رواية نيران أشعلت الحب الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن
قطعهم، طرق الباب و استأذن جو ليفتح الباب و لكنه تفاجأ بشخص و خلفه بودي جارد... دفعه سليم و دخل... أرتبك المأذون و الشهود من هيئتهم و قال بصوت رخيم "اتفضلوا انتم"... أخذ دفتره و غادر و كذلك الشهود... نظرت له نور بغيظ فمن يظن نفسه ليفعل ذلك و قالت لوسمحت انت ملكش حاجه عندي...؟ جذبها من ذراعه بقوه و قال مش عايز اسمع صوتك و هتنزلي معايا غصبن عنك فاهمه... تحدث جو بغضب و قال انت مين؟...
أشار سليم إليهم و قال نور لو مجتش معايا هخلص عليه؟.. زفرت بضيق و قالت بحنق طيب هاجي...، حاول جو أن يمسك يدها و لكنه تفاجأ بلكمة قوية...و سحبها سليم و نزل إلى أسفل، تخلصت من قبضة يده و قالت عايز ايه مني؟ خلاص انتقمت منه ومني سيبني بقا... نظر لها بضيق هتنفذي كل اللي هقوله عليه فاهمه...قالت بتهكم انا مش خايفه بص اعمل اللي انت عايزه، معنديش حاجه اخاف عليها... عايزني تاخدني عشان تغتصبني عادي مش فاكره، قبض على يدها و دفعها داخل العربية و اوصد الباب و اتجه ليجلس... ظلت نور تبكي "انت عايز مني ايه بقا؟" حرام عليك سيبني في حالي..
فجأة أوقف السيارة أسفل بناية و قال انزلي نظرت له بتوجس و قالت اروح فين...؟
-هنتجوز... الجمت الصدمة لسانها و اتسعت عينها و قالت مستحيل... انا مش عايزة و مش نازلة...
-و انا مش باخد رايك...
-هتتجوز واحده بتكرهك و لسه جايبها من شقة واحد... كبح غضبه و قال نور اسكتي عشان هزعلك على رنا...
نظرت له بخوف و قالت ملكش دعوه بيها...
-انزلي...؟ نظرت له ببكاء و توسل طب ايه حاجه تاني غير أننا نتجوز...نظر لها و قال علي فكرة جوازك مني هتكون حماية ليكي... ابتلعت ريقها و قالت ببكاء ومين هيحميني منك؟، سيبني امشي انا مش عايزة اتجوزك، اعمل ايه حاجه تاني بس بلاش جواز ... شعر بالغضب و تنهد بضيق قائلا دقيقه كام و هتترحمي على رنا، نظرت له و قالت حرام عليك... انا مش عايزة... نزل من السيارة و فتح الباب و سحبها و قال يلا...
نظرت له لتتلاقي أعينهم و قالت هفضل اكرهك طول حياتي...
-و انا مش عايزك تحبني... صعد الاثنان إلى مكتب المأذون و بدأ في كتب الكتاب كان نور تشعر بتمزق قلبها، و ندمت فلو كانت ذهبت مع والدها كان قتلها و انهي ذلك، و لكن الآن سوف تموت بدل المرة آلاف و هو زوجه الشخص الذى دمر عائلتها، نزلوا من المكتب و ذهبوا إلى المنزل... لم تنطق بكلمة بعد كتب الكتاب، و كذلك هو...
-هتفضلي هنا و مش عايز ولا خروج و لا دخول مفهوم... نظرت له باقتضاب عادي أحبسني..
-ايه حاجه هتعمليها هتتحاسبي عليها تمام...؟ نظرت له بضيق و زفرت بحنق وقامت تقف قائلة والله محدش قالك تتجوزيني، و على فكرة انا هخونك يا سليم بيه... لم يتمالك أعصابه و قام و حاوط عنقها بقبضة يده شعرت بالاختناق.
-بلاش كلام انتي مش قده عشان اقسم بالله هندمك و اخليكي تعيشي أسوأ ايام في حياتك... سعالت بشده فكادت تختنق و قالت مش هندم اكتر من كدا كفاية اني اتجوزتك...
-بصي انتي كدا تحت رحمتي فاحترامي نفسك بدل ما هتشوفي أسوأ ايام حياتك و اظن انك عارفة أني اقدر...قامت نور و دخلت إلى الغرفة و جلست على الأرض بجانب الفراش و ظلت تبكي فهي من السبب فيما حدث إلى والدها، و لكن انه من تخلى عنها و تركها... ظلت تبكي بهدوء و تكتم شهقاتها، حتى أنها لن تستطيع التحدث مع رنا فليس لديها ما تقوله.
كان مصطفى و مازن ذهبوا إلى القاهرة منذ الصباح و ذهبوا إلى المنزل، فالمكوث بالمستشفى لا يفيد بشي... تركهم نيرة و صعدت إلى غرفتها فابنتها مفقودة و زوجها مريض، لم تعلم على مين تحزن منهم... كان مصطفى و مازن يفكروا في اختفاء نور فهي مفقودة من ليله أمس و كانت رنا حكيت لهم ما حدث...
-اكيد سليم الكلب عملها حاجه... نظرت رنا إلى شقيقها بتوجس فإن اخذها فعلا فقد انتهت و قالت تبقى مصيبة يا مازن انا مش عارفه اوصلها خلاص حتى رديت عليا و متكلمتش و عرفت ان خالو في المستشفى...
-لو سمحتي يا رنا ابعدي انتي عن دا كفايه ندى و دلوقتي بقيت نور... نظرت رنا إلى مصطفى و قالت صحيح و انت يهمك في ايه ندى اتبهدلت و محدش جاب حقها و نور اتخطفت و الله أعلم اتعمل فيها ايه و برضو محدش جاب حقها بصراحه مصدقتش سيف لما قال إن العيلة كلها نسوان...، قام مازن ليصفعها بقوه و لكنه أسرع مصطفى و قال اهدي يا مازن... نظرت لهم بتهكم لا اضربني يا اخويا ما دا اللي انتم فالحين فيه بس والله العظيم لو نور حصلها حاجه لأبهدلكم فاهمين، صاح بها مصطفى و قال اطلعي فوق يا رنا... تنهدت رنا و صعدت و تركتهم...
-اهدي يا مازن و اقعد عشان نعرف نفكر كويس... و نشوف نور حصلها ايه...
جلس حسن علي مقعده المتحرك لكي يتناول طعامه و جلس الجميع على جانبي...، لم تخمد دموع توحيده على ما حدث لزوجها... تكلمت تقي قائلة بابا هو مين اللي عمل في ندى كدا؟، أرتبك معتز و سقطت المعلقة من يده... تنهد حسن بضيق و قال ملكيش دعوه يا تقي...
-حرام هي ملهاش ذنب حتى أهلها ميعرفوش هي ميته و لا عايشه؟، قالت توحيده بزمجرة يعني مليح اللي حصل دا...؟
-يا ماما كمل تدين تدان و حرام عليكم والله...،
التعصب حسن قائلا بس مش عايز اسمع حس نفر فيكم... استأذن معتز و صعد إلى غرفته... شكت تقي في معتز... و نظرت إلى والدها و عمها بيأس و صعدت دون أن تتناول طعامها فالنهاية ندى أظلمت... شعرت رغدة بانسداد شهيتها و قالت بعد اذنكم انا هطلع... زمجرت توحيده و نظرت لها و قالت اطلعي عقلي بنت عمك يا رغدة بدل ما اربيها من اول و جديد... هزت رغدة رأسها و أخذت بعضها و غادرت... قامت توحيده و ساعدت حسن و دفعت مقعده...
نظرت منيرة إلى سالم وقالت شكل الدنيا هتخرب... تنهد سالم و قال ربنا يستر...
كان قد ذهب سليم من الشقة و ذهب إلى سيف... ظل صامت يفكر فيما حدث..
-حصل حاجه يا سليم و لا إيه؟
-اتجوزت نور، انفرجت شفتيه بدهشه و قال اتجوزتها ازاي يا سليم؟، تنهد سليم و قال اتجوزتها، روحنا عن المأذون و كتبنا الكتاب، لم يصدق سيف ما يسمعه منه و قال دي مصيبه يا سليم انت عارف انت اتجوزت مين...؟
-عارف بس انا السبب في كل اللي حصلها و... قطعه سيف بحده و احنا من امتى بنخاف يا سليم انت عارف هيبقى رد فعل ابوك عامل ازاي اصلا... و انت ناسي انك خاطب رغدة بنت عمك... و قبل كدا كنت كاتب كتابك على ميادة، تنهد سليم بضيق و قال انا مبحبهاش و لا هحبها بس انا مش عايز أظلم حد و بعدين بلاش سيرة ميادة...
-فوق يا سليم انت كدا بتعمل مصيبة و لازم تطلقها و بعدين حتى لو عجبك قضى معها وقت و طلقها لكن موضوع إنها مراتك دا هتروح في رقاب فاهم...، و انت معرفتش حاجه عن ميادة انت اتهمتها انها خنتك و مفيش دليل على كدا
زفر بحنق و لم يتحدث عنها و قال هطلقها بس مش دلوقتي و عايزك تنزل خبر اني اتجوزتها، متنساش أن الموضوع انتشر اني على علاقة بيها...
-ماشي يا سليم هعمل كدا، بس اللي نشر الصورة نشرها عشوائي عشان انت رجل أعمال بس لكن محدش يعرفك، و اعمل حسابك أن نور دي مينفعش تخلف منها و اظن انت عارف ليه...؟ و بعد فترة هطلقها...
-عارف كل دا و جوازنا هيفضل علي ورق بس اصلا، انا بكرها هي و أهلها كلهم... و نفسي اشرب من دمهم بس مش دلوقتي، و اهم حاجه اللعب يهدي شوية... و نشوف رد فعلهم
-كفاية جوازك من بنتهم اصلا دا لوحده هتبقى كارثة ليهم بس المهم خلي بالك... و انا هظبط الموضوع، بس لازم نأخد ليكم صوره مع بعض...
-ماشي انا همشي...، غادر سليم و ذهب إلى المنزل و لم يستمع الي صوتها، دخل إلى الغرفة وجدها نائمة على الفراش، اقترب منها وجلس أمامها، كانت مازالت دموعها تغرق وجهها، تحسس وجنتها بأنامله و مسح دموعها...، و قبل جبنها...
رفع الغطاء و لكن عند لامس شراشف الفراش شعر بشي بسائل لازج، تسمو مكانه و امسك يدها ليرفعها و لكنه صعق عندما وجدها قد قطعت معصمها...، شعر بأن حراره جسدها بدأت بالانخفاض كأنها تفارق الحياة حملها و هرول مسرعا إلى سيارته و وضعها بداخلها في المقعد الخلفي و قاد السيارة بسرعه جنونية، ما إن وصل الي المستشفى حملها و هرول مسرعا إلى الداخل و انتقلت الى غرفة الطواري...
كان سليم يقف بالخارج و يشعر بالقلق ينهش قلبه، خرجت الممرضة لتخبره قائلة لازم يتنقل لها دم حالا عشان نزفت كتير بس فصلية دمها O- و مش متوفرة في المستشفى و مينفعش تستقبل من ايه فصلية تانيه...
-انا نفس الفصلية... تنهد قائلة حضرتك مش هينفع نأخد... قطعه بحده ملكش دعوه، عشان اقسم بالله لو حصلها حاجه هقفلكم المستشفى...
استجابت له الممرضة و أخذته معها لسحب الدم منه... و بعد مرور الوقت طمأنه الطبيب عليها قائلا المدام كويسه بس هي تعبت عشان عندها أنميا حادة و فقدت دم كتير فالازم يتعوض بالأكل... دلف إليها سليم و جلس بجانبها و قبل يدها، فاقت نور و سحبت يدها و أدارت وجهها الجهة الأخرى و زفرت تلك الدمعة من عينها
-ايه اللي انت عملتي دا؟
-ملكش دعوة و بعدين محدش طلب منك أنك تجيبني المستشفى، كنت سيبني اموت و خلاص و لا صعبانه عليك تسيبني اموت حتى... تقبل كلماتها بهدوء و قال انا همشي... لم ترد عليه و ظلت تنظر إلى الجهة الأخرى... دلفت إليها الممرضة و قامت بتبديل المحاليل إليها، ابتسمت نور بوهن و قالت شكرا، هو انا همشي من هنا امتى؟
-ممكن انهاردة بس لازم تعوضي الدم اللي فقدتي...
-يعني انا تعبانة؟، انتهت الممرضة من وضع المحلول و قالت لا بقيتي كويسه جوزك اتبرع لكي بدم كتير و انتي بس كولي كويس و هتبقى احسن من الاول...
-لوسمحتي هو برا و لا مشى...؟ نظرت لها الممرضة و قالت اهاا برا انادي...
-لا شكرا، و اردفت نادي لو سمحتي، عقدت الممرضة بدهشه و خرجت من الغرفة و أخبرت سليم ..، دلف سليم إلى الغرفة و قال نعم...؟ نظرت له نور و قالت عايزة اشوف رنا...
تنهد سليم و قال رنا هتبقى عندك الصبح، عايزة حاجه تاني...، هزت رأسها نافية...
في الصباح خرجت نور من المستشفى و اخذها إلى المنزل و عندما دلفت وجدت فتاة و عملت انها خدامة، نظرت نور إلى ملابسها القصيرة بضيق، اشار سليم لها بأن تذهب إلى المطبخ لتحضير الطعام... دلفت نور إلى الغرفة و سليم خلفها.
-غيري و كولي و كمان نص ساعه هتلاقي رنا هنا... نظرت له بضيق طيب و تذكرت انها لا يجد ملابس لها هنا و قالت بس انا... قطعها و قال انا جيبته... و خرج من الغرفة ليجلس بالخارج، دلفت نور إلى المرحاض و ارتديت بيجامة قطنية مكونه من شورت و بدي ذات حملات رفيعة بلون الوردي، طرقت الخدامة الباب و دخلت و هي تحمل صنيه الطعام و وضعتها قائلة سليم بيه بيقول لحضرتك لازم تخلصي الاكل كله... نظرت لها نور بطرف عينها قائلة هو انتي بتشتغل هنا من امتى...؟
-من سنه، ابتسمت باقتضاب لتردف و كنتي بتباتي هنا؟
-مش على طول تؤمري بحاجه تأني...
-قولي لسليم اني عايزها... أومأت إيجابا و خرجت من الغرفه و أخبرت سليم بذلك .. دلف إليها و قال عايزة ايه يا نور؟
-هو انت قاعد برا ليه؟، نظر لها بتعجب و قال عادي ايه المشكله...
-مفيش عادي، رنا مجتش يعني...؟
-خلصي اكلك الأول .. نظرت إلى الطعام و قالت مليش نفس...
-مش بمزاجك لو مكلتيش مش هتشوفي رنا، ركلت الأرض بقدمها بضيق و جلست على الاريكه و بدأت في تناول الطعام بضيق، خرج سليم من الغرفة و مرت دقائق و كانت رنا وصلت فهو قد أرسل لها سائق أمام الشركة و أخبرها بأنه يعلم مكان نور فذهبت امامه، اوصلها و صعدت طارقة الباب تشعر بالخوف من ذلك فهي تخشى أن ترى شي سي... فتح لها سليم، تعجبت و قالت كنت متوقعه أن انت اللي عملت كدا
-اتفضلي، نور جواه تعجبت من تصرفه و اتجهت إلى الغرفة التي أشار عليها، فتحت الباب و يدها ترتعش خوفا، راتها نور و قامت لتحتضنها... رنا مستغربة من وجود نور مع سليم، و قالت انتي هنا بتعملي ايه يا نور انا مش فاهمه حاجه؟
ابتعدت نور عنها و تجمعت الدموع بعينها و قالت سليم اتجوزني... اتسعت ملقتيها بدهشه و انفجرت شفتيها و قالت ازاي انتي مجنونة اتجوزتي سليم... تنهدت نور و قالت انا هفهمك كل حاجه دلوقتي...
-انا خرجت من البيت لما سليم كلمني و هددني و يومها مكنش في حد في البيت، و اول ما دخلت فضل يقولي كلام غريب كدا المهم بابا دخل و لاقني مع سليم هو محصلش حاجه بس الموقف نفسه وحش و كان عايز يقتلني و مشى و تقريبا عمل حادثه انا مشيت و كلمت جو و كنت هتجوزه بس سليم وصل في اخر لحظة و خديني و اتجوزنا، معرفش هو اتجوزني ليه اصلا بس كله اللي اعرفه انه هيطلع عيني؟، بدأت رنا تستوعب ما حدث و ظلت تجمع في أفكارها و قالت تعرفي ان كدا احسن... نظرت لها بعدم فهم و قالت ازاي، بقولك انا كدا مراته؟
-مرات سليم يعني محدش هيقدر يقربلك اصلا و لا من اهله و لا من أهلك يا نور، ابوكي اتخلى عنك مع انه عارف ان انتي مش هتعملي كدا، و لو الخير وصل إلى الباقي هتبقى مصيبة لكن انتي كدا في امان، بس السؤال هنا سليم اتجوزك ليه؟ و أكملت رنا بصي يا نور انتي معنديكش غير حل واحد... نظرت لها و قالت ايه هو؟
-لازم تخلي سليم يحبك و بكدا هتقدري تتحكمي فيه و من بعدها هنشوف له مصيبة و نخلص عليه و بعدها انتي هتورثي و تبقي عديتي و لا هيهمك من اهله و لا اهلك، ازدارت نور ريقها و قالت و انا هعمل كدا ازاي؟
-تقريبا كدا سليم عنده مشاعر من ناحيتك و بكدا هتبقى مهمتك سهله و لو خلفتي منه هيبقى كل حاجه مضمونه...
-هنبقي مجرمين في الاخر يا رنا انا مستحيل اعمل كدا... ابتسمت رنا بسخرية وقالت يبقى هيداس عليكي يا نور محدش بيفكر في حد اول ما ندى اتبهدلت كله قال و انا مالي و محدش دور عليها، ابوكي سابك و اتخلى عنك عشان العار، سليم بقا جوزك يعني انتي في الاخر اللي هتطلعي كسبانة لازم تاخدي حقك منه هو السبب في كل حاجه حصلت...
-مش عارفه يا رنا مش هقدر...
-لا هتقدري فكري كويس و انا هفهمك الخطة هتمشي ازاي؟...، و خدي بالك كويس و انا كدا اطمنت عليكي و استحملي معها سنه و لا أتنين و بعدين هترجعي تعيشي حياتك الطبيعة من تاني... نظرت لها بحيرة و قالت هنعمل ايه؟...
خرجت رنا و نور من الغرفه و اودعتها نور و دلفت إلى الغرفة التي يجد بها سليم، رفع نظره و ترك الحاسوب من يده و قال مش المفروض تستأذني الأول... عقدت ساعديها باقتضاب سوري هبقي استأذن المرة الجاية و انا داخله لجوزي... نظر لها و قال ماشي... اتفضلي عشان عندي شغل... نظرت له بغيظ و قالت هو انت اتجوزتني ليه؟، زفر بحنق و قال كفاية انك مراتي و اظن ان دي حاجه مكنتيش تحلمي بيها...
نظرت له و قالت بتهكم فعلا مستحيل كنت احلم اني اتجوز بالطريقة الزبالة دي... و خرجت من الغرفه و هي تشتعل غضبا دلفت إلى غرفتها، شعرت بالضيق و وكلت الأرض بقدمها و خرجت من الغرفة و فتحت التلفاز و عالت صوته على إحدى قنوات الاغاني، خرجت جوليا و قالت مدام نور سليم بيه مبيحبش الصوت العالي من فضلك وطئ شوية، نظرت نور بضيق و لم ترد عليها و قامت لكي تتراقص على نغمات الموسيقى... دخلت جوليا إلى غرفتها و خرج سليم من الغرفة و هو يشعر بالانزعاج من صغب الاغاني المزعجة... و رآها و هي ترقص معها... لف ذراعه حول خصرها ليوقفها، نظرت له بضيق و قالت سيبني...اتجه ليفصل التلفاز و اخذها إلى الغرفة و قال اولا انا مش بحب الصوت عالي و العشوائية دي، ثانيا رقصك وحش...
وضع يدها في خصرها و قالت انا عشوائية و معجبة برقصي... اقترب منها و حاوط خصرها طب ما تخليني أعجب بيه... توترت و أحمرت وجنتيها فهي مازالت تشعر بالخجل منه و قالت ابعد لوسمحت...
-بلاش تعندي معايا عشان... قطعته نور بضيق عشان هتزعلني و هتعيشني ايام سودة... ابتسم و قال عادي ممكن اغير الكلام و ادور على حاجه تاني... نظرت له بعينان حائرة و قالت بتوتر هتعمل ايه يعني؟، قربها منه و انحني عليها ليقبل شفتيها، و ابتعد عن شفتيها و قال عرفتي هعمل ايه؟، نظرت له و ابتعدت عنه و قالت بضيق بعد اذنك بلاش كدا...
-بلاش ايه؟، ادارت ظهرها له و قالت يعني متقربش مني... عقد حاجبه بدهشه "انتي مراتي"
-و انا مش موافقه على جوازنا اصلا، ابتسم بسخرية "عادي يعني مش من حبي فيكي و بعدين انا مش هلمسك" التفت له و قالت اومال متجوزني ليه؟
-مزاجي كدا و هي فترة و هنطلق...
جلست رنا في الشركة وهي تفكر بما يحدث و كيف ستواجه ذلك، دلف إليها مصطفى و جلس على المقعد و تحدث قائلا بصي يا رنا انا عارفه انك زعلانه عشان اللي حصل بس محدش في يده حاجه يعملها و اديكي شوفتي سكتنا عشان لو اتكلمنا هتحصل مشكله و انا خايف عليكي دلوقتي... نظرت له و قالت بتهكم بجد طب نور خلاص احنا مش عارفين مكانها هنسيبها و لا انتم مصدقتوا عشان تخلصوا من خالو و بنته...
-عيب يا رنا لما تتكلم معايا كدا، و على فكرة انا مليش مصلحة في حاجه و ممكن أكبر دماغي و اسيبكم تولعوا مع بعض و لو انت عايزة نروح نحاربهم و ندبح في بعض ماشي هنعمل كدا و لا اعرف اخد ست من عنده و اغتصبها...
تنهدت رنا و قالت بوهن لا يا مصطفى بس ندى دي كان ذنبها ايه يحصلها كدا، نور سليم خدها و بهدلها كان ذنبها ايه انه يخطفها و يقلعها هدومها و يهددها انه هيبعت الصور لأبوها، مش ناقص غيري و بابا اتقتل دا كله ليه عشان التار، مش ذنب ايه حد فينا انت اخوك مات حتى محدش عارف السبب اصلا بس احنا ندفع ذنب حاجه ناس غلطت و عملتها ليه، و أجهشت بالبكاء انا خايفه يا مصطفى، خايفه أوي، امسك يدها و رتب عليها متخافيش يا رنا هنتصرف يأذن الله و عمي هيفرق و صحته هترجع احسن من الاول
شعرت نور بالدوار يحتج رأسها و خرجت من الغرفة لكي تتطلب من جوليا أن تحضر لها ماء و أسندت على الجدار لكي لا تسقط على الأرض... اتجهت إليها جوليا مسرعة و اسندتها مدام نور...و صاح قائلا سليم بيه... خرج سليم من الغرفة و اتجه لها و حملها قائلا اتصلي بالدكتور يا جوليا بسرعه... دلف إلى الغرفة و وضعها على الفراش برفق... و اخرج فستان من الخزانة و البسها اياها، و صل الطبيب و أوصلته جوليا إلى الغرفة، فحصها الطبيب و قال المدام كويسه اطمن بس ضغطها وطئ... و انا كتب ليها على دوا و اديتها حقنه و هتفوق..
اوصله سليم إلى الباب و طلب الدوا من الصيدلية و عندما وصل الدور دخل إليها و جلس بجانبها...و لكنها كانت مازالت نائمة، ظل بجانبها حتي غفو، استيقظ نور و وجدته نائم بجانبها، ابتسمت نور و قالت والله شكلك حلو و انت نايم... و انتبت لذلك الفستان الذي ترتدي، فرك سليم عينه و قال صحيتي امتى؟
-دلوقتي هو مين اللي لابسني الفستان... نظر لها و قال انا ما هو مش هجيب الدكتور هتفرج على مراتي...، شعرت نور بارتباك و قالت عادي انا كنت لابسة يعني...
-معلش لبسك دا آخره اوضه النوم غير كدا لا، و يا ريت تاخدي العلاج...، أمسكت نور يده و قالت رايح فين؟
-رايح انام...ردت عليه قائلة خليك معايا... نظر لها و قال ليه...؟
-اكيد مش عشان عايزة انام في حضنك يعني...بس انا لما بكون تعبانة كانت رنا بتبقي معايا لكن انا دلوقتي لوحدي... ابتلع ريقه فهو لا يريد التقرب منها و قال اديني قاعد... ابتسمت نور و نامت على صدره و قالت اوعي تكون مضايق؟
رد باقتضاب هموت من الانبساط...، شعرت بزيادة نبضات قلبها و قالت انا عايزة أسألك على حاجه؟
-اسألي... تنهدت نور و قالت هو انت ليه بعد ما اتجوزتني يعني بقيت، خلاص مش عايزة اسأل عن حاجه...، اكمل سليم قائلا فاهم قصدك بس كدا أفضل لينا، بعيدا عن ايه حاجه بينا يا نور انا مش هغصبك على حاجه و طول ما أنتي على ذمتي محدش هيقربلك و لا انا هلمسك و متساليش عن ايه حاجه تاني و نامي بقا...
دخل سالم إلى المنزل و سأل عن معتز الذي غادر و تركه في العمل و أخبرته منيرة انه لم يعطي إلى المنزل منذ أن خرج و دخلت لتحضير الطعام...خرجت منيرة و وضعت الطعام على المائدة و قالت انت اتاخرت اوي يا حج...
تنهد سالم بضيق هعمل ايه الشغل هنا كله فوق راسي...، رتبت عليه و قالت ربنا يعينك.. بس هو معتز فين انا جلجانة (قلقانه) عليه قوي، تناول طعامه و قال انا هروح البيت التاني...
-بس دا بعيد قوي يا حج
-هاخد العربية و اروح.. و هبقي اطمنك... خرج سالم من المنزل و استقل سيارته و قادها بما يقارب الساعة فالمنزل في نهاية البلد و المنطقة مقطوعة، دلف إلى المنزل قائلا معتز... انت هنا... دفع الباب و الذي كان مواربا و لكن صعق بما رأي، حتى فقدت قدمه القدر على الوقوف و ارتخت ليسقط على ركبتيه.