قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل السابع والثلاثون

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جم

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل السابع والثلاثون

مهاب بصّ لمراد قوى و سكت كتير: هو انا لو قولتلك همسه عايشه هتقول ايه ؟
كل اللى قاعدين إتسمّروا .. كلهم عارفين حكايته .. ف اللحظه دى كأن على رؤسهم الطير ..

ماعدا مراد اللى زى اللى مش سامعُه .. لمجرد إنه مش عارف ياخد اى رد فعل او حتى يقول ايه او يعمل ايه ..

مهاب إستغرب رد فعله: انت سمعتنى ؟ بقولك همسه عايشه

مراد تقريبا ف اللحظه دى كان يشبه لوح التلج ف الجمود او بروده ..
مراد: ممم و بعدين ؟
مهاب ضحك ضحكه مش مفهومه: يا ابن الكلب يا عااصم .. يا ابن ****
مراد بهدوء: هو معنى ان عاصم طلع عايش يبقا هى كمان عايشه ؟ ده انا الحاجه الوحيده اللى برّدت قلبى ف إنه طلع عايش هو إنه بعيد عنها ..
الموت اللى خدها سابه .. زى اللى حتى الموت هو كمان صمم على فراقهم .. مخدهوش هو كمان و ميبقوش إجتمعوا على حاجه حتى الموت
مهاب: اهو انا عملت زيك كده اما شوفتها.

مراد قلبه إتخلع بس مبيّنش و بصّله قوى و رجع بصّ ف الورق اللى ف إيده و سكت كإنه مسمعش ..

مهاب هنا فقد سيطرته على اعصابه فقام وقف قصاده و شدّه بعنف وقّفه و خبط ب إيده بعنف على صدره ..
مهاب بعنف: بقولك عايشه يا مراد .. عايشه .. انا شوفتها
مراد مش عارف ياخد رد فعل .. ماهو اصل ايه اللى ممكن يتعمل ف موقف زى ده .. كلامه يترد عليه بأيه ؟
مره واحده ضرب مهاب بوكس ف وشه مرتين تلاته ورا بعض ..

و رجع قعد ببرود كإنه معملش حاجه ..
مهاب إتعدل و رجع قعد قدامه و سند دراعه على ركبته و حطّ راسه عليه و بيحاول يتنفس بصوت و مشّى إيده على وشه بعنف
مراد: ايوه كده اهدى عشان تتوزن
مهاب: يا مراد انا
مراد بعنف صوته هزّ المكان كله: بقولك اهدى .. اهدى و إتوزن..

مهاب سكت كتير و مراد سكت و الاتنين كأن كل واحد فيهم خايف ينطق من رد التانى
مراد من غير ما يبصّله: و اللى شبهها دى شوفتها فين ؟
مهاب بضيق: لاء مش
مراد بحده: اللى شبهها دى شوفتها فين ؟
مهاب: ف تايلاندا

مراد إنتبه مره واحده للإسم .. بمجرد اسم تايلاندا بتلقائيه عقله وداه عند البنت اللى نجدها من حادثة الطياره و اللى لحد دلوقت مش قادر يتقبّل فكرة الشبه ..
بيحاول يهدى بس قلبه بيتنفض و ينفض جسمه معاه زى اللى بيتصعق بكهربا ..
مهاب قرّب منه بحنيه: حبيبى اهدى .. انا عارف إنها صدمه و مش سهله كمان .. بس لازم تتقبّلها ع الاقل عشان نعرف نتأكد
مراد: نتأكد مممم .. و انت ايه ودّاك تايلاندا ؟

مهاب بضيق: مانا قايلك .. غرام كان عندها شغل هناك .. إستغيبتها ف روحت اشوفها فين
مراد: قصدك تشوفها مع مين
مراد كان و كإنه بيحاول يشغل عقله عن مجرد التفكير ف اى حاجه تانيه
مهاب بضيق: و ده وقته ؟ اياً كان إتزفّت ليه .. بس شوفتها يا مراد .. شوفتها .. هى همسه ..
مازن إتدخّل: ايه الهبل ده ؟ همسة ايه اللى شوفتها ؟ طلعت من قبرها قابلتك هناك و لا

مراد بصّله بحده ف سكت ..
مهاب بإصرار: همسه .. هو انا هتوه عن أختى ؟
مراد ببرود لمجرد ان عقله مش متقبّل الفكره: و اما هى أختك اللى مش هتوه عنها مجيبتهاش معاك ليه ؟ سيبتها ليه و جاى من غيرها ؟
مهاب سكت بضيق لمجرد إنه مش عارف يقول ايه
مراد فضل باصصله كتير مستنيه يقول اى حاجه حتى لو مش هيصدقها
مهاب بتردد: ماهى إسمها مش همسه
مراد بصّله و ضيّق عينيه و هو تهتهه: مسمّيه نفسها ليندا

مراد من غير مقدمات ضحك بصوته كله ضحكه الكل إستغربها ..
مراد ضحك: سورى سورى يا مهاب بس حقيقى مش قادر .. هو لمجرد شوفت واحده تشبه أختك اللى مفيش منها اتنين يبقا اجزمت إنها هى رغم إنك عرفت إسمها ..
السؤال هنا بقا .. انت اهبل و لا بتستهبل ؟
مهاب بضيق: مراد هتفوق عشان نعرف نتكلم و لا افوّقك غصب عنك ؟ انا مقدّر ممكن تكون حاسس بأيه بس

مراد وقف بعنف: بس ايه ؟ هاا ؟ بس ايه ؟
جاى تفتح جرح نزيفه مش راضى يقف و لا يتلم لمجرد شبيهه لاختك ؟
و انا اما شوفت البنت اللى شبه ليليان طلّعتونى مجنون و الكل بقا يتصعّب عليا و يبصّلى بشفقه ..
هو انت فاكر إنى كنت اعمى عن نظراتكوا ؟ لاء انا كنت شايفكوا كويس اوى و عارف كل واحد قال ايه حتى لو بينه و بين نفسه .. بس مردّتش لمجرد إنى مكنش عندى الوقت اللى ارد فيه ..
كنت بحاول اشبع عينيا بيها حتى لو شبه بنتى .. كنت عارف إنها هتسيبنى زى ما بنتى سابتنى ف كنت بستغل كل ثانيه ارضى عينيا بيها ..

مهاب سكت بضيق من نفسه على منظر صاحبه و
من الدموع اللى خنقت صوته و جسمه اللى بيتشنج و بيجاهد يسيطر عليه مش عارف ..

مهاب مش عارف يعمل ايه و لا يقول ايه تانى بس مره واحده إنتبه: طب دقيقه
مراد بعنف: و لا ثانيه واحده .. و لا كلمه تانيه
مهاب ب أمل: اصبر
مسك موبايله و إبتدى يقلّب فيه بحماس .. مراد متابعه بلهفه و عينيه بتنطق عنه ..
مهاب لحد ما وصل لصورها اللى أخدها من كاميرات المطار و كمان صورتها اللى ع الباسبور بتاعها اللى اخدها ..

مهاب إدّى موبايله لمراد و مراد دوّر وشه بس قلبه بيتمرد ..
مهاب وصّل الموبايل باللاب اللى قدام مراد و فتحه ع الصور و دوّر اللاب ناحية مراد ..
مهاب: إثبتلى ان دى مش اختى .. مش مراتك .. و انا اقتنع ان اللى شوفتها مش همسه .. غير كده لاء
مراد من غير ما يبصّ كإنه خايف يشوف: اى عيل اهبل يقدر يلعب ف صوره اى واحده و يجبها شبهها .. ده يقدر يخلينى انا شبهها
مهاب: لاء الصور حقيقيه .. و انا إتأكدت .. و بعدين ده فيديو من كاميرات المطار .. و لا دى كمان هتتفبرك ؟

مراد قلبه إبتدى يتمرد عليه بس بيلجّمه بالعافيه و معاند يبصّ ع الصور رغم الثقه اللى بيتصنّعها ف كلامه ..

مراد قام بجمود و فتح باب البلكونه و وقف و إداله ضهره و كأنه بياخد طاقه من الهوا تشجّعه ..
مهاب فهم إنه عايز يبقا لوحده ع الاقل لحد ما عقله يترجم اللى إتقاله ..
مهاب قام خرج بهدوء و سابه و مراد فضل جامد مكانه كتير جدا ..
لحد ما اخد نَفس طويل .. طويل جدا .. و خرّجه من بوقه بعنف .. رجع قعد مكانه تانى .. مش حاسس بأى حاجه حتى اللى لسه قاعدين معاه ..
صراع جواه حسمه و مسك اللاب لفّه ناحيته .. بصّ قووى ف الصور .. قووى قووى ..

عينيه قلبت بتلقائيه لوحدها و إتجمّعت فيها دموع متحجره ..
مد إيده اللى إبتدت تترعش كإنه فقد قوته المزيفه اللى كان بيتصنّعها من شويه و فتح الفيديوهات ..
هو صوتها فعلا .. ضحكتها .. حركاتها
مراد حط اللاب قدامه و قعد و عمال يعيد ف الصور من تانى .. بيحاول يطلّع ثغره تثبتله إنها مش هى بس مش عارف .. استخدم كل مهاراته كظابط عشان يفركش ده بس فشل ..

فضل كتير ف حاله مش مفهومه لحد ما مسك موبايله و كلّم مهاب اللى مقالهوش غير كلمه واحده: تعالى
مراد قفل و مهاب زى اللى مستنيه ف ثوانى و راحله ..
مهاب دخل بهدوء و سكت ..
مراد سكت كتير: شوفتها فين ؟
مهاب: ف مطار باتايا
مراد بتدقيق: اشمعنا باتايا ؟ انت عارف ان ده المكان اللى حصلت فيه حادثه الطياره ؟
مهاب: عارف .. ماهو عشان كده غرام راحت عشان بتعمل حلقه عن الموضوع ده .. و اما الزفت ابن خالها كلّمنى زى ما قولتلك مقدرتش إستناها ف روحتلها و هناك شوفتها
مراد سكت تانى: كلمتها ؟ قالتلك ايه ؟

مهاب إرتبك و مراد بصّله بحدّه كإنه بيحذره يخبى حاجه
مهاب بضيق: صدقنى معرفتش .. انا ملحقتش اصلا .. انا خبطت فيها و قبل ما استوعب الموقف كانت مشيت
مراد بقهره: و انت سيبتها تمشى ؟
مهاب: مراد شوف انت حالتك عملت ازاى بمجرد ما سمعت ف مابالك انا اللى شوفتها ؟ انا معرفتش إستوعب الموقف بسرعه
مراد: طب عرفت ايه عنها ؟

مهاب نفخ: و لا حاجه
مراد بعنف: انت هتستهبل ؟ امال جيبت صورة الباسبور بتاعها منين ؟ و جيبت فيديويهات و صور كاميرات المطار ازاى؟ إلا اذا كنت سألت .. ف إتظبط كده و قولى وصلت لأيه عنها
مهاب: صدقنى ملحقتش اجمّع حاجه عنها .. انا قولت اعرّفك الاول و ندوّر سوا ..
ف كنت هكلمك بس قولت اجيلك افضل لإنى توقعت رد فعلك ده .. و عشان عارفك مش هتصدق زيى جيبت بس الصور دى يمكن انا غلطان

مراد رجع سكت تانى .. مش عارف ياخد رد فعل .. يتأكد و لا يطنش و لا يعمل ايه ؟
مهاب حاسس بتخبّطه فقام بهدوء قعد جنبه و لف دراعه على كتفه و ضغط عليه بخفّه ..
مراد حاطط إيده على وشه و بيحاول يستنجد بعقله ايه اللى لازم يتعمل ف الموقف ده ..
مهاب ناب عنه و شاور لمازن: احجز لتايلاندا و لو ملقتش كلّم حد من معارفنا يجهز بحجز خاص على تايلاندا
مراد رفع راسه و بصّله .. عايز يعترض بس قلبه عقد لسانه

مازن اخد موبايله و خرج و شويه و رجع: كلمت كابتن احمد و قال فى طياره لهناك و قدامها كذا ساعه
مهاب بصّله و هزّ راسه و مراد ساكت ..
مازن: انا جاى معاكوا
مراد ضحك بغُلب: جاى معانا فين ؟ احنا رايحين فرح أمك ؟
مهاب ضحك بغيظ و مراد بصّله و ضحك غصب عنه

مهاب و هو بيقوّمه: قوم ع البيت خد حمام و غيّر هدومك عشان تهدى ..
مراد بجمود: لاء
مهاب بتفهّم لحالته: خلاص هبعت مازن يجيبلك حاجتك من البيت و اجهز هنا .. ع الاقل تفوق

الكل خرج و سابوا معاه مهاب ... مازن راح جابله حاجته و رجع و هو قام بالعافيه جهز و صلّى و اخد مفاتيحه و مشى و مهاب وراه و مازن ..
كان ماشى بعربيته بهدوء جامد كإنه خايف يروح .. وصل للمطار و هناك لمح الكل مستنيه .. مهاب و معاه مازن و رؤيه و كريم و منى ..
مراد رفع حاجبه: لاء كده مبقاش فرح أمك .. ده كده فرح شعبى .. نعمم ؟

رؤيه إبتسمت بحب للراجل اللى فعلا بيعتبروه اب ليهم و طول الوقت جنبهم: لاء ماهو احنا مش هنسيبك
مراد: ايوه يعن
رؤيه بإصرار: مهما عملت .. ف ريّح نفسك .. انت عمرك ما إتخلّيت عن حد فينا ف مش هنتخلى عنك ف موقف زى ده .. خاصة ان الموضوع محتاج تدوير و ورق و تفتيش
كريم بضيق: و كفايه قضية عاصم لحد دلوقت مش راضى نساعدك فيها
مازن: ف يلا عشان ده إسمه تضييع وقت

مراد حطّ إيده على وشه بقلة حيله من إصرارهم و بصّ لمهاب و رفع حاجبه: عارف لو طلعت مش هى هقتلك
مهاب إبتسم بتصنّع: ربنا يستر
مراد بحده: و لو طلعت هى هقتلك
مهاب غصب عنه ضحك: بردوا ؟
مراد بغيظ: و لو ملقينهاش بردوا هقتلك
مازن بهزار: لاء انا بقول انت تخلع لا يخلع رقبتك لاحسن ده مُصمم
مراد: منك لله يا شيخ

إستنوا معادهم بعدها طلعوا بالطياره .. وصلوا تايلاندا و نزلوا ف المطار .. مامشيوش من المطار .. هما اصلا جايين يبدأوا من هنا
مراد طلب حد من المسؤلين ف المطار و جاله
مراد بحده: هاتلى مهندس يفك كاميرات الزفت هنا و يجيلى

الظابط إستغرب من إسلوبه و مهاب شاورله ف مشى. بسرعه .. مراد كان بيتعامل مع الكل بحده غير طبيعته ..
المهندس جاه و فك الكاميرات و إبتدى يفرّغها قدامهم .. لحد ما لقطها .. لقط همسه
مراد قلبه إتنفض لدرجة جسمه اتحرك مع دق قلبه بشكل إتلاحظ من الكل ..
مهاب شاورله يقف عندها و هو وقف و إبتدى يفرّغله اللقطات اللى هى فيها و شغّلها ..

مراد بحده: ورينى نسخه من اوراقها
الظابط جابله بياناتها و فتحها قدامه و مراد بيحقق فيها
مراد بجمود: الباسبور ده مش حقيقى
الظابط: بس مش مزوّر
مراد بحده: اه بس مش حقيقى .. دى حركات احنا بنعملها ف شغلنا اما بندخل و نخرج بأسامى تانيه

الظابط سكت لمجرد إنه معندوش تفسير ..
مراد بصوت عالى: ما تنطق
الظابط: يافندم معرفش .. انت طلبت الباسبور اللى حجزت بيه و على اساسه دخلت البلد و ده نسخه من البيانات اللى عليه
مهاب: اهدى يا مراد هو مالهوش ذنب

مراد فتح الكاميرات و بيراجع فيها .. للإسف ملمحش حد معاها غير روسيليا اللى هو اصلا ميعرفهاش: مين دى ؟
مهاب: معرفش

مراد لسه هيتكلم لمح حد ف اللقطه اللى بعدها بيميّل عليها يتوشوشوا و يتكلم معاها و بيضحكوا اوى ..
مراد بغيظ: هى أختك إتجننت على كَبر و لا ايه ؟
مهاب ضحك غصب عنه على غيرته اللى مش راكبه ع الموقف خالص ..
مراد وقف و ميّل ع الجهاز و قعد يحقق ف الصوره اللى بتضحك فيها مع حد و يقرّبها و عملها كات و إداها للظابط: شوفلى مين الزفت ده كمان
الظابط أخدها: إدينى شويه و هعرفلك

مراد بيحاول يدقق ف اى حاجه توصّله ليها ..
مهاب: و دى هنوصلها ازاى ؟
مراد ساكت بخنقه .. اول مره يحس بالعجز
مازن بإنتباه: انا عندى فكره
مراد بحده: خلّيها لنفسك
مازن: اسمعنى بس .. هى اكيد مش جايه على رجلها يعنى .. اكيد كان معاها عربيه ..
شاور لحد من مسؤلين المطار اللى إتجمّعوا عندهم: هاتلى الكاميرات الخاصه بالجراش الخاص بالمطار
مراد هزّله راسه و هو إتّكاله على عينيه يطمنه ..

المسؤل راح جابله الكاميرات و فرّغها .. فضلوا يحققوا فيها لحد ما وصلوا للقطه همسه فيها و بتروح ناحية عربيه ..
مراد لمحها ف شاورله بسرعه يقف ..
لمحها و كان شكلها خايف و بتتلفّت وراها زى اللى بتهرب من حاجه و بتمشى بسرعه و اخدت العربيه و مشيت و هى بتشد روسيليا بسرعه معاها ..
مراد بصّلها قوى بإستغراب من حالتها ..
مهاب: دى بقا كانت شافتنى و شوفتها.

مراد بغضب: يعنى اهو عرفتك .. باين من حالتها .. دى بتجرى و خايفه
مازن بتدقيق: نفس الواحده اللى ظهرت معاها ف الكاميرات اللى جوه
مازن عمل كات عليها و طلّع صورتها و إداها للظابط: شوفلنا مين دى كمان
مراد وقف عندها و قرّب الصوره و لقط رقم العربيه و إداه لرؤيه: هاتيلى تفاصيل العربيه دى
اخدوا كل اللى يلزمهم .. صوره من باسبورها و رقم العربيه و صورها و صور مارد اللى كان معاها و صورة روسيليا
و بعدها مشيوا ..

حجزوا ف فندق و طلعوا .. و طلعوا ف غرفة مراد و إتجمّعوا و هو كان بيرد عالموبايل رجع لقاهم ..
مراد رفع حاجبه: لاء ماهو انتوا مش هتحرسونى .. يلا إتكلوا عايز انام
مهاب: لاء مش هتنام يا مراد
مراد بحده خفيفه: لاء هنام
رؤيه: لاء مش هتنام ف مش هنمشى و ادينا قاعدين بندردش مع بعض و نشوف هنعمل ايه

مراد سكت و هما قعدوا .. مهاب كلّم حد يعرفه إداله رقم العربيه و طلب منه تفاصيلها ..
فضلوا يرغوا كتير لحد ما الحد اللى إداله رقم العربيه كلّم مهاب ..
مهاب إنتبه للموبايل و حاول يقوم بتهرّب لحد بس ما يشوف فى ايه .. لإنه كل خطوه بياخدوها مخلّياه خايف على صاحبه اللى شايفوه بيتمزّق قدامه ..

مراد لاحظ تهرّبه و لاحظ موبايله و عمل نفسه مش واخد باله و سابه إتحجج و قام ..
مهاب دخل البلكونه و فتح براحه: هاا وصلت لحاجه ؟
اللى ع التليفون: ايوه العربيه فعلا متسجّله .. بس مش بالإسم اللى إدتهولى همسه سليم السويدى و لا بالإسم التانى ليندا مراد
مهاب بغضب: ماتنطق تخلص .. امال متزفّته بإسم مين ؟

الراجل: ب اسم واحد إسمه مراد عبدالله مَهد
مهاب بإستغراب: و ده مين ده ؟
الراجل: معرفش .. بس بياناته ع العقد بتاع العربيه
مهاب: طب إبعتلى صورة العقد ببياناته

مهاب قفل و مستنى الرساله و بيلتفت وراه لقى مراد وراه ساند على جنب الباب و ساند بكوعه عليه ..
مراد بجمود: هااا قالك ايه ؟
مهاب بتهتهه: لسه هيب
مراد بحده: إخلص
مهاب بضيق من نظرة الشك اللى شافها ف عين صاحبه إنه حتى لو وصلوا لحاجه تدين اخته هيخبيها ..

مهاب بضيق: لسه هيبعت صورة عقد العربيه .. بيقول العقد مش بإسمها لا ده و لا ده
مراد بتريقه: لا حويطه
مهاب: لاء و مسميّه نفسها ليندا مراد .. مرااد
مراد بوجع حاول يكبسه: لا فيها الخير و الله
مهاب لسه هيتكلم قاطعته الرساله و قبل ما يفتحها مراد شدّ منه الموبايل بحده .. مهاب إتضايق من رد فعله بس معلقش
فتح الرساله و فتح صوره العقد و قراه كله كذا مره
مراد: مراد عبدالله مَهد ؟ و ده مين ده ؟

عند مارد و ليليان و غرام
مارد بضحكه و هو جاى من بعيد: انااااا
غرام و ليليان ضحكوا اوى ..
مراد: اه و الله انا اللى قولتلها تكلّمك تيجى
غرام: ممم و مكلمتنيش انت ليه ؟
مراد: يعنى .. انا قولت عشان لو فى مشكله و حابه تبقى لوحدك شويه
غرام بضيق: قصدك على بابا ؟ هو كل ما هيحصل مشكله هتاخد جنب ؟ احنا قولنا ايه ؟

ليليان ببرابه: انا مش فاهمه حاجه انتوا بتتكلموا ف ايه ؟
غرام: اقولك انا يا ستى .. بابا عرف من برا إنى سافرت تايلاندا و
قاطعتها ليليان: هو مكنش يعرف ؟ و ليه من برا ؟ ليه مش منك ؟
غرام إتنهدت و حكتلها تفاصيل علاقتها بأبوها و إنهم شبه مبيشوفوش بعض ..
ليليان بإستغراب: ايوه بس ده مطلّق مامتك يا غرام مش انتى .. يعنى ليه مش قريبه منه ؟
غرام: هو اللى اختار يبقا بعيد
ليليان: و ليه متقربيش انتى ؟ إبدأى انتى .. عارفه من غير موضوعكوا انتى و مراد بس لو انتوا قريبين من بعض كفايه كان هو اول واحد هيبقا جنبك و يقولك تعملى ايه و ايه ..

و لعلمك حتى لو كان هيقولك ابعدى عن مراد كنتى هتعملى ده و عن اقتناع لمجرد قُربكوا من بعض
غرام: اهو اللى حصل بقا .. هو بعيد و انا أقلمت نفسى على كده
مراد بحب: عارفه فى مثل بيقول البنت اللى أبوها ف ضهرها عمرها ما تقع
ليليان: و انا اول واحده اصدّقلك ع المثل ده
غرام: بت انتى و أخوكى متصدعونيش
مراد ضحك و ليليان: زعلتى ؟

غرام إبتسمت: و هو انتى فى حد عاقل يزعل منك يا باربى ؟
بصّت لمراد و رفعت حاجبها: انا بس زعلت من ناس تانيه
مراد رفع إيده: لا و على ايه؟
غرام بجديه: مش كل مشكله تبعد
مراد: مش يمكن بديكى مساحه
غرام بثقه: مش عايزاها لإنى ببساطه إختارتك و بختارك ف كل الاحوال
ليليان غمزت: ياسيدى .. و ايه كمان ؟

غرام إبتسمت و مراد إبتسم: انتى الوحيده بعد امى و البت دى اللي كسرتى المقوله اللي طول عمري مؤمن بيها، ان محدش ف الدنيا باقيلي ..
و بقيتى اللي باقيالي رغم كل حاجه .. رغم عيوبي و الخدوش اللي معلمه ف روحي و المعامله اللي ملكيش ذنب فيها احياناً،
و اثر كل حاجه اللي محفوره في قلبي .. و الكلكعه و النرفزه و العصبيه و الاندفاع و غلطاتي المقصوده او اللي حاولت ابررها .. باقيالي و عمرك ما ملّيتى و لا زهقتى و لا حتي بان عليكى ..
مش عاارف انتى عملتى فيا ايه ؟

غرام بإبتسامه عشق:
عملت فيك ايه؟ إديتلك يا مراد الحاجات اللي ميقدرش يديهالك حد غيري من حب و تفاصيل .. و كمان الحاجات اللي متشوفش بيها حد زيي .. زي البصمه ف كل حاجه ملهاش شبه .. و متشوفهاش غير فيا،
عرفت اعمل ايه ف حياتك اللي يخليك طول الوقت مدمني، و بس ..
مراد بحب: مش عايز اقولك شكراً على ده .. انا عايز اقول لربنا شكراً اوووي ..
ليليان: مراد حكالى كتير .. تقريبا كل حاجه من تفاصيل علاقتكوا اللى بقيت حافظاها من كتر رغيه .. بس عارفه إستغربتك اووى .. يعنى .. موقفك من مراد
غرام قاطعتها: عشان بدأت انا معاه ؟

مراد ضحك: و عشان كميه العُقد اللى طلعتها عليكى
غرام: اللي بيحب حد بيحبه بكل ما فيه ..
بضحكه .. رخامته .. شقاوته .. عصبيته .. عيوبه .. ظروفه .. حياته .. شكله ..طريقه ..
مش ضروري و مش لابد يكونو الطرفين شبه بعض .. طب ما السما و البحر لونهم لبني و مخلوقاتهم مختلفه و لما تشوفهم من بعيد تلاقيهم لامسين بعض اووي ..
تقدرى تقولى كده انا حبيته و خليته حبّنى .. حبينا بعض لبعض مش للحاجات اللي حوالينا
مراد إبتسم: صدقينى انا مكنش قصدى اسيبك تجيلى انت او انتى اللى تبدأى بنفس معنى الكلمه.

هو بس كده تقدرى تقولى في ناس عندها مشكله إسمها "الخطوه الاولي" مبتعرفش تاخد الخطوه الاولي تقريبا ف كل حاجه..
متعرفش تروح تصلّح علاقه باظت مع حد .. متعرفش تبدأ كلام مع شخص .. متعرفش لما تحب تبدأ وتقول حتي ولو مشاعرهم صادقه
لما يزعلو من حد ممكن جدا مياخدوش خطوة العتاب الأولي ويستنوا للى قدامهم هو اللي يجي ويبدأ
ولما هما اللي يغلطوا بيعتذروا لكن ميعرفوش بعدها ياخدوا الخطوه الاولى اللي ترجع العلاقه زي ما كانت
انا بقا من الناس دى ...
غرام ضحكت: لاء يا روحى انت من اوائل الناس دى ..

مراد ضحك: طب لعلمك بقا .. الناس دول بيبقوا من جوه كويسين جدا ومهتمين جدا بأي حاجه وبياخدو بالهم من التفاصيل .. وبسبب فشلهم ف الخطوه الاولي بيتفهموا غلط كتير جدا
يعنى مثلا لما ميعرفوش يبدأوا كلام ويروحو يسألو لإنهم بيخافوا يكونوا تقال ع حد .. ده بيتفهم إنهم إتغيروا او مش مهتمين
وقيسى بقا ع كده حاجات كتير أوي سببها كلها فشلهم ف الخطوه الأولى
غرام: انا لو كل الحب اللي ف الدنيا إتجمّع، حبي ليك اكتر
مراد غمزلها: ده انا ربنا بيحبنى بقا
غرام رفعت لياقة الفستان بغرور مصطنع: طبعااا .. انا اصلا وجودي معاك ده اكبر دليل على ان ربنا بيحبك..

مراد خبطها بخفّه على قورتها: اكيييد .. مش ربنا لما بيحب حد بيبتليه
غرام مسكت إيده بغيظ: يعنى انت شايف كده ؟
مراد عمل نفسه خايف: لا يا روحى انا اقدر
غرام حدفت إيده ع الترابيزه قدامه و عدلت نفسها بغرور مصطنع: ايوه كده
ليليان ضحكت اوى: طب ايييه ؟ ما المارد اكشن بيقلب على اهو على رعب
مراد ضحك بغيظ و غرام رفعت حاحبها: لاء ماهو عارف إنى لو قولتله " انت شايف كدا "!

لازم يجيب ورا و مينفعش يسخن و يقول اه
علشان بعدها مش هخليه لا يشوف كدا ولا كدا
مراد رفع إيده و همس بغيظ: ميقدرش ع القدره إلا القادر

ضحكوا اوى و كمّلوا سهرتهم و الاخر مراد اخدها روّحها بعدها روّح هو و ليليان ..

عند مراد ف تايلاندا ..
مهاب إدّى لمراد عقد العربيه بتاعة همسه اللى الراجل بعتهوله .. مراد مسكه و فضل يدقق فيه و لقط منه إسم مراد عبد الله اللى العقد ب إسمه ..
مراد نادى على مازن اللى جاله بسرعه ..
مراد بحده: شوفلى اى تفاصيل عن الإسم ده
مازن: حاضر

مراد الغيظ متملّك منه لكونه لسه موصلش لحاجه .. حتى لو هيوصل فكرة الوقت خانقاه .. مش قادر يصبر ..
لمعت ف دماغه فكره ف إبتسم بمكر .. مهاب بصّله و رفع حاجبه و هو بصّله بتحدى ..
مسك موبايله و طلب الظابط اللى كلّفه ف المطار ..

مراد: هديك نمرة العربيه و عايزك تعملى بلاغ عن سرقتها
مهاب رفع حاجبه: يخربييتك يا مراد هتعمل ايه ؟
مراد شاورله بغيظ و كمّل مع الظابط اللى إستغرب ..
الظابط: سرقتها ؟
مراد: ايوه
الظابط: بس دى عربيتها .. و ممكن ببساطه جدا بالعقد بتاعها تثبت ده
مراد بنفاذ صبر: عارف و العقد ف إيدى اهو ..

مهاب بفهم: اااه و ساعتها يطلبوها ع القسم
مراد: و هتنازل عن المحضر و اقول عربيتها شبيهه لعربيتى ..بعدها اشوف بقا ست الشبيهه التانيه
الظابط فهم: تمام إدينى نص ساعه بالظبط و هكلّمك اقولك عملت ايه
مراد: خلّص و كلمنى .. اه و بقولك خلّى البلاغ ب إسمى .. مراد العصامى
الظابط قفل معاه و اتصل بحد من معارفه و فعلا قدّم بلاغ ب إسم مراد العصامى زى ما قاله ..
و اللى ف القسم إتحرّكوا بناءاً ع البلاغ و قدروا يوصلوا لبيت همسه ..

همسه و روسيليا هيناموا و فجأه جرس الباب رن ..
همسه فتحت و إتفاجأت بظابط قدامها .. إرتبكت شويه ف الاول بس زى ما مراد فهّمها متتوترش قدام حد اياً كان عشان ميستغلش ده ..
همسه بتحاول تبان طبيعيه: نعم ؟
الظابط بهدوء لإنه فاهم الوضع: حضرتك مدام ليندا ؟

همسه بقلق: ايوه .. خير
الظابط: ياريت تتفضلى معانا محتاجينك شويه
روسيليا جات ع الصوت: تتفضّل فين و محتاجنها فين ؟ هى مش هتتنقل من هنا
همسه إتّكت على إيديها: حضرتك عايز ايه يعنى ؟
الظابط: فى بلاغ متقدم ع العربيه بتاعة حضرتك و محتاجين نتحقق ف القسم
همسه بإستغراب: بلاغ ؟ و على عربيتى ؟ بلاغ ايه ده ؟
الظابط: اما تيجى معانا هتفهمى

روسيليا حاولت تعترض بس همسه منعتها و إستسلمت لمجرد إنها إتطمنت لهدوء الظابط او حاجه تانيه جواها هى اللى طمنتها بس لسه مش عارفاها ..
همسه لبست و نزلت راحت معاه ع القسم ..

عند مراد و مهاب ...
مهاب بإستغراب: اشمعنى اصرّيت البلاغ يبقا بإسمك ؟ ما كان اى بلاغ من اى حد و خلاص
مراد ب إصرار: لاء ب إسمى .. مراد العصامى
مهاب إستغرب إصراره: بردوا ليه؟
مراد بشرود: عايز اشوف وشها و هى بتسمع إسمى .. اشوف ملامحها هتتحوّل لأيه .. ابصّ ف عينيها اما تسمع إسم مراد العصامى .. ماهو مش معقوله نسيتنى ف عايز اشوف رد فعلها ..

مهاب هزّ راسه بفهم: و همسه تلقائيه مبتعرفش تخبّى
مراد هزّ راسه بتريقه: ااه هى فعلا مبتعرفش تخبّى
مهاب سكت شويه: مراد انت فعلا شاكك من ناحيتى ؟
مراد بضيق: يعنى هتكون تعرف إنها موجوده و تخبّى ؟
مهاب: لاء بس شاكك إنى ممكن ادارى اى حاجه تظهرلنا تدينها او تغلّطها
مراد بضيق: انا مقولتش كده
مهاب: بس عينيك قالت .. اسلوبك اللى بيدقق معايا و طريقتك من وقت ما جينا قالوا بالنيابه عنك.

مراد وقف بضيق و إداله ضهره و مهاب سكت شويه بعدها قام يخرج ..
مراد مسكه بسرعه: متزعلش منى يا مهاب .. انت شايف اللى احنا فيه من ساعة ما جينا .. انا مخنوق .. انت مش حاسس باللى جوايا دلوقت
مهاب ضغط على إيده بحب: لاء حاسس بيك .. و هو مهما اى حد يحس بيك مش هيبقا اكتر منى يا صاحبى

مراد غصب عنه عينيه دمّعت ف لفّ وشه بسرعه: الواحد حاسس ان جواه كلاب سعرانه بتجرى ورا بعضها و عمّاله تمزّع فيه
مهاب مش عارف يهوّنها عليه ازاى ف سكت ..
مراد إتنهد و قبل ما يتكلم قاطعه رن موبايله ف مسكه بحماس ..
مراد بلهفه: هاا ؟
الظابط: هى عندنا ف قسم (..) و
مراد مستناش يسمع الباقى و قفل و اخد مفاتيحه و موبايله و نزل ..

قدام الكل باين طاير عشان يتأكد إنها مش هى زى ما بيظهرلهم .. بس اللى جواه حاجه تانيه .. قلبه كان هو اللى طاير و بيسبقه على نبضُه اللى وقف من سنين ..
مهاب فهم إنه رايح القسم ف نزل وراه و الكل حصّله ..

وصلوا القسم لقيوا مراد واقف بإرتباك ع القسم برا خالص ..
مهاب: انت واقف هنا ليه ؟ ما يلا ندخل
مراد بتوتر: لسه مجاتش
مهاب و هو بيشدّه: طب ما تيجى نقعد جوه عقبال ما تيجى
مراد و هو جامد مكانه: لاء .. عايزها تيجى و تدخل هى الاول .. عايز انا اللى ادخل عليها .. عايز اشوف تعبيراتها اول ما تشوفنى ..
ماهو مش معقوله نسيتنى حتى لو بعد الف سنه ..

ف القسم شويه و همسه وصلت و دخلت مكتب الظابط اللى متفقين عليه ..
همسه وقفت بعصبيه: يعنى ايه العربيه مسروقه ؟ انت إتجننت ؟
الظابط ببرود لإنه واخد تعليمات بده: و الله البلاغ بيقول كده
همسه خبطت ع المكتب قدامه بنرفزه: و مين بقا الحمار اللى مقدّم البلاغ ده ؟

و جاه صوت المراد من وراها بثقه: اناااا !

همسه إلتفتت و بصّتله و بعد ما كان واقف بحده و حاطط إيده ف جيبه ..
عيونه اللى كانت كلها جمود بتلقائيه قلبت للرمادى و إتسرّبت ليها كمية لهفه إتجمّعت على هيئة دموع .. نظرته ليها كانت زايغه لمجرد ان جنون اللهفه هو المسيطر عليها ..
مهما كانت شكوكه و ظنونه بس ده مامنعش ف اللحظه دى قلب العاشق يدق زى الطبل لروحه عشان ترقص ..

و إتلاقت عيونهم ف نظره فيها شئ من جنون اللهفه .. كإن عيونهم بتنهت من كتر السباق مع الزمن .. كإن عيونهم كانت بتجرى بجنون ورا الفراق ع اللحظه دى ..

مراد:...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة