انتي خابره (عارفه) زين ان مفيش حاجه نعملها و انا مش هسيب حق جوزي، قطعهم دخول عبد الحميد و الذي ألقي عليهم التحية، و جلس قائلا ايه الاخبار عاد؟

اعتدلت فاطمه في جلستها و وجهت حديثها اليه مفيش جديد
نظر لها عبد الحليم بقليل من الضيق هو استشعر انها نسيت زوجها أو أنها تهاونت مع الموقف و تعاملت معه ببساطة و قال بنبرة مليئة بالاتهام و مين جال (قال) أكده عاد انا هاخد بنار بولدي و هقتل سالم البنهاوي.. جحظت عينها بدهشه و اعتلت ملامحها الذهول: امتى و ازاي يا عمي؟، انك على عكازه و قام وقف و قال قبل أن يولي ظهره لهم "انا مش ههمل (هسيب) حق ولدي عاد و ازاي كان شرف خلف ولد مش عارف يجيب حقه يبقى انا موجود و اقدر اجيبه"، تعالت اساير فرحتها و قالت بسعادة بالغة  عافرم عليك با ابوي و عايزين نسمع خبر موت سالم البنهاوي و انا هعمل فرح اهني و ابدح و أوكل أهل البلد كلهم..

نظرت لها فاطمة باستعجاب، فهي كانت تخشى أن تفقد مازن ضحية لثار و تعلم أن صفية لم يهمها شيء فهي لديها ابنتها و بالطبع لم ياخدوا الثأر من فتاة و قالت: بس يا عمي احنا مش عايزين نخسر حد تاني، لم يرد عليها و كان قد تركها و غادر المنزل، تنهدت بضيق و ألقت نظرة على صفية التي كانت تنظر لها بتحدي، خرجت فاطمة و قابلت ندى في طريقها و كانت تتدلف من باب المنزل، ابتسمت ندى و صافحتها محتضنة اياها و قالت ليه هتمشي بدري أكده يا مرات خالي انا ملحقتش اجعد (اقعد) معاكي، ابتسمت لها قائلة تتعود مره تاني ان شاء الله، و خرجت متجها إلى منزلها و كانت خلال دقائق وصلت إلى منزلها و جلست منظرة قدوم مازن و الذي اندمج مع ولاد خالهم للغاية و لكن هي كانت تخشى حدوث مصيبه له و بالأخص زين فهو متهور و غامض كثيرا و تخشى أن يفعل كارثة و يأخذ مازن معه قطع استرسل أفكارها دخول مصطفى قائلا عتفكري (بتفكري) في ايه يا عمتي؟

-ولا حاجه يا ابني هو مازن فين؟... جلس مصطفى على المقعد المجاور لها و قال مجيبا على سؤالها مع زين في الشغل ما هو اكيد مش هيقعد في البيت زي حريم عاد...
-طيب يا ابني انا هطلع ارتاح انت عايز حاجه و لا؟، ابتسم له قائلا لا عايزك بخير يا عمتي، غادرت هي من أمامه، و شرد مصطفى في تلك التفاصيل التي بدأت تتراكم فوق عتقيه فالان هو عليه المواجهة و حماية رنا و نور و الوقوف بجانب عمه، و كان يخشى على تورط مازن و زين لأنهم شعر انهم يخططوا لشيئا ما و بالتأكيد فهو شيئا سي فطالما بحث زين عن احد يطاوعه في مسيره اهواه و يبدو أنه وجد مازن و لكن ما تلك المصيبة الذي قرروا فعلها معا...

لم تغادر نور غرفتها طول النهار و امتنعت عن تناول الطعام متحججة انها تشعر ببعض التعب و كانت نيرة لم تقتنع بحديث ابنتها اللاذع و لكن فهي لم تكن مقربها منها بالقدر الذي يسمح لهم بمناقشة الأمور و تحليلها معها  فمعاملتها مع والدتها اقتصرت على أنها فقط والدتها و انها تمتثل للأوامر و النصائح الروتينية، ومع ذلك كان قربها من رنا يساعدها على أشياء عدة فرنا بمثابة شقيقه و صديقه لها تشاركها أحزانها و معاناتها و كل شي...

طرقت رنا غرفة نور و دخلت لها و كانت وجهها عابس حزنا عليها فيبدو الأمر بسيط و لكن سوف يحدث كارثة أن ظهرت تلك الصور و ان ذلك الحقير لم يفعل ذلك عبثا...
-معلش يا نور انا كنت برا طول اليوم ...

ابتسمت نور بيأس و علامات الحزن تعتلي قسمات وجهها قائلة عارفه انه غصبن عنك يا رنا المهم عملتي ايه في الشغل انهاردة..؟
جلست رنا بجانبها على الفراش متنهدة في استياء فاليوم قد اكتشفت سقوط شركتهم و خطر تلك الحقير و شقيقه تفاقم و أصبحت تهابه و لكن ليس لديه حل غير الوقوف أمامهم و إعادة ما سلبوه منهم مهما كلفها الأمر فهم من بدوا تلك الحرب بقتل ولدها و سقوط شركتهم و لكن هي عزمت على إعادة ذلك مهما كلف الأمر...

-و الله يا نور مش عارفه بس انا اتفقت مع أصحاب الشركات و رجال الاعمال و هقابلهم بإذن الله و خالو قال إن مصطفى هيبقى معايا عشان مكنش لوحدي و انا قررت التفاوض و اني اطلب منهم مهله عشان ارجع أوقف الشركه على رجلها من تاني...
تسألت نور في اهتمام قائلة: هتقابلهم ازاي و فين؟
-لما كلمت انهاردة الناس اللي كانت في القائمة، بلغتني السكرتيرة أن في حفله بكرا و عاملها رجل أعمال و طبعا كل رجال الأعمال المهمين هيروحوا و خصوصا اللي كانوا بيتعاملوا مع شركتنا و طبعا دي فرصة كبيره بالنسبة لينا و انا هروح بكرا في مصطفى ما تيجي معايا و اهو تغيري جو...

اعتدل في نومته متكاً على كوعه  لكي يتمكن من التحدث في الهاتف:ايه يا حبه الجلب (القلب) اتوحشتك قوي...
اتاه حديث الطرف الآخر قائله بخجل شديد ماشي و بلاش الكلام دا عاد يا زين انت عارف اني بتكسف... تحولت لنظرته إلى التهكم و الازدراء و لكنه اكمل بنبرة عاشق كاذبة عتكسفي(هتكسفي) من حبيبك كيف عاد و بعدين فيها ايه لما تجوليلي (تقوليلي) و انا اتوحشتك و عحبك (بحبك) قوي يا زين، كست وجهها حمرة الخجل و قالت بخفوت اللي في الجلب (القلب) أصدق من أنه يتقال باللسان... و انت خابر (عارف) زين اني بحبك...
ابتسم بخبث: ايوه كدا يا روح جبلي (قلبي) هحب (احب) اسمعها منك كتير

ذهبت رنا إلى عملها في الصباح و كانت تفكر في كيف سوف تواجه التي المشاكل التي تهدد شركتها، قطع حديثها دقات الباب معلنا عن دخول شخص و عندما سمحت بالدخول، دلف مصطفى و لكن اتسعت ملقتيها عندما رأيته فهي اعتادت على رؤيته بالجلباب الصعيدي و لكن في تلك اللباس العصري يبدو اوسم بمراحل و قالت بابتسامه اعتلت ثغرها اتفضل يا مصطفى، ابتسم بهدوء لتزداد ملامحه الرجولية وسامة أكثر و جلس و بدأ حديثه قائلا والله مش عاجبني عاد شغلك دا بس ماشي..! و رايد (عايز) افهم انتي ناوية على ايه بظبط...، شرحت له رنا ما تريد فعله بدأت الفكرة مقنعه و نالت اجابه و لكن من المحتمل وجود صعوبة في تحقيقها و لكن من الممكن أن تنجح المحاولة...

في المساء استعدت نور و رنا للذهاب إلى الحفلة و كان ذلك بعد محاوله كثيرة معها لكي تأخذها معها، عندما وصلوا إلى قاعه الاحتفال التي كانت تعد بقصر احدي رجال الأعمال، كان مصطفى ينظرهم بالخارج، صفت رنا السيارة و ترجلت منها هي و نور و لكن صعق من مظهرهم و تلك الملابس الفاضحة و الجريئة، فنور كانت ترتدي فستان  كب اللون الأحمر القاني قصيرة للغاية فوق الركبة بكثيرا يلتصق جسدها بشده و كأنها جلد آخر و يفسر مفاتن جسدها و مطعم بكرستالات فضية عند فتحه الصدر و التي تكشف صدرها بالكامل و احمر الشفاه الذي رسم شفتيها و أبرزها لتجعلها فاتنه أكثر و شعرها الذي قامت برفع لأعلى و الذي اعطها مظهر جذابا، و رنا التي كانت  ترتدي فستان بلون الأزرق لم يختلف طوله كثيرا فهو قصير للغاية و ضيق ملتصقا بجسدها و ذات فتحه من الصدر مزودة بالشيفون حتى الرقبة و ذلك الميك اب الساحرة الذي أبرز جمالها و شعرها الذي وصل إلى منتصف خصرها بتموجاته المنحنية...

بالطبع لم يرحب مصطفى بذلك فهو رجل صعيدي ذات طبع حامي و لكن تفادت رنا المجادلة معه معلنة بأن ذلك حفل و ان هي لديها الحرية لتريدي ما تريد و كذلك نور، كبح غضبه الاهواج معتصرا قبضته بغليظة و دلف خلفهم،  كانت الحلفة تاخد مساحة من تلك الحديقة الواسعة بوجود بعض الطاولات و التي شغرت بعضها، جلست رنا الطاولة و كذلك نور و مصطفى..

و بعد قليل كان أتى إليهم يرحب بهم و صافح رنا بإعجاب شديد و كان يصاحب ذلك احتراق مصطفى عندما شعر بنظرات تلك الرجل و حديثه الاذع معهم، ابتسمت رنا قائله اكيد طبعا يا عازم بيه حضرتك تؤمر... ابتسم لها بإعجاب و اعتذر لكي يكمل استقبال الباقية كانت نور في عالم أخر حتى أنها لم تشعر بتلك العينان التي تراقبها و تفترس جسدها بتلك الفستان العاري، و شعرت بسخافة تلك الحفلة و تعليقات مصطفى على ملابسهم من حين لآخر، استأذنت لتقوم و لكن أخبرتها رنا أن تأتي سريعا لكي تحضر الحديث مع عازم بيه... و عندما غادرت نور، قال مصطفى بزمجرة انا مش مرتاح لعازم دا انتي مش شايفه نظراته ليكي و نور عامله ازاي؟، مطت شفتيها بضيق: مصطفى انت مش ولي أمري على فكرة وانا فاهمه انا بعمل ايه كويس و من فضلك كفايه عشان نقدر نشوف شغلنا كويس...

سارت نور بعيدا لتنتهي من صخب تلك الحفلة، عقدت ساعدها مولية ذراعها للخلف و لكن فجأة و جد احد يمرر يده على ظهرها انتفضت و التفت و قالت في حاجه حضرتك؟، القى عازم نظره على شفتيها مرورا بصدرها الذي يبرزه الفستان مقتربا منها قائلا بنبره جريئة: حلوه اوي انتي و بصراحه عاجبني... اصدمت من وقاحته و جراءته، و همت لتغادر من امامه و لكنها تفاجأت بقبضته على ذراعها: على فكرة عيب اوي لما تمشي و تسيبني بكلمك و رفع يده الأخرى ليتحسس عنقها و لكن اوقفه ذلك الصوت الرجولي عازم بيه، أرتبك عازم قليلا و التفت إليه و لا حاجه يا سليم باشا، عندما استعمت تلك الاسم و الذي حفظتها ذاكرتها رغما عنها فهو بمثابة لعنه أو شبحا، نظرت له لتتأكد انه ذلك المجنون جحظت عينها بصدمه و اتسعت ملقتيها التي تحرجت بها الدموع...

-الناس عايزك هناك... تنح عازم  عندما اخبره سليم بذلك و خصوصا لأنه رآه يتحرش بتلك الفتاة فشعر بالحرج  و ذهب من أمامهم و لكن ظلت هي واقفه مصدومة فهي تراه لمرة الثانية، تمنت أن تنشق الأرض و تبتلعها فهي لا تريد رأيته، همت ذاهبة و لكنه اوقفها و جذبها من ذراعها ليجعلها تقف أمامه و أسند ظهرها على الشجرة، شعرت انها فقدت قدرتها على التنفس و دأبه الخوف اوصالها، اوصدت عينها لتشعر باقترابه منها أكثر و التصقه بجسدها، وقع نظره على شفتيها المرتجفة أمامه و التي اشتهي أن يقلبها برغبة عارمة و تلك الجسد الذي ارد امتلاكه، سمع صوتها و هي تقول بخفوت و خوف بأدي على ارتعاش جسدها:لوسمحت ابعد عني..

لم يهتم لها و مرر انامله على اكتافها العارية مرورا بعنقها، تساقطت دموعها و تمتلكها الرهبة و الخوف و انحني عليها ليقبل شفتيها برغبة  لم يستطيع منعها فهي قد هزت كيان رجولته منذ الوهلة الأولى عندما راها عارية في فراشه و لكنه لم يخضع لتلك الفتاة و لكن ذلك لم يمنعه من تذوق تلك الشفتان التي انغمس في تقبلهم بشغف خالص ملتهم بين خاصته، ابتعد عنها عندما شعر بتشنج جسدها و عينها التي اغرورقت بالدموع لتصبح شبيه بتلك الرداء الأحمر...

-انتي جايه هنا ليه؟، حدقت به بدهشه ما تلك السؤال السخيف الذي يطرحه عليها و كأنه على سابق معرفة بها و لكنها استجمعت قوتها التي بعثرها ذلك المعتوه قائلة انت انسان مش محترم و قليل الادب و ملكش دعوه بيا فاهم..
انفرجت شفتيه في تعجب من حديثها الذي تبدل فجأة و قال بسخرية هو انا عملت حاجه عشان ابقى مش محترم؟ و لا انا اول واحد يقرب منك؟... لم يعلم شعر بضيق عندما افحص عن تلك الكلمات فهل سبق و تذوق احد قبله تلك الشفتان...

انسابت الدموع من عينها فهي لا تعلم بما يهتمها بتلك الاتهامات الوضعية و هو حتى لا يعلم عنها شي، و همت للذهاب من أمامه و لكنه أوقفها قائلة امشي من هنا... نظرت له بتعجب من طلبه متسائلة بداخلها لما يطلب منها ذلك و لا يظن أنه ولي أمرها أو أن يستطيع التحكم بها، ذهبت و تركته دون أن تعطي ردا له، و أثناء سيرها تذكرت عينها الدامعة و اتجهت إلى المرحاض لكي تغسل وجهها و بعد ذلك جففته بمنادل الورقي و خرجت و اتجهت إلى الطاولة و لكن عازم جالس معهم، جلست و تحاشت له ذلك الخمسيني المراهق و التي ينظر إلى فتاه في عمر أحفاده...، كان يتحدث مع رنا بإعجاب واضح و نظرات جريئة و متفحصه لهم...، اعتذر مصطفى لكي يرد على هاتفه...

استغل ذلك ليأخذ الحديث مجرى آخر قائلا بصي انا موافق على ايه حاجه و بكرا هتلاقي بدل العرض عشره.. شعرت رنا بعدم الارتياح فلما يوفقها  بتلك السهولة، و فجأة انضم سيف لهم و قال ينفع كدا تسيبنا و تفضل هنا؟

ابتسم عازم و قال انا اقدر برضو بس انا كنت بتكلم مع انسه رنا في شغل مهم...نظر لهم بتكهم وقال واضح انه مهم طبعا بس ياريت تأجله شويه عشان نمضي العقد انت عارف ان سليم خلقه ضيق و بيتخنق بسرعه، استأذن عازم منهم و زفرت رنا بضيق موجها كلامه له انت معندكش ذوق كدا خالص؟، نظر لها سيف و اقترب ليهمس في اذنيها قائلا بلاش عازم يا رنا و ليكي في السكة دي فأنا هعجبك أوي و انتي عاجبني...

اتسعت عينها بذهول و لكنه تركها و اتجه إلى طاولته بعيدا عنها، سألت نور قائلة: هو قالك ايه الحيوان دا كمان؟ نظرت لها بحيره: و لا حاجه يا نور .. فهي تأكدت بأن نوايا عازم غير جيده و لم تستطيع الافصاح بذلك أمام مصطفى و لكنها قررت انتهاز تلك الفرصة و انها سوف تغادر و تنال عرض عازم، أتى مصطفى لهم و قال في حاجه حصلت و لا إيه؟، ابتسمت رنا قائلة لا مفيش بس احنا هنمشي دلوقتي و خلاص انا اتفقت مع عازم بيه...

في اليوم التالي سافر سليم و شقيقه إلى البلد و صعد منها إلى غرفته فهما وصلوا في المساء... أوصد غرفته و خلع ملابسه و القاءها على الأرض بعشوائية و تظهر في مخيلته تلك الفتاة و عنادها، قائلا بداخله "مش هسيبك في حالك يا رنا"، و لكن تلك الأفكار لم تقتصر على سيف فحسم فسليم هو الآخر يفكر بما فعله اليوم تقبيله لها، و ندم علي ذلك و لكن عزم على قتل تلك الرغبة التي تمتلكه عند رؤيتها و لكن هذا ليس منطقيا فهو لم يراها سوي مرتين فقط فكيف لها أن تشعل كل رغباته الرجولية، امسك هاتفه ليفتح تلك الملف الذي يحفظ به صورها و شاهدها بهدوء و تركيز شديد ليفكر بما سوف يفعل بهم...

مر اسبوع  كانت تستعد فيهم نور للسفر و تحزم أغراضها و لكن كان يحزنها انها سوف تغادر بمفردها فرنا لديها عملها و سوف تذهب لها بعد فتره ليست بقليلة تنهدت و جلست على فراشها تنظر قدوم موعد رحيلها و عندما أعلنت الساعة العاشرة نزلت من غرفتها و أودعت والدها و والدتها و نالت بعض من نصائح و خرجت كان رنا و مصطفى بالخارج ينظروها في السيارة وضعت أغراضها و ركبت السيارة و شعرت أن رنا أصبحت تتعامل مع مصطفى كثيرا في تلك الفترة القصيرة و يبدو أن علاقتهم أصبحت قوية لدرجه انه يبقى معها في كل مكان، وصلوا إلى المطار و اودعتهم بحزن و بعد ذلك دلفت إلى لتبدأ رحلتها، خرجت رنا و مصطفى و بكت رنا على رحيل نور بث إليها بعض الكلمات كلها شويه و هتروحي ليها و لو عايزة نبقى نأخد اجازه و نروح مع بعض انا موافق، ابتسمت رنا بامتنان و قالت بإذن الله هنبقي نقرر... و بدأ ذلك اتجهت لتركب السيارة و تابعها هو...

عندما وصلت نور هاتفت رنا لتطمينها عليها و بعد ذلك دخلت إلى غرفتها لتنل قسطا من الراحة  بعد مده السفر الطويلة تلك، استيقظت في المساء و بدلت ملابسها إلى بيجامة قطنية بلون الرمادي  تتكون من قطعتين هوت شورت و بدي قصير نص كم و يتوسطه رسمة كرتونية (ميكي ماوس) و مشطت شعرها لينسدل على ظهرها و خرجت من الغرفة لتحضر شئيا تأكله، صنعت ساندويتش خفيف  و تحمد ربها انها غادرت بسلام و هربت من ذلك المجنون أنهت طعامها و سمعت صوت جرس الباب و تعجبت بمين سوف يأتي بزيارتها الان فهو لم تخبر احد بمجيئها و فتحت الباب لتجد...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة