رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل السادس والثلاثون
مراد اخد ليليان و غرام و سافر على مصر و ساب همسه و روسيليا ف المطار هيروّحوا ..
همسه: هروح اجيب قهوه قبل ما نمشى .. اجيبلك ؟
روسيليا هزت راسها: لالا هستناكى متأخريش
همسه مشيت و روسيليا إستنتها برا و همسه دخلت الماركت جابت القهوه و هى خارجه مسكاها و مميله و باصّه فيها ..
فجأه خبطت ف اخر واحد ف الدنيا ممكن كان يتخيّل إنه يشوفها على وش الدنيا .. فوق الارض مش تحتها ..
ف نفس الوقت كان مهاب لسه واصل مطار تايلاندا .. خلّص إجراءات الورق و نادى على ظابط من المطار و طلّعله الكارنيه بتاعه و عرف رُتبته ..
الظابط بإنتباه: خير يا باشا إتفضل
مهاب بحده: عايز اشوف اى حجز هنا لواحده هدّيك إسمها .. يعنى وصلت هنا امتى ؟ حجزت لفين تانى ؟ رجعت و لا لاء ؟ اى تفاصيل تخصّها
الظابط: حاضر .. إدينى بس إسمها
مهاب بضيق: غرام .. غرام مهاب السويدى
الظابط إنتبه للإسم و إسمه و عرف إنها بنته ف بصّله قوى و ده ضايق مهاب إنه ميعرفش حاجه عن بنته لدرجه يسأل عنها.
مهاب بغضب: ما تخلص يا بنى ادم انت .. هتتنح كتير ؟
الظابط: تمام إدينى عشر دقايق بس و اجيبلك تفاصيل الرحله اللى جات عليها و اى حاجه تخصّها ليها علاقه بالسفر من ساعه ما دخلت البلد
مهاب هزّ راسه بضيق و سابه و مشى .. مسك موبايله رن عليها بس مقفول و ده لإنها كانت طلعت بالطياره ..
شويه و لقى أمها بترن .. نفخ بغضب و فتح عليها ..
مهاب بغضب: انتى ليكى عين تتكلمى ؟
أمها: انت هتعمل ايه بس فهّمنى
مهاب: هشوف بنتك اللى ماشيه على حل شعرها يا هانم .. لاء و الاسود من كده إنك عارفه و سايباها
أمها: انا مش عارفه حاجه .. هى قالتلى مسافره تبع شغلها و هو فعلا كده
مهاب: لا والله
أمها: انا كلّمت صحابها و عرفت .. ثم إنك تعرف ايه انت عنها و لا عن شغلها عشان تكدّب و لا تصدقّ ؟
مهاب: كفايه إنى اعرف ان بنتك مسافره لحتة عيل صايع .. رايحاله لحد عنده .. بتتحدانى .. رفضته من قبل ما يعبرها حتى .. تقوم الهانم تروحله
أمها بغضب: و هو انت بقا عرفت ده منين ان شاء الله ؟ هاا ؟ من امتى و انت متابعها ؟ و لا الكلام إتنقلك و انت صدقت على طول و إندفعت ؟
مهاب بإندفاع: و هو مين اللى نقلى الكلام مش ابن أخوكى ؟
أمها: ااه قول كده بقا .. سمعنى انا و بنتى بنتكلم ف جرى ع الباشا بتاعه بلّغه .. و انت بدل ما تدافع عن بنتك قصاده و متسمحلهوش ينطق حرف عليها روحت صدقته
مهاب بغضب: هى اللى سمحت لده .. إدت الفرصه لأى حد يتكلم عنها .. و انا اذا كنت سايبها و مش متابعاها ف ده عشان واثق إنها معاكى و واخده بالك منها .. لكن لو هتسيب على حل شعرها يبقا مش هتشوفيها تانى و انا هعرف ازاى ألمّها
خلّص كلامه و قفل ف وشها من غير ما يديها فرصه لكلمه تانيه .. نفخ بغيظ و بيلفّ خبط ف همسه اللى كانت خارجه بالقهوه ف إيديها !
مهاب إتسمّر مكانه ..
معقوله ؟ همسه ؟ و لا ده شبه ؟ نفس الشكل .. نفس الملامح .. نفس العيون .. و إتأكد انه نفس الصوت اما نطقت
همسه بغيظ: مش تفتّح يا غبى انت ..
مهاب إتجمّد من صوتها .. هو صوت أخته .. مهما عدّت السنين لا يمكن يتوه عنه ..
مهاب من غير ما يحسّ عينيه دمّعت بسرعه و هى لاحظت ده ..
إتكلم بصوت مبحوح: همسه !
همسه إتخضّت من مجرد إنه يعرف إسمها .. الورق اللى مراد سفّرها لتايلاندا بيه كان ب إسم ليندا مراد .. عرف إسمها منين ؟
بصّتله قووى و غصب عنها عيونها دمّعت بتلقائيه ..
و إتلاقت عيونهم ف نظره زى البحر مموّجه بين الرفض و اللهفه و الذهول ..
مهاب رفع إيده اللى بتترعش على وشها يتلمّسه و هى بتلقائيه إستسلمتله و غمضت عينيها رغم إنها معرفتهوش .. بس حاسه بقوة جذب غير طبيعيه بتشدّها ناحيته ..
مهاب مسك وشها بلهفه بإيديه الاتنين و بصّ ف عينيها قوى بس لاحظ توترها و قلقها ..
مهاب بعشق قوى: وحشتينى
همسه لسانها زى اللى إتعقد .. خايفه تاخد اى رد فعل .. لسه هتنطق إفتكرت مراد إبنها إنه حذّرها تتكلم مع اى حد متعرفهوش .. اياً كان .. لإن عاصم ممكن يوصلها ب اى شكل و يبعتلها حد ب اى طريقه يجيبها ..
اول ما تفكيرها وصل للنقطه دى إتخضّت و جسمها إتنفض بشكل هو لاحظوه .. او بمعنى اصح حسّه لإن وشها كان لسه بين إيديه ..
همسه زقّت إيديه بعنف: ما تلمّ نفسك يا حيوان انت .. مين سمحلك تلمسنى كده ؟
كل حرف بتنطقه كان بيأكدله إحساسه إنها أخته اللى مفارقه من سنين و يزوّد ذهوله ناحيتها
مهاب بصوت مخنوق بدموع: حبيبتى إهدى
همسه بنرفزه: حبيبتك مين يا غبى انت ؟ انت اهبل ؟
مهاب الموقف كله كان كفيل يشتت تركيزه .. لدرجة إنه مخدش باله و هى سيباه و ماشيه ..
و هى مدتلهوش فرصه لكلام تانى و مشيت بسرعه من قدامه بخوف ..
راحت بقلق لروسيليا اللى كانت مستنياها ..
روسيليا: ايه يا همسه أخّرتى ليه ؟
همسه بخوف: يلا نمشى بسرعه الاول من هنا بعدين اقولك
روسيليا: فى ايه مالك ؟
همسه شدّتها بعنف و خرجوا: يلاا
مهاب فاق من توهانه على مشيها من قدامه .. إتلفّت حواليه بتوهان .. لمحها من بعيد و هى بتمشى بسرعه بس ملحقهاش .. حاول يتحرك بشكل سريع من بين الكل عشان يوصلها بس معرفش .. إختفت من قجام عينيه بين الناس !
مش عارف يعمل ايه .. او يروح فين .. طب يسأل مين .. و هيسأل يقول ايه .. اللى شاكك إنها أختى اللى ماتت من سنين و اللى حتى معرفتش إسمها بتعمل ايه هنا و هى مين ؟
لمح الظابط جاى عليه ف جرى عليه بلهفه ..
الظابط: جيبتلك كل اللى نعرفه عن رحلات سفرها الخاصه بالبلد هنا
مهاب بلهفه: همسه ؟!
الظابط بإستغراب: همسه مين ؟
مهاب إتنرفز: امال انت بتتكلم عن مين يا زفت انت ؟
الظابط: عن انسه غرام .. بنت حضرتك .. غرام مهاب السويدى
مهاب و كأن كان نسى: اااه
الظابط سكت شويه: فى حجز دخلت بيه البلد هنا من ست ايام .. و فى حجز من كام ساعه لسه خارجه بيه
مهاب مكنش مركز معاه نهائى .. باله مع اللى شافها و اللى لسه ميعرفش حتى شافها و لا متهيأله رغم إنه سمعها
مهاب سكت شويه: طب فى حد تانى عايز اعرف عنه كل تفاصيله
الظابط بهدوء: اتفضل
مهاب: همسه .. همسه سليم السويدى
مراد اخد ليليان و غرام و سافر على مصر .. وصل و اخدهم من المطار و مشى
مراد إبتسم: حمد الله ع السلامه يا حبيبة أخوكى
ليليان إبتسمت بعيون مدمّعه
غرام رفعت حاجبها: و انا ماليش ؟
مراد: لاء انتى بلدك
ليليان: و انا كمان بلدى .. بلد أبويا يعنى بلدى
غرام إبتسمتلها بحب: طبعا يا قلبى و ان شاء الله ربنا يجمعكم سوا
ليليان بدموع: ياارب يا غرام ياارب
مراد سكت شويه: هااا يا روما هتروحى على فين ؟
غرام: لاء هروح ايه ؟ إسمها هنروح .. انت مش هتغدينا و لا ايه ؟
مراد بصّ ل ليليان و ليليان بصّتلها و بصّتله و إنفجروا عليها ف الضحك
غرام بغيظ: عادى .. انا عباره عن كائن جعان طول اليوم
مراد: انتى هتقوليلى ؟
مراد اخدهم إتغدوا و قعدوا يرغوا بعدها روّحها ع البيت و اخد ليليان على شقته ..
ف مطار تايلاندا عند مهاب ..
مهاب إدّى الظابط إسم همسه و إستناه يشوف اى حاجه عنها .. فضل يتحرك ف المكانه بعشوائيه .. رايح جاى بتوهان ..
لفّ المطار كله برا و حتى جوه رغم إنها مدخلتش .. بس مالهاش اثر .. إختفت بشكل خلّاه يشك إنه كان متهيأله إنه شافها !
وقف مكانه بضيق .. شويه والظابط رجعله و كان مستنيه على نار ..
مهاب: ايه يا زفت انت كل ده ؟
الظابط: مانا اما ملقتش حاجه حبيت اعيد تانى و ادوّر
مهاب: يعنى ايه ؟ ملقتش ؟
الظابط: مفيش اى حجز ب إسم همسه سليم السويدى .. خالص
مهاب بضيق: مش لازم دلوقت .. شوف ف الفتره الاخيره .. اى حجز دخلت او خرحت بيه من البلد
الظابط: مفيش خالص الاسم ده .. انا دخّلت الاسم و ملقيتش اى اوراق تثبت إنها دخلت البلد هنا
مهاب سكت بضيق: امال مين دى ؟
فضل ساكت كتير بتفكير بعدين لمعت ف دماغه فكره ف بصّ للظابط بحماس ..
همسه اخدت روسيليا و ركبوا العربيه و مشيت بسرعه .. و طول الطريق بتبص وراها بقلق ..
روسيليا بقلق: إهدى كده و فهّمينى .. فى ايه ؟
همسه عينيها دمّعت و سكتت كتير بعدها حكت لروسيليا اللى حصل ف المطار و الشخص اللى شافته ..
روسيليا بقلق: يعنى ايه ؟ حد يعرفك ؟
همسه: بقولك نادى عليا ب إسمى مع ان اللى يعرفنى هنا عارف إنى اسمى ليندا ..
روسيليا بتفكير: مش يمكن حد يعرف همسه ؟ همسه الاصليه مش اللى عاصم زوّرها
همسه قلبها دق قوى: مستحيل .. انتى عارفه أخوكى عمل فيا كده من امتى ؟ ده من اكتر من 19 سنه .. ده غير إنه قالى قبل كده ان الكل عارف إنى ميته
روسيليا: مايمكن عشان كده اللى شافك إستغرب
همسه: مستحيل .. مين هيبقا فاكرنى بعد السنين دى كلها ؟ ده غير اللى شافنى مكنش باين على وشه كده .. ده حد كان زى اللى مش عارفنى او بيحاول يبان إنه عارفنى ..
روسيليا بقلق: يا نهار ابيض .. يعنى ممكن يكون زى ما مراد قالك ان عاصم ممكن
همسه: اكيد حد شافنا هنا تبعه زفت أخوكى
روسيليا: بس لو كده هيستنى هو و يبعتلك حد ؟
همسه: مش يمكن خايف من مراد ؟ و حبّ يوقّعنى بالطريقه الذباله دى ..
تقدرى تقوليلى اشمعنا ظهر ده بعد ما مراد مشى ؟ اكيد كان متابع مراد مثلا و اما جالى وصلى عن طريقه و إستنى اما يمشى
روسيليا: يبقا مراد لازم يعرف
عند مهاب ف المطار ..
مهاب مسك موبايله بلهفه و فضل يقلّب فيه لحد ما طلّع صورة همسه ..
شاور للظابط ورّهاله: دى .. عايز اعرف كل حاجه عن دى .. هنا ف البلد فعلا ؟ و لو هنا دخلت امتى و خرجت امتى؟ و ازاى ؟
الظابط بهدوء: طب تعالى معايا و هندخل ع السيستم و ندخّل صورتها و نشوف
الظابط أخده ف غرفه خاصه بالرسومات و شاور لحد قعد على جهاز و مهاب إداله الصوره ..
اخدها منه و دخّلها ع السيستم و إبتدى يدوّر لحد ما لمح حجز من سنه تقريبا ب ورق عليه صورتها
مهاب بلهفه: اهى .. إستنى إستنى .. اقف عندها
الظابط للى قاعد ع الجهاز: قرّب صورتها اكتر
الراجل جاب صورتها اللى ع الورق بوضوح و مهاب قرّب ع الجهاز بلهفه هتجننه و فضل يحقق فيها اوى و تقريبا اخد وشها ملّى ملّى تدقيق ..
الظابط: هى فعلا فى شبه كبير بين الصورتين
مهاب: هى .. ده مش شبه .. ده هى
الظابط: يعنى اجيبلك تفاصيل دى
مهاب هزّ راسه و هو لسه عينيه عالصوره .. و الظابط دخل على الورق بتاعها و إبتدى يقلّب فيه و مهاب عينيه متابعاه ..
مهاب بذهول: لينداا ؟!
الظابط: إسمها ليندا مراد
مهاب بذهول: ليندا ؟ و مراد ؟
الظابط: و داخله البلد هنا من سنه بالظبط
مهاب هيتجنن: مش ممكن ابدااا .. طب ازاى ؟
الظابط: ده كل اللى عندى .. حجزها بالإسم ده
مهاب: طب اوراقها ايه نظامها ؟
الظابط بص ف اوراقها اللى عندهم و رجع بصّ لمهاب: الورق كله سليم
مهاب لنفسه: يبقا مراد لازم يعرف
همسه سكتت شويه بقلق: اقولك بلاش تقلقى مراد دلوقت
روسيليا: يعنى ايه يا همسه ؟ حاجه زى دى مينفعش تتدارى عنه
همسه: عارفه و انا مش هخبى عليه .. بس إستنى اما اشوف .. هو الشخص ده مشافنيش غير مره ف المطار .. لو صدفه يبقا مش هيشوفنى تانى و خلاص على كده
روسيليا: و لو فضل يتنططلك ؟ و لا عرف يوصلك تانى ؟
همسه: يبقا ساعتها اقول لمراد .. مراد مضغوط و مش عايزه ازايد عليه .. ده غير إنه معاه ليليان و ده هيخلّيه محتاج يركز اكتر ..هو واخدها و قلقان عليها بلاش اقلقه انا كمان عليا هنا و يتشتت بينا .. ده يا حبيبى مبيلحقش يشم نَفسه
روسيليا سكتت بقلق ..
روّحوا البيت بس همسه دماغها مع الشخص اللى شافته و من جواها مش عارفه تقتنع باللى أقنعت روسيليا بيه و هو إنه ممكن يكون تبع عاصم .. ع الاقل مش متأكده .. بس حاولت تطمن نفسها إنها مش هتشوفه تانى
مهاب بعد ما كان هيكلم مراد ع الموبايل إتراجع .. حسّ ان موضوع زى ده الكلام فيه مينفعش ف التليفون خالص
ف قرر يرجع على مصر و بعدها يجوا سوا ..
نفخ بضيق من مجرد حالة اللاوعى اللى فيها .. مش عارف يحدد خطواته بالظبط او هيروح لمراد يقوله ايه !
شاور للظابط: هاتلى نسخه من صورتها اللى ع الباسبور او الاوراق اللى هنا
الظابط هزّ راسه و دخل ع الجهاز من تانى لقطله صورتها و مهاب اخدها ع الموبايل ..
مهاب بعد ما كان هيمشى قلبه مش مطاوعه ف رجع للظابط تانى: هات حد يفكلى الكاميرات دى
الظابط كلّم حد جاله فك الكاميرات و فرّغها و مهاب لقط منها لقطات همسه و اخد ده كله على موبايله و مشى ..
حاول يحجز لحد ما لقى طيران لمصر كمان كام ساعه و فعلا حجز و سافر .. طول الطريق عقله عمّال يودى و يجيب و مش عارف هيقول لمراد ايه و لا هيجيبهاله ازاى ..
بس لازم يعرف .. لازم يقوله حتى لو ظنه غلط ..
مراد العصامى كان قاعد مع مازن و رؤيه و كريم و منى و باسم و حمزه و البقيه اللى قريبين منه و قرّبوا اكتر الفتره اللى فاتت بعد حالته اللى دخل فيها بعد ما عرف ان عاصم لسه عايش ..
مازن: يعنى افهم انت ليه رافض إننا نمسك القضيه بنفسنا ؟
كريم: انت مش واثق فينا و لا ايه ؟
رؤيه: احنا جنبك طول الوقت يا مراد و من كتر كلامك عن خلافك معاه و قد ايه حياتك إتدمّرت بسببه و انا بتمنى لو المحه عشان ادرمغهولك ..
يقوم اما ربنا يبعت الفرصه دى تقف انت فيها .. ده حقك و محدش هيجيبه إلا احنا
منى: بعدين مين مراد ده اللى ماسك القضيه ؟ حتة عيل يمسك قضيه بالحجم ده ؟ و بعدين احنا اقرب .. احنا يعتبر قضيه شخصيه .. ده تار
مراد بيسمعهم بهدوء و هو بيقلّب ف ورق قدامه و بيشرب قهوته ..
مراد بهدوء: خلّصتوا ؟ بردوا لاء .. محدش هيتدخل ف حاجه زى دى .. إبعدوا نفسكوا خالص
رؤيه بضيق: ليه بس ؟ ده احنا
قاطعها مراد و وقف بعصبيه: قولت لاء .. و خرّجوا نفسكوا برا الموضوع ده ..
انا ولادى ماتوا تمن القضيه دى .. خسرت بيتى ف القضيه دى .. خسرت مراتى ف القضيه دى .. انا حياتى إتدمرت ف قضيه زى دى و مش هسمح ل ده يحصل مع حد فيكوا .. فاااهمين .. محدش يتدخل ..
الكل سكت بضيق بس محدش موافقه و قرروا يكلموه تانى بس اما يهدى ..
مراد قعد تانى بضيق: انا بعد السنين دى كلها مش عارف اسامح نفسى ع اللى حصل لولادى بسبب عِندى إنى انا اللى امسك القضيه ..
رغم ان سليم عرض عليا اسيبها لمهاب و محمد بس انا اللى عانِدت و اصريت .. و ادينى دفعت التمن .. و مش اى تمن دول مراتى و ولادى .. و مش عارف اسامح نفسى و هما ولادى
انتوا بقا هتسامحونى ازاى لو حد جرا معاه حاجه زى كده ؟
رؤيه: محدش هيحمّلك مسؤليه حاجه .. كل واحد يتحمّل مسؤليه قراره اللى أخده بنفسه
مراد ب إصرار: لاء .. و اقفلوا الكلام ف الزفت دى و إتفضلوا كمّلوا شغل
مازن بضيق: طب هتعمل ايه انت ؟ هتسيبه يا مراد بعد ده كله ؟
مراد بقهره: اسيبه ؟ مش كفايه عليه السنين اللى فاتت دى كلها سايبوه ؟
انا هشوف الواد اللى ماسك القضيه و اسمع منه كل حاجه من تانى و اتابع معاه و هشوف ..
قعدوا يشتغلوا لحد ما سمعوا صوت دب جامد و مراد بصّلهم بإستغراب ..
ف دخول منى من برا مراد بصّلها: ايه الصوت ده ؟
منى: من مكتب مهاب باشا .. تقريبا صوت حاجه وقعت .. حاجه بتتكسّر .. معرفش انا كنت جايه على هنا و عدّيت سمعت الصوت جاى من مكتبه
مراد قام بقلق راحله و مازن وراه ..
مهاب كان وصل و كان الصبح .. راح ع الجهاز و دخل على طول مكتبه .. فضل رايح جاى بخنقه .. ضيق .. الدنيا كلها بتلفّ بيه .. عقله هينفجر ..
قلبه بيقوله دى همسه أخته و عقله بيقوله لاء .. همسه متعملش كده .. متسيبناش .. هتعمل كده ليه ؟
هى إختفت شهور و لا حتى سنه و لا اتنين ؟
دى سنين .. و سنين كتيره .. هتعمل كده ليه ؟ و تغيّر إسمها ليه ؟ بتعاقب مراد مثلا ؟ افتكرت إنه خانها ف بعدت عنه و سابته
طب و عاصم اللى طلع عايش بعد السنين دى كلها ؟ معقول يكون كان معاها ؟ رجعتله ؟
و لو زعلانه من مراد و عايزه تعاقبه تعاقب الكل معاه ليه ؟ أبوها و أمها و انا ؟
مهاب قام بعصبيه فضل يرزّع ف كل حاجه حواليه و يشيلها و يهبدها: ليه يا همسه ؟ لييييييه ؟
شال فازه من ع المكتب حدفها بعنف ف الحيطه قصاده و إبتدى يروح و يجى بجنون ..
مراد دخل عليه و وراه مازن و الاتنين إتفاجأوا من شكله و من الحاله اللى هو فيها ..
مهاب مع دخلة مراد جنونه و غضبه بيزيد على همسه و بيصرخ بصوته كله: ليييه ؟ لييييه كده ؟ لييييه ؟
و عمال يدب ب إيده ع الحيطه ..
مازن قرّب منه بحذر: فى ايه يا بابا ؟ مالك ؟ و ايه ده اللى ليه ؟
مهاب على حالته و كأنه مش سامعُه ..
مراد إبتدى يقلق .. كان سايبُه يخرّج الغضب اللى هو فيه اللى لسه ميعرفش سببه بعد كده يهدى و يسمعه..
بس اما لقاه بيزيد قِلق و ده خلاه يقرّب منه .. بيحاول يكتّفه بس مش عارف ..
رغم ان مراد يتعدّاه بمراحل بس مش قادر عليه حتى يمسكه و ده بسبب طاقه الغضب اللى جواه اللى زايده شراسته ..
مراد شاور لمازن اللى بيبصّله بذهول: ما تقرّب يا زفت انت هتقف تتفرج ؟
قرّب منه هو و مازن حاولوا كتير يهدوه بس مفيش لحد ما مهاب نزل بجسمه كله ع الارض و سند راسه ع الحيطه ..
و بعدها لاحظوا جسمه بيرخى شويه شويه لحد ما وقع بينهم مغمى عليه ..
مراد قرّب عليه بلهفه عدله و عمال يخبّط على وشه بفزع ..
بص لمازن: اطلب الاسعاف يا زفت
مازن طلب الاسعاف و الكل جالهم و نقلوه ع المستشفى ..
دخل و مراد رفض يسيبه ف دخل معاه و الدكتور دخل معاهم .. كشف عليه و بصّ لمراد و خرجوا ..
مراد بصّله بترقّب و الدكتور: ده انهيار عصبى و ضغطه كمان عالى
مراد بخوف: من ايه ؟
الدكتور: معرفش ده اللى المفروض اعرفه منكوا .. ايه اللى وصّله لحالته دى ؟
مراد بتفكير: معرفش .. اما يفوق هعرف
الدكتور سابه و هو دخل عند مهاب و قعد جنبه بقلق و مازن معاه ..
عدّى وقت كبير لحد ما مهاب فاق و صمم يخرج و مع إصراره خرج ..
مازن بقلق: فى ايه يا هوبا قلقتنا عليك .. حصل ايه لكل ده ؟
مهاب متكلمش و دوّر وشه ..
مراد شاور لمازن يسكت و ميضغطش عليه ..
مراد بصّ لمهاب بغموض و سايبه براحته بس حاسس ان فى حاجه كبيره خاصة ان مهاب طول الوقت بيهرب من عينيه .. من وشه كله .. مش عايز يبصّله و مراد لاحظ ده كويس
مهاب خرج و صمم يبقا لوحده ..
مهاب بضيق: معلش سيبونى على راحتى .. عايز ابقى لوحدى شويه
مراد بصّله كتير: ماشى يا مهاب .. بس عايز اقولك انا احنا خوات مش صحاب .. احنا عِشره عُمر بحاله .. عمرنا ما خبّينا حاجه على بعض .. هستناك تجيلى وقت ما تحس إنك عايز تتكلم
مازن حاول يهزر بس الموقف كله على بعضه مش مستحمل ..
مهاب بعد كلمتين مراد لقا نفسه بتلقائيه بيرمى نفسه ف حضنه و غصب عنه دموعه نزلت ..
مراد قلقه زاد بس محبش يضغط عليه ف سابه على راحته و مشى تحت إصرار مهاب يسيبوه ..
يومين عدّوا على مهاب ف حالته دى .. مش عارف يعمل ايه و لا يروح لمين ..
بعد ما كان هيروح لسليم إتراجع .. حس ان دى فيها إهانه لمراد مش هيسامحه عليها و مش هيقبلها و لا هو كمان يقبلها عليه .. فقرر يروحله هو الاول ..
مهاب راح على مكتب مراد و كان معاه الكل .. دخل بهدوء و من غير كلمه و لا حتى سلام حضنه جامد و قعد
فضل ساكت و ساكت و ساكت و باصص للأرض بشرود ..
مراد بصّله بطرف عينه و هو ف إيده ورق: انت كويس ؟
مهاب هزّ راسه و مراد مط شفايفه و سكت شويه
مراد رفع حاجبه: متأكد ؟
مهاب بصّله قوى و سكت كتير: هو انا لو قولتلك همسه عايشه هتقول ايه ؟
كل اللى قاعدين إتسمّروا .. كلهم عارفين حكايته .. ف اللحظه دى كأن على رؤسهم الطير ..
ماعدا مراد اللى زى اللى مش سامعُه .. لمجرد إنه مش عارف ياخد اى رد فعل او حتى يقول ايه او يعمل ايه ..
ماهو ايه اللى ممكن يتعمل ف موقف زى ده ؟
مراد وقف و قبل اى رد فعل فجأه...