قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية نيران أشعلت الحب الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل التاسع

رواية نيران أشعلت الحب الجزء الأول بقلم أسماء صلاح

رواية نيران أشعلت الحب الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل التاسع

رأي ولده الوحيد ملقاه على الأرض وسط دمائه... مذبوحا...، كان يظن ذلك حلما يريد أن يستيقظ منه، بل كابوسا، صرخ  بقوه معتز...جوم يا ولدي مين اللي عمل فيك أكده جوم... لم يعلم بمن يتصل و ماذا يفعل و ابنه مقتول بين يدها... اخرج هاتفه بيده المرتعشة قائلا تعالوا على البيت بسرعه و خبروا الشرطة ...، أتى الغفر له و أمرهم بأخذ الجثة و لكن قبل أن يخرجوها من المنزل وصلت سيارة الشرطة و نزل الظابط و قال خير يا حج سالم...

-ولدي اتقتل في داره... أمر الظابط الأمين بأخذ الملاحظات و اردف إلى سالم قائلا لازم الشرطة تشرح الجثة
-ابني مش هيتشرح و انا بتهم عيله السويفي كلهم... و أمر الغفر بالرحيل... واكمل عايز اعرف مين اللي جتل ولدي (قتل) و اتجه إلى سيارته لكي يغادر... دلف إلى المنزل و كانت منيرة جالسة تنتظره و لكنها عندما رأته يدلف و خلفه الغفر يحملوا الجثة نظرت له و صرخت بعلو صوتها معتزززز ابني... و سقطت على الأرض و ظلت تلطم وجهها بشده و تنوح معتز... ابني اتجتل يا ناس... نزل الجميع من فوق و خرجت توحيده و حسن...

اقتربت رغدة و هاجر من والدتهم... "في ايه يا ماما"
-اخوكي اتجتل (اتقتل) يا رغدة... ابني اتجتل...، زمجر سالم بضيق توحيده خدي منيرة و اطلعوا على فوق معندناش حمل للعويل...صرخت به قائله ابنك اتجتل يا سالم... جتلوه (قتلوه)  يا سالم، لم تعلم توحيده تهدي منيرة و لا هاجر و رغدة الذي انهاروا... و طلبت من تقي أن تأخذهم و تصعد... بعدت هاجر يدها و قالت محدش يجرب (يقرب) مني...

-أنتهوا من تغسيل جثته و تكفينه و غادروا... دخلت إليه منيرة و جلست على الأرض باكيه وقالت أكده يا معتز هتهمل امك لوحدها، دا انت كنت فرحتي الأولي يا ابني... و ظلت تصرخ بشده... دخل لها سالم و توحيده و أخرجوها... كانت توحيده تشعر فهي فقدت ابنها من قبل و ظلت ترتب عليها و تصبرها ببعض الكلمات... و لكن لا شي يصبر الأم على فراق ابنها...
-شعر حسن بالعجز فهو لم يتحرك من على مقعد...، دخل بكرسي المتحرك إلى غرفته و اتصل بسليم و سيف لكي يخبرهم بتلك الكارثة...
انتفض سليم من مكانه، و استيقظت نور و قالت بقلق في ايه...؟

-معتز اتقتل و انا لازم انزل البلد دلوقتي... تساقطت الدموع من عينها لم تعلم و لكن وجود قتيل معنها انه يوجد أحد سوف يدفع تمن آخر و قالت ببكاء خلي بالك يا سليم... نظر لها و ترك الغرفه و دلف إلى غرفته ابدل ملابسه و اتصل بسيف، ليعرف مكانه و اتجه ليخرج.. كانت نور تقف أمام الغرفة... لم تعلم أن كانت تشعر بالخوف عليه أم على نفسها لم تستطيع التحديد و لكنه شعور بالخوف، و قالت سليم كلمني لما توصل...

-متخافيش يا نور مش هيحصلك حاجه... هنا في حراسه و محدش هيعرف يوصلك، لم تكن هذه الإجابة التي تريد أن تسمعها منه فهو تريد أن تتطمن عليه هو و قالت ماشي... بس انا خايفه عليك... ازدار ريقه و لم يعلق على جملتها و قال كل حاجه هتبقى كويسه... و تركها و غادر، قابل سيف و سافروا إلى البلد لكي يحضروا دفنه معتز.

مع طلوع الشمس كان سيف و سليم  وصلوا إلى البلد و حملوا جثمان معتز لتشيعه إلى مثواه، تم الدفنه و ذهبوا إلى المنزل و كانت منيرة تندب و تنوح و هاجر و رغدة لم يتوقفان عن البكاء، و كذلك تقي فهي كانت لا تحبه و لكن في النهاية مات بطريقه بشعه...
-خلاص يا منيرة مفيش صويت... الواد اتدفن قالها سالم بجمود فهو الآخر قلبه مفتور على ولده... و نظر إلى سيف و سليم قائلا حق معتز لازم يرجع أن شالله لو فيها رقاب عيله السويفي كلهم... تحدث حسن قائلا هنشوف الشرطة هتجول(هتقول) ايه؟ و حق معتز هيرجع و هنعرف مين اللي عمل كدا...

في اليوم التالي
دلف سليم إلى غرفه والده و قال عايز اتكلم معاك يا حج؟
-تعالِ، جلس سليم على المقعد و قال انا عايز اقولك على حاجه... نظر له حسن يقلق "جول" (قول)
-انا اتجوزت نور بنت سامح السويفي، اتسعت عيناه بشده و قال بغضب اتجوزت مين؟ انت اتجننت و لا إيه؟، أكد عليه سليم قائلا اتجوزتها... صمت حسن قليلا و بعد ذلك قال بص يا سليم انا طول عمري مربيكم على الصح و انكم تعملوا اللي رايدينه  لكن جوازك بنت الراجل اللي قتل اخوك و اللي بسبهم مراتك اتبهدلت... و انا عجزت  و معتز راح و تقول انك اتجوزتها، نسيت حق فادي اللي دافع عن مراتك، نسيت ميادة اللي ماتت غدر بسببهم، نسيت كل حاجه يا ولدي...

-منستش يابا مش جادر انسي حاجه، بس ميادة كانت خاينه...
-انت عارف انه لا يا ابني و مش دليل على كلامك هي و اخوك ماتوا غدر و انت رايح تتجوزها... بدل ما تشرب من دمها و تقطعها حتت، صمت سليم و قال اللي تشوف هعمله يا حج...
-هتجيبها تعيش اهني، و البلد كلها تعرف انها اتجوزت بنت السويفي غصبن عنهم و عشان هي غلطت معاك، و لما تيجي هنا احنا هنشوف معها حل و لحد ما نجيب أهلها كلهم، تبقى تطلقها و تخلص... و لا انت مش موافق على كلامي...

صمت سليم و قال بس كدا هي مراتي و سمعتها من سمعتي... نظر له حسن بغضب و قال و انا كلامي هيتسمع يا سليم عايزهم ميعرفوش يمشوا في البلد، و بنتهم تشوف العذاب ألوان فاهم و اوعي تكون لمستها... و كمان بعد ما تيجي هتكتب كتابك على رغدة و هتتجوزوا مفهوم، و لو كلامي متنفذش هعتبر أن مات ليا ولدين، و حقي ضاع...تنهد سليم فما يطلبه والده صعب...

خرج من الغرفة و صعد إلى غرفته و وجد اتصالا منها زفر بحنق قائلا كنتي لازم تبقى بنت سامح السويفي يعني؟ معنديش حل تاني يا نور، امسك هاتفه و اجابها نعم؟
إجابته بتردد انت كويس؟، تنهد سليم قائلا أمم كويس في حاجه...
-لا مفيش سلام، قفل معها و القي هاتفه على الأرض ليتهشم، و قام بتحطيم بكل ما يجده في الغرفة أمامه، ترقرت الدموع بعينه فهو الان اصبح محطم و لكن سوف يكمل ما بدأه و لم يتهم...

عبس وجهها ووضعت هاتفها على الأرض فهو يعاملها بجفاف مبالغ، و زفرت تلك الدمعة من عينها و لكنها لم تجد ما تفعله فهي لم تستطيع أن تغادر و تترك كل شي...

وصل الخبر إلى منزل السويفي و قلق صالح عندما علم، و أخبر فاطمه و زين و الذي اندهشوا...
-اتدبح كيف يا اخوي؟
مخابرش يا فاطمه انا هروح لعمي يمكن يعرف حاجه... عيله البنهاوي مش هتسكت عاد، انزلي مصر يا فاطمه يلا يا رَين، ضربت فاطمه كف على كف و تنهدت "لاحول و لا قوه الا بالله" الطف بينا يا رب
ذهب صالح و زين إلى المنزل و دلف الي الداخل و رأي السعادة على وجهها فسأل بتوجس إياكم تكونوا انتم اللي عملتوا أكده؟، ابتسمت صفية بشماته مش احنا عاد احسن ربنا خدنا حقنا منهم و عقبال التانين... نظر صالح إلى زين بشك و قال البوليس هيقلب الدنيا و اكيد هيحقق معانا... رد عليه عبد الحلم ما يحقق هو احنا هنخاف...

وصلت عبله البنهاوي إلى أرضي قنا عندما عملت بوفاة ابن شقيقها، دلفت إلى المنزل و معها ابنها الأكبر و حفيدها و ابنتها ... دخلت إلى المنزل بشموخ فهي الأخت الأكبر لسالم و حسن... ارتعبت توحيده و تركت ما في يدها و اتجهت إليها منوره يا ست عبله نظرت لها بحده و قالت ابن اخويا يتقتل و اعرف من سيف بالصدفة، خلاص ملكوش كبير يا توحيده ... خرج حسن من الغرفة و صعقت عبله عندما رأته هكذا و قالت ايه اللي  حصلك يا  اخوي...؟

-تعالى اجعدي الاول... جلست عبله و جلس بجانبها يسرا و ياسر و وضع عمار علي قدمه...
-حصلي حادثة و عجزت... نظرت له بشك حادثة ايه  دي عاد؟ و سالم فين؟ و مين اللي قتل معتز؟
نظر حسن إلى توحيده بتوجس، فعبله نهت عن التار و سفك الدماء و ادعمت رأي والدها و لكن سافرت بعد موت والدها إلى زوجها و الذي توفي و ظلت هي في السعودية و لكن عندما عملت، جاءت إلى مصر...

-مش عارفين لسه؟... نظرت لهم و قالت و محدش خبرني باللي حوصل ليه؟... نزل سليم و سيف...اتحه سيف ليسلم عليا و قبل يدها و كذلك سليم... و ألقوا التحية على ياسر و يسرا... و بعد ذلك أتيت عيله سالم لتجتمع معنا، تريث عبله بحزن فالعائلة ناقصت  لمرة الثالثة و قالت انا رايده اعرف كل اللي حصل دلوك (دلوقتي)... نظر حسن و سالم إلى بعضهم و قال سالم فهي طالما أتيت الي هنا فحتما ستعلم و قال احنا وقعنا شركه شرف و سامح، و اصلا شرف كان في أمريكا فنزل عشان يشوف شركته و لما لاقيها وقعت و عايزين سيولة، جي البلد هو و سامح عشان يتفهم مع ابوها و يبيع الأرض و اتقتل، تحمم قائلا بتردد انا اللي خليت ناس تقتله و كنت قاصد سامح بس جات غلط...

نظرت له عبله بغضب قائلة كمل...
تنهد سالم و نظر إلى شقيقه و زوجته و اكمل قائلا و كانوا عايزين يقتلوا حسن و لما دا حصل احنا عملنا... و صمت... نظرت له و قالت ما تكمل عاد بدل التقطيع دا...
-خطفنا بنت صفيه و... قطعته عبله بحده لتقول و عملتوا ايه يا رجاله...؟، نظر سيف و سليم إلى بعضهم و قال سيف احنا كنا متفقين على أننا يعني هنعملهم فضحية كدا و انا خليت معتز يتصرف و هو خرابها...

-و انت ترضى على تقي اختك اللي حصل دا؟ بتتشطروا على حريم، و انت يا حسن بدل ما تعقلهم تروح ماشي على عومهم و ابنك اللي اتعدي على بنت يبقى القتل حلال فيه يا سالم...
انفعلت منيرة بشده فكيف لها أن تقول على ابنها ذلك و قالت بعصبيه محدش طلب رايك يا عبله و لا انتي جايه تشمتي فينا... حق ابني هيرجع... همت يسرا لترد فتلك اهانه إلى والدتهم و لكن اوقفتها عبله و قالت انا هعتبر اني مسمعتش حاجه وأصال و انت سالم خلي مراتك تحط لسانها في خشمها...

تنهد سليم و قال هو في حاجه كنت عايز اقولها كدا؟ و قال انا اتجوزت... نظر له الجميع بدهشه و لكن الجانب الأكبر كان علي رغدة و توحيده...نظرت له عبله بترقب و قالت مين؟
-بنت سامح السويفي... صاحت توحيده بقوه و قالت بصوت مرتفع تبقى اتجننت يا سليم عليه العوض و منه العوض فيك يا ابني و تركتهم و غادرت فهي لا تطيق تلك العائلة من الأساس... فكيف له أن يتجوز تلك الفتاة... انهالت دموع رغدة بصدمه و استأذنت و تابعتها هاجر و تقي...

نظرت له منيرة و قالت عال والله ابني يتقتل و الأستاذ يروح يتجوز على بنتي، دلوك (دلوقتي) سكتي يا عبله...
زمجرت عبله قائلة اانا كنت هطلب واحد منهم يتجوز من عيله السويفي، عشان ننهي التار... قامت منيرة و قالت بعصبيه التار مش هيخلص يا عبله و حق ابني هيرجع...

تنهد ياسر فمن من الواضح أن المنزل لم تخمد نيرانه و استأذن ليصعد إلى الغرفه و حمل عمار طفله ذات الأربع سنوات... و خلفه يسرا التي شعرت بالضيق من حديثهم...، نظرت له عبله و قالت هنشوف مين اللي قتل معتز و حقنا هنخده بالقانون مفهوم و مراتك هتيجي تعيش معنا هنا...
صعد سليم إلى غرفته فهو يعلم أن والدته لم تمرر هذا الموضوع بسلام و لكنه عندما فتح الغرفة تفاجأ بوجود يسرا بالداخل، اوصد الباب و قال انتي بتعملي ايه هنا؟، نظرت له باشتياق و قالت وحشتني يا سليم... نظر لها و قال بسخرية اخرجي يا يسرا لو سمحتي... قامت يسرا و وقفت أمامه و قالت انت السبب في كل دا على فكرة؟

قال لها بتهكم بجد انا السبب و لا انتي على العموم البيت خرب عشان ترتاحي يا يسرا...
-اتجوزتها ليه؟ زفر بحنق و قال و انتي مالك اوعي تكون فاكره اني لسه بحبك تبقى غلطانه... ردت عليه بحزن و قالت و انا لسه بحبك يا سليم و من رايي نبدأ من جديد...
-مفيش جديد يا يسرا خلاص كل حاجه راحت... اقتربت منه و وضعت يدها على وجنته قائله متغيرتش كتير زي ما انت يا سليم، تنهد بضيق و ازح يدها قائلا اخرجي...

مر ثلاث ايام لم يظهر شي جديد حتى لم تتوصل الشرطة لشي و ظلت تبحث على الجاني، و كان بداخل البيت الكثير من المشاحنات، فمنيرة كانت حزينة على فراق ولدها و الخيبة التي إصابتها في ابنتها و عبله كانت تبحث عن حلا لإنهاء تلك الحرب قبل أن تنهي على الباقي...

ذهبت رنا في الصباح إلى نور لكي تتطمن عليها و تخبرها بما يحدث، كانت نور يبدو عليها الضيق و الحزن و قالت في حاجه  يا نور؟
-مفيش يا رنا بس مش مرتاحة و نفسي ارجع لحياتي، تنهدت رنا بحزن و قالت نور ابوكي لسه في غيبوبة و انا مجبتش سيرة لحد، و لازم نكمل للآخر انتي كدا خلاص بقيتي مراته...
-مش طايقه يا رنا، انتي متخيلة اني متجورة اللي سبب في كل حاجه وحشه حصلتلي...

-مفيش حل تاني و انا مش هسيبك و هتتطلقي منه، انا هروح الشغل دلوقتي و اكلمك بليل لما اروح... تنهدت نور بحزن و قالت خلي بالك من نفسك يا رنا بس، هو مازن جي ولا
-مازن و مصطفى هنا اهاا، عبست ملامحها و قالت طيب، فهو لم يسأل عنها حتى.. ذهبت رنا لتذهب إلى عملها...

شعرت نور بالملل و دلفت إلى غرفتها ابدلت ملابسها و استقلت على الفراش، ذهب سليم إلى المنزل و كانت نور بداخل الغرفة ممددة على الفراش و تنام على جانبها، تناثرت خصلات شعرها البنية على وجهها و كان الغطاء قد تبعثر جانبا لينكشف ساقيها العارية من قميصها القصيرة و المفتوح من الخلف ليظهر ظهرها بالكامل و حملاته الرفيعة و فتحته الواسعة من عند الصدر، ازح خصلاتها و انحني ليقبل جبنها "وحشتني"...

وانحني أكثر لتقبيل شفتيها، شعرت نور بوجود احد بجانبها و تسربت رائحة عطره إلى انفها، ابتعد عنها عندما شعر بأنها سوف تستيقظ، فتحت نور عينها و قالت سليم؟ رد عليها بجمود يا نعم... نظرت لها بدهشه فهو من تسلل إلى غرفتها و ليست هي و قالت هو انت بتكلمني كدا ليه؟

قال باقتضاب دخلت اشوفك نايمه ولا...، قامت لأجلس و قالت بانفعال و أديني عايز حاجه... غضب من لهجتها معه فهي تثير أعصابه و هو لم يتحمل شي و يريد كبح غضبه بايه شي و قال بهدوء مصطنع قولتلك ميت مره صوتك ميترفعش عليا فاهمه...؟، قامت نور من الفراش و لم ترد عليه فهو يتعامل معها بمزاجه و هي لا تريد ذلك، تأملتها عينها وهي تسير من أمامه، غضب و قام خلفها، قبض على ذراعها بقوه و التصق ظهرها بالحائط و رفعها يدها الاثنان و ثبتهم على الحائط و قال بصوت غاضب لما اكون بكلمك تفضلي مكانك فاهمه...؟ تألمت من قبضته و قالت بخفوت حاضر ابعد عني...،

ارخ قبضة يده عليها و اخفضت يدها... و قال بزمجرة متقوليش الكلمة دي تاني... نظرت له و توترت من اقترابه منها و خشيت من انفعاله  و قالت سليم ممكن تعديني...، نظر لها بطرف عينه قائلا هننزل البلد بكرا، نظرت له بخوف و قالت هنعمل ايه هناك؟

-هنعيش هناك و بعد ذلك ابتعد عنها و خرج من الغرفه... شعرت نور بالخوف فأكيد ينتظرها شي سي هناك، خرجت من الغرفة و اتجهت إلى غرفته وعندما فتحت الباب وجدت جوليا بالداخل تضع القهوة على الطاولة و سليم يبدل ملابسه، نظرت لها بضيق و قطبت ملامحها، تحممت جوليا و خرجت و قفلت الباب خلفها نظرت له نور بضيق و قالت سوري مكنتش اعرف ان الوقت مش مناسب...نظر لها  و وضع قميصه على الفراش و جلس و امسك فنجان القهوة لكي يرتشفه بهدوء، اتجهت إليه بغيظ و أخذته منه و قالت انا بكلمك على فكرة...؟ تنهد سليم و قال عايزة ايه؟

-هي كانت بتعمل ايه هنا؟ و بعدين الباب كان مقفول ليه؟، نظر لها بتكهم و قال علي فكره انا محدش بيحاسبني تمام و بعدين شغل الستات اللي ملهوش لازمه دا ميتعملش معايا فاهمه... غضبت من كلماته اللاذعة و قالت تمام بس انت متحاسبنش على حاجه  برضو و يا ريت تحتفظ بتحكماتك  اللي ملهاش لازمه لنفسك و متبقش تعمل راجل عليا... برزت عروقه وجه  و القى الفنجان على الأرض و سحبها من ذراعها و ليرتمي ظهرها على الاريكه و من ثم أصبح هو فوقها و كبل يدها بقضبته و قال اقسم بالله يا نور لو ملمتيش  لسانك دا هكرهك في عيشتك...،ظل صدرها يعلو و يهبط و قالت بتحدي و عند لا يناسب وضعها الحالي  عيشتي بكرها عشان معاك... ارخي قبضته عليها ليحدق بعينها التي أعلنت من تمردها، و قال انا هكسرلك دماغك و ابقى وريني هتعملي ايه؟

-أعلى ما خيلك اركبه يا سليم و قولتلك خلاص انا خسرت اهلي و بقيت مرات اكتر واحد بكره في حياتي، نظر لها بضيق و قال و انا هكرهك فيا  اكتر...، لم تكثر لما يقوله و حاولت القيام من أسفله و لكنه ثبتها جيدا... قالت له بزمجرة ابعد عني بقا و لا مضايق أوي عشان دخلت عليك و انت مع عشقتك، بعد عنها و انفرجت شفتيه بصدمه قائلا عشقتي...

قامت لتجلس هي الأخرى و قالت بنرفزة اهاا عشقتك، اومال كنت بتعمل ايه معها...، حدق بها بذهول فهو لم ينظر إلى خادمة في نهاية الأمر حتى لو كان لديه الكثير من العلاقات و قال ليه دخلتي لاقيتها نايمه معايا انتي مجنونه...
-لا ما دا اللي ناقص، بص حاول تحترم انك متجوز...

-متجوز؟ نظرت له بضيق يا لهذه الدرجة لا يراها "ايه مش واخد بالك اني مراتك"...لوي فمه بتكهم قائلا لا مش واخد و انتي مش من النوع اللي انا بحبه... ابتلعت تلك الغصة ونظرت له بحزن حاولت اختفاءه فهو دائما يجرحها بحديثه و قالت طيب بعد اذنك... امسك يده و سحبها لتجلس على فخذه و حاوط  خصرها بيده و اليد الآخرى رفع ذقنها لكي تنظر له.. و تنهد قائلا انا مليش علاقه بجوليا...

-عادي انت حر انا مليش دعوه، انعقد حاجبه بدهشه اومال كنتي  مضايقه ليه؟
-مش مضايقه بس لما ادخل الاوضه على جوزي و الاقي كدا اكيد لازم اتكلم، عشان شكلي هيبقى وحش... نظر إلى شفتيها و مرر سبابته عليها، و انحني عليه ببطء ليقبلها، اوصدت عينها و لكن صوت طرق الباب جعله يبعد عنها، فتحت نور عينها و اكن تلك الدقات أتيت لتفريقهم، أخبرته جوليا من خلف الباب أنه يوجد ضيف بالخارج...

قامت نور و كانت تشعر بالخجل و اتجهت لتخرج و لكنه توفقت عندما قال "انتي هتخرجي كدا"
-انا رايحه اوضتي
-بقميص النوم و اللي  برا ممكن يشوفك، خليكي هنا... نظرت له بضيق و قالت طيب ايه اومر تأني
ارتدى تشيرته و خرج من الغرفه و كان ذلك الضيف سيف، نظر له سيف بشك و قال كنت نايم و لا إيه؟

-لا كنت بفكر في اللي ابوك طلبه مني انا أخرى اوديها البلد لكن حوار اني اقول انها كانت علي علاقه بيا قبل الجواز فدا مستحيل... زفر سيف بحنق و قال بصراحه طلب أبوك صعب خصوصا أنها على ذمتك... حتى لو كنت مبتحبهاش مش هتعمل كدا يعني و لا إيه؟ نظر له و قد فهم ما يرمي إليه سيف و قال انا مبحبهاش يا سيف و انت عارف اني  مستحيل احب أو افكر في حاجه زي كدا، و حتى لو دا حصل فمستحيل تكون دي...

تحدث سيف بعدم تصديق لما يقوله... قائلا والله يا سليم جوازك منها غلط اصلا و انا مش فاهم انت عملت كدا ليه؟، واحد خاطب بنت عمه يروح يتجوز، سيبك من دا نور صغيره عنك بكتير و انت عمرك ما فكرت في واحده أقل من عشرين سنه، ميادة الله يرحمها كانت في عمر تقي و رغدة نفس الكلام، نور دي واحدة عاشت برا و انت اصلا طبعك منيل و مقفل فالتعامل معها مستحيل، اهلك عمره ما هيتقبلوا الوضع و ابوك اكيد ناوي على حاجه... تنهد سليم بيأس فهو الان قفل جميع الأبواب في وجه و قال بحيره اعمل ايه؟ يا سيف...؟

-طلقها احسن ليك و لها عشان انت عارف كويس ان نور مش هتقبل ايه حاجه و اكيد انت عارف قصدي...
-انا مش بحبها و لا عمري هفكر فيها اصلا، بس انا عايز ارجع حق ميادة و فادي... نظر له و قال تعرف اول مره احس انك بتكدب... انت دلوقتي بتدور على مبرر تخليها معاك به و عشان كدا روحت تتجوزها و اظن انك مكنتش عايز تتجوز من الأساس و بقالك عشر سنه اشمعنا دلوقتي فكرت في الجواز...

-خلاص يا سيف انا مش عايز افتح الموضوع دا تأني وانا محبتش غير ميادة. و مش هحب غيرها لو كانت خاينه فهي كرهتني في الحب و لو مظلومة فأنا هجيب حقها
-و هتعمل مع نور ايه؟
-و لا حاجه هتفضل على ذمتي لحد ما ابوها يفوق
-ايه علاقه دا بدأ؟
-لو سامح كان عنده ولاد كنت زماني قتلتهم، لكن للأسف مفيش غير نور و اديني خليته يتبر من بنته و دمرتله حياته و لسه هدمرها و اخليها تتمنى الموت و تكره انها من العيلة دي..

-هتقدر؟ نظر له بضيق فهو فعلا لا يشعر بأي شي تجاهها و قال اهااا هقدر
-طب اقولك ابوك ناوي على ايه بقا؟ نظر له بقلق، أكمل سيف قائلا هلبس نور قضية زنة... اتسعت حديقته بدهشه و قال انت عرفت ازاي؟
-هو قالي... الخطة هتمشي انها هتيجي البيت تمام و بعدها هو هخلي ايه واحد يعتدي عليها و بعدين سهله جدا يلبسها القضية و بكدا هيبقى قضى عليهم للأبد تقريبا و حسيته أنه هيلبس الموضوع لحد من ولاد عمها و طبعا انت عارف ان ابوك يقدر يعمل كل حاجه...
-مستحيل... عقد سيف حاجبه بتعجب و قال مش هي مش فارقه معاك؟ فأنا من رأيي تنفذ انت بدل ابوك...

زمجر سليم بضيق و قال بعصبيه دي مراتي هو انا جايبها من الشارع يا سيف انت بتقول ايه؟
-فكر انت عايز تعمل ايه الأول و بعدين اتكلم لأن واحد انك خايف عليها... رمقه بغضب و قال متقولش خايف عليها يا سيف انا بكرها و مستحيل افكر فيها، بس هي مراتي في الأول و الآخر و مستحيل اعمل كدا
تنهد سيف فمن الواضح أنه يقول ايه شي و قال طب هتتصوروا امتى؟
-مش عارف خلينا انهارده، ظبط انت كل حاجه و هاجي
-تمام هروح على الفيلا و اتصل بالفوتوغراف و خبيرة التجميل و اكلمك...

-و المصمم عشان الفستان...قام سيف من مكانه و قال ساعه و هيكون كل حاجه جاهزة خلصوا و تعالوا...، بعد أن غادر سيف دلف إليها و قال قومي البسي عشان نتصور مع بعض...نظرت له بضيق ليه؟
-عشان الناس تعرف اني اتجوزت...
-و مش خايف الناس تقول اني صغيرة عليك، نظر لها و قال هما ١١  سنه بس و بعدين انا مش هكتب اني متجوز عيله متخافيش... و البسي بسرعه عشان لسه لما تروحي هناك هتجهزي
قبطت ملامحها و نظرت له و قالت حاضر...

ارتديت نور ملابسها و كذلك هو و ارتدى حلته السوداء الانيقة و أسفلها قميصه الأبيض و خرجوا من المنزل و اتجهوا إلى الفيلا، كانت نور طول الطريق صامته فهي لم تتخيل ليوم أن تكون تلك هي حياتها، دلفوا إلى الفيلا معنا و أخبرها سيف أن تصعد و خبيرة التجميل سوف تصعد اليها، دخلت نور إلى الغرفة لتندهش بروعه و فخامة اثاثها و مسحاتها الواسعة فهي لاحظت انه مهوس بالتنظيم فلم تتدخل مكان يملكه الا و وجدته منظم للغاية ، و مرت دقائق و دلفت إليها خبيرة التحميل و معها الفستان و حقيبة المساحيق، و قالت بابتسامه اتفضلي يا مدام نور...

بدات عملها بوضع المساحيق على وجهها ببراعة و قد اتجهت إلى البساطة و قامت بلف شعرها كعكة عالية و تزينها  بالأحجار الكريستاليه و قالت قمر جدا البسي الفستان و انزلي...، ابتسمت نور و هزت رأسها، خرجت و اوصدت الباب خلفها، نظرت نور إلى المرأة بحزن فهي تشعر بالوحدة حتى أنها فقدت حلم في أن تتزوج و تعيش قصة الحب التي رسمتها بخيالها فهي الان متجوزه و قد فقدت أهلها و لم تستطيع مواجهتهم كانت تتمنى بوجود أحد بجانبها، زفرت تلك الدمعة رغما عنها و امسك المناديل الورقي لتجفف دموعها لكي لا يخرب المكياج، و ارتديت الفستان و الذي كان بلون الأبيض بأكمام طويله شيفون و ضيق ليظهر خصرها الرشيق...

و ارتديت ذلك العقد الذي كان من الألماس الخالص و الحذائها ذات الكعب العالي، و نزلت اليهم، كان سليم ينتظرها و اندهش من مظهرها الخلاب فهي تبدو كالأميرات..
-هنتصور برا... انتبه لسليم إليها وقال اهاا، خطت خطوة إلى الأمام و لكنها تفاجأت عندما مسك يدها و خرجوا معنا، كانت نور تريد أن البكاء و تلعن اليوم الذي جمعها به، كانت لا تريد تلك الأشياء المزيفة التي تراه حتي انها عليها أن ترسم السعادة المزيفة على وجهها، بدأ الفوتوغرافي يعطي لها الملاحظات و لكن نور لم تهتم، نظر لها سليم و قال افردي وشك...؟ نظرت له و قالت حاضر...

لاحظ سليم لامعه عينها و قال اعتبري نفسك بتحبني لحد ما الصور تخلص... نظرت له بدهشه فهو حتى يستطيع رسم مشاعر مزيفة، و ابتسمت على ذلك انتهوا من التصوير و تركتهم نور و صعدت لكي تبدل ملابسها فهي كانت لا تطيق شي منهم، خلعت فستانها و الحذاء و ذلك العقد و قامت بفك شعرها، ملقاة كل ذلك على الارض و ارتديت ثيابها و جلست على الأرض لتجهش بالبكاء فلم تستطيع حبس دموعها أكثر من ذلك...
دلف سليم و جدها على تلك الحالة تظاهر بعدم اهتمام و قال يلا عشان نروح و لا عايزة تفضلي هنا؟ رفعت عينها له و قالت ماشي، قامت نور معه، نظر لها سليم و قال بتعيطي ليه؟

-عادي متشغلش بالك مفيش حاجه ...، نظر إلى الفستان و العقد و قال ماشي...، ذهبوا إلى المنزل و دلفت نور إلى الغرفه و قفلت الباب خلفها، لم يعلم لما كان يشعر بالضيق و الشعور بالذنب يحتج قلبه، جلس بغرفته وظل يتذكر منظرها وهي باكيه و جاثية على الأرض، قام من مكانه و دلف إلى غرفتها وجدها نائمه على الفراش، اقترب منها، كان جبنها يتعرق بشده، و تحسس حراره جسدها وجدها مرتفعة بشده و كانت هي تهزي ببعض الكلمات الغير المفهومة، تسرب القلق إلى قلبه و اتصل بالطيب، و جلس بجانبها... و شعر بالندم...، خرج ليفتح إلى الطبيب... و دلف معه...

-حرارتها مرتفعة جدا...، انا هديتها خافض للحرارة بس لازم كدمات و لو منزلتش يبقى شاور بارد عشان درجه حرارتها تنزل، تنهد سليم بخوف و قال طب هي كويسه يعني؟
-اهاا متقلقش...خرج مع الطبيب و بعد ذلك طلب من جوليا أن تحضر له مياه مثلجه "حضرتك اللي هتعملها الكدمات"
-اهاا هاتيها... و أخذ الطبق و دلف إلى الغرفه، عقدت جوليا حاجبها بدهشه و دلفت إلى غرفتها...

نزلت رنا من الشركه و كانت بمفردها فهي طلبت من مصطفى الذهاب و انها سوف تنهي عملها و تذهب، أدارت سيارتها و لكنها ضغط على مكابح سيارتها فجأة عندما وجدت...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة