رواية نصال الهوى الجزء الرابع للكاتبة إسراء علي الفصل الثالث عشر
وإني أحببتك دون أن أدري رغم إنكار عقلي
إلا أن قلبي يعرفك. يعرفك قبل أن أعرفك أنا
سارت جُلنار ب الممر ب عصبية هي تبحث عن سكرتيرة والدها تتساءل عن تأخرهِ لذلك الإجتماع الهام حتى وجدتها جالسة ب حيرة وتوتر ف إقتربت منها وتساءلت ب جدية
-مستر جاسر ف المكتب؟
-أومأت ثم قالت ب تردد: أها والمدام كمان معاه
-عقدت جُلنار حاجبها وتساءلت: مدام مين!
-روجيدا هانم.
أومأت جُلنار ب أبتسامةِ خُبث وتحركت من أمامها لتنهض قائلة
-مستر جاسر مشدد إن محدش يدخل
-أجابها جُلنار ب هدوء: متخافيش
وقفت أمام الباب وعلى وجهها أكثر إبتسامة ماكرة تملكها ف جعلتها شبيه لجاسر الصياد. ثم طرقت الباب وإنتظرت الرد
وب داخل
زمجر جاسر مُبتعدًا عن روجيدا ب غضب يكاد يسحق ذلك الطارق من تلك المسافة وهدر ب خفوت
-مفيش خصوصية أبدًا للواحد.
كانت روجيدا تلهث ب خجل وإحمرار طغى على وجهها وشفتها المتورمتين من هجومهِ السافر عليها. بينما هو إلتقط قميصه المُلقى ب إهمال على الأرضية وأغلق أزراره هاتفًا ب حنق
-دا أنا هشرب من دم السئيل اللي بيخبط دا
سارعت روجيدا ب وضع حجابها ب إهمال ثم عدلت ثيابها المُشعثة ب فعل أصابعه الخبيثة وجلست ب وجهٍ مُطرق وجسد يرتجف ب إرتجافة خجل لذيذ.
فتح جاسر الباب ينوي الهجوم ب صوتهِ الجهوري إلا أنه إبتلعه ثم قال ب وجوم وهو يرى إبنته
-غيرت رأيي. أنا هدوس على رقبتها أطلع روحها ف إيدي
إتسعت إبتسامة جُلنار الخبيثة ثم سافر نظرها على وجهه وثيابه المُشعثة ثم قالت ب شقاوة وهي تدفعه إلى الداخل
-يا شقي. عندك عذر قهري منعك من ال meeting!
-إتفو على دي تربية يا جُلنار
ضحكت جُلنار ب قوة وهي تضرب رُكبتيها ثم قالت وهي تُحدق ب وجههِ وكان هذا سبب ضحكاتها.
-أنا عارفة إنك بتموت ف مامي بس مش لدرجة إنك تحط معاها روچ
إتسعت عيناه ب صدمة ثم وضع يده عل شفتيهِ ليجد أن أحمر الشفاه الخاص ب روجيدا قد طُبع عليه. نظر إلى جُلنار الضاحكة ب قوة ب نطراتٍ قاتلة ثم أردف ب تجهم وهو يُزيل ما علق من أحمر الشفاه
-مش قولتلك بطلي تحطي زفت. أهو خليتي اللي ميسواش يفتح بؤه
أخفت روجيدا وجهها بين يديها ب خجل غيرِ قادرة على محابهة ما يحدث.
أما جاسر قد أمسك جُلنار من مُؤخرة عُنقها وهمس ب فحيح
-أسباب طلتك البهية اللي ضلمت مكتبي!
-كدا يا بابتي. وأنا اللي خايفة على مصلحتك وبنبهك عشان ال meeting ومستقبلك اللي هيضيع
-دا انا اللي هضيع عمرك عشان اللحظات التاريخية اللي ضيعيتها دي!..
ضحكت جُلنار ب قوة ثم قالت وهي تتملص من بين يدي والدها لتقول وهي تجذبه من مرفقهِ
-طب ممكن تأجل اللحظات التاريخية دي لبعد النهاردة عشان عندنا أحداث مهمة.
زفر جاسر ب قنوط وهو ينظر إلى روجيدا ب حسرة ف ضحكت ثم أشارت له ب يدها ليقول بعدها ب همسٍ وهو يعود ب نظرهِ الواجم إلى صغيرتهِ
-أنا كدا لازم أفكر أستقيل وبالمرة أشوف حد يربي العيال دي.
حلّ المساء أخيرًا وأتي اليوم الموعود
وقف أمام مرآتهِ يضبط رابطة عنقه وعلى الهاتف أمامه يُحدث صديقه قائلًا ب دندنة
-أنا بلبس الكرافتة السودا اللي جبتها ومكنتش بلبسها. بس إفرح يا كازانوا نزلت شرف لبسها ف مُناسبة مُهمة
لم يسمع ردًا على الطرف الآخر لعدة لحظات قبل أن يسمع صوت يزن الغريب ولكنه لم يُلاحظ من شدة سعادته ب إنتصارهِ
-مبروك يا شهاب. حافظ عليها وشيل أي تفكير من دماغك.
-لم يأبه وقال: مش عارف ليه مشيت قبل أما تيجي معايا!
-أجاب يزن ب صعوبة: أنت عارف الشغل بقى. إتصلوا بيا فجأة
همهم ب موافقة ثم قال وهو ينثر عطره أخيرًا
-يلا سلام بقى إدعيلي
لم ينتظر رده ب الدعاء ولكنه أغلق وإتجه من فوره إلى الخارج
وعلى الجانب الآخر.
وضع يزن الهاتف ب جيب بنطالهِ ب وجوم. كيف يُخبر صديقه أنه يبغض وجوده حواره لأنه وب بساطة ستكون لشهاب! كيف يُخبره أن تلك المُهلكة قد سبت قلبه ب عينيها الرائعتين! وبل وأنه يُريد وب شدة أن تفسد تلك الزيجة. لم يكن ب ذلك الحقد ولكنه لا يستحقها.
مُذ أن قابلها وعيناه لا تُبصران سواها. تخللت مسامه وعقله. أصبح يُبصرها نائمًا و مُستيقظًا. بل بات ينام كثيرًا حتى يتسنى له الحديث معها ب كافة الأحاديث. اللمسات المُحرمة ومُكافأته ب قُبلة مذاقها تخطى مُخيلته جموحًا ليستيقظ بعدها على ظمأ يُهاجمه ما أن تبتعد ب إبتسامتها الباردة والخلابة.
مسح على خُصلاتهِ ب غضب ليجد من يطوق خصره من الخلف وشفتان مُثيرتين تُقبل ظهره العاري. ليتشنج جسده ب نفور إنتابه حديثًا
أبعد يديها عنه وإلتفت ب عينين حجريتين ثم قال ب نبرة صلبة
-جوليا توقفي عن تلك الأفعال. بتُ أشعر ب التقزز
-لم تفقد إبتسامتها المُتلاعبة ثم قالت: التقزز! لم يكن هذا ما تشعر به آخر مرة
-والآن تغير ما أشعر به.
تقدمت منه ب غنج كان يُشعله قبلًا ولكن الآن كل ما قابلها هو جمود وصلابة وكأنه لم يعد هُناك ما يربطه ب عالم البشر. ولكنها كانت من الإصرار حتى وصلت إليه وأصابعها الرفيعة تسير على صدره القوي ب عضلات ضخمة وهمس ب نبرةٍ مُثيرة
-أخبرني من هي علني أستطيع أن أكونها
-همس ب فحيح ونبرةٍ سوداء: لا تجرؤي على مُقارنة نفسك بها. ف لن تستطيعي في أعظم أحلامكِ جموحًا أن تكونيها. فهي نفسها وأربعينها.
أظلمت عيناها ب غضب ولكنها أخفته سريعًا وعادت تقول وهي تعض شفتيها
-ف لنحاول
قالتها وهي تقرن قولها ب فعلها وهي تستطيل لتُقبله ولكنه أبعد وجهه ف سقطت شفتيها على وجنتهِ. لتتصلب ب غضب هادرة وقد فقدت هدوءها المزعوم
-تبًا لك أيُها العربي الأحمق
إشتعلت عيناه ب غضب قاتل أرعبها ثم هدر ب هسيس أذاب عظامها
-لو كُنتِ تملكين القليل من العقل لكُنتِ إغتنمتيها ورحلتي الآن.
ضربت الأرض ب قدمها ورحلت. ليعود هو لوحدته قبل أن يربت على كتفه يد صديقه وقال
-من إمتى وأنت بترفض أي مزة أجنبية؟
-أجاب دون أن ينظر إليه: أنت شوفت
-ضحك وقال: مين هي يا صاحبي. مكنتش أعرف إن كازانوا ممكن يحب
نظر إلى الأعلى ف وقع بصرهِ على القمر ليتراءى عليه عينيها الخلابتين ثم قال ب صوتٍ مُتباعد
-حد مكنش المفروض أقابله أبدًا
-ليه!
-وب نفس النبرة قال: لأني مُكنتش أعرف إن كياني هيتقلب كدا.
ضحك صديقه وب قوة ثم قال وهو يربت على كتفهِ ب مؤازرة دون أن ينظر إليه
-مفيش حاجة اسمها كيانك إتقلب. دي حاجة اسمها لاقيت نصك التاني. واحد زيك يا يزن مش من السهل إنه يلاقي نصه التاني. بس أنت حبيت
-زفر ب قوة وقال: محبتش
-ضحك صديقه وقال: كداب ف أصل وشك
-رمزي!..
قالها يزن ب غضب وهو يستدير إليه ولكن صديقه لم يفقد إبتسامته ثم أكمل دون أن ينظر إليه.
-لو مكنتش حبيت مكنتش رجعت من إجازتك بالسرعة دي. مكنتش رفضت جوليا وقولت مُستحيل تكونها أبدًا.
زفر يزن ب قنوط وهو يمسح على خُصلاتهِ الناعمة الفحمية ب غضب وقال ب خفوت مُستسلم
-بس إزاي من مجرد مرة واحدة بس شوفتها فيها!
-أجابه رمزي ب بساطة: لأن مشاعرك جامحة يا يزن. وسهولة تقدر تتعلق ب نصك التاني حتى لو شوفته لثانية واحدة بس مش أكتر منها.
إتكئ إلى سور اليخت ونظر إلى ظُلمة البحر ب عينيه الزرقاء والتي ماثلت سواد البحر. ليتساءل رمزي ب خفوت
-ليه مش عاوز تروحلها. ليه متشدهاش من إيدها وتزرعها ف حُضنك؟
-أجاب ب تجهم وصوتٍ لا حياة به: لأني عديم الشرف وحبيت خطيبة صاحبي.
كان الجميع ينظر إلى جاسر ب تعجب بمن فيهم سامح وأسرته والتي دعاهم ليحضروا ذلك الحدث وهو يجلس على مائدة العشاء ب ثيابٍ رياضية، بيتية لا تتلائم مع مُناسبة اليوم. بل وتعمد ب تأخير موعد العشاء عن الموعد المُعتادة. يتناول الغذاء ب بُطء مُتلذذ
مالت إليه روجيدهذا تسأله ب حنق
-بتعمل إيه يا جاسر!
-أجابها ب حيرة وبساطة: بتعشى يا روجيدا هكون بعمل إيه
-عقدت حاجبها وقالت: والناس اللي جاية كمان شوية دي إيه؟
لم يرد وأكمل تناول الطعام ب هدوء بينما نظرت روجيدا إلى جُلنار ب حيرة ف رفعت كتفيها ب حركة تدل على جهلها
لم تكد تمر عدة لحظات حتى سمع الجميع وصول الزائر. كادت روجيدا أن تنهض هي وجُلنار إلا أن صوت جاسر قصف ب صرامة
-إقعدي
نظرت إليه روجيدا ب. تعجب ولكنها آثرت الصمت وجلست. بينما أكمل حديثه وهو ينظر إليهم
-كله يخلص أكله
-هتف سامح ب حرج: جاسر مينفعش كدا
-ضرب جاسر الطاولة وهدر ب صوتٍ جهوري: قولت كله يخلص أكله.
إمتثل الجميع لأوامره الصارم بينما الخادمة كانت قد إستقبلت شهاب و أوصلته إلى الصالون ثم أتت إلى جاسر وأخبره ب قدوم الزائر ف أشار ب يدهِ لترحل
وبعد مُدة طويلة تخطت الخمس وأربعون دقيقة
نهض جاسر ب ملل وتبعه سامح وجواد الصامت ب غضب وتلتهم روجيدا
دلف ليجد شهاب وجهه يتميز غيظًا إلا أنه ما أن وجد جاسر حتى نهض ب إحترام يُصافحه ولكنه تجاهله وهو يقول ب إزدراء
-أصلك جيت ف وقت العشا. مكنش ينفع نقوم ونسيبه.
إمتقع وجه شهاب ب حرج ولكنه قال ب خفوت
-آسف يا جاسر باشا عندك حق
لم يتكلف جاسر عناء الرد بل جلس و وضع ساق فوق أختها ب وجه شهاب الذي إحمر غضبًا هذه المرة من تلك الإهانة ولكنه إبلتع غضبه ليحصل على جائزتهِ
هتفت روجيدا ب الخادمة
-مش تتضيفي ضيفنا ونادي چيلان
-إلا أن صوت جاسر الخطير هدر: مفيش داعي تنادي چيلان ولا تضيفيه
نظر الجميع ب ذهول بمن فيهم شهاب إلا أن جاسر أكمل ب بساطة قاسية
-حضرة الظابط مش هيطول.
حاول شهاب الحديث ولكن شيئًا ما عقد لسانه. ف نهض جاسر حتى وصل إليه ودون أن مُقدمات هبطت على وجنتهِ صفعة قوية جعلت الدماء تنشل من أنفهِ
شهق الجميع ب صدمة بينما صرخت روجيدا ب عدم تصديق
-جاسر!..
حدق به شهاب ما بين غصب وذهول وشعور قوي ب الإهانة لم يستطع تخيله. بينما إنحنى جاسر و ملامحه قد فقدت آدميتها ثم أردف ب صوتٍ جهوري مُفزع
-طلبك مرفوض. و إبقى إعرف كويس أنت دخلت بيت مين.
ثم إبتعد قليلًا قبل أن يجذبه من تلابيبه ثم دفعه أرضًا هادرًا ب صوتٍ قاتم، قاسي، أسود كما عهدته روجيدا
-بره بيتي يا. نجوم السما أقربلك من بنتي
ثم عاد صوته يقصف ب قوة وتحذير أسود ولهجة قاتلة ب خطورتها
-لو بايع عُمرك أبقى أشوفك على بعد مية كيلو من بنتي. برة.
نهض شهاب ب وجهٍ خطير ب ملامحهِ التي توحشت ب غضبنا و دون حديث رحل. إلا أن نظرة عينيه التي لم تلقطها سوى روجيدا حملت الكثير من التهديد. تهديد يحمل ب طياتهِ ما سيقلب حياتهم رأسًا على عقب
الناس إلى متضايقة من التأخير
اكيد الكل عارف ان ده وقت امتحانات و مستمر لغاية بعد العيد ف ايه رأيكم لو نوقف نشر الرواية لغاية ما تكتمل علشان الناس إلى متضايقة من التأخير؟!