رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل التاسع عشر
حلم سابت فهد ف المستشفى و خرجت معرفتش تروح على فين .. حست إنها مخنوقه و محتاجه لمالك .. لوجوده حتى لو مش هيتكلم ف راحتله ..
قبلها بدقايق بالظبط مالك كان خلّص مع صفوت و إتكلموا كتير ف الشغل اللى عايزُه فيه و تفاصيله بعدها صفوت خرج يمشى و مالك بيوصّله فقابل امنيه جياله ..
مالك إتوتر للحظات من فكرة إنها كانت معاه إمبارح و جياله إنهارده و دلوقت و بدرى كده: امنيه ؟
امنيه إبتسمت بلهفه بس عينيها باهته و شكلها معيطه: مالك ممكن إتكلم معاك شويه ؟
مالك إتناسى صفوت اللى واقف متابعهم بإنتباه و مدّلها إيده: اه اكيد تعالى
خدها و دخّلها المكتب و لفّ لصفوت اللى سبقه بالكلام: مش دى بنت اللوا صالح ؟
مالك بصّله قوى بتحذير: اه و كانت زميلتى ف الشغل و صحاب
صفوت: عادى كنت بستفسر مش اكتر .. فى حاجه و لا ايه ؟
مالك حاول يأمنّها بالكلام: لا عادى احنا كنا و مازلنا صحاب و علاقتنا عشان مكنتش متوقفه ع الشغل إستمرت ف عادى تجيلى او اروحلها و كنا كمان مع بعض ف فرح فهد و خرجنا بعدها
صفوت هزّ راسه بفهم: كويس .. كويس قوى ان علاقاتك اللى من النوع ده مستمره لحد دلوقت معاك .. هتفيدك.
مالك حاول يختصر: ان شاء الله .. المهم إدينى يومين و هكلمك اكون جمّعت تفاصيل عن موضوع السجين بتاعك ده و قولتلك هنعمل ايه
صفوت هزّ راسه بفهم و مشى و مالك إتنفس بعنف و دخل لأمنيه اللى نسى للحظه إنها جوه و قلق بس إتطمن بمجرد ما دخل و شافها بعيد و مش مركزه اصلا ..
مالك راح عليها بقلق: خير يا امنيه فى ايه ؟ حاجه حصلت و لا ايه ؟
امنيه حاولت تبتسم و تتكلم ف اى حاجه: لا عادى جيت اشوف شركتك و مكتبك مش اكتر و
مالك إتنرفز من برودها و هو عارف ان البرود ده مزيف بس كان زى اللى محتاج يزعق: نعمم ؟ انتى جيالى هنا و دلوقت و من غير ما تتصلى و تقوليلى عادى ؟
امنيه دمّعت: انت عايزنى إتصل قبل ما اجيلك ؟ استأذن يا مالك ؟ احنا وصلنا لكده ؟
مالك إتراجع عن لهجته و قعد و قعّدها: لا مش كده بس انا قلقت من مجيك مش اكتر
امنيه إتكلمت على طول من غير ما تفكر: انت فى حاجه بينك و بين حلم ؟
حلم ف الوقت ده كانت وصلت المجموعه و دخلت ملقتش كامل على مكتبه ف إبتسمت لمجرد إنها مش هتضطر تبرر و تتخنق من اسئلته و إتحركت ناحية المكتب و بمجرد ما وصلت ثبتت مكانها اما سمعت أمنيه معاه !
وقفت بغيظ و كانت لسه هتدخل سمعت سؤالها و حست إنها لو دخلت مالك مش هيتكلم او وجودها هيشكّل إجابته و يرتبها و هى عايزاها تلقائيه .. محتاجه تسمعها ! خدت خطوات بسيطه لورا و وقفت تتابع الكلام بعدها ..
جوه مالك إتفاجئ بسؤالها او يمكن متفاجئش مش عارف و هى عادت سؤالها بصوت مهزوز: ايه اللى بينك و بين حلم ؟
مالك إتضايق من سؤالها عشان إجابته عارف هتجرحها او يمكن عشان مكنش عنده إستعداد يتكلم ف ده دلوقت او يمكن عشان هو نفسه خايف من إجابته او يمكن كل دول مع بعض ..
مالك بين حلم اللى برا قلبها بيدق قوى مستنيه إجابته و امنيه قدامه مستنياه ينطق و قلبها بيتنفض بعنف: بحبها
امنيه بتلقائيه غمضت عينيها قوى و الدمعه المحبوسه جواها نزلت و حلم برا نفس الدمعه نزلت بس الفرق قاتل ..
مالك وقف و إدالها ضهره بيهرب من كسرة عينيها: مش عارف يا امنيه .. مش عارف اللى جاى شكله ايه ؟ عايزها معايا و عايزها بعيده عنى .. مطمن معاها و خايف .. مستسلم لها و بصدها .. بسيبها و ارجعلها .. امى اللى بطمّن منها و بنتى اللى بخاف عليها .. مش عارف اللى جاى لو معاها هيبقى ازاى و مش عارف لو بقى من غيرها هيكون شكله ايه .. مش عارف صح و لا غلط و لا فى سكه لنا مع بعض و لا لاء .. مجرد إنى مش عارف ..
امنيه امل بسيط فتحلها سكه من لغبطته: مالك انا بح
مالك قاطعها بسرعه يمنعها تنطق: انتى اختى يا امنيه و عارفه الكلام ده كويس
امنيه صوتها مهزوز: بس انا بحبك
مالك وشه إتضايق بس لازم ينطق لو مش عشانه عشانها هى تفوق: و انا بحبها
أمنيه عيونها بتترجاه: مالك لو انت لسه زعلان من موقف أبويا و إنه موقفش جنبك وقتها ف انا متخلتش عنك و كنت.
مالك قاطعها: و مين قالك إنى زعلان و لا موقفى بسببه ؟ اللى حصل حصل خلاص .. انا رديت عشانك مش عشانه .. لو قلبى فاضى مكنش هينفع اعشّمك ف مابالك اما يبقا مليان بيها
امنيه بأمل: بس انت قولت مش عارف هتكمّل معاها و لا لاء !
مالك بيقضى ع الامل اللى جواها بقصد: و لو مش هكمّل معاها مش هكمّل مع غيرها .. انا مش بس بحبها انا بعشقها .. مطمن بيها و معاها و ده احساس محستهوش يمكن من يوم امى ما غابت و إذا كنت خايف ف خايف عليها مش منها
انا وقعت ف ازمتى اللى إبتدت حدوتتها يوم ما شوفتها اول مره .. مكنتش اعرف إنها هى اللى هتفضل و جات عشان تبقى الباقيه ف وقت الكل كان فيه مفارق و هتكون هي المنحه اللي بعد المحنه .. وهتبقي عكازي وجيشي الوحيد و الهدنة اللي هاخدها مع الأيام .
عينيا طول الوقت و من اول لحظه إتكلبشت فيها لحد امبارح و احنا سوا كانت بتقولها " أوعي تمشي، اوعى تسيبينى " .. كإني بقولها إنقذي حياتي .. صلحيني و خديني و الله و انا هبقي واحد تاني عشان خاطرك .. اللي خلاني أبقي متأكد إني عايز أكمل حياتي معاها فعلاً إني حسيت انها الشباك اللى ببص منه من حياتى على حياه تانيه .. حسيت وقت ما شوفتها تانى قدام المجموعه بعد غيبه طويله إني عايز اتخانق معاها عشان كانت غايبه عني طول الوقت ده كله .. بس معرفتش .. معرفتش غير إنى اخد نَفس طويل كإنى كنت محروم من النَفس .. مش عارف .. او يمكن كنت مخنوق قبلها و اما شوفتها خدت النَفس الطويل ده فكت هى بيه خنقتى .. بردوا مش عارف .. بس اللى عارفُه او عرفته بعد كده إنى كنت بتنفسها وقتها و من لحظتها مبقتش بتنفس من غيرها او بمعنى اصح مبقتش بتنفس غيرها!
حبيتها ف وقت مكنتش قادر فيه حتي أحب نفسي .. من يومها وانا شابط فيها زي العيل الصغير .. طول مانا مش معاها بحس إني لوحدي
باخدها معايا كل مكان بروحه او ف كل خطوه و ما صدقت ظهرت حجة الشغل معاها او بحجة الصدفه عشان أحس اني واقف علي أرض صلبه ..
مبسمعش من وسط الناس غير هي .. مبشوفش نفسى غير في عنيها هى ..
عارفه .. أحمد شوقي إختصر الحب كله في بيت واحد لما قال " بيني في الحب وبينك مالا يقدر واشٍ يفسده ".
يعني اللي بيني و بينها أكبر من ان أي حد يوقع بينا .. أو يخليها تزعل منى مهما حصل .. بتسمع عنى كتير بس بتصدق ندايا اللى حتى مسمعتهوش بصوتى ..
في ست تحب الراجل و ست تآمن بيه .. بس اللي تآمن بيه أهم من اللي تحبه .. و هى أمنت بيا ف وقت انا نفسى مش مآمن لحد و لا لحاجه و لا بنفسى حتى ..
اول حاجه إتعلمتها من محنتى ان مش كل الناس تستاهل تشوف النور اللى جوه الواحد بعد ما الكل كانوا عارفين النور ده و هما اللى بإيديهم طفوه بس اما قابلتها هى اللى رجّعت النور ده من تانى .. نوّرت الضلمه اللى جوه ..
حلم هنا كانت وصلت للإجابه اللى محتاجاها و مش محتاجه تسمع اكتر .. هو قال إنه بيحبها و ده كفايه اما الدربكه اللى جواه دى هى قادره ترتبها من تانى .. بيحبها و ده المهم حاليا ..
خدت نَفس طويل قوى بعنف كإنها بتستعد لحاجه و خبطت خبطه خفيفه و دخلت: صباح النور
أمنيه وقفت بضيق من مجيها دلوقت و إتضايقت اكتر اما لفّت و شافت ف عينيها نظره بتقول إنها سمعتها: هستأذن انا معلش عشان متأخره
حلم رمت كلامها بغموض بعد ما راحت جنب مالك: انتى فعلا متأخره قوى بس الفكره مش ف وقتك قد ما ف مكانك.
امنيه إتضايقت اكتر و مشيت و حلم تابعتها بعينيها لحد ما خرجت و لفّت وشها لمالك اللى شايف ف عيونها فرحه بتقول إنها سمعتهم بس وراها إتهام مُبهم بنسباله مش عارف سببه او بيرجّحه لوجود امنيه و خليط مشاعرها ده عامل منهم نظره غريبه ف عينيها: خير ؟
مالك إبتسم: انا اللى جيبته لنفسى صح ؟
حلم ربعت إيديها قصاده و عيونها بتلمع: قصدك على إنى هنا دلوقت و إنك شغّلتنى ؟ و الله حتى لو مشتغلتش اعتقد إنى اجى هنا براحتى و مش الشغل اللى بيجيبنى و لا ايه ؟
مالك إتكلم بلهجتها: و لا ايه ؟
حلم حاولت تنسى كلام فهد او تتجاهله ف بتتكلم ف اى حاجه: هى امنيه كانت هنا ليه ؟
مالك من لهجتها حس ان فى حاجه تانيه بس جاوبها: امنيه اختى و صاحبتى و زميلة شغل مش اكتر من كده .. ع الاقل بالنسبالى .. و كانت محتاجه تسمع ده بشكل مباشر و يمكن ده سبب كافى عشان تيجى
حلم سكتت شويه: بس هى بتحبك.
مالك إداها ضهره بيهرب بعينيه من كلام هتقراه جواهم بسهوله بس هو شايف إنه مش وقته: و انا مبحبش حد
حلم لفّت وشه بجسمه كله لها و قصدت تتكلم و هى باصه ف عينيه مباشرة تقراهم: إسمها مبحبهاش مش مبحبش حد
مالك معرفش ميبتسمش و هى إبتسمت على عيونه اللى لمعت تعلن إستسلامهم ..
حلم بتتكلم و تتكلم و تتكلم ف اى حاجه و بتفتح و تقفل مواضيع مالهاش علاقه ببعض و هو سايبها براحتها لحد ما تجيب اخرها او تجيب اللى عندها لإنه فاهم ان كل ده وراه حاجه مش عارفه تجيبهاله ازاى ..
لحد ما نطقت بصوت متوتر: مالك انت ليه طول الوقت منعزل ؟ ليه ساكت ؟ ليه مش واضح ؟ مش مباشر ؟ مش بتوضّح ؟ ليه شايفاك كويس ف حين ان الكل
سكتت و مالك فاهمها بس سايبها تكمّل: ليه الكل مستكتر عليك تقع و تقوم ؟ مع ان ده عادى و خاصة مع واحد زيك و بقدراتك ؟
مالك عايز يطمنها و خايف يقلقها و عايز يبعدها و مش قادر يخسرها مجرد إنه ملغبط: يمكن عشان الوقعه كانت قويه ف الكل توقّع إنى مش هقوم منها ف اما قومت بقت غريبه
حلم عايز تسأله عن فهد و كلامه بس مش عارفه: حتى الناس القريبه منك يا مالك ؟
مالك فهم من توهان كلامها و عشوائيته ان وصلها كلام و عايزه تستفسر او تطمن .. مكنش عارف يتعامل ازاى مع كلام وصلها هو نفسه ميعرفهوش بالظبط .. ينفى او يثبت او حتى يبرر ..لمجرد إنه مش عارف و مش عايز يعرف .. طب ايه ؟ يسألها عنه؟ لاء .. لإنه لو سألها لازم هترد و هو مش ضامن ردها و لا هتقول ايه و لو إتكلمت يبقا لازم يرد و هو حاليا معندوش إستعداد لده فقرر يرد بطريقه دوبلوماسيه و بيدعى تفهمه او يبقاله فرصه عندها و ميتقفلش بابها و إلا هيبقى اسوء: اللى بيحب حد يا حلم مبيسمعش عنه .. بيسمع منه و بس .. حتى لو مقدمهوش الفرصه دى بيسمع قلبه .. ( شاور على قلبها ) إستفتى قلبك ..
حلم هو بيتكلم و هى ف إتجاه تانى بتقرا عينيه اللى مطمنينها و متطمنين بيها قوى و هو ملاحظها و نوعا ما امل إبتدى ينوّر قدامه: انا من النوع اللى مبعرفش اتكلم كتير و حاليا معنديش طاقه اتكلم خالص .. الطاقه اللى عندى يدوب مكفيانى الصّم نفسى
حلم قررت تديله فرصه او بمعنى تانى تديله طاقه: و انا مصدقاك يا مالك .. مصدقاك عشان مفيش حبيب بيكدب على حبيبه
مالك عيونه غمضت لوحدها و بردوا لسانه نطق لوحده: المفروض
حلم إتخطفت من ردّه و بتحاول تفسّره بنفس إتجاه كلامه او تفكيرها ..
حلم قعدت كتير بعدها مشيت و مالك وصّلها .. بعدها شرد كتير ف كلامها و إفتكر عرض صفوت عليه ف مشاركته شغله و حتى العمليه اللى طلبها ..
حس ان رجله بتنغرس كل مدى بالدرجه اللى تخليه لو حب يرفعها من الوحل ده مش هيعرف .. قرر ينسحب من الموضوع ده و صفوت مش اجبره ف مش هيعك نفسه اكتر من كده و إتصل بصفوت بلّغه ..
صفوت بقلق: يعنى ايه يا مالك ؟ ده انا معتمد عليك ف الحوار ده بالذات محدش هيعرف يخلّصه غيرك
مالك بيفلت منه: معلش بس مش هعرف و انا اصلا إيدى كانت متصابه من قريب ف مش ف حالتى
صفوت عمال يحاول معاه او يسهّلهاله: متقلقش من الناحيه دى .. خد معاك حد من الرجاله الحراسه اللى يكفيك و
مالك حاول يقفل الحوار على قراره: معتقدش هينفع و لا هعرف .. و انا بلغتك شغلى بس معاك اللى إتفقنا عليه مش اكتر
صفوت حاول و حاول معاه بس معرفش لحد ما قفل معاه ..
اللوا مدحت مع فهد ف المديريه: فهد لو لسه محتاج اجازه انا ممكن
فهد قاطعه بزهق: انا كويس على فكره مش عارف ليه شايفنى تعبان ؟
اللوا مدحت بصّله بعتاب: و الله انا مش شايفك تعبان .. انت مش تعبان انت بس مشغول .. و قولتلك الكلام ده قبل كده و يا تفوق يا تقع و الاختيار بإيدك و انا اهو شايفك بتختار تقع
فهد بملل: و انا معملتش حاجه لده كله
اللوا مدحت: و مرواحك للمعمل الجنائى مره ورا مره ؟ و تدويرك ورا مالك ؟ و مراقبتك ؟ هو انت بجد فاكر ان واحد زى مالك لو عايز يغلط حتة عيل ممشيه وراه ده اللى هيعطله ؟ و لا حتى انت ؟ بجد فاكر كده ؟
فهد بزهق: قولتلك إنى مجرد احساس ان فى حاجه بس لسه مش عارف اثبتها ده اللى مخلينى مش عارف اقتنع
اللوا مدحت زعق: انت عارف دى كام لسه اسمعها منك ؟ بالطريقه دى انت هتقع وقعة مالك اللى بتلومه عليها يا بيه .. انت عارف إنك كان ممكن تروح ف داهيه بسبب إصابتك ف اخر عمليه دى ؟ الرصاصه اللى انت إتصابت بيها ميرى و لو إتدوّر وراها زى مانت بتدوّر ورا اخوك هيتعرف مصدرها و يتفتح تحقيق و سين و جيم
فهد تهته: اه ميرى بس دى رصاصه طايشه جات وسط الاشتباك.
اللوا مدحت بتحذير: ساعتها بقا المعمل الجنائى هيقول اذا كانت طايشه و لا مقصوده
فهد مش عايز يسمع تانى او مش عايز يشوف نفسه غلطان لإنه مش مقتنع: شوف انت عايز ايه دلوقت
اللوا مدحت: سيب القضيه اللى ف إيدك لحد ما تفوق و تبقى كويس و انا هخلى
فهد بزهق: انا كويس شوف عايزنى ف ايه
اللوا مدحت: بلاش
فهد بضيق: قولتلك كويس احلفلك يعنى ؟
اللوا مدحت مش مقتنع: البلاغ اللى جالنا بخصوص الباخره و عدى راح بس موصلهاش و ملحقوش الباخره .. عدى مسك الواد بتاع الصيانه اللى كان عليها و هو بلّغ عن اللى طلبه للصيانه و لسه مقبوض عليه هناك من كام ساعه بس .. هبعت قوه تجيبه
فهد: هروح انا مع القوه و قبلها عايز اقابل الواد اللى وقع ف الاول و إتكلم
اللوا مدحت سكت شويه: الواد جوه بيتحقق معاه و حلم معاه
فهد إستغرب: نعمم ؟
اللوا مدحت و هو ماشى: طلبها محاميه و جات .. هبعتلك الملف تبص عليه و شوف التحقيق
فهد دخل المكتب تابع التحقيق معاه و هو بيشوف الملف ..
حلم: يعنى انا مش فاهمه ازاى تسيبوا الراس و تمسكوا الرجلين ؟ انتوا مقدرتوش ع اللى ماسك الليله و صاحب الباخره و بيدخّل و يخرّج بمزاجه و لا كإن البلد بيت أبوه و جايين تمسكوا مجرد عامل كان بيشوف الصيانه للباخره ؟
فهد إتكلم ببرود او يمكن غموض: و الله احنا بنمسك اى حد له علاقه بالموضوع .. و بعدين مش يمكن تبعه ؟
حلم إتنرفزت: لا مش تبعه و هو قال و انت لو ظابط شاطر كان بتحرياتك عنه هتفهم إنه مجرد عامل و إتطلب لشغل خلّصه و مشى
فهد بيحاول بس يستفزها مش اكتر: ده احنا اللى نقوله مش انتى
الراجل كان إسمه سمير: انا إديتكم اسم الراجل اللى طلبنى و انا روحت خلصتله شغله و مشيت
حلم أكّدت على كلامه: هو قال ف التحقيق إن اللى طلبه إسمه عادل يسرى ! ما تشوفوا شغلكم بقا
فهد تابع معاهم و شاف الملف و اخد حاجته و جهّز القوه تبعه و خد طريقه لمينا العريش ..
و حلم كمّلت التحقيقات مع عامل الصيانه لحد ما خرج و هى مشيت ..
اخدت عربيتها و إتصلت بمالك: حبيبى
مالك إبتسم بس صوته مخنوق: حلم
حلم قلقت من صوته: مالك يا مالك؟ فيك حاجه و لا ايه ؟
مالك حاول يطمنها لإنه اكيد مش هيعرف يقولها ف حاول يهزر: مابلاش مالك يا مالك دى عشان بتحسسنى إنك بتغنى
حلم ضحكت برقه و هو ضحك معاها: ضغط شغل مش اكتر
حلم إبتسمت: معلش بقا ما انت معاك محاميه متدلعه بتيجى على مزاجها
مالك إتغاظ من إصرارها اللى بالنسباله عِند: بردوا ؟
حلم: بردوا .. ريّح نفسك بقا
مالك لسه هيتكلم سمع صوت دربكه و خبط و دوشه عندها: حلم فى ايه ؟
حلم بتتلفّت حواليها لمحت كذا عربيه بيقرّبوا منها يحاوطوها إتخضت من هيئتهم: معرفش يا مالك بس فى حاجه مش مظبوطه
مالك مستناش توضّح اكتر و اخد حاجته و نزل بسرعه و هو بيكلمها: طب إهدى انا جايلك انتى فين بالظبط ؟
حلم العربيه بتختل منها و بتحاول تسيطر عليها بالعافيه من كتر الزق فيها: انا على طريق (..) بس.
حلم الموبايل وقع من إيدها ف ارضية العربيه من عنف الحركه و معرفتش تكمّل و مالك كان إتحرك بعربيته لعندها بس جاب اخره من القلق و بينده بتوهان و مش سامع غير حركه و دربكه و خبط و رزع: حلم .. حلم إهدى إهدى .. انتى كويسه .. انا جايلك متقلقيش .. حاولى تمشى بالعربيه اكبر مسافه متوقفيش .. فااهمه .. متوقفيش
فجأه الموبايل فصل و مالك داس على سرعته بتوهان و بيدعى ربنا يلحقها و دماغه مش عارفه تجيب حاجه ..
عند حلم من وسط الدوشه سامعه صوت مالك ف الموبايل اللى وقع ف ارضية العربيه .. بتحاول تميّل تجيبه العربيه
فقدت توازنها منها و ده خلّى كذا عربيه اللى وراها قرّبوا منها اكتر و حاوطوها .. ضربوا نار على عجل العربيه و العربيه فضلت تحك ف الارض و تلفّ حوالين نفسها ..
حلم كانت مسكت موبايلها و بسرعه طلبت اخر رقم و اللى كان مالك و بتتكلم يمكن قبل ما يفتح: مالك إلحقنى .. لالا متجيش .. متجيش .. انا همووت .. فى ناس كتير قوى متجيييش
مالك مش عارف يجمّع كلامها من الهيستريا اللى فيه بس حاول يجمّع: حبيبتى إهدى انا
مكملش الكلمه و كان سمع صوت عالي جدا ..
عند حلم حاولت ترجع تمسك دركسيون العربية اللي بيلف جامد و إتكسر و العربية نفسها بتلف بجنون و العربيات اللى كانوا وراها قرّبوا حاوطوها يسيطروا على حركتها و يكتفّوا حركتها ... العربية وقفت بصعوبه بعد ما خدت فرامل عنيف او يمكن العجل بتاعها فرقع و طار ف العربيه حكّت ف الارض جامد و وقفت بس عماله تتهز بعنف زى اللى بتنهج .. ف وقفتها الفجأه حلم لبست ف التابلوه قدامها و دماغها خبطت فيه بعنف مره ورا التانيه بعدها حاولت تبص حواليها بس مش شايفه حاجة و مش سامعه حاجة بس هدوء مُريب و ضلمه و دخان و خيالات لرجاله بتقرّب منها زى الاشباح كده .. حاولت تتحرك بس مفيش .. و حالة إغماء بتهاجمها تسحبها لدنيا مفهاش وعى و إستسلمت بإنهزام ليها ..
مالك داس اكتر و اكتر بنزين لحد ما خد الطريق اللى قالتله عليه و كل خطوه بيزيد سرعته لحد ما وصل ع الطريق .. تابع الطريق و هو بيتحرك بعربيته بعشوائيه حواليه و بيمشى ف كل إتجاه للطريق لحد ما لمح ف الارض حاجه غريبه .. قلبه وقع مكانه و نزل برعب ميّل ع الارض لمح عليها دم ..
نزل بركبُه ع الارض حقق فيها و إتهيأله إنه شم ريحتها او إتخيل ده .. بيرفع نفسه لمح رصاص مضروب و جاى ف الارض ..
قلبه وقع و حالة توهان بتسيطر عليه بيصدّها و بيحاول يفوّق نفسه منها .. رجع عربيته بسرعه و مشى ورا الحاجات اللى ع الطريق لحد ما لمح من بعيد على جانب الطريق عربيات واقفه و محاوطه حد او حاجه ..
مالك هدّى سرعته لحد ما بقت بطيئه قريبه منهم و بلع ريقه بتوتر و حاول يفكر بشكل سريع بس التفكير ده للى عنده عقل إنما هو ف اللحظه دى مكنش فيه عقل اصلا .. حاول يفكّر نفسه إنه كان ظابط و بقدراته يعرف يحتوى الموقف بس عقله مش ساعفُه ..
عند حلم بعد ما العربيه وقفت بيها حاوطوها و شدّوها ينزّلوها بس معرفوش من رجليها اللى إتحشرت ف الفرامل ..
حد منهم بِعد شويه عمل تليفون .. بعدها رجع قفلوا عليها العربيه و جاب جراكن جاز رشها ع العربيه من جواها و عليها من برا و على حلم نفسها و هى مكفيه ع العربيه مغمى عليها .. بعدها قفلوا العربيه عليها .. و حط حاجه زى القاصعه حديد ورا العربيه و ولّع نار ف حاجه و حطّها فيها و ربط القاصعه بسلسله حديد طويله ف العربيه و خلّاها بعيد عن العربيه بس مربوطه فيها .. و لو العربيه إتحركت سانتى هتسحبها وراها و النار اللى فيها هتوصل للعربيه و تخليها تولع و ده كان قبل ما يوصل مالك بثوانى ..
بعدها واحد منهم خد تليفون يتصل بحد ...
مالك متابعهم من بعيد و شايف طشاش حركتهم و بيخمنها و كل ما يفسرها قلبه يتنفض .. حلم من بعيد جوه العربيه إبتدت تفوق من ريحة الجاز و من عجز حركتها إبتدت تعيط .. مالك نفسه لو يطمنها إنه موجود او عايز يعيط معاها ..
عند صفوت بيزعق ف التليفون: انت إتجننت ؟ ايه اللى عملته ده ؟ مين قالك تتصرف ؟
الراجل ع التليفون من عند حلم: عادل بيه قبل مايتقبض عليه كان متابع الواد بتاع الصيانه و عرف إنه قر عليه و البت المحاميه اللى معاه هى اللى خلته يتكلم ف إدانى امر اجيبها بس هو إتقبض عليه بعدها
صفوت زعّق اكتر: و مجتليش ليه قبل ما تهبب الدنيا ؟ جاى بعد ما عكيت ؟ ثم إنكوا هتعملوا بيها ايه ؟ هى دافعت و خلاص ايه اللى ممكن تعمله ؟
الراجل: عمها راجل كبير ف الداخليه و له وزنه و عادل كان هيلوى دراعه بيها يخرّجه و المفروض نكلّم عمها ده على حسب إتفاقنا مع عادل بس موبايله مقفول
صفوت زعق اكتر و اكتر و مش عارف يعمل ايه: اقفل يا غبى و إستنى منى تليفون اكون عرفت هتتصرف ازاى.
الراجل قفل معاه و كان إنشغل بالتليفون و مخدش باله من مالك اللى اما معرفش يتابع كلامه عشان الراجل كان مديله ضهره ف إستغل إنشغاله و قرّب منهم شويه شويه و كل ما يقرّب يتخفّى ف حاجه لحد ما بقى قريب منهم و لمح الوضع عن قُرب ..
لو ضرب رصاصه واحده العربيه هتنفجر بحلم جواها .. و لو عمل اى قلق ف ممكن بحركه بسيطه منهم يحدفوا النار ع العربيه تولع .. و لو إشتبك معاهم ممكن حلم حتى تتهز ف العربيه تشد النار و تولع .. يعمل ايه بس ؟ حس ان كل حاجه إتفقت عليه ! ليه مكتوب عليه الخساره ؟
مقدموش حل تانى .. خد نَفس عنيف و قرّب بحذر يكشفلهم نفسه شويه شويه و اول ما لمحوه رفعوا مسدساتهم بس مالك حدف مسدسه من بعيد قدامهم ع الارض قبل ما يوصل عندهم: محدش يضرب .. محدش يتحرك .. انا مش هعمل حاجه .. محدش يتحرك
الراجل شاور للكل رجعوا بس مسدساتهم ف إيديهم و مالك بيقرّب منهم بحذر و هو بيتكلم: براحه انا مش هأذى حد .. مش جاى أذى حد .. محدش يقربلها
حلم كانت مغمضه عينيها بعنف و دموعها بتنزل بسرعه ورا بعض و بمجرد ما سمعت الصوت فتّحت بسرعه و حاولت تلتفت وراها و هنا لمحت مالكها و عينيها اللى إتعلقت بيه ف ثوانى كل الخوف اللى جواهم إتبخر ..
مالك عينيه بتتنقل بينها و بينهم و بيحاول يطمنها بعينيه: إهدى إهدى .. هتخرجى من هنا .. إهدى
الراجل قرّب منه مطمن ان مالك رمى سلاحه و حتى لو معاه غيره مش هيخاطر و يستخدمه .. نظراته لها بتقول إنها مهمه مش هيخاطر بيها و شكله جاى عشانها مش عشانهم او إنه جاى يقبض عليهم بصفتهم تبع عادل ..
الراجل قرّب: إمشى يالا من هنا بدل ما تتفرم معاها
مالك حاول يطوّل معاه ف الكلام: انت عايز ايه منها ؟ قولى عايز ايه و انا اللى هعملهولك.
الراجل فكر ثوانى ممكن يطلب منه ايه بس إتراجع هو مش ف إيده حاجه ممكن يعملها: قولتلك امشى بدل ما تأذيها و تأذى نفسك
مالك إتكلم اكتر بس عقله شغال ف جهه تانيه: ماهو انا مش همشى من هنا من غيرها .. بس انت كل اللى هتعمله هتأذينى و تأذيها و هتأذى نفسك بردوا لإنى مش هسيبك حتى و انا بموت .. ده غير إنك لو طلعت مش هتستفيد حاجه
الراجل فكر يلجئ لحد ياخد رأيه ممكن يستفيد من الكائن اللى قدامه ده ف ايه بس متردد من رد فعل صفوت لو كلّمه تانى ..
مالك متابعُه بعينيه و من حركته فهم إنه الكبير بتاع الليله اللى هما فيها دى و المسئول ف حاول يرتب افكاره على كده ..
الراجل ماسك موبايله بتردد و مالك بينقل عينيه بينه و بين الرجاله بتاعته و يرجع يبص ل حلم بقلق اللى اى مخاطره هتفشل هى اللى هتدفع تمنها ..
خد نَفس عنيف بصوت عالى لدرجة الراجل إلتفت ناحيته و قبل ما يعمل حاجه كان مالك خد خطوه واحده لورا و قدّمها تانى بشكل اسرع و مسك الراجل بعنف من رقبته بإيد و الإيد التانيه كلبش بيها قبضتين إيده ورا ضهره و وقف برجله على رجل الراجل: إدّى امر لرجالتك تبعد
الراجل متكلمش و مش عارف ينطق و مالك زعّق اكتر و هو شايف الرجاله هتحاول تقرّب منهم: قولهم يرجعوا لورا احسن ما نضيع كلنا.
الراجل مش عارف يتكلم بس حرّك راسه بإشاره معناها إنه هيقولهم و مالك لفّه ف حركه سريعه بحيث يبقى ضهره له و وشه للرجاله بس مكلبش إيده ورا ضهره و لف دراعه على رقبته شدد عليه: قولهم ينسحبوا خالص عشان اى حركه انت اللى هتدفع تمنها لوحدك
الراجل شاورلهم براسه و مالك خفف قبضته على رقبته بشكل خلاه إتكلم بالعافيه: إبعدوا خالص .. إرموا السلاح
رجالته بِعدت نهائى خالص و مالك إتحرّك بيه و هو على مسكته قرّب من العربيه فتحها بحذر .. حلم كانت متربّطه بردوا جوه غير رجليها محشوره ..
مالك إتنفس بعنف و هزّ الراجل بحده و فضل مكلبشه بإيد و فك إيده التانيه بيفك حلم اللى على وشها إبتسامه مش مناسبه للموقف خالص ..
مالك معرفش ميبتسمش لحد ما فكّها بس لسه رجلها محشوره .. بصّلها و بص لرجليها بترقب و هى فهمت ف غمضت عينيها و هزّت راسها اه و مالك كتم نَفسه و مسك رجليها و خطفها بعنف و هى صرخت ..
شدّها ف إتحدفت برا العربيه قدام بابها بس ف شدته لها العربيه إتهزت و السلسله إتحركت بالقاصعه بالنار و ثوانى و النار إبتدت تتسرب لسلسلة الحديد و منها للعربيه ..
مالك حدف الراجل اللى كان ف إيده بعنف بعيد و ميّل عليها وقّفها بسرعه و جريوا .. بيجروا و النار وراهم بتزيد و تزيد و تزيد لحد ما قلبت بإنفجار العربيه و الدخان عتّم الجو و قفله ..
حلم إبتدت تنهج و تقع و تجرى و ترجع تقع من رجليها اللى بتنزف .. مالك كان بِعد عن النار و العربيه مسافه تسمحلهم يتنفسوا ف وقف و نزل برجله ع الارض جنبها يشوفها بس لمح الرجاله بتقرّب منهم و مش عارف جايين عليهم و لا بيجروا زيه ..بس ايا كان لازم يمشوا ف ميّل علي حلم شالها و جرى ..
كان راكن عربيته ع الطريق و قبل ما يوصل سمع صوت ضرب نار حواليه و جنبه و جاى عليهم بص شاف الرجاله بتقرّب منه بس معاهومش عربياتهم اللى تقريبا راحت ف الانفجار .. قلق اكتر من ان حلم بتنقط جاز و اى طلقه ناحيتها هتبقى بعمرها .. ضمها ف حضنه اكتر بشئ من التملك كإنه بيقول للقدر لاء كفايه بقا لحد كده..
حاول يسرّع خطواته و هو شايلها لحد ما وصل عربيته ركب بيها و قعّدها جنبه و ربطلها الحزام و ف حركه عنيفه إتحرك بالعربيه و بقا يتحرك بشكل عشوائى لحد ما بِعد عنهم و معرفوش يكمّلوا وراه ..
بمجرد ما بِعد إتنفس قوى براحه إنه خرج بيها و ده كفايه برغم حالتها .. إتحرك شويه يبعد اكتر و إتأكد إن محدش وراه بعدها بص عليها بقلق و دماغها و رجلها فيهم كدمات و جروح و مش عارف يعمل ايه او الاصح يعمل ايه !
حلم جنبه سندت راسها بضهرها ع الكرسى و غمضت عينيها بإستسلام بعد ما روحها إتطمنت إنها ف إيده بس لاحظت قلقه و فهمت: انا كويسه على فكره متقلقش
مالك حاول يبتسم: منك لله يا شيخه انا قلبى وقع ف رجلى
حلم بتتكلم بالعافيه بس بتتكلم لمجرد مبسوطه: دلوقت بس اقدر اقولك قلبك وقع معايا مش ف رجلك على فكره
مالك برّق بغيظ لها: بذمتك ده وقته ؟
حلم إبتسمت و غمضت عينيها تانى و حاولت تخففها عنه: مفيش داعى مستشفى
مالك إتضايق إن كلامها صح و هيدخلوا ف إستجوابات هو نفسه معندوش تفسير لها و قلق اكتر اما دماغه راحت ف إتجاه صفوت ! معقوله يكون ورا اللى حصل ؟ بيضغط عليه مثلا ؟ مش عارف !
حلم فوّقته من شروده: انا كويسه صدقنى انا بس عايزه اغيّر هدومى دى .. ريحتها وحشه قوى .. ايه ده ؟ جااز ؟ حد يحط النيله ده ؟
مالك ضحك غصب عنه: معلش المره الجايه هخليهم يغيّرولك البرفان عشان يعجب سيادتك
حلم ضحكت معاه: بتتريق ؟ طب إتفضل إتصرف
مالك ملاحظ تعبها و شكلها المرهق بس بتداريه بس فعلا مينفعش مستشفى ع الاقل لحد ما يفهم: طب هنعمل ايه ؟ الهدوم محلوله بس ع الاقل هتلبسى فين ؟
حلم عينيها بتغمض و تفتّح لوحدها بإرهاق و بتتأوه و كإنها بتقاوم الإغماء تانى ..
مالك حاول يوصّلها البيت بس بشكلها ده مينفعش .. هيبقا قلق اكتر .. فكّر بشكل سريع بعدها إتحرك ع المجموعه و هناك كل حاجه هتتحل بعدها يوصّلها ..
وصل و ميّل شالها و دخل بيها و هى إبتسمت من بين حالة شبة الإغماء اللى كانت فيها ..
دخل مكتبه بيها و دخل على طول غرفته و نيّمها ع الكنبه و واقف بيدعك راسه مش عارف هيعمل ايه ..
راح على دولابه طلّع اى لبس قابله و حدفه ع الترابيزه قدامها و نزل على رُكبه جنبها يفوّقها ..
حلم بتغمض و تفتّح و مالك مصمم يفوّقها بس مش عارف .. شالها و دخل بيها الحمام شد كرسى حطّها عليه و سحب خرطوم الحنفيه و فتحه عليها و هى إبتدت تفوق شويه شويه لحد ما فاقت خالص و برّقت من المنظر: ايه ده ايه ده ؟ يا ابن المجنونه ؟ حد يعمل كده ؟
مالك رفع حاجبه بغيظ: هو انتى مش واخده بالك من اللى حصل ؟ و اللى عملته و شكل حضرتك اللى جايبك بيه ؟
حلم بتتكلم بالعافيه من التعب و الضحك و سقعان المايه و الغيظ و كدماتها و كل حاجه: بردوا مكنش ينفع تنيّلنى كده ! يا مجنون ! خرّجنى ! خرّجنى ..
مالك إتغاظ من كلامها و ضحك على لهجتها ف مد إيده شد اقرب شاور و فتحه و فضل يفضّى عليها منه بعشوائيه و كل ما يقفله يرجع يحط اكتر: امال ريحتك دى هتروح ازاى ؟
حلم صرخت اكتر او جرحها اللى صرخ ف صرخت معاه..
مالك إنتبه كإنه كان ناسى: معلش معلش ثوانى
إبتدى ينزّل مايه اكتر عليها يصفّيها لحد ما الريحه خفّت او تقريبا راحت و خرج جابلها هدومه و شاورلها بيهم و هو خارج: غيّرى هدومك بسرعه عشان متاخديش برد و إخرجى.
حلم إبتسمت بتعب بعد ما قفل وراه و فضلت مكانها شويه بعدها قامت قلعت هدومها و لبست هدومه و خرجت ..
مالك اول ما شافها إبتسم بس بسرعه إنتبه لشكلها اللى بيدوخ فقرّب بسرعه سندها و رقّدها على حرف السرير و جاب فوطه بقا ينشّفها بيها ..
بعدها شاف جرح راسها و كان كدمه من الخبطه بس محتاجه خياطه و رجلها مزرقّه ..
كلّم دكتور رياض اللى كان تبعه و جاله و شافها .. خيّطلها الجرح و شاف رجلها: هى مفهاش كسر تقريبا لإن لو كسر مكنتش هتعرف تتحرك بس طالما إتحركت مش كسر .. غالبا عضمه منقوله و هردها .. بس يستحسن بعد ما تفوق تجيلى المستشفى نتطمن اكتر بالاشعه.
مالك هز راسه بقلق: لو محتاجه دلوقت مستشفى مفيش مشكله
دكتور رياض: حاليا انا عملت اللازم .. انا بس بقول زيادة إطمئنان
مالك هز راسه و شاورله يقرّب و هو مسك رجلها رد العضمه و هى صرخت جامد و تبتت ف مالك اللى باس راسها و رجّعها ف رقدتها بهدوء: إطمنى مفيش حاجه .. حاجه بسيطه و عدّت
حلم غمضت عينيها بس لسه ماسكه فيه و الدكتور إنسحب من جنبهم مشى ..
مالك عقله بيحاول يحلل اللى حصل بكذا شكل و كذا طريقه .. مش عارف يفسر حاجه و لا يربط حاجه بالتانيه .. كل افكاره بتوديه عند صفوت لمجرد إنه إختلف معاه قبلها ف ممكن اللى حصل مجرد ضغط عليه .. بس لا ميعملهاش .. هو عارف كويس ان مالك قلبته وحشه .. طب مين ؟
فضل جنبها كتير بيراقب حالتها: حلم انتى عندك تفسير للى حصل ؟
حلم حاولت تفتّح بس عيونها المرهقه بصتله بحيره: معرفش يا مالك.. انا اه شغلى كله قلق و بمجرد ما بمسك قضيه ببقى متوقعه اى حاجه من دى .. بس .. بس
مالك بصّلها بترقّب بيحاول يمسك ف اى كلمه تحدف اللى حصل بعيد عنه او تحديدا عن اللى ف دماغه: بس ايه ؟ قولى اى حاجه عندك و انا ممكن افهم منها .. اى تفصيله حتى لو صغيره .. تهديد مثلا او حد كلمك او قضيه شغاله عليها او ... اى حاجه فيها قلق.
حلم إبتسمت من مالك اللى مش عارف يفصل شخصية الظابط اللى جواه عن شخصيته و متملكه منه و بتحاول تفكر بصوت عالى: مش عارفه .. معتقدش .. انا اه ماسكه اكتر من حاجه بس مسبقش و جالى تهديد مثلا او حاجه من اللى بتقول عليها .. حتى القضيه اللى كنت بحضر التحقيق مع المتهم فيها معتقدش تكون السبب ده المتهم فيها لسه متحققش معاه و لسه جاى للتحقيق بكره
مالك إنتبه قوى بتركيز لمجرد سيرة المتهم اللى لسه هيجى و بكره: متهم ايه و قضية ايه دى اصلا ؟
حلم مش مقتنعه: مجرد عامل صيانه إنطلب على باخره يتمم صيانتها هو و الصنايعيه بتوعه و بعدها الباخره إتبلغ عنها إنها بتُستخدم ف هجره مخالفه و كده بس معرفوش يوصلوا لها و لا لصاحبها فعرفوا ان صاحبها كان طالب حد يتمم ع الصيانه قبل ما يطلع بيها و جابوه و هو معرفة حد من صحابى ف كلمنى اروحله و فعلا إتكلمت معاه و خدت منه إسم صاحب الباخره اللى طلبه و بلغت عنه .. حتى فهد مكنش مقتنع او بمعنى اصح مقتنع بس بيعاند لمجرد العند معايا مش اكتر
مالك إتوتر قوى بشكل ملحوظ بس هى فهمت توتره ان كده فى قلق كمان على فهد زيها فسألها و هو بيدعى بإجابه غير المنطقيه مع الكلام: و فهد ماله ؟
حلم إستغربت سؤاله لإن المنطقى فهد معاها يبقى هو اللى ماسك القضيه: ماهو اللى كان بيحقق و تقريبا هو اللى طالع المأموريه يجيبه
مالك القلق إتملك منه ف حاول يقفل الحوار معاها و إستناها كتير و هى بتنام و تفوق مخضوضه و ترجع تنام بتعب لحد ما نامت خالص بعدها مالك إنسحب من جنبها بهدوء و نزل جاب موبايله و كلّم صفوت اللى حاول يكون هادى: مالك انت فين ؟ انا كنت
مالك بغضب صريح: يعنى مش عارف انا فين ؟ انت هتستعبط ؟ رجالتك مقالولكش و لا ملحقونيش ؟ ع الاقل كامل بتاعك مبلغكش ؟
صفوت حاول يمتص غضبه: كامل ؟ كامل مبيراقبكش هو بس بيبلغنى بآى حاجه تخص الشغل عشان لو انت مش هنا .. و الرجاله اللى انت بتقول عنهم دول مش رجالتى
مالك زعّق: مش رجالتك ؟ انت فاكرنى اهبل هتضحك عليا ؟ هتجيبنى بتهديد و ترجّعنى بكلمتين زى العيل ؟ لاء فوووق.
صفوت حاول يهديه: صدقنى انا معرفش حاجه عن موضوع حلم ده و لا بإيدى و
مالك إتريق خاصة بعد ما قال اسم حلم: تصدق اقنعتنى اصدقك
صفوت بصدق: و الله ما اعرف .. عادل كان متابع الواد بتاع الصيانه ف القسم و عرف تقريبا إنه جابها محاميه و كلّم رجالته تتصرف بس إتقبض عليه ف ملحقش
مالك كتم خنقته و هو مصدق كلامه بس مش عارف يمنع غضبه: و انا و رحمة أبويا و أمى ما هرحمه
صفوت حس إنه إتسرّع ف حاول يلصّم الموقف: هو كان عايز يجيب رجل عمها و يضغط عليه بيها مش اكتر بس ملحقش .. الرجاله اللى إتصرفت من دماغهم لما هو وقع و انا عندى إستعداد ابعتهوملك لحد عندك تتصرف بنفسك.
مالك نفخ بخنقه ع القدر اللى معانده و مصمم يجرّ رجله و مش عارف يحسم حيرته بس كلام صفوت حسمها تقريبا: انا عرفت ان فهد اللى طالع المؤموريه دى
مالك إنتبه و إتكلم بتهديد: قسما بالله لو حد مس شعره منه ما هرحمه
صفوت بتأكيد: و انا مش هسمح بده متقلقش بس عادل لازم يبقاله صِرفه ده ان مكنش هو عامل ترتيباته زى حلم كده !
مالك حاول يفكر يطلع و يطلّعهم من الموقف ازاى .. مش عارف ليه الدنيا واقفاله نِد ل نِد كده ؟ طب الدنيا غرّقته ليه تغرّقهم معاه ؟ ليه تحدفهم ف سكته ؟ سكته دى هو إختارها حتى لو غلط هما مالهم ؟ هو غلط هما غلطوا ف ايه ؟ يبعد و لا يقرّب ؟ كان مختار يبعدهم عنه عشان يبعدهم عن سكته .. بس إكتشف ان البعد جاى بخساره و القرب بخساره .. ايه اللى المفروض يتعمل ؟!
صفوت ساكت و مستنى رده و بيدعى مالك ميعاندش: مالك هقولهالك بصدق بجد .. لو هنخسر بعض على حاجه زى دى ف انا عندى اخسرها و مخسركش
مالك إنتبه: يعنى ايه ؟
صفوت بصدق: يعنى حتى عادل برغم اهمية شغله معايا و يهمنى ميقعش بس لو انت المقابل ف ميلزمنيش و ممكن انا اللى اخلص منه
مالك سكت كتير بس خاف على فهد يكون الرد الجاى عليه .. طالما عادل بنفسه اللى وقف لحلم ف ممكن يكون وراه رجالته و يكون زاققهم على فهد بما إنه كان متابع القضيه قبل ما يقع: لا خلاص هطلّعهولك.
صفوت هز راسه بحماس و إتكلم بجديه: بجد ؟ مالك بقولهالك تانى انا مش عايز اخسرك و باقى عليك مهما كان المقابل و خليك حاطط ده ف دماغك
مالك معرفش يبتسم على سخافة الحظ ان الغلط هو اللى يبقى عليه و يساعده: إدينى وقت و هبلّغك
صفوت: طيب ماتتأخرش لإن اعتقد من رجالتى اللى متابعين عادل هناك إنهم إتحفّظوا عليه هناك كام ساعه و بعدها إتحركوا بيه لهنا .. شوف هتتصرف ازاى
مالك قفل معاه بعد ما خد التفاصيل من صفوت و كلّم حد من رجالته بعته يدوّر وراها و بسهوله لم تفاصيل الموضوع بالظبط و عرف إنهم ف طريقهم للقاهره و ان فهد فعلا اللى مع القوه ..
مالك رجع تانى جمب حلم اللى غرقانه ف النوم من التعب و مش عارف هى نايمه و لا مغمى عليها !
كان متابع مع الراجل بتاعه بالموبايل لحد ما وصل للى عايزُه بعدها عرف إنه لازم يتدخل بنفسه عشان اى غلطه نتيجتها هتبقى وحشه و بفوره ..
مالك بص لحلم بتردد و مش عارف يسيبها لحد ما يخلص و يرجعلها تكون احسن و لا يصحيها دلوقت .. لاء يصحيها هو مش ضامن يرجع .. خلاص يصحيها .. لاء يسيبها هو مش قد اى سؤال ممكن تسأله عن وضعه دلوقت و هيعمل ايه .. يا الله !
حاول يصحيها براحه بس مفاقتش و جسمها إبتدى يسخن و بتترعش .. نفخ بعنف و حاسس إنه متلغبط و لأول مره متردد و تايه .. لاء هو حاسس إنه عايز يعيط و بس!
جهز شنطه صغيره بحاجاته اللى عارف إنه هيحتاجها حسب ترتيب خطواته ف دماغه .. و خدها على كتفه و نزل .. ثوانى و رجع تانى كإنه بيتلكك .. فتح الباب فضل يبصلها كتير و ميّل جنبها باس راسها بهدوء و باس عيونها المغمضه و بيحاول يقوم و يرجع يقعد و يرجع يحاول يقوم و يفضل قاعد و كل ده من غير ما يتحرك .. هو بس بيحاول بمجرد النَفس ياخد نَفس بصوت عالى يقوم و يرجع تانى كإنه محتاج اكسجين يتنفس او يمكن طاقه .. مش عارف .. بس اللى عارفُه ان اللى محتاجُه هنا .. ف وشها .. على شفايفها ..
قرّب و لف دراعه فوق راسها و ضم راسها على صدره حضنها .. ضمّها بتملُّك .. قرّب من شفايفها و خطفها لدنيته .. دنيته اللى بقا فيها لوحده و بس و من زمان و اللى فضيت بيه و عليه من يوم الكل ما فارقوه ..
كان بيضمّ شفايفها بتملُّك كإنها اخر قشايه تنجيه من الغرق .. و مش عارف اذا كانت القشايه فعلا بتنجى الغريق و لا بتوهمه بالنجاه و تغرّقه اكتر .. بس اللى عارفُه إنه كان عايز يعمل كده من بدرى .. بدرى اوى .. من وقت ما وقع ف اول ازمه و كانت جنبه و كان بيتمنى تفضل يمكن كانت حاجات كتير إتغيرت .. كتيره قووى ..
مالك بيستقوى بيها و عليها لحد ما حس إن شفايفها بطعم الدم و إنجرحت .. رفع وشه و شافها مغمضه بس على وشها إبتسامه رايقه و صافيه بطعم الحب .. فضل يبصلها كتير بعدها خرج بسرعه زى ما يكون ما صدق يتوّه قلبه او يخدّره عشان ميدخلش ف صراع معاه ..
اخد عربيته و مشى بيها لحد ما طلع ع الطريق الصحراوى و إنتظر دقايق لحد ما اللى متابع معاه ع التليفون إداله خبر إن عربيتهم مقرّبه منه و هنا مالك اخد نَفس طويل و كتمه و غمض عينيه .. ثوانى و عربية القوه قرّبت و عدّت على مالك اللى ميّل ف عربيته قوى لحد ما عدّوا بعدها رفع وشه إتأكد منها و إتنفس بصوت عالى و إبتدى مهمته اللى كانت بالنسباله سهله بصعوبه !
فهد كان إتحرك بعيد عنه مسافه بعدها السواق هدّى السرعه على مراحل و فهد بصّله و بص للطريق: فى ايه ؟
السواق و هو خلاص العربيه بتقف منه: مش عارف فى حاجه مش مظبوطه
فهد دقق قوى ع الطريق: يعنى ايه حاجه مش مظبوطه ؟ الطريق قدامك فاضى
السواق العربيه حكّت منه ف الارض جامد بصوت عالى و وقفت تماما: معرفش العربيه وقفت لوحدها تقريبا فى عجله نامت
فهد نفخ بضيق و السواق نزل يشوفها و فهد إستناه ف العربيه بس اما غاب شويه نزل يشوفه و إتفاجئ !
ع الجانب التانى مالك اما عدّوا عليه بعربيتهم سابهم يسبقوه بمسافه ميشوفهوش و ف نفس الوقت تسمحله يتصرف منها ..
بعدها إستخدم كاتم للصوت بس خرطوش بحيث يوقّف العربيه من غير ما تتقلب و لا يتأذى اللى جواها .. نشّن ع العجل و عشان كاتم الصوت محدش خد باله و فعلا فرقع العجل و العربيه وقفت و السواق نزل يشوفها و بمجرد ما نزل مالك ع الجانب التانى لبس قناع لثّم وشه و نزل من عربيته و إتحرك بحذر بين العربيات اللى تبعه و راكنها بعشوائيه يتخفّى بينهم ..
نزل و وصل عند السواق اللى مميل ف الارض و جاه من وراه ضربه ف دماغه بدماغه وقّعه وقع مغمى عليه ..
فهد نزل يشوفه و مالك إتخفّى ورا الناحيه التانيه من العربيه و بمجرد ما فهد وصل إتفاجى بالسواق ع الارض مغمى عليه إتحرك بحذر يبص حواليه .. سمع صوت مبهم و غريب .. وقف لثوانى بترقب و ف حركه سريعه لف ناحية جانب العربيه و...