رواية لعبة في يده للكاتبة يسرا مسعد ج1 الفصل الواحد والعشرون
مرت عده ايام وظل التوتر سيد الموقف بين جاسر وسالى وسط سعاده غامره شعرت بها سوسن ولاحظه زياد
كان جاسر يستيقظ فى الصباح الباكر ويتناول افطاره بمفرده ويتجه الى عمله ولا يعود الا متأخرا للغايه ولربما ينتصف الليل ويظل غائبا
اما سالى فكانت تشعر بالسأم الشديد فحماتها لم تمكنها من رعايه سليم بالشكل اللذى اعتادت عليه واولت "داده نعمات" مسئوليه رعايه سليم بل مواعيد استيقاظه ونومه وظلت سالى تحارب حتى تحتفظ بمكانتها والا فما قيمتها.
وذات يوم رن هاتف سالى المحمول كان المتصل والدها يبلغها بأن سيرين اختها قد وضعت مولدها طالبا منها المجيىء لزياره اختها وولدها الذى تبين انه ذكرا
اتصلت سالى بمكتب جاسر رد عليها صوت نسائى ناعم بدلال فأحرزت سالى انها السكرتيره قالت لها سالى: عاوزه اكلم جاسر لو سمحتى.
السكرتيره: اسفه يافندم اصله مشغوووول خاااالص
اشتاطت سالى غضبا وقالت: حولينى ليه
السكرتيره: وحضرتك تبقى مين؟
سالى بصرامه: انا المدام
ماهى الا ثوان حتى اتاها صوت جاسر الرجولى قائلا بخشونه: نعم؟
سالى: سيرين ولدت وعايزه اروح لماما
جاسر: بالسلامه
فردت سالى علها تستفزه: وهبات ليلتين
جاسر متهكما: وماله ان شالله عشر ليالى ولا اقولك الف ليله وليله ...اسمعى انا مش فاضيلك تروحى تأدى واجب الزياره وترجعى الساعه 7 سبعه ودقيقه انتى حره ساعتها
سالى: 7 ايه الساعه 4 يعنى عبال ما اركب موصلات واقعد وارجع اكون مالحقتش حتى ااقولهم السلام عليكم
جاسر: خدى السواق يوصلك ...
لم تسمع سالى المزيد فقد انهى جاسر الاتصال.
شعرت سالى بالغيظ وقامت وابدلت ملابسها ونزلت واتجهت الى نعمات الجالسه فى المطبخ قائله: داده لوسمحتى خلى السواق يجهز عايزه اخرج
نعمات: حاضر من عنيا
سالى: انا مش هتاخر خدى بالك من سليم
نعمات: فى عنيا حبيبتى ماتقلقيش
خرجت نعمات واستدعت السائق ورأتها سوسن الجالسه فى الفرانده الواسعه فسألتها سوسن: نعمات انتى بتندهى على السواق ليه؟
نعمات: سالى هانم عايزه تخرج
سوسن: هانم فى عينك ...انا بعت السواق يجبلى حاجه روحى يالا
نعمات: لكن انا شيفاه قاعد جوه ..يمكن جه
نظرت لها سوسن بتعالى وقالت: وانا قلت انى بعته كمان انا خارجه كمان شويه ..يالا امشى من هنا
سمعتهم سالى وشعرت بالحنق من حماتها الكاذبه وخرجت رافعه رأسها وخرجت من بوابه القصر الواسعه واستقلت احدى سيارات الاجره ونقدته مبلغا محترما ليوصلها الى بيت ابيها.
وصلت سالى الى البيت وما ان دخلت حتى استقبلتها الصغيره ايمان بالترحاب: اتووو..ماما جابت لينا نونو ولد
ابتسمت سالى وقالت: وانا جيبتلكم حاجه حلوه
خرجت مجيده من المطبخ وقبلت ابنتها وقالت: طيب خليها دلوقتى لحد ما يتغدوا
سالى: معقول ماتغدتوش لحد دلوقتى
مجيده: لاء العيال هما اللى لسه ماتغدوش.
سالى: طيب حطيلى اكل معاهم ياماما عبال ما ادخل ابص على النونو ...سيرين طبعا نايمه
مجيده: ااه نامت الحمدلله ولدت طبيعى زى كل مره عقبالك ياحبيبتى يارب
دخلت سالى الغرفه بحرص ورأت مولود سيرين نائما فى السرير بجانب امه فقبلته سالى برفق شعرت بها اختها ففتحت عينيها وابتسمت وقالت: شوفتى حلو ازاى
سالى: ربنا يباركلك فيه هتسموه ايه؟
سيرين: محمد
سالى: مصر كلها اسمها محمد يابنتى اختاروا اسم تانى
سيرين: لااا دا كان ندر عليا
سالى: يتربى فى عزكم اظن ابوه مش سيعاه الفرحه
سيرين: يووووه دا بعت يجيب البلد كلهم ويعزمهم على العقيقه من دلوقتى
سالى: حقه ههههه المهم انه يطلع ولد صالح
سيرين: امين يارب وعقبالك يالولو لما اشيل ولادك.
هزت سالى رأسها بحسره فلاحظتها اختها وقالت: ماما قالتلى انكو مأجلين بس انا اعرف انك بتموتى فى العيال دا انتى طول عمرك كان نفسك تتجوزى بس عشان تخلفى ...احكيلى انتى مش مبسوطه مع جاسر ؟
سالى: ماتشغليش بالك بيا ...انا الحمد لله خدى بالك انتى من نفسك ومن صحتك عشان تقومى بالسلامه
سيرين: بجد احكيلى يا سالى ...يابنتى انا اختك مالناش غير بعض ...بعد ربنا وبابا وماما طبعا وبعدين انا خبره عنك ..مالكم بجد؟
انهارت دموع سالى وقالت: ادعيلى ياسيرين بالله عليكى كل ما اجى على بالك تدعيلى
احتضنت سيرين اختها الصغرى وقالت: دعيتلك وانا بولد والله وهدعيلك على طول ربنا يهدى سرك ويسعدك يارب
دخلت مجيده وقالت: سيرين ...اخوات معتصم جم عاوزيين يباركولك ...ادخلهم؟
سيرين: هما لحقم !ماشى يا ماما دخليهم بس استنى اسرح شعرى
سالى: انا هطلع اسلم عليهم واساعدك شويه يا ماما قبل ما امشى جاسر منبه عليا متأخرش على سبعه اكون هناك
مجيده بأسف: مش هيسيبك تباتى
سالى متنهده: لاء مارضيش
مجيده: ماشى يابنتى طاعه الزوج واجبه برضه روحى اتغدى مع العيال وخدى بالك منهم
مر الوقت سريعا وانتبهت سالى الى الساعه فوجدتها فى تمام السادسه فقررت ان تتصل بالشركه وتطلب سائقا فهى لن تعود فى سياره اجره ليعلم جاسر ان امه قد حرمتها من استخدام السياره الموجوده فى القصر
رد عليها عامل الامن فطلبت منه سالى ان يرسل لها سياره لتقلها من بيت ابيها واملته العنوان
سمعت سالى زامور السياره فسلمت على عائلتها ونزلت درجات السلم مسرعه وتفاجئت بسياره زياد تقف مصفوفه الى جانب الطريق فاقتربت منها لتجد انه زياد بالفعل
ابتسم لها زياد وترجل من سيارته قائلا: مفاجأه مش كده؟
سالى: امال فين السواق؟
زياد: اركبى
فتح لها زياد باب السياره فوقفت سالى متردده
فقال لها زياد:اركبى ياسالى في ايه هنفضل واقفين فى الشارع ...يابنتى انا اخو جوزك مايصحش الناس واقفين يتفرجوا علينا
ركبت سالى على مضض وركب زياد وانطلق بالسياره فقالت له: امال السواق مجاش ليه؟
زياد: انا مروح وانتى مروحه لازمته ايه السواق؟ هاه ازيهم الجماعه فوق؟
سالى: الحمد لله
زياد: كنتى بتزوريهم زياره عادى كده؟
سالى: قصدك ايه؟
زياد: يعنى ماتكونيش بتشتكيلهم من حاجه
سالى: واشتكيلهم ليه..انا الحمد لله كويسه وبعدين اختى ولدت فجيت اطمن عليها
زياد: بجد ...مبروك جابت ايه
سالى: محمد
زياد: محمد! ليه؟ حد يسمى محمد؟
سالى: امال يسمو ايه؟
زياد: زياد ...على اسمى
ضحكت سالى: ياسلام باماره ايه؟
زياد: باماره انى نفسى فى عيل يتسمى على اسمى
سالى: وهما مالهم؟
زياد: خلاص يبقى اعتمد عليكى انتى وجاسر بقى.
ثم اتبع بمكر ناظرا لها نظره جانبيه: بس ازاى ...وكل واحد فيكو بينام فى اوضه
انتبهت سالى الى مايقصده زياد فقالت بتهكم: هممم وياترى عندك حاجه تقولها بس مش عاوز وقلقان على اخوك بس لانى عزيزه عليك هتقولها دلوقتى ؟
زياد: دا انتى قلبك اسود اووى على فكره
سالى: انا برضه على العموم شكرا
زياد: سالى بجد انا عملت كده عشان مصلحتكم ولا انتى كنتى تحبى تفضلى على عماكى
سالى: لاء ماكنتش احب انى افضل على عمايا بس كنت احب تنورنى بدرى عن كده شويه ...فليقل خيرا او ليصمت
زياد: واللى انا قولته مش كان خير ...مش كان خير انك تعرفى.
سالى: ااه عرفت ويارتنى ماعرفت لان ببساطه مافيش حاجه اتقدمت خلاص بح بقيت متجوزه اخوك مافيش طريق عوده
زياد: وانا قولتلك بعد ماكتبتوا الكتاب عشان مايبقاش فيه طريق عوده بس عشان تكملى طريقك صح
سالى: وانت شايف انى عارفه امشيه صح!
زياد: لاء انتى مش عاوزه تمشيه صح مش مش عارفه لاء مش عاوزه تفرق ...انتى تقدرى تعيشى احسن عيشه على فكره.
سالى: ااه معاك حق بس دا على اساس ان الست الوالده راضيه عنى ومسلهالى العيشه اووى وانا يمكن اللى بتبطر
زياد: اسمعى يا سالى انتى متجوزه ااقوى واحد فين ...واللى يكاد يكون الوحيد اللى بيقف فى وشها... لو انتى ظبطتى معاه امورك هتلاقى كل حاجه اتظبطت ...واضح انك عكيتى الدنيا مع جاسر عشان كده سايبك تدخلى عرين الاسد وتقعدى فيه لوحدك
سالى: انا خلاص تعبت وزهقت ومن فضلك مش عاوزه كلام فى الموضوع ده.
ظل زياد صامتا حتى وصلو لاعتاب القصر فقال: طيب ممكن تفردى وشك ...اهم حاجه انك ماتحسيش اللى حواليكى بالى فيكى على فكره
اوقف زياد السياره وترجل منها فتحت سالى الباب وصعدت السلم برفقه زياد فتح زياد الباب ودخلت سالى لتجد ان جاسر يقف قبالها ناظرا لها بغضب شديد هى واخيه
قابلت سالى نظراته ببرود وصعدت الى غرفتها دون التحدث اليه
شرعت سالى فى تغيير ملابسها عندها فتح الباب ودخل جاسر غاضبا كما كان وامسك بذراعها بقوه وشدها اليه وقال: حمد لله على السلامه ياهانم الساعه كام دلوقتى
سالى: ماهى قدامك بتسأل ليه؟
جاسر: ردى عليا الساعه كام؟
سالى: الساعه 7 وربع
جاسر: وانا قايلك لو جيتى سبعه ودقيقه ساعتها هيكون ايه ؟
سالى بألم: اللى حصل ...سيب دراعى
لم يترك جاسر ذراعها وقال: وانا مش قايلك تاخدى السواق معاكى جايه مع زياد
كادت سالى ان تبكى وقالت: الست والدتك مارضيتش روحت فى تاكسى واتصلت بالشركه وانا راجعه يبعتوا سواق من هناك نزلت لقيته زياد جيت معاه ...قالى انه كده كده مروح فياخدنى على سكتى ..اوعى بقى سيب دراعى ..دراعى وجعنى.
ترك جاسر ذراعها تاركا عليه علامات حمراء من أثر قبضته فجلست سالى على السرير تبكى فى الم ووقف جاسر ناظرا لها شاعرا بالذنب وخرج صافقا الباب
اتجه الى غرفه اخيه الذى كان يتحدث فى الهاتف وقال له: سيب اللى فى ايدك
نظر له زياد وقال: طيب يا آشرى معلش هكلمك تانى
اغلق زياد الهاتف ونظر له فى برود وقال: خير مالك داخل كده
عندئذ امسك جاسر بتلابيب قميص زياد وقال: مالكش دعوه بمراتى...رايحالها بيت ابوها توصلها ليه... فيه ايه بينك وبينها
دفعه زياد بقوه وقال: انت اتجننت مراتك بقت اختى ...جرالك ايه للدرجادى مابقتش تفرق
اتجه جاسر الى الباب: انا لاخر مره بحذرك يازياد مالكش دعوه بيها وتبعد عنها احسنلك
خرج جاسر ولم ينتظر اجابه من اخيه والذى كان ينظر له باندهاش شديد ثم قال: دا اكيد اتجنن
مر المساء وخرجت سالى من غرفتها واتجهت الى غرفه سليم لتجده يغط فى نوم عميق جلست سالى الى جواره وملست على شعره الغزير الناعم حتى نامت بجانبه
فى الصباح دخل جاسر غرفه ابنه ليجد سالى نائمه على الارض واضعه رأسها على طرف السرير.
فأوقظها جاسر بحنان وقال لها:سالى ...سالى ...انتى نايمه كده ليه؟
فتحت سالى عيناها واعتدلت فى جلستها وقالت: راحت عليا نومه وانا قاعده جمبه
جاسر: طيب قومى نامى فى اوضتك
سالى: ماشى
جاسر: على الساعه 3 جهزى نفسك انتى وسليم هعدى عليكم اخدكم نروح نزور اهلك ونبارك لعمى واختك
هزت سالى رأسها وشعرت بالعجب فقالت: ماشى
اتجهت سالى لغرفتها ونامت من شده تعبها
مر اليوم سريعا وعند الساع الثانيه فى الظهيره اعدت سالى نفسها للخروج واتجهت الى غرفه سليم والبسته ملابسه ونزلت به الى الطابق السفلى فرأتها سوسن فقالت لها: انتى واخده الولد ورايحه بيه فين
سالى: جاسر هيعدى علينا ونروح مشوار
سوسن: مشوار فين؟
سالى: مشوار خاص
سوسن: اتكلمى معايا عدل يا بنت انتى
اتسعت عينا سالى وبدأ سليم فى البكاء وقالت بغضب: انا اتكلم زى ما انا عايزه وحضرتك اللى تراعى الفاظك انا سكتالك لانك ست كبيره وفى مقام والدتى لكن مش هسمحلك بالتطاول عليا.
عندها دخل جاسر واستمع الى شجارهم فنظرت له سوسن بغضب وقالت: كويس انك جيت عشان تعرف تربيه الشوارع اللى جيبتها بترد على امك ازاى
احمر وجهه سالى ونظرت الى جاسر فقال لها جاسر بقوه: روحى على العربيه ..سمعتى
خرجت سالى رافعه رأسها تريد ان تبكى ولكنها عوضا عن ذلك تحلت بالقوه وهدأت من روع الصغير فى تلك الاثناء كان جاسر يقف فى مواجهه امه قائلا: يظهر انى ماليش احترام فى البيت ده ولا فيه لمراتى عشان كده من بكره هنرجع الفيلا
سوسن: فى ستين داهيه انا اللى غلطانه انى قبلت بالاشكال الزباله دي فى بيتى
جاسر: كتر خيرك ...وطالما هما ستين هنقصهم يبقى 59 ونمشى النهارده
خرج جاسر تاركا امه التى شعرت بالحنق الشديد وصبت جام غضبها على الخادمه المسكينه: نعمات نعمات ...انتى يازفته
خرجت نعمات مهروله من المطبخ فقالت لها سوسن: لمى كل حاجه اللى اسمها سالى دى فى الشنط يالا بسرعه وتعالى ارميهم هنا على الباب
ظلت نعمات واقفه فصرخت بها سوسن هانم وقالت: انتى واقفه عندك تعملى ايه؟اسمعى اللى بقولك عليه
ظلت سالى صامته لفتره طويله من الوقت تنظر الى جاسر المكفهر وجهه بزاويه عينها
وفجأه قال جاسر: انتى ازاى تردى على امى؟انتى مش شايفه ان غلطاتك كترت
شعرت سالى بهجوم مبطن فى سؤال جاسر فقالت: وانا غلطت فى ايه ؟ والمفروض كنت افضل ساكته لحد امتى؟.. دى قالت عليا انى تربيه شوارع
جاسر بعند:برضه مايصحش تردى عليها دى امى وفى مقام والدتك..
سالى: لكن هيا مش بتتعامل معايا على انى بنتها دى بتعتبرنى عدوتها... كأنى خطفتك ولا لفيت عليك... فحين ان الوضع معكوس تماما
جاسر: قصدك ايه ؟...قصدك انى انا اللى ضحكت عليكى ولفيت عليكى ؟!
سالى بعصبيه: والله تفهم زى ماتفهم لكن انا كمان مش ابقى سامعه شتمتى بودانى واسكت
جاسر بعنف: لاء تسكتى وتحطى لسانك جوه بوقك كمان...لان ليكى راجل ولا مش مالى عينك ولا انتى مش عملالى اى احترام ...النهارده بتردى على امى وامبارح تتأخرى وترجعى مع زياد لوحدكم ...فاكره نفسك هسكتلك لحد امتى ...انا قبل كده قولتهالك انا صبرى عليكى ليه حدود
سالى بصوت مكتوم: كتر خيرك والله ...انا مش عارفه لولا صبرك ده انا كان زمان حالى ايه دلوقت.
جاسر: بتتريقى حضرتك ...طيب لما نرجع لينا كلام تانى مع بعض
سالى بسرعه: انا مابتهددش على فكره
جاسر بوعيد: لمى الدور يا سالى انا مش فى كل وقت بيبقى ليا خلق عليكى ..ماتوصلنيش لحاجه وترجعى تندمى عليها
سالى: واوصلك لايه بقى ان شاء الله؟
جاسر:اخرسى ...سمعتى ...اخرسى
سكتت سالى عن الكلام شاعره بالغضب الشديد والحزن البالغ على ظلم جاسر لها ونظرت الى الخلف فوجدت سليم الصغير ينظر لها بعينين دامعتين يريد البكاء فقالت لجاسر: وقف العربيه
جاسر بنفاذ صبر: ليه؟.
سالى: عايزه انزل ااقعد جنب سليم شكله خاف من صوتك العالى
اوقف جاسر السياره جانبا وقال لها: اتفضلى يا ستى... صوتى انا اللى عالى وتصرفات حضرتك هيا اللى كويسه اووى
ترجلت سالى من السياره واتجهت للخلف لتجلس الى جوار سليم ورفعته من الكرسى المخصص له واحتضنته بحنان
لا تعرف اتحضنه لتهدىء من روعه ...ام تحتمى بأحضانه الصغيره لتنسى ألمها ؟
وصل جاسر الى منزل سالى وترجل من السياره وترجلت سالى من السياره حامله سليم
فتح جاسر صندوق السياره الخلفى واخرج اكياسا عديده تحمل هدايا لاهل سالى بأجمعهم
نظرت سالى باستغراب للهدايا التى يحملها جاسر وصعدت خلفه
رن جاسر جرس الباب ففتح له محسن والدها ورحب بهما
محسن: اهلااا يا دى النور.. يادى النور.
رسم جاسر ابتسامه ودوده على وجهه بسهوله مطلقه وقال: السلام عليكم ..ازيك ياعمى ..مبروك لسيرين
محسن: وعليكم السلام يا بنى الله يبارك فيك اتفضل ..تعالى يا لولو وحشتينى من امبارح للنهارده
سالى: انت كمان وحشتنى اووى يا بابا
محسن: هاتى العكروت الصغير ده اسلم عليه
حمل محسن سليم بسعاده وقال: يا اهلا وسهلا نورت البيت
وضع جاسر اكياس الهدايا على الطاوله المقابله للباب فقال محسن: ماكنش له لزوم تكلف نفسك كل ده يا بنى
جاسر: دى حاجه بسيطه ...معلش الحاجه كانت فى الشنط راجعين بيها من امريكا ..فعبال ما فكيت الشنط ..وجت المناسبه اهيه.
محسن: الله يكرمك... فى بيتها ...وماكنش له لزوم تكلف روحك
نظرت سالى لجاسر باستغراب فهى لم تعرف بأمر الهدايا التى احضرها من امريكا من قبل
خرجت مجيده لترحب بابنتها وزوجها بسرور شديد حامله طفل سيرين
فحمله جاسر برفق واسترجع ذاكرته يوم ان حمل ابنه لاول مره كان صغيرا فى الحجم مثل هذا الوليد
قضى جاسر بعض الوقت برفقه اهل سالى وقامت مجيده باعداد اوليمه فاخره على شرف جاسر
تناول الجميع الطعام وصعد محسن برفقه جاسر ليتناولا مشروب الشاى الساخن فى الاعلى تاركا سليم ليلعب مع اطفال سيرين بسعاده
وانفردت سيرين بسالى فى غرفتها وقالت: بس باين عليكم انكم اتصالحتو ..شكله مبسوط ...بس انتى مالك هاديه كده ؟
ابتسمت سالى وقالت فى سرها: اللى مايعرفش يقول عدس ...فردت على اختها وقالت: لا بس عاوزه انام
سيرين: ومين سمعك الولد مسهرنى طول الليل ومعتصم مصدع دماغى بمكالمات وغراميات
سالى: ربنا يصلح حاله ويهدى سركم
سيرين: اامين يارب ...زمانه جاى انتو قاعدين ولا ايه ؟
سالى: ادينى قاعده وقت مايقول يالا ...يالا
سيرين: وحماتك عامله ايه معاكى؟
سالى: ماشى الحال ..انتى اخبار حماتك ايه.
سيرين: كويسه ..اتهدت اخيرا لما جبت الولد ..تعرفى ياسالى انا بحمد ربنا ليل ويانهار.. دى كانت ناويه تجوزه تانى منها لله
سالى باستنكار: وجوزك ده ايه عيل عشان تسحبه من ايده وتجوزه واحده تانيه ؟
سيرين: انا خلاص مش عاوزه افتكر اللى فات انا عاوزه اعيش واربى ولادى.. وألمهم حواليا مع ابوهم
سالى: ربنا يحفظكم
سمعت الاختان طرقا على الباب ودخلت مجيده وقالت: جوزك جه يا سيرين.
قامت سالى واستأذنت وقالت: طيب انا طالعه عشان تبقوا براحتكم
خرجت سيرين ملقيه التحيه على معتصم والذى استوقف سالى يسألها عن اخبارها قائلا: ازيك يا سالى ايه ماحدش بقى بيشوفك كنا متعودين نشوف بعض كل يوم جمعه
ابتسمت سالى وقالت: معلش الايام جايه كتير
معتصم: لا بجد حاولى نتجمع تانى البنات بتحبك اووى ...هما ليهم كام خاله
سالى: وانا ليا كام ولاد اخت ...مبروك ما جالك يتربى فى عزك.
فى تلك اللحظه نزل جاسر درجات السلم ووجد زوجته تقف لتتحدث مع معتصم بمفردهم فأحمر وجهه واشتاط غضبا
واقترب منهم فقالت سالى: معتصم جوز اختى ..جاسر جوزى طبعا عارفه
معتصم: طبعا ازى حضرتك ؟
جاسر بصوت قوى: الحمد لله ...مبروك المولود
معتصم: الله يبارك فيك ...عقبالكم يارب ...وياريت نتجمع تانى ..لسه بقول لسالى انى كنت متعود اشوفها كل جمعه دلوقتى الوضع اختلف ...ياريت نفضل على الترابط اللى كنا عليه.
نظر له جاسر بحده وقال بصوت مكتوم: ان شاء الله...يالا بينا يا سالى انا ورايا شغل ...جهزى سليم وحصلينى انا هسبق... عن اذنك يا استاذ معتصم
معتصم: اتفضل ...فرصه سعيده وان شاء الله الزياره اللى جايه تشرفونا فى بيتنا
هز جاسر رأسه وانصرف ليلقى التحيه على حماته والتى رجته ان يمكث معهم لبعض الوقت فرفض بأدب
خرج جاسر وذهبت سالى لاحضار سليم سلمت على اختها وابيها وامها للمره الاخيره وخرجت
نزلت سالى درجات السلم
وفى طريق نزولها صادفت دكتور اشرف جارهم الودود والذى ابتسم بسعاده فور رؤيتها.
وقال اشرف بدهشه: مش معقول ...لحقيتى تتجوزى وتخلفى يا دكتوره ؟
ضحكت سالى وقالت: ااه شفت ..عصر السرعه
اشرف: ههههه ربنا يخلى ..الف مبروك ...طيب هتخاويه امتى بقى ...على آخر الاسبوع ههههههههه
ضحكت سالى وقالت: ربنا يسهل ...دعواتك
اشرف: ربنا يرزقك يارب انتى انسانه طيبه وتستاهلى كل خير
ابتسمت سالى واخفضت رأسها بخجل وقالت: ميرسى يا دكتور..عن اذنك.
ثم رفعت انظارها مره اخرى لتصطدم بأعين جاسر الذى كان ينظر لها بغضب شديد صاعدا درجات السلم بتمهل
فالتفت اشرف لا تلقائيا ليرى جاسر ناظرا له بقوه ..
فرد له اشرف النظره بتحدى ود جاسر ساعتها لو تمكن من اقتلاع عينيه
سارت سالى بهدوء ونزلت درجات السلم دون ان تنبس بنبت شفه
وصلت سالى الى باب المنزل الرئيسى وهمت بالخروج واستوقفها جاسر بحده وقال: استنى ..خدى الكاب نسيتيه فى العربيه ..حطيه على دماغه الدنيا بقت برد
نفذت سالى امره ثم ركبت السياره وانطلق جاسر بسرعه فائقه فاحتضنت سالى سليم وقالت لجاسر: هدى السرعه شويه.
لم يلبى جاسر رغبتها فقد كان سارحا فى خيالاته وصوره زوجته الاولى فى احضان عشيقها لا تفارقه وحلت بالتدريج مكانها صوره سالى ضاحكه لزياد... ثم لمعتصم ...واخيرا لجارها الوسيم ورنت كلماتها فى اذنه ...انا مش طيقاك ...مش طيقاك ...مش طيقاك
قبضت انامله على المقود بشده وسار فى طريقه متجها الى فيلته والتى لم يخبر سالى بأمرها
قالت سالى فى بقلق: احنا رايحين فين؟
لم يرد جاسر عليها وتجاهلها بوضوح حتى وصل الى باب الفيلا
والتى فتحت بوابتها اليكترونيا وتقدم منه الحارس بالترحاب
ترجل جاسر السياره وفعلت سالى المثل حامله سليم
قال الحارس: اهلا اهلا يا جاسر بيه حمدلله على سلامتك.. احنا مجهزين كل حاجه زى ماحضرتك امرت
جاسر: شكرا يا عبده... فين نعمات؟
عبده: لسه واصله من شويه وبتجهز اوضه البيه الصغير.
سار جاسر فى حديقه الفيلا الخضراء وصعد درجات السلم القليله تبعته سالى ودخلت الى الباحه الواسعه وراءه
واستقبلتهم "داده نعمات " قائله: يا اهلا يا اهلا حمدلله على السلامه ...
جاسر: الله يسلمك يا داده
نعمات: انا حضرتلكم الاوض ورصيت الهدوم كلها وكمان اوضه سليم هوه نام ولا ايه ؟
سالى: ااه نام بس ممكن يصحى تانى
نعمات: طيب عنك انتى عشان ترتاحو... انا هروح انيمه فى اوضته ولو عوزتوا اى حاجه رنو الجرس ...اخلي منيره تحضر الغدا يا جاسر بيه ؟
جاسر: لاء يا نعمات انا طالع فوق ومش عاوز ازعاج
نعمات: بيتك يا بيه انا هاخد سليم لاوضته
سالى باستفهام: هيا فين اوضته؟
نعمات: اخر الطرقه
سالى باستغراب من تنظيم الفيلا: والاوض بتاعتنا فوق؟
نعمات: ايوا يا هانم ...بس ماتقلقيش انا حاطه اللاسلكى فى اوضة سليم عندى فى المطبخ وقاعده جمبه
صعد جاسر الى الطابق العلوى واتبعته سالى بعدما انهت حوارها مع نعمات وهى تقول: طيب يا داده هطلع اغير هدومى ...خدى بالك منه
صعدت سالى الى الطابق العلوى وجدت غرفه واسعه قبالها اخر الطرقه الطويله وصلت سالى اليها واغلقت الباب
فتحت الدولاب لتجد ان ملابسها وقد رصت بعنايه
همت سالى بخلع ملابسها.
وفجأه دخل جاسر حاولت سالى ستر جسدها بالملابس التى خلعتها
وقالت فى اعتراض ووجهها احمر خجلا: مش تخبط!
اغلق جاسر الباب بالمفتاح والقاه بعيدا وخلع قميصه وجذب سالى بعنف فسقطت الملابس ارضا
وقربها منه بقوه وقال فى غضب هادر: انا مش مالى عنيكى ..هه ردى عليا؟ واقفه تضحكى لده وتتكلمى مع ده... مره طليقك ..مره اخويا ...مره جوز اختك ...واخرتها جاركم حبيب القلب اللى واقفه تضحكى معاه على السلم... ولا هامك البأف اللى واقف مستنيك تحت
اتسعت عينا سالى بخوف وقالت: انت اكيد اتجننت انت بتقول ايه ؟
جاسر بصوت غاضب: ااه انا اتجننت وهوريكى الجنان اللى على اصله يا سالى ...ومن هنا ورايح هتعرفى ان كنتى متجوزه راجل ولا كيس جوافه
ودفعها جاسر بقوه على السرير واعتدى عليها
حاولت سالى مقاومته بكل ما اوتيت من قوه ..ولكنه كان اقوى منها بكثير فقد اوثق كلتا يديها بقبضه واحده من يده وخلع بيده الاخرى ماتبقى لها من ملابس
وانتهى ...
انتهى جاسر مما عزم على فعله بكل قوه ...بكل عنف
وانتهت سالى
انتهت من الصراخ والمقاومه واستسلمت لتكون تلك ذكراها الابديه يوم ان فقدت عذريتها باغتصاب زوجها لها ويالها من ذكرى
قام جاسر فزعا ...لا يصدق ما فعله
لايصدق اى درب سلكه فى اجبار سالى واخضاعها له كى توقن بقوته ...برجولته
وادرك متأخرا انها كانت ...عذراء
نظر جاسر الى نقاط الدم القليله المتبعثره على الفراش بفزع وقام وارتدى بنطاله وانطلق هاربا الى الحمام وضع رأسه تحت صنبور المياه ليضخ ماءه البارده على رأسه الساخن
رفع جاسر رأسه ونظر مليا فى المرآه الى نفسه ...اراد ان يبكى ...ان يضرب نفسه لو امكن
خرج جاسر ليجد سالى جالسه على الارض بعدما ارتدت روبا من قماش الستان الناعم الملمس ابيض اللون
ضامه ركبتها الى صدرها بفزع ...ترتعش ...تبكى فى صمت
...تتساقط الدموع من مقلتيها انهارا
اقترب منها جاسر ونزل على ركبتيه يعلو وجهه تعبير مبهم من أثر الصدمه
مد يده ببطىء ليتلمس كتفها بحنان فارجفت سالى منه خفيه وابتعدت عنه بسرعه ...ناظره له بفزع ...خائفه ان يكرر فعلته... مشمئزه من لمسته
قال جاسر بتوسل: سالى ...ااانا ...
نظرت له سالى بأعين خاويه وقامت واتجهت جريا الى الحمام واغلقت الباب واسندت ظهرها الى الباب شاعره انها على وشك ان تفقد الوعى ولكنها تماسكت واتجهت الى المغسله وفتحت صنبور الماء وشربت القليل منه ونظرت الى نفسها فى المرآه وبكت بحرقه كما لم تبكى من قبل.